المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتخبات من كتب التُّراث ... من طرائف كتب التُّراث العربيّ والإسلاميّ ..



الدكتور مروان الظفيري
18/06/2006, 03:01 PM
قصّة الشِّيْعِـيّ مـع الأمـويّ :






عـُرِض على الخليفة المنصور، وهو في مكة للحج، جوهرٌ فاخر، فعرفه، وقال:‏ ‏ هذا الجوهر كان لهشام بن عبد الملك ثم صار إلى ابنه محمد الذي لم يبق من أهل هشام أحد غيره.‏ ‏ ثم قال للربيع:‏ ‏

إذا كان غداً وصلـّيتُ بالناس في المسجد الحرام واجتمع الناس فيه فأَغلـِق الأبواب ووكـّل بها ثقاتك من الشيعة، وافتح للناس بابـاً واحداً منها وقـِفْ عليه أنت فلا يخرج أحد إلا من قد عرفتـَه.‏

‏ فلما كان من غد فعل الربيع ذلك. وتبيـّن محمد بن هشام القصة وعلم أنه هو المطلوب، فتحيـّر.

وأقبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فرأى محمد بن هشام متحيـّراً وهو لا يعرفه، فأنكر أمره، وقال له:‏

‏ يا هذا، أراك متحيـّراً تتلفـّت يمينـاً وشمالاً.

فمن أنت !!؟‏

‏ قال: أنا محمد بن هشام بن عبد الملك. فمن أنت؟‏ ‏

قال: أنا محمد بن زيد بن عليّ بن الحسين.‏ ‏

قال: فعند الله أحتسب نفسي.‏

‏ قال: لا بأس عليك يا ابن عم، فإنك لست قاتل أبي ولا في قتلك إدراك ثأره،

وأنا الآن بإنقاذك أَوْلـَى مني بإسلامك إليهم، ولكن تعذرني فيما أتناولك به من مكروه وقبيح خطاب أخاطبك به يكون فيه خلاصـُك بمشيئة الله.‏ ‏

فقال: يا سيدي أنت وذاك.‏ ‏ فطرح ابن زيد رداءه على رأس ابن هشام ووجهه، وأقبل يسحبه وهو يلطمه حتى جاء به إلى الربيع، فقال له:‏ ‏

يا أبا الفضل، إن هذا الخبيث جمـّال من أهل الكوفة هرب مني دون أن يؤدّي إليّ حقي، ولي عليه بذلك شهود. فابعث معنا حـَرَسيـَّين يصيران بي معه إلي القاضي.‏

‏ فضمّ إليه الربيع حرسيـّين وقال:‏ ‏ إمضيا به معه.‏

‏ فلما بعدوا من المسجد، قال ابن زيد لابن هشام.‏ ‏ يا خبيث، أتؤدّى إليّ حقي؟‏

‏ قال: نعم يا ابن رسول الله.‏ ‏ فقال ابن زيد للحرسيـّين:‏ ‏ انصرفا في حفظ الله.‏ ‏

فانصرفا. فلما بعـُدا أطلقه، فقبـّل ابن هشام رأسه، ثم أخرج جوهراً له قدر عظيم فدفعه إليه وقال:‏

تشرّفني يا سيدي بقبول هذا مني.‏

‏ فقال ابن زيد:‏

‏ اذهب بمتاعك يا ابن عم، فلستُ ممن يقبل على المعروف مكافأة ...

( من كتاب : "المستجاد من فعلات الأجواد" ؛ للقاضي التنوخيّ المتوفى سنة 342هـ )