المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دروس في غرائب وطرائف اللغة ...



الدكتور مروان الظفيري
18/06/2006, 05:54 PM
دروس في غرائب وطرائف اللغة:

عبد الوهاب قتاية يصحب الجميلة في رحلة مشوقة




القاهرة القدس العربي صدر ضمن مطبوعات كتاب البيان للكاتب المصري عبد الوهاب قتاية كتابه في صحبة الجميلة ، والجميلة هنا حتي لا يختلط الأمر هي اللغة العربية.

والكتاب يتناول الكثير من نوادر هذه اللغة وهو مقسم إلي خمسة فصول الأول حول عدد من التعابير المأثورة والثاني عن الأخطاء الشائعة والثالث تحت عنوان متشابهات والرابع من حروف المعاني والخامس عن الصواب المتشابه.

في الفصل الأول يتناول قتاية بعض التعابير المأثورة وأصلها ومعانيها مثل حياك الله وبياك و لا جرم ورفع عقيرته بالشكوي أو الغناء، وبلغ السيل الزبي، ولعمرك، ليت شعري، عرض الحائط، والعصا لمن عصي، الحابل النابل، وغير ذلك من هذه الجمل المأثورة.

وعن جملة سقط في يده يقول الكاتب انها من التعابير البلاغية المأثورة في معني: زل وأخطأ وندم وتحير يقال: سقط في يده بضم السين وكسر القاف، أي ببنائه للمجهول، ويقال: أسقط في يده: بضم الهمزة وكسر القاف، أي ببنائه للمجهول و في القرآن و لما سقط في أيديهم. و هذا المعني حسب الكاتب يستعمل فيه الفعل سقط الذي معناه الأصلي: وقع كما في قولنا، سقط القلم من يدي، وتتفرع من ذلك معان ودلالات أخري كثيرة، ويدلل الكاتب علي ذلك بعدد من المعاني أبرزها قول وضاح اليمن: قال: لقد أعييتنا حجة، فأت إذا ما هجع الساهر.

أما تعبير كيفما اتفق بفتح التاء وتشديدها وفتح الفاء، فيقول عنه انه تعبير شائع معناه وقوع الأمر عرضا ومصادفة وكيفما كان، يقال: اتفق الأمر أي وقع عرضا وصدفة، كقول بعضهم: اتفق أن شهدت وقوع الحادثة، ويقال للشيء الذي يقع اتفاقا، أي كيفما اتفق.

أما عن تعبير بيضة الديك فيقول المؤلف انه من التعابير المأثورة التي تجري مجري الأمثال، ويقال للشيء مستحيل الوجود، أو الذي لا يقع إلا مرة واحدة، ومن ذلك يقال للبخيل يعطي مرة ثم لا يعود، ومن ذلك أيضا قول الشاعر بشار بن برد لمحبوبته: قدرتنا مرة في الدهر واحدة، ثنّي، ولا تجعليها بيضة الديك.

ويضيف المؤلف أن أصل المثل أن الديك في زعم بعض الناس يبيض مرة واحدة، والبيضة هي ما تضعه إناث الطير ونحوها، وتكون منها صغاره والجمع بيضات وجمع الجمع بيوض ويقول قتاية انها تستعمل في تعابير كثيرة منها: بيضة الحذر، ويقال للمرأة المصونة، بيضة البلد، ويقال للشخص المعروف بالسيادة، بيضة القوم، أي حوزتهم وحماهم، بيضة الدار، وسطها، بيضة الشيء، أصله، بيضة النهار، بياض النهار، بيضة الصيف، شدة حره، بيضة السنام، شحمة السنام.

أما مصطلح قيد شعرة فيقول عنه المؤلف انه في اللغة القيد بكسر القاف ومدها هو القدر والمقدار، يقال مثلا في وصف الإنسان الثابت علي مبادئه: هو لا يحيد عن مبادئه قيد شعرة، أو قيد أنملة، أي مقدار شعرة أو مقدار أنملة وهي عقدة إصبع، ويقال مثلا: بينهما قيد رمح، أي مقدار رمح ويضرب المؤلف مثلا علي ذلك بقول الشاعر: هل الوجد إلا أن قلبي لو دنا قيد الرمح لالتهب الجمر ، ويضيف المؤلف أنه في صيغة أخري مرادفة يقال: قاد شعرة، وقاد أنملة، وقاد رمح، ففي اللغة، القاد هو القدر أي المقدار، مثل القيد بكسر القاف ومدها.

و في باب الأخطاء الشائعة يقدم عبد الوهاب قتاية عددا من النماذج الدالة علي ذلك، ويبدأ بتأثيرات اللغة العامية ويقول ان في اللغة مجموعة من الأفعال التي يتكرر فيها الحرف الأخير، أي يضعف أو يشدد أو يدغم. مثل ذلك من الفعل الثلاثي المجرد مر فرّ، سر بتشديد الراء في كل منها وحل وظل، ومل بتشديد اللام.

ويضيف المؤلف أنه من خصائص هذه الأفعال المشددة الآخر وأحكامها أن يفك هذا الإدغام أو التضعيف أو التشديد، حين تسند إلي ضمائر الرفع المتحركة مثل تاء المتكلم والمخاطب ونا المتكلمين ونون النسوة، فنقول في الفعل مر، مررت، ومررنا، ومررن.

ونقول في الفعل اعتز، اعتززت، واعتززن، ويري المؤلف أن المشكلة تكمن في أن بعض هذه الأفعال المشددة الآخر، وخاصة المزيدة منها، كثيرا ما تكون ضحية لخطأ معيب يرتكبه بعض المتحدثين بحقها، فيقولون مثلا استغليت بدلا من استغللت واستعدينا بدلا من استعددنا، واستمريتم بدلا من استمررتم، ويرجع المؤلف هنا التأثير إلي الاستعمالات العامية المنشطة للغة.

و يتوقف المؤلف أيضا عند بعض الأخطاء الشائعة في الخطاب الصحافي مثل إخلاء لجرحي والصحيح هو إجلاء الجرحي طالما كان المقصود هو إخلاء المكان منهم، أما كلمة علمانية فيري المؤلف انه يشيع خطا في نقطها حيث ينطقها كثيرون بكسر العين، فيقولون العلمانية ، دولة علمانية ، مفكر علماني بكسر العين، ظنا منهم أن النسبة في ذلك كله هي إلي العلم بكسر العين ومبادئه المنطقية وقوانينه المادية، وذلك في مقابل النسبة إلي الدين ومسلماته الغيبية. ويقول المؤلف ان الصواب هو علماني بفتح العين وتسكين اللام ومعناه العالم بفتح اللام وهو الخلق كله.

وعن الحروف التي لا لزوم لها يقول عبد الوهاب قتاية مثالا علي ذلك سلب منه ماله وهو خطأ والصواب يقال سلبه ماله وذلك لأن الفعل سلب يتعدي إلي مفعولين بنفسه، لا بالحرف من مصداقا لقول الله وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه.

ينطبق الأمر علي الفعل أعطي حيث يقال أعطي له مكافأة بتعدية الفعل بحرف اللام، علي الرغم من أنه من الأفعال التي تتعدي بنفسها إلي مفعولين والصواب أن يقال أعطاه المكافأة.

و يضيف المؤلف أنه يشيع علي الألسنة تعدية بعض الأفعال بحرف من حروف الجر وهي أصلا تتعدي بنفسها، ولا تحتاج إلي استعمال حرف جر معها ومن الأمثلة التي يقدمها بت فلان في الأمر بتعدية الفعل بحرف الجر في هذا خطأ، صوابه تعدية الفعل بنفسه، أي أن يقال بت فلان الأمر، وكذلك جملة شارف المهرجان علي النهاية، صحيحها: شارف المهرجان نهايته، وساد علي قومه، وصحيحه ساد قومه، كذلك يتناول المؤلف جوانب من أخطاء الكتابة وضبط الألفاظ والأفعال حيث يتناول المؤلف استخدامات مختلفة وصائبة للغة في الوقت نفسه.

يقع الكتاب في 204 صفحات من القطع المتوسط وتذيل بكلمة لمؤسسة البيان عن محتوي الكتاب.