المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : باقة ورود شذية لأخي مروان الظفيري هدية



أبو شامة المغربي
20/06/2006, 01:02 PM
باقة ورود شذية لأخي مروان الظفيري هدية

*****

قصيدة شعرية

للشاعر

متمم بن نويرة اليربوعي



لعمري وما دهري بتأبين هالك*

ولا جَزَعٍ مِمَّا أَصَابَ فَأَوْجَعَا

لَقَدْ كَفَّنَ المِنْهَالُ تحتَ رِدَائِهِ*

فَتًى غيرَ مِبْطانِ العَشِيَّاتِ أَرْوَعَا

ولا بَرَمًا تُهْدِي النِّساءُ لِعِرْسِهِ*

إذا القَشْعُ مِن حَسِّ الشِّتَاءِ تَقَعْقَعَا

لَبِيبٌ أَعَانَ الُّلبَ مِنهُ سَمَاحَةٌ

خَصِيبٌ إذاما رَاكِبُ الجَدْبِ أَوْضَعَا

تَرَاهُ كَصَدْرِ السَّيفِ يَهْتَزُّ لِلنَّدَى*

إذا لم تَجِدْ عندَ امرئِ السَّوْءِ مَطْمَعَا

ويومًا إذاما كَظَّكَ الخَصْمُ إِنْ يَكُنْ*

نَصيرَكَ منهمْ لا تكنْ أنتَ أَضْيَعَا

وَإِنْ تَلْقَهُ في الشَّرْبِ لا تَلْقَ فَاحِشًا*

على الكأسِ ذا قَاذُورَةٍ مُتَزَبِّعَا

وَإِنْ ضَرَّسَ الغزوُ الرِّجالَ رَأَيْتَهُ*

أَخَا الحربِ صَدْقًا في الِّلقاءِ سَمَيْدَعَا

وما كان وَقَّافًا إذا الخيلُ أَجْمَحَتْ*

ولا طَائِشًا عندَ الِّلقاءِ مُدَفَّعَا

ولا بِكَهَامٍ بَزُّهُ عن عَدُوِّهِ*

إذا هو لاقى حَاسِرًا أو مُقَنَّعَا

فَعَيْنَيَّ هَلاَّ تَبْكِيانِ لِمَالِكٍ*

إذا أَذْرَتِ الرِّيحُ الكَنِيفَ المُرَفَّعَا

ولِلشَّرْبِ فابْكِي مَالِكًا وَلِبُهْمَةٍ*

شَدِيدٍ نَوَاحِيهِ على مَن تَشَجَّعا

وَضَيْفٍ إذا أَرْغَى طُرُوقًا بَعيرَهُ*

وعانٍ ثَوَى في القِدِّ حتى تَكَنَّعَا

وأَرْمَلَةٍ تَمْشِي بأشعثَ مُحْثَلٍ*

كَفَرْخِ الحُبَارَى رَأْسُهُ قدْ تَضَوَّعَا

إذا جَرَّدَ القومُ القِدَاحَ وَأُوقِدَتْ*

لهمْ نَارُ أَيْسَارٍ كَفَى مَن تَضَجَّعَا

وَإِنْ شَهِدَ الأَيسارَ لم يُلْفَ مَالِكٌ*

على الفَرْثِ يَحْمِي الَّلحمَ أَنْ يَتَمَزَّعَا

أَبَى الصَّبْرَ آياتٌ أَرَاها وَأَنَّنِي*

أَرَى كلَّ حَبْلٍ بعدَ حَبْلِكَ أَقْطَعَا

وَأَنِّي متى ما أَدْعُ بِاسْمِكَ لا تُجِبْ*

وكنتَ جَدِيرًا أَنْ تُجِيبَ وتُسْمِعَا

وَعِشْنَا بِخَيْرٍ في الحياةِ وَقَبْلَنَا*

أصابَ المَنَايَا رَهْطَ كِسْرَى وَتُبَّعَا

فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا*

لِطُولِ اجتماعٍ لم نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا

وكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيْمَةَ حِقْبَةً*

مِن الدَّهرِ حتى قيلَ لنْ يَتَصَدَّعَا

فإِنْ تَكنِ الأيَّامُ فَرَّقْنَا بَيْنَنَا*

فقدَ بانَ مَحْمُودًا أَخِي حينَ وَدَّعَا

أَقولُ وقدْ طارَ السَّنَا في رَبَابِهِ*

وَجَوْنٌ يَسُحُّ الماءَ حتى تَرَيَّعَا

سَقَى اللهُ أَرْضًا حَلَّها قَبْرُ مَالِكٍ*

ذِهَابَ الغَوَادِي المُدْجِنَاتِ فَأَمْرَعَا

فَآثرَ سَيْلَ الوَادِيَيْنِ بِدِيْمَةٍ*

تُرَشِّحُ وَسْمِيًّا مِن النَّبْتِ خِرْوعَا

فَمَجْتَمَعَ الأَسْدَامِ مِن حَوْلِ شَارِعٍ*

فَرَوَّى جِبَالَ القَرْيَتَيْنِ فَضَلْفَعَا

فَو اللهِ ما أُسْقِي البلادَ لِحُبِّها*

ولكنَّني أُسْقِي الحبيبَ المُوَدَّعَا

تَحِيَّتُهُ مِنِّي وَإِنْ كانَ نَائِيًا*

وأمسى تُرَابًا فَوْقَهُ الأَرْضُ بَلْقَعَا

تقولُ ابنةُ العَمْرِيِّ مَا لَكَ بعدَما*

أراكَ حَدِيثًا نَاعِمَ البالَ أَفْرَعَا

فقلتُ لها: طولُ الأَسَى إِذْ سَأَلْتِنِي*

وَلَوْعَةُ حُزْنٍ تَتْرُكُ الوَجْهَ أَسْفَعَا

وفَقْدُ بَنِي أُمٍّ تَدَاعَوا فلمْ أَكُنْ*

خِلافَهُمُ أَنْ أَسْتَكِينَ وَأَضْرَعَا

ولكنَّني أَمْضِي على ذاك مُقْدِمًا*

إذا بعضُ مَن يَلْقَى الحروبَ تَكَعْكَعَا

وغَيَّرَنِي ما غالَ قَيْسًا وَمَالِكًا*

وَعَمْرًا وَجَزْءًا بالمُشَقَّرِ أَلْمَعَا

وما غالَ نَدَمَانِي يَزيدَ وَلَيْتَنِي*

تَمَلَّّيْتُهُ بالأهلِ والمالِ أَجْمَعَا

وَإِنِّي وَإِنْ هَازَلْتِنِي قدْ أَصَابَنِي*

مِن البَثِّ ما يُبْكِي الحَزِينَ المُفَجَّعَا

ولستُ إذا ما الدَّهرُ أَحْدَثَ نَكْبَةً*

وَرُزْءًا بِزَوَّارِ القَرَائبِ أَخْضَعَا

قَعِيدَكَ أَلاَّّ تُسْمِعِيني مَلامَةً*

ولا تَنْكَئِي قَرْحَ الفُؤَادِ فَيَيْجَعَا

فَقَصْرَكِ إِنِّي قدْ شَهِدْتُ فَلَمْ أَجِدْ*

بِكَفِّيَ عَنْهمْ لِلْمَنِيَّةِ مَدْفَعَا

فلا فَرِحًا إِنْ كنتُ يومًا بِغِبْطَةٍ*

ولا جَزِعًا مِمَّا أَصَابَ فَأَوْجَعَا

فلو أَنْ ما أَلْقَى يُصِيبُ مُتَالِعًا*

أوِ الرُّكْنَ مِن سَلْمَى إِذن لَتَضَعْضَعَا

وما وَجْدُ أَظْآرٍ ثَلاثٍ رَوَائِمٍ*

أَصَبْنِ مَجَرًّا مِن حُوَارٍ وَمَصْرَعَا

يُذَكِّرْنَ ذا البَثِّ الحَزِينِ بِبَثِّهِ*

إذا حَنَّتِ الأُولى سَجَعْنَ لَهَا مَعَا

إذا شَارِفٌ مِنهنَّ قَامَتْ فَرَجَّعَتْ*

حَنِينًا فَأَبْكَى شَجْوُهَا البَرْكَ أَجْمَعَا

بَأَوْجَدَ مِنِّي يومَ قامَ بِمَالِكٍ*

مُنَادٍ بَصِيرٌ بالفِرَاقِ فَأَسْمَعَا

ألمْ تَأْتِ أَخْبَارُ المُحِلِّ سَرَاتَكمْ*

فَيَغْضَبَ منكمْ كلُّ مَن كان مُوجَعَا

بِمَشْمَتِهِ إِذْ صَادَفَ الحَتْفُ مَالِكًا*

وَمشْهَدِهِ ما قَدْ رَأَى ثمَّ ضَيَّعَا

أآثَرْتَ هِدْمًا بَالِيًا وَسَوِيَّةً*

وَجِئْتَ بِهَا تَعْدُو بَرِيدًا مُقَزَّعَا

فلا تَفْرَحَنْ يومًا بنفسِك إِنَّنِي*

أَرَى المَوْتَ وَقَّاعًا على مَنْ تَشَجَّعَا

لَعَلَّك يومًا أَنْ تُلِمَّ مُلِمَّةٌ*

عليكَ مَن الَّلائِي يَدَعْنَكَ أَجْدَعَا

نَعَيْتَ امْرَأً لو كانَ لَحْمُكَ عندَه*

لآوَاهُ مَجْمُوعًا لَهُ أَو مُمَزَّعَا

فلا يَهْنِئِ الوَاشِينَ مَقْتَلُ مَالِكٍ*

فقدَ آبَ شَانِيهِ إِيَابًا فَوَدَّعَا



******



د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

الدكتور مروان الظفيري
20/06/2006, 02:12 PM
لاعجب ياأخي الحبيب الدكتور أبو شامة المغربيّ

إن قصر قلمي عن الشكر لك ، فقد أوليتني

من الإحسان الجزيل ،

والشعر الجميل ، والصنع الجليل

القوافي الوفيرة ، والمعاني المشكورة

وإ ن نعمك التي طوقت بها جيدي ، وأثقلت بها كاهلي

قد أسرت جناني ، وحبست لساني ؛ ولكن الإناء

يفيض عند امتلائه

والكيل يطفح عند وفائه

وأناألاحظ منذ عرفتك :

أنك لاتدع للمجد غاية إلا سبقت إليها

ولا مكرمة إلا فعلتها وزدت عليها

لاعدمناك

وبوركت يداك