المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب



د.أسد محمد
21/06/2006, 09:38 AM
أسرعت فوق أشلاء آخر- قرار - مثل ريح ،
وجعلت العيب ينسل مني هاربا للوراء،
وأبعدت عني ثقل التردد ، وأصبح الضعف خلفي ،
قلت لك : كان فطوري خصامي معك ،
والعصير الذي تناولته خطواتي أشبعها ، بل دوخها ،
وإذا كان لا يعجبك ، فشجي رأسك بفتوري ،
رأيتك تستجيرين بدمعة ،
وتطلبين من جاذبيتك أن تعيدني ،
ولوحت إصبعك لي بالرجوع ،
فأشرت لك بأصابعي العشرة ، والرفض فوق رأس كل إصبع فتيل شمعة مضيء .
ابتسامة قلبتني ضد محور الهروب ، وأمسكني من طرف أذني ،
- أن أعود-
رائحة الحب كلمتني ، لحسن الطالع ، طلع مني فجرا فأبعده ،
و دعوت الميت من عاطفتي لشمها ،
عبرت أول حاجز أقامه لي ، وثاني حاجز وثالث ورابع ،
تبعني ، جلدته على مؤخرته بعصا نظراتي الغليظة ،
تركته يفك معادلته الخاصة بالعواطف، وطرت فوق أرقامه اللامتناهية ، تجاوزت آخر حاجز ،
وألقيت بنفسي حيث لا يزال للحب أثر.

***

حيث تحط نظراتي
وتدشن لي رؤيا تشكل مسحة نظر من زرقة ،
وتبني فيها حكمة ،
ولا تبرح من أمامي ، تتفرج كيف أتشكل .
حيث أمشي ومن حولي حولي ،
ومن حولي الورد .. أتذكر .
مشيمة العطر التي تغذي الفوضى فيّ ،
أجعلها كائنا حيا من خبز وجلنار .. تغرسني تحت خط الغنى ،
أول الفصول مثل جنين كبير ، يولد فصلا من شحم ولحم .
لم تتعبني تربيته ، ولم أذهب به للمدرسة ، ولم أعلمه كيف يهجي أولى الكلمات ،
رأيته على قوة مثل مطر .. وأنا تحت تراب صورتها الأخيرة تكسرتْ فلقتي وأزاحت قشور الأسئلة .
كانت مثل الهواء في غدرها ،
البارحة مرت بجانبي ، داست على دهشتي ،
انتعشتُ وأنا أركض وراءها بساقي المغروزة في حمرتي وخضرتي التي تتشكل ،
مثل يتيم أحمل وريقاتي ، وأطلب منها أن ترحل ، أن تكبر في فضاء ترسل لي منه ظلا يشبه تلك اللحظة من زمن كنت أضع رأسي على زندها وأنام ، كانت المرة الوحيدة ،
اشتعل فيها الوقت ، وبلغت قدر فراشة ،
عظيم مثل زهرة كانت بجانبي تنتظر من ينظر إليها وكنت سعيد الحظ ،
أشرت لها بأن العالم كله مسخر لنا ،
لم تجب ، وكان قلبي الواقف في ذروة ساق العاطفة في جلجلة ،
يستعين بالوقت أن يبقى في مدفنه،
ودعتني تلك التي زرعتني في جسدي ،
تلك التي مرغت غريزتي بالتأوه ، وروحي في مضمونها ،
أسمتني الوشاية المحببة بالهلامي الذي يصدق أنه يتحرك ،
وصدقت أنني أكبر في التراب دون حساب للفصول ،
وكل جميل كان مطري وغيمي ،
وكل متمرد كان مثلي لا يعرف ماذا يريد سوى أنه متمرد كفطرة من شوق،
استلقيت على ساقي أنتظر ،
وكانت تعبر ،
أنتظر ..
وتعبر..
أنتظر ،
وتعبر ،
وبدأت قيامتي ،
لا أحتاج إلى طاعة ، ولا عبودية ،ولا محبة ،
لست بحاجة للحاجة ،
وللحياة ،
سأتركهم يموتون فيّ ،
سأترك نفسي تموت في الذي يموت ،
ولايموت ، لأنه مثلي يعرف أن عنقود السماء الذي يتدلى فوقنا ،
يشكو من داء العدم ، ويبقى يتدلى ، ولا يذبل ،
ويبقى التراب حاضنا لي وأنا فوقه ، تحته ، وسطه ، معلق في فضائه : مسيح ، دجال ، نبي ، مراهق ، مشعوذ ، عابد ، عاشق ،
محتال، منتظر ..
هذا ما خمرّه الحب فيّ .

***

لست من وجدان ، أنا من محاولة فاشلة في لذة ناقصة ،
أنا محاولة فشلت حتى في غسيل صرختي عني ،
وفشلت في تثبيت جسدي حتى النهاية على أسلاكك كي تنشفه نظرات تهب من عينيك ، فلت من الملقط قبل الأوان ، ولم تكن هناك أرض موجودة لتلتقطه ، ولا عتمة ترتديه ، ولا كلمة تأويه، فعاد إليك كي يجف مما تبقى لديه من أمل بليل .
***
أحتاجك لنكون اثنين ،
احتاجك لأقول شيئا ليس من حقي أن أسمعه وحدي ،
وربما لأشرب فنجان القهوة ، أحتاجك كي لا أبقى وحيدا تتفرد بي وحدتي وتجلدني ،
كي لا يفلت مني اسمي ويضيع ، وأبحث عنه في ما تبقى منك لدي.
***
أتعاطى شرب ظلي ، دحرجته على الدرب الطويل ، محوته ، قتلته، أدخلته مختبر تسليتي ، استلدته ، وكان أكثر عبقرية مني ، لأنه كان يجرب فيّ ما اعتقدت أنني أجربه فيه .
***
كنت نكرة ،
وبعد أن قبلتك أصبحت قلما .
***
وظيفتي واحدة ، أن أطارد نفسي حتى تلحق بك .
***
أتصفح يدي التي لمستيها،
علني أجد فيها ما يفطر صومي عن النساء ،
ألثم يدي التي صافحتها ،
علني أصدق أن لدي يدا .

طارق شفيق حقي
22/06/2006, 04:36 PM
حرف مختلف :p

لي عودة باذن المولى

سما اللامي
24/06/2006, 12:40 PM
أحتاجك لنكون اثنين ،
احتاجك لأقول شيئا ليس من حقي أن أسمعه وحدي ،
وربما لأشرب فنجان القهوة ، أحتاجك كي لا أبقى وحيدا تتفرد بي وحدتي وتجلدني ،
كي لا يفلت مني اسمي ويضيع ، وأبحث عنه في ما تبقى منك لدي.
_____________________________

جميل ، بل رائع
أنتظر مزيدك استاذي

لك خالص الود
تحية عطرة لذاك القلم الذي خُلِقَ من قُبلة!

د.أسد محمد
29/06/2006, 12:13 PM
سما
سعيد
لأننا هنا اثنين

انه الحب