المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لساني لم يَعُد يكذّب هواكَ!!...



بنت الشهباء
21/06/2006, 01:08 PM
لساني لم يَعُد يكذّب هواكَ


تضافرت الآلام في القلب , واشتبكت الهموم والأحزان مع النفس , ولم يعد الفكر يستطع أن يُخْرج من رؤى باطنه معاني الإيضاح , ومفاتيح البيان , ليجعل منه مقدمة للفكر بعدما عجزت لغة القلب أن تستجمع مفرداتها لتصوغ بحث فكرها , وقد طغت الملامح السلبية على أقسام علومها , وفروع أدبها , ولم تعد قادرة على أن توجز لروح صفحة قلبها حقيقة هذا الفكر , وشقاء عذاب النفس ..

وفي حلكة دجى الليل الصامت بدأت أترقب النجوم المتناثرة في بحر السماء , وأنا أبحث في وسطها عن شهب من الأمل تبعث السكينة والهدوء في الروح والنفس !!
وإذ بطيف وكأنه شعاع من نور الأمل أراه يخترق الحجب والآفاق
مسرعا , وهو يأمل أن يزدان القلب من هيئة حسنه , وجلال هيبته , ورونق بهائه !!
بدأت أسأل النفس :
من هو ذاك الطيف الذي بدا يُسرع ، ليصل بجذوة نوره إلى روح الفكر , بعد ما أصابني جُدّ العذاب والألم !!؟؟؟
وسط هذه التساؤلات مع الفكر ، وإذ ببريق الضياء يشع نوره ليملأ كل
ما في الكون , ومن ثم يقف أمامي , ويضمّني بقوّة إلى دفء أحضانه !!
عرفتك الآن يا صديقي والله !!
عرفتك الآن يا مؤنس وحشتي !!
والله منذ زمن ، وأنا أترقب مجيئك يا حبيب القلب , ومؤنس الروح !!
راودني إحساس غريب ، وأنا أترقب نظراته , وهاجمني تغير مفاجئ ، وأنا أتلو سطور قلبه , كيف لا وقد دفعني إلى أن أحمل في صدري أجمل آيات الحب والصدق, والوفاء لكل من حولي !!
حينئذ أردت أن اتخذ أجنحة السلام لأمتطي جوادها , وأطوف بها العالم وأحدثهم عن شجوني , وآمالي وأحلامي !!
أحسست والله أنني كالطائر الذي خرج من معتقله بعد أن فكّ رباط وثاقه , وبدأ يطوف أنحاء الدنيا ليعبر عن حرية فكره!!..
وامتثل أمام رؤى عيني كالبطل المقدام الذي يقف أمامه جندي صغير , ولسانه يلجم خجلا وهيبة منه, وما عليه إلا أن يقف وقفة إجلال وصمت , وفخر واعتزاز به !!...
الآن سأهتك لكَ الحجب , وأكشف الستار عن النفس لأحدثكَ عن نفائس الصدق , وشمائل الخلق , بعدما أحكمتني التجربة لأحيا بين بدائع صفحات لسان قولكَ , ورفعة الأصل في بيان فصاحة لغتكَ , وطيبة نفائس ودرر موطن قلبكَ !!!..
مواعظ وحكمة قولكَ والله يا عزيز الفكر كانت على قلبي أشدّ إكراما , وأعظم إيمانا لتنزل بسهامها على الفكر , وأنت تأمل منه أن تشتّد قوته , ويستحسن في مودته فيأت كلامكَ موزونا في قصده , وراقيا في وزن حسن بديع كلمه !!..
نقلت القلب يا صديقي إلى سمو الفكر ليعبر لكَ عن شعوره , ويستمد منكَ طبعه وصفاءه , ومن ثم تتسع لغته حتى يتلاءم مع بيئته ومشاعر نفسه !!...
ولم يعد يناسبني بعد أن أكرمني الله بكَ إلا قولك المرتجل , ولم يعد يلائمني إلا أن أتقلب شوقا بين صفحات قلبك , ومفاخر قوتك , وحرص جمال بهاء لفظك !!......
حقا والله نبوغ عقلكَ , وتفوق فكركَ قد ارتسم أمام مجلس الروح , وطلعة النفس .. كيف لا وقد أتيت صاحبتك بخير ما جاء من معلقة أبيات الشعر , وجيد نثر الأدب , ودرع حصانة فصاحة لغة القرآن لغة العرب , لغة البيان والأدب , لغة الإيمان والهدي , لغة المعرفة والعلم !!؟؟
أعرفتم من هو صاحب الروح والقلب !!؟؟
أعرفتم من هو الذي تتكلم عنه بنت الشهباء !!؟؟
أعرفتم من هو صاحبي و صديقي الآن , ومؤنس وحشة حلكة الدرب الصعب !!؟؟


إنه الكتاب الحبيب

لكَ شيمة يا عزيز القلب , ورؤى النفس لم يعطها الله لغيرك , فلا تمنعها عن صاحبتكِ بعد أن وجدت فيكَ حسن القول, وسداد الرأي !!
ألم تعلم بأنّ الفكر قد صحا على ندى روحكَ , وشمائل كرمكَ ,وجود فضلكَ ولا يمكن بعد هذا أن يكون في منأى عن حضرة وجودكَ!!
أدعوك أيها الغالي أن لا تشدد على صاحبتكَ , ولا ترمِ بها إلى مسعر النار , وشماتة الجهل لأنني لم أعرف عنكَ والله إلاّ الصدق في الطبع , وأنفة الشرف , وعزة الإباء , وما استنبطته منكَ كان موسوما على جبهة فكركَ , ومقام علياء عنوان صفحتكَ !!

هل علمتَ بأنك الوحيد الذي ستدفع بصديقتكَ إلى علياء الفكر والأدب , فلا تحجب إذا عنها عهد الوفاء والحب والصدق , بعد أن بلغني منكَ كرم الخُلق , وعلو الفكر , وأعلم بأنكَ تأمل مني أن أقضيَ بقية عمري بين جنبات صفحات الأدب والتأدّب والعلم ....
كيف لي بعد أن وجدتكَ يا حبيبي بلساني أن يكذّب هواك !!؟؟
لا والله !!
بل سيأتيك بحديثه معتذراً , راجياً عفوكَ وسماحتكَ , ليمتد إلى سماحة صدركَ , ويسعد بحلم عقلكَ !!
أهم ما يميّزك عن غيركَ هو عذوبة لفظكَ , وقوة تأثيركَ .. ولا أريد أن تحجب عن صاحبتكَ هذا المعين الدافق النابض بالتسامح والأخوّة والحب !!..
رقيق القلب أنتَ , وجمّ المروءة صفتكَ .. لم تظلم ضعيفاً , ولم تنهب مالاً , ولم تعمل فسقاً ولا مجوناً .. لذلك فلا بدّ أن تكون صدى نفسي , ورؤى قلبي , وجذوة روح شعلة الفكر !!...

لن أنسلخ عنكَ , ولم أشبع من رواية أحاديثكَ , بل سألج باب فكركَ وأنا آمل أن أهبكَ كلمات عذبة صافية تتسلل إلى روحكَ , وتنظم لكَ أبحاثاً تتحدث عن سير خير البرية , وصحبه الصالحين المخلصين حين تلج باب الأدب الملتزم , وتروي لكَ تاريخ فكر أبى أن يكذب, أو أن يعصيَ !!

أتقبل مني أن أكون حبيبة لكَ , بعد أن بدأ القلب يخفق لذكر هواكَ!!؟؟؟

أعلم بأنّ الحياة محفوفة بالكدر , والشقاء والتعب ... لكن الله أراد لي أن أسكن جنة خلدكَ , وأستمتع بِحُسن رياض فكركَ , وطالما أنكَ حفظت سريرة قلبي ,وسكنت جنة الفكر فدع القلم يسترسل في رياض أزاهير الكلم !!...

بعد هذا كيف لي أن أبعد عن صفحاتك , و أتململ من عذوبة كلماتك !!!؟؟
أقول قولي هذا حتى تتناوله موزونا من غير تنقيح , ولم أسمح لقلمي أن يخرج إلى سفلة الابتذال لئلا تعتلّ عقيدة الإيمان , وتخور عزائم الهدي , وتختلّ مذاهب الآراء والأفكار , وأسأل الله دائماً أن يجعلني ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه !!
حملت لكّ هذا الغصن الطري لتسقيه من ماء روضكَ , وأمثال حكمتكَ , ولمعة حديث فكركَ ..
الزمان والمكان يا عزيزي لم يغير من صدق القلب , وإيمان النفس , وهدي الروح طالما حصدت من زهر النرجس بديع الرأي والفكر ..
يكفيني أيها الحبيب أنك وهبتني معاني الصدق, والرأفة والرحمة , وعلمتني المبادئ القويمة التي يجب أن يتصف بها الإنسان الحر !!
علمتني أن أغسل نفسي من الأدران , وأن أصبر على المكاره وانتصر على الذات , وأحاول أن أحطّم استعباد النزوات والشهوات !!
علمتني أن أكسب أكبر قدر من الأصدقاء والخلان , وأشاركهم الأتراح والأفراح . فليس والله أجمل شيء في الدنيا إلا ّمن يرى أن هناك من يتألم لألمه , ويفرح لفرحه !!
علمتني أن ابتسم لكل من حولي حتى ولو كانت نفسي متألمة , فتلك الابتسامة تنفض عن الإنسان غبار الآلام , وآثام الأيام !!
ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه :
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم -:

( لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم)
انظر صحيح مسلم 1/74 ، حديث رقم 54 ، وسنن أبي داود 4/350 ، حديث رقم 5193 ، وسنن ابن ماجه 1/26 ، حديث رقم 68 .

وكما قال الحبيب أيضاً -صلى الله عليه وسلم-:

( أحبُ الناس إلى الله أنفعهم للناس )

انظر المعجم الأوسط 6/58 ، حديث رقم 5787 ، والمعجم الصغير 2/106 ، حديث رقم 861 ، والمعجم الكبير 12/453 ، حديث رقم 13646 .

فما أجمل من أن يحمل القلب هذه المعاني السامية الوضيئة , ويعمل بها مع أخيه الإنسان , فهي والله أنبل وأشرف درجات العزّة والكرامة , والشرف للمسلم الإنسان !!
علّمتني أن أحمل أسمى آيات كتاب الله في الصدر , ومنه أحاول أن أخرج من أخلاط الشهوات والنزعات لترتاد الروح رياض الخضر , وزهر الجمال , ونعيم الحسن , وتنعم في رياض جنة القرآن , وأدعو الله أن يثبت آيات كتابه قولا وسلوكا وعملا في الصدر !!
هيا بنا يا أخوتي , وأهلي وكلّ أحبتي نعلن معا المحبة والصدق والإخاء, لنبني من جديد مجتمعا تقوم دعائمه على أسس المودة والوفاء , عسى الله أن يرحمنا ويعيد للإسلام الكرامة والعزة والإباء !!!





بقلم : ابنة الشهباء

ثروت سليم
22/06/2006, 12:52 PM
أتقبل مني أن أكون حبيبة لكَ , بعد أن بدأ القلب يخفق لذكر هواكَ!!؟؟؟

أعلم بأنّ الحياة محفوفة بالكدر , والشقاء والتعب ... لكن الله أراد لي أن أسكن جنة خلدكَ , وأستمتع بِحُسن رياض فكركَ , وطالما أنكَ حفظت سريرة قلبي ,وسكنت جنة الفكر فدع القلم يسترسل في رياض أزاهير الكلم !!...
(ابنة الشهباء)
دائما تحلقينَ بأرواحنا كُلَّما شغلتنا أموالُنا وأهلُونا وكلما بحثنا عن الكًمِ والكيْف حلَّقتِ بنا الى عالمٍ علويٍ وملاءٍ ملائكي

نعم وخيرُ جليسٍ في الزمان كتابُ

لكِ مني أصدق التحايا,,,,,,,,,

بنت الشهباء
22/06/2006, 10:50 PM
أخي الشاعر المربدي المبدع

ثروت سليم


كيف لنا لا نحلّق ونرتقي بالكتاب

وهو خير جليس ومؤنس لنا في زمن الغربة هذه !!!؟؟؟...

وإنني أقصد من وراء هذا أن لا نبحث عنه في عالم البحث عبر الأنترينت

بل نلمسه بشغف , ونحمله بين صدورنا ,

لننعم بوافر العلوم والآداب والأخلاق والقيم ..

ونعود إلى ما كان عليه أجدادنا ..

نستقي من تاريخنا العريق أدب الأجداد , وعلم العلماء , وسيرة الفقهاء ..

أشكركَ على تعقيبكَ الرائع يا أخي ثروت

ودمت دائماً متألقا ومميّزا

أماني محمد ناصر
03/07/2006, 08:19 AM
بنت الشهباء...

جعلتني أغوص في هذا الذي لم يكذب لسانك هواه...
سلمت يمناك اختاه على إبداعين...
إبداع الحرف...
وإبداع عنصر المفاجأة...
لك المودة وكل التقدير...

بنت الشهباء
03/07/2006, 06:20 PM
وسلّمكِ الله , ورعاكِ حبيبتي


أماني محمد ناصر


أسعدني , وأثلج روى قلبي مروركِ الكريم العبق يا أخيتي


وأرجو من الله أن أكون عند حُسن ظنّ الجميع

إنه سميع مجيب


لكِ مني خالص الودّ والوفاء

وننتظر أن تتحفينا ببديع مواضيعكِ

ودمت بخير

فؤاد بوعلي
03/07/2006, 07:00 PM
رائعة دوما يا بنت حلب الشهباء

فأنار الله قلبك وبصيرتك وهداك لما فيه الخير
مع الود والتحية

بنت الشهباء
04/07/2006, 10:58 AM
وأنار الله فكركَ , وقلبكَ , وبصيرتكَ


أخي الفاضل الدكتور

فؤاد


كم يسعدني مروركَ الكريم , وبصمتكَ العبقة على صفحاتي


دمت بخير