المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع الفنون الإسلامية ... النشيد الإسلاميّ : أوّلا : مسيرة النشيد الإسلاميّ ..



الدكتور مروان الظفيري
23/06/2006, 04:32 AM
من روائع الفنون الإسلامية ...
النشيد الإسلاميّ :
:



حقق الفن الإسلامي عموماً، والأنشودة الإسلامية خصوصاً، في العقد الأخير قفزات نوعية في مستوى التأليف والتلحين والإنتاج والتوزيع واتساع الجماهير.
في هذا الملف، نرصد أهم المراحل التي مرّ بها النشيد الإسلامي وأبرز القضايا والعقبات التي يواجهها، ونستشرف مستقبله، ونستعرض أهم الفرق والمنشدين المبدعين في مجال الأنشودة الإسلامية.




أوّلا : مسيرة النشيد الإسلاميّ ..
من المسجد إلى الفيديو كليب :





المتابع لحركة النشيد الإسلامي يلاحظ بوضوح ازدياد عدد المنشدين والفرق الإنشادية، لتشمل شتى بلاد العالم الإسلامي، وبلاداً أخرى كالدول الأوروبية وأمريكا.. وتشارك في الإنشاد أصوات ليست عربية، فيتألق المنشد البريطاني سامي يوسف بأناشيده، وتساهم فرق إنشادية باكستانية وماليزية كذلك.. فيشعر المتابع لحركة النشيد أن هناك وعياً في العمل الإسلامي بدأ يدرك أهمية الفنون في التأثير في الشعوب. بعدما كان العمل الإسلامي لا يعير اهتماماً لهذه الفنون.
نظرة إلى البدايات :
في عام 1968 صدر أول شريط للنشيد الإسلامي، وكان على يد المنشد أبي مازن، ويمكن أن نعتبر هذا العام عام ولادة النشيد الإسلامي بشكل رسمي، الذي له طابع الجدية، وله وضوح في المبدأ والهدف، فقد كان النشيد قبلها أصواتاً متناثرة هنا وهناك، ولا تأخذ طابع الجدية في شيء، ولعلّ المنشد أحمد البربور هو المنشد الوحيد الذي كان ينشد أناشيد لامست شغاف قلوب الشباب الإسلامي، لِما كانت تتمتع أناشيده بصبغة حركية. ولكن لم يُخرج أحمد البربور أناشيده في شريط، لذا بقيت شهرته في نطاق محدود جداً.
وتوالى صدور الأشرطة تلو الأشرطة، منها ما كان لأبي مازن الذي وصل عدد أشرطته إلى تسعة أشرطة، ومنها ما كان لأبي الجود الذي وصل عدد أشرطته إلى الشريط الثامن، ومنها ما كان لأبي دجانة الذي قدّم أربعة أشرطة، وتلاه المنشد أبو محمود الترمذي الذي لم تتوقف أشرطته حتى يومنا الحاضر.
فيمكن أن نقول إن ولادة النشيد الإسلامي أخذت عقد السبعينيات بكامله تقريباً، وكان المنشدون الأربعة المذكورون هم القاعدة الثابتة الراسخة التي انطلقت منها حركة النشيد الإسلامي، وعلى سمات أناشيدهم تمحورت مفاهيم النشيد الإسلامي.
ولكن تفاجأ جمهور الإسلاميين في عام 1980 بتوقف المنشدين الثلاثة (أبو مازن، أبو الجود، أبو دجانة) عن الإنشاد تماماً، وانزوى المنشد الترمذي قليلاً. وخلَت الساحة الإسلامية من أي إنشاد جديد.
ولكن بزوغ فجر جديد للنشيد في عام 1981 بدد مخاوف انقطاع النشيد عن الساحة الإسلامية، وكان هذا الفجر الجديد متمثلاً -فقط- بالمنشد الشاب اليافع أبي راتب الذي لم تتجاوز سنين عمره آنذاك (18 سنة). ويمكن القول إن هذا المنشد استطاع بجهده الشخصي أن يعيد النشيد للساحة في أبهى صوره، بل ويمكن القول أيضاً إن أبا راتب نقل النشيد إلى حركة منظمة لها أسس وقواعد، ثم أنشأ المؤسسات الفنية التي تهتم بإصدار الأشرطة، وأقام عدة مهرجانات خاصة بالنشيد، ودرّب الفرق الإنشادية، وشارك في مسرحيات إسلامية كان لإنشاد أبي راتب فيها الدور الأكبر في نجاحها.
ومنذ بزوغ اسم أبي راتب والنشيد الإسلامي يتقدم بخطى ثابتة، وفي كل خطوة يضيف المنشدون شيئاً جديداً، وتظهر -خلال ذلك- أصوات جديدة ترفد النشيد بأشرطة تلو الأشرطة، حتى وصل المنشدون اليوم إلى إصدار أناشيد الفيديو الكليب، وصارت تظهر في القنوات الفضائية.
المستوى الفني :
كان المنشدون الأربعة (أبو مازن، أبو الجود، أبو دجانة، الترمذي) يتمتعون بمستوى فني عالٍ، من ناحية الصوت والألحان، فكانت لأناشيدهم وقع السحر على آذان الجمهور الإسلامي، ولاقت أشرطتهم ترحيباً وانتشاراً واسعاً.. ولكن لا بد من القول إن المستوى الفني عند هؤلاء المنشدين الأربعة كان له الدور الأكبر في هذا الانتشار، لأن بعض المنشدين الجدد يعتقدون أن خلو الساحة الفنية في عقد السبعينيات إلا من هؤلاء المنشدين الأربعة هو سبب الانتشار، ويعتقدون أيضاً أن المستوى الفني للنشيد الإسلامي الحالي أقوى من المستوى الفني للمنشدين الأربعة.. وهذا -طبعاً- وهْم كبير، وهو بعيد عن النظرة الموضوعية والفنية، ولا يدل -في شيء- على ذائقة فنية عميقة.
ويوازي المستوى الفني للمنشد أبي راتب المستوى الفني لسابقيه، ثم برز المنشد عماد رامي في بداية التسعينيات ليحافظ -إلى حدٍ ما- على المستوى الفني للنشيد، ثم ازداد عدد المنشدين والفرق الإنشادية لتأخذ الطابع المنظم أكثر من ذي قبل، بالإضافة إلى المحافظة على المستوى الفني المقبول للنشيد إلى حدٍ ما أيضاً.
ولكن المستوى الفني للنشيد يحتاج إلى تطوير وتجديد، لأن النشيد لم يصل بعد إلى الحد الذي ينافس حركة الغناء، لأن حركة الغناء فيها مطربون لهم وزنهم، وفيها ملحنون لهم وزنهم أيضاً، فمن غير المعقول أن يقف المنشدون عند المستوى الفني الحالي للنشيد، فالمنشدون مطالبون –بشدة- بالتطوير والتجديد.
ولكن كيف سيتم التطوير؟ وضع استراتيجية جديدة للنشيد، وتأسيس معهد فني خاص بالنشيد هو أول عمل في هذه الاستراتيجية، لأنه -بصراحة- لا يُعقل أن نتحدث عن حركة إنشاد تملأ البلاد طولاً وعرضاً ونريد أن ننافس المطربين ونحن نفتقد لمعهد فني يُخرّج منشدين وملحنين وفق أسس علمية وفنية.
بالإضافة إلى إقامة دورات فنية، ولا بد من اهتمام الحركات الإسلامية بهذه الدورات، ومن المفروض أن تتكفل الحركات الإسلامية بكل تكاليف هذه الدورات، لأن بعض المنشدين ليس لهم القدرة المالية. وهناك خامات صوتية ومواهب في التلحين تحتاج إلى صقل وتدريب. فأين يتعلم هؤلاء؟ وأمَا آن للحركات الإسلامية أن تُدخل العمل الفني وتكاليفه في أبجديات العمل الإسلامي؟ وإلى متى يظل المنشدون الناشئون ينتظرون الفرص الذهبية لاكتشافهم؟
موضوعات النشيد :
كانت موضوعات النشيد في البدايات الأولى تتمحور حول ثلاثة موضوعات لا تتجاوزهم، الأول: المعاني الروحية. والثاني: المعاني الجهادية. الثالث: المعاني الدعوية. وقد نال الموضوع الثاني زخماً كبيراً، لِمَا كان يرافقه على أرض الواقع من حركات جهادية أبرزها الانتفاضة في فلسطين. والجهاد الأفغاني الذي لعب فيه الشهيد عبد الله عزام دوراً هاماً.
ولكن بعد أن انتشر النشيد بكل واسع، خرجت أصوات تطالب المنشدين بأن يوسّعوا دائرة موضوعات النشيد لتشمل كافة مناحي الحياة، فدخل موضوع الغزل حركة النشيد، لا سيما ما يناسب الأعراس الإسلامية. وقد لاقى موضوع الغزل معارضة شديدة من البعض، ولكن حين عرض بعض النقاد موضوع الغزل على بساط الشرع تبيّن أنه لا يوجد مانع شرعي للغزل، ولكن ضمن شروط الكلام العفيف.
استخدام الموسيقا :
كان المنشدون في البدايات الأولى وحتى عام 2000 تقريباً مقتصرين على استخدام الدف فقط. ولكن بروز فتوى إباحة استخدام الموسيقى بشكل قوي في الصحف والقنوات الفضائية، لا سيما فتاوى الشيخ يوسف القرضاوي، جعل بعض المنشدين يفكر جدياً باستخدام الآلات الموسيقية، بل بعض المنشدين كان مقتنعاً بجواز استخدام الموسيقى، ولكن كان هناك الجمهور الذي لم يعتد على ذلك، فبين أخذٍ وردّ، أقدم بعض المنشدين على استخدام الموسيقى، ولعل المنشد موسى مصطفى هو أبرز هؤلاء المنشدين الذي تجرّأوا على هذه الخطوة، ونجحت هذه الخطوة، ولاقت استحساناً من البعض، وطبعاً خرجت أصوات كثيرة تعارض الفكرة من أساسها، ولم تهدأ هذه المعارضة إلى يومنا الحاضر. ولكن بعد ازدياد عدد المنشدين الذين استخدموا الموسيقى أصبحت نسبة الذين يستخدمون الموسيقى ثمانين بالمائة.
ولعل السنوات القادمة تشهد اختفاء المنشدين الذين يقتصرون في إنشادهم على الدف والطبل، لأن أشرطة النشيد التي فيها الموسيقى أخذت بعداً فنياً وتسجيلياً أقوى وأجمل من الأشرطة التي اقتصرت على الدف والطبل، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع نسبة مبيعات الأشرطة التي استخدمت الموسيقى.
الفيديو كليب :
أناشيد الفيديو كليب هي آخر المراحل الحالية التي يمر بها النشيد اليوم، وهي أقوى المراحل في تاريخ النشيد الإسلامي كله، لأن الفيديو كليب هو الأكثر عرضاً وقبولاً لدى الجماهير. ويعتبر البعض أن عصرنا هو عصر الصورة.
وقد كان المنشد البريطاني سامي يوسف هو أكثر المنشدين الذين نقلوا مرحلة (أناشيد الفيديو كليب) إلى القنوات الفضائية، لا سيما الغنائية منها. فقد قدّم سامي يوسف أنشودة (المعلم) بفيديو كليب رائع نال إعجاب الجميع، وقد فازت أنشودته بالمركز الأول في قناة (ميلودي) الغنائية.
ثم أبدع المنشد مشاري العرادة في فيديو كليب (فرشي التراب)، ولكن لم تأخذ هذه الأنشودة مكاناً في القنوات الفضائية الغنائية، وذلك بسبب موضوعها الذي لا يتلاءم مع موضوعات الفضائيات الغنائية. ثم تلاه المنشد موسى مصطفى في فيديو كليب (الأمنيات) وقد نال هذا الكليب إعجاب الكثيرين، وظهر أيضاً في القنوات الفضائية الغنائية.
ثم تكررت المحاولات في الفيديو كليب، فظهر فيديو كليب (محمد صلى الله عليه وسلم) للمنشد أحمد الهاجري، وظهر أيضاً فيديو كليب (قلبي شذا) للمنشد يحيى حوى، وظهر أيضاً كليب (الجروح) للمنشد فهد الكبيسي، بالإضافة إلى المنشد سامي يوسف الذي أنتج عدة فيديو كليبات متنوعة الموضوعات، ويمكن القول إن سامي يوسف هو المتربع على عرش الفيديو كليب الإسلامي.
رابطة الفن الإسلامي :
شعر بعض المهتمين الخليجيين بالفن الإسلامي بضرورة إقامة رابطة فنية تجمع كافة الفنون الإسلامية المتاحة التي قُدّم من خلالها فن إسلامي ملتزم، فقام نفر منهم بتأسيس رابطة الفن الإسلامي، وجعلوا مقرها في دولة السويد، وإدارتها في مدينة جدة السعودية. وما زالت هذه الرابطة ناشئة، وتسعى يوماً بعد يوم إلى جمع شمل الفنانين الملتزمين.
وقد وضعت هذه الرابطة في قائمة أعمالها دعم الفنانين الملتزمين، من حيث تدريب المواهب الفنية على حسابها الخاص. بالإضافة إلى سعيها إلى إنشاء موقع لها على الإنترنت بحيث يكون فاعلاً مع الفنانين الملتزمين، فتتابع أخبارهم، وتسعى إلى حفظ حقوقهم في الأشرطة التي يصدرونها بين الحين والآخر. ولكن -طبعاً- هذا يتطلّب جهداً واسعاً، لأن الرابطة هي مؤسسة خاصة، أي أنها لا تملك قرار المحاسبة والمتابعة للسرقات التي تحدث في عالم الأشرطة.
وهناك رابطة فنية أخرى تحت نفس الاسم يرأسها المنشد الكبير أبو راتب، ولكن وجود أبي راتب في أمريكا، وبعده عن ساحة النشيد في الدول العربية جعل هذه الرابطة اسماً بدون فعل ...
(مجلة فلسطين المسلمة)


يتبع ـ بمشيئة الله ـ

بنت الشهباء
23/06/2006, 09:42 AM
أستاذي الكريم الدكتور



مروان الظفيري

حقّا اليوم استيقظت على موضوع رائع وقيّم جدا

نعم إنه من روائع الفنون الإسلامية

النشيد الإسلامي

وكم أننا اليوم بحاجة إلى النشيد الإسلامي الملتزم بكل معاييره الأخلاقية والسياسية والإجتماعية
التي تواكب أحداث العصر في زمننا الغابر هذا ...

وإنني أجد أن من الواجب علينا أن نسعى جاهدين ونتابع حركة المنشدين في الوطن الإسلامي ,
ونرصد حركاتهم التي أخذت طابع الجدية من أول ظهورها ..

ومما لا شك فيه أن حلب الشهباء قد امتازت عن غيرها من المدن العربية والإسلامية في ظهور هذه الحركة الإنشادية , وذلك لما تتمتع به من أصوات رخيمة وشجية منذ زمن طويل ..
والذي يحاول أن يرصد تاريخ حلب الشهباء في عالم الإنشاد يجد بأن ثلة من المبدعين كان لها الصدارة في عالم المنشدين , وهذا يعود بالأصل إلى ما كانت عليه حلب الشهباء في عالم الطرب والإنشاد أمثال مصطفى الحريري , ومحمد النصار , وأحمد الفقش وغيرهم كثير وكثير ..
وظهر في فترة السبعينيات منشدين أمثال البربور الذي لا مس بحق شغاف القلوب بقوة صرخته الإنشادية المبدعة والملتزمة , وكان معه يلازمه في الطريق المنشد أبو دجانة صاحب الصوت القوي الرخيم الشجي - وباعتراف جميع المنشدين أن أبو دجانة هو أستاذ المنشدين- وذلك لما يتمتع بصوت قادر على استخدام كل النغمات في آن واحد , وأبو الجود - منذر سرميني - الذي انصرف من عالم الإنشاد إلى عالم التجارة في حلب , وأديب الدايخ وغيرهم ..

وأعجب من هؤلاء المنشدون بأن مسيرتهم مع الإنشاد قد توقفت عن العطاء ما عدا - أديب الدايخ -
تُرى ما السبب !!؟؟..
مع أن لازالت أناشيدهم لها وقع السحر على مسامع آذان الجمهور من حيث الصوت واللحن , وقوة الكلمة ...



حقّا والله بحث جميل ورائع أستاذي الفاضل الدكتور مروان

وكما عهدناك لا تأتينا إلاّ بما هو جميل ونفيس

فجزاكَ الله خيرا , وبارك الله بكَ

بنت الشهباء
23/06/2006, 03:15 PM
وأنا متابعة معكَ يا أستاذي الكريم هذا الفن الإسلامي الرائع


للنشيد الإسلامي


فسر على بركة الله

الدكتور مروان الظفيري
23/06/2006, 03:54 PM
الأخت الأديبة والتلميذة النجيبة أمينة


سوف أجمع هنا جمهرة :

من روائع الفنون الإسلامية ...

النشيد الإسلاميّ ....

بمشيئة الله

طارق شفيق حقي
23/06/2006, 04:14 PM
ربما أنتم لا تعرفون أن في المربد منشد مميز

وهو الأستاذ مروان مكانسي ابن حلب المقيم في السعودية

الدكتور مروان الظفيري
23/06/2006, 04:36 PM
حقيقة ياأخي الحبيب اللبيب طارق

غانية الحي لاتطرب

الأخ المنشد المتميز مروان قدري مكانسي

في الحي معنا ولا يطربنا

كان الله في عوننا

وهلا وغلا بأعذب الألحان لأخينا الغالي مروان

بنت الشهباء
23/06/2006, 10:26 PM
ما شاء الله أخي مروان قدري مكانسي !!...


نريد منكَ يا بلبل المربد أن تكون متابعا معنا هذا الفن الإسلامي للنشيد الإسلامي


وأجد يا أخي طارق بأننا علينا أن نتابع مع الدكتور مروان هذا البحث الرائع للناقش معا فكرة

الفن الملتزم ...

وخاصة أننا في أيامنا هذه لم نعد نرى إلاّ سوبر ستار , وستار أكاديمي وووو..........

أليس كذلكَ !!؟؟..