المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهوية الحضارية للفلسطينيين ..من يدافع عنها ؟؟؟



شـهـيـد
24/10/2004, 02:19 PM
تواجه المدن والريف والبادية في فلسطين المحتلة معركة حضارية من أضخم ما عرفت في أي وقت من تاريخها ، وحتى الآن نحجم عن تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة ، كما نتحرج فيما يبدو عما قد يحسبه بعضهم زجا بالعلم في السياسة ، ومزجا للشخصية بالموضوعية ، ويتمثل هذا الواقع في غياب المجابهة بالرد العلمي والموضوعي لتأكيد الهوية الحضارية الأصيلة للنظم الحضرية والريفية في اللأراضي المحتلة ..أمام التيار الصهيوني المتدفق ببحوث واهية تهدف الى تزييف البنية الحضارية العربية الاسلامية لفلسطين وخصوصا بعد حربي 1948-1967 ...إنها سياسة التصفية الحضارية....بعد جيوبوليتيكي وتاريخي وحضاري تتبناه اسرائيل من أجل تغيير السمة الحضارية لفلسطين وطبعها بمخططات الصهيونية : التهويد الكامل ......
تزامنت الحركة الصهيونية أو الحملة الصليبية الجديدة منذ بدايتها مع آخر موجة من موجات الاستعمار الاوربي الحديث الهادف الى السيطرة على افريقيا المدارية ، الا أن أهداف الصهيونية تزامن تحقيقها - الدولة اليهودية - مع انتهاء عصر الاستعمار بوجه عام . فالصهيونية منذ بدايتها في الحقيقة حركة سياسية تقنعت بالعاطفة الدينية لتخلق من رؤيا العودة الى أرض الميعاد ايديولوجية تاريخية ودينية تجمع يهود الشتات حولها .
ومن هنا التقت الامبريالية العالمية مع الصهيونية لقاء تاريخيا على المصلحة الاستعمارية المتبادلة ، فيكون الوطن اليهودي قاعدة تابعة وحليفا مضمونا يخدم مصلحة الامبريالية العالمية وذلك ثمنا لخلقه وضمانا لبقائه .
وقد مر تكوين اسرائيل بثلاث مراحل : التغلغل - الغزو - التوسع .

1-تغلغل المهاجرين بموجات تسلل ترتب عليها تكوين نواة من اقلية يهودية مع نهاية القرن التاسع عشر وانتزاع موطن قدم بسياسة شراء الأراضي المخطط لها سابقا .وبهذا تكونت نواة المجتمع اليهودي غير المشروع مع بداية القرن ال20 في فلسطين .....[/size]

هــــــــــــــــــــــــــــــام جدا :

هذه السياسة تتبع اليوم في العراق بأدق التفاصيل لاعادة تهجير يهود العراق والاستلاء على أكبر قدر من الممتلكات الاستراتيجية والعقارات في العراق وبالتحديد في بغداد

2- أما مرحلة الغزو فتم فيها الاغتصاب الشامل للأرض بعد تواطؤ بريطانيا مع الصهيونية وانسحابها من فلسطين عام 1948.وبعد حرب الفلسطينيين تم طرد مليون فلسطيني خارج الأرض المحتلة رافقها تدفق المهاجرين اليهود من الشتات ليجتمع آنذاك مليوني يهودي صهيوني يمثلون 13 % من يهود العالم ..وبهذا استطاعت الصهيونية العالمية بالعنف والدسيسة والخداع أن تحول التاريخ القزمي الممسوخ الى جغرافية ، وتحويل زمان الى مكان والفكرة الى دولة ..لأن وجود اليهود في فلسطين تاريخيا لم يكن سوى جملة معترضة في تاريخها ...لكن !!!!!!!.

3- وانطلاقا من أهمية المكان أو ما يعرف بالمجال الحيوي في المفهوم النازي والصهيوني كمتغير استراتيجي في العقلية الصهيونية صرح ابن غوريون بأن هذه الدولة اسرائيل ليست الهدف النهائي ...كما أنها لا تحل المشكلة لليهود بمساحتها ، ولكنها مرحلة مهمة لتحقيق الأهداف الصهيونية العظمى " دولة اسرائيل من الفرات الى النيل " وقد ترتب على ذلك السلب السريع لأراضي الفلاحين الفلسطينيين العرب في اسرائيل ..حيث انخفضت حصة الفلاح الفلسطيني مثلا من 15.1 دونما عام 1945
الى 5.5 دونما عام 1964 ...وانخفض متوسط نصيب الفرد العربي الفلسطيني العربي من الاراضي المزروعة من 8.4 دونما عام 1945 الى 2.2 دونما عام 1964 ...بينما وصل متوسط حصة الفلاح الصهيوني 10.4 دونما عام 1964 ..... أما اليوم فلا حصة له ويهدم منزله أمام عيون العالم اجمع ويرغم على سكن الخيام خارج أسوار القدس تحت أنظار الأوثان العربية ... اشهد يا تاريخ ..اشهد


وكنتيجة لحرب حزيران عام 1967 ، أصبحت مساحة اسرائيل تعادل ثلاثة أضعاف مساحتها قبل الحرب ..وبلغ عدد السكان العرب في الضفة الغربية والجولان وسيناء وغزة بالاضافة الى عرب فلسطين المحتلة منذ عام 1948 حوالي 1.4 مليون نسمة مقابل حوالي 2.4 مليون صهيوني ....
وقد رافق الانقلاب الديمغرافي بعد 1967 ظهور استراتيجية جديدة في الاستيطان الصهيوني تتمثل في :

1- [size=6]ضم مدينة القدس العربية الى القدس المحتلة عنوة لتوحيد المدينة المقدسة ، مع الاسراع في تغيير التركيب الداخلي ، والمظهر الخارجي للقدس العربية ولهوامشها التى تضم مناطق مخيمات لاجئي عام 1948 ...وكذلك الاسراع في بناء المستوطنات وفق نموذج يختلف عن نماذج الاستيطان في الاراضي المحتلة الاخرى بهدف تغيير المظهر العربي والاسلامي الحضاري للمدينة ثم التهويد الكامل .

2- الاستمرار في الاستيلاء على الاراضي ومصادرتها والموارد الطبيعية من مياه وتربة ونبات طبيعي ...مع انشاء شبكة المستوطنات الصهيونية وفق نظام تخطيطي يحطم بنية وشبكة المدن والقرى الفلسطينية والقضاء على وظائفها الاجتماعية والاقتصادية ...وخطة عزل هذه المدن تم طوليا وعرضيا وانتشاريا سواء في الضفة الغربية أو الجليل أو النقب ..السيطرة على المواقع الاستراتيجية العسكرية ببناء مستوطنات على ذرى التلال والجبال الفلسطينية ، وفي الاغوار لتقوم بدور الهجوم اثناء الحرب والدفاع عن مراكز الثقل العمراني في الساحل الفلسطيني وكانت المحصلة النهائية لهذا النمط الاستيطاني الجديد سواء حول القدس أو الضفة الغربية ما يلي :


أولا : الغاء نقاط الضعف في الخارطة الاسرائيلية والتي كانت مهيمنة قبل سنة 1967
ثانيا : تهويد مدينة القدس وتهويد الأراضي الخلاء شرقي جبال نابلس والقدس وضرب العقيدة في مركزها ونواتها النووية في اقليم القدس أي الخليل ... وكان هذه المستوطنات تشير بنمطها القتالي هنا يكمن مقتل فلسطين