رزاق الجزائري
19/06/2006, 07:29 PM
تتبعت في التلفزة الجزائرية حصة من عدة حلقات عن المنفيين الجزائريين في* كاليدونيا الجديدة و بوراي* وهم احفاد جزائريين ثاروا ضد الاستعمار الفرنسي في القرن19 وبدأ نفيهم منذ1870 حتى العشرينيات من القرن العشرين وجلهم من قبيلة الزعاطشة الامازيغية قامت فرنسا بنفيهم بعد ثورتهم الشهيرة .غالبيتهم بدون عائلاتهم فكان ان تزوجوا من السكان الأصليين *الكايان* او من *الاخوات البيض* وقد قامت سلطات الاستعمار بفصل اولاد من تزوجو بالاخوات البيض عن آبائهم واعطائهم اسماء لاتينية وتربيتهم تربية غربية.لكن رغم هذا ورغم مرور اجيال لم ينسى هؤلاء اصولهم وصار هاجسهم البحث عن جذور هويتهم بعد ان اصبحو فاعلين في مجتمعاتهم ووصل بعضهم الى مناصب سامية وبمساعدة الحصة وصحفييها والتي تستحق اوسكارا بكل معنى الكلمة اثمرت جهود بعضهم والتقوا ببني عمومتهم من الجزائريين بعد قرن واكثر من النفي وكانت فرحة اللقاء عربية بعناق وقبل عربية ودموع بحرارة عربية فرحة اناس عرفوا ان لهم جذورا وهوية ضاربة في التاريخ يعتزون بها. وما لفت انتباهي هو معرفة هؤلاء بقضايا أمتهم وتبنيهم لها وتعاطفهم وهم الذين تربوا غربيين وكل ما يعرفونه عن العربية فقط كونهم عرب ..........
تساءلت كثيرا عن الهوية وعن الهزة التي اصابتها في مجتمعاتنا العربية و التي نلمسها في الفتور اتجاه القضية الفلسطينية مثلا و لست بقلمي المتواضع ان اكتب في موضوع هو اكبر من مستواي الثقافي والفكري ولكني ارتأيت ان أدلي برأي كعربي يؤلمه حال امته في زمن صار بثقافة كامب دافيد فيه الاستكانة و التفريط في الحقوق اعتدالا لا خيانة و العزة والرفض تطرفا لا فضيلة وكانه لا مفر الا الاستسلام لهذا الواقع المخزي .فهل انطفات جذوة الاحتجاج في هاته الامة و صارت الشريعة تقتلع من الوجدان و الهوية في سوق بلا مزاد واستعذبنا المسكنة ولم تعد هناك ذرة من خجل تستر عورتنا وصرنا نعهر أسمى التضحيات *الشهادة.*
وكأن ذلك هو العقلاني والواقعي في زمن اليوم .هيغل يقول * كل ما هو واقعي عقلاني وكل ما هو عقلاني واقعي* فاين العقلانية .كيف يكذب الاخرون في حق ليس لهم ويصدقون انفسهم ويسعون الى اقرار كذبهم بكل الوسائل وصنع هوية على هذا الاساس ونشكك نحن في حق لنا حتى التفريط فية و نسمي هذا عقلاني؟؟
نتساءل عن الهوية التي هي الأصل .في تحديدهم لمفهوم الهوية الذي يستعصى حتى اليوم عن التحديد قال الفلاسفة الغربيون*انها ما يبقى في الروح عندما ننسى كل شيء*أي بتبسيط المفهوم هي حصيلة تراكم تاريخي يرتبط بثقافة المجتمع و الروابط التي تجمع مكونات هذا المجتمع لتحركه* المحرك الذي لا يتحرك* كما قال ارسطو ليوجهنا نحو المستقبل .ونحن العرب كشعوب عريقة لم يكن ابدا مشروع الهوية باشكال عندنا حتى بالنسبة للأقليات الغير عربية التي تعيش في وسطنا العربي لان المقومات التي تجمع هاته الشعوب اكثر مما يفرقها فلا هي بمشروع راهن او مستقبلي لانها موجودة قبلا ولا تحتاج لسؤال او تعديل .لكن مثل كل شيء ظلت شيئا مؤجلا فصلناه عن الحياة وعن التاريخ .إن الفرد يوجد في مجتمع ما أولا ً ثم يكتسب هويته أو ماهيته لاحقا ً. بمعنى أن الهوية ليست معطى مقدسا ً و ثابتا ً و نهائيا ً، و إنما هي معطى تاريخي في حالة صيرورة و حركة دائمين. و لذلك فهو عرضة للمراجعة و النقد و التقويم لجعله أكثر فاعلية في أداء وظائفه الأساسية في توحيد المجتمع و تحديد من ينتسبون إليه و تمييزهم عمن سواهم. فنحن نتفق تماما ً مع من يقول أن "... ليس لهوية قيمة في ذاتها أو فيما تخلقه من شعور بالخصوصية، وإنما تنبع قيمتها مما يقدمه الإطار الذي تخلقه من فرص حقيقية للتقدم و توسيع هامش المبادرة التاريخية للشعوب و الجماعات التي تنطوي تحت شعارها"( برهان غليون, حوارات من عصر الحروب الأهلية). فحتى محاولات المثقفين النهضوية ابان القرنين الماضيين من حكم العثمانين الى الاستعمار الذي حاول طمسها بكل الوسائل الى حكم الانظمة المستبدة الشمولية من كسر هاته الطابوهات التي ظلت تحكم الهوية وتقيدها الى درجة صارت عبئا على الشعوب .نعم لقد مرت هويتنا العربية بهزات من محاولات المستعمر طمسها الى الانظمة الاحادية التي فرضت دمجا قصريا في كل المجالات وتفكيك مؤسسات المجتمع المدني التي هي الثقافة الاساس في صنع الهوية وبحجة الخوف من الغرب وعداوته كان الشعار اختيار الطغيان على التهديد الخارجي ناسين ان الاستبداد هو مدخل الاستعمار وما حدث في العراق دليل على ذلك فلم تعد أي دولة عربية اليوم بقادرة على الاجتجاج على جريمة ارتكبت بحقها وحق اخوانها لانها تخاف ان تثير غضب امريكا فتعزل النظام العميل وتنصب نظاما عميلا جاهزا .لقد اجلنا القانون والعدالة والمواطنة الى درجة صرنا نصنف فيها اعداءا للحداثة وفتحنا الباب للتدخل الاجنبي من جديد بقينا ندور ونعيش مستهلكين لثراثنا الثقافي في حين سبقتنا دول كنا نضحك يوما عليها .متناسين ان ضرورة الحياة تدفع دائما الى الابداع والثقافة هي في نمو دائم لكي تكون حية تتماشى مع الحياة بدل اجترار ماضصنعه الاسبقون .واتذكر كلمات مثقف عربي نسيت اسمه اذ يقول* ان المشهد الثقافي العربي مخلوق بثقافة الجاهز والسائد ومحاصر بتفاهات الاداري والمالي .يكفي ان ننظر الى جيوش الطلبة و الاساتذة في الجامعات اولئك البعيدين عن رهانات الوطن والمنغلقين بين جدران الجامعة.....يجب ان نقرأذاكرتنا الثقافية عربيا من غير احادية او خلفية ايديولوجية منغلقة لندرك ان العهد العباسي كان اكثر انفتاحا من هذا العهد*
كيف يمكن في ظل ظروف كهذه ان نتحدث عن مستقبل ولننظر الى حال دولنا .الكل يهرول نحو الاتحاد الاوروبي الجزائر مصر تونس المغرب الاقصى.....سعيا لارضاء الغرب افشلو الجامعة العربية واتحاد المغرب العربي ويسعون الى توسيع الاتحاد الاوربي متحدين منطق التاريخ والجغرافيا .من المؤسف ان منطق السيادة ينطبق في معايير الخلافات العربية العربية اكثر منه في الخلافات العربية الاجنبية والامثلة كثيرة من المشرق الى المغرب .دول صغرى تسعى الى تكبيل نفسها باتفاقيات تجارية وعسكرية مع دول غربية كبرى متجاهلة جوارها .مواطنون من دول عربية يسعون الى التدخل الاجنبي في بلدانهم وكان تدخل دولة اجنبية كبرى اهون عليهم من تدخل دولة شقيقة ودول عربية كبرى تسعى الى تكريس التطبيع اقتصاديا بعدما رفضته شعوبها ضاربة بعرض الحائط مفهوم المصير المشترك. ناهيك عن نقص المواطنة وثقافتها التي يلمس في أي قطر عربي وبروز هويات فضفاضة تحت مسميات دينية وطائفية صارت تعبث بالهوية الاصلية وتتنكر لها .
فهل نحن العرب نعاني من ضياع في الهوية و من نقص في المواطنة حتى تحولت الاقليات الغير عربية التي تعيش في وسطنا الى خنجر مسموم في خاصرتنا و خاصرة هاته الأمة من كردستان في العراق شرقا الى القبط و البربر في المغرب غربا . هوياتنا الفضفاضة التي برزت تحت مسميات دينية و قومية و مذهبية وطائفية ادت الى ضياع الهوية الأصلية الأمر الذي نتج عنه عدم الانتماء الى درجة تبريرالخيانة و الالتجاء الى الاخر لاحتلال شعوبهم رغم انه لايبرر و لست اقصد بذلك العراقيين فقط بل في كل مكان من الوطن الكبير فهاهم اللبنانيون و السوريون في الخارج مثلا يستفزون امريكا للضغط على حكوماتهم وكأن التدخل الامريكي او الفرنسي في شؤونهم اهون من التدخل السوري
.و يلاحظ على بعض الجزائريين من جيل الاستقلال الحنين الى فرنسا الى درجة وضع علمها كملصقات على سياراتهم او قمصانهم او شعارات لفرقهم و يخجلون من رفع علم بلادهم ناهيك عن شبان في دول عربية كثر
نعم و حكامنا دون غيرهم على وجه الارض يتشبثون بالكرسي حتى الموت و يورثونه لابنائهم من حكم بالشرعية الثورية و اخر بالشرعية التاريخية و اخر بالشرعية الملكية و اخر بشرعية الانقلاب. تحدثوا عن الديمقراطية فوصلنا إلى ماذا؟ إلى دولة لا يُحاسَب فيها الحاكم ولا يتغير إلا بفعل انقلاب أو بفعل الموت، نحن لدينا زعماء من طينة مختلفة تماما عن الزعماء الموجودين في العالم، مانديلا مثلا هذا الرجل جلس أربع سنوات حاول كل قادته قادة المؤتمر الوطني الإفريقي أن يقنعوه أن يبقى لولاية رئاسية ثانية فرفض لماذا؟ لأنه يريد أن يعطي مثالا في الزعيم الذي يدرك قيمة أنه البقاء للأمة وليس للأفراد وقيمة أن يهدي جنوب أفريقيا دولة ديمقراطية قائمة على المؤسسات يكون الرئيس فيها موظفا لدى الشعب يستطيع أن يحاسبه البرلمان، مثلا غاندي لم يتسلم الحكم من الأساس في هذه الدولة الهندية الذي رفضت المساعدات من الخارج مؤخرا في كارثة تسونامي تلك السيئة النية من الولايات المتحدة او الحسنة النية من السويد لانها تدرك انها دولة عظمى بشعبها رغم ان دخل الفرد فيها اقل من مصر بكثير لكنها المواطنة و مفهومها لديهم.
اننا كعرب نتفرج على مشهد اليم استسلام دون مقابل.اوربا تتوحد رغم اختلافها واختلاف اعراقها و ثقافتها ونحن نتفتت بالرغم من وحدة الهوية واللغة و الدين .هم يعملون من اجل مستقبل شعوبهم و نحن من اجل شعوب غيرنا
قضيتنا الجوهرية فلسطين حولناها من قضية قومية الى قضية مزايدات .ناسين ان فلسطين هي قضية وجود لا حدود وحولناها من حق مشروع الى شرعنة حق وحصرنا انفسنا في منطق انقاذ ما يمكن انقاذه مع العلم ان ما يمكن انقاذه دائما مؤجل وفي تناقص
لقد اختار حكامنا سياسة النعامة امام التحديات واخترنا كشعوب سياسة الحملان امام الذئاب.كم هو مؤلم و مخزي واقعنا الشعوب كل الشعوب تتغير نحو الافضل بسرعة مذهلة و نحن نحو الاسوأ بنفس السرعة .الشعوب تعمل من اجل مصلحتها و نحن من اجل مصلحة غيرنا فالى متى سنظل نقتفي آثار خطانا و لانمل و نكرر نفس الاخطاء و لانتعلم يكفي ان نقيس انفسنا بالاخرين و ننظر الى انفسنا في المرآة لنعلم ان 300 مليون عربي من المحيط الى الخليج لا ينتجون ما ينتجه 20 مليون فرنسي و ان اعلى دخل عند اغنى دولة عربية لا يوازي دخل الفرد في اسرائيل التي 70 من مداخيلها من التكنولوجيا و نحن لا نزال كل عام في اعيادنا الوطنية نتجمع لنستعرض جيوشا باسلحة صنعها غيرنا ؟؟؟؟؟
http://www.bordjbouarreridj.info/article.php3?id_article=104
تساءلت كثيرا عن الهوية وعن الهزة التي اصابتها في مجتمعاتنا العربية و التي نلمسها في الفتور اتجاه القضية الفلسطينية مثلا و لست بقلمي المتواضع ان اكتب في موضوع هو اكبر من مستواي الثقافي والفكري ولكني ارتأيت ان أدلي برأي كعربي يؤلمه حال امته في زمن صار بثقافة كامب دافيد فيه الاستكانة و التفريط في الحقوق اعتدالا لا خيانة و العزة والرفض تطرفا لا فضيلة وكانه لا مفر الا الاستسلام لهذا الواقع المخزي .فهل انطفات جذوة الاحتجاج في هاته الامة و صارت الشريعة تقتلع من الوجدان و الهوية في سوق بلا مزاد واستعذبنا المسكنة ولم تعد هناك ذرة من خجل تستر عورتنا وصرنا نعهر أسمى التضحيات *الشهادة.*
وكأن ذلك هو العقلاني والواقعي في زمن اليوم .هيغل يقول * كل ما هو واقعي عقلاني وكل ما هو عقلاني واقعي* فاين العقلانية .كيف يكذب الاخرون في حق ليس لهم ويصدقون انفسهم ويسعون الى اقرار كذبهم بكل الوسائل وصنع هوية على هذا الاساس ونشكك نحن في حق لنا حتى التفريط فية و نسمي هذا عقلاني؟؟
نتساءل عن الهوية التي هي الأصل .في تحديدهم لمفهوم الهوية الذي يستعصى حتى اليوم عن التحديد قال الفلاسفة الغربيون*انها ما يبقى في الروح عندما ننسى كل شيء*أي بتبسيط المفهوم هي حصيلة تراكم تاريخي يرتبط بثقافة المجتمع و الروابط التي تجمع مكونات هذا المجتمع لتحركه* المحرك الذي لا يتحرك* كما قال ارسطو ليوجهنا نحو المستقبل .ونحن العرب كشعوب عريقة لم يكن ابدا مشروع الهوية باشكال عندنا حتى بالنسبة للأقليات الغير عربية التي تعيش في وسطنا العربي لان المقومات التي تجمع هاته الشعوب اكثر مما يفرقها فلا هي بمشروع راهن او مستقبلي لانها موجودة قبلا ولا تحتاج لسؤال او تعديل .لكن مثل كل شيء ظلت شيئا مؤجلا فصلناه عن الحياة وعن التاريخ .إن الفرد يوجد في مجتمع ما أولا ً ثم يكتسب هويته أو ماهيته لاحقا ً. بمعنى أن الهوية ليست معطى مقدسا ً و ثابتا ً و نهائيا ً، و إنما هي معطى تاريخي في حالة صيرورة و حركة دائمين. و لذلك فهو عرضة للمراجعة و النقد و التقويم لجعله أكثر فاعلية في أداء وظائفه الأساسية في توحيد المجتمع و تحديد من ينتسبون إليه و تمييزهم عمن سواهم. فنحن نتفق تماما ً مع من يقول أن "... ليس لهوية قيمة في ذاتها أو فيما تخلقه من شعور بالخصوصية، وإنما تنبع قيمتها مما يقدمه الإطار الذي تخلقه من فرص حقيقية للتقدم و توسيع هامش المبادرة التاريخية للشعوب و الجماعات التي تنطوي تحت شعارها"( برهان غليون, حوارات من عصر الحروب الأهلية). فحتى محاولات المثقفين النهضوية ابان القرنين الماضيين من حكم العثمانين الى الاستعمار الذي حاول طمسها بكل الوسائل الى حكم الانظمة المستبدة الشمولية من كسر هاته الطابوهات التي ظلت تحكم الهوية وتقيدها الى درجة صارت عبئا على الشعوب .نعم لقد مرت هويتنا العربية بهزات من محاولات المستعمر طمسها الى الانظمة الاحادية التي فرضت دمجا قصريا في كل المجالات وتفكيك مؤسسات المجتمع المدني التي هي الثقافة الاساس في صنع الهوية وبحجة الخوف من الغرب وعداوته كان الشعار اختيار الطغيان على التهديد الخارجي ناسين ان الاستبداد هو مدخل الاستعمار وما حدث في العراق دليل على ذلك فلم تعد أي دولة عربية اليوم بقادرة على الاجتجاج على جريمة ارتكبت بحقها وحق اخوانها لانها تخاف ان تثير غضب امريكا فتعزل النظام العميل وتنصب نظاما عميلا جاهزا .لقد اجلنا القانون والعدالة والمواطنة الى درجة صرنا نصنف فيها اعداءا للحداثة وفتحنا الباب للتدخل الاجنبي من جديد بقينا ندور ونعيش مستهلكين لثراثنا الثقافي في حين سبقتنا دول كنا نضحك يوما عليها .متناسين ان ضرورة الحياة تدفع دائما الى الابداع والثقافة هي في نمو دائم لكي تكون حية تتماشى مع الحياة بدل اجترار ماضصنعه الاسبقون .واتذكر كلمات مثقف عربي نسيت اسمه اذ يقول* ان المشهد الثقافي العربي مخلوق بثقافة الجاهز والسائد ومحاصر بتفاهات الاداري والمالي .يكفي ان ننظر الى جيوش الطلبة و الاساتذة في الجامعات اولئك البعيدين عن رهانات الوطن والمنغلقين بين جدران الجامعة.....يجب ان نقرأذاكرتنا الثقافية عربيا من غير احادية او خلفية ايديولوجية منغلقة لندرك ان العهد العباسي كان اكثر انفتاحا من هذا العهد*
كيف يمكن في ظل ظروف كهذه ان نتحدث عن مستقبل ولننظر الى حال دولنا .الكل يهرول نحو الاتحاد الاوروبي الجزائر مصر تونس المغرب الاقصى.....سعيا لارضاء الغرب افشلو الجامعة العربية واتحاد المغرب العربي ويسعون الى توسيع الاتحاد الاوربي متحدين منطق التاريخ والجغرافيا .من المؤسف ان منطق السيادة ينطبق في معايير الخلافات العربية العربية اكثر منه في الخلافات العربية الاجنبية والامثلة كثيرة من المشرق الى المغرب .دول صغرى تسعى الى تكبيل نفسها باتفاقيات تجارية وعسكرية مع دول غربية كبرى متجاهلة جوارها .مواطنون من دول عربية يسعون الى التدخل الاجنبي في بلدانهم وكان تدخل دولة اجنبية كبرى اهون عليهم من تدخل دولة شقيقة ودول عربية كبرى تسعى الى تكريس التطبيع اقتصاديا بعدما رفضته شعوبها ضاربة بعرض الحائط مفهوم المصير المشترك. ناهيك عن نقص المواطنة وثقافتها التي يلمس في أي قطر عربي وبروز هويات فضفاضة تحت مسميات دينية وطائفية صارت تعبث بالهوية الاصلية وتتنكر لها .
فهل نحن العرب نعاني من ضياع في الهوية و من نقص في المواطنة حتى تحولت الاقليات الغير عربية التي تعيش في وسطنا الى خنجر مسموم في خاصرتنا و خاصرة هاته الأمة من كردستان في العراق شرقا الى القبط و البربر في المغرب غربا . هوياتنا الفضفاضة التي برزت تحت مسميات دينية و قومية و مذهبية وطائفية ادت الى ضياع الهوية الأصلية الأمر الذي نتج عنه عدم الانتماء الى درجة تبريرالخيانة و الالتجاء الى الاخر لاحتلال شعوبهم رغم انه لايبرر و لست اقصد بذلك العراقيين فقط بل في كل مكان من الوطن الكبير فهاهم اللبنانيون و السوريون في الخارج مثلا يستفزون امريكا للضغط على حكوماتهم وكأن التدخل الامريكي او الفرنسي في شؤونهم اهون من التدخل السوري
.و يلاحظ على بعض الجزائريين من جيل الاستقلال الحنين الى فرنسا الى درجة وضع علمها كملصقات على سياراتهم او قمصانهم او شعارات لفرقهم و يخجلون من رفع علم بلادهم ناهيك عن شبان في دول عربية كثر
نعم و حكامنا دون غيرهم على وجه الارض يتشبثون بالكرسي حتى الموت و يورثونه لابنائهم من حكم بالشرعية الثورية و اخر بالشرعية التاريخية و اخر بالشرعية الملكية و اخر بشرعية الانقلاب. تحدثوا عن الديمقراطية فوصلنا إلى ماذا؟ إلى دولة لا يُحاسَب فيها الحاكم ولا يتغير إلا بفعل انقلاب أو بفعل الموت، نحن لدينا زعماء من طينة مختلفة تماما عن الزعماء الموجودين في العالم، مانديلا مثلا هذا الرجل جلس أربع سنوات حاول كل قادته قادة المؤتمر الوطني الإفريقي أن يقنعوه أن يبقى لولاية رئاسية ثانية فرفض لماذا؟ لأنه يريد أن يعطي مثالا في الزعيم الذي يدرك قيمة أنه البقاء للأمة وليس للأفراد وقيمة أن يهدي جنوب أفريقيا دولة ديمقراطية قائمة على المؤسسات يكون الرئيس فيها موظفا لدى الشعب يستطيع أن يحاسبه البرلمان، مثلا غاندي لم يتسلم الحكم من الأساس في هذه الدولة الهندية الذي رفضت المساعدات من الخارج مؤخرا في كارثة تسونامي تلك السيئة النية من الولايات المتحدة او الحسنة النية من السويد لانها تدرك انها دولة عظمى بشعبها رغم ان دخل الفرد فيها اقل من مصر بكثير لكنها المواطنة و مفهومها لديهم.
اننا كعرب نتفرج على مشهد اليم استسلام دون مقابل.اوربا تتوحد رغم اختلافها واختلاف اعراقها و ثقافتها ونحن نتفتت بالرغم من وحدة الهوية واللغة و الدين .هم يعملون من اجل مستقبل شعوبهم و نحن من اجل شعوب غيرنا
قضيتنا الجوهرية فلسطين حولناها من قضية قومية الى قضية مزايدات .ناسين ان فلسطين هي قضية وجود لا حدود وحولناها من حق مشروع الى شرعنة حق وحصرنا انفسنا في منطق انقاذ ما يمكن انقاذه مع العلم ان ما يمكن انقاذه دائما مؤجل وفي تناقص
لقد اختار حكامنا سياسة النعامة امام التحديات واخترنا كشعوب سياسة الحملان امام الذئاب.كم هو مؤلم و مخزي واقعنا الشعوب كل الشعوب تتغير نحو الافضل بسرعة مذهلة و نحن نحو الاسوأ بنفس السرعة .الشعوب تعمل من اجل مصلحتها و نحن من اجل مصلحة غيرنا فالى متى سنظل نقتفي آثار خطانا و لانمل و نكرر نفس الاخطاء و لانتعلم يكفي ان نقيس انفسنا بالاخرين و ننظر الى انفسنا في المرآة لنعلم ان 300 مليون عربي من المحيط الى الخليج لا ينتجون ما ينتجه 20 مليون فرنسي و ان اعلى دخل عند اغنى دولة عربية لا يوازي دخل الفرد في اسرائيل التي 70 من مداخيلها من التكنولوجيا و نحن لا نزال كل عام في اعيادنا الوطنية نتجمع لنستعرض جيوشا باسلحة صنعها غيرنا ؟؟؟؟؟
http://www.bordjbouarreridj.info/article.php3?id_article=104