المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مكتبـــــة أدب السيــــــرة الذاتيــــــة



الصفحات : [1] 2

أبو شامة المغربي
17/06/2006, 10:47 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
مَكْتبَة أبي شَامَة الْمَغربي الْخَاصَّةِ بأدَب السِّيرَةِ الذاتِيةِ
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
18/06/2006, 10:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
مكتبة أدب السيرة الذاتية
***
"الطريق إلى مكة"
تمت مؤخراً إعادة طبع كتاب رحلة محمد أسد إلى الإسلام "الطريق إلى مكة" للمرة التاسعة، وهو كتاب يهم الكثير من القراء المهتمين بالاسلام.
مؤلف الكتاب هو ليوبولد ويس، وهو اسم رجل ولد يهودياً في النمسا عام 1900م.
هذا الرجل ترك النمسا عام 1922م في رحلة صحافية إلى أفريقيا وآسيا.
- عام 1926م اعتنق الإسلام وصار اسمه محمد أسد.
- عام 1954م نشر كتاباً بالانجليزية عن رحلته الروحية (والجسمانية): الطريق إلى مكة.
ترجمة الكتاب العربية الجميلة صدرت في الخمسينات عن دار العلم للملايين (بيروت) بتوقيع عفيف البعلبكي.
الكتاب ما زال يطبع منذ ذلك الحين - (الطبعة الثامنة صدرت في سنة 1994م)، وقد صدر أخيراً في طبعة إنجليزية أخرى، وتعد استعادة كتاب محمد أسد اليوم (وهو من عيون أدب الرحلات وأدب السيرة الذاتية الروحية الكلاسيكية) مفيدة، في ظل الحركة المتبادلة بين الشرق والغرب: الكتب التي تعرض الإسلام وحياة المسلمين تحتل قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في الغرب.
"الطريق إلى مكة" يشبه رواية في بنائه الهندسي المحكم وانتقاله بين الأزمنة وأسلوب سرده الأنيق للشخصيات والأماكن.
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
18/06/2006, 11:52 PM
ابن الجوزي مترجماً لنفسه
حنان بنت عبد العزيز سيف
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
بحث قيم يتناول ترجمة عالم إمام من أئمة المسلمين، والجديد في هذه الترجمة أنها مما ذكره ابن الجوزي عن نفسه متفرقاً في كتبه ومؤلفاته، فجمعته الباحثة ثم قسمت الدراسة إلى أربعة أقسام: الأول: ترجمة ابن الجوزي نفسه. الثاني: مشيخة ابن الجوزي. الثالث: صِلاته بعلماء عصره وأعيان زمانه. الرابع: أحداث عاصرها ابن الجوزي.
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
24/06/2006, 11:06 AM
التَّرَاجمُ وَالسِّيرُ
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
للاطلاع على الرابط الآتي:
التراجم والسير (http://www.angelfire.com/nd/prose/tarjem.htm)
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
30/06/2006, 01:13 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
في طفولتي
دراسة في السـّيرة الذّاتيـّة العربيـّة
تأليف: تيتز رووكي
ترجمة: طلعت الشـّايب
بقلم: فاطمة ناعوت
كتاب صدر حديثاً عن المجلس الأعلى للثقافة، المشروع القومي للترجمة، هو أطروحة الباحث السويدي "تيتز ووكي" التي نال بها درجة الدكتوراه من جامعة ستوكهولم عن الأدب العربي عام 1997، وقام بترجمته على هذا النحو الرفيع "طلعت الشايب"، الذي قدّم للمكتبة العربية عددًا من أهم الكتب الغربية، أذكر منها مثالا لا حصرًا: "الحرب الباردة الثقافية"، "صدام الحضارات"، فكرة الاضمحلال في التاريخ الغربي"، و"حدود حرية التعبير"، و"المثقفون "، عدا العديد من الروايات المهمة والمجموعات الشعرية والقصصية.
في هذا الكتاب، "في طفولتي In My Childhood"، غاص المؤلف السويدي في عمق التجربة العربية الأدبية بوصفها حقلا شديد الثراء والتنوع ليرصد ملامح طفولة عدد من الأدباء العرب مستلّةً من سيرهم الذاتية كما كتبتها أقلامُهم، فيقدم لنا فوتوغرافيا تحليلية نفسية لطفولة عشرين مبدعًا عربيًا في تاريخ العرب الحديث منذ عام 1929 حتى عام 1988.
يُعتبر أدب السيرة الذاتية جنسًا أدبيًا واسع الانتشار في الأدب الغربي، بينما مازال لا يمثل كتلةً واضحة المعالم في أدبنا العربي، ربما في رأيي لأسبابٍ تتعلق بسقف الحرية الإبداعية والفكرية التي يتحرك تحته القلم العربي حتى الآن، لأن هذا الجنس الأدبي تحديدًا لا يقوم في المقام الأول على تعرية الذات وتسليط الضوء عليها وحسب، بل على كشفٍ كاملٍ لمرحلةٍ زمنية بعينها قد تشمل جيلين، بكل مفرداتها من شخوصٍ وواقعٍ اجتماعيٍّ وسياسيٍّ وثقافيٍّ وبيئيّ.
فأدب السيرة الذاتية - وإن نُعتَ بالذاتية - إلا أنه يشمل ضمنًا حياةَ (الآخر) والمحيط ومن وجهةِ نظرٍ آنيةٍ أيضًا، أي أن آليات الوعي الجديدة والمكتسبة للكاتب (الآنية لحظة الكتابة) هي العين الراصدة للماضي مما قد يشكّل لونًا من الكشف الحميم لمنظومة كاملة قد تتجاوز الأنا الخاصة للكاتب صاحب السيرة لتتخطاه إلى الآخر سواء كان هذا الآخر ذاتًا بشرية أو مجتمعًا أو سلطة أو منهجًا فكريا لبيئة وحيّزٍ زمنيّ بعينه وهذا في رأيي ما سبب انحساره في أدبنا العربي.
جريًا على نهج التخصص الدقيق الذي تبناه العلم في الزمن الحديث، يسلط الكتابُ شعاعًا كثيفًا من الضوءِ على مرحلة بعينها من حياة المبدع موضوع التطبيق، وهي مرحلة الطفولة، بوصفها أهم مراحل تكّون الإنسان فكريًا ونفسيًا والتي فيها تتشكل البذور الأولى لرؤيته المستقبلية للعالم والوجود وبوصفها الإرهاصةَ الأولى لتشكّل قلم المبدع فيما بعد.
وهنا يقف الكتابُ على مساحةً أكثر رحابةً من مجرد كونِه رصدًا روائيًا لحياة كاتب، بل يتجاوز هذه الأرض إلى ما يتماهى مع التحليل النفسي الدقيق للشخصية الإنسانية ، انطلاقًا من تعقدات واشتجارات الطفولة الأولى للمرء بوصفها مقدماتٍ لتوالٍ.
ويمكن اعتبار هذا التناول لمرحلة الطفولة في حياة شخصية عامة، جنسًا أدبيًا مستقلاً وموازيًا لأدب السيرة الذاتية الشهير.
يلمح الكتاب إلى وعي العرب القدامى بهذا اللون الأدبيّ واهتمامهم بتسجيل التراجم الشخصية لحياة المفكر والأديب والشاعر، مثلما ورد في نصوص ابن سينا، وكتاب العِبَر لابن منقذ وغيرها، مما يناقض الزعم الغربي أن هذا الجنس الأدبي محضُ اختراعٍ غربيٍّ صافٍ، ومن أشهر من تبنى هذا الزعم "جورج جاسدوف" الذي نفى وجود أدب سيرة ذاتية خارج نطاق الثقافة الأوربية ، بل و يُرجع وجودها في حضاراتٍ أخرى كما عند المهاتما غاندي مثلا إلى الغرب أيضَا الذي صدّرها إلى بقية الجنس البشريّ ذاك الذي ما كان لقدراته الذهنية أن تدرك هذا الوعي بتدوين الذات.
ومما لا شك فيه أن تلك الرؤية المتطرّفة ذات الطابع العِرقيّ الكولينياليّ، إنما تظلُّ محضَ رؤيةٍ فرديةٍ ناجمةٍ عن عدم اطلاع وافٍ على منجز الأدب العربي قديمه وحديثه.
تتصدر الكتاب مقدمةٌ مهمّةٌ لأستاذ علم الجمال "رمضان بسطاويسي"، يفند خلالَها مفهومَ لفظة "الهويّة" بالمعنيين الاصطلاحيّ والدلاليّ قديمًا وحديثًا، على المستويين الذاتي والجماعي (هويّة الفرد وهويّة الوطن) وعبر المتغيرات السياسية والاجتماعية والتكنولوجية وتحت مظلّة العولمة المهيمنة على الواقع العالمي الحديث، يرسم بسطاويسي بانوراما تشريحية لتطوّر دلالة تلك اللفظة تاريخيا.
الهوية في مقابل الآخر، استقلالها واكتفاؤها الذاتي وغناؤها عن الآخر، أم تحققها وانبثاقُ وجودها من خلال الآخر ،حيث يستحيل تحقق الذات وخلق هوية ما إلا عبر الآخر ،فيما يحقق كيانا مكتملا أو منظومة حياتية ذات جسد وروح.
وتناقش تلك المقدمة أزمة الهوية ووجوب ابتداع صيغة جديدة للهوية الذاتية تتناغم مع روح العصر وفي ذات الوقت نابتة من جذور الهوية الجماعية لا استيراد أو استعارة هوية جاهزة من الغرب مما يخلق مسخًا شائه الملامح.ويشير بسطاويسي إلى تفاقم أزمة الهوية والقومية في العالم بأسره خاصة بعد أحداث سبتمبر الأخيرة والتي نرصد فيها محاولة القوة المهيمنة العالمية لخلق هوية استهلاكية فقيرة الأصالة والتفرد.ويشير الكتاب إلى أن رصد مرحلة الطفولة ملمحٌ شائع في أدب السيرة الذاتية العربية مثلما يتبين من معظم عناوين تلك الأعمال على غرار "طفلٌ من القرية"، "أيام الطفولة"، "رجوعٌ إلى الطفولة"،"سفر التكوين"، و"الأيام" الجزء الأول لعميد الأدب العربي.
يرصد الكتاب نماذجه التطبيقية في الفترة الزمنية ما بين عام 1929 حتى عام 1988م، أما تاريخ البدء فمرهونٌ بصدور "أيام" طه حسين، حيث صدر جزؤها الأول عام 1929م .
"الأيام" كانت نقطة البدء للانطلاق، بوصفها أول سيرة ذاتية عربية حقيقية، بل إن الكثير من الكُتّاب قد ساروا على درب "طه حسين" محاولين تحقيق مثل النجاح الذي حققه كما يؤكد المؤلف، وأما توقيت النهاية لحيز الزمن المرصود فارتبط بتوقيت ظهور نصٍّ للكاتب اللبنانيّ محمد قرة علي بعنوان "سطور في حياتي".
يتوقف الكتاب إذًا قبل العقد التسعيني من القرن الماضي، على الرغم من ثراء التسعينيات بالكثير من أدب السيرة الذاتية العربية، الأمر الذي جعل من الصعوبة بمكان تضمين ذلك العقد داخل متن الكتاب نظرًا لزخم تلك الحقبة وثرائها بهذا الجنس الأدبي، غير إن الكاتب قد ضمن معظم هذه الأعمال في حيّز الإشارة.
أما الكُتّاب العشرون الذين تضمنهم الكتاب بالدرس والتحليل خلال تلك العقود الستة فقد قسّمهم المؤلف إلى ثلاث مجموعات أو أقسام حسب التراتب الزمني:
ستة كُتّاب يمثلون الجيل الأول من كُتاب السيرة الذاتية، وهم من مواليد القرن التاسع عشر.
كُتّاب سبعة من مواليد بداية القرن الماضي وحتى عام 1920م، وهم من مثلوا الجيل الثاني من منتجي السيْر الذاتية.
ثم الجيل الثالث، مواليد ما بعد عام 1920 وما يزال معظمهم معاصرين، ويعني هذا التقسيم الزمني أن الكُتّابَ هؤلاء قد تزامنت طفولتهم مع انتهاء الإمبراطورية العثمانية أو عاصرت الاستعمار، وأن إنتاجهم الأدبي قد شهد المجتمع العربي قبل الحديث أو باكورة المجتمع الحديث، وهي مرحلة التحول من مجتمعٍ زراعيٍّ تقليدي إلى مجتمعٍ شبه صناعيّ، هذا إلى جانب كونها مرحلة نضال سياسيّ غايته الاستقرار الوطنيّ.
على أن الشاهد أن تلك السيْر الذاتية قد تمّ رصدها بعينٍ شاهدت نهاية القرن التاسع عشر أو بداية القرن العشرين، أي بعين ما بعد الاستعمار حيث مخروط الرؤية أكثر شمولية ورصدًا للحقبة كاملة مما يسمح بمزيد من الرصد والتأمل الدقيق للحدث.
هذا التوتر الناجم عن اشتباك الآنين:( آن القصِّ وآن الخطاب) هو ما خلق تلك الدراما الفنية وأثرى التجربة روائيًا.
يتكون الكتاب من عشرة فصول، فيأتي الفصل الأول ليحدد أهداف السيرة الذاتية كأحد الأجناس الأدبية التي تنقل للقارئ خبرةً ثقافية وحياتية حيّة تمت صياغتها في قالبٍ أدبي حيث يتوقف مدى التواصل بين النص والقارئ على مدى قدرة هذا الأخير على التقمص والتوحد الرمزي مع الكاتب مما يخلق خيطًا من التواصل بين أفراد المجتمع ونقل الخبرات وحث المرء على تأمل حياته والبحث عن المشتركات بين التجارب الإنسانية.
بينما يتناول الفصل الثاني تعريفًا مفصلا للسيرة الذاتية، فيبين أن ثمة نوعين، الأول شمولي عام والآخر محدد ذاتي، فيما يأتي الفصل الرابع الذي يحمل عنوان (التطوّر التاريخي) ليقدم ما يشبه الموسوعة المتخصصة أو المعجم التحليليّ لكثير من المفردات التي كثيرًا ما تلتبس في ذهن القارئ غير المتخصص لتقاطعها واشتباكها مع أدب السيْر الذاتية.
يتناول هذا الفصل الفروق بين مصطلحات من قبيل السيرة الذاتية Autobiography وسيرة الحياة Biography والترجمة الشخصية والذاتية، واليوميات Diaries، والمذكرات Memories وغيرها من أشكال الكتابة التي تندرج تحت أدب السيرة الذاتية كلونٍ أدبي قائم بذاته، ويرصد لنا المؤلف كذلك في هذا الفصل التطور التاريخي للسيرة الذاتية في الأدب العربي بعد أن يتتبع نشأة وتطور هذا المصطلح تاريخيا.
يدرس الفصل الثالث العلاقة بين السيرة الذاتية والرواية حيث كثيرا ما تخرج السير الذاتية في عباءة الرواية، بل وكثيراً ما يُكتب هذا على غلافها – كما في "الوسية" التي كتب على غلافها الأمامي رواية والخلفي مذكرات وداخل المتن سيرة ذاتية - حيث غالبا ما يلتقيان في الحبكة والسرد الروائي، غير أن الكاتب غالبًا ما يميز مشروعه عن طريق ما يسمى بفضاء السيرة الذاتية، أي درجة صدق الكاتب مع تجربته الشخصية وهو ما يميزه القارئ بسهولة عن طريق مقارنة أسماء الشخوص مع واقع تاريخي معروف لديه.
نرى أن الرواية تعمد على الصدق الرمزي أو الخيالي بينما تعمد السيرة الذاتية على صدق الكتابة الذاتية.
في الفصل الخامس يرصد المؤلف بعض النماذج التي كتب لها الاستمرار في الأدب العربي مثل التراجم الشخصية وبعض النصوص التي تعبر عن تحول في المفهوم العربي لأدب السيرة الذاتية نتيجة التأثر بالكتابة الغربية، فيقارن بين مدى وعمق تأثير التراث العربي التقليدي على السيرة الذاتية العربية الحديثة من ناحية، وأثر الأعمال الغربية من ناحية أخرى.
يتناول الفصل السادس ملمحا جديدا ميّز السيرة العربية الحديثة وهو الاهتمام برصد مرحلة الطفولة التي غابت عن الكتابة الأوتوبيوجرافية الكلاسيكية ، وهذا الملمح نرصده أيضا في الأعمال الغربية ،هذا ونلحظ غياب أو تغييب مرحلة المراهقة أو تفتح الجسد عن معظم الأعمال.
يتناول هذا الفصل أيضا بدايات أو مفتتحات العمل وكذا نهاياته، فيرصد الكتاب أن معظم البدايات تنطلق إما من لحظة الميلاد البيولوجي للكاتب أو لحظة توهج الذاكرة الأولى أو ما يسميها "كو" الضوء الأول للوعى أي نقطة وعى الطفل بالوجود والعالم بأبعاده المادية والاجتماعية.
غير أن الانطلاق من لحظة الميلاد الفعلى أو البيولوجي تظل الأكثر شيوعا بين كُتّاب السيرة الذاتية العربية، فيرصد المؤلف ثمان حالات من بين عشرين بدءوا بهذا المفتتح التقليدي.
يتناول الفصل الثامن "أوطان مُتخيّلة" الطفولة بوصفها مشاهد وصورا متخيلة شديدة الالتصاق بالمكان كأحد مفردات العمل الأدبي.
فالمكان الذي نشأ فيه الطفل يتم رصده من خلال هذه العين الصغيرة التي تختلط فيها الواقع بالخيال بارتباك الأبعاد بهوية الفرد وهوية المكان.
بينما يناقش الفصل التاسع الفقر كأحد أهم القيم التي تم رصدها في تلك الأعمال حيث ارتبطت الطفولة في معظم الحالات بظروف قاسية عاشها هؤلاء الكتاب.
في حين تشترك معظم الأعمال في النهاية التقليدية مثل مشاهد الرحيل أو الفراق.
يتناول الفصل العاشر من كتاب "في طفولتي" قيمة الحرية كهدف رئيس يصبو إليه أدب السيرة الذاتية من خلال الضلوع في صراعات مع ألوان السلطة بدءًا بالسلطة الأبوية في أسرته الصغيرة بوصفها النواة الأولى للمجتمع المقبل للطفل.
فالسلطة القمعية التي تسم معظم الأسر العربية سيما القديم منها والاشتباك في الصراع معها يعكس الحلم الجماعي بمجتمع أكثر حرية وأكثر مساواة.
يحلل هذا الكتاب كل القيم السابقة وغيرها الكثير من خلال التطبيق الأكاديمي على عشرين نموذجاً من أدب السيرة الذاتية العربية منها: "الأيام" لطه حسين بجزأيها الأول والثاني وبينهما فاصل زمني يمتد لعشر سنوات 1929-1939، "قصة حياة" للمازني 1943، "طفل من القرية" لسيد قطب 1946، "حياتي" لأحمد أمين 1950-1952، "أيام الطفولة" لإبراهيم عبد الحليم 1955، "اسمع يا رضا" لأنيس فريحة 1956، "في الطفولة" لعبد المجيد بن جلون 1957،1968 ،"سبعون" لميخائيل نعيمة 1959،"سجن العمر" لتوفيق الحكيم 1964،" على الجسر" لبنت الشاطئ 1967 ، "مذكرات جورجي زيدان" 1968 ،"بقايا صور المستنقع" لحنا مينا 1975-1977 ،"معي" لشوقي ضيف 1981، "عينان على الطريق" لعبد الله الطوخي 1981 ،" الخبز الحافي" لمحمد شكري 1982 ، "الوسية" لخيليل حسن خليل 1983، "لمحات من حياتي" لنجيب الكيلاني 1985، "رحلة صعبة رحلة جبلية" لفدوى طوقان 1985، "البئر الأول" لجبرا خليل جبرا 1987، "سطور من حياتي" لمحمد قرة على 1988.
المصدر (http://www.geocities.com/fatima_naoot/tufoulati.html)
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/07/2006, 01:10 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://i41.tinypic.com/106zt7c.jpg
"هَذِهِ حَيَاتِي .. سِيرَتِي وَمَسِيرَتِي"
أحمد ديدات
http://1.bp.blogspot.com/_uT33hNjfF6U/SpVGxin7H0I/AAAAAAAAEoo/bcCs81iUe9g/s320/1.jpg
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
يشتمل هذا الكتاب على السِّيرة الذاتية للشيخ
أحمد ديدات
للتنزيل على الرابط التالي:
هذه حياتي (http://www.s3.ahmed-deedat.net/Files/Books/D032.zip)
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
06/07/2006, 07:17 AM
"عندما تتكلّم الذّات السّيرة الذّاتيّة في الأدب العربيّ الحديث"
دراسة
د. محمّد الباردي
منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق ـ 2005

مقدّمة (http://www.awu-dam.org/book/05/study05/96-M-B/book05-sd001.htm)‏
1 ـ في المنهج (http://www.awu-dam.org/book/05/study05/96-M-B/book05-sd002.htm)‏
2 ـ إشكاليّة جنس السّيرة الذّاتيّة في الأدب العربي الحديث (http://www.awu-dam.org/book/05/study05/96-M-B/book05-sd003.htm)‏
3 ـ في شروط الكتابة (http://www.awu-dam.org/book/05/study05/96-M-B/book05-sd004.htm)‏
5 ـ في دوافع الكتابة (http://www.awu-dam.org/book/05/study05/96-M-B/book05-sd005.htm)‏
6 ـ في إنشائيّة السّيرة الذّاتيّة (http://www.awu-dam.org/book/05/study05/96-M-B/book05-sd006.htm)‏
7 ـ في أشكال السّيرة الذّاتيّة (http://www.awu-dam.org/book/05/study05/96-M-B/book05-sd007.htm)‏
خاتمة نحو تعريف جديد للسّيرة الذاتيّة (http://www.awu-dam.org/book/05/study05/96-M-B/book05-sd008.htm)‏


تنزيل نسخة مضغوطة عن الكتاب (http://www.awu-dam.org/book/05/study05/96-M-B/96-M-B.zip)
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
07/07/2006, 12:20 PM
رسالة ماجستير في أدب السيرة الذاتية
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
البناء الفني للسيرة الذاتية في الأدب السَّعودي الحديث
1418/1351
داراسة نقدية بلاغية

الطالب الباحث: بمنصور عبد العزيز المهوس.
الأستاذ المشرف: عبد الله صالح العريني: (http://<b><font%20size=/)
الجامعة المانحة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. (http://<font%20size=/)
الكلية:اللغة العربية.
القسم: (http://<b><font%20size=/)البلاغة والنقد (http://<b><font%20size=/)
الدرجة العلمية (http://<b><font%20size=/): (http://<font%20size=/) ماجستير
تاريخ المناقشة: (http://<font%20size=/)1422 (http://<font%20size=/)هـ
عدد الصفحات: 339

تحتوي الرسالة على مقدمة وتمهيد وستة فصول: (http://%3cb%3e%3cfont%20size=/)

الفصل الأول: الحبكة الفنية في السيرة الذاتية.
الفصل الثاني: الشخصيات ودور اللغة في الكشف عنها.
الفصل الثالث: القيم البلاغية في السيرة الذاتية.
الفصل الرابع: الأسلوب.
الفصل الخامس: تقويم السيرة الذاتية.
الفصل السادس: موازنة بين سيرتين مختلفتين موضعيا وفنيا ثم الخاتمة.

http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
07/07/2006, 12:55 PM
رسالة ماجستير في أدب السيرة الذاتية
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
"كتاب الإعتبار لأسامة بن منقذ"
الطالب الباحث: سامر محمد البارودي
الأستاذ المشرف: عبد القدوس أبو صالح
الجامعة المانحة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الكلية: اللغة العربية
الدرجة العلمية: ماجستير
تاريخ المناقشة: 1414هـ
عدد الصفحات: 246
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
08/07/2006, 09:50 AM
"خِطابُ السِّيرَة الذاتية فِي نوار عَيْن الصَّقر"
زينب العسال
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
للقراءة على الرابط التالي:
عين الصقر (http://www.merbad.net/vb/showthread.php?t=2916)
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
30/07/2006, 08:02 PM
قراءة

*****

(استعادة الزمن المفقود)

وفن السيرة الذاتية في اليمن

بقلم: مسعود عمشوش

على الرابط التالي:

http://www.geocities.com/yemenitta/maqal29.htm (http://www.geocities.com/yemenitta/maqal29.htm)

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
30/07/2006, 08:09 PM
قراءة

*****

دراسة نقدية

السيرة الذاتية: الحد والمفهوم

أحمد علي آل مريع

على الرابط التالي:

http://www.suhuf.net.sa/2000jaz/mar/12/cu1.htm

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
30/07/2006, 08:20 PM
قراءة

*****

http://www.al-fateh.net/images76/e10.gif

http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/12/images/pic011.jpg

ابن خلدون سيرة ومسيرة

سمير حلبي

على الرابط التالي:


http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/12/article11.shtml (http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/12/article11.shtml)

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
30/07/2006, 08:53 PM
قراءة

*****

كتاب سيرة فدوى طوقان وأثرها في دراسة أشعارها

رمضان عطا عمر

على الرابط التالي:

http://www.althakerah.net/sub.php?id_auther=1485&loc=&mid=102&level=5&locate=&head (http://www.althakerah.net/sub.php?id_auther=1485&loc=&mid=102&level=5&locate=&head)=

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
30/07/2006, 09:01 PM
قراءة

*****

أية حياة هي؟ سيرة البدايات

السيرة الذاتية عند عبد الرحمن مجيد الربيعي

الناقد محمد معتصم (http://www.arab-ewriters.com/?action=writers&&id=34&&content=lib)

على الرابط التالي:

http://www.arab-ewriters.com/?action=library&&type=ON1&&title=951 (http://www.arab-ewriters.com/?action=library&&type=ON1&&title=951)

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
30/07/2006, 09:10 PM
قراءة
*****
إعترافات العلماء في سيرهم الذاتية
الشيخ الطنطاوي نموذجاً
أحمد علي آل مريع

على الرابط التالي:
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/03042006/fadaat23.htm (http://www.al-jazirah.com.sa/culture/03042006/fadaat23.htm)

*****
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2006, 11:00 AM
قراءة

*****

(وسم على أديم الزمن)

لمحات من ذكريات

(http://<b><font%20face=/)(الجزء الأول)

تأليف: عبد العزيز بن عبد الله الخويطر

قراءة: حنان بنت عبد العزيز آل سيف

على الرابط التالي:

http://www.suhuf.net.sa/2005jaz/oct/2/wo1.htm (http://www.suhuf.net.sa/2005jaz/oct/2/wo1.htm)

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2006, 11:24 AM
قراءة
*****
دهشة الجسد وهوامش التكوين
(قراءة نقدية في سيرة محمد عفيفي مطر الذاتية)
شوكت نبيل المصري
على الرابط التالي:
http://www.jehat.com/Jehaat/ar/JanatAltaaweel/maqalatNaqadeya/shawkat_nabeel_almasrai.htm (http://www.jehat.com/Jehaat/ar/JanatAltaaweel/maqalatNaqadeya/shawkat_nabeel_almasrai.htm)

*****
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
31/07/2006, 01:54 PM
كتاب
***
الترجمة الذاتية لأبي فراس الحمداني من شعره
حسن محمد علي ربابعة
ط 1، المركز القومي للنشر،1999م، انظر: جريدة الأسواق عدد 1856 ص17 تاريخ 20/7/1999م.

*****
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 10:05 AM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

السيرة الذاتية عند توفيق الحكيم وأصولها في الأدبين العربي والفرنسي.
الباحث: أحمد محمد يوسف عاشور (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=1264&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف : محمد عبد الرحمن شعيب
الكلية: كلية الألسن
الجامعة: جامعة عين شمس (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=113&skey1Txt=جامعة عين شمس&extSrch=ON)
المدينة: القاهرة
سنة الإجازة: 1984م
نوع الدرجة: رسالة ماجستير


*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 10:09 AM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

السيرة الذاتية في الأدب العراقي الحديث منذ مطلع القرن التاسع عشر حتى بداية الحرب العالمية الثانية.

الباحث: أنغام عبد الله شعبان (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=29020&skey1Txt=&extSrch=ON)

المشرف: عناد إسماعيل الكبيسي

الكلية: كلية الآداب

الجامعة: الجامعة المستنصرية (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=131&skey1Txt=الجامعة المستنصرية&extSrch=ON)

المدينة: بغداد

سنة الإجازة: 1990م

نوع الدرجة: رسالة ماجستير



*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 10:50 AM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

السيرة الذاتية من خلال كتاب الأيام لطه حسين والكلمات لجان بول سارتر: دراسة مقارنة.
الباحث: إيمان أبو زيد الشريف إسماعيل (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=1858&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف: آمال فريد
المشرف المشارك (1): جي بوريللي
القسم: قسم اللغة الفرنسية
الكلية: كلية الآداب
الجامعة: جامعة القاهرة (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=75&skey1Txt=جامعة القاهرة&extSrch=ON)
المدينة: القاهرة
سنة الإجازة: 1988م
نوع الدرجة: رسالة ماجستير

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 10:54 AM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

الأدب العربي: دراسة في السيرة الذاتية عند فدوى طوقان وجبرا إبراهيم جبرا وإحسان عباس.
الباحث : تهاني عبد الفتاح شاكر علي (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=21310&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف : إبراهيم السعافين
الكلية : كلية الآداب
الجامعة : الجامعة الأردنية (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=4&skey1Txt=الجامعة الأردنية&extSrch=ON)
المدينة : عمان
سنة الإجازة : 1999م
نوع الدرجة : رسالة ماجستير


*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 10:58 AM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

فن السيرة والترجمة الذاتية في أدب طه حسين.

الباحث: رشيدة مهران عيسى (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=4397&skey1Txt=&extSrch=ON)

المشرف: محمد زغلول سلام زناتي

الكلية: كلية الآداب

الجامعة: جامعة الإسكندرية (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=49&skey1Txt=جامعة الإسكندرية&extSrch=ON)

المدينة: الإسكندرية

سنة الإجازة: 1975م

نوع الدرجة: رسالة ماجستير

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 11:02 AM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

السيرة الذاتية عن أدباء المملكة العربية السعودية في مرحلة الطفرة من عام (1390هـ) إلى الوقت الحاضر.
الباحث: عائشة يحيى الحكمي (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=22239&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف: محمد أحمد حمدون
القسم: قسم اللغة العربية
الكلية: كلية التربية
الجامعة: الرئاسة العامة لتعليم البنات (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=15&skey1Txt=الرئاسة العامة لتعليم البنات&extSrch=ON)
المدينة: جدة
سنة الإجازة: 1996م
نوع الدرجة: رسالة ماجستير

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 11:34 AM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

السيرة الذاتية في الأدب السعودي.

الباحث: عبد الله عبد الرحمن الحيدري (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=22052&skey1Txt=&extSrch=ON)

المشرف: إبراهيم بن فوزان الفوزان

القسم: قسم الأدب

الكلية: كلية اللغة العربية

الجامعة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=56&skey1Txt=جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية&extSrch=ON)

المدينة: الرياض

سنة الإجازة: 1996م

نوع الدرجة: رسالة ماجستير



*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 11:37 AM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث والمعاصر: البناء والدلالة.
الباحث: عمر حلي (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=20226&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف: حسن المنيعي
القسم: قسم اللغة العربية وآدابها
الكلية: كلية الآداب والعلوم الإنسانية
الجامعة: جامعة محمد الخامس (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=117&skey1Txt=جامعة محمد الخامس&extSrch=ON)
المدينة: الرباط
سنة الإجازة: 1991م
نوع الدرجة: رسالة دكتوراه


*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 11:40 AM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

السيرة الذاتية من منظور نفساني.
الباحث: لطيفة لبصير (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=20219&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف: عبد المجيد نوسي
القسم: قسم اللغة العربية وآدابها
الكلية: كلية الآداب والعلوم الإنسانية
الجامعة: جامعة محمد الخامس (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=117&skey1Txt=جامعة محمد الخامس&extSrch=ON)
المدينة: الرباط
سنة الإجازة: 1996م
نوع الدرجة : رسالة دكتوراه


*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 11:44 AM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

السيرة الذاتية في بلاد الشام في الأدب العربي الحديث: دراسة تحليلية.
الباحث: ناجي حسن أبو شريحة (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=26458&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف: خليل الشيخ
الكلية: كلية الآداب
الجامعة: جامعة اليرموك (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=96&skey1Txt=جامعة اليرموك&extSrch=ON)
المدينة: إربد
سنة الإجازة: 1997م
نوع الدرجة: رسالة ماجستير


*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 11:48 AM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

رواية السيرة الذاتية في ثلاثية حنا مينة (بقايا صور، المستنقع، القطاف)
الباحث: هناء عرفات سليمان أبو سالم (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=33111&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف: يوسف أبو العيدوس
الكلية: كلية الآداب
الجامعة: جامعة اليرموك (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=96&skey1Txt=جامعة اليرموك&extSrch=ON)
المدينة: إربد
سنة الإجازة: 1998م
نوع الدرجة: رسالة ماجستير

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 11:51 AM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

السيرة الذاتية لطه حسين وسيد قطب.
الباحث: هويدا أسعد (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=14825&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف: عبد اللاه محمود حسن محروس
الكلية: كلية الدراسات الإسلامية والعربية (بنات)
الجامعة: جامعة الأزهر (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=47&skey1Txt=جامعة الأزهر&extSrch=ON)
المدينة: أسيوط
سنة الإجازة: 1995م
نوع الدرجة: رسالة ماجستير

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 11:57 AM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

السيرة الذاتية الإسلامية الحديثة.
الباحث: عبد الفتاح أفكوح
المشرف: أحمد يزن
القسم: قسم اللغة العربية وآدابها
الكلية: كلية الآداب والعلوم الإنسانية
الجامعة: جامعة محمد الخامس
المدينة: الرباط
سنة الإجازة: 2004م
نوع الدرجة: رسالة دكتوراه


*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 12:03 PM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

الترجمة الذاتية لدى المازني.
الباحث: أميمة عبد الرحمن محمد عبد الرحمن خشبة (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=1718&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف: عبد السلام أحمد عواد
الكلية: كلية الألسن
الجامعة: جامعة عين شمس (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=113&skey1Txt=جامعة عين شمس&extSrch=ON)
المدينة: القاهرة
سنة الإجازة: 1990م
نوع الدرجة: رسالة ماجستير

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 12:08 PM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

الترجمة الذاتية في الأدب الأندلسي من خلال أعمال ابن حزم.
الباحث: محمد أهامي أحلوش (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=20872&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف: مصطفى الشليح
القسم: قسم الدراسات الإسلامية
الكلية: كلية الآداب والعلوم الإنسانية
الجامعة: جامعة محمد الخامس (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=117&skey1Txt=جامعة محمد الخامس&extSrch=ON)
المدينة: الرباط
سنة الإجازة: 1995م
نوع الدرجة: رسالة ماجستير

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 12:12 PM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

زكي نجيب محمود مؤلف ترجمة ذاتية في كتابيه (قصة نفس)

و(قصة عقل)
الباحث: هيسون جو (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=22889&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف: منجي الشملي
القسم: قسم اللغة العربية وآدابها
الكلية: كلية الآداب والعلوم الإنسانية
الجامعة: الجامعة التونسية (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=146&skey1Txt=الجامعة التونسية&extSrch=ON)
المدينة: تونس
سنة الإجازة: 1987م
نوع الدرجة: رسالة دكتوراه



*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 12:16 PM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

الترجمة الذاتية في الأدب العربي حتى القرن الثامن عشر.
الباحث: يحيى إبراهيم عبد الدايم (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=15002&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف: مهدي علام
الكلية: كلية الآداب
الجامعة: جامعة عين شمس (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=113&skey1Txt=جامعة عين شمس&extSrch=ON)
المدينة: القاهرة
سنة الإجازة: 1965م
نوع الدرجة: رسالة ماجستير


*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 05:40 PM
رسالة جامعية

***

عنوان الرسالة:

السيرة الذاتية: أنماط السرد وأنساق الميثاق السير ذاتي: العربي العياشي نموذجا.
الباحث: عبد العزيز بالقاضي (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=22626&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف: إدريس بلمليح
القسم: قسم اللغة العربية وآدابها
الكلية: كلية الآداب والعلوم الإنسانية
الجامعة: جامعة محمد الخامس (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=117&skey1Txt=جامعة محمد الخامس&extSrch=ON)
المدينة: الرباط
سنة الإجازة: 1995م
نوع الدرجة: رسالة ماجستير


*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 06:10 PM
بيانات ومستخلص كتاب

***

عنوان الكتاب:

مذكراتي
المؤلف : إسماعيل صدقي باشا (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=19536&skey1Txt=&extSrch=ON)
المحقق : سامي أبو النور
الناشر : مكتبة مدبولي (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&skey5=1823&skey1Txt=&extSrch=ON&hRecords=30&hsort=author)
المدينة : القاهرة
سنة النشر : 1996م
عدد الصفحات : 296
اسم السلسلة : سلسلة صفحات من تاريخ مصر
رقم الكتاب في السلسلة : 17

يتناول هذا الكتاب تحقيقا لمذكرات أحد أهم السياسيين المصريين في القرن العشرين، وهو صدقي باشا الذي قضى ما يزيد على خمسين عامًا على الساحة السياسية المصرية تقلد خلالها العديد من المناصب الوزارية، بالإضافة لتوليه رئاسة الوزراء أكثر من مرة مما يضفي على مذكراته المزيد من الأهمية، باعتباره أحد صناع القرار السياسي في عهدي فؤاد وفاروق.

وتنقسم المذكرات إلى ثلاث مراحل: تختص الأولى بنشأته وتعليمه وتدرجه الوظيفي حتى توليه أول منصب وزاري كوزير للزراعة في وزارة رشدي باشا عام 1914، ويعرض لدوره في الجهاد الوطني حتى انفصاله عن الوفد المصري في باريس عند عرض قضية مصر على مؤتمر الصلح 1919.

وتتناول المرحلة الثانية نشاطه السياسي فترة ما بعد انفصاله عن الوفد ومباحثاته مع اللنبي وظروف إصدار تصريح 28 فبراير 1922، كذا اشتراكه في وزارتي ثروت الأولى وزيور الثانية ثم تأليفه أول وزارة له عام 1930 ودورها حتى 1933.

أخيرًا المرحلة الثالثة - وهي القسم الأكبر من المذكرات – وتضم مفاوضاته مع البريطانيين أثناء وزارته الثالثة (فبراير – ديسمبر 1946) أو ما أُطلق عليه مفاوضات صدقي – بيفن حيث تقدم عرضا تفصيليا لها وتبرز المعارضات التي لاقتها.

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
20/08/2006, 06:30 PM
بيانات مقال

***

عنوان المقال:

نظرة في أدب المذكرات والسير الذاتية
الكاتب: حازم الصراف (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=3140&skey1Txt=&extSrch=ON)
إسم الدورية: الجامعة - جامعة الموصل (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docAA=2&skey7=41&skey1Txt=الجامعة - جامعة الموصل&extSrch=ON)
المدينة: الموصل
المجلد: 5
العدد: 2
السنة: 1975م
عدد الصفحات : 54 - 58


*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
01/09/2006, 03:21 PM
http://www.okaz.com.sa/Okaz/images/okaz/okaz-logo-arc.gif

( الإثنين 04/08/1427هـ ) 28/ أغسطس /2006 العدد : 1898

***

منقول بتصرف

شهر رمضان في ذاكرة نجيب محفوظ

***

http://www.anwaralgendi.com/top1_02.gif

يقول الأديب نجيب محفوظ -الحاصل على جائزة نوبل- عن نفسه ولدت يوم الاثنين في البيت رقم (8) شارع ميدان القاضي في الجمالية في الحسين، ويطل على درب قرمز، ويؤدي إلى سيدنا الحسين الذي انتقلنا منه فيما بعد إلى حي العباسية.

كان ملعبي في حي الحسين من السابعة وحتى العاشرة، وبيت القاضي هو الذي شهد حبو الطفولة وبواكير الصبا صار بطابعه الخاص محفورا في ذاكرتي، جدران المنازل شيدت من أحجار ضخمة، تعبر عن صلابة عصر وقوة بنيان، ويبدو الميدان في فرح مستمر طوال شهر رمضان مزين بالأعلام والزينات والأفراح، المنازل في الحي تفتح أحواشها للناس، وتأتي بالمنشدين الذين كانوا يقيمون ما كان يسمى بالتوليد النبوي، وهو مثل حلقات الذكر تنشد فيه قصائد المديح في النبي، وكنا نستمع لهذه الحلقات.

ذكريات رمضان تعني الحرية، والسماح من أهلنا كي نلعب في الشارع بالفانوس، وتناول سائر المأكولات والحلويات، وفي آخر أيام رمضان أشترك في صنع الكعك، حيث كنت أساعد والدتي في نقشه.

ويواصل محفوظ ذكرياته عن رمضان، وكيف أنه كان فرصة بالنسبة إليه للاقتراب من عالم المتصوفة الذين أحبهم، لكنه رفض منهجهم في رفض الحياة، لأن محفوظ يحب الحياة.

ويضيف: أما رمضان في رواياتي فقد شغل مساحة لابأس بها في بعض أعمالي أهمها الثلاثية، وخان الخليلي، بل أعتبر ما كتبته في الثلاثية كان بعين الطفل محفوظ، وليس الشاب أو الرجل، وفي خان الخليلي عن رمضان برؤية الموظف محفوظ..

ويبقى رمضان له طابع خاص بصور الاحتفالات التي تمتلئ بها لياليه، وأيضا لها مذاقها الخاص سواء الدينية، أم الترفيهية، أم الاثنين معا، فهي مبعث البهجة والسرور للجميع.

المصدر:

http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20060828/Con2006082842882.htm (http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20060828/Con2006082842882.htm)







*****




د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
02/09/2006, 01:39 PM
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
السيرة الذاتية في الأدب العربي
تهاني عبد الفتاح شاكر
***
عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وبدعم من وزارة الثقافة الأردنية صدر كتاب السيرة الذاتية في الأدب العربي للباحثة تهاني عبد الفتاح شاكر، ويتناول الكتاب السير الذاتية لفدوى طوقان، وجبرا إبراهيم جبرا وإحسان عباس.
ويقع الكتاب في أربعة فصول بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة، وتكمن أهمية تلك الدراسة في جمعها بين النظرية والتطبيق وشموليتها، إذ تعرضت لظروف نشأة السيرة، وطبيعتها، والعوامل المؤثرة فيها، كما أوضحت ملامح تطورها.
جاء اختيار الباحثة لفدوى طوقان، وجبرا، وإحسان نماذج لأنهم من جيل شهد اضطرا بات كبيرة على الساحة العربية، ولأنهم عاشوا في بيئات عربية مختلفة، فجاءت سيرهم معبرة عن أشكال السيرة الذاتية في الأدب العربي بعامة.

في تناول الباحثة لسيرة فدوى ترى أنها تتأثر بشدة بالشخصيات التي تتعامل معها، وبالأحداث التي تمر بها، وفى فترة لاحقة أصبحت فدوى أكثر التصاقا بالقضايا الوطنية وهموم الناس.

وفى تحليلها لسيرة جبرا في الفصل الثالث، ترى أنها شخصية مرحة دائمة العمل والاتصال بالآخرين، كما أنها شخصية مركزية، وبمرور الزمن كانت تزداد لديه الثقة بالنفس، وقد أتضح ذلك في كتابه شارع الأميرات، والزمن عنده قوة مؤثرة في الأشياء والشخصيات.

وفى الفصل الرابع، تناولت الكاتبة سيرة الناقد إحسان عباس وشخصيته، كما تظهر من سيرته، إذ تمتاز بالتواضع والزهد في الحياة، أما زمن إحسان فقد ترك مروره الكثير من الحسرة والألم في نفسه، وأثر على صحته وذاكرته، وأخيرا اعتمد في سرد سيرته على أسلوب سردي بسيط.

http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
*****
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
07/09/2006, 10:26 PM
رسالة جامعية في أدب السيرة الذاتية

***



فن السيرة الذاتية في الأدب الفلسطيني

بين 1992 – 2002

تاريخ المناقشة

04/02/2006م

إعداد

ندى محمود مصطفى الشيب

إشراف

الأستاذ الدكتور عادل أبو عمشة

1- الأستاذ الدكتور عادل أبو عمشة (رئيسا) 2- الدكتور نادر قاسم (ممتحناً خارجيا) 3- الدكتور غانم مزعل (ممتحناً داخليا).

***

ملخص الرسالة

هـذا البحـث الذي جـاء تحـت عنـوان فن السيرة الذاتيـة في الأدب الفلسـطيني بين 1992 – 2002 جاء متضمناً مقدمة وأربعة فصول وخاتمة.

في المقدمة، تحدثت عن أسباب اختيار الموضوع وأهميته، ووضحت المنهج الذي اتبعته، والخطة التي سرت عليها، وما واجهني من صعوبات في إعداده وكتابته.

أما الفصل الأول منه فقد أفردته للحديث عن: نشأة السيرة الذاتية في الأدبين الغربي والعربي، وقمت بتقسيمه إلى خمسة مباحث:

تناولت في المبحث الأول مفهوم السيرة وأنواعها، وفي المبحث الثاني تحدثت عن تطور السيرة الذاتية في الأدب الغربي، أما المبحث الثالث فقد تحدثت فيه عن السيرة الذاتية في الأدب العربي القديم.

والمبحث الرابع أفردته للحديث عن السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث، وكان لا بد من استعراض نماذج من هذه السير التي ظهرت في القرنين التاسع عشر والعشرين، فاخترت كتاب (الساق على الساق فيما هو الفارياق) لأحمد فارس الشدياق، وكتاب (الأيام) لطه حسين، و(الخبز الحافي) لمحمد شكري.

وفي المبحث الخامس، تحدثت عن تطور فن السيرة الذاتية في فلسطين حتى عام 1992، وهو التاريـخ الذي توقفت عنده معظم الدراسات السابقة إن لم تكن كلها. وقد اخترت الحديث عن كتاب (كذا أنا يا دنيا) لخليل السكاكيني الذي يمكن اعتباره من أوائل كتب السيرة الذاتية الفلسطينية وإن كان أقرب إلى المذكرات، إن لم يكن أولها، ثم تحدثت عن سيرة معين بسيسو (دفاتر فلسطينية)، وكذلك الجزء الأول من سيرة فدوى طوقان (رحلة جبلية.. رحلة صعبة)، وسيرة جبرا إبراهيم جبرا (البئر الأولى).

أما الفصل الثاني من هذا البحث، فقد خصصته للحديث عن: البناء الفني في السيرة الذاتية في فلسطين بعد عام 1992، وقد خصصت المبحث الأول منه للحديث عن العقد أو الميثاق في السيرة الذاتية الذي يعد واحداً من الشروط الفنية الرئيسة في كتابة السيرة.

ولإيضاح ذلك كان لا بد من استعراض بعض السير، لتوضيح كيفية انعقاد الميثاق فيها، فأوضحت كيف انعقد الميثاق في سيرة علي الخليلي (بيت النار، المكان الأول - القصيدة الأولى)، وكذلك انعقاده في سيرة أنيسة درويش (شمس على البني)، وسيرة محمود شقير (ظل آخر للمدينة)، وسيرة حنا إبراهيم (شجرة المعرفة، ذكريات شاب لم يغترب)، والجزء الأول من سيرة حسين البرغوثي (الضوء الأزرق).

وفي المبحث الثاني من الفصل الثاني تناولت لغة السرد، وجعلت سيرة حسين البرغوثي بجزئيها (الضوء الأزرق)، و(سأكون بين اللوز)، وسيرة حنا إبراهيم (شجرة المعرفة) نموذجاً للدراسة ثم تحدثت عن سيرة حنا أبو حنا (ظل الغيمة)، كما عدت إلى سيرة علي الخليلي (بيت النار)، ثم تناولت سيرة صبحي شحروري (ثلاث ليال فلسطينية جداً).

وتحدثت في المبحث الثالث من الفصل الثاني عن"السارد"وعن استخدامات الضمائر العائدة إليه، والتي يمكن أن تكشف عن هويته.

أما المبحث الرابع فقد خصصته للحديث عن"فضاء السيرة"، فأخذت الجزء الثاني من سيرة فدوى طوقان (الرحلة الأصـعب)، وسيرة حسن خضر (أرض الغزالة) كنموذجين لتوضيح ذلك.

وفي المبحث الخامس من الفصل الثاني تحدثت عن العناوين ودلالاتها، إذ أن العنوان لأي كتاب يشبه الاسم لأي كائن، فاستعرضت معظم عناوين السير وبينت دلالاتها.

وقد خصصت الفصل الثالث من هذا البحث، للبحث في قضايا السيرة الذاتية، ففي المبحث الأول منه تحـدثت عن الميثـاق وضرورة توخي الصدق والصراحة عند كتابة السيرة الذاتية، وقد أبرزت ذلك من خلال استعراض الجزء الثاني من سيرة فدوى طوقان (الرحلة الأصعب) وكذلك سيرة علي الخليلي (بيت النار)، موضحة مدى توافر الصدق والصراحة فيهما كنموذجين للسير الذاتية الفلسطينية.

أما المبحث الثاني من الفصل الثالث فقد تحدثت فيه عن الذاكرة والخيال في السيرة الذاتية الفلسطينية متخذة من سيرة مريد البرغوثي (رأيت رام الله) والجزء الأول من سيرة حسين البرغوثي (الضوء الأزرق) نموذجين للحديث عن ذلك.

وفي المبحث الثالث من الفصل الثالث تحدثت عن الصراع والألم في السيرة الذاتية الفلسطينية، وكيف أن الصراع قد يكون داخلياً وقد يكون خارجياً. وكنموذج للصراع الداخلي تحدثت عن سيرة حنا إبراهيم وما لاقاه من ضغوطات في أول خطواته العملية، وكذلك عن حسين البرغوثي بجزئي سيرته (الضوء الأزرق)

و(سأكون بين اللوز)، كما تناولت سيرة فيصل الحوراني (الوطن في الذاكرة).

وعند استعراض الصراع الخارجي فقد مثلت له بسيرتين، الأولى (أحلام بالحرية) لعائشة عودة، وإن كان الصراع الخارجي عندها قد امتزج بالصراع الداخلي، أما الثانية فهي سيرة يحيى يخلف (يوميات الاجتياح والصمود).

وأفردت المبحث الرابع من الفصل الثالث للحديث عن دوافع الكتابة والموضوعات المطروقة في السير الذاتية الفلسطينية، مستعرضة من خلاله دوافع معظم السير الذاتية، فوجدت أن معظم السير قد اشتركت في الكثير من الموضوعات المطروقة التي جاءت متمثلة في الحديث عن الاحتلال والهجرة والسياسة والأرض والمقاومة، وقد تحدث بعضهم عن المرأة وحريتها، وقد برز ذلك في سيرتي فدوى طوقان وعائشة عوده، كما تناول آخرون، بعض جوانب التراث في سيرهم، وقد اشتركت معظم السير في ظاهرة القلق والضغوطات النفسية التي تعرض لها كتّابها، في حين تعرض بعضهم الآخر للحديث عن بعض الأساطير، وحاول بعضهم – وبخاصة الشعراء منهم – الاستشهاد بأشعارهم وبعض الأشعار التراثية الأخرى.

أما الفصل الرابع من هذا البحث فقد أفردته للحديث عن العلاقة التي تربط بين السيرة الذاتية، والسيرة الذاتية الروائية، ورواية السيرة الذاتية، ومثلت لذلك بسيرة (ظل آخر للمدينة) لمحمود شقير و(ظل الغيمة) لحنا أبو حنا إذ جاءتا على شكل سيرة ذاتية روائية لم ينعقد فيهما الميثاق على الغلاف بإضافة كلمـة (سيرة أو سيرة ذاتية) للعنوان، وإنما جاءت الإشارات بانعقاد الميثاق في الصفحات الأولى منهما، في حين مثلت لرواية السيرة الذاتية بكتابي (الخوّاص) لحافظ البرغوثي، و(تداعيات ضمير المخاطب) لعادل الأسطة، وبينت كيف أنهما سيرتان ذاتيتان رغم أن المؤلفين قد أضافا كلمة رواية للعنوان.

هذا ملخص للبحث، الذي أرجو أن أكون قد وفقت فيه.



http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif




*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
09/09/2006, 06:39 PM
أدب السيرة الذاتية

في

http://www.kfnl.org.sa/images/m_name.gif

http://www.kfnl.org.sa/images/e_name.gif

***

على الرابطين التاليين:

http://www.kfnl.gov.sa:88/ipac20/ipac.jsp?session=1157CLL399562.293&profile=akfnl&page=1&group=0&term=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9+%D8%A7%D 9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9&index=.TW&uindex=&aspect=advanced&menu=search&ri=5&source=172.16.16.74@!kfnl1256&1157823582062#focus (http://www.kfnl.gov.sa:88/ipac20/ipac.jsp?session=1157CLL399562.293&profile=akfnl&page=1&group=0&term=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9+%D8%A7%D 9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9&index=.TW&uindex=&aspect=advanced&menu=search&ri=5&source=172.16.16.74@!kfnl1256&1157823582062#focus)

***

http://www.kfnl.gov.sa:88/ipac20/ipac.jsp?session=1157CLL399562.293&menu=search2&aspect=advanced&npp=10&ipp=20&profile=akfnl&ri=9&source=172.16.16.74@%21kfnl1256&index=.SW&term=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9+%D 8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9&aspect=advanced&x=12&y=13#focus (http://www.kfnl.gov.sa:88/ipac20/ipac.jsp?session=1157CLL399562.293&menu=search2&aspect=advanced&npp=10&ipp=20&profile=akfnl&ri=9&source=172.16.16.74@%21kfnl1256&index=.SW&term=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9+%D 8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9&aspect=advanced&x=12&y=13#focus)

http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif

http://www.qaaaf.org/Upload/Users/74/الوقت.gif


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
09/09/2006, 07:12 PM
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif

http://www.qaaaf.org/Upload/Users/74/الوقت.gif


http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif

*****

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

طيب احمد عالدين
01/05/2007, 02:56 PM
رسالة جامعية

***
عنوان الرسالة:
السيرة الذاتية من خلال كتاب الأيام لطه حسين والكلمات لجان بول سارتر: دراسة مقارنة.
الباحث: إيمان أبو زيد الشريف إسماعيل (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docBA=1&docAA=2&docRA=3&docTA=4&skey2=1858&skey1Txt=&extSrch=ON)
المشرف: آمال فريد
المشرف المشارك (1): جي بوريللي
القسم: قسم اللغة الفرنسية
الكلية: كلية الآداب
الجامعة: جامعة القاهرة (http://biblio.islamonline.net/Elibrary/Arabic/library/searchResult.asp?docTA=4&skey9=75&skey1Txt=جامعة القاهرة&extSrch=ON)
المدينة: القاهرة
سنة الإجازة: 1988م
نوع الدرجة: رسالة ماجستير

*****
د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
06/05/2007, 07:16 AM
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.asharqalarabi.org.uk/images/md-tan.jpg
الشيخ علي الطنطاوي
على الرابط التالي:
المصدر (http://www.asharqalarabi.org.uk/center/rijal-tantawi.htm)
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
06/05/2007, 07:19 AM
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.asharqalarabi.org.uk/images/arslan1.JPG
شكيب أرسـلان
على الرابط التالي:
أرسلان (http://www.asharqalarabi.org.uk/center/rijal-shakib.htm)
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
11/05/2007, 10:34 PM
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
سيرة جبرا إبراهيم جبرا الذاتية
(البئر الأولى وشارع الأميرات)
خليل شكري هياس
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
12/05/2007, 08:54 AM
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.islammemo.cc/media//ذكرياتي.jpg
صدر مؤخرا في القاهرة كتاب بعنوان "ذكرياتي الأدبية" للكاتب عباس خضر وهو كاتب وناقد أدبي، يروى في هذا الكتاب ذكرياته الأدبية بعد أن قدم للمكتبة المصرية والعربية العديد من المؤلفات منها غرام الأدباء، كتاب معاصرون، دراسات، ومجموعة من القصص القصيرة مثل الست علية في سلسلة الكتاب الذهبي، والعجوز والحب، وقدم أيضـًا مجموعة من الروايات منها: حمزة العرب، والفارس الأسود، وهؤلاء عرفتهم، وغيرها من المؤلفات.
في مقدمة الكتاب يقول المؤلف: إن كتاباتي النقدية فيما مضى لم تخل من هوى شخص يجنح مرة إلى التحامل وأخرى إلى المجاملة، وأزعم أن الأمر كذلك في جميع الكتابات النقدية، وأزعم كذلك أن الكذب ليس قاصرًا على الكتابة والنقد، بل هو متفش أكثر في حياتنا وأحاديثنا، ولو وجد الصادق لما استطاع أن يعيش بين الناس يومـًا واحدًا.
ويذكر المؤلف في الفصل الأول من الكتاب أنه بدأ العمل في صحيفة "كوكب الشرق" محررا، ويقول: كنت أصوغ الأخبار التي يأتي بها المندوبون، وكنت أسرق للجريدة - وهى صباحية - أخبارًا من جرائد المساء كالمقطم والبصير، ويظهر أنى عوقبت على تلك السرقة، برسوبي في امتحان النقل من السنة الثانية إلى الثالثة الثانوية، ولم أجد للتمرين نهاية فتركت الجريدة ورجعت إلى إعادة الدراسة، وعرفت من زملائي بكوكب الشرق، الذين يشتغلون بالصحافة منذ زمن، أن الصحافة كده، وأنهم لا يتسلمون مرتباتهم كاملة ولا بانتظام، ومع ذلك فإنني كسبت في تلك الفترة صداقة زملاء أفاضل، هم محمد بيومي الجنيد، الذي صار بعدها مدير تحرير البلاغ، وأفسح لي مجال النشر في الصفحة الأدبية - أما الحادث الذي كان الفضل في دفعي إلى الأمام - عند محاولتي النشر في الرسالة أول مرة - فهو أنى كتبت مقالاً عن التجديد، وذهبت به إلى إدارة الرسالة، ووجدت هناك أحمد أمين، وكان الرجل الثاني في المجلة بعد أحمد حسن الزيات، دخلت وحييت ودفعت إليه المقال واقفـًا وانصرفت، وانتظرت أسابيع، ثم لمحت في المجلة وأنا أتصفحها وقلبي يدق سريعـًا .. لمحت عنوانا يشبه عنوان مقالي، وليس إياه: التجديد والمجددون، لعله غيره، لا بأس، ولكن سرعان ما لمحت تحت العنوان "للأستاذ أحمد أمين" وتكرر ذلك في أربعة أعداد متتالية، عالجت فيها هذا الموضوع علاجـًا حسنـًا، وكان محوره أن التجديد في ذاته مطلوب، وأنه علاقة الحياة الراقية، وذهبت إليه بعد أن انتهت مقالاته أسأله عن مقالي .. فقال في شبه غضب: ماذا تعني؟! وأنكرني قائلاً إنه لم يأخذ منى أي شيء ولا يذكر أنه رآني قبل ذلك.
ويقول المؤلف: إن روايته لهذا الحادث ليس للغض في شأن الأستاذ أحمد أمين، و إنما لأثره في نفسي ، على أنه مما ينبغي ذكره أن أولئك الأعلام لم يخرجوا عن كونهم بشرًا يخطئون وليسوا منزهين عن الهفوات وهفواتهم لا تتعارض من تقديرهم والاعتراف بفضلهم، ويذكر المؤلف بالرغم من اهتمامي بالسياسة وانفعالي بالحوادث الوطنية لم أنتم إلى لجنة أو تشكيل، وإن كان ميلي على وجه عام متجهـًا إلى الوفد من بعيد، وكانت مشاركتي في الكتابة السياسية في هذا الاتجاه .
كما أن العلاقة بين طه حسين والزيات قد ساءت في وقت من الأوقات، واشتبكا في معركة أدبية قال فيها الزيات عن طه حسين: إن هذا الرجل يستغل حيائي وسكوتي عنه! وطبعـًا كان يمنع الزيات أن يمن عليه بما كان يسد به إليه أيام كان زميلين وصديقين في الأزهر، وكان الزيات قد لحق بمدرسة الحقوق الفرنسية الليلية ليتعلم فيها اللغة الفرنسية، وأشار على طه حسين أن يفعل مثله، فقال له: إنه لا يملك المصاريف فدفع له المصاريف قرضـًا ولم يرد.
ويرى المؤلف أن توفيق الحكيم ليس بخيلاً بالمعنى المرذول لهذه الكلمة إنما هو مبرأ من تفاهات الكرم، من هذه التفاهات والتظاهر الفارغ والإنفاق على السخافات. ويقول في ذكرياته فلم أر أحدًا ممتعـًا في مجلسه وحديثه مثل توفيق الحكيم، حديثه من السهل الممتع وعفو كلامه في مستوى ما تجده الأقلام القادرة، يتكلم في النقد والقضايا الأدبية كأستاذ بل كرائد، وهو لا يزاول النقد كتابة، هو خير من يفسر عمله الأدبي، أقصد بواعثه وملابساته.. ففي الفترة التي كنت أكتب فيها باب الأدب والفن في الرسالة كان هو يكتب في أخبار اليوم، ويتناول أحيانا بعض القضايا الأدبية بصفة نظرية، وأذكر قضية كتب فيها كثيرًا، وهى القضية المتجددة دائمـًا بين الشيوخ والشباب ومن حيث ما يسمونه "صراع الأجيال" وكثيرًا ما عارضته فيما يكتب، وكان يتبع في هذا النقاش طريقة يتجنب فيها ما يخشاه بطبعه من الدخول في معارك تعكر عليه صفو البرج العاجي وذلك بأن يقول ما يقول في سباق نظري، كأنه لا يرد على أحد أو يناقش أحد وهو في الحقيقة يرد ويناقش .
ويقول المؤلف عملت مع يوسف السباعي في الرسالة الجديدة، وفى مجلة الحياة وهى مجلة كان يصدرها المجلس الأعلى للشباب، وقد أسند إلى فيها الأشراف على القسم الأدبي والكتابة فيه. ووقع صدام خفيف بيني وبين يوسف السباعي عندما تم تخفيض المقابل المادي لي، وجاء يوسف السباعي عقب رفضي المكافأة المنقوصة، يسمونها مكافأة وهى في الحقيقة أجر لأنه استحقاق لا تفضل.. وعلا صوته، فعلا صوتي، ولكننا صرنا إلى الرقة وحسن التفاهم لما شرح لي الموقف المالي للمجلة، رضيت بصفة خاصة لما قال إن النقص شمل جميع الكتاب .
يذكر المؤلف أن من فعل الحروب أن غمرت الأسواق مصنوعات رديئة، واستغل الفرصة كثير من صغار الصناع والدخلاء في الصناعات، وكان من النتائج ذات المقدمات أن نرى قومـًا قد استشرى بهم السعار، فراحوا يؤلفون، ويؤلفون .. أي ينتشون من الكتب ويجمعون، ويكونون من الأشتات والمنتوشات كتبا يطوفون بها على إدارات الصحف ومكاتب الصحفيين، مرة للإعلان بالثمن ومرارًا لرجاء التقريظ والتفويه.
ويذكر المؤلف مناقشة طريفة جرت بين فضيلتي المفتى السابق والمفتى الحالي فيما يتبع في الاحتفالات بالجمل الذي يحمل كسوة الكعبة من طوافه سبع مرات بمكان الاحتفال وتقبيل مقوده عند تسليمه لأمير الحج وتجمع الناس وتسابقهم إلى التبرك بالجمل وما يحمل، فكتب المفتى السابق في جريدة الأساس أنها بدعة سيئة لا يقرها الدين ورد عليه المفتى الحالي في المصري كلامـًا عجيبـًا دافع به عن المحمل وما يلابسه من الأعمال التي أنكرها المفتى السابق، الذي رد بأن مشاعر الناس يمكن أن تتعلق بكل شيء ولا أحسب من ذلك هذه المهازل المحملية ومواكبها المزرية التي تصفها بأنها تجديد في الدين. وهى أدنى إلى العبادات البدائية الخرافية.
وفى نهاية الكتاب خلص المؤلف إلى أن ما جاء في هذا الكتاب هي ذكريات وليست مذكرات، أي أنها تكتب الآن فتستمد من الذاكرة. والحديث في هذه الذكريات صريح غاية في الصراحة لأن للذكريات ميزتين تخلو منهما المذكرات، الأولى أن مادة الذكريات هي التي احتفظت بها الذاكرة على مدى السنين الطويلة، والذاكرة تحتفظ باللباب وترمى القشور في الطريق، والميزة الثانية هي إشعاع النمو من الماضي إلى الحاضر، وإشعاع النظر إلى الماضي في ضوء ما جاء به.
وهذه الذكريات الأدبية لا تعد من قبيل السيرة الذاتية بمقدار ما هي حديث عن شخصيات وقضايا فكرية، عاصرتها واحتككت بها من قريب ومن البعد على مدى نحو أربعين عامـًا ولا تزال بعض تلك القضايا قائمة حتى اليوم، ولهذا امتد الحديث إلى الحاضر مقرونـًا بالماضي.

المصدر (http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=17581)
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
27/05/2007, 12:27 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
محمد عابد الجابري
http://www.aljabriabed.net/maphotobonne.jpg
حفريات في الذاكرة
من بعيد
http://dc7.4shared.com/img/9706104/80b1bbbe
للحفظ على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.4shared.com/file/9706104/80b1bbbe/______.html)
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
27/05/2007, 10:17 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
مالك بن نبي
http://www.islamonline.net/arabic/arts/2003/10/IMAGES/cov13.jpg
مذكرات شاهد للقرن
(سلسلة مشكلات الحضارة)
يتضمن هذا الكتاب قسمين، يتناول الأول مرحلة طفولة المؤلف مالك بن نبي 1905-1930، ويتضمن الثاني مرحلة دراسيته في باريس 1930-1939، وينقل إلينا شهادة بصر وبصيرة بالأحداث، لجزائري خلف ستار، يجسد رؤيته الفكرية، وقد امتد به عمق الحضارة الإسلامية إلى حدود الحضارة الغربية الحديثة، فكان نقطة اتصال وتحويل لأجيال حضارة مندفعة تجتاج ما أمامها، وحضارة أسلمت مقاليدها للتاريخ، وغدت أجيالها في مهب الريح.
ويرى في الجزائر التي استعمرها الفرنسيون عينة من عينات العالم الإسلامي، الذي استقال من مهمته التاريخية، وغدا تراثه أشلاء مبعثرة لا تصمد أمام طوفان الحضارة الغربية الحديثة، وما ارسته من مصطلحات ومفاهيم تزري بمسيرة الإنسانية، وهي تنشر ثقافتها وجيوشها، في أرجاء العالم الإسلامي المتخلف والمغلوب منذ باية هذا القرن.
ويبرز القيم الأساسية المجيدة التي ورثها رجل الفطرة من الأسلاف، وتهافت المثقفين المنغمسين في ثقافة الغرب، المنقلبين في حركتهم التقدمية إلى الوراء، والمتخذين من السياسة سبيلا إلى قيادة تسير نحو العدم لافتقادهم سبيل الفعالية في المبادرة والاتجاه.
ويكشف لنا هاجس المؤلف العميق في الحضارة ومشكلاتها، ويضع الحلول لها، ويبلغ شهادته في منعطفات التاريخ برؤية فكرية وروحية، واضحة المعالم، تشعل شرارة الإقلاع والنهوض.
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
28/05/2007, 07:13 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
مالك بن نبي
http://www.islamonline.net/arabic/arts/2003/10/IMAGES/cov13.jpg
مذكرات شاهد للقرن
(سلسلة مشكلات الحضارة)
الجزء الأول:
الطفل 1905-1930 ميلادية
الجزء الثاني:
الطالب 1930-1939 ميلادية
تم طبع الكتاب بإشراف ندوة مالك بن نبي، وهذه طبعة مصورة سنة 1314 هـجرية -1993 ميلادية عن الطبعة الثانية 1404 هـجرية -1984 ميلادية.
دار النشر:
دار الفكر
لحفظ الكتاب على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.archive.org/download/malikibnnbi/1014.pdf)
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
31/05/2007, 08:56 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
توفيق الحكيم
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/b/bd/Hakeem.jpg/200px-Hakeem.jpg (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9:Hakeem.jpg)
تعريف بالكاتب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%AD% D9%83%D9%8A%D9%85)
يوميات نائب في الأرياف
لحفظ الكتاب على الرابط التالي:
يوميات نائب في الأرياف (http://www.4shared.com/file/13895252/ead8c95f/______.html)
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
حياكم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
31/05/2007, 08:59 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
توفيق الحكيم
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/thumb/b/bd/Hakeem.jpg/200px-Hakeem.jpg (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9:Hakeem.jpg)
تعريف بالكاتب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%88%D9%81%D9%8A%D9%82_%D8%A7%D9%84%D8%AD% D9%83%D9%8A%D9%85)
توفيق الحكيم يتذكر
لحفظ الكتاب على الرابط التالي:
توفيق الحكيم يتذكر (http://www.4shared.com/file/13900652/1c432065/____.html)
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
حياكم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
31/05/2007, 09:42 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
مارسيل بروست
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/7e/Marcel_Proust_1900.jpg/180px-Marcel_Proust_1900.jpg (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9:Marcel_Proust_1900.jpg)
تعريف بالكاتب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A%D9%84_%D8%A8%D8%B1% D9%88%D8%B3%D8%AA)
البحث عن الزمن المفقود
لحفظ الكتاب على الروابط التالية:
الجزء الأول (http://www.archive.org/download/albhth-an-alzmn-almfqwd/albhth-an-alzmn-almfqwd/albhth-an-alzmn-almfqwd-4.pdf)
الجزء الثاني (http://www.archive.org/download/albhth-an-alzmn-almfqwd/albhth-an-alzmn-almfqwd/albhth-an-alzmn-almfqwd-brw-2.pdf)
الجزء الثالث (http://www.archive.org/download/albhth-an-alzmn-almfqwd/albhth-an-alzmn-almfqwd/albhth-an-alzmn-almfqwd-brw-3.pdf)
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
حياكم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
31/05/2007, 10:02 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
بغداد ذكريات ومشاهد
علي الطنطاوي
المكتبة الأزهرية
الطبعة الأولى
1380 هجرية / 1960 ميلادية
في جزء واحد
لحفظ الكتاب على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.lisaanularab.com/turathuna/books/adab/331.rar)
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
حياكم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
04/06/2007, 09:06 AM
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif


طفولتي
مكسيم غوركي
دار مكتبة الحياة
لحفظ الكتاب على الرابط التالي:
سيرة ذاتية (http://www.archive.org/download/tfwlty-altrjmh-alkamlh/tfwlty-altrjmh-alkamlh.pdf)
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
حياكم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
04/06/2007, 02:54 PM
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
علماء ترجموا لأنفسهم
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
ترجم السيوطي لنفسه في كتابه "حسن المحاضرة"، والإمام عبد الغفار الفارسي في "تاريخ نيسابور"، وياقوت الحموي في "معجم الأدباء"، ولسان الدين ابن الخطيب في "تاريخ غرناطة"، والحافظ تقي الدين الفاسي في "تاريخ مكة"، والحافظ أبو الفضل ابن حجر في "قضاة مصر"، وأبو شامة المقدسي في "الروضتين" ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
حياكم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
04/06/2007, 03:02 PM
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/at--.gif
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
علماء ترجموا لأنفسهم
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
وممن ترجم لنفسه كذلك: الإمام أبو الربيع سليمان بن محمد الحوات الإدريسي في كتابه "ثمرة أنسي في التعريف بنفسي"، والحافظ الشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني في "المظاهر السامية في النسبة الشريفة الكتانية"، والإمام محمد بن جعفر الكتاني في "النبذة اليسيرة النافعة التي هي لأستار جملة من أخبار الشعبة الكتانية رافعة"، ومنهم أحمد بن الصديق الغماري في كتابه "البحر العميق في مرويات ابن الصديق"، وعبد الله بن الصديق الغماري في "سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق"، وفي كتاب الشيخ المحقق بكر عبد الله أبو زيد النظائر:
فصل أو باب بعنوان (التراجم الذاتية)، وهي لعلماء ترجموا لأنفسهم، وقد بلغت في الطبعة الأولى 87 ترجمة، وفي الطبعة الثانية 126 ترجمة ...
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
حياكم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
06/06/2007, 11:04 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
مذكرات الدعوة والداعية
حسن البنا
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/9/98/Banna.jpg
ترجمة موضوعية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B3%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7)
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
لحفظ الكتاب على الرابط التالي:
المذكرات (http://www.daawa-info.net/books/banna/muzakarat.zip)
حياكـــــــــــــــــــــم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
06/06/2007, 08:37 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
لماذا أسلمت؟
نصف قرن من البحث عن الحقيقة
روجيه جارودي
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/f/ff/Roger_Garaudy.JPG (http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/f/ff/Roger_Garaudy.JPG)
ترجمة موضوعية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%88%D8%AC%D9%8A%D9%87_%D8%AC%D8%A7%D8%B1% D9%88%D8%AF%D9%8A)
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
لحفظ الكتاب على الرابط التالي:
الإسلام (http://www.alwihdah.com/books/pdf/garaudy_limadha_islamtu.zip)
حياكم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
07/06/2007, 04:32 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
يوميات مسلم ألماني
مراد ولفرد هوفمان
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/9/90/Murad-hofmann.jpg (http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/9/90/Murad-hofmann.jpg)
ترجمة موضوعية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%AF_%D9%87%D9%88%D9%81%D9%85% D8%A7%D9%86)
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
لحفظ الكتاب على الرابط التالي:
اليوميات (http://www.alwihdah.com/books/pdf/hoffman_yawmyat_muslim_almani.zip)
حياكم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
16/06/2007, 09:27 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
سيــــرة حياتـــــي
عبد الرحمن بدوي
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
لحفظ الكتاب على الرابطين التاليين:
سيرة ذاتية1 (http://www.4shared.com/file/14590329/7d6e3145/__1.html?s=1)
سيرة ذاتية2 (http://www.4shared.com/file/14589257/943d8688/__2.html?s=1)
حياكم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
16/06/2007, 09:33 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
حياتي والتحليل النفسي
سيجموند فرويد
http://dc21.4shared.com/img/15518113/e6a1376c
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
لحفظ الكتاب على الرابط التالي:
فرويد (http://www.4shared.com/file/15518113/e6a1376c/______.html?s=1)
حياكـــــــــــــم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
16/06/2007, 08:20 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
من قـــــــال أنا؟
عبد القادر الشاوي
http://www.bnrm.ma/ar/accueil/isdarat_maroc/pic/Sans%20titre-20.jpg
نشر الفنك
الدار البيضاء - المملكة المغربية
2006 ميلادية
106 صفحة
نقرأ على ظهر الغلاف:
حين تتحول التجربة المعاشة في ظرف خاص إلى معاناة جارحة، تصبح الحياة بالمعنى الأنطولوجي، ولو كانت قصيرة، مدى أرحب من الخيال يتسع لجميع الأوهام الفردية المستحيلة.
وحين تجعل الكتابة من الإستبطان الذاتي أسلوب قول يستفهم الوجدان ويخاطبه كذلك، تتحول تلك الأوهام في تجربة الحياة إلى آخر الحقائق الممكنة.
ولذلك جعل المؤلف، في هذا الكتاب، من حياته الخاصة صورة مركبة لحقيقته المحتملة من خلال التداخل والتباعد اللذين افترضهما لكينونته في حالة كتابة تتراكب فيها المواقف الإنسانية، وتتداخل بصورة بديعة ومذهلة، أي لا تبعث على الحزن الثقيل، ولا تستدعي الفرح السخيف كذلك.
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
17/06/2007, 08:41 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
أيـــام من حياتـــي
زينب الغزالي
لحفظ الكتاب على الرابطين التاليين:
أيــــــام (http://www.4shared.com/file/12244155/313a69a3/___1.html?s=1)
أيـــام2 (http://www.4shared.com/file/12244298/e178e44b/___2.html?s=1)
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
17/06/2007, 08:59 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
رحلتي من الشك إلى الإيمان
مصطفى محمود
لحفظ الكتاب على الرابط التالي:
السيرة (http://www.4shared.com/file/14481440/1927a592/____.html?s=1)
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
29/06/2007, 08:59 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
علــــم الديــــن
علي مبارك
مطبعة جريدة المحروسة
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
لتحميل الكتاب على الروابط التالية:
الجزء الأول (http://www.archive.org/download/ateeq/f1tngqfjeb2rwz45iprwb355-633159770671972500-190533_OU_Ulmauddin_Vol_II-ar.pdf)
الجزء الثاني (http://www.archive.org/download/ateeq/f1tngqfjeb2rwz45iprwb355-633159770671972500-190533_OU_Ulmauddin_Vol_II-ar.pdf)
الجزء الثالث (http://www.archive.org/download/ateeq/lftpuj55ov20ve45g0b0yz45-633159770278691250-190441_OU_Ulmah_Uddin_Vol_III-ar.pdf)
الجزء الرابع (http://www.archive.org/download/ateeq/bwkl4t55zorprffz4jgnfm55-633159770493066250-190442_OU_Ulmah_Uddin_Vol_IV-ar.pdf)
حياكـــــــــــــــــــــــــــم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://img260.imageshack.us/img260/3722/do3abo6.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
03/07/2007, 09:16 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
أيام من حياتي
زينب الغزالي
لحفظ الكتاب على الرابط التالي:
أيام (http://www.qassimy.com/vb/attachment.php?attachmentid=3661&d=1112000978)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
05/07/2007, 07:59 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
رحلتي من الكنيسة إلى المسجد لماذا؟
ماري ويلدز
تقديم المستشار
محمد عزت الطهطاوي
http://www.al-maktabeh.com/a/images/A040.jpg
لحفظ الكتاب على الرابط التالي:
الإسلام (http://www.al-maktabeh.com/a/books/A040.zip)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
15/07/2007, 12:37 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
هذه حياتي
سـيرتي ومسـيرتي
أحمد ديدات
أعد الكتاب للنشر
أشرَف محمَّد الوَحْش
لحفظ هذه السيرة الذاتية على الرابط التالي:
السيرة (http://www.saaid.net/book/5/875.zip)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
20/07/2007, 11:19 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
أنا
عباس محمود العقاد
13.9
ميجابايت
لحفظ هذه السيرة الذاتية على الرابط التالي:
http://abooks.tipsclub.com/skins/default/images/download.gif (http://abooks.tipsclub.com/index.php?act=download&id=5606)
الكلمة المفتاح هي:
tipsclub
حياكـــــــــــم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
28/07/2007, 08:00 PM
http://www.m5zn.com/uploads/8c27161d3a.gif

أبو شامة المغربي
06/08/2007, 05:24 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.adabwafan.com/content/products/1/tariki.JPG
عدد الأجزاء: 1
سنة النشر: 2006
الطبعة رقم: 1
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
صفحة: 244
يقول الدكتور
أحمد نسيم سوسة في مؤلفه هذا:
يرجع ميلي إلى الإسلام إلى ما قبل ثلاث عشرة سنة، حينما شرعت في مطالعة القرآن الكريم للمرة الأولى في عهد دراستي في الجامعة الأمريكية البيروتية، فولعت به ولعاً شديداً، وانصرفت إلى تلاوته مستعيناً بالكتب المزوّدة بحواشي التفسير لفهم معناه، حتى أهملت البعض من دروسي المدرسية الأخرى، وكنت أطرب لتلاوة آيات القرآن، وكثيراً ما كنت أنزوي في مصيفي تحت ظل الأشجار، وعلى سفح جبال لبنان، فأمكث هناك ساعات طوالاً أترنّم بقراءته بأعلى صوتي.
إن صاحب العلم الصحيح هو ذاك الذي يشعر بجهله كلما زاد علماً وإيضاحاً، وهو يتكبد كل ما ينطوي عليه هذا العلم والإيضاح من شقاء وعذاب، فلا يفتر ولا يمل بعد اتضاح جهله، فهو يسعى دوماً وراء الحقيقة، مهما كانت مؤلمة، مضحياً بكل شيء في سبيل سعيه هذا.
وليعلم صاحبي بأني مدين لعلمي، إذ له الفضل الأكبر فيما نبّهه فيّ من الحس والطموح للسعي في التوصل إلى الحقيقة، وإظهار هذه الحقيقة بجرأة وإعلانها مهما كانت مؤلمة للبعض أو مضرة بنفسي.

حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
06/08/2007, 05:53 PM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif


http://www.sindbadmall.com/ProductImages/waytoislam-3bikan-bo-bg.jpg


311 صفحة
http://www.alagidah.com/vb/images/smilies/books3.gif
إن القصة التي يرويها هذا الكتاب ليست تاريخاً لحياة رجل اشتهر بدور لعبه في الشؤون العامة، وليست سرداً لمغامرة قام بها، ولكنها عرض لاكتشاف رجل أوروبي للإسلام، ولصيرورته جزءاً لا يتجزأ من البيئة الإسلامية.
لقد نُشر هذا الكتاب باللغات الإنكليزية والألمانية والهولندية والسويدية والفرنسية والأوردية، والقارئ العربي أولى من أي قارئ آخر بأن يطلع على موضوع هام قاد مؤلفه من دين إلى دين، ومن أوربا إلى مكة والمدينة وباكستان، والقصة في سردها رائعة الأسلوب، جميلة العبارات، تجذبك كلماتها جذباً رفيقا بحلاوتها وروعة تعبيرها.
http://i167.photobucket.com/albums/u139/faten_go/flroseline.gif
http://www.m5zn.com/uploads/976f3a830b.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
07/08/2007, 10:49 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif


"إضاءات في أدب السيرة والسيرة الذاتية"
كتاب جديد للدكتور
عبد الله الحيدري
http://www.alagidah.com/vb/images/smilies/books3.gif
كتاب جديد للدكتور عبد الله الحيدري أستاذ الأدب المساعد بكلية اللغة العربية في مدينة الرياض ـ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - المملكة العربية السعودية، ويشتمل هذا المؤلف على 206 صفحة، ود صدر على نفقة المؤلف عن مطابع الحميضي في مدينة الرياض، وهو يضم بحوثاً ومقالات ومحاورات حول أدب السيرة والسيرة الذاتية.
http://i167.photobucket.com/albums/u139/faten_go/flroseline.gif
http://www.m5zn.com/uploads/976f3a830b.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
23/08/2007, 10:21 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://smiles.al-wed.com/smiles/65/1415.gif
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/7094.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://i167.photobucket.com/albums/u139/faten_go/flroseline.gif
http://www.albayan-magazine.com/monthly-books/M-B.gif
http://www.alagidah.com/vb/images/smilies/books3.gif
قصتي مع الحياة
خالد محمد خالد
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif

http://www.mohdy.com/thumb/khaled13.jpg
للحفظ على الرابط التالي:

http://www.library.mohdy.com/images/disk.png (http://www.mohdy.name/pdfs/khaled13.pdf)
23.6 ميجابايت

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
حياكـم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
23/08/2007, 10:24 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://smiles.al-wed.com/smiles/65/1415.gif
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/7094.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://i167.photobucket.com/albums/u139/faten_go/flroseline.gif

http://www.alagidah.com/vb/images/smilies/books3.gif
أنا
عباس محمود العقاد
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.mohdy.com/thumb/akad13.jpg
للحفظ على الرابط التالي:
http://www.library.mohdy.com/images/disk.png (http://www.mohdy.name/pdfs/akad13.pdf)
11.5 ميجابايت
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
حياكـم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
23/08/2007, 10:44 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://smiles.al-wed.com/smiles/65/1415.gif
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/7094.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://i167.photobucket.com/albums/u139/faten_go/flroseline.gif
http://www.alagidah.com/vb/images/smilies/books3.gif

قصة عقل
الدكتور
زكي نجيب محمود
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/file/14537419/846b541b/______.html)
5.07 ميجابايت
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
حياكـم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
23/08/2007, 10:48 AM
http://elourak.jeeran.com/البسملة%20متحركة.gif (http://groups.yahoo.com/group/Alryssalah)
http://smiles.al-wed.com/smiles/65/1415.gif
http://smiles.al-wed.com/smiles/60/7094.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://i167.photobucket.com/albums/u139/faten_go/flroseline.gif
http://www.alagidah.com/vb/images/smilies/books3.gif
يوميات نائب في الأرياف
توفيق الحكيم
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
للحفظ على الرابط التالي:
اليوميات (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=015869.pdf)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
حياكـم الله
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
25/08/2007, 09:57 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
أدب السيرة الذاتية
*1*
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://search.freefind.com/find.html?id=1478461&pid=r&mode=ALL&t=s&query=%C7%E1%CA%D1%CC%E3%C9+%C7%E1%D0%C7%CA%ED%C9)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
25/08/2007, 09:59 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
أدب السيرة الذاتية
*2*
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://search.freefind.com/find.html?id=1478461&pid=r&mode=ALL&t=s&query=%C7%E1%D3%ED%D1%C9+%C7%E1%D0%C7%CA%ED%C9)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
25/08/2007, 10:03 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
أدب السيرة الذاتية
*3*
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://search.freefind.com/find.html?id=1478461&pid=r&mode=ALL&t=s&query=%C7%E1%ED%E6%E3%ED%C7%CA)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
25/08/2007, 10:05 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
أدب السيرة الذاتية
*4*
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://search.freefind.com/find.html?id=1478461&pid=r&mode=ALL&t=s&query=%C7%E1%D0%DF%D1%ED%C7%CA)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
25/08/2007, 10:06 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
أدب السيرة الذاتية
*5*
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://search.freefind.com/find.html?id=1478461&pid=r&mode=ALL&t=s&query=%C7%E1%E3%D0%DF%D1%C7%CA)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
25/08/2007, 10:08 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
أدب السيرة الذاتية
*6*
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://search.freefind.com/find.html?id=1478461&pid=r&mode=ALL&t=s&query=%C7%E1%C7%DA%CA%D1%C7%DD%C7%CA)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
25/08/2007, 10:10 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
أدب السيرة الذاتية
*7*
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://search.freefind.com/find.html?id=1478461&pid=r&mode=ALL&t=s&query=%D1%E6%C7%ED%C9+%C7%E1%D3%ED%D1%C9+%C7%E1%D0 %C7%CA%ED%C9)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
25/08/2007, 10:12 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
أدب السيرة الذاتية
*8*
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://search.freefind.com/find.html?id=1478461&pid=r&mode=ALL&t=s&query=%C7%E1%D3%ED%D1%C9+%C7%E1%D0%C7%CA%ED%C9+%C7 %E1%D1%E6%C7%C6%ED%C9)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
25/08/2007, 10:14 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
أدب السيرة الذاتية
*9*
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://search.freefind.com/find.html?id=1478461&pid=r&mode=ALL&t=s&query=%C7%E1%D3%ED%D1%C9+%C7%E1%D0%C7%CA%ED%C9+%C7 %E1%CA%CE%ED%ED%E1%ED%C9)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
25/08/2007, 10:36 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
أدب السيرة الذاتية
http://www.chaparbook.com/images/logo_R_Arab.gif (http://www.alrihla.com/p3.htm)
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.chaparbook.com/category.asp?id=1000016)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
01/09/2007, 02:10 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
أدب السيرة الذاتية
http://msn.kotobarabia.com/BooksPhotos/4374_5979w.jpg (http://www.alrihla.com/p3.htm)
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
على الرابط التالي:
أوراق السنين (http://msn.kotobarabia.com/BookDetails.aspx?ID=4375&MainCatID=153)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
11/09/2007, 01:12 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
تأملات في أدب السيرة الذاتية
عبد الحق المريني
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
للقراءة على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.alalam.ma/article.php3?id_article=15068)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
23/09/2007, 11:05 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
السيرة الذاتية
عبد الرحمن الكواكبي
تأليف
سعد زغلول الكواكبي
الطبعة الأولى - 1998 ميلادية
بيروت
270 صفحة
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://www.islamicdatabank.com/images/bookimg/B23631.jpg
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
23/09/2007, 01:09 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.islamicdatabank.com/images/bookimg/B30030.jpg
"الداعية الشهير الشيخ محمد الغزالي، نشأته وسيرته الذاتية وطرف من أمجاد في مسيرة حياته"
عبد الله المصري
- الناشر: دار الاعتصام
- عدد المجلدات: 1
- مكان الطبع: القاهرة - مصر
- السنة: 1996
- الصفحات: 95
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
23/09/2007, 01:22 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.islamicdatabank.com/images/bookimg/B51162.jpg
"قصة حياتي"
جواهر لال نهرو
ترجمة: مروان الجابري
- الناشر: دار الاعتصام
- عدد المجلدات: 1
- مكان الطبع: بيروت - لبنان
الطبعة: 2
- السنة: 1959
- الصفحات: 558
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
23/09/2007, 01:29 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.islamicdatabank.com/images/bookimg/B85571.jpg
"ابن طفيل وقصة حي بن يقظان، نظرية و منهج وتطبيق"
مدني صالح
- الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
- عدد المجلدات: 1
- مكان الطبع: بغداد - العراق
الطبعة: 1
- السنة: 1988
- الصفحات: 150
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
26/09/2007, 11:39 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
الكلمات
مذكرات جان بول سارتر
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
للحفظ على الرابط التالي:
المذكرات (http://www.4shared.com/file/23100968/be3b580b/_-____-__.html?dirPwdVerified=5f8a1f5b)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
13/10/2007, 08:43 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
"هذه تجربتي وهذه شهادتي"
سعيد حوى
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/file/23785225/794456bd/book_.html)
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
16/10/2007, 12:21 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
أطروحة جامعية
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
ناقشت الباحثة
لطيفة لبصير
أطروحة دكتوراه الدولة في الآداب، تحت عنوان:
”السيرة الذاتية النسائية، تحليل نماذج”
وقد كانت اللجنة العلمية على الشكل التالي:
- الدكتور عبد المجيد نوسي، مشرفا .
- الدكتور عبد الفتاح الحجمري، رئيسا.
- الدكتور المختار بنعبدلاوي، عضوا.
- الدكتور أحمد توبة، عضوا.
- الدكتور سعيد جبار، عضوا.
بعد المناقشة، حصلت الباحثة على دكتوراه الدولة بميزة حسن جدا.
وهذا نص التقرير الذي تقدمت به الباحثة أثناء المناقشة:
التقرير:
ينطلق هذا البحث من إشكالات عديدة، تنبع من اختيارنا لدراسة هذا الموضوع، فلماذا السيرة الذاتية النسائية؟ ولماذا هذا التخصيص في حد ذاته؟ هل يعود الأمر إلى افتراضات مسبقة ترى أن المرأة تكتب بشكل مختلف، فعمدنا إلى إفرادها في هذه الدراسة، أم أن الأمر يتعلق بشكل تنظيمي فقط؟
لا يمكن أن نتجاهل الإشكالات الكثيرة، التي أصبحت تثيرها الدراسات العربية والغربية فيما يتعلق بالأدب النسائي، واختلاف مكتوب النساء عن مكتوب الرجال، وذلك لما أثاره هذا الضجيج الاصطلاحي من تعددية في الآراء وفي الانتاج أيضا.
وقد أدت هذه الاختلافات إلى محاولة النساء وضع برنامج نقدي خاص يدرس المنتوج النسائي بصورة مختلفة، ولذا، أصبح البحث عن نظريات منعزلة تدرج ما تكتبه المرأة تحت منظور النقد النسائي(أعطي مثالا بما تنتجه النساء تحت اسم المرأة والذاكرة، أمثال “قالت الراوية لهالة كمال، عاطفة الاختلاف لشيرين أبو النجا، مائة عام من الرواية العربية لبثينة شعبان إلى غير ذلك من المؤلفات)، ويتم عزل هذه النظرية عن النظريات العامة(أعطي مثالا بكتاب رامان سلدن: النظرية الأدبية المعاصرة)، وكأن أدب المرأة يتطور لوحده بمعزل عن السياقات الثقافية الأخرى التي أنتجته، وبمعزل أيضا عن التطورات الحاصلة في النظريات.ولعل محاولة العديد من الناقدات الغربيات والعربيات إعادة قراءة الموروث العربي بشكل مختلف، مرده إلى غيبة سير النساء من حقل الدراسات النظرية وأيضا من حقل التصنيف، (أعطي مثالا بزمن الرواية لجابر عصفور الذي لم يشر إلى سيرة نسائية واحدة ضمن عمله، إضافة إلى العديد من الدراسات التي تقرأ السير الذاتية النسائية بشكل عابر جدا، دون الوقوف على خصائصها).
وهناك إشكالات أخرى تنطلق من أن أدب الاعترافات حرام لدى النساء بحكم الوضع الاجتماعي للمرأة، ولعل ذلك ما خلق التباسا لدى المرأة في حد ذاتها، فهناك تذبذب بين السيرة الذاتية والرواية.
ويمكن أن نعطي مثالا بأوراق شخصية للطيفة الزيات وذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي والسيقان الرفيعة للكذب لعفاف السيد، إلى غير ذلك من النصوص، وتهيمن إشكالية التذبذب بين السيرة والرواية في أعمال رجالية أيضا، غير أن حدتها تتضاعف في النص النسائي، ويمكن القول إن السيرة الذاتية بالأساس جنس يعاني من إشكالات خاصة به، ذلك أن الدارس الآن للسيرة الذاتية يجد نفسه أمام كم من المصطلحات الكثيرة التي أصبحت تصنف العمل، فهناك السيرة الروائية والسيرة الذاتية النسوية، والسيرة الذاتية الروائية، وروائية السيرة الذاتية، إلى غير ذلك من المصطلحات، وهذا يثبت أن هذا الجنس الأدبي، بقدر ما أثار فوضى في نهاية القرن الثامن عشر، ليحقق القطيعة مع السيرة، وليستقل كجنس أدبي باعترافات جان جاك روسو وكازانوفا فرانكلين، وغيرهما، يعمد الآن إلى إثارة نفس الفوضى، لكن لطمس معالم الجنس. إن كل هذه الاشكالات تضيف إلى السيرة الذاتية النسائية إشكالا آخر، إذ إننا نفترض من خلال النصوص السير ذاتية النسائية أن هناك بناء خاصا ترومه هذه الكتابة، ذلك أنها نتاج اجتماعي، وحديثة نسبيا مقارنة بالأجناس الأدبية الأخرى.
وعليه، فإن المرأة تكتب سيرتها الذاتية وهي تنتج خطابا آخر، غير خطاب البوح الذي تبوح به، ونحن نحاول أن نقرأ هذا الخطاب الذي تنتجه لأن وراءه خطابا آخر هو حقيقة الذات الأنثوية، ذلك أننا نجد أن الكاتبة في السيرة الذاتية النسائية ليست هي الساردة.
وعليه، فسنقوم بقراءة هذه الساردة وهي على مسافة من الكاتبة، مع العلم أن السيرة الذاتية بشكل عام، تبدأ من الكاتب واضع العمل، فالكذب والمرواغة والنسيان وأساليب الانزلاق والدوران اللغوي، كل ذلك يدخل في حقيقة النصوص السير ذاتية النسائية.
إن الخطاب الذي تنتجه المرأة غالبا ما يتم توثيقه بالتخييل، ولذا، فان هناك دوما خوف من التجنيس، ومن الميثاق أيضا الذي يوقع التعاقد بين الكاتب والقارىء على حقيقة العمل الأدبي. ووفق هذا المنظور، هناك إشكالات تخص تطور السيرة الذاتية نفسها.
وضع فيليب لوجون، في كتابه ” الميثاق الأوتوبيوغرافي” 1975، التعاقد بين الكاتب والقارىء على أساس الصدق في العمل الأدبي، وقد عمل النقد من خلال هذا الميثاق على قراءة العديد من الأعمال الأدبية.
إن اسم المؤلف ينبغي أن يطابق اسم الشخصية، وتبعا لذلك فان التطابق ينفي عالم التخييل ويتم التعامل مع العمل على أساس أنه حقيقة الكاتب، غير أن معيار المطابقة بدأ في التحول أيضا، ذلك أن الأعمال الأدبية ذاتها بدأت تبتعد عن حكي الحيوات الخطية، لتدخل في التجديد وفي التخييل.
وأمام هذا التحول، لم يكن بد للنقاد أن يعتبروا التخييل حقيقة أخرى للسيرة الذاتية، ولذا جاء كتاب سيرج دوبروفسكي ”السير الذاتية من كورناي إلى سارتر”، ومقال فيليب لوجون الهام” كيف لي أن أجدد في السيرة الذاتية”، فقد لاحظ فيليب لوجون أن العديد من الحيوات تتشابه، وقد سبقت إلى النشر. والنتيجة أن هذا المحكي يتشابه بالرغم من التفرد الذي يطبع كل حياة، معتمدا في ذلك على كتاب مارسيل بنابو” لماذا لم أكتب أيا من كتبي؟” الذي يفترض أن كل العوالم التي قرأها سابقا وتماهى معها، تبعث من جديد في أعمال أدبية ذاتية، لا يمكن القول عنها سوى أنها منتحلة، مستنتجا أن كل السير الذاتية قد كتبت مسبقا.
ولكي يكتب شخص ما سيرته الذاتية، عليه أن يجمع الجمل والشذرات المأخوذة من نصوص سابقة. من ثم كانت ضرورة النظر إلى السيرة الذاتية نظرة أخرى ترى أن التجديد يكون على مستوى نظام التركيب، ذلك أن الشكل ينبغي أن تضاف إليه عناصر تقترب من الخلق أكثر مما تقترب من سرد الأحداث الواقعية، ولذا فان المنظور الذي وضعه فيليب لوجون، وهو بنسبة من التعقيد، هو أن تكتب حياتك وأن تتخيل أيضا، وأن لا تكذب، وهو أمر ليس سهلا، فالمتخيل يحكي عن الذكريات، وهذا ليس بالأمر الهين، فكيف لي أن أكذب بصدق؟ فكل شيء حقيقي، وكل شيء أعيد بناؤه.
استنادا لما سبق، فان الأمر لا يعدو مجرد تكرار لنصوص سابقة، والصعوبة تتجلى أن هناك فكرة أساسية كما يرى فيليب لوجون، ترى أن السيرة الذاتية تتعارض مع الجمال، ولعل هذه الثنائية التي تتراوح بين خطاب الحقيقة وخطاب الجمال هي ما جعل العديد من المبدعين يعملون على نزع السيرة الذاتية من الأشكال التقليدية للسرد والتوثيق، وأن يمروا إلى إملاء أشكال جديدة تمنح أهمية كبرى للغة.
ويشكل هذا الخطاب في السيرة الذاتية النسائية درجة كبرى، ذلك أن تحديد المتكلم النسائي في السيرة الذاتية يعتريه نوع من اللبس، فهل يحيل هذا الضمير على الكاتبة، أم أنه بناء آخر يمرر عبر الميثاق السير ذاتي إشكالا آخر؟
إننا نفترض من خلال السير الذاتية النسائية ذلك التباعد بين الكاتبة والضمير الذي تتحدث عنه، ولأجل دراسة هذه السيرالذاتية، عمدنا إلى اختيار تصور منهجي يلائم طبيعة النصوص التي تكتبها المرأة، وهو منهج التحليل النصي كما اشتغل عليه جان بلمين نويل، بالاضافة إلى العديد من أدوات الاشتغال التي استقيناها من المهتمين بهذا الجانب ويتعلق الأمر بفيليب لوجون وسيرج دوبروفسكي، وجورج كاسدورف، إضافة إلى الدراسات الهامة التي تربط بين حقل السيرة الذاتية والجانب النفسي، والتي انصبت عليها أبحاث الحقل الفرنسي في محاضرات عديدة نذكر منها، “من السيرة الذاتية إلى التخييل الذاتي“، ندوة السيرة الذاتية والتحليل النفسي، ندوة: الكتابة عن الذات والنرجسية، ندوة: السيرة الذاتية، ندوة الكتابة النسائية والسيرة الذاتية، ندوة: الكتابة عن الذات والتحليل النفسي، إلى غيرها من الندوات الهامة.
يفترض جان بلمين نويل أن النص يصوغ بناء آخر، يختلف عن الكاتب، تكون الكتابة هي المسؤولة عنه وليس الكاتب، من أجل ذلك أقترح مفهوم لاوعي النص الذي يحدث تعالقا بين الآخر داخل الكتابة والآخر داخل القراءة.
وقد كان اختيارنا لجان بلمين نويل نابعا من كونه يعمل على قراءة النص من خلال قراءة المستويات التي تضغط على ترتيب الكلمات والجمل والحوافز والصور المستنسخة داخل المحكي، إضافة إلى أنه يساعدنا على قراءة النصوص أيضا من الداخل.
وبالرغم من أن السيرة الذاتية تهتم بالكاتب بدرجة كبرى، فإننا ارتأينا الاهتمام بالكتابة بشكل أكبر، وذلك لتصورنا أن النقد الذي يتناول السير الذاتية يظل حبيس علاقة الكاتب بنصه وتجليات هذا الكاتب وعلاقته بالحقيقة، ولأن النصوص السير ذاتية النسائية تفترض حقيقة أخرى غير حقيقة علاقة النص بكاتبه، فقد ارتأينا دراستها بكيفية مختلفة، وعليه فقد عملنا على تحليل نماذج من السيرة الذاتية النسائية:
- أوراقي … حياتي ( ثلاثية نوال السعداوي)
- رحلة جبلية … رحلة صعبة لفدوى طوقان
- الرحلة الأصعب لفدوى طوقان .
- الجلادون لربيعة السالمي.
- المحاكمة لليلى العثمان.
- حديث العتمة لفاطنة البيه.
إن اختيارنا لهذه النماذج المختلفة والمتباينة أيضا كان الهدف منه، فضلا عن دراستها، هو رصد الاختلافات التي يمكن أن تكون بينها، فالانطلاق من فكرة أن المرأة تنجز سيرة ذاتية مختلفة ينبغي تبريره من خلال نصوص مختلفة أيضا، حتى نصل إلى خلاصات مقنعة، لذا عملنا على تحليل نماذج متباعدة نوعا ما، تجمع بين الأديبة التي أنجزت أعمالا متعددة، مثل ليلى العثمان ونوال السعداوي والشاعرة فدوى طوقان التي تكتب سيرتها الذاتية و ربيعة السالمي التي أنجزت هذه السيرة لتكتب عن نضالها، إلى فاطنة البيه التي كتبت هذا العمل للحديث عن اعتقالها، فالنصوص تنطلق من عوالم مختلفة.
وبالرغم من هذا الاختلاف، وجدنا أنفسنا، ونحن نقرأ هذه السير الذاتية أمام طرح إشكالي أول: هو عودة كل هذه السيرالذاتية إلى الطفولة كعالم أول تنطلق منه الكتابة عن الذات. فكيف تكتب المرأة هذا العالم وكيف تقدمه إلى القارىء؟
من خلال السير الذاتية النسائية، تبين لنا أن العودة للطفولة ليست عودة من أجل السعادة، كما يقر أغلب الباحثين، بل هي عودة يبنينها الشقاء والخلل، ولذا فان محكي الطفولة الذي يتأسس في النص، يقدم خطابا آخر.
وقد تم توظيف بعض المفاهيم مثل مفهوم الرواية الأسرية الذي كان أول من كتب عنه هو فرويد(1909)، إلا أننا رأيناه من منظور آخر وهو علاقته بالسيرة الذاتية، فالساردة تصنع هذه الرواية الأسرية، إذ إنها لا تستطيع أن تسرد ما تم حدوثه في الواقع، ولذا، فهي تعمل على الحديث عن مراحل عمرية قديمة جدا من خلال أقوال وسرد الآخرين، ولأن الساردة التي تبني هذه السير الذاتية منشغلة بتأسيس خطاب آخر داخل هذه الكتابة، فان عنصر الإضافة يعمل على نسج نوع من الاستعارات والتخييلات، لذا فنحن نتحدث عن صنع رواية أسرية، وهذا الصنع يلتقي مع المفاهيم التي طرحناها سابقا، وهي الكذب بصدق، وعنصر الجمال والخلق الذي تبنيه الكتابة السير ذاتية النسائية، ولكن لماذا هذا الصنع؟ ولماذا يهيمن عنصر الاضافة في النص؟
إننا نجد أنفسنا، ونحن نقرأ هذه السير الذاتية، أمام خطاب مزدوج يتكرر، فالسرد لا يبلغ فقط، وليس في نيته التبليغ، بل يضيف الخلق والتخييل، إذ يتم تخييل لحظة الولادة مثلا في سيرة نوال السعداوي.
من هنا يمكن القول إن الأحداث الحقيقية تم حكيها من خلال حكي الجدة، في حين أن المجازات مستحدثة من خلال حكي الساردة، وهي تعمل هنا كنوع من الإضافة التي تأتي من عالم الحاضر، أي الزمن الحالي.
إن البحث عن الاضافة هي ما جعلنا نعمل على قراءة المحكيات الذاتية، معتمدين على دوريت كوهن في هذا التمييز بين المحكيات الذاتية المتنافرة مع الماضي والمحكيات الذاتية المتناغمة، وقد وجدنا أن المحكي الذاتي التنافري يخلق بعدا مهيمنا، فالساردة تستحضر من خلال هذا المحكي علاقتها الرافضة لكل السياق الغيري الذي أوجد سيرتها، ولذا، تعمد إلى استحضار السير الغيرية كإضاءة للدور المحدد للسلالة التي طبعت المنطق الخاص للسلوك، ونجد هذا مهيمنا بحدة في ثلاثية نوال السعداوي، وسيرتي فدوى طوقان، والجلادون لربيعة السالمي، وهو أخف حدة في المحاكمة لليلى العثمان، وحديث العتمة لفاطنة البيه، غير أنه حاضر باستمرار في هذه السير الذاتية.
إن صنع هذه الرواية الأسرية وعلاقتها بالسيرة الذاتية له ما يبرره لدى الساردة، ولذا فان الساردة تجدد التواصل مع هذا العالم، أو تصنعه، كي تخلق نوعا من المذنبين، وهؤلاء المذنبون هم الأسلاف، لذا فهي تصوغ نوعا من السير البيوغرافية للأشخاص الذين هيؤوا الحاضر الذي تحياه الساردة(أتحدث هنا عن الأب، عن الأسرة، عن المجتمع كنظام أبوي)، وتعمد وفق هذا المنظور إلى نوع من التخييل التأويلي الذي يبني جملا تذهب إلى تأسيس بناء للتداعيات الخاصة داخل الكتابة، مما يتيح إمكانية استعمال بنيات التذكر المونولوجي الذي يبني عالما آخر، ذلك أن هذا البناء يأتي من عدم مصالحة الذات مع الواقع، وعليه فالساردة تنوع محكياتها بين ساردة تتذكر وساردة تبني تداعيات مسهبة تبتعد في كثير من الأحيان عن الواقع.
إن التذكر، هنا، ينبني من خلال الأشياء التي تركت صدى في خلق هذه الذات الفردية، فالكاتبة التي تتذكر تفسح المجال للساردة التي تثرثر وتمضي في تفسير الأحداث حتى توجه القراءة، إننا لا يمكن أن نغفل أن الساردة تأخذ أهمية كبرى في النص، لأن الكاتبة التي تستعيد الأحداث، تترك المجال للساردة التي تتحدث طويلا، إذ أنها تنزاح عن هذه الأحداث التي ترويها، كي تحلل وتصدر أحكاما وتقدم أفكارا واستنتاجات، ذلك أن البناء الأساسي الذي تراهن عليه الكتابة هو إحداث تحول لدى القارىء في بسط كل الأحداث التي تميز الطفولة الأنثوية، فخلق الساردة في السيرة الذاتية النسائية يعود إلى إبعاد منظور الكاتبة وحضورها كسلطة داخل النص، فهي تحدث نوعا من المسافة بينها وبين المسرود، عبر حضور بنية السارد المتخيل.
ولعل خاصية هذا الأخير، كما تقول دوريت كوهن، هي أنه سارد غير جدير بالثقة، لذا فقد ارتأينا أن المراتب التي تحدد الميثاق الأوتوبيوغرافي في السيرة الذاتية عموما، تختلف حين يتعلق الأمر بالسيرة الذاتية النسائية، ذلك أن المتكلم في السيرة الذاتية متكلم تقتحمه العديد من الضمائر المتعددة، فبداخل الأنا هناك أنوات غيرية تهيمن على هذا الضمير، ولعلها ما يسمح بتعدد هويته، فضمير المتكلم النسائي يصوغ أكثر مما يقول، لذا فانه لا يبوح، بل يختلق وينسج ذاتا أخرى تعمد الكتابة إلى تأجيلها أو نسيانها أو دورانها، من هنا، كانت أهمية قراءات بيلمين نويل لهذا النوع من الدوران داخل النص الابداعي.
إن وراء ثرثرة الساردة تختفي الأشياء التي تصمت عنها الكتابة. ولذا، فان البعد الزمني يخضع هو الآخر لهذه البنية. فهناك أزمنة استعادية تعود إلى الماضي، فالنصوص السير ذاتية تخلق محكيات نفسية تعمد إلى التكثيف والتمطيط الزمني الذي نجده مهيمنا في كل النصوص المذكورة، إضافة إلى تقنيات الحاضر الذي يكبر والذي نجده مهيمنا بحدة في ثلاثية نوال السعداوي والمحاكمة لليلى العثمان، وكلاهما كتب تحت ضغط الخوف من الموت ومواجهة السلطة، غير أن هناك زمنا آخر تخلقه هذه الكتابة السير ذاتية النسائية، وهو الزمن المستقبلي، الذي يبدو أنه الزمن القادم الذي من أجله تبني الساردة عالمها الخاص.
إن كلا الزمنين أي الماضي والمستقبل، كما يقر جورج كاسدورف زمن لاواقعي، لذا، فالكتابة عنهما هي خلق فقط، ذلك أن الأزمنة المؤسسة للآتي، كما تحاول الكاتبة أن تعبر عن ذلك، تكمن في الطفولة الأولى، فهي من صاغت الزمن القادم، ولعل ذلك ما يجعل الكتابة تذهب إلى خلق أزمنة متعددة تتجلى في التخييل والحلم وحلم اليقظة، والكتابة أيضا كبديل للموت، إلى غير ذلك من شاشات التخييل.
إن الأزمنة التي تكتب عنها الكاتبة هي أزمنة تحويلية. فليس الغرض منها السرد فقط، ولكن تأسيس زمن آخر. لذا فهي تصنع أيضا هذا الزمن، ويتم هذا الصنع من خلال بناء مزدوج، فهناك دوما صوت ظاهر، وآخر كامن يعمل في الخفاء.
ولذا وجدنا أنفسنا أمام خصوصيات سردية نسائية تهيمن في الخطاب النسائي، ولها أهميتها في هذه السير الذاتية، وهي أن الساردة، التي تصوغ هنا من خلال ضمائر متعددة تتراوح بين ضمير المتكلم والمخاطب والغائب، تخفي وراء هذه التعددية خطابا آخر يتمثل في الأنا النرجسية التي تبرزها الذات المتكلمة في كثير من الأحيان للحديث عن الأنا المثالية وتعاليها، وهو ما أطلقنا عليه البعد النرجسي، وذلك لان الأنا دوما في صراع مع الآخر الذي يتمثل لدى الساردة في المضطهد، إنها تصنع نوعا من الأنا- الجلد على حد تعبير ديديي أنزيو، والذي يأتي كنوع من الحماية من الآخرين، وهو معطى متخيل يمنح الجهاز النفسي نوعا من الاستقرار والهدوء.
إن الأنا النرجسية تخلق ثنائية في التصور والرؤية، ولذا، فان المنظور السردي الذي توجهه كاتبة السيرة الذاتية يمضي إلى اتساع الهوة بين المضطهد والنرجسي، فكلما امتدت أشكال المضطهد، تم إعلاء البناء النرجسي، وبالرغم من أن الذات تسعى إلى بناء فردي، أحادي الرؤية والتصور، إلا أنها تبني خطابا مزدوج الصوت تبنيه لغة المضطهد والنرجسي.
وتبدو هذه الثنائية ملازمة للسيرة الذاتية النسائية، وهي تتجلى في ثنائية أخرى مهيمنة في خطابها، ويتعلق الأمر بثنائية الأنوثة والذكورة، وقد اعتبرنا هذه الثنائية مهيمنة في خطاب الساردة التي تتراوح بين عالمين مختلفين، مستعيرين في ذلك أحد المفاهيم النفسية لفرويد، ويتعلق الأمر بالخنثوية، وتحضر، هنا، بالمعنى السيكولوجي للذات المتكلمة، ذلك أن الساردة تخلق صيغة لامرأة غير محددة الملامح، ولذا، فالنص يتغير حسب الضمير الذي تنتقل إليه الساردة، فهي تتحول من الذكورة إلى الأنوثة، ولو أن البعد الخنثوي لديها يجعلها تتجه إلى أولوية القضيب على الأنوثة، إلا أنها تظل تتراوح بين جنسين مختلفين. ولذا فان التراوح الجنسي يتبعه بالضرورة التراوح النصي أيضا، فالنص يتخذ شكل الجنس الذي تتحول إليه الكتابة، ويصوغ كتابة ملتبسة، فالأنثى الكاتبة تسعى إلى تحطيم الخطاب الذكوري، ولكن من خلال الاعتماد على وسائله، الشيء الذي يصوغ لنا أنوثة ملتبسة لا هي بالذكورة ولا بالأنوثة. ولذا، كان اشتغالنا على هذا الجانب ضروريا، وذلك لأن التحول الجنسي في النص يؤثر على البناء النصي أيضا ويغيره. فالشكل يتبع المحتوى، وهي خاصية سردية مهيمنة في السيرة الذاتية النسائية وتتكرر بحدة، الشيء الذي دفعنا إلى الوقوف عندها وتحليلها وتحليل تحولاتها على مستوى النص، وتبعا لذلك، فعلاقة كاتبة السيرة الذاتية باللغة علاقة مختلفة، ولذا ارتأينا الاشتغال على الجانب اللغوي، إذ أن إبراز خصوصية السرد النسائي تتجلى على المستوى الشكلي والدلالي أيضا. ولأن الشكل يتبع المحتوى، فإننا انطلقنا من دراسات سابقة كانت ترى في المعجم اللغوي الذي تستعمله الأنثى معجما مختلفا، وعمدنا، وفق ذلك، على قراءة هذا المعجم ومحاولة حصره لدى كاتبة السيرة الذاتية، وتبين لنا أن اللاوعي النصي يتجلى على مستوى اللغة والأساليب التي تستعملها الكاتبة وتصوغها الساردة، لذا، فإن الثنائية تتكرر على المستوى اللغوي أيضا، فهناك جدلية تحكم خصوصية هذه الكتابة وهي أنها تتأرجح بين ثنائيتين توجهان المكتوب السير ذاتي النسائي، ويتعلق الأمر بجدلية الأنا والأنا الأعلى.
فالأنا المتكلمة تداهمها أنوات أخرى غيرية، هي التي تعمل على تغيير نمط الكتابة، وتبعا لذلك، تنشأ أساليب متعددة تهيمن على هذه السير، ذلك أن علاقة المرأة بالمحرم علاقة مختلفة، ولذلك لا يمكن قراءتها إلا من خلال سيميائية التهوين، فعلاقة الأنا الأنثوي بميكانزمات الدفاع تختلف أيضا، فالأنا تبحث عن توازنها من خلال إلغاء أي تمظهر يجعلها تبدو واضحة، ولذا، نجد التحوير والقلب والاستعارات والكثافة اللغوية التي تتكرر في النص، والتي تصنع المسافة بين الأنا والرغبة، بل إنها تذهب إلى إنجاز محكي الحلم الذي يهيمن على هذه النصوص، والذي يأتي كبديل للواقع كي يتحدث من خلال التخييل عن الأنا. إننا أمام نوع من الأساليب التي تتلون وتتغير في النص، ولم نجد بدا من قراءة هذه الأساليب، فداخل الأسلوب، تكمن رمزية اللاوعي. غير أن هذه الجدلية التي تحدث بين الرغبة والقانون تصوغ أسلوبا يتجه، في كثير من الأحيان، إلى الغموض، الشيء الذي يجعل الدال يؤجل مدلوله على الدوام، فالرقابة اللاواعية تداهم الدوال، وهذه الأخيرة تعوض بواسطة حلقات مفقودة وموزعة داخل النص، وعلى القراءة أن تكتشفها.
إن قراءة هذه المستويات النصية لا يخلو من متاعب، ذلك أننا نقرأ أيضا نصا معدلا من الدرجة الثانية، ونحن نتابع مستوياته، كي نصل إلى لاوعيه النصي، كنا ندرك مثلا، أن محكي الحلم هو نص معدل وتمت صياغته، وبالرغم من ذلك قمنا بقراءته، ذلك أننا نتعامل مع هذه المستويات كما تصوغها الساردة التي لها أهمية كبرى في النص السيرذاتي النسائي، ولذا كان لزاما علينا قراءة عنصر هام في هذه السير الذاتية، وهو عنصر التحويل، كما قدمه فرويد وطوره فيما بعد جان بلمين نويل وأندريه غرين إلى غيرهم من الباحثين، وذلك لأهمية هذا العنصر في السير الذاتية. وإن كان قد لازمنا طيلة البحث، فلأن ذلك له ضرورته. فجميع العناصر الداخلية لهذه السير مبنية على إجراء نوع من التحويل للذات المتكلمة أولا، وللذات القارئة ثانيا، ذلك أن الرغبة اللاواعية للكتابة تخفي وراءها بناء نوع من التأثير التحويلي الذي يبني نوعا من الغواية للآخر المغيب في النص، والذي من أجله يوجد هذا العمل.
فالسيرة الذاتية النسائية لم تكتب في هذه النصوص من أجل نوع من التلاشي أو استخلاص الحكمة والعبرة من تجربة مضت، بل من أجل تأسيس زمن مستقبلي. فهي تصوغ زمنا وعالما آخر من خلال السرد، وعليه فإن اختفاء الكاتبة في كثير من الأحيان لتحل محلها الساردة مرده إلى تأسيس نوع من السلطة غير المباشرة التي تحدث نوعا من التخييل القرائي الذي يبني نصا آخر، ويتأثر بالرواية الأسرية التي تبنيها الساردة في الكتابة.
يتضح، مما سبق، أن التعامل مع السير الذاتية النسائية لا يخلو من صعوبات، ولا ندعي أننا قمنا بتجاوزها، بل ستظل مفتوحة لإمكانات قادمة، فقد كان مشروعنا منصبا بالأساس على قراءة هذه السير، متتبعين في كثير من الأحيان التطورات النصية، وقد تبين لنا أن العديد من القراءات تظل حبيسة الكاتبة وحياتها الشخصية مثل نوال السعداوي كشخصية معروفة، إلا أننا حاولنا معرفة المكتوب وكيف تصوغه هذه الكاتبة من خلال بنية الساردة.
وعليه، فإن كل الحقائق التي تقدمها الكتابة هي ما نقوم بقراءته، ذلك أنه يصعب تحديد أين ينتهي التخييل ليبدأ الواقع. فهناك حقائق ذاتية، غير أنها مندمجة داخل السياق الكلي للسير، فهي تدخل في بناء آخر يطعمه التخييل والأحلام والدوران اللغوي واللاوعي النصي، ولأن الأنثى الكاتبة منشغلة بهم أساسي هو بناء هوية أنثوية، فقد كان لزاما علينا أن نقرأ هذه النصوص وهي تبحث عن إثارة القراءة، معتبرين كل أساليب المراوغة والهفوات والكذب من حقائق الكتابة، فالكتابة لا تقدم الصدق، ولكنها تصوغ الشخصية التي نصل إليها من خلال آلية التأويل والتخييل التأويلي، إلى غير ذلك من الوسائل. يبقى أن نحدد أن الساردة في السيرة الذاتية تصنع روايتها الأسرية وتصنع زمنها أيضا، وتخلق أنواعا متعددة من الثنائيات داخل الكتابة، إضافة إلى بناءات لغوية متعددة، يمكن القول عنها إنها أغنت هذه النصوص وساهمت في بنائها الحديث، وإن كان مرد ذلك إلى خوف الكاتبة من الحديث عن ذاتها، ولعلها أغنت البناء التركيبي وساهمت في تقنيات جديدة تضيف إلى السيرة الذاتية.
لطيفة لبصير
http://www.lesgifsa-bijou.com/divers/chandelles/vela2.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
07/11/2007, 07:24 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
"الإعتبار"
أسامة بن منقذ
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://www.moveed.com/data/media/118/bl_0033.gif
http://img328.imageshack.us/img328/7859/scanningbar2sl9.gif
للتنزيل المباشر على الرابط التالي:
الإعتبار (http://www.lisaanularab.com/washnan/books/history/ali3tibar-libni-monqid.rar)
http://www.lesgifsa-bijou.com/divers/chandelles/vela2.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
13/11/2007, 03:05 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
كتاب عن تقاليد السيرة الذاتية العربية
منشورات جامعة كاليفورنيا
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif


" إن هذا العمل استثنائي، أو يمكن أن يشار إلى أنه فريد في الصناعة الأمريكية الحديثة للكتاب، فهو يقدم تصورا جديدا للعمل الجماعي اشترك تسعة مؤلفين في كتابته، وهذا لم يضر بتماسك البحث، وإنما عزّز تماسكه والتحام أجزائه ببعضها بعضا؛ وذلك يعود إلى أن هؤلاء لم يكونوا يعملون كلا على حدة، ولا يعني هذا أن اقسام الكتاب كتبت بصورة جماعية، وإنما كان كل واحد من الباحثين يعمل على قسم، ورغم ذلك فلقد كانت المحصّلة النهائية تناقش وتراجع وتقرأ بصورة جماعية.



ويمكن أن نوضح هنا أن مثل هذه المقاربات شائعة في العلوم الفيزيائية خاصة، كما تظهر أيضا إلى حد معيّن في علم الاجتماع، لكنها ظلت نادرة في حقل الإنسانيات".

ويتكوّن الكتاب من قسمين: الأول يعرض تحليلا لمجموعة من النصوص السيرذاتية القديمة، وتبلغ تقريبا مائة وأربعين عملا، وهي تنتمي إلى فترة تزيد عن ألف سنة، من القرن التاسع حتى القرن التاسع عشر الميلادي – والعمل هذا يتضمن عددا بسيطا أيضا من النصوص المكتوبة أو المنشورة في بدايات القرن العشرين، لكنها تعالج بشكل رئيسي الحياة في القرن التاسع عشر – أما القسم الثاني فيعرض مختارات تتكون من ثلاثة عشر نصا عربيا من السيرة الذاتية، وهي تمثل فترات تاريخية مختلفة وأساليب أدبية متنوعة، وهذا الجزء يتضمن على نصوص سيرذاتية نادرة ومهمّة؛ مع قراءات تمهيدية مكثّفة لكل عمل لتساعد القارئ على تشكيل منظوره النقدي في التلقي.
محتويات الكتاب:
القسم الأول:
1- مغالطة الأصول الغربية - التلقي الغربي للسيرة الذاتية العربية - إعادة تحديد القضايا وتعريفها.
2- أصول السيرة الذاتية العربية - التقاليد السيرية: النماذج البدئية المبكرة - الكتابة السيرية: الأنواع الأدبية - السيرة -الطبقات - الترجمة - الأنواع الفرعية السيرذاتية - المؤثرات الأخرى.
3- نحو تاريخ للسيرة الذاتية العربية - المحفزات الأصيلة -القلق السيرذاتي.
4- السيرة الذاتية العربية والتصويرالأدبي للذات - تجوهر الذات وتماهيها: الحياة الخاصة والشخصية في مذكرات ابن بلقان - تأريخ الذات - فك مغالق سيرة ابن حجر الذاتية - قراءة التقاليد - الأسلوبية في سيرة السيوطي الذاتية - أحلام ورؤى وأصوات خفيّة - الشعر: الخطاب البديل
القسم الثاني: حنين بن إسحاق(المتوفى سنة 873 أو 877) - الترمذي( المتوفى بين سنتي 905 و910 )- المؤيد الشيرازي(المتوفى سنة 1077) - عماد الدين الخطيب (المتوفى سنة 1231) - ابن العديم (المتوفى سنة 1262) - أبو شامة (المتوفى 1268- السيمناني (المتوفى سنة 1336) -عبد الله الترجمان (المتوفى سنة 1432) - جمال الدين السيوطي (المتوفى سنة 1505) - العيدروس( المتوفى سنة 1628 - يوسف البحراني(المتوفى سنة 1772) - علي مبارك (المتوفى سنة 1893).
الخاتمة: الشخصية والذات - الأعراف الأدبية - السير الذاتية العربية بوصفها نصوصا ومكانتها - دليل للكتابات السيرذاتية العربية - شرح المصطلحات - المراجع – فهارس.
أهمية الكتاب:
1- تظل تقاليد كتابة السيرة الذاتية العربية القديمة غير واضحة عند القرّاء بشكل عام،وهذا الكتاب سيسهم في توضيح هذه التقاليد،وسيضع القارئ العربي على رؤية مقارنة بين التقاليد العربية والتقاليد الغربية.
2- يتطرق الكتاب بالدراسة والتحليل إلى أكثر من مائة وأربعين سيرة ذاتية عربية،معظمها مجهولة عند الدارسين.
3- يتطرق الكتاب إلى ثلاث سير ذاتية نسوية قديمة بالدرس والتحليل،كما يحاول الكتاب أن يقدّم سيرة ذاتية أخرى لمؤلفة عربية قديمة مجهولة وهي عائشة الباعونية.
4- يستفيد هذا الكتاب من التفكيك في قراءته لتقاليد السيرة الذاتية العربية،ولا توجد دراسة في المكتبة العربية تعتمد على التفكيك في قراءة السيرة الذاتية،على الرغم من أن التفكيك قدّم مجموعة من التصورات للسيرة الذاتية،ظهرت عند كل من دريدا وبول دي مان،وهي لتغني التصورات النقدية العربية في إعادة فهم السيرة الذاتية مفهوما ودراسة.
5- يعتمد هذا الكتاب على منهجيات عدة،منها التفكيك والدراسات النسوية ومابعد كولونيالية، ولذلك فهو يقترح فهما مختلفا للسيرة الذاتية مقاوما للفهم النظري الشائع في النظرية الأدبية،علاوة على أنه يحاول أن يعيد الاعتبار لنوع أدبي عربي أصيل،أهملته الثقافة الغربية،ولذلك فالكتاب يقاوم التصورات الغربية في فهم السيرة الذاتية؛لأنها من وجهة نظر المؤلفين،أهملت تجارب الآخر.ويعتقد المؤلفون أن فهم التقاليد السيرذاتية العربية سوف يوسع الفهم الغربي للسيرة الذاتية الغربية.
6- تظهر أهمية الكتاب في كونه يجدد فهم السيرة الذاتية في سياقها العربي،ولذلك يقدم مفاهيم محددة لأنواع فرعية أدبية أخرى يمكن أن تكون سردا ذاتيا مثل الترجمة والطبقات والشعر،ويحاول أن يحدد الفروقات الواقعة بين هذه الأنواع الأدبية غير المحددة بشكل دقيق في النقد العربي الحديث.
7- تأتي أهمية هذا الكتاب لاتصاله بالنقد الشارح؛لأنه يؤوّل التلقي العربي للسيرة الذاتية، ويضع القارئ على تجربة النقد العربي الحديث في استقبال السيرة الذاتية،وينقد أيضا الاستقبال الغربي للسيرة الذاتية، ويقارن بينهما.


معلومات عن الكتاب:
تقاليد السيرة الذاتية العربية - منشورات جامعة كاليفورنيا


تأويل الذات: السيرة الذاتية في التقليد الأدبي العربي



تحرير: ديويت ف. رينولدز


Interpreting the Self: Autobiography in the Arabic Literary Tradition


Edited By Dwight F. Reynolds

عرض ونقد الدكتور علي بن تميم


http://www.moveed.com/data/media/118/bl_0033.gif
http://img328.imageshack.us/img328/7859/scanningbar2sl9.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
13/11/2007, 03:10 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
كتاب عن تقاليد السيرة الذاتية العربية
منشورات جامعة كاليفورنيا
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
" إن هذا العمل استثنائي، أو يمكن أن يشار إلى أنه فريد في الصناعة الأمريكية الحديثة للكتاب، فهو يقدم تصورا جديدا للعمل الجماعي اشترك تسعة مؤلفين في كتابته، وهذا لم يضر بتماسك البحث، وإنما عزّز تماسكه والتحام أجزائه ببعضها بعضا؛ وذلك يعود إلى أن هؤلاء لم يكونوا يعملون كلا على حدة، ولا يعني هذا أن اقسام الكتاب كتبت بصورة جماعية، وإنما كان كل واحد من الباحثين يعمل على قسم، ورغم ذلك فلقد كانت المحصّلة النهائية تناقش وتراجع وتقرأ بصورة جماعية.
ويمكن أن نوضح هنا أن مثل هذه المقاربات شائعة في العلوم الفيزيائية خاصة، كما تظهر أيضا إلى حد معيّن في علم الاجتماع، لكنها ظلت نادرة في حقل الإنسانيات".
ويتكوّن الكتاب من قسمين: الأول يعرض تحليلا لمجموعة من النصوص السيرذاتية القديمة، وتبلغ تقريبا مائة وأربعين عملا، وهي تنتمي إلى فترة تزيد عن ألف سنة، من القرن التاسع حتى القرن التاسع عشر الميلادي – والعمل هذا يتضمن عددا بسيطا أيضا من النصوص المكتوبة أو المنشورة في بدايات القرن العشرين، لكنها تعالج بشكل رئيسي الحياة في القرن التاسع عشر – أما القسم الثاني فيعرض مختارات تتكون من ثلاثة عشر نصا عربيا من السيرة الذاتية، وهي تمثل فترات تاريخية مختلفة وأساليب أدبية متنوعة، وهذا الجزء يتضمن على نصوص سيرذاتية نادرة ومهمّة؛ مع قراءات تمهيدية مكثّفة لكل عمل لتساعد القارئ على تشكيل منظوره النقدي في التلقي.
محتويات الكتاب:
القسم الأول:
1- مغالطة الأصول الغربية - التلقي الغربي للسيرة الذاتية العربية - إعادة تحديد القضايا وتعريفها.
2- أصول السيرة الذاتية العربية - التقاليد السيرية: النماذج البدئية المبكرة - الكتابة السيرية: الأنواع الأدبية - السيرة -الطبقات - الترجمة - الأنواع الفرعية السيرذاتية - المؤثرات الأخرى.
3- نحو تاريخ للسيرة الذاتية العربية - المحفزات الأصيلة -القلق السيرذاتي.
4- السيرة الذاتية العربية والتصويرالأدبي للذات - تجوهر الذات وتماهيها: الحياة الخاصة والشخصية في مذكرات ابن بلقان - تأريخ الذات - فك مغالق سيرة ابن حجر الذاتية - قراءة التقاليد - الأسلوبية في سيرة السيوطي الذاتية - أحلام ورؤى وأصوات خفيّة - الشعر: الخطاب البديل
القسم الثاني: حنين بن إسحاق (المتوفى سنة 873 أو 877) - الترمذي( المتوفى بين سنتي 905 و910 )- المؤيد الشيرازي (المتوفى سنة 1077) - عماد الدين الخطيب (المتوفى سنة 1231) - ابن العديم (المتوفى سنة 1262) - أبو شامة (المتوفى 1268- السيمناني (المتوفى سنة 1336) -عبد الله الترجمان (المتوفى سنة 1432) - جمال الدين السيوطي (المتوفى سنة 1505) - العيدروس ( المتوفى سنة 1628 - يوسف البحراني (المتوفى سنة 1772) - علي مبارك (المتوفى سنة 1893).
الخاتمة: الشخصية والذات - الأعراف الأدبية - السير الذاتية العربية بوصفها نصوصا ومكانتها - دليل للكتابات السيرذاتية العربية - شرح المصطلحات - المراجع – فهارس.
أهمية الكتاب:
1- تظل تقاليد كتابة السيرة الذاتية العربية القديمة غير واضحة عند القرّاء بشكل عام، وهذا الكتاب سيسهم في توضيح هذه التقاليد، وسيضع القارئ العربي على رؤية مقارنة بين التقاليد العربية والتقاليد الغربية.
2- يتطرق الكتاب بالدراسة والتحليل إلى أكثر من مائة وأربعين سيرة ذاتية عربية، معظمها مجهولة عند الدارسين.
3- يتطرق الكتاب إلى ثلاث سير ذاتية نسوية قديمة بالدرس والتحليل، كما يحاول الكتاب أن يقدّم سيرة ذاتية أخرى لمؤلفة عربية قديمة مجهولة وهي عائشة الباعونية.
4- يستفيد هذا الكتاب من التفكيك في قراءته لتقاليد السيرة الذاتية العربية، ولا توجد دراسة في المكتبة العربية تعتمد على التفكيك في قراءة السيرة الذاتية، على الرغم من أن التفكيك قدّم مجموعة من التصورات للسيرة الذاتية،ظهرت عند كل من دريدا وبول دي مان، وهي لتغني التصورات النقدية العربية في إعادة فهم السيرة الذاتية مفهوما ودراسة.
5- يعتمد هذا الكتاب على منهجيات عدة، منها التفكيك والدراسات النسوية ومابعد كولونيالية، ولذلك فهو يقترح فهما مختلفا للسيرة الذاتية مقاوما للفهم النظري الشائع في النظرية الأدبية، علاوة على أنه يحاول أن يعيد الاعتبار لنوع أدبي عربي أصيل، أهملته الثقافة الغربية، ولذلك فالكتاب يقاوم التصورات الغربية في فهم السيرة الذاتية؛ لأنها من وجهة نظر المؤلفين، أهملت تجارب الآخر، ويعتقد المؤلفون أن فهم التقاليد السيرذاتية العربية سوف يوسع الفهم الغربي للسيرة الذاتية الغربية.
6- تظهر أهمية الكتاب في كونه يجدد فهم السيرة الذاتية في سياقها العربي، ولذلك يقدم مفاهيم محددة لأنواع فرعية أدبية أخرى يمكن أن تكون سردا ذاتيا مثل الترجمة والطبقات والشعر،ويحاول أن يحدد الفروقات الواقعة بين هذه الأنواع الأدبية غير المحددة بشكل دقيق في النقد العربي الحديث.
7- تأتي أهمية هذا الكتاب لاتصاله بالنقد الشارح؛ لأنه يؤوّل التلقي العربي للسيرة الذاتية، ويضع القارئ على تجربة النقد العربي الحديث في استقبال السيرة الذاتية، وينقد أيضا الإستقبال الغربي للسيرة الذاتية، ويقارن بينهما.
معلومات عن الكتاب:
تقاليد السيرة الذاتية العربية - منشورات جامعة كاليفورنيا
تأويل الذات: السيرة الذاتية في التقليد الأدبي العربي
تحرير: ديويت ف. رينولدز
Interpreting the Self:Autobiography in the Arabic Literary Tradition
Edited By Dwight F.Reynolds
عرض ونقد الدكتور علي بن تميم
http://www.moveed.com/data/media/118/bl_0033.gif
http://img328.imageshack.us/img328/7859/scanningbar2sl9.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
14/11/2007, 09:20 AM
http://www.vjpg.com/out.php/i7919_besm8dg4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
مذكرات مالكولك إكس
مالك شباز
http://www.vjpg.com/out.php/i7884_131pxMalcolmXNYWTS2.jpg
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
لتنزيل الكتاب عن طريق حفظ باسم على الرابط التالي:
المذكرات (http://www.archive.org/download/malc...y/Malcom-X.pdf)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
14/11/2007, 09:38 AM
http://www.vjpg.com/out.php/i7919_besm8dg4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
نجيب محفوظ يتذكر
جمال الغيطاني
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
لتنزيل الكتاب عن طريق حفظ باسم على الرابط التالي:
الكتاب (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/007972.pdf)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
14/11/2007, 09:49 AM
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/485-Bismellah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
مذكرات الهواة والمحترفين
فن كتابة التجربة الذاتية
محمد محمد الجوادي عبد الوهاب (http://www.scc.gov.eg/allam%20thkafa/mohamed%20elgawade.htm)
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
لتنزيل الكتاب عن طريق حفظ باسم على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=002862.pdf)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
20/11/2007, 11:50 AM
http://img124.imageshack.us/img124/6720/smc0022onceinadreampostxc3.jpg

أبو شامة المغربي
12/03/2008, 02:45 PM
http://i200.photobucket.com/albums/aa278/fitriku/Muhammad_hati.gif

احمد خميس
14/03/2008, 07:30 AM
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك واثابك الجنه

أبو شامة المغربي
14/03/2008, 09:23 AM
http://img124.imageshack.us/img124/6720/smc0022onceinadreampostxc3.jpg

أبو شامة المغربي
19/04/2008, 09:26 AM
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/485-Bismellah.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif


http://bp0.blogger.com/_y5zSpgEfUbk/RwpNXRp3FlI/AAAAAAAAAEE/66Hmib9LASg/s400/%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA+%D9%85%D8%B7% D9%88%D9%8A%D8%A9.jpg
صفحة من حياتي
محمود البدوي
(1)
وصلت إلى مرحلة من حياتي أجد فيها نفسي مسوقة بدافع من الواجب المريح للنفس إلى الحديث في إيجاز عن الأساتذة والصحاب الذين ساعدوني في مستهل حياتي الأدبية على النشر وفتحوا أمامي الآفاق ..
وهذا بعض الاعتراف بالجميل .. قبل أن أعجز حتى عن الشكر والوفاء ..
***
نشأت في قرية صغيرة بقلب الصعيد تقع على النيل مباشرة وقريبة من الخزان .. فى جو تتجلى فيه الطبيعة بأجمل مظاهرها .. الماء والخضرة ويسوده الهدوء .. فعشت عيشة هادئة لم يعكر صفوها أي شيء ..
وأحسست بالحزن لأول مرة فى حياتى عند موت والدتى، وكنت فى السابعة من عمرى، ولأن جنازتها كانت مفجعة .. كرهت من بعدها كل الجنائز وحتى الأفراح، كرهت كل التجمعات ..
ولم أشعر بزوجة الأب فى حياتى، لأنى لم أحس بوجودها قط، ولذلك لا أثر لها فى قصصى ..
ولكن فقدان الأمومة وحنانها، يظهران من حيث لا أشعر، فى بطلات القصص وغالبيتهن فى سن الثلاثين ..!
وليس فى أسرة والدى من تعلق بالأدب من قريب أو بعيد، ولكن أسرة والدتى فيها أكثر من أديب عشق الأدب إلى حد الوله ..
وألفيت نفسى أتجه إلى الأدب، وأنا فى مرحلة الدراسة الابتدائية .. وكان أستاذ اللغة العربية هو الذى نتلقى عليه حصة الدين .. فبدأ بسيرة ابن هشام فى توسع وفهم .. فحبب إلينا الاستماع والتلهف على ما يأتى من الدروس ..
ولما انتقلت إلى القاهرة فى الدراسة الثانوية شغفت بالمنفلوطى .. وكانت العبرات تثير فى مآقينا الدموع ..
ولقد سيطر المنفلوطى بروائعه على جيلنا بأجمعه، وكانت كتبه تتداول بين الطلبة، وتخفى فى بطون الأدراج، لتقرأ خفية فى حصص الجبر والهندسة ..
وفى نهاية الدراسة الثانوية وبداية الدراسة الجامعية التى لم تتـم .. قرأت الأدب القديم والحديث .. ونوعت وسائل الاطلاع .. وساعدنى على ذلك ذهابى إلى دار الكتب يوميا ..
قرأت فى دار الكتب مجلة "البيان" لعبد الرحمن البرقوقى، وكان يكتب فيها محمد السباعى وعبـاس حافظ والعقـاد والمازنى .. مقالات وترجمات عن أدب الغرب، فى كل ألوان الأدب وفنونه ..
ثم قرأت مؤلفات الزيات والمازنى والعقاد وتوفيق الحكيم وزكى مبارك وصادق الرافعى وطه حسين وعلى أدهم وسلامة موسى وحسين فوزى وشوقى وحافظ وطاهر لاشين وابراهيم الحصرى ويحى حقى ومحمد تيمور ومحمود تيمور ..
كما قرأت فى دار الكتب عيون الأخبار وصبح الأعشى والأغانى .. والبيان والتبيين .. ودواوين المتنبى والبارودى وابن الرومى ومهيار ..
واستأثر بلبى كتاب الأغانى، فكنت أطلبه من مخزن الدار فى كل صباح .. وهو الذى أبقانى أثناء عطلة الدراسة الصيفية مقيما فى صالة الدار طول النهار، لأن الاضاءة كانت معطلة فى الليل ..
وكانت الجلسة فى دار الكتب مريحة وتساعد على طول المكوث .. ونسيان المرء أوقات الطعام ..
وفى دار الكتب تعلمت من الحكمة المسطرة على الجـدران "كل كتاب تقرأ تستفد"، فكنت أقرأ كل كتاب يقع تحت يدى حتى ولو لم يكن هو الذى طلبته .. كما تعلمت "وخير جليس فى الأنام كتاب" ..
ولقد عشت وحيدا، ولست اجتماعيا بطبعى .. وقد جعلنى الخجل الفطرى، أستطيب الوحـدة، وأحن إليها، وأنفر من المجتمعات والناس ..
ولقد كرهت السياسة، وكل مشتقات الكلمة، ولعنتها كما لعنها وكرهها الامام محمد عبده ..
ولكن الوحدة وسكنى فى الغرف المفروشة فى القاهرة والسويس، جعلانى أعيش عن قرب مع خليط غير متجانس من البشر ..
وأفادتنى هذه التجارب كثيرا عندما سافرت بعد ذلك إلى الخارج، وتجولت فى كثير من البلاد ..
وكان محمد السباعى وعباس حافظ يترجمان كثيرا من روائع الأدب الروسى .. فشغفت بهذا الأدب الواقعى، لأنه يصور الحياة بصدق ويصف حياة الانسان المطحون الذى لاحول له ولا قوة ..
ثم بدأت أقرأ هذا الأدب مترجما من الروسية إلى إنجليزية من ترجمـة الكاتبة الإنجليزية كونستانس جارنت .. وكانت تحـب الأدب الروسى وعاشت لتنشره بلغتها ..
وبهرنى تشيكوف .. ودستوفسكى .. ومكسيم غوركى، وبهرنى الأخير أكثر لعصاميته وصلابته، ولأنه شق طريقه فى الحياة بأظافره ..
ولكن تشـيكوف كان أستاذ كل من كتب القصة القصيرة، وتفرغ لها .. ومنـه تعلمـت أن أكتب القصـة القصيرة فى صفحة "هاجر" (العربة الأخيرة) ..
وعندما صدرت مجلة الرسالة عام 1933 دفعنى عشقى لتشيكوف وحبي لأستاذي الزيات، أن أترجم لتشيكوف قصة .. فترجمـت قصـة "الجورب الوردي" فنشرها الزيات ونشر غيرها ..
وبعد رحلة طويلة إلى أوربا الشرقية .. على متن باخرة رومانية .. وعلى الظهر "الدك" بسبعة جنيهات مصرية ذهابا وإيابا، ولكنى لم أنم على ظهر السفينة، فقد استأجرت "قمرة" بحار فى السفينة طول هذه الرحلة بجنيهين، وكنت أنزل إلى القاع وأختلط بالبحارة والوقادين وهم يجرفون الفحم ويغذون النار "كانت كل المراكب في وقتها تدار بالفحم"، ويقصون عليّ حياتهم في البحار ..
ورجعت من الرحلة فكتبت قصة "الرحيل" 1935 ثم "رجل" 1936 وفي مجموعة رجـل قصة اسمها "الأعمى" فتوجهـت ومعى الكتاب إلى الرسالة لأنشر عنه اعلانا صغيرا فى المجلة .. وتناول أستاذى الزيات الكتاب الصغير في يده .. وقلبه .. فلما وقع نظره على هذه القصة .. سألنى عنها .. ووجد فيها جديدا، وطلب منى نشرها فى الرسالة .. ونشرها فعلا على عددين ..
ولقد لمست صفات هذا الرجل الكريم وقلبه .. لما حدثنى بعد ذلك عن كل المكالمات التليفونية التى تلقاها اعجابا بهذه القصة ..
وشجعنى بهذا وفتح قلبى على مواصلة الطريق .. فأخذت أتابع النشر فى الرسالة .. وانقطعت عن الترجمة لأنى وجدتها ستقتل موهبتى ..
وطبعت كتب الرحيل .. ورجل .. وفندق الدانوب .. والذئاب الجائعة .. والعربة الأخيرة .. وحدث ذات ليلة .. على حسابى ومن قوتى اليومى .. وأنا موظف صغير .. ولم أستفد من هذه الكتب أية فائدة مادية .. بل سببت لى جميعها خسارة محققة ..
ولما توقفت مجلة الرسالة بسبب الحرب .. أخذت أنشر فى بعض الصحف اليومية .. وعرفت عاشور عليش وبعده سليمان مظهر وعبد العزبز الدسوقى .. وكان الثلاثة فى جريدة الزمان يشرفون على الصحيفة الأدبية ..
وقد قضيت معهم صحبة طيبة عامرة بالنشاط .. فالثلاثة أدباء قبل أن يكونوا صحفيين، وخلت نفوسهم من العقد ..
ومع أنى كنت أنشر فى الزمان من غير أجر اطلاقا .. ولكن وجود هؤلاء فى الصحيفة جعلنى فى أتم حالات الرضى النفسى ..
ثم كتبت فى مجلة الجيل .. وكان موسى صبرى رئيس تحرير المجلة ، وفى الوقت عينه رئيس تحرير الأخبار .. وهو أنشط من عرفت فى حياتى من البشر .. ويستطيع أن يعمل عشرين ساعة متصلة .. وعنده خاصية مفردة فى استقبال الناس بوجه بشوش، ونفس ضاحكة .. مهما كانت متاعبه ..
وبمثـل هذه البشاشة الطبيعية والتى تجرى فى دمه استقبلنى وأنا أنشر ..
وكنت أقدم له القصة، وهو فى الصالة الرحبة فى الدار .. فيقرأها وأنا جالس بجواره مهما كانت مشاغله ثم يسقطها على التو فى الشريط النازل إلى المطبعة ..
وفى مجلته نشرت مقالاتى عن الصين وهونج كونج واليابان .. ونشروا صورتى مع كل مقالة ..
وكنت أكتب هذه المقالات فى مقهى بضاحية مصر الجديدة .. اعتدت أن أقضى فيه النهار بطوله من الثامنة صباحا إلى الخامسة أو السادسة مساء لأسجل كل ما فى خاطرى فى جلسة واحدة .. ثم أنقحه بعد ذلك على مهل فى يومين أو ثلاثة ..
وبعد نشر صورتى فى المجلة .. غيرت المقهى لأنى ضقت بنظرات الناس وأسئلتهم ..
وفى الفترة التى بعد فيها موسى صبرى عن الدار عرفت حسين فريد وهو انسان طيب دؤوب على العمل فى صمت وأحمل له مودة صامتـة مثل صمته ..
وعندما تولى عبد الرحمن الشرقاوى الصفحة الأدبية فى الشعب .. وهو شاعر نابغة وأديب عظيم .. نشرت فى صفحته أكثر من قصة بقلب متفتح .. وقد أهدانى عبد الرحمن الشرقاوى كتابه " أحلام صغيرة " وكنت أود أن أرد له هذا الجميل فى كتابى التالى له مباشرة .. ولكن الاهداء سقط من المطبعة .. ولم أستطع أن أوفيه حقه إلا فى كتاب " السفينة الذهبية " سنة 1971 وهو الذى حمل المخطوط إلى الدار وأنقذنى من ضيق مالى شديد ..
ولقد سافرت إلى الخارج فى رحلة طويلة، سافرت إلى الهند والصين واليابان .. والفضل فى هذه الرحلة إلى يوسف السباعى ومازلت أذكر له هذا الجميل فى أعماق نفسى وسأظل أذكره ..
وكذلك الأخ زكى غنيم الذى مازال يحاورنى حتى قبلت السفر ..
وأعتقد كما يقول المثل الصينى "إن مشاهدة واحـدة خير من الف كتاب" وهذا حق .. فقد أثرت فىَّ هذه الرحلة تأثيرا بليغا ووسعت من أفق حياتي وزادت من تجاربى .. بل وخلقت منى انسانا جديدا ..
وكان غرضى من تصوير المدن وما فيها من نظام وأمانة ونظافة وبهجة .. أن نحتذى ونستفيد، ولكن مع الأسف هيهات ثم هيهات ..
وذات ليلة زارنا الدكتور عبد الحميد يونس فى نادى القصـة بميـدان التحرير ومعه صديقه ورفيقه محمد حمودة .. وطلب من الحاضرين جميعا قصة قصيرة .. لأنه تولى الصفحة الأدبية فى الجمهورية، وكان ذلك فى سنتها الأولى ..
وقد لبيت طلبه بحماسة .. ونشرت "لجنة الشباك" وهي قصة أعتز بها .. ولا زالت هذه اللجنة تنخر فى جسم هذه الأمة، وستظل تنخر .. واستجاب لطلبه أيضا .. أمين يوسف غراب وعبد الحليم عبد الله .. وسعد حامد .. وغيرهم ..
ولقد قضيت مدة طويلة موظفا فى وزارة واحدة، ومع ذلك فكلما دخلت من الباب كانوا يحسبوننى زائرا ..!
ولقد لقيت السماحة والتعاون من كل الذين عملت معهم من الموظفين .. الرؤساء والزملاء .. وكثيرا ما تجاوزوا عن أخطائى .. ولهذا فأنا أحمل لهم دوما ذخيرة من الأخوة الصادقة .. وأبعدتهم عن قصصى عامدا، لأنه يكفيهم ما يلاقونه من متاعب الحياة ، وأعباء الوظيفة .. وتعقيدات من يصفون أنفسهم بالعبقرية ويفرضون عليهم ..
ولقد بدأت الكتابة مع صديق العمر .. هلال شتا .. الذى عصرته الوظيفة فتوقف بعد " الشفق الأحمر " وهى قصص واقعية متفتحة وتدل على مواهب أدبية أصيلة .. وآن لهذه المواهب الكامنة فى أعماق النفس أن تنفجر بعد أن تحرر صاحبها من اسار الوظيفة .. كما آن لهذا النبوغ أن يلقى من يتجاوب معه ..
ولابد أن أذكر هنا كل الأساتذة الذين كتبوا دراسات مستفيضة وموجـزة عن قصصى فى الكتب والصحف ، ولم أوفهم حقهم من الشكر ، وبعضهم لم أقابله اطلاقا إلى الآن .. وهذا ما يحز فى النفس ..
والذين كتبوا دون سابق معرفة (وسأذكر الأحياء فقط مد الله في عمرهم) ..
د . محمد عبد المنعم خفاجى .. ثروت أباظه .. رجاء النقاش .. فؤاد دوارة .. محفوظ عبد الرحمن .. ماهر شفيق .. ماهر خزام ..
والذين كتبوا بعد المعرفة حسب الترتيب الزمنى للكتابة ..
الدكتور عبد الحميد يونس .. وديع فلسطين .. محمد حمودة .. محمود الشرقاوى .. محمود يوسف .. عبد الرحمن فهمى "كاتب القصة" .. محسن الخياط .. محمد تبارك .. محمد جبريل .. مأمون غريب .. فاروق خورشيد .. فاروق شوشة .. أبو المعاطى أبو النجا .. أدوارد خراط .. سعد حامد .. الدكتور سيد النساج .. نبيل فرج ..
وإنه ليثلج صدر كل كاتب قصة قصيرة أن يتفرغ لها أديب ناضج متمكن مثل الدكتور سيد النساج، فيظل يبحث وينقب في دار الكتب على مدى ثمانى سنوات متصلة .. ثم يخرج بعمل شامل دقيق يستوفى على الغاية، ويسجل فيه اسم حتى من كتب قصة واحدة طول حياته ..!
وغالى شكرى كتب دراسة متأنية وقيمة دون أن يوجه إلىّ سؤالا واحدا .. ولذلك أدركت مقدار ما بذله من جهد وأكبرته ..
وادوارد خراط .. القى ضوءا باهرا، وهو يحمل فى يده مصباحا سحريا فى قوة قلمه .. وفنه .. فغمرنى فى فيض من الرضى النفسى الذى تشعر به بعد عذاب طال أمده ..
وعلاء الدين وحيد .. الذى لم أذكره حتى الآن .. لأنه يخجلنى بكل ما فعله من أجلى .. تفرغ لى بكل طاقته الفنية، وكل مواهبه .. ليكتب ويبحث فى صمـت .. ولما بينى وبينه من صداقة متمكنة على مدى الزمن ، فهو يبالغ فى ذكر الحسنات ويتجاوز عن السيئات ..
وسعد حامد الزميل فى مهنة الشقاء .. والذى يتحرك معى فى نفس الأمكنة بصبر وجلد الفنان .. أرجو ألا يكون حظه في حياته الأدبية مثل حظي ..
***
نشرت في مجــلة الثــقافة ـ العــدد 18 ـ مـارس 1975 وأعيد نشرها فى كتاب "ذكريات مطوية" من اعداد وتقديم على عبد اللطيف و ليلى محمود البدوى ـ مكتبة مصر - طبعة سنة 2000م
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
19/04/2008, 09:35 AM
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/485-Bismellah.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif

http://bp0.blogger.com/_y5zSpgEfUbk/RwpNXRp3FlI/AAAAAAAAAEE/66Hmib9LASg/s400/%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA+%D9%85%D8%B7% D9%88%D9%8A%D8%A9.jpg
ذكريات في الأدب والحياة
محمود البدوي
(2)
رواية " ماجدولين " هى أول رواية قرأتها فى حياتي .. وأعجبت بعد قراءتها بالمنفلوطى اعجابا شديدا .. فقرأت جميع مؤلفاته ..المؤلف منها والمترجم .. وأنا ازداد اعجابا بالرجل وتعظيما له ..
وكانت صورة المنفلوطى فى زيه الشرقى الجميل ووجاهته ، تتصدر المكتبات والصحف ، كان ملكا متوجا على عرش الأدب ..
وكنت أذهب إلى دار الكتب " بباب الخلق " وأنا مازلت طالبا بالمدرسة السعيدية الثانوية ، لأنى أجد فى الدار ، مكانا هادئا للمطالعة والمذاكرة أحسن من البيت ..
وكان قد أعد بها مكان جديد مريح سمى " مكتبة الطالب " يختار فيه الطالب الكتاب الذى يرغب فى مطالعته ، من صفوف الكتب التى حوله فى المكتبة ، حسب تصنيفها .. ويتناوله بيده دون الحاجة إلى كتابة استمارة ، وانتظار الكتاب من المخزن ..
وفى سبع حالات من عشر يكون رد المخزن .. لايعار .. بالخارج .. به تمزيق ..!
ومع رغبتى الشديدة فى المطالعة كنت أحب الموسيقى .. وذات يوم سألنا الاستاذ الابحر مدرس الرياضة بالسعيدية .. قبل أن يبدأ الدرس :
ـ من منكم يود أن يدرس الموسيقى مجانا .. ؟
فرفعنا أيدينا فرحين ..
ـ أين يا أستاذ ..؟
ـ فى معهد فؤاد الأول للموسيقى العربية .. وعسكر .. يكتب اسماء الراغبين فى آخر الحصه ..
فتقدمت مع من تقدم من الطلبه .. وكان الاستاذ الأبحر هاويا للموسيقى ومن أساتذة المعهد ، وكان المعهد فى حاجة إلى معونة سخية من وزارة المعارف .. فرأى أن يضم لفصوله الدراسيه ، بعض طلبه المدارس الثانويه الأميرية .. ليعزر طلب المعونة ..
وتتلمذت على أساتذة أجلاء .. مصطفى رضا بك .. وصفر على بك والعقاد الكبير عازف القانون المشهور .. وأمين بك المهدى أعظم عازف على العود فى الشرق ..
وكان أمير الشعراء شوقى بك .. يزور الفصول يوميا .. ويقف على باب الفصل صامتا دقيقه واحده وفى فمه السيجار .. وندر ما كان ينطق أو يوجه الينا سؤالاً .. ثم يذهب سريعا كما جاء ..
وبعد الدراسة التمهيديه الطويله .. اخترت الكمنجه كآلة .. وكان هذا من سوء إختيارى لأن دراستها صعبه .. وكنت استعد للبكالوريا بكل جهودى فأهملت الموسيقى .. وإنقطعت عن المعهد ..
ونجحت فى امتحان البكالوريا ، ودخلت كلية الآداب واتجهت بكليتى إلى الأدب ..
وكنت أذهب إلى دار الكتب لأقرأ كل ما يقع تحت يدى من الكتب .. وشغلنى " الأغانى " للأصفهانى عن كل كتاب ..
وقرأت الف ليلة وليلة بالإنجليزية .. والمترجم مستشرق كبير .. وكنت أقرأ الكتاب بالعربية أولا ثم أطويه وأبدأ بالنسخة الإنجليزية .. ووجدت نفسى بعد شهور طويلة استغنى عن النص العربى ..
وعلى الرغم من أننا كنا ندرس فى البكالوريا وفى كلية الآداب شكسبير ودكنز .. وتوماس هاردى وملتون وجولدسميث .. وجويس .. وغيرهم من الكتاب والشعراء الإنجليز .. ولكن قراءة الكتب المقررة غير القراءة بالاختيار ..
فقد اخترت دافيد كوبر فيلد لدكنز .. وصورة دوريان جراى لأسكار وايلد .. والحلم لزولا .. كما اخترت الديكاميرون والهيبتمرون ..
***
وعندما انتقلت من القاهرة إلى مدينة السويس .. حدثنى أديب فى المصلحة التى أعمل فيها عن كاتب إنجليزى من طراز جديد ، وأطلعنى على مقال نشر عنه فى جريدة كوكب الشرق . فقرأت المقال وازددت شغفا بالكاتب ، فقد كان كما صوره المقال نفسانيا يحلل أعماق النفس البشرية ، ويصل بتحليله إلى أغوارها البعيدة . ولم أجد له مؤلفات فى مدينة السويس ..
فلما ذهبت إلى القاهرة فى أول إجازة ، وجدت فى مكتبة ألمانية بشارع عماد الدين كل مؤلفات د . هـ . لورنس .. فى طبعات ألمانية " الباتروس " فأخذت منها ما أستطيع دفع ثمنه ..
وأخذت أقرأ لورنس بنهم .. وكان معى فى مدينة السويس من الكتب العربية البيان والتبيين للجاحظ .. وكليلة ودمنة لابن المقفع ..
وأستطيع أن أقول أن أى أديب ملهم يستطيع أن يستغنى بواحد من هذين عن كل قراءة وكل كتاب .. كما قد يستغنى بكتاب الأغانى .. عن كل كتاب .. مادام يعيش مع الكتاب بتجاربه الحية فى قلب الحياة ، يخالط الناس ويعاشرهم ، ويتلقى الخير والشر منهم ..
***
وصدر أول عدد من مجلة الرسالة للزيات وأنا فى مدينة السويس ، فسررت بها للغاية .. وكنت معجبا بالزيات وقرأت له آلام فرتر لجوته ورواية لامرتين .. قبل صدور الرسالة .. فلما صدرت الرسـالة زادت الفرحة فى قلب عشاق الأدب الرفيع ..
فى ذلك الوقت كنت قد أخذت أقرأ الأدب الروسى مترجما إلى الإنجليزية بقلم كاتبـة إنجليزية اسمها كونستانس جارنت .. سلسة العبارة ، رشيقة الأسلوب .. وسألت نفسى وأنا أقرأ قصة لتشيكوف .. لماذا لا أترجم هذه القصة وأبعث بها لمجلة الرسالة ..؟
وترجمت القصـة .. الجورب الوردى .. ونشرت .. ثم ترجمت غيرها .. وغيرها ..
***
وغادرت مدينة السويس ورجعت إلى القاهرة ..
وحدث ماشجعنى على السفر إلى الخارج .. فسافرت إلى أوربا الشرقية قبل الحرب العالمية الثانية ..
وعدت من هذه الرحلة متفتح المشاعر للكتابة .. فكتبت رواية قصيرة باسم " الرحيل " وطبعتها على حسابى فى مطبعة الخرنفش ..
وبعد هذا أخذ ذهنى يفكر .. ويشغل بتأليف القصص ..
وكنت أعمل فى ميدان لاظوغلى .. وأسكن فى الحلمية الجديدة .. وأقطع المسافة بين هاتين الجهتين بأقصر الطرق .. فأخرج من ميدان لاظوغلى وأمشى فى حوار متعرجة .. حارة عمر شاه .. حارة قوارير .. حارة .. وهكذا حتى أخرج إلى درب الجماميز .. ومنه اتجه إلى الحلميـة الجديدة ..
وذات يوم فى ساعة العصر .. سمعت الأذان .. وأنا فى قلب هذه الحوارى .. وجاء فى مواجهتى أعمى .. ذكرنى بأعمى فى قريتى كان يعمل على بئر المسجد " ملا " كما كان مؤذنا .. والمسجد كنت أدرس فيه فى الكتاب ، وأنا صبى وأصلى فيه الفجر .. وأرى فيه النساء فى ساعة الفجر يملأن الجرار من بئر المسجد قبل أن يطلع النور ..
عادت هذه الصورة إلى باصرتى .. وابتدأ ذهنى يعمل وأنا فى هذه الحوارى رائحا غاديا كل يوم .. وبعـد أسبوعين اكتملت القصة فى ذهنى .. ونشرها استاذنا الزيات بعد جمعها فى كتاب .. وكانت بداية اتصالى به ومعرفتى له عن قرب .. وعلى الأخص بعد أن انتقل من شارع حسن الأكبر إلى ميدان العتبة فوق محل الفرنوانى ، وأخذ فى اصدار مجلة " الرواية " بجانب الرسالة ..
وكان يعمل وحده إلى ساعة متأخرة من الليل .. الواحدة صباحا .. يحرر .. وبصحح بروفات المطبعة .. ويقرأ ما كتب فى المجلتين سطرا سطرا .. ويعمل هذا فى جلد عجيب وقوة احتمال خارقة .. مع أنه كان فى سن عالية ، ومثيله أراح نفسه من كل مشقة ..
وكان من الشبان المترددين عليه فى ذلك الوقت الدكتور حسن حبشى أستاذ التاريخ ، والأستاذ أحمد فتحى مرسى الشاعر .. والأستاذ إبراهيم طلعت المحامى والشاعر الثائر ..
وكنا صحبة فى غاية الصفاء والمودة جمعتنا الرسالة .. وقد عشانا الزيات ذات ليلة ، بعد أن نزلنا من دار المجلة فى مطعم قريب فى نفس الحى .. وخرجنا من المطعم بعد منتصف الليل ، والباعة ينادون فى حماس على مجلة الرسالة ..
وشاهدت بعد ذلك فى المجلة من جاء ليعاون أستاذنا الزيات .. فى عمله الذى اتسع .. وكان منهم الصديق الكريم الأستاذ عباس خضر ..
ثم توقفت الرسالة بسبب الحرب ..
***
وكنت فى ذلك الوقت أتوقف عن الكتابة تماما .. ثم أعود ..
وقد تعودت على الكتابة فى المقهى .. ومن هناك يجىء الوحى ! .. وأشرع فى الكتابة بعد أن تكون القصة قد اكتملت فى رأسى تماما .. ولابد أن يكون المكان مفتوحا على الطريق .. لأشاهد منه المارة .. ولا أستطيع أن أكتب فى مكان مغلق كلمة واحدة ..
ولابد أن تكون الشخصية صورة من شخصية التقيت بها وعشت معها .. وقد أغير وأبدل ، ولكن فى أقل الحدود ..
وقد توحى إلىَّ قصة قرأتها لتشيكوف أو غوركى أو دستويفسكى أو همنجواى أو موبسان بقصة .. ثم قصة .. ولكن لابد أن يكون الجو قد لمسته وعرفته .. والشخصية قد التقيت بمثلها فى الحياة .. وقد يذكرنى حـادث قرأته فى الصحف بشىء مستقر فى أعماقى .. ويخيل إلىّ أنى نسيته .. ولكن نشره فى الصحف يحركه ..
فعندما نشر حادث " الخط " تذكرت على الفور رجلا فى قرية مجاورة لقريتى .. كنت ألتقى به كل مساء وأنا أتمشى على الجسر ..
وكان الرجل مشهورًا فى المنطقة كرجل ليل ليس له من ضريب .. وكان أبرع من يصوب فى فحمة الليل ويصيب الهدف على بعد أميال .. لأن عينيه تخترقان حجب الظلام بشكل خارق ..
وقد التقيت بهـذا الرجل بعد أن قضى مدة العقوبة .. وتاب وأناب .. فوجدته قصيرا نحيفا ، خافت الصوت .. هادئ الطبع .. لا تنبئ ملامحه عن إجرام أو شر .. ولم يبق فيه إلا عينان حادتان متوهجتان كعينى الصقر .. وقلب شجاع لا يهاب الموت ..
تذكرت هذا الرجل بعد أن قرأت حوادث "الخط" .. وأخذت أكون على مهل قصة " الشيخ عمران " ..
وكتبت القصة فى مقهى " سفنكس " بشارع طلعت حرب .. ولما فرغت من كتابتها ، فكرت فى نسخها على الآلة الكاتبة لأن خطى ردىء للغاية ، وغلط المطبعة يشوه القصة تماما مهما كانت براعة الكاتب فى التصوير والسرد ..
ومر أمامى فى لحظة التفكير هذه الأستاذ عاشور عليش ، وكنت قد عرفته بعد نشر كتابى " فندق الدانوب " وتوطدت بيننا صداقة قوية .. فسلم وجلس وقرأ القصة وأعجب بها ..
ولما حدثته عن كتابتها على الآلة الكاتبة .. قال على الفور .. فى شهامة ..
ـ خطى أحسن من الماكينة .. فهيا وأملى ..
وهو سريع الحركة ..
وأخرجنا الورق وجلس يكتب بخطه الجميل حتى دخل علينا الليل ونحن على " القهوة " دون طعام أو شراب .. نسينا ذلك واستغرقتنا القصة حتى انتهينا من كتابتها .. ومزقنا المسودة التى كنت أملى منها .. وطوينا الورق والصحف .. وسرنا إلى مكان نأكل فيه ..
وفى المطعم ، وضعت الأوراق والمجلات التى أحملها فوق كرسى .. فسقطت مجلة وتكشفت الأوراق .. ونظرت فيها فلم أجد القصة ، فشعرت على التو بخنجر يمزق قلبى ، واسودت عيناى من الحزن .. وخرجنا من المطعم دون أن نأكل ، نبحث فى الشوارع التى سرنا فيها عن القصة .. وقلبى بعد كل خطوة يزداد غما وكربا ..
شعرت بأن كنزا من كنوز الدنيا فقد منى فى لحظة نحس .. لا يد لى فيها.. وما كتبته لا أستطيع أن أعيد كتابة سطر واحـد منه .. فالحـالة النفسية للكاتب لها الاعتبار الأول فيما يكتب ..
وظللنا نحدق فى الأرصفة بعيون مفتوحة ، كأننا نبحث عن جنيهات من الذهب قد سقطت منا .. حتى وصلنا إلى " القهوة " وهناك وجدنا " القصة " تحت المنضدة التى كنا نجلس إليها .. وشعرت بفرحة لم أشعر بمثلها فى حياتى ..
وأعطيت القصة للأستاذ محمد على غريب رحمه الله فنشرها فى " أخبار اليوم " ..
وقد يعجب القارىء إذا علم أن رجل الليل لايغدر ولا يخون من أمنه .. ويعتبر الغدر خيانة تصمه بالعار ، وتجرده من صفاته كرجل .. " انقرض هذا الرجل الآن .. وبقى ظله ، وفبه كل صفات الخساسة والوضاعة " .. ويدفعه إلى القتل والشر ، حوادث فردية تصيبه بمثل القارعة ، فتغير من نظام حياته .. وكل إنسان فيه الخير والشر .. وتبعا للظروف والأحوال تبرز هذه الصفة وتضعف تلك .. والشر أكثر الطباع ضراوة عند الاحساس بالظلم ..
***
وأثناء عملى فى مدينة السويس شاهدت رجلاً كهلاً يجلس على حافة القناة فى بورتوفيق وبجانبه كلبه .. وهو فى جلسته هذه لا يغير مكانه ، ولا نظرته إلى السفن العابرة ..
وحدثت حادثة فى منارة من منائر " مصلحـة الموانى والمنـائر " إذ تعارك ملاحظان فى تلك المنارة حتى سالت منهما الدماء ، وسافرت الباخرة " عايدة " ( ضربت فى الحرب العالمية الثانية ) لإحضارهما ..
وسمعت بالحادثة وأنا أعمل فى المصلحة .. فأخـذ ذهنى يعمل بسرعة .. وتذكرت صورة الرجل العجوز الذى أشاهده كل صباح وأنا ذاهب وراجع من المكتب .. وتكونت قصة " رجل على الطريق " التى سرقت وتغير اسمها وأصبحت فيلما..
***
وفى اتحاد الكتاب بمدينة طوكيو .. كنت أتطلع من الشرفة إلى الشارع الزاهى بالأنوار والبالونات المضيئة .. وتنبهت على صوت سيدة تقول بإنجليزية سليمة :
ـ هل تسمح بأخذ صورة لك مع زوجى ..؟
وتلفت فوجدت شابة فى صدار واسع الكمين .. وبيدها كاميرا .. فقلت بخجل ..
ـ تفضلى ..
وصورت .. وصورت ..
ولما رجعت إلى القاهرة كانت صورة هذه السيدة تبرز فى ذهنى بوضوح كامل .. وبكل التفاصيل الدقيقة فى الملامح .. ولون الشعر .. والرداء .. وبحة الصوت .. كانت صورتها تبرز وتحتل مسالك تفكيرى ، كلما شرعت فى كتابة قصة جوها فى طوكيو ..
ولا أدرى السبب مع أنى رأيت ما هو أجمل وأنضر منها فى تلك المدينة ..
***
وكنت أصلح حذائى عند " حذاء " فى حى شعبى بالقاهرة " طولون " وكان أعور قصير القامة قبيح السحنة .. ولاحظت كثرة زبائنه من النساء المترددات على المحل .. ومنهن الجميلات إلى حد الفتنة .. وهذا الحى مشهور بجمال نسائه ..
وذات يوم ، وكنت فى دكان ذلك الرجل .. جاءت سيدة تطلب حذاء لها كان يصلحه .. وحدث بينهما كلام تطور إلى شجار .. وحاولت انهاء الخصومة .. ولكن المرأة ذهبت غضبى ..
وأخذت بعد ذهاب هذه الجميلة أحس بشىء يتفتح فى رأسى .. وكونت قصة " الدوامة " ..
***
ولم تكن القصة هى أول شىء نشر لى ورأيته مطبوعًا .. فإن أول ما نشر لى مقالة قصيرة عن الموسيقى نشرت على عمود فى مجلة " الرسول " سنة 1930 على ما أذكر .. وصاحب المجلة هو الأستاذ محمود رمزى نظيم .. رحمه الله ، وكان يتخذ من مطبعة صغيرة فى باب الخلق مقرا ومكتبا .. ويعاونه فى تحرير المجلة من الغلاف للغلاف .. الأستاذ غريب .. ولا ثالث لهما ..
وكنت أنزل من دار الكتب وأذهب إليهما فى المجلة وأراهما فى عمل متصل ، فأجلس لأقرأ أو أكتب .. وأنا مفتون بحروف الطباعة ، وما تخرجه على الورق من ضروب الكلام ..
وكتبت مقالة عن الموسيقى والغناء وتركتها على المكتب فى المجلة .. خجلت أن أقدمها لواحد منهما ..
ونشر المقال فى العدد التالى ، وفرحت به كثيرا .. فرحت عندما رأيت اسمى مجموعًا لأول مرة بحروف الطبع فى ذيل المقال ..
وفى اليوم التالى لصدور المجلة دخل علينا فراش أسمر يحمل هدية للمجلة .. مسرحيات أمير الشعراء شوقى بك .. مجنون ليلى .. مصرع كليوباترا ..
وقال رمزى نظيم ضاحكا .. ؟
ـ هذه الهدية لك أنت ..
ـ لماذا ..؟
ـ لأنها بسبب مقالك ..
ونظرت إليه متعجبا ..
ـ لم أذكر شوقى بك فى مقالى ولم أتعرض للشعر ..
ـ ولكنك ذكرت موسيقيا يحبه ..
ـ وكنت قد ذكرت بالخير موسيقيا شابا من طلبة المعهد ..
***
والمرحوم رمزى نظيم من ألطف الناس وأكثرهم مرحا .. وكان كلما التقى بى فى الطريق عرضا ، يقول وهو يبتسم :
ـ أبسط كفك ..
ـ فأبسط له كفى ..
ـ عمرك طويل .. وستعيش إلى ما فوق السبعين ..!
ـ ألا ترى شيئا فى كفى غير العمر الطويل ..؟!
ـ لا أقرأ فى الكف سوى خط العمر ..
ويضحك ويمضى ..
وقابلته مرة فى مسجد الإمـام الشـافعى يوم الجمعة من صلاة الظهر .. وكان قد ترك الصحافة وتوظف وتصوف ..
وسألنى :
ـ هل تصلى هنا دائما ..؟
ـ نعم .. ظهر الجمعة دائما .. واستمع إلى الشيخ عبد الباسط ..
ـ ولماذا لا أراك اذن ..؟
ـ لأنى أجلس وحدى فى المقصورة فوق .. عندما لاتكون هناك اذاعة من المسجد .. فإذا جاءت الاذاعة .. نزلت إلى صحن المسجد مضطرا لأنها تشغل المقصورة ..
ـ ولماذا تجلس وحدك ..؟
ـ لأكون قصة ..! أجىء مبكرا من الساعة التاسعة صباحا .. قبل أن بجىء إنسان .. وفى هذا الهدوء الشامل أفكر .. واتأمل .. فإذا بدأ القرآن أنصت خاشعا .. واتجهت إلى المحراب ..
ـ الله يعينك ..
وأتركه داخل المسجد يتعبد وأخرج من الباب لألحق مكانا فى الأتوبيس ..
***
وقد أوجد عندى الإنسان العظيم الشيخ محمد رفعت قيثارة السماء .. أوجد عندى الرغبة الشديدة فى سماع القرآن .. أوجدها منذ كنت أسمع صوته الخاشع فى مسجد " القاضى " وأنا فى ريعان الصبا .. وظلت هذه الرغبة متأصلة فى أعماق نفسى إلى اليوم ..
وعندما أسمع الشيخ رفعت وهو يرتل سورة الرحمن .. أعرف أن الله موجود وهو الخالق والقادر سبحانه ..
***
ولم أكتب القصة وأتفرغ لها لأشتهر ويعرفنى الناس .. فما فكرت فى هذا قط .. ولاحلمت بمثله .. وعندما طبعت الذئاب الجائعة لم أكن أفكر فى أكثر من ألف قارىء .. وان كان الوضـع قد جـاء على خـلاف ما قدرت .. ولكنه لم يسرنى .. فالأمر واحد ..
وأنا أكتب فى الاعتبار الأول لأروح عن نفسى .. ولأطرد الخوف والقلق والخـوف من شىء مجهول لا أعرف كنهه ولا أستطيع أن أحدده ..
وشبح الخوف المسيطر على مشاعرى هو الذى يجعلنى أكتب .. وأكره السياسة .. وكل مشتقات الكلمة البغيضة كما كرهها الامام محمد عبده .. وهناك فرق كبير بين الوطنية والسياسة .. فحب الوطن فى لحمى ودمى وعظامى .. وما أكثر القصص الوطنية التى كتبتها ..
وقد جعلتنى الكتابة على صلة بزملاء كرماء غمرونى بفضلهم ومعروفهم ، ولم أستطع فى أية مرحلة من مراحل حياتى الأدبية أن أرد لهم بعض الجميل ..
وهذا ما يجعلنى أحس دوما بأسى أخرس ..
***
نشرت فى مجـلة الثقــافة ـ العـدد 49 ـ أكتــوبر 1977 وأعيد نشرها فى كتاب " ذكريات مطوية " من اعداد وتقديم على عبد اللطيف و ليلى محمود البدوى ـ مكتبة مصر ط 2006
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
24/04/2008, 12:16 PM
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/485-Bismellah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
لمحات في أدب السيرة الذاتية
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://www.alriyadh.com/2008/03/25/img/263667.jpg
شهد الأدب العربي في العصر الحديث اتساعاً كبيراً في فنونه وأغراضه وتفاعل بشكل ملحوظ مع آداب الأمم الأخرى، وأضحت هذه الفنون جزءاً مهماً من الأدب العربي، ومرد ذلك إتقان الأديب العربي وتجويده لهذه الفنون كالقصة والرواية والسيرة الذاتية التي ذهبت تشكل ملمحاً مهماً في أدبنا العربي.

وإذا كان الحديث هنا عن فن "السيرة الذاتية" الذي اتخذه نادي جدة الأدبي محوراً لملتقاه لهذا العام، فذلك يعني أن هناك جمهرة من المشتغلين بالأدب قد مارسوا كتابة هذا الفن وأخرجوا للمكتبة العربية طائفة من المؤلفات في هذا التخصص.
ولو عدنا قليلاً إلى تاريخ هذا الفن لوجدنا أن أول من كتب فيه الأديب الفرنسي الشهير جان جاك رسو الذي أرسى قواعد هذا الفن معلناً ريادته له عام 1700م حين صدور الاعترافات وتبعه بعد ذلك زمرة من الأدباء والشعراء في أوروبا حتى إذا نفذت إلى أدبنا العربي وتمثلت في كتاب "الساق على الساق في ما هو الفرياق" للشيخ أحمد فارس الشدياق الذي صدر في باريس عام 1855وحمله كثير من سيرته وملاحظات لغوية وسرعان ما ولج من هذا الفن لفيف من أدبائنا، فكتب الأديب المصري عبد الرحمن شكري كتابه "الاعترافات" عام 1916م وطبعه في الاسكندرية، لكن يبقى للدكتور طه حسين ريادة من نوع آخر، فهو الأب الروحي لهذا الفن في الأدب العربي الحديث، وذلك حينما صدر الجزء الأول من كتابه "الأيام" عام 1926م، وتبعه الجزء الثاني الذي صدر عام 1939م، وهي أشهر سيرة ذاتية في الأدب المعاصر.
ولعل هذا النجاح الذي حققه "الأيام" دفع كثيراً من الأدباء لتسجيل حياتهم ونقل تجربتهم إلى الآخرين ولا سيما الأجيال القادمة، ولعلي أكون صائباً أن كتابة السير الذاتية تأتي من باب التحدث بنعم الله وفضائله، ونقل تجارب مهمة عاصرها صاحب السيرة إضافة لتسجيل نقل النوعية التي عاشها في مجتمعه.. لذا فقد استهوى هذا الفن من غير الأدباء كثيراً من الوزراء والعسكريين والساسة والأطباء والتجار والمربين.
وامتد هذا الفن فكتب الأديب المصري أحمد أمين "حياتي" 1950م، وكتب إبراهيم المازني "قصة حياة" عام 1961م، ثم كتب لطفي السيد "قصة حياتي" عام 1962م، وآخرهم عباس العقاد "أنا" عام 1964م، وكتاب "حياة قلم" عام 1965م، وها هو ذا توفيق الحكيم يكتب "سجن العمر" عام 1967، وتصدر نوال السعداوي كتاب "مذكرات طبيبة" عام 1965م وهي أول امرأة تكتب سيرتها الذاتية.
أما المفكر المصري الكبير الدكتور زكي نجيب محمود فقد كتب ثلاث سير ذاتية وهي "قصة نفس" و"قصة عقل" و"حصاد السنين" وسرعان ما انتشر هذا الفن في البلاد العربية فهذا الأديب المهجري ميخائيل نعيمة يصدر سيرته الذاتية في ثلاثة أجزاء حملت عنوان "سبعون"، ويكتب نزار قباني "قصتي مع الشعر"، كما يصدر سهيل إدريس روايته الشهيرة "الحي اللاتيني"، التي هي جزء من حياته.. كما يسجل المفكر المغربي محمد عابد الجاري سيرته في "حفريات في الذاكرة"، ويخرج الباحث والمحقق المعروف إحسان عبد القدوس سيرته "غربة الراعي" إلى جانب كتابه المهم عن فن السيرة الذاتية، كما تكتب الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان سيرتها "رحلة جبلية.. رحلة صعبة"، كما روت الشاعرة نازك الملائكة سيرتها الذاتية للكاتبة حياة شرارة وجاءت بعنوان "سيرة من حياة نازك الملائكة" وكذلك دوَّن الأديب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا سيرته في "البئر الأولى".
لكن الأدب العربي في المملكة لم يكن بمعزل عن الأدب العربي في البلاد العربية، بل كان جزءاً منه، ومتفاعلاً مع قياداته متماشياً مع كل ما استجد في الفنون ويؤكد ذلك الأديب أحمد السباعي في كتابه "بوزومل" الذي صدرت طبعته الأولى عام 1376ه، ثم غير عنوانه إلى "أيامي"، فتبعه الأديب محمد عمر توفيق بتسجيل سيرته في كتاب حمل عنوان "46 يوماً في المستشفى" ويكتب الأديب حسن محمد كتبي سيرته في "هذه حياتي" عام 1379ه، وفي عام 1959م يصدر الشاعر الحلمنتيشي ووزير الصحة السابق حسن نصيف كتابه "مذكرات طالب سابق"، ثم يصدر الناقد عبدالعزيز الربيع سيرته الذاتية في كتاب "ذكريات طفل وديع" عام 1397ه عن نادي المدينة المنورة الأدبي، أما محمد حسين زيدان فقد سجل سيرته في كتاب "ذكريات العهود الثلاثة" وصدر عام 1408ه، وينشر عزيز ضياء سيرته الذاتية بعنوان "حياتي مع الجوع والحب والحرب" في ثلاثة أجزاء عام 1410ه، ويدون الشاعر حسن قرشي أيامه مع الشعر في كتابه "تجربتي الشعرية" عام 1392ه وهو ما شجع الشاعر غازي القصيبي ليدون تجربته هو الآخر في كتابه "سيرة شعرية" ثم يسجل تجربته العملية والإدارية في كتابه الشهير "حياة في الإدارة".
أما التجارب الصحفية فقد وجدت من يسجلها ويحتفي بها: فهذا الكاتب الصحفي حسن قزاز يصدر سيرته في جزءين بعنوان "مشواري مع الكلمة" يشارك هذا التخصص الأديب والصحفي عبد الفتاح أبو مدين في كتابه "وتلك الأيام" بل أخرج سيرته كاملة في كتاب "حكاية الفتى مفتاع" عام 1416ه، كما أصدر الناقد علي العمير سيرته في كتاب "بداياتي في الصحافة والأدب" عام 1413ه، ويعقبه الروائي عبد العزيز مشري بكتابة سيرته في كتاب "مكاشفات السيف والوردة"، وكذلك الشاعر الكبير يسجل جزءاً من حياته في كتابه "ترجمة حياة" ويصدر الشاعر عبد الله بلخير كتابه "عبد الله بلخير يتذكر" عام 1419ه.
ومن السيرة الذاتية التي لها حضورها في السياق منها ما كتبه الأديب عبد الكريم الجهيمان عن سيرته في "مذكرات وذكريات من حياتي"، و"ذكريات باريس" الذي صدر عام 1400ه، ويصدر كذلك العلامة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري سيرته "تباريح التباريح" عام 1412ه، وتممه بكتاب "شيء من التباريح" عام 1415ه.. أما علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر فقد دوَّن سيرته في كتاب "من سوانح الذكريات" عام 1415ه، كما أخرج الأستاذ منصور الخريجي كتاباً عن سيرته العلمية والعملية وجاء بعنوان "ما لم تقله الوظيفة: صفحات من حياتي" عام 1417ه، ثم أصدر الوزير الأديب الدكتور عبد العزيز الخويطر سيرته الذاتية في أكثر من جزء وجاء بعنوان "وسم على أديم الزمن"، كما أصدر الكاتب محمد القشعمي سيرته الذاتية في كتاب "بدايات"، أما الأستاذ عبدالرحمن السدحان فقد دوَّن سيرته في "قطرات من سحائب الذكرى".
ولعل هناك كتباً كثيرة دوَّن الأدباء والمثقفون سيرتهم وتجاربهم الذاتية فيها ولم أقف عليها، إلا أننا لا ننسى الدراسات القيمة التي عملت على دراسة هذا الفن ونقده وأبرزت أهميته، ويأتي في مقدمتها ما كتبه الباحث الدكتور عبدالله الحيدري في كتابيه المهمين "السيرة الذاتية في الأدب السعودي" و"إضاءات في أدب السيرة الذاتية"، وكتابا الدكتورة عائشة الحكمي "السيرة الذاتية عند أدباء المملكة في مرحلة الطفرة إلى الوقت الحاضر"، و"تعالق الرواية مع السيرة الذاتية في الإبداع السردي السعودي".
أما الكاتب أحمد آل مريع فقد أصدر كتاب "ذكريات علي الطنطاوي: دراسة فنية" وكتابه الآخر "السيرة الذاتية .. الحد والمفهوم"، وأتوقع أن يُثري هذا اللون الأدبي في ظل طفرة كبيرة ممن اشتغلوا عليه سواء ممن كتبوا عن أنفسهم أو من درسوا هذه السيرة وحللوا دوافع كتابتها، هذا أكبر دليل على تفاعل الأدب العربي مع الفنون والتيارات الأجنبية الأخرى.
محمد باوزير
المصدر (http://www.alriyadh.com/2008/03/25/article328668.html)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
24/04/2008, 12:24 PM
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/485-Bismellah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
السيرة الذاتية في الأدب السعودي
http://www.alriyadh.com/2008/03/25/img/263199.jpg
الدكتور عبد العزيز السبيل
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
تحت رعاية معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني، يفتتح مساء اليوم الثلاثاء 17 ربيع الأول 1429هـ - 25 مارس 2008م الدكتور عبد العزيز السبيل وكيل الوزارة للشؤون الثقافية فعاليات ملتقى قراءة النص الثامن الذي يحمل عنوان "السيرة الذاتية في الأدب السعودي" الذي يقيمه نادي جدة الأدبي من ( 17- 1429/3/19ه) وذلك بقاعة النور بفندق المريديان. هذا وقد وجَّه رئيس النادي الدكتور عبد المحسن بن فراج القحطاني دعوات الملتقى للمشاركين من المختصين في هذا المجال وإلى الأدباء والمثقفين والإعلاميين بهذه المناسبة وذلك للحضور والمشارك في هذا العرس الثقافي.
هذا وسينطلق الملتقى في حفل رسمي، يلقي فيه القحطاني كلمة النادي الأدبي الثقافي، كما سيلقي معالي الأستاذ عبد الرحمن السدحان أمين عام مجلس الوزراء كلمة صاحب السير الذاتية، في حين تلقى كلمة المشاركات الدكتورة عائشة الحكمي، يعقبها عرض مصور عن السير الذاتية، فكلمة المشاركين التي سيلقيها الدكتور حسن حجاب الحازمي، فقصيدة ترحيبية بهذه المناسبة يقدمها الشاعر حسن الزهراني، ويختتم الحفل بكلمة سعادة وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل.
يذكر أن عنوان الملتقى الذي خصصه النادي عن السيرة الأدبية في الأدب السعودي يعد جديداً لم يناقش من قبل المؤسسات الثقافية والأندية الأدبية، وذلك لجدته وحداثته في الأدب السعودي، وسيشارك في ملتقى قراءة النص لهذا الموسم أكثر من أربعة وعشرين باحثاً وباحثة بأوراق متنوعة ومتعددة حول السيرة الذاتية في أدبنا المحلي، كما تتخلل الأوراق المشاركة مداخلات والحضور ونقاشاتهم وهذا ما يعطي الأبحاث المشاركة أهمية وفاعلية ويلقي الضوء على فحواها.
وفي ختام حفل الافتتاح سيوزع على الحضور إصدارات النادي الجديدة والمكونة من دورية "علامات في النقد" دورية "عبقر" ودورية "الراوي" ودورية "جذر التراثية" ودورية "نوافذ" وكتاب جديد بعنوان "السير الذاتية في الأدب السعودي" للباحث الدكتور عبد الله الحيدري.
هذا وفي نهاية الحفل سيلقي رئيس النادي الدكتور عبد المحسن القحطاني كلمة النادي الختامية، ثم كلمة رئيسة اللجنة النسائية الدكتورة فاطمة الياس، بعدها سيستمتع الحضور بمشاهدة عرض مسرحي ستقدمه جمعية الثقافة والفنون بجدة بالتعاون مع النادي.
المصدر (http://www.alriyadh.com/2008/03/25/article328667.html)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
24/04/2008, 12:34 PM
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/485-Bismellah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
نادي جدة
23 باحثاً وباحثة يناقشون بنادي جدة السيرة الذاتية في الأدب السعودي
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
تنطلق فعاليات ملتقى النص في دورته الثامنة بنادي جدة الأدبي الثقافي الثلاثاء المقبل تحت عنوان"السيرة الذاتية في الأدب السعودي" بمشاركة 23 باحثاً وباحثة من المملكة وخارجها.
وقال رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي الدكتور عبدالمحسن القحطاني إن الملتقى الذي ستسمر فعالياته 3 أيام سيفتتح بحفل يشتمل على كلمة أصحاب السير يلقيها صاحب كتاب "قطرات من سحائب الذكرى: سيرة ذاتية" عبد الرحمن السدحان، ثم كلمة الباحثين يلقيها عميد كلية المعلمين بجازان الدكتور حسن حجاب الحازمي، فكلمة الباحثات تلقيها الدكتوره عائشة الحكمي، تعقبها قصيدة شعرية يلقيها الشاعر حسن الزهراني، ثم عرض فيلم وثائقي عن السيرة الذاتية في الأدب السعودي.
أما عن البحوث المشاركة فقال القحطاني إن اللجنة أقرت بحوثا هي "قراءة في حاطب ليل ضجر" لعبد العزيز التويجري، يقدمها الدكتور صالح معيض الغامدي، وقراءة في كتاب "رحلة العمر" لمحمد عبد الحميد مرداد، تقدمها الدكتورة صلوح السريحي، و"أسلوبية السيرة الذاتية: سيرة عزيز ضياء نموذجا" للدكتور حمد السويلم، و"قراءة في سيرة عبد الرحمن السدحان "قطرات من سحائب الذكرى" لسحمي الهاجري، و"روائية السيرة الذاتية: قراءة في نماذج سيرية سعودية" للدكتور حسين المناصرة، و"التكوين الجمالي للسيرة الذاتية في الأدب السعودي الحديث: حياة في الإدارة لغازي القصيبي نموذجا" لمنصور المهوس، و"خليل الرواف: قراءة في مذكراته" للدكتور محمد الربيّع، و"حكاية الفتى مفتاح: كفاية الميثاق بين القارئ والنص" للدكتورة عائشة الحكمي، و"غزاة القصيبي .. الغزاة القصيبيون: الذات البروتياتية وإشكالية كتابة السيرة الكاملة" للدكتور مبارك الخالدي و"الإنشائي يشكل الإنشائي" للدكتور محمد رشيد ثابت، و"وسم على أديم الزمن لعبد العزيز الخويطر: قراءة في تفاصيل البوح واستدعاء الذكريات" للدكتور عبد الله الحيدري و"تجنيس السيرة الذاتية" للدكتور عادل الدرغامي و"التقاطعات بين بطل شقة الحرية وكاتبها" لإبراهيم مضواح الألمعي، و"التماس الفني بين السيرة والرواية" للدكتور سلطان القحطاني و"تشكيل الزمن السردي في السيرة الذاتية السعودية" للدكتور أسامة البحيري، "الكونتية (كان/ كنت): المصطلح والتأويل ورقة في خطاب السيرة" لأحمد آل مريّع و"مفهوم السيرة الذاتية المعاصرة في الأدب الإعلامي المرئي" لأمل التميمي و"شذرات السيرة الذاتية: بحث من منظور التلقي" للدكتور أيمن بكر و"على ضفاف بحيرة الهايد بارك مذكرات ضد الذكورة" للدكتور مصطفى بيومي عبد السلام و"من السيرة الذاتية إلى السيرة الجماعية: (بدايات) محمد القشعمي أنموذجا" للدكتور حسن حجاب الحازمي و"استراتيجية التحزيم المخروطي في كشف الذات الروائية عند أحمد أبو دهمان" للدكتورة لمياء باعشن و"الذاتي والموضوعي في السيرة الذاتية: قراءة في سيرة عبد الرحمن منيف" لمحمد القشعمي و"كيف تكتب المرأة السعودية سيرتها: طريق الحرير لرجاء عالم نموذجا" للدكتور معجب العدواني.
من جهة أخرى أنهى النادي طباعة كتاب بعنوان "السيرة الذاتية في المملكة العربية السعودية: ببليوجرافيا" من تأليف الدكتور عبد الله الحيدري، وسيقوم النادي بتوزيعه على ضيوف الملتقى، وسيقام على هامش الملتقى معرض يضم كتب السيرة الذاتية والدراسات.
المصدر (http://manasrah.maktoobblog.com/893775/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%A7% D9%84%D8%A3%D8%AF%D8%A8__%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9% D9%88%D8%AF%D9%8A)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
24/04/2008, 12:55 PM
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/485-Bismellah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
الحيدري يرصد السيرة الذاتية وإنتاج ابن حسين
ببليوغرافيتين
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
يعد الدكتور عبد الله الحيدري رائد دراسات أدب السيرة الذاتية في الأدب السعودي وذلك لاختصاصه العلمي والبحثي في هذا الشأن بل تشكل هاجساً له في معظم دراساته وأبحاثه، قد صدر له مؤخراً كتابان هامان في هذا الاختصاص يأتيان في مجال الببلوجرافيا.
جاء الأول بعنوان:
"السيرة الذاتية في المملكة العربية السعودية .. ببليوجرافيا"
والذي أصدر نادي جدة الأدبي، وجاء متزامناً مع انعقاد ملتقى قراءة النص الثامنة التي يعقدها نادي جدة الأدبي، ويضم بين صفحاته كل ما صدر من كتب في لون السيرة الذاتية في المملكة وكذلك ما نشر من أعمال "سيرة ذاتية" في الصحف والمجلات لكتاب سعوديين، إضافة إلى ما نشر من نقود ودراسات أو عروض كتب عن تلك الأعمال، سواءً بأقلام السعوديين أم بأقلام غيرهم من الكتاب العرب.
وقد رتب الكتاب هجائياً مبدوءاً بالمؤلفين حسب اسم العائلة، ثم عنوان الكتاب أو المقالة إلى جانب المعلومات الخاصة باسم الكتاب ورقم الطبعة ومكان النشر وتاريخه وعدد صفحاته، والكتاب في مجمل، يتضمن ثمان وأربعين كتاباً مطبوعاً في مجال الأعمال وستة كتب في مجال الدراسات خمسة عشر مبحثاً من كتب وأربعاً وسبعين مقالة في الرويات وخمس اطروحات جامعية اضافة الى تسع عشرة مادة في مجال الاستطلاعات والتقارير وثلاثة اعمال ببليوجرافية، وهو جهد كبير وشاق ازعم انه كلف مؤلفه كثيراً من الوقت والبحث.
أما الكتاب الثاني فقد حمل عنوان:
"الأستاذ الدكتور محمد بن سعد بن حسين"
والصادر من دار عبد العزيز بن حسين للنشر والتوزيع، وهو في مجمله رصد لبعض ما نشره الأديب والباحث ابن حسين من عام 1379ه حتى طباعة هذا الكتاب وبخاصة ما ضمته صحيفتي الرياض والجزيرة، ومجلتي الحرس الوطني، والمجلة العربية وغيرها من الصحف والدوريات، وهو جاد لا يستغني عنه أي باحث يود إعداد بحث أو دراسة عن ابن حسين.
ويذكر الحيدري أنه تردد كثيراً على مكتبة ابن حسين الخاصة وعلى أقسام الدوريات بالمكتبات للتأكد من كل معلومة، وذلك لتنبت من نسبة الأعمال إليه. هذا ويدور هذا الكتاب على أربعة مواضع، وهي آثار ابن حسين المطبوعة من دواوين وكتب وتحقيق وتقديمه للكتب، وكذلك المقالات والبحوث والقصائد أيضاً الحوارات الصحفية، كما ألحق بالكتاب ما كتب عن ابن حسين في آثار الدارسين ضم ترجمته والدارسين ضم ترجمته والدرسات والكتب الخاصة والدراسات العامة والمقالات، وقد توصل المؤلف إلى أن الأديب ابن حسين له من الدواوين ثلاثة، ومن الكتب واحد وثلاثين كتاباً، ومن الكتب المحققة والمصححة خمسة.
أما تقديمه للكتب، فقد قدم عشرة كتب، في حين بلغت مقالاته ثلاث مئة وأربعاً وثمانين مقالة، وجاء عروض الكتب في مئة وعشرين، وذلك على مدى نصف قرن، أما الحوارات الصحفية فقد وجد المؤلف ثمانية وأربعين حواراً، وأحد عشر كتاباً تترجم له كما نجد ثلاثة كتب خاصة تصدر عنه، على حين نجد ستاً وعشرين مادة تتحدث عنه كالمقالات والدراسات والقصائد في الكتب والصحف.
محمد باوزير
المصدر (http://www.alriyadh.com/2008/04/21/article336319.html)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
24/04/2008, 01:04 PM
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/485-Bismellah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif


ملتقى النص يعيد الروح للسيرة الذاتية
المنتدون يباركون اختيار نادي جدة لهذا المحور


http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
تنطلق مساء اليوم فعاليات ملتقى قراءة في دورته الثامنة بنادي جدة الأدبي عن: السيرة الذاتية في الأدب السعودي.
هذه التظاهرة الثقافية السنوية أصبحت مرجعاً للباحثين والدارسين من خلال (علامات) التي تنسق البحوث وتنشرها، كما أن عدداً من الأندية الأخرى أصبحت تنحو هذا الاتجاه من خلال إقامة ملتقى سنوي. هذه الملتقيات ظاهرة صحية بالإجماع وإن كان هنالك من يأخذ عليها إغراقها في المحلية وإقصاء الآخر. وكانت هذه الملتقيات إحدى انعكاسات توجه وزارة الثقافة والإعلام في عهدها الجديد الذي يعد بحق العصر الذهبي للثقافة في المملكة بإشراف من الوزير المثقف الأستاذ إياد أمين مدني وبمتابعة من وكيل الوزارة للشؤون الثقافية د. عبد العزيز السبيل. القريب من كل مثقف.
«الجزيرة» رصدت ما يأمله المنتدون في هذه المناسبة الثقافية إضافة إلى إلماحات سريعة عن البحوث التي سيشاركون بها. حيث اعتبر د. عبد الله عسيلان رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي قيام الملتقيات الثقافية من شأنها أن تُحدِث حراكاً ثقافياً وأدبياً شاملاً وعاماً، ذلك أنها تختار موضوعات مهمة وحساسة قد يكون بعضها طرق من قبل بشكل غير كاف وعندما يتناول الباحثون هذه الموضوعات غالباً ما تكون البحوث جادة وفيها شيء من الخبرة والشمول والموضوعية.
فإقامة مثل هذه الملتقيات ظاهرة صحية وتحدث حراكاً ثقافياً، والأندية الأدبية في عهدها الجديد في ظل وزارة الثقافة والإعلام ركزت على إقامة ملتقى سنوي وهذا أمر مطلوب من الأندية إلى جانب ماتقوم به من الأنشطة والمحاضرات والندوات والأمسيات. ويرى د. عسيلان أن نادي جدة قد وفق في اختيار موضوع السيرة الذاتية لأن الدراسات قليلة حول السيرة الذاتية وأراد النادي أن يستثير همم الباحثين ليلقوا مزيداً من الضوء عن هذا الموضوع وأهم ما يجب أن يدرس:
- التجارب في السيرة الذاتية التي نجدها عند الأدباء والمثقفين السعوديين فالإفصاح عن قامات وتجارب كتبوا سيرهم لاشك أن لها مردوداً كبيراً.
في حين يوضح د. محمد الربيع رئيس نادي الرياض الأدبي سابقاً من خلال بحثه المقدم (خليل إبراهيم الرواف - قراءة في مذكراته وسيره) أن البحث سيكون دراسة لهذه السيرة التي كتبها الرواف في محاولة لكشف خصائصها الفنية والموضوعية من خلال عدة محاور أهمها:
- تعريف بالمؤلف خليل الرواف - الدراسات السابقة - الأحاسيس والعواطف. ويؤكد د. الربيع على أهمية مثل هذه الملتقيات وكونها ظاهرة صحية، وقال: أتمنى أن يتبنى كل ناد فناً من الفنون حتى يتم التركيز عليه، فملتقى قراءة النص في جدة أصبح معروفاً وأهدافه معروفة واستمر، وعندنا في الرياض عندما كنت رئيساً للنادي أنشأنا ملتقى النقد الأدبي وعقدت الدورة الأولى عن بدايات النقد والآن ستعقد الدورة الثانية عن تطورات النقد الحديثة والنقد الأكاديمي وأتمنى من الأندية الأخرى أن تأخذ جانباً آخر مثلاً: القصة - الشعر - وغيرهما ويتابع النادي باستمرار وانتظام مثل نادي جدة الذي لم يتخلف لأن ذلك يؤدي لتراكم معرفي، ويمكن أن تستفيد الأندية الأخرى من نادي جدة وكذلك الدوريات بحيث تكون متخصصة فمثلا دورية علامات أصبحت علامة في النقد وإصدار دورية واحدة متخصصة أفضل من دوريات.
ويعبر د. أحمد الزيلعي - عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود وباحث الآثار المعروف عن إعجابه بنادي جدة الأدبي على نشاطه واستمراره في أنشطته من خلال النشر الكبير الذي يضطلع به ومن خلال حفاظه على استمرارية ملتقى النص.
أما اختيار السيرة الذاتية كمحور لهذا العام فهو موضوع مهم ويأسف د. الزيلعي لأن السيرة من المحاور التي لم تأخذ حيزاً من الاهتمام في الأدب العربي ولا تزال الدراسات حولها قليلة وربما المجتمع لا يشجع على السيرة الذاتية ولا يمكن مقارنتها عندنا بما في الغرب.
وأضاف د. الزيلعي أن على الأندية أن لا تحصر نفسها على الأدب فقط وإنما تنفتح على العلوم الأخرى التي هي جزء من الثقافة وأخذ على بعض الأندية التي تلجأ إلى المسابقات وهذا أقل من مسؤوليتها فهناك جهات تقيم مسابقات أما النوادي فنحن بحاجة لملتقيات وطرح جيد بما يهم المتلقي. و ينفي د. سلطان القحطاني- عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود والأديب المعروف من خلال بحثه (التماس الفني بين الرواية والسيرة الذاتية) ينفي جملة وتفصيلاً أن تكون الرواية سيرة ذاتية والعكس.
ويشيد في ذات الوقت بهذه الملتقيات حيث يقول إنها ظاهرة صحية وواجب الأندية الأدبية أن تقيم ملتقيات تعمل حراكاً ثقافياً ولا تكتفي بكتاب أو بأمسية أو محاضرة، فالأساس أن تكون هناك ملتقيات ليست لتقديم أوراق فحسب بل إنها تحدث احتكاكاً ومناقشة وتجديد المعلومة.
أما عن الخلط بين السيرة والرواية فالعمل تكاملي وليس تشابها والفنون يستقي بعضها من بعض. ويؤكد الأستاذ محمد علي قدس - أمين سر نادي جدة الأدبي السابق والأديب والقاص المعروف أن محور هذا العام عن السيرة الذاتية مفصل مهم في ظل التعاطي مع الروايات والكم الهائل منها التي تصدر في الوسط الثقافي، وهناك كما نعلم خلط بين السيرة الذاتية والرواية والسرد، وستكون هناك أوراق تغطي جوانب حول السيرة والسيرة في تاريخنا الأدبي وكنوع من الأدب والسرد الذي يحتفي به الأدب العربي، ومن المؤكد أن أوراقاً عديدة ستضاف من خلال المداخلات.
ويوضح د. صالح معيض الغامدي - عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود أن مشاركته حول كتاب الشيخ عبدالعزيز التويجري - رحمه الله - (حاطب ليل ضجر) عبارة عن كونه استخدم الكتاب ككتاب تطبيقي لطرح مفهوم السيرة الذاتية من جديد.
أما عن الخلط بين السيرة الذاتية والرواية فسق الحديث عنها في بحثين نوقشت القضية من خلالهما. ومن خلال البحث التطبيقي سيتناول د. الغامدي مفهوم السيرة الذاتية تحديداً.
وعن ظاهرة الملتقيات الثقافية قال إنه من خلال ظروفنا الثقافية فإن إيجابياتها تفوق سلبياتها وتعددها مدعاة للتنافس فكل ناد يحاول التفوق في جانب سواء في اختيار الموضوع أو غيره وهذا التنافس جيد ونادي جدة له الريادة ومازال. ويشارك د. الغامدي من سبقوه في حسن اختيار نادي جدة لمحور هذا العام عن السيرة الذاتية وبخاصة أنه بدأت تنتشر عندنا في المملكة حيث نجد الآن الإقبال على كتابة السيرة وقراءتها فهي من النصوص المقبولة والمتداولة.
ويصف اللقاء بأنه من أهم العوامل التي ستروج لهذا الفن ليس في المملكة فحسب بل العالم العربي أجمع فيما يؤكد د. عبد الله الحيدري أن بحثه سيتوقف بتمعن أمام المقدمة التي كتبها د.عبد العزيز الخويطر في كتابه (وسم على أديم الزمن) وتحاول الورقة مناقشة دلالة العنوان أولاً ومن ثمّ تحلل أبرز الأفكار التي وردت في التقديم لهذا العمل ومنها الدافع الفني للكتابة وأبرز العوائق التي تعترض كاتب السيرة أيا كان، وتناقش ثنائية البوح في هذا الكتاب سلباً وإيجاباً وتتوقف الورقة عند دلالة الفن الجمعي الذي يستخدمه د. الخويطر بديلاً عن الأنا في انعكاس في شخصيته التي تميل إلى التواضع.
ووصف الملتقيات بأنها ظاهرة صحية ومبشرة بالخير وهي انعكاس مباشر لنشاط الوزارة التي بدأت ترتب الأوراق من جديد وترتب الأندية من خلال مجالس الأندية الجديدة وانتشار الملتقيات في كل تلك الأندية ظاهرة صحية والجميل أنها ليست تكراراً.
د. حسين المناصرة عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود سيتحدث في بحثه المقدم عن تحول السيرة الذاتية إلى بنية روائية وتوظيف جماليات الرواية، ويتعامل في بحثه مع ثلاثة نصوص: - حكاية صحارى للغذامي -أيام في القاهرة وليال للدميني - وسيف بن أعطى لفيصل أكثر، وكلها سير وظفوا فيها تقنيات الروائي.
أما عن مشاركاته فهذه هي المشاركة الثالثة حيث شارك عن الأدب السعودي وعن حمزة شحاتة وكانت المحاور تتناول قضايا ثقافية، متمنياً أن تحظى السيرة بهذا الكم من القراءات، ويضيف أن الملتقى سبق وأن طرح قضايا أدبية في السابق.
وستقدم د. لمياء باعشن من خلال رواية الحزام لأحمد أبو دهمان بحثاً عن استراتيجية التحزيم المخروطي في كشف الذات الروائية عند أبو دهمان. وقالت إنها تنظر إلى رواية الحزام كسيرة ذاتية روائية.
أما الملتقى سيما وأنها سبق وأن شاركت في ملتقيات سابقة له فتقول إنه كان متألقاً في السابق وكان الوحيد من نوعه والآن أصبحت معظم الأندية لها ملتقيات وذلك فيه خلق نوع من النقد بين الأندية والآن المهمة أصعب وفي ذات الوقت فإن د.با عشن ضد تكرار الأنشطة بحذافيرها فهي إنهاك لقوى المثقفين رغم أن المنافسة مفتوحة.
ويتوقف د. حمد السويلم - عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم - من خلال بحثه على التشكيل الجمالي للغة من خلال ما تجود به اللغة مبرزاً خصوصية التعبير عند عزيز ضياء، وسيتحدث عن محاور ثلاثة: - أسلوبية السيرة بشكل عام - أسلوبية السيرة عند عزيز ضياء - المحاور التي حددها عزيز ضياء (الجوع والحب والحرب).
د. السويلم يوضح أنه حاول أن يبرز هل كل محور له نمط أسلوبي معين.
ويشيد د. السويلم بظاهرة الملتقيات الثقافية التي برأيه أنها مؤشر حيوي وحراك حيوي وفكري يؤهل السعودية أن تتبوأ مكانة في العالم العربي وقد كنا ننظر إلى مصر أنها المثال ونحن على الهامش فهذا مؤشر أن السعودية ستتبوأ مكانة ثقافية تليق بها بوصفها مصدراً للأدب العربي.
وتعتبر د. فاطمة إلياس - الأديبة المعروفة أنه من الجميل تعدد الملتقيات وهي دليل على الحراك الثقافي ولكن المهم أن تكون فعالة وستكون كذلك عندما تخرج بمواضيع ظاهرة جميلة وقد بدأنا نشعر بنهوض الحركة الثقافية ولم تعد الملتقيات خاصة بنواد معينة خصوصاً تلك الأندية التي لم تكن في مناطق رئيسة أسوة بالأندية الأخرى.
وملاحظة د. إلياس أن الأنشطة أصبحت كلها قاصرة علينا فالملتقيات السنوية على غرار ملتقى النص أصبحت قاصرة على الأدب المحلي ومعظم الأسماء مكررة، وتتمنى د. إلياس أن السيرة الذاتية والتنوير لا تقتصر على المحلي، لأن فيه نوعاً من الإقصاء.
وقالت إن اختيار محور هذا العام عن السيرة الذاتية كان اختياراً موفقاً، ففي كل محور كنا نعرج على ملمح من السيرة الذاتية ونبحث عن الكاتب في جميع الأعمال، وهي تؤطر تجربة الكاتب.
وتضيف: الآن حان الأوان أن نكتب عن السيرة الذاتية نفسها لأننا دائما نلمح ملامح سيرية خصوصاً في الكتابة النسوية.
وهناك بحث للدكتور صالح الغامدي يحذر من الذهاب في تقصي حياة الكاتب، ولا يحبذ تقصي وجودها، وتضيف: وأعتقد أنها في أي نص توجد، ولكن كيف وجدت الذاتية، وهناك كتب خاصة عن السيرة الذاتية، لأن الإشكالية في الأعمال.
الأستاذ سحمي الهاجري - الروائي المعروف - قال إن من ضمن المحاور قراءة في سيرة ذاتية وقد خصص في بحثه أمكنة الحكاية وزمن المحكي - قراءة في سيرة عبد الرحمن السدحان (قطرات من سحائب الذكرى) في البحث يتحدث عن بنية النص ركزت على أمكنة الحكاية لما كان المكان مسيطراً على الطفل ثم تفلت منها ووصل إلى وقت يقول الحكاية.
زمن المحكي بعد أن ابتعد عن زمن الحكاية، ونقل التجربة والهدف تحقيق الشباب لمقتضى النصيحة.
ويعتبر الأستاذ الهاجري أن الملتقيات الثقافية بمنتهى الأهمية ويجب النظر لها من زاويتين حتى لا يحدث الخلط: الأول: جوهري مهم جداً لأنها تشحذ همم الباحثين للدرس وعمل البحوث فكما هو معلوم أن عصرنا الآن عصر مشاغل وبالتالي عندما يلتزم الشخص يجد نفسه ملتزماً ولو لم يكن مشاركاً في ملتقى ربما لا يقدم شيئاً وتحديد مجالات بحوث معينة تهم الساحة الثقافية السعودية وتغطي كامل الجوانب فالملتقيات فيها تنوع ولو أضيفت القضايا العربية لكان أفضل ولكن المحلية لا تقلل من شأنها. الثاني: تفصيلي: يمكن مناقشتها ومعالجة الخلل.
في حين سيقدم الأستاذ: إبراهيم الألمعي - رئيس لجنة السرد في نادي أبها قراءة موازية لرواية شقة الحرية ولشخصية فؤاد الطارف والكاتب وكتاباته السردية.
وأضاف أنه أورد في بحثه مقالة لكليف جمس يقول فيها إن كل رواية أولى هي سيرة ذاتية، لأن كاتب الرواية في الغالب يتناول الشخصيات الأكثر التصاقاً بذاته وقد يكسر القاعدة بعض الروائيين.
وأضاف أن المقصود من بحثه أن هناك ظروفاً نفسية وشخصية ودرامية تكون في حياة البطل وحياة الكاتب ما لم يكن الكاتب تناوله في كتاباته.
ويضف أن الملتقيات الثقافية بعضها يرفد بعض ولا مانع أن تقام ملتقيات في أندية أخرى فالبلد واسع والمثقفون كثر.
ويشيد الأستاذ - أحمد علي آل مريع - عضو نادي أبها الأدبي وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد بنادي جدة الأدبي حيث أراد النادي أن ينتقل نقلة خاصة في أنشطته إلى دائرة الأبحاث العلمية المتخصصة في مجال معين، وقد اعتدنا منه طرح موضوعات نقدية مميزة وقد اتجه في الآونة الأخيرة إلى الباحثين المنشغلين بهذه الموضوعات الدقيقة وهي تجربة صعبة الاتجاه والاتجاه نحو التخصص ليس سهلاً ويحتاج لقاعدة بيانات.
أما عن بحثه فسيقدم الكنتيه (كنت +الياء والهاء) وهو موضوع في التراث العربي وظاهرة شفاهية قبل التدوين والورقة تحاول رصد هذا النشاط الإنساني والبعد من حيث وجود مصطلح في التراث ومن خلال تلقي هذا النشاط (تلقي مضاد للسيرة الذاتية) والمشاركة تمتاز أنها المشاركة الأولى وتستخدم آليات التأويل وآليات الخطاب.
صالح الخزمري
المصدر (http://www.al-jazirah.com.sa/100496/cu5d.htm)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
24/04/2008, 01:19 PM
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/485-Bismellah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
أدبي جدة يحتفي بالسيرة الذاتية في تظاهرة ثقافية
http://www.alriyadh.com/2008/03/27/img/283722.jpg
الدكتور عبد العزيز السبيل
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
تساءل الدكتور عبد العزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام في كلمته التي ألقاها في افتتاح ملتقى قراءة النص (8) عن عدم وجود اسم نسائي واحد في الكتب التي طرحت في العرض المرئي وقال:
هل تختفي المرأة من السيرة الذاتية لتحتفي المرأة بالرواية، وتكون موجودة من خلالها؟
هذا ما سيتحدث عنه الباحثون بدءاً من سميرة خاشقجي في رواياتها المختلفة ووصولاً إلى أميمة الخميس في بحرياتها وما صدر بعد هاتين الروايتين من أعمال كثيرة؟
وامتدح السبيل ما يقوم به النادي من نشاط ثقافي متعدد الصور والأشكال حيث قال: إننا نجتمع اليوم في مؤسسة أصبحت ذات "جذور" ثابتة في عالم الثقافة وأصبحت دورياتها "علامات" في عالم الثقافة العربية بشكل أجمع وتحدت أنشطة هذا النادي "نوافذ" تشع في الحقيقة الكثير من الإضاءات في الفكر والأدب.
ومن يزور هذا النادي يتحول إلى "الراوي" الذي يحكي مسيرة الثقافة العربية من خلال نادي جدة الذي تحول إلى "عبقر" في الإبداع الفكري بشكل عام، ويعود ذلك إلى دور رئيس النادي الدكتور عبدالمحسن القحطاني الذي قدم جهداً كبيراً كما نتذكر من أسس هذا الملتقى وفعل دوره وهو الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين الرئيس السابق للنادي حتى إن أعماله ستكون من بين الأعمال التي يتم تناولها في هذا الملتقى.
كما قدم الدكتور عبد العزيز السبيل شكره للحضور، ولا سيما الإخوة العرب المشاركين في اجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية القادمين من ثمانية عشر بلداً عربياً ليناقشوا الهم الثقافي العربي، وليناقشوا موضوعاً مهماً يتعلق باختيار القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009م إلى جانب العديد من البرامج التي ستنفذها هذه الدول.
يأتي ملتقى قراءة النص (8) الذي ينظمه الأدبي الثقافي لهذا العام ليدرس محور السيرة الذاتية في الأدب السعودي، هذا وقد رحب رئيس النادي الدكتور عبد المحسن القحطاني بأصحاب المعالي والسادة الحضور، وقال: إننا حين وجهنا الدعوات وجهناها إلى أصحاب هذا التخصص (السيرة) الذين وصل عددهم إلى ثلاثة وعشرين باحثاً وباحثة.
بعد ذلك ألقى معالي الأستاذ عبد الرحمن بن محمد السدحان كلمة أصحاب السير، والذي ذكر أن أدب السيرة الذاتية أمر تباينت حوله الآراء وتبارت المواقف بين المهتمين بالمشهد الأدبي ممارسة وتنظيراً، ويمكن إيجاز نماذج من ذلك الجدل في السرد التالي:
المؤيدون لهذا الأدب يرون أنه وسيلة بوح مشروعة يطل منها كاتب السيرة على مخزون النفس الإنسانية من مواقف وأحداث، في حين يرى الآخرون أن السيرة الذاتية في أحسن أحوالها تدوين شخصي لأحداث ومواقف وانطباعات تتعلق بصاحبها، وتبقى ترجمة خاصة لحياة كاتبها في زمان ومكان وظرف ما، وهناك رؤية أخرى تهمش هذا الطيف الأدبي وتصفه بالهرطقة أو اللامعنى وأنه ضرب من الترف.
ويمضي السدحان قائلاً: إن كاتب السيرة ليس مؤرخاً بالمفهوم السائد الذي يرصد ويدون أحداثاً ومواقف عاشها، كذلك لا يحق إقصاء أو تهميش هذا الفن لكونه يرصد حراك ذات إنسانية معينة في زمن معين أو مكان معين، إضافة إلى أن الذات الإنسانية ليست جزيرة مقطوعة الأصول من حراك المجتمع بل هي جزء منه.
كما تحدث عن المشاركين الدكتور حسن حجاب الحازمي الذي نعت الملتقى بأنه ناجح لكون الأبحاث المشاركة تصل إلى خمسة وعشرين بحثاً لأسماء لها وزنها النقدي محلياً وعربياً، والعناوين مغرية، والحضور النوعي المتخصص سيكون من خلال الحوار والتفاعل الذي يؤمله الباحثون، في حين ألقت كلمة المشاركات الدكتورة عائشة الحكمي، التي قالت بدورها: إننا نعيش مناخاً نتفيأ ظلاله على امتدادات الزمن القادم الذي تشير ملامحه على المستوى الثقافي إلى الاهتمام بالإبداع في كل مجال لا سيما مجال السيرة الذاتية التي سيسهم هذا الملتقى في هيكلة هويتها، لأننا لم نعد نهتم بمساءلة الذات الكاتبة، ذات الشخصية الإشكالية، لقد أصبحت السيرة الذاتية في أدبنا تمارس سلطات إغراء واسعة ما فتئت تتعاظم بحكم اتساع الترحيب بهذا الجنس الأدبي على مستوى الإبداع والدراسة، وعلى مستوى الشرائح الاجتماعية، وذلك لتجاوب السيرة مع الهموم الإنسانية ذات الخصوصية المنفردة.
هذا واختتم حفل الافتتاح بقصيدة متميزة للشاعر حسن محمد الزهراني نائب رئيس نادي الباحة الأدبي وجاء فيها:
أيها المبدعون طبتم مساء
جئتكم من (ذرا الجمال) رسولا
جئت أشكو حال المثقف لما
صار في أعين الرعاع عميلا
قام يدعو إلى السمو بقلب
مخلص لم يجد لدينا خليلا
لو أقمنا قدر المثقف فينا
لبلغنا في العز شأواً جليلا
من حناياه يخرج النور بكر
وعلى مقلتيه خط السبيلا
نقش الحلم في جذور الأماني
ثم زف الرشاد غيماً هطولا
أيها المبدعون طبتم مساء
من هنا نبدأ الكفاح الأصيلا
من هنا نحتفي (بسيرة حرف)
كان في (أخمص المداد) كليلا
امتطى (مهجة اليراعة) فجراً
وتدانت منه السهى تبجيلا
محمد باوزير - صلاح الشريف
المصدر (http://www.alriyadh.com/2008/03/27/article329432.html)
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

احمد خميس
24/04/2008, 04:15 PM
http://www.qwled.com/vb/imgcache/90747.imgcache

أبو شامة المغربي
03/05/2008, 10:48 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
الكتابات الذاتية
المفهوم، التاريخ، الوظائف والأشكال
صدر في طبعة أولى هذه السنة عن دار أزمنة للنشر والتوزيع كتاب:
"الكتابات الذاتية: المفهوم، التاريخ، الوظائف والأشكال"
لمؤلفه توماس كليرك وقد قام بترجمة الفصلين الأولين الشاعر والمترجم المغربي محمود عبد الغني الذي أكد في تقديمه للكتاب أنه "مرافعة نظرية من أجل قول الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة، في التصاق تام بقضايا السيرة الذاتية وما تطرحه من رؤيات وبنيات نصية في معرض تقديمها لصورة الذات والآخر".
كتاب الناقد والباحث الفرنسي توماس كليرك ضم في الأصل ثلاث مباحث أساسية:
- الكتابة الذاتية : إشكالية المفهوم والتاريخ.
- أشكال ووظائف الكتابات الذاتية.
- كيف نحلل الكتابات الذاتية.
وقد اعتبر المترجم محمود عبد الغني الفصل الأول مدخلا نظريا هاما مطبوعا بالفهم الدقيق لجنس السيرة الذاتية نصا وتاريخا "إضافة الى ارتكازه النظري على ما يمكن تسميته بالثقافة النظرية لصنوف الأدب الذاتي"بالتالي لا ينفي المترجم الحس الديداكتيكي على هذا الفصل الذي كرس من خلاله توماس كليرك جهده لإضاءة السيرة الذاتية.
ويعود الدافع الى ترجمة فصلي هذا الكتاب الى "الفقر النظري والنقدي الذي يطبع تلقي السيرة الذاتية في الأدب المغربي والعربي "فإضافة الى قلة الإصدارات في هذا الباب، تظل الرؤية العالمة لهذه النصوص مرتبطة بمبدأ الاستصغار الجمالي، وقد أكد المترجم محمود عبد الغني أن فصلي الكتاب الأول والثاني يعتبر" مرافعة شيقة عن مفهوم، تاريخ، أشكال ووظائف الكتابات الذاتية التي بقيت طيلة تاريخ الأدب معرضة للإدانات الأدبية والثقافية والدينية".
1- الكتابة الذاتية: إشكالية المفهوم والتاريخ
ينطلق توماس كليرك من المفهوم الإشكالي للمصطلح ، فهو يعتبر أن السيرة الذاتية مفهوم ملتبس، ليقدم جرذا يتأمل من خلاله ولادة وتطور المفهوم، فالوجود الكلي لـ "السير ذاتي" يقدم مفهومين استطاع توماس كليرك تحديدها في اعتبار السيرة الذاتية جنسا أدبيا، والسيرة الذاتية قادرة أن تتحدد "كنموذج للقراءة بطبيعة النصوص".
يستخلص توماس كليرك أن المصطلح يطرح مشاكل، مادام يتم خلطه بفكرة عامة جدا عن الأدب، ورغم جدة وحداثة هذا الجنس الأدبي إلا أن التأمل النظري كان موجودا حتى قبل اجتهادات فيليب لوجون، ولو أنه بقي محصورا في دراسات ذات طبيعة موضوعاتية أو تاريخية لكن تحديد فيليب لوجون الذي أمسى كلاسيكيا تحديد يكشف أهمية تاريخية.
ويتابع توماس كليرك تدقيق هذا التحديد مع إدخال التصحيحات التي وردت عند لوجون نفسه، ولعل أولاها أن السيرة الذاتية حكي "تمنح لذة شبيهة بلذة الرواية الكلاسيكية حيث يتناوب السرد والوصف، والمشاهد والتحليلات، البورتريه والتحقيقات" بالتالي لكلمة حكي معنى يضعها كمقابل ل"الرواية" مع اختلاف الحس التخييلي الغائب في الأولى، وإضافة للحكي فهي فعل استرجاعي والطابع "الاسترجاعي للسرد يشكل إحدى مفاتن الحكي السير ذاتي".
النقطة الثالثة هي النثر والتي تشكل علاقتها مع السيرة الذاتية نقطة تقاطع أخرى مع الرواية، ويعتبر توماس كليرك السيرة الذاتية " أكثر من جنس أدبي إنها نمط من الخطاب"، لكنه يتساءل في تثبيته لهذا المفهوم عن الحد لملاءمته، ما دام سؤال الهوية السردية يظل مطروحا ، واعتبارا أن السيرة الذاتية جنس أدبي "مرجعي" فإن اختلافها الجوهري عن التخييل يمر "عبر الإحالة على ضمير متكلم ملموس، وليس على شخصية متخيلة"، مما يفرض اعتبارات حاسمة في عملية تلقي الأدب.
لكن ثمة صعوبات يطرحها توماس كليرك حول عملية "التلوين الذاتي"، ويقترح خلالها قراءة "النص الموازي" كاسم علم مؤسس، كما أن اعتبرا السيرة الذاتية جنس أدبي له قصد مرجعي ولعل هذا الميثاق كفيل بفهم طبيعة الميثاق الثالث الذي يتمثل في مشكل الحقيقة.
إن المرجعية وتطابق السارد – المؤلف – الشخصية الرئيسية إضافة للحقيقة التي تتخذ عدة أشكال، لكن، انطلاقا من أي تاريخ يمكن أن نبدأ الحديث عن السيرة الذاتية ؟ إن توسع الكتابة الذاتية كشكل عام "لمركزة الفرد في ذاته"، ولعل إصرار توماس كليرك على جرذ ومناقشة هذه المنظورات المختلفة والمرتبطة أساسا بالسيرة الذاتية جعله يتجه لمختلف الانتقادات التي وجهت لهذا الجنس "الغير تخييلي" كمقولة العجز الجمالي، ويفرد الباحث بابا لهذه الانتقادات التي أطر مرجعياتها داخل النقد الفكري والايديولوجي والنقد الجمالي.
2- الكتابات الذاتية: أشكال ووظائف
يعتبر توامس كليرك الكتابة الذاتية أوسع وأشمل من السيرة الذاتية وفي دراسته لأشكالها ووظائفها تأكيد لأحقيتها الأجناسية الأدبية وفي وظائفها المتعددة تمظهر لهذه المقولة، من خلال الطرق التي تضيء هذا الفعل الأجناسي متمثلة في قول الصدق ، جعل الخطاب ممكنا بحكم التركيز على قول الحقيقة التي "تعتبر أفضل وسيلة لاستضافة القارئ"، ومن مظاهرها أيضا وظيفة فضح الأوهام، وبعدها الخطابي وقهرها للزمن.
إن معرفة الذات هي أحد الأهداف الرئيسية المتبعة من طرف الكاتب كتاب السيرة الذاتية، وتمثل وظيفة التواصل بعدا آخرا يفيد في إيصال التجربة الخاصة الى الآخر، ويركز توماس كليرك على دور القارئ كبعد "بلاغي وتحديد قانوني للنص".
ويختتم الفصل الثاني بتحديد مختلف أشكال الكتابة الذاتية رغم أنها لا تستجيب جميعها لنفس أنماط الكتابة ، ويركز توماس كليرك هنا على المذكرات، اليوميات، والتخييل الذاتي، وإذا كان الشكل الأول قد اعتبره مالرو "مذكرات مضادة" بحيث اعتبر السيرة الذاتية "ركام بئيس من الأسرار"، فإن اليوميات journal intime هي "نصوص موضوعية في المظهر"، الشكل الثالث اعتبره الباحث مزجا بين السيرة الذاتية والتخييل.
عموما يشكل كتاب توماس كليرك "الكتابات الذاتية: المفهوم التاريخ الوظائف والأشكال"، والذي قدمه الى اللغة العربية الشاعر والكاتب محمود عبد الغني مدخلا عميقا لإعادة إضاءة هذا الجنس المثير للجدل الذي هو السيرة الذاتية.
المصدر (http://abmifrani.maktoobblog.com/862487/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA_% D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9/)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
03/05/2008, 10:59 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
ظاهرة استعجال الأدباء الشباب في كتابة سيرهم الذاتية..!!
علي بن سعد القحطاني
http://www.al-jazirah.com/images/logo_cult.jpg
السيرة الذاتية تعد وثيقة مهمة يحررها المبدع في مراحل متأخرة من حياته، وفيها يرصد تجاربه المبكرة والمواقف السلبية أو الإيجابية التي تعرض لها طيلة عمره، وعن الخلاصة التي توصل إليها من خلال عكوفه في محراب العبقرية والإبداع، إلا أن القارئ يلحظ وعلى وجه أخص ظهور المدونات في العالم الرقمي واستعجال الأدباء الشباب في تدوين سيرهم الذاتية سواء كانت منجمة أو فصولاً كما هو مشاهد في بعض المواقع الثقافية على شبكة المعلومات (الإنترنت)، وهناك من ينوي كتابتها بشكل مفصل في كتاب مستقل.
و(الثقافية) تطرح هذه القضية على الأكاديميين والمثقفين للاستئناس برؤاهم حول مغامرات الأدباء الشباب لخوض غمار السيرة الذاتية واستعجالهم تدوين ذكرياتهم.
المصطلح
في البداية أحالنا الدكتور صالح بن معيض الغامدي في مناقشاتنا ل(ظاهرة استعجال الأدباء الشباب لكتابة سيرهم الذاتية) إلى تعريف مصطلح السيرة الذاتية، وكونها تعني الكتابة عن الحياة أو حول جزء معتبر من سني الحياة، وظاهرة التعجل في كتابة السيرة الذاتية معروفة في الثقافات على المستوى العالمي، وليست خاصة بأدبائنا في العصر الحديث، بل هناك في تراثنا القديم من كتب سيرته مرتين: مرة موجزة ومرة مطولة كالسيوطي وهناك نماذج أخرى.
انفعالية
وعن تقييمه لتلك السير أشار الدكتور صالح الغامدي إلى أن الكتابة المبكرة عن تلك التجارب من قبل الأدباء الشباب قد تكون كتابة انفعالية بالحدث، أما لو كتبت في مراحل متأخرة من حياتهم؛ أي بعد عشرين أو ثلاثين سنة من تلك الأحداث والتجارب التي عاشوها فإنها سوف تكتب بطريقة موضوعية وناضجة، وأوجز الدكتور صالح بن معيض الغامدي ملاحظته لتلك السير المبكرة في ثلاث نقاط:
1 - من أهمها أن كون المبدع لا يستطيع أو غير مقتنع أو راضٍ بما وظفه من حياته في إبداعه الأدبي سواء أكان من خلال الشعر أم القصة أم الرواية..؟ ويرى المبدع أن السيرة قد تكون أكثر تعبيراً عن حياته وعن شخصيته.
2 - تبدو لأبعاد (السير ذاتية) للشخصية الأدبية في الشعر أقل وضوحاً وبروزاً منها في الرواية والقصة، ولذلك عندما تكتب رواية فيقال أحياناً: إنها (رواية سير ذاتية) لكن لا يقال: (قصيدة سير ذاتية)، وأغلب من يتورط في هذه الظاهرة هم الشعراء.
3 - السيرة الذاتية في وقتنا الحاضر من أكثر الأشكال الأدبية إغراءً وتشويقاً وانتشاراً (موضة) وجاذبية للقراء، وهذا يغري الأدباء بالتعجل في كتابة سيرهم الذاتية.
الإرهاصات
فيما يرى الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري أن تلك المقالات الذاتية لبعض الكتاب لا يمكن تصنيفها في مصطلح (السيرة الذاتية) بل يمكن وصفها بأنها نواة للسيرة الذاتية المقبلة للأديب، ودعا إلى تشجيع الأدباء الشباب والأخذ بأيديهم لمزيد من التجويد والإتقان، فقال:
تطرح (المجلة الثقافية) سؤالاً مشروعاً عن مغامرات الأدباء الشباب لخوض غمار السيرة الذاتية، واستعجالهم تدوين ذكرياتهم وتجاربهم في هذا الصدد، وقد وصفت السؤال بأنه مشروع؛ لأن كتابة السيرة الذاتية أو أجزاء منها ترتبط في الأذهان بكبار السن والمشاهير، ويكاد يوصف العمل السيري بأنه العمل الأخير للأديب والمتوج لأعماله.
وهذه الخصيصة للسيرة الذاتية بوصفها جنساً أدبياً هي التي تميزها عن باقي الأجناس الأخرى التي نستنكر الإبداع فيها من الشباب، بل نشجعهم ونأخذ بأيديهم لمزيد من التجويد والإتقان.
ومع اهتمامي بجنس السيرة الذاتية، فإنني لم أقرأ عملاً حتى الآن لأديب شاب، وربما قصدت (الثقافية) بعض المقالات الذاتية لبعض الكتاب التي تنشر هنا أو هناك، وفيها قص لبعض التجارب والمواقف، وهذه لا يمكن أن نصنفها في حقل السيرة الذاتية التي تعني التأريخ لحياة إنسان وفق تسلسل زمني مع العناية بالشرط الأدبي.
على أنه يمكن وصفها بأنها نواة للسيرة الذاتية المقبلة للأديب، وبوابة أولى للولوج في إطار السيرة الذاتية إذا تمكن كاتبها في المستقبل من تطويرها وإضفاء لحمة على أجزائها، بحيث تشكل سيرة ذاتية مترابطة.
وليس لنا أن نستنكر على الأدباء الشباب أن يخوضوا هذا اللون من الأدب، ويمكنهم أن يستفيدوا من شكل اليوميات لتكون أساساً متيناً لسيرهم الذاتية في المستقبل دون تخمين واعتماد على الذاكرة التي يصفها حمد الجاسر - رحمه الله - بأنها خوانة!!
السيرة الذاتية في المملكة منطقة لا تزال بكراً أو أشبه بالبكر، وأراهن شخصياً على كتاب الرواية والقصة المبدعين في أن يقدموا لنا في القادم من الأيام أعمالاً تضاهي الأعمال العربية المتميزة، أو تتفوق عليها.
السيرة التخييلية
يتحدث القاص سعيد الأحمد عن تجربته في كتابة السيرة التخييلية، إذ ما يزال يصر على رأيه أنه من المبكر جداً على أدبائنا أن يكتبوا سيرهم الذاتية، ويقول: أعتقد أن أدباءنا غير مهيئين لكتابة السيرة الذاتية في الوقت الحالي، وتجاربهم التي خاضوها لا تستحق التوثيق كسيرة مستقلة، ولدينا إشكالية تكمن في جُبن الكُتاب المحليين في كتابة سيرهم الذاتية وتحسسهم من المجتمع الذي ربما يحاكمهم ويدينهم في بعض المواقف الصريحة والمعلنة، بالإضافة إلى تخبط الأكاديميين واختلافهم في ماهية المصطلحات وتعريفها.
وأشار القاص سعيد الأحمد إلى تجربته في مجال (المدونات) وقال: أنا أؤمن بكتابة السيرة التخييلية، ولدي عملان في مسودتين في ذلك، الجزء الأول: تتناول سيرة حياتية لشخص متخيل من صباه إلى عجزه، تحكي عن شخص يتلقى تعاليم ربانية في البيت ثم يصادف الشيطان في مدرسته على باب فصل أولى جيم الدراسي، وتبدأ تلك الشخصية في خوض هذه المعركة ما بين الله بكل جمالياته وما بين الشيطان وما يحمل من قبح في داخله، ويبدأ يكتشف الفتى أن هناك كثيراً من الأشياء لا تنتزع إلا بالقوة، وهذا الجزء يقع في خمسين صفحة.
أما الجزء الثاني من السيرة التخييلية، فهو تنقل الشخصية ما بين الحياة المعاشة اليومية والحياة المتخيلة في ذهنه، لذلك يتخيل أنه يمر بتجارب حياتية ومواقف حدثت في أكثر من عصر.
اللحظة الإبداعية
ويرى الأستاذ عبدالله السمطي أن كتابة الأدباء الشباب لسيرهم الذاتية يعد أمراً طبيعياً في هذا العصر الذي يموج بوفرة شبكات الاتصال وانتشار وسائط المعرفة، كما أن تلك السير تعبر عن اللحظة الإبداعية الآنية، ويقول:
يتمثل توجه بعض الأدباء الشباب إلى كتابة سيرهم الذاتية في هذا البحث الذاتي، والتأمل الذاتي الكثيف الذي أخذ يطغى بوجه عام على مختلف الكتابات الإبداعية في الشعر والقصة القصيرة والرواية.. إن هذا التوجه يأتي بوصفه صدى للكتابة الذاتية التي تنأى عن القضايا الكبرى، وعن سطوة الإيدلوجيا، والدعاية الحديثة العابرة، والمناسباتية. من هنا فإن كتابة السيرة الذاتية تعد تعبيراً عن هذه اللحظة الإبداعية التي نحياها، إن هذه الكتابة تأتي لأن التجربة الذاتية التي يعايشها المبدع اليوم حافلة بمختلف الأحداث المتدفقة، لقد منحت التقنية وعصر الاتصال اللحظة الراهنة عشرات الأحداث اليومية، ثمة تدفق للأحداث والوقائع والأخبار بشكل طاغ، ثمة تنقل للأمكنة والأزمنة والهواجس عبر المخيلة والحواس، وعبر القراءة والاطلاع الذي بات ميسراً جداً من خلال وسائط المعرفة والاتصال المتعددة، هذا كله جعل الثقافة تتسم بالكثافة، وبالوفرة المعلوماتية، وجعل الكاتب والأديب والمثقف محملاً بعوالم من الرؤى والتأملات والأسئلة، ومن هنا فإننا لا نستغرب هذا التوجه لدى الشباب لكتابة تجاربهم الذاتية، أو سيرهم الذاتية، فما يتم تلقيه وتحصيله اليوم أكبر وأكثف وأوفر مما تم تلقيه وتحصيله لدى أجيال سابقة، ووفرت شبكات الاتصال وانتشار وسائط المعرفة في الصحف والدوريات والكتب والمطبوعات عوالم شتى من المعارف.
إن ما يحدث من كتابة مبكرة للسير الذاتية هو أمر طبيعي، ومحبب خصوصاً أنها تطلعنا على تجارب شابة مكثفة في قراءة الحياة الشخصية المبدعة للمجتمع، وللمواقف، والأحداث المختلفة، بغض الطرف عن نوعية هذه القراءة أو تلك، كما أن عهد السير مهمة للكشف عن العناصر الإبداعية والثقافية التي يسعى القارئ أو الناقد للوصول إليها لدى مبدع ما، أو تضيء له أسئلة عن مرحلة محددة.
السير الذاتية التي قد يكتبها الشباب أمر طبيعي، بل وضروري في هذا العصر المتسارع، بأحلامه، وخيالاته، واختراعاته، وثقافاته.
الذاكرة
كانت للشاعر أحمد اللهيب تجربة في كتابة السير الذاتية بعنوان: (أنا والرحيل والرياض) نشرت في الموقع الإلكتروني (جسد الثقافة)، والذي دعاه إلى كتابتها كما يقول: ربما أخشى أن تنخرم الذاكرة، وأن تتساقط أوراق العمر دون أن أسجل شيئاً من حياتي!! كانت (أنا والرحيل والرياض) المنشورة في جسد الثقافة تاريخاً زمنياً مختلفاً من حياتي، الزمان والمكان والأحداث كلها مختلفة عن سابقها وعن لاحقها، ولذا كانت الكتابة عن تلك المرحلة التي قضيتها في الرياض وهي تمتد إلى (عشر سنوات) ضرورة ملحة في نظري، لأن الأحداث التي عشتها بين متناول ذاكرتي، وعهدي بها قريب، ولذا بادرت بتسجيلها، وهي أيضاً تنفيس لخواطر ومشاعر أحببت أن أذكرها، وأن أقدمها لقارئ كما هي بصدق وشفافية، دون أن يأكل الدهر عليها ويشرب، أو يطمرها سريان العمر والنسيان، فتصبح أثراً بعد عين. ومن جانب آخر كانت تلك السنين العشر مسرحاً لأعمال كثيرة وأدوار متباينة، وهي جديرة بالحضور والتسجيل، ولعلها تكون نواة لسيرة ذاتية كاملة أكتبها عن مراحل مختلفة وأضعها فيما بعد بين دفتي كتاب.
الإنترنت
يشير الأستاذ صلاح القرشي إلى أن انتشار المواقع الثقافية في شبكة المعلومات أسهم في نشر كثير من السير والمدونات، إذ يقول:
ربما يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى أن مسألة كتابة السيرة الذاتية أو كتابة نتف من المواقف الشخصية والمشاعر والعواطف في مراحل مختلفة من العمر هو أمر له علاقة بانتشار الانترنت والمدونات وسهولة النشر.
لكنني لا أعتقد هذا.. بل أرى أن هذا النوع من الكتابة موجود منذ القدم.. بل إن وجود ما سمي باليوميات أو المذكرات هو أمر قديم جداً.
وعلى المستوى المحلي لعلي أتذكر بعض كتب الأديب والشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل.. (هكذا علمني وورد زورث) و(الفنون الصغرى)..
في مثل هذه الكتابات امتزجت السيرة الشخصية مع الطرح الأدبي والفكري فشكلت قيمة أدبية ممتعة وجميلة..
المسألة في نظري تكمن في الموهبة قبل كل شيء.. وفي كيفية تقديم السيرة نفسها.. رغم أنني أفضل أن يقدم الكاتب أو الأديب أو الفنان نفسه من خلال أعماله الأدبية، من خلال قصصه أو رواياته أو قصائده او أعماله الفنية. ثم يمكن له بعد ذلك أن ينشر سيرته الذاتية أو الأدبية كما فعل ماركيز في (عشت لأروي).
لكننا أيضاً يجب أن ننتبه إلى أن توفر وسيلة النشر السهلة والمباشرة لابد له أن يساهم في خلق أنواع ونماذج أخرى من الكتابة..
هكذا وجدت المدونات الشخصية وتحولت من خلالها تلك الدفاتر الشخصية التي يخبئها الإنسان في مكتبه إلى سير تنشر للجميع.. ولم تعد السيرة الذاتية مقصورة فقط على المشهورين والناجحين بل بإمكان أي شخص أن يسجل حكايته الخاصة.. وينشرها.
لكن كيف يمكن تقييم مثل هذه السير، وهل لها أن تشكل إضافة إلى الأديب أو إلى الأدب..؟ هذه في نظري مسألة أخرى يحكمها الزمن نفسه.
السيرة الافتراضية
كما يتحدث الأستاذ حامد بن عقيل عن تجربته في مجال (السيرة الذاتية) الذي يراها عملاً إبداعياً قابلاً للكتابة في أي عصر وعلى يد أي كاتب بغض النظر عن الفئة العمرية التي يكتب فيها ويقول:
لا أدري إن كانت تجربتي (سيرة افتراضية) التي نشرتها في كتابين هي ما يرشحني للمشاركة في هذا المحور. على أية حال، يبدو لي أن هناك علاقة وثيقة، في أذهان العامة، بين مفردة (سيرة) وبين التحولات الزمنية القابلة للرّصد. لكن هذه التحولات، حين ترتبط بدالة الزمن فحسب، تعطي معنى التاريخ الشخصي كفعل كتابي يتجه نحو نشر الأنا على الملأ بأسلوب تسويقي بحت.
بالطبع، مفردة السيرة تحتاج هنا إلى إخضاع طوعي لمعناها القاموسي، وهو ما سيخرجها من حيز ضيّق إلى حيز واسع يعطي عدّة معاني؛ من أهمها: الهيئة، الطريقة، المذهب، الحالة، السلوك. فلا تغدو السيرة مجرد أن يدوّن الكاتب تفاصيل حياته وأعماله، بل تتجه نحو تدوينه للراهن بوصفه حالة (هيئة) طريقة، وهو تدوين إبداعي يخرجها عن مجرد الحفر في الماضي الذاتي إلى تدوين الأنا الآن بكافة تجلياتها الفكرية والإبداعية. ولهذا، لن يكون من الملزم للكاتب أن يبلغ من الكبر عتيّا حتى يكون مؤهلاً لسرد أرشيفه الحياتي والإبداعي، بل سيصبح ملزماً له أن يرافق فعل السيرة مراحل متعددة من حياته فتغدو مراجعة ذاتية لكل مرحلة عمرية مر بها، مع كونها شاهداً على مرحلة اجتماعية وثقافية تتزامن مع وقت إنجاز الكاتب لسيرته.
وعليه، يكون فعل كتابة السيرة فعلاً إبداعياً قابلاً للكتابة في أي عصر وعلى يد أي كاتب بغض النظر عن الفئة العمرية التي يكتب فيها فرهانه هنا هو الإبداع وليس التسويق لذات قرب أفولها، فبالغت في استعادة ماض قد لا يعني للقراء الكثير.
فن وإبداع
ويرى الأستاذ بدر عمر المطيري أن السيرة الذاتية تأتي خلاصةً لمسيرة حياةٍ حافلة بالتجارب والأحداث المختلفة، وهذا ما لا يتوافر عند الأدباء الشباب الذين قد يستعجلون ويسارعون إلى كتابة مدوناتهم ويقول:
كتابة السيرة الذاتية فن وإبداع.. ومنذ القدم ومبدعو الكلمة يحرصون على إطلاع القراء على بعض الجوانب المهمة في حياتهم.. وحتى في عصرنا الحاضر لايزال الشعراء والأدباء.. والمبدعون بشكل عام يدوِّنون سيرهم الذاتية تماماً كما يفعله أساطينُ السياسةِ في كتابة مذكراتهم السياسية اللصيقة بتجاربهم الذاتية.
ومن المتعارف عليه أن السيرة الذاتية تأتي خلاصة لمسيرة حياةٍ حافلةٍ بالتجارب والأحداث المختلفة لهذا تأتي في نهاية المطاف أو حين يشارف العمر على نهايته وقد رأينا بعض المبدعينَ في مشهدنا الثقافي الحاضر يسارعون إلى تسجيل سيرهم الذاتية وهم لمّا يزالون شباباً أغراراً برغم عدم اكتمال نضجهم الثقافي وربما لا يملكون أصلاً شروط وأدوات الكتابة الذاتية و(السِّرُّ) في هذا - كما يظهر لي - (النرجسية) التي تتلبس صاحبها إضافةً إلى شعوره الجاد بضغط الظروف المحيطة به وإحساسه بمضيِّ العمر واقتراب النهاية دون أن يعرف القراء عنه شيئاً.. لهذا يسارع المبدع في الحديث عن سيرته إمَّا على شكل روايةٍ أو قصصٍ قصيرة أو حتى شعراً وقد يكون في هذا الاستعجال فائدة للقراء لكنها فائدةٌ مبتورةٌ إذا لا تكتمل الصورةُ في النهايةِ إلا حين تكتمل قدراتُ المبدع.. القدرات العقليةِ والروحيةِ والتجارب الحياتية التي هي أساس كل سيرة إنسان عظيم يستحق الخلود في فنه وإبداعه.
البوح
ويرى الأستاذ عواض العصيمي أن السيرة الذاتية كان ضمن ما اتهمت به الرواية المحلية في بداية انتشارها ويلحظ أن شبكات الانترنت تحتفي بالمدونات والسير الذاتية للأدباء والكتّاب الشباب ويقول:
موضوع السيرة الذاتية، كان ضمن ما اتهمت به الرواية المحلية في بداية انتشارها، أي منذ سنوات قليلة من الآن، حيث وصف بعضها بأنها مجرد سير ذاتية، وأن كتابها إنما كانوا يكتبون فصولها من تجاربهم الشخصية. غير أن هناك فرق بين كتابة السيرة الذاتية بمعنى الترجمة الذاتية لحياة المؤلف، والسيرة الروائية النصف صادقة كما عبر أندريه جيد، وكما ذكر في كتاب (السيرة الذاتية في الأدب العربي) للدكتورة تهاني عبدالفتاح شاكر. الأولى عرفها الباحث محمد عبدالغني حسن، وهي (أن يكتب المرء بنفسه تاريخ نفسه، فيسجل حوادثه وأخباره، ويسرد أعماله وآثاره ويذكر أيام طفولته وشبابه وكهولته، وما جرى له فيها من أحداث تعظم وتضؤل تبعاً لأهميته). أما الثانية فهي بحسب التعريف الذي نسب إلى أندريه جيد (: لايمكن ان تكون المذكرات إلا نصف صادقة، ولو كان هم الحقيقة كبيراً جداً، فكل شيء معقد دائماً أكثر مما نقوله، بل ربما تقترب الحقيقة أكثر في الرواية). هناك بالطبع تداخل بين السيرة الذاتية، كما تقول المؤلفة، وبين غيرها من الأنواع السيرية، كالتأريخ، والسيرة الغيرية، والمذكرات، واليوميات، والرواية، غير أن هذا ليس موضوعنا في هذه المشاركة المتواضعة.
بناءً على التعريفين السابقين، يمكن تقسيم الكتابات المحلية إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول، سيرة ذاتية حافة ومعلنة وظاهرة كما جمعها الدكتور الخويطر في كتابه (وسم على أديم الأرض)، وهذه لا تسمى رواية بالمعنى الحديث للرواية، وإن كانت تدخل في باب الحكي الأدبي. أما القسم الثاني، فيستدعي الكاتب فيه جزءاً من سيرته وجزءاً من خياله فيؤلف من الاثنين تركيبة سردية تقترب من الحقيقة تارة، وتبتعد تارة أخرى، ما يجعلها غير خاضعة بشكل كبير لمفهوم السيرة الذاتية المتعارف عليه، إذ تتداخل الحدود الواقعية والحدود المتخيلة فتبدو كتابة اتكأت في تحبير أحداثها على ذاكرة قد تكون عاشت الوقائع المسرودة، ولكن من دون أن تتنكر لسلطة الذاكرة الروائية القائمة على التخليق الفني وإيقاد المخيلة في عتمة البوح الواقعي. أما القسم الثالث، فشأنه شأن الرواية المنتمية إلى حقل الرواية بمفهومه الإنسان العام، مع التأكيد على نقطة مهمة وهي أن الروائي لابد أن يتسلل منه إلى روايته شيء من ذاته سواء تنبه لذلك أم لم يتنبه له، لكن هذا لا يضع العمل في الإطار السيري الذي نتحدث عنه.
* لماذا الكتّاب الشبان عندهم ذلك الاستعجال في كتابة سيرهم الذاتية؟
- في الواقع، لم ألحظ ذلك الآن، وإن بدت العملية على شكل محاولات قليلة متفرقة (في الانترنت مثلاً)، فإنها على المستوى التأليف الورقي ماتزال غير موجودة، أو هذا ما وصل إليه اطلاعي.
الأصوات الجديدة
ويشير الأستاذ محمد المنقري إلى أن من حق كل شخص أن يعلق صفحات حياته على نوافذ الضوء لاسيما أن رويت بصدق ويقول:
يبدو لي أن الظاهرة انعكاس لكثير من التحولات التي طرأت على مجريات الحياة المعاصرة حيث أصبح الفرد ضمن منظومة من الصراعات المتشابكة متعددة الأطراف لا يعرف بالضبط من يقبض على دفة السفينة، ويدعي كل شخص - مهما صغر دوره - مزيداً من المهام، ويؤدي مجموعة من التحركات لصالح البشرية جميعها فكل فرد يدفع أجزاء من حياته لتحسين فرص الحياة، وتنويع المشهد الجماعي.
وتبعاً لذلك من حق كلِّ شخص أن يعلق صفحات حياته على نوافذ الضوء، ويمنح روحه أشكالاً من الشراكة الجماعية والتآزر مع الآخرين حين تغدو النفس بعيشها ونجاحها وشطحاتها وعنفوانها ونزقها، وربما خيباتها جزءاً من عالم أشمل وأجمل يتدثر بأيقونات الكتابة وفوانيسها.
المرء المعاصر والكاتب على وجه الخصوص خرج من ربقة المؤسسات التقليدية مستفيداً من تقاليد جديدة وافتراضية لتحقيق ذاته بعيداً عن الصواية والتنميط والقولية، وهي إسهامات خدمت الإبداع والمبدعين إلى حد كبير وربما كان من إفرازاتها تعميق ثقة الكاتب بنفسه، ومنحه الفرصة لتقديم ذاته والاعتماد على منجزه الحياتي والفني.
والعالم التقني والالكتروني الراهن يسمح بتعدد الأصوات لكنه في اللحظة نفسها يجعل النبت الأكثر بهجة أمام تحدٍ صعب يتمثل في قدرته على لفت الأنظار في ظل تزاحم شديد وغوغائية أحياناً تدفع إليها حالات الفرحة بالانعتاق من قيود الرقيب وتزايد خفق الأجنحة المحتفلة بالحياة الجديدة.
لا أعرف بالضبط من قال ذات يوم (إن حياة كل إنسان مهما كانت تافهة ستكون ممتعة إذا رويت بصدق) غير أنها شهادة عظيمة في سبيل ترويض الأصابع النقدية التي تصنع القوالب أحياناً، وتبرع في ترويج النجوم، وتصنع التماثيل الثقافية والقمم الأدبية في سياق صناعة النجم وليس الاحتفاء بالنص البارع والأنيق والمحرِّض على الحياة.
التقنين النقدي الجاهز قد يرفض الأصوات الجديدة، أو يرى في حياة الأسماء المغمورة مضيعة للوقت، لكن الكاتب البارع في خلق الفضاءات حين يمتلك القدرة على استضافة الآخرين إلى خزائن ذكرياته وطرقات رحلته اليومية متحرراً من النسق التوثيقي والتاريخي الذي فُرِضَ عليه من بعيد ليتدخل حيناً في إضفاء طعم خاص على بعض التفاصيل،أو تحريك الشخوص باتجاه الحياة التي فقدت منه أو حُرِم منها، أو يترك صفحات عمله فسحة لأشخاص يتوق إليهم يرى فيهم بعض ملامحه الضائعة أو عمره المفقود فيحتفي بهم من جديد وهم يتخلقون في عالمه السردي الذي قد يرى فيه البعض تقريراً نمطياً، أو يوميات عابرة في حياته منشغلين بالتلصص بين الكلمات لإشباع نزوات الترصد لديهم، أو امتثالاً لرؤية تقتدي بالصحافة الصفراء في عَقْد مقارنات بين الحياة اليومية للكاتب وبين نَصّه الإبداعي بهدف الإدانة أو التصنيف، وليس التعامل مع النص باعتباره حياة جديدة تتقلص فيها الفواصل العام والخاص والسري والمعلن والحلم ووعثاء الواقع.
باختصار يمكننا القول: إن كثيراً من الأعمال السردية الجميلة نبعت من السيرة الذاتية وأطيافها، وفي هذه اللحظة وقع بين يدي خبر عن رواية جديدة للمصري علاء الأسواني تحمل عنوان (شيكاجو) وهي امتداد ل(عمارة يعقوبيان) روايته الأولى التي فاضت بكثير من تفاصيل تعكس قدراً من حياة كاتبها وسيرته الشخصية الأمر الذي دفع بعض ساكني العمارة الفعليين إلى رفع قضية عليه ذات يوم بعد كشفه أسراراً من حياتهم اليومية.
فلاشات قصيرة
ويلحظ القاص عبدالواحد الأنصاري إلى أن هناك نزوى لدى الأدباء وعلماء العربية منذ القدم إلى تدوين بعض مشاهد حياتهم مما يروى عن أبي الوفاء بن عقيل الحنبلي وأبي حيان التوحيدي، كما يلاحظ أن هناك نزوعاً بشكل عام لدى المثقفين والأدباء في شتى العصور إلى تدوين مذكرات عن صباهم وأسفارهم مثل كتابات رفاعة طهطاوي وطه حسين وقبلهما في الأدب الفرنسي جان جاك روسو وغيرهم من معاصريه، كما أن هناك كتابات مماثلة في السيرة الذاتية لمحمد شكري (الخبز الحافي) وعبدالفتاح أبومدين (الفتى مفتاح) وما كتبه (القشعمي) عن سنوات طفولته في كتابه (بدايات).
ونستنتج من كل هذا الركام إن التأخر في تدوين السيرة الذاتية لم يكن من أولئك الكتاب بسبب انتظار منهم متعمد حتى يصلوا إلى مراحل عمرية متقدمة بل الدافع الحقيقي في كتابته هو شيوع الأفتتان بهذا الجنس السردي أو الشبه سردي في العقود الأخيرة.
لذلك لا أستغرب أن يقبل الشباب على حميا هذا الأمر وبخاصة أن كل من كتبوا ذكريات صباهم وشبابهم تمنوا لو أنهم كتبوها قبل ذلك بفترة طويلة.
أما بالنسبة لي فلا يمكن أن أسمي المقالات الأدبية أو المقالات التي كتبتها في مناسبات خاصة لا يمكن أن أعتبرها سيراً ذاتية حتى وإن تضمنت تطويلاً أو تركيزاً على فترة معينة من عمري الماضي (القصير جداً) ومع ذلك فلدي الآن كُتيّب صغير بعنوان (شرفات) عن بعض مشاهداتي التي أعتقد أنها استحقت التدوين، وكل ما تستحق تسميته أنها فلاشات من الذاكرة فقط وليسة كتابة سيرية مقننة أو مقصودة.
المصدر (http://www.al-jazirah.com/culture/19022007/gadaia20.htm)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
03/05/2008, 04:49 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
السيرة الذاتية العربية من طه حسين إلى محمد شكري
بيروت - مكتب «الرياض» - جهاد فاضل
http://www.alriyadh.com/2005/10/06/img/061358.jpg
http://www.alriyadh.com/img/logoin.gif (http://www.alriyadh.com/)
في ربع القرن الماضي وُهب لكاتب مغربي اسمه محمد شكري، شهرة واسعة عربية وعالمية، فبعد أن كانت أعماله، ومن أشهرها «الخبز الحافي»، و«الشطار»، و«مجنون الورد»، تُصادر أو تُباع سراً، اعترف المجتمع المغربي والعربي بها وطُبعت طبعات كثيرة، وتُرجمت إلى عدة لغات أجنبية، ولو سئل مثقف مغربي أو عربي عن السبب الذي جعل أعمال شكري تروج كل هذا الرواج، لما أجاب سوى هذا الجواب: وهو أن الكاتب المغربي روى بصراحة ما بعدها صراحة، ما شاهده وما عاشه في حياته الشخصية من حكايات ومآسٍ وانكسارات وهزائم.
لقد اعترف، وسمّى الأشياء بأسمائها، ولم يلجأ لا إلى التقفية ولا إلى التعمية، وإنما تحدث على المكشوف عن ليل طنجة ونسائها ومومساتها، وحفر عميقاً في ذاكرته وفي الطبقة التحتية في مجتمعه، وفي أنه كثيراً ما استيقظ في الصباح عندما أتى عمال المقهى لينظفوه، فوجدوه نائماً تحت إحدى الطاولات، أو أنه وجد نفسه نائماً في العراء أمام مدخل إحدى البنايات، أو وجده وأيقظه من سباته أحد ساكني شققها..
وعلى الرغم من الحملات التي وجهها مسؤولون ومثقفون مغاربة، حريصون على الأخلاق، ضد شكري وكتبه، إلا أن شهرة شكري استمرت في التصاعد حتى فاقت شهرة مفكرين مغاربة آخرين كبار، منهم عبد الله العروي، ومحمد عابد الجابري، وبصرف النظر عن الوصف الذي يمكن أن توصف به «الخبز الحافي»، و«الشطار» و«مجنون الورد»، وهل هي روايات أم حكايات أم قصص، فلا شك أن لها صلة وثيقة بجنس أدبي سجل نجاحات مذهلة عربياً وعالمياً خلال القرن الماضي هو «السيرة الذاتية». فالسيرة الذاتية، سواء عندنا أو عند سوانا، باتت الآن الفن الأدبي الأكثر شعبية ومقروئية في العالم المعاصر قاطبة.
ولعل السيرة الذاتية هي بالإضافة إلى ذلك، الفن الأكثر بقاءً بالنسبة لكاتبها، فمن إذا سئل عن أحب كتب طه حسين إلى قلبه، وأكثرها بقاء في سيرة عميد الأدب العربي، لا يجيب أنه كتاب «الأيام»، وكتاب «الأيام» ما هو في الواقع سوى سيرة طه حسين الذاتية التي رواها في ثلاثة أجزاء منفصلة، وفي سنوات متباعدة، ثم جُمعت بعد ذلك في كتاب ضخم حمل هذا الإسم.
وقد كان كتاب السيرة الذاتية هو الأبقى في سيرة كتاب عرب كبار آخرين: فعلى الرغم من كل المعارك التي خاضها عباس محمود العقاد في حياته وفي كتبه، فإن كتابيه «أنا» و«حياة قلم»، هما أجود كتبه لا شيء إلا لأن العقاد خلا إلى نفسه فيهما، وكشف عن مكنوناتها ودواخلها، ودلّ قارءه على الكثير من خيباته وانكساراته.
ولا شك أن لتوفيق الحكيم كتب كتباً كثيرة رائعة في طليعتها «عودة الروح»، و«عصفور من الشرق»، ولكن أجودها بنظر كثيرين، كتابان هما: «زهرة العمر» و«سجن العمر» اللذان روى فيهما الحكيم سيرته الذاتية.
وهناك «حياتي» لأحمد أمين، و«غربة الراعي» لتلميذه إحسان عباس، وهو من أحدث ما كتبه أدباء عرب في هذا الفن، والكتابان آتيان في جعل النفس تتذكر وتبسط بلا تكلف أو تعمية كل ما صادفته وتعرضت له.
ويمكن وصف كتاب «سبعون» لميخائيل نعيمة بأنه أثر نفيس في هذا الفن الكتابي الصاعد، تحدث فيه نعيمة في رحلته في هذه الحياة، وهي رحلة طويلة ممتعة تابع فيها القارئ نعيمة على امتداد سبعين سنة كاملة تبدأ من سنة 1889 وتتوقف سنة 1959م.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن اكتمال «الأيام» لطه حسين بأجزائه الثلاثة قد امتد من العشرينيات إلى أواخر الستينيات، تاريخ صدور الجزء الثالث لأول مرة أمكننا أن نؤكد حقيقة أن «الأيام» رسخ جنس السيرة الذاتية بشكل مثير للانتباه، بحيث شهدت الفقرة الزمنية الفاصلة من بين الجزء الثاني والثالث من الكتاب، ظهور أهم السير الذاتية العربية الحديثة التي عاصر مؤلفوها طه حسين من أمثال سلامة موسى وأحمد أمين والعقاد وميخائيل نعيمة والحكيم، وهو أمر يدعو إلى التأكيد على الفروقات التي ميزت بين أطوار إصدار «الأيام» المختلفة.
فالجزآن: الأول خاصة، ثم الثاني، كانا مقدمة جنس السيرة الذاتية عربياً، وفتحاً جديداً في هذا اللون من الكتابة، أفلم يستفزان همم الجماهير المشغوفة بمطالعة هذين الجزءين؟ ألم يحرّكا تحريكاً قوياً قرائح الكتّاب، فاندفعوا يخلّدون أسماءهم وينشئون الكتب العديدة في هذا الفن؟
أما الجزء الثالث من «الأيام» فقد تحقق انتشاره بين الناس في زمن تمكن فيه من الاستفادة من رواج كتابة السيرة الذاتية، فجاء تتمة للجزءين السابقين عليه، وتكريساً لجنس أضحى في ذلك الوقت تمكناً، في جمهور من القراء أخذ في الاتساع، وله نماذج من الكتابات تُنسب إليه انتجتها نخبة من خيرة أدباء العصر ومفكريه.
إن جنس السيرة الذاتية العربية الحديثة، عندما ينبني على رواية مظاهر الحياة الخاصة، وعندما ينتقل منها إلى ملامسة مظاهر الحياة التاريخية العامة، بما يحيل عليه من وقائع اجتماعية، وما تفيدنا به من إحالات متنوعة على أعلام كانت لهم مساهمات فعّالة في مجالات السياسة والفكر والثقافة، يلتقي ما في ذلك شك بممارسات أدبية قديمة، عربية وأجنبية، أحكم أصحابها تصوير الصلات الكائنة بين الذات الفردية ومحيطها الاجتماعي، وهذه هي بعض العناصر المشتركة بين الكتابات الذاتية العربية القديمة والحديثة، ونتيجة لذلك، فإن السيرة الذاتية الحديثة تذكّرنا، ونحن نقرأها اليوم، بكتب السير والتراجم وبكتب الرحلات، ويخيّل إلينا أن جنس السيرة الذاتية قديم قدم الإنسان العربي، ضارب بجذوره العميقة في أرض التراث.
ولكن لا شك أن اطلاع جيل المترجمين لذواتهم العرب في مطلع القرن العشرين على التيارات الفكرية والأدبية الغربية، واحتكاك أغلبهم بنمط العيش الأوروبي والقيم التي كانت تسوده، قد فتح أعين أبناء هذا الجيل على عالم جديد خلخل تصوراتهم التقليدية، ومكّن أفكارهم من النضج وأثار في نفوسهم حواراً بناءً بين حياتهم الشرقية ومقومات العالم الجديد الذي انتقلوا إليه، فإذا هم نصفان يتنازعان في كائن واحد: نصف ينزع إلى الشرق ويحن إلى قيمه ومثله التي تغلغلت في كيانه، ونصف منصرف إلى الانغماس في حضارة الغرب وفي بضاعته الفكرية والأدبية المغرية، لأن هذا الغرب بات أنموذج التحضر وصورة لمستقبل الإنسانية.
ونحن لو نظرنا في الواقع إلى ثقافة الإعلام العرب الذين كتبوا السيرة الذاتية لوجدنا أن هذه الثقافة عربية وغربية في آن، فالسيرة الذاتية العربية الحديثة إن كان لها جذور في تراثنا، ولها بالفعل مثل هذه الجذور، فلا شك أن مرجعيتها الثقافية والفنية الحديثة هي مرجعية غربية.

لقد احتضن مشروع السيرة الذاتية العربي الحديث، المعضلة الفردية للكاتب كما احتضن المعضلة الاجتماعية، لقد كان يبحث في تأصيل الكيان الفردي وفي إيجاد صيغة أيديولوجية قادرة على تأصيل الكيان الاجتماعي وترميم هويته المتداعية المختلة، ومن ثم اقترن البحث عن الإنسان الأكمل بالبحث عن تأسيس المدينة الفاضلة التي هي في الوقت ذاته العلامة المؤشرة على هذا الكمال، والعالم الذي لا تحقق لأبعاد الإنسان الكامل إلا فيه.
ولا شك أن لوحة السيرة الذاتية العربية الحديثة لوحة متعددة الألوان تنبض بحياة جيل كان أبناؤه يلتقون طوراً في آلامهم وأشواقهم، ويفترقون أطواراً أخرى في رؤاهم وقدراتهم علي تمثل حيواتهم وتوظيف تصوراتهم لتطوير مجتمعاتهم، ولكنهم في الحالتين كانوا يسعون جاهدين إلى تأسيس صورة جديدة للإنسان العربي الفاعل في تاريخه، الساعي إلى ترميم حلقات هذا التاريخ المفقودة، فكان عطاؤهم الفكري والأدبي بلا حدّ، وسواء نجحوا أو فشلوا نسبياً في مسعاهم، فيكفيهم فخراً أنهم كانوا منارات أضاءت بأنوارها عصرهم في زمن عصيب اختلطت فيه الطرق، وليس فن السيرة الذاتية الذي أنشأوه إلا دليلاً على أن الأدب العربي الحديث يدين لهم بانبعاثه وتجدده، لذلك لم تنته حياة هؤلاء المترجمين لذواتهم بكتابتهم لسيرهم الذاتية أو بموتهم، بل لعلها بدأت.


المصدر (http://www.alriyadh.com/2005/10/06/article98728.html)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
03/05/2008, 05:03 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
أدب السيرة الذاتية على الرابط التالي:
الكاتبة العربية تقتحم فنا كان مقصورا على الرجال: السيرة الذاتية ونقدها (http://www.aawsat.com/details.asp?section=19&article=275618&issueno=9536)
عبد الرحيم العلام
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
03/05/2008, 05:10 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
أدب "السيرة الذاتية".. عربي أباً عن جدّ
سوسن الأبطح
الشرق الأوسط
يوم الأربعاء 9 كانون الثاني (يناير) 2008م


على العكس تماماً مما هو شائع، فالعرب هم أهل السيرة الذاتية ورواد في كتابتها، لا بل ان الكتابات العربية القديمة الموصوفة بالسير الذاتية، تفوق بعددها، كل ما كان يعتقد وجوده. وكل كلام عن ان هذا الفن عند العرب، مستورد من الغرب، مجرد بدعة، وسوء قراءة. فالأدب العربي القديم «مشحون حتى السقف بمئات ألوف الرجال والنساء الذين دونت حياتهم بعناية. وحجم هذا التراث ضخم إلى حد أننا نشرع الآن في سبره أو نكاد»، كما يخبرنا المؤرخ طريف الخالدي. هذا الرأي ليس اجتهاداً عربياً، او تنطحاً عنصرياً من قبل باحث كبير مثل الخالدي، انه أيضاً رأي المستشرق الأميركي دوايت رينولدز، الذي درس السير الذاتية العربية ومنحها جزءاً مهماً من حياته المهنية. ويأتي رأي الباحثين، المفاجئ هذا، ضمن كتاب جميل صدر حديثاً عن «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» بعنوان «دراسات في التاريخ الاجتماعي لبلاد الشام، قراءة في السير والسير الذاتية»، شارك فيه 14 مؤلفا، وتناول عشرات السير الذاتية، ليكشف عن كنز نعيش بجواره من دون أن ندرك اهميته أو قيمة مضامينه، فهل نحن حقاً أمة السيرة الذاتية وروادها؟ وما هي القيمة الحقيقية لهذه الثروة الأدبية؟ ولماذا اتهمنا دائماً باقتباس سيرنا المكتوبة عن الغرب؟


من المفاجآت التي يذكرها الباحث دوايت رينولدز في كتاب «دراسات في التاريخ الاجتماعي لبلاد الشام»، انه خلال أبحاث مشتركة قام بها مع عدد من الباحثين، تم اكتشاف عدد غير متوقع من السير الذاتية العربية القديمة، وهي متنوعة إلى حد مدهش. ويكمل رينولدز بالقول «وقعنا على نصوص لتراجم شخصية عربية بأقلام كتاب ليسوا من العرب، فمنهم الترك والبربر والفرس، والأفارقة الغربيون، والآسيويون الجنوبيون، وبينهم كاتب إسباني مالوركي». ويشرح رينولدز أن بين هؤلاء المؤلفين المسلم والمسيحي واليهودي. وهم أصحاب مهن مختلفة، فمنهم أمراء وفلاسفة وموظفون حكوميون ومؤرخون ومتصوفة وعلماء دين وتجار ونحويون وأطباء، وحتى العبيد الأرقاء. ويكمل رينولدز: «إن ما نجده من تنوع اجتماعي عند هؤلاء المؤلفين، لهو واحد من السمات الأخاذة في تراث تراجم النفس العربية السابق على العصر الحديث، هذا التراث الذي ما زال مستمراً بصورة السيرة الذاتية الحديثة».



دراسة رينولدز هذه التي يتضمنها الكتاب المشترك، حرره كل من عصام نصّار وسليم تماري، تأتي وكأنها تتمرد على مؤلّف وضع أصلاً لدراسة السير الذاتية المكتوبة في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، في بلاد الشام، وبشكل أساسي فلسطين. وكأنما فكرة الكتاب في الأصل، كانت تستبعد وجود كتابات عربية قبل العصر الحديث، يمكن ان يطلق عليها اسم السيرة الذاتية، لكن رينولدز يتملص من هذه الإشكالية، بأن يعتمد تسمية «ترجمة النفس».



وهنا يرد رينولدز على كل من يمكن أن يحتج على تسميته أو تصنيفه لبعض النصوص العربية على انها سير ذاتية، رغم انها لا تتمتع بالمواصفات الغربية، لاسيما منها البوح، والتحدث عن الخصوصيات، بإيضاحات مقنعة. فرينولدز يعتبر أن بعض هؤلاء الكتاب لم يشأ ان يتحدث عن صباه، لكن البعض الآخر ذكر معلومات حساسة، بل ومحرجة عن طفولته وصباه، ويضرب أمثلة حية ومهمة على ذلك. أما اتهام هذه السير بأنها لا تتطرق إلى الحياة الداخلية لأصحابها، كما حياتهم الخارجية فهذا تصور لم يكن شائعاً في ذلك الزمن، حسب رأيه. مع العلم أن ثمة نصوصاً صوفية اهتمت بتدوين الحياة الروحية لأصحابها بشكل منفصل عن حياتهم الخارجية، وهناك في بعض النصوص سرد للأحلام، كنوع من أنواع استبطان الذات. وثمة من استعان بالشعر وهو يكتب سيرته الذاتية، للتعبير عن حالة داخلية بأسلوب شعري، حين يصبح الكلام نثرا، أمراً مستعصياً. وهو ما فعله أسامة بن منقذ عندما كتب عن شيخوخته ووهن بدنه بعد أن بلغ التسعين، وما فعله علي العاملي وهو يتحدث عن وفاة ابنه.



ورغم ان دراسة طريف الخالدي، التي يعتبر فيها نصوص «السير من مفاخر الثقافة العربية»، وتلك المتعلقة برينولدز ويطرح فيها نظريته حول سيرنا الذاتية الفاتنة، ما هما سوى مشاركتين من أصل 14 في هذا الكتاب، إلا اننا اوليناهما اهتماماً لما فيهما من افكار تستحق ان يثار حولها حوار جدي. غير ان المشاركات الأخرى تأتي، في حقيقة الأمر، لتؤكد افكار رينولدز والخالدي، وتستعرض كماً من السير التي كتبت في العصر الحديث بمقدورنا أن نعتمدها كمرجع لاستكشاف ما خفي من الحياة السياسية، وما طمس من يوميات الناس وطريقة معاشهم، مطلع القرن العشرين، في فلسطين وبلاد الشام.



صقر أبو فخر في دراسته لسيرة المؤرخ نقولا زيادة، الذي رحل في يوليو (تموز) 2006، التي تحمل اسم «أيامي» يصفها لجرأتها بأنها «تتحرش بيوميات أندريه جيد، وتقترب إلى حد كبير من اعترافات جان جاك روسو، واعترافات تولستوي والقديس أوغسطينوس، هذه الاعترافات التي شجعت الميل إلى تعرية النفس الملتبسة بالآثام». فهو يتحدث عن علاقته بزوجته مرغريت كما لا يفعل أحد. وقد كتب زيادة «عن تفتح غرائزه، والإغواء الذي تعرض له من بعض الفتية النابلسيين، وكيف لاقى الأمرّين في جنين في دار المعلمين عندما حاول كثيرون الإيقاع به، لكنه رفض هذه الأفعال المنافية للذائقة العامة، مثلما أنف من أحاديث القرويين عن مجامعة الحمير». ومما يذكره ايضاً تحرش صديقة أمه به جنسياً، وكيف تملص منها. لكن أهمية سيرة زيادة، الذي عمّر ما يناهز القرن، تكمن بشكل أساسي بأنها «تشتبك وقائعها بالتاريخ، وبأخبار الأمكنة والرجال الذين كان لهم حضورهم في تاريخنا العربي المعاصر». وميزة هذه السيرة انها «لا تتحدث عن السياسة والسياسيين، وإنما عن الفكر والأدب والثقافة والتربية والأماكن والرجال والنساء والعادات، وعن الريف والمدينة والرحلات، وذلك كله بعين المؤرخ الذي يلتقط أدق التفصيلات، من دون أن ينسى الاتجاهات العامة وخطوط الأحداث الرئيسية».



وبما ان غاية هذا الكتاب هي العودة إلى السير الذاتية للإسهام في كتابة تاريخ فلسطين (كجزء من بلاد الشام)، من خلال مراجع جديدة، لا بل بكر، فقد اخذ كل كاتب على عاتقه سيرة او أكثر يستنبط دررها، ولو بعجالة قد لا تفي بالغرض. فقدم فيصل درّاج قراءة في مذكرات خليل السكاكيني ونجيب نصّار، وهما مثقفان فلسطينيان مختلفان، حلما بالحداثة في مجتمع تقليدي. عاشا القضية الوطنية، نظرياً وعملياً، وبقيا مع ذلك على هامش القرار السياسي الفلسطيني، وعلى هامش الحياة الاجتماعية. الأول صار يهجس بالهجرة والثاني يشعر بالإحباط. أمر لا يختلف كثيراً، عن مثقفين على شاكلتهما يعيشون بعدما يقارب قرن من ذلك الزمان. وهو ما يتعمق الإحساس به حين نقرأ عن الحسرة «السكاكينية» من قيادة وطنية لا تعرف معنى الوطن والمواطنة بالمعنى الحديث، متمسكة بالطقس السياسي القائم على الاحتكار السلطاني، بينما هي في مواجهة مصيرية، مع غزو صهيوني مزود بأحدث المفاهيم والأساليب الأوروبية. ويكتب طريف الخالدي عن قيمة سيرة السكاكيني: أي شيء أكثر إثارة من تصوير خليل السكاكيني للبريطاني الزاحف، الجيد الكسوة والسلاح والغذاء، في مقابل الجندي التركي المتراجع، المرتجف، المجرد من السلاح، المتضور جوعاً، والحافي في بزته الممزقة البالية؟».



ومن السير التي يتناولها الكتاب تلك التي كتبها محمد طارق الأفريقي، تحت عنوان «المجاهدون في معارك فلسطين 1948»، وهي تعد، حسب رأي الباحثة خيرية قاسمية إحدى الوثائق العسكرية التي تظهر جانباً خفياً من معارك المجاهدين أثناء حرب 1948. فكاتب السيرة يعرّف بنفسه كالتالي: «ولمّا كنت احد قادة المجاهدين الذين قادوا معاركها من البداية حتى النهاية، حيث قمت بإدارة أربعين معركة مسجلة ضد اليهود في جبهتي غزة والقدس، رأيت من واجبي أن أسجل هذه المعارك وما يحيط بها من الأسرار وكيفية وقوعها وجريانها، مع ذكر أسماء شهدائها وجرحاها وغنائمها خدمة للحقيقة والأجيال القادمة». وفي هذه السيرة يوضح هذا المقاتل من أصل نيجيري أن عرب فلسطين قاتلوا ببسالة، على عكس ما يشاع، لكنهم كانوا يواجهون قوى أشد تنظيماً وفتكاً، ورغم ذلك استطاعوا ان يحافظوا على مواقعهم حتى وصول الجيوش العربية. لكن هذه الجيوش هي التي خيبت الآمال، بسبب افتقارها للقيادة الموحدة، واستهانتها بالخصم.



ولا تقتصر السير التي يدرسها الكتاب على فلسطين، ففواز الطرابلسي يكتب عن سيرة سليمان بك المشغراوي اللبناني، الذي كان قد خصه بكتاب خاص، صدر منذ ثلاث سنوات عن «دار رياض الريس»، وستيف تماري يخصص صفحات شيقة لثلاث سير دمشقية كتبت في القرن الثامن عشر. ويعتبر تماري ان دارسي تاريخ سورية الحديث محظوظون لوفرة في تراث التراجم والسير، الموجود اليوم في تصرفهم. وقد اختار ثلاث سير ذات سمات مختلفة. السيرة الأولى هي لإسماعيل العجلوني، إسلامي الرؤية، نهجه في الكتابة يدل على استلهامه جمع الأحاديث النبوية الشريفة، بأسانيدها التي تربط أجيال العلماء. أما السيرة الثانية فهي لصاحبها محمد خليل المرادي، ويصح ان يقال عنها بأنها مجموعة من التراجم كتبها هذا الرجل العثماني النزعة. أما السيرة الثالثة فهي يوميات ابن كنان، الدمشقي الهوى، الذي لم يستطع ان يفصل بين يومياته الشخصية ويوميات اهل مدينته. ومن خلال هذه الرؤى الثلاث، لإسلامي وعثماني ودمشقي، حاول تماري أن «يغوص في العمق الأثيري الآسر المتعلق بالوعي والهوية في مطلع التاريخ العربي الحديث. فكل من هؤلاء الرجال كتب تاريخاً لدمشق مختلفاً عن الآخر، بسبب هذا الإدراك الخاص للانتماء والهوية.



ونبقى في الهوية، التي هي في صلب هذا الكتاب وجوهره، حيث نتعرف على نوع جديد في كتابة السيرة الذاتية، بات معتمداً في فلسطين، للقبض على ما تبقى من ذاكرة فلسطينية تحاول إسرائيل محوها. وتروي لنا روشيل ديفيس المستشرقة الأميركية والأستاذة في جامعة جورجتاون، ان ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، شهدت إنتاجاً غزيراً في الكتابات التي تتناول حياة الفلسطينيين قبل سنة 1948. جاءت هذه الكتابات على شكل سير ذاتية، وكتب تذكارية، اعتمدت كلها على شهادات شهود عيان أدلوا بما في ذاكرتهم من قصص ومشاهدات عاشوها. وقد ظهرت هذه الكتب في فلسطين ومختلف دول الشتات، وتناولت مثلاً، قرية بعينها، وعرضت لعائلاتها وأصولها وشجرة انسابها، ووصفاً لأراضيها وعاداتها. هذا إلى جانب الزراعة والتعليم والاقتصاد والزراعة في القرية. وبالإمكان اعتبار هذه الكتب «سيراً جماعية» ليس الغرض منها فقط إعادة بناء ما أبيد من قبل إسرائيل ولو على الورق، وإنما أيضاً استخدام ما يجمع كمراجع تعليمية للأجيال المقبلة وتعريفهم بتراثهم وتاريخهم. ويقوم بإصدار الكتب التذكارية التي تتضمن روايات شخصية أو سير جماعية جهات مختلفة، رسمية وأهلية، وجامعات، وهناك أساليب عدة لتسجيل هذه الذاكرة. والمهم في هذا الأمر هو تحويل المعرفة الفردية والجماعية إلى نصوص يمكن حفظها. وتعلق روشيل ديفيس على هذا النمط من الكتابات بالقول: «تبين قراءة متمعنة للكتب التذكارية الفلسطينية كيف يفهم الفلسطينيون تاريخهم وحاضرهم ويضعونهما في قوالب من خلال ممارسات متداخلة من الحس الوطني والعرقي والديني، وغيرها من العناصر المتعلقة بالهوية التي تعتبر جزءاً من تعريف الفلسطينيين لأنفسهم كشعب».



هكذا يطرح كتاب «دراسات في التاريخ الاجتماعي لبلاد الشام» بفضل اهتمامه بالسير الذاتية، مجموعة من الأسئلة والإجابات ما كان لها أن تبصر النور، من دون الاهتمام بهذا الفن الذي يحلو لنا، عادة، أن نصفه بأنه مستغرب، وحديث جداً، وليست له جذوره العربية الضاربة في تراثنا القديم. لكن هذا الكتاب يقدم صورة أخرى للسيرة العربية المكتوبة، بل يعتبر أن السير الحديثة التي يلقي عليها الضوء ما هي إلا امتدادات طبيعية لتراث غني، ربما لا نجد له مثيلاً في حضارات أخرى من حيث تنوعه وكمه. وإن كان من تأثر بالنهج الغربي لكتابة السير حصل في القرن العشرين، فقد انتج لنا سيرة ذاتية هي أشبه بعمل روائي ينقسم إلى فصول، لا عملاً تاريخياً ينقسم إلى أبواب تندرج فيها أصناف المعلومات. وبهذا حرمنا ولادة سير من نمط «الساق على الساق» للرائع أحمد فارس الشدياق، أو «الخطط التوفيقية» لعلي مبارك أو حتى «الأيام» لطه حسين. وما زال الوقت مبكراً لنقول أيهما أكثر إفادة للمؤرخين والباحثين في الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، هل هي سيرتنا العربية التأريخية الطابع، أم تلك التي نراها في الوقت الراهن التي تميل إلى التخيل والفانتازيا؟ ولكن في الحالتين ما هو مهم اليوم، ألا يكون هذا الكتاب الثري الذي بين أيدينا، مجرد صرخة في واد، وأن تعار السير العربية، قديمها وحديثها، ما تستحق من القراءة والبحث.



المصدر (http://www.tahawolat.com/cms/article.php3?id_article=1687)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
03/05/2008, 05:17 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
"دراسات في التاريخ الاجتماعي لبلاد الشام: قراءات في السير والسير الذاتية"
الناشر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية
http://www.palestine-studies.org/final/ar/images/language.gif
الطبعة الأولى
سنة النشر: 2007
عدد الصفحات: 244
غالباً ما يستند التاريخ المكتوب إلى الوثائق والسندات الرسمية ومذكرات النخب السياسية التي أدت إلى تهميش ظاهرة الترابط الثقافي والاجتماعي.لذلك تشكل المذكرات الشخصية والسير، ولا سيما يوميات الكتاب خارج دائرة النخبة – ملاذاً مهماً لمن يبحث عن ديمومة الروابط الثقافية بين أقطار بلاد الشام.
ويأتي كتابنا هذا ضمن السياق الذي يرى في السير والمذكرات رافداً ذا شأن لدراسة تاريخ بلاد الشام. وتحديداً تاريخ فلسطين غير المدون، ويجب التوضيح أننا لا نرى في هذه المجموعة دراسة بديلة من التأريخ المنشور تُقرأ من خلال المذكرات؛ فهي أساساً مساهمات متعددة تستند إلى منهج آخر في قراءة التاريخ من خلال رؤية كتّاب – في أغلبهم – من المهمشين سياسياً وإن كانوا أدوا دوراً رائداً على المستوى الثقافي، ومن المدخل إلى التأريخ الذي أصبح يعرف اليوم في العلوم الاجتماعية بـِ "دراسات التابع" (Subaltern).
كذلك تحتوي هذه المجموعة على مساهمات تتعلق بكيفية استخدام المذكرات والسير في قراءة التاريخ الجديد لبلاد الشام، ويبدو ذلك جلياً في تنوع المساهمات في هذا الكتاب.
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
03/05/2008, 06:01 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
كتابة السيرة الذاتية العربية
مثال: جورجي زيدان
أحمد دحبور - شاعر فلسطيني
قبل بضعة أشهر، راجعت في هذه الصفحة، فصولاً من السيرة الذاتية كتبها الصديق الدكتور فاروق مواسي، وكتبت يومها ما معناه أن السيرة الذاتية فن مستحدث عند العرب، لأفاجأ بمقالة ساخرة، كتبها كعادته محمد الأسعد، الشاعر الناقد الفلسطيني المقيم في الكويت، بكلمات تكاد تطلق النار من خلال السطور، وشماتة بما يفترض الكاتب أنه جهلي وادعائي، حتى ليصفني بالباحث إمعاناً في المسخرة وتقليل الشأن، وخلاصة ما يريد تعليمي إياه هو أن السيرة الذاتية فن معروف عند العرب وأنني، لقلة إطلاعي ومحدودية معرفتي، ضللت أو ضللت القراء، فرحت أهرف بما لا أعرف .. ولكن يجب الاعتراف بأنه لم يستخدم هذه الكلمات، وإن أدى هذا المعنى منكلاً بـ"الباحث" الذي هو أنا..
ليست نهاية العالم أن نخطئ أو نصيب. فالخطأ مردود . وإنما يقوم الجدل والسجال على مبدأ الكشف عن الحقيقة. ولكن ماذا إذا كان هذا المندفع الساخر المليء بثقة لا مسوغ لها هو المخطئ؟
لا أنكر أن لدى ابن خلدون محاولة محمودة للتعريف بنفسه ورحلته شرقاً ومغرباً، وأن ابن سينا قد كشف جوانب من شخصيته في كتاب طبقات الأطباء، وأن بعض الشعراء العرب أفاضوا بتعريف أنفسهم من خلال قصائدهم. لكن هذا كان يحدث من غير تخطيط، لسبب بسيط هو أن هذا الجنس الأدبي - السيرة الذاتية - لم يكن قد رأى النور بعد وأن السيرة الذاتية لم يُعترف بها جنساً أدبياً مستقلاً إلا بعد المحاولات التي تطورت في أوروبا، وكانت سمتها الأولى هي الاعترافات، كما في اعترافات جان جاك روسو الشهيرة. وقد دار جدل طويل بين المثقفين العرب المعاصرين حول ريادتنا للأجناس الأدبية غير الشعرية، فهناك من يعتبر كتاب "حي بن يقظان" لابن طفيل - رواية رائدة على مستوى العالم لأن أوروبا تؤرخ للرواية بصدور"باميلا" لرتشارد صن، التي لم تصدر إلا في القرن التاسع عشر بينما يرى آخرون أن حي بن يقظان هو كتاب تأملي، فلسفي إن شئت، يوظف السرد ولكنه ظل في مرحلة ما قبل الرواية.
لقد كتب الكثير في هذا، ونحن نتعلم، ولا نجد حرجاً في أن نتعلم.. وقد أفدت، كما أشرت، من الكتابين اللذين أشرت إليهما.. ومن غيرهما بالتأكيد.
لست في معرض المساجلة، مع الأستاذ محمد الأسعد - وإن كنت لا أفهم حقاً سر هذا التوجه الحاد - لكنني أقر بمبدأ الضارة النافعة، فأرى تلك مناسبة لفتح ملف علاقة العرب، قديماً وحديثاً بالسيرة الذاتية. يغريني بذلك مصدران: الأول هو كتاب "في طفولتي" للكاتب السويدي تيتر رووكي الذي يدرس فيه عشرين سيرة ذاتية عربية مبيناً أنه استخلصها من ستين محاولة في هذا الشأن، أما الثاني فهو "مذكرات جرجي زيدان"، الكاتب العربي اللبناني الرائد، وقد صدر هذا الكتاب عن وزارة الثقافة السورية مع تقديم جديد من الكاتب محمد كامل الخطيب.
وإذا أغراني التوقف، أولاً وهنا، عند جرجي زيدان نظراً لما يثيره هذا الكاتب في أجيالنا المعاصرة من نوستالجيا تمس علاقة طفولتنا بالقراءة، فإنني أعد نفسي، مستقبلاً، بتقديم كتاب تيتر رووكي لأهميته وفائدته الكبيرة التي جعلتني أتقدم بالشكر العميق إلى صديقي الصدوق الأستاذ طلعت الشايب الذي نقله إلى العربية وأهداني نسخة منه..
السيرة الذاتية
وإذا كان لي أن أنتخب قبضة ملاحظات سريعة من هذين المصدرين، فإنه يستوقفني ما يلي:
- أولاً:- أن السيرة الذاتية يكتبها صاحبها، بحكم أنها سيرة ذاته، ولا يكتبها أحد نيابة عنه، وبالتالي فإن ما ورد في التراث من أمثال "سيرة ابن هشام" لا يدخل في سياق هذا الجنس الأدبي، وهو ما ينسحب على بقية التراجم والأخبار العربية كالتي وردت عند الأصفهاني والمسعودي والقالي وغيرهم.
- ثانياً: إن الكتابة بصيغة المفرد المتكلم، لا تعني بالضرورة أنها سيرة ذاتية، فكتاب "المنقذ من الضلال" مثلاً للإمام الغزالي، يقدم، بلغة سردية شائقة، مسار رحلته من الشك- أو الضلال حسب تعبيره - إلى الإيمان، ولا يتضمن تلك الأحداث، العابرة أو النوعية، التي أسهمت في تأسيس وعي حجة الإسلام.
- ثالثاً- يشير الأستاذ محمد كامل الخطيب إلى أن الرأي الشائع هو أن العرب لم يعرفوا السيرة الذاتية من قبل، ومع أنه يخالف هذا الرأي، إلا أنه يثبته، بمعنى أن أمر لا يستدعي الاستهجان الذي أبداه الأستاذ الأسعد، أما الكاتب السويدي فهو يؤكد بوضوح أن السيرة الذاتية فن مستحدث عند العرب، وهو ما يذهب إليه أيضاً د. رمضان بسطويسي مقدم الطبعة العربية من الكتاب السويدي. فهل سيجود الأستاذ الأسعد بصفة الباحث سخرية من الخطيب ود. بسطويسي علاوة على تيتر رووكي؟ أم أنه يدخر سخريته لأهداف ثابتة، لأسباب ثابتة لديه؟
- رابعاً: يشير الأستاذ الخطيب إلى كتابين هما عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة، وكتاب "المنتقى من دراسات المستشرقين" لصلاح الدين المنجد الذي يستشهد بالمستشرق الألماني بروكلمان لتأكيد وجود سيرة ذاتية عربية قديمة، ولم أطلع على هذين الكتابين مع الأسف والإصرار على البحث عنهما. لكن هذه الحقيقة لا تغير من أن الذاكرة الأدبية الجمعية لدى العرب المعاصرين، لم تنشغل بالاستثناء - الذي يؤكد القاعدة - ولم يتأسس فيها وعي بسيرة ذاتية يمكن أن تشكل مرجعاً يعاد اليه.
خامساً، وما يشبه أخيراً: إذا كان السرد الحكائي موجوداً منذ القديم لدى العرب بامتياز، فإنه غير فنون السرد المعاصرة التي بلغت ذراها في الرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية، لأن هذه الأجناس الأدبية مستحدثة لدى الغرب الذي نقلنا منه وعنه هذه الأجناس، وقد حققنا تقدماً في بعض الجوانب فاز بموجبه نجيب محفوظ، وعن جدارة كبرى، بجائزة نوبل للآداب.. وإذا كان الأصل ذاته مستحدثاً فماذا يضيرنا من الاعتراف بأن التأثر بالأصل مستحدث كذلك؟
والآن، إلى مذكرات جرجي زيدان..
جرجي زيدان
يقول بيتر رووكي- انظر هامش كتابه "في طفولتي"- إن جرجي زيدان قد أنهى كتابة مذكراته وهو في السابعة والأربعين من العمر. ولكن ما هو تاريخ ميلاده؟ هذا السؤال يعيدنا إلى "مذكرات جرجي زيدان" نفسه الذي ما كان ليعرف تاريخ ميلاده لولا مقاربة تاريخية بسيطة أجراها والده، فقد حاول جرجي أن يعرف التاريخ من خوري القرية فلم يفلح، وعاد إلى سجلات قريته اللبنانية "عين عنوب" فلم يفلح، وحين زفر بالشكوى إلى أبيه، ابلغ إليه والده ببساطة أنه ولد في 14/12/1861م، وكان واثقاً من ذلك التاريخ لأنه اليوم الذي توفي فيه البرنس ألبرت زوج ملكة الإنكليز، وأن يستدل الأب على ميلاد ابنه من هذا الحدث، معناه أنه على شيء من الإطلاع حتى لو كان أمياً، ولا عجب، فقد كان أبوه خولياً - أي وكيلاً على الأرزاق - عند السيدة حبوس، والدة الأمير الدرزي مصطفى أرسلان، ولكن هذه السيدة عاقبته وطردته من العمل حين رفض الفرار مع أسرتها إثر حملة إبراهيم باشا - ابن محمد علي - على عكا ثم على لبنان.
وقد توفي هذا الجد عن امرأة وبنتين وولدين، أحدهما والد جرجي زيدان، ولم يكن والد جرجي يعرف القراءة والكتابة مع أنه كان قد بلغ العاشرة من العمر، فنزلت به أمه إلى بيروت ليعمل خبازاً، ولم تلبث أختاه أن تزوجتا، أما هو، أي الوالد، فقد نال خبرته من الحياة والتجربة، وتزوج فتاة من أسرة الحائك سنة 1860.
ولد جرجي زيدان يوسف مطر في بيروت، قريباً من مدرسة الآباء اليسوعيين، في بيت إلياس شويري، ثم انتقلت الأسرة إلى بيت آخر، فآخر حتى بلغ عدد البيوت التي انتقلوا إلها ستة عشر بيتاً.
ويقول محمد كرد علي: إن جرجي زيدان قد تعلم في بعض مدارس بيروت الابتدائية، وحاول دراسة الطب في الكلية الأمريكية فلم يفلح، وهاجر إلى مصر، حيث عمل في الصحافة، ثم رافق الحملة النيلية إلى السودان بوظيفة مترجم عام 1884، وحين عاد إلى بيروت شرع في تعلم اللغتين السريانية والعبرية، وقصد لندن ثم عاد إلى مصر حيث عين محرراً في مجلة "المقتطف"، ولم يلبث أن أنشأ مجلة "الهلال" المرتبطة باسمه منذ عام 1892 إلى الآن.
ولم أفهم معنى قول كرد علي إن جرجي كتب اثنين وعشرين مجلداً من الهلال، ولعله يقصد أنه أصدر اثنين وعشرين عدداً من مجلة الهلال خلال حياته، إلا أن الأكيد - وإن كان غير معترف به بالجدية الكافية - أن جرجي زيدان هو الرائد العملي للرواية العربية، فقد أصدر اثنتين وعشرين رواية، منها "جهاد المحبين - العباسة - شارل وعبد الرحمن - أسير المتمهدي - 17 رمضان.. - والغريب أن يصار إلى تأريخ بدء الرواية العربية بـ "زينب" لمحمد حسين هيكل التي صدرت عام 1914، مع أن جرجي زيدان قد توفي في ذلك العام، أي أن رواياته جميعاً مكتوبة قبل تاريخ صدور رواية هيكل.
وجرجي زيدان، إلى ذلك، مؤرخ مثابر، فقد أصدر "تاريخ التمدن الإسلامي" في خمسة مجلدات، و"تاريخ مصر الحديث" و"تراجم مشاهير الشرق" و"التاريخ العام" و"تاريخ اليونان والرومان" و"تاريخ العرب قبل الإسلام" و"تاريخ اللغة العربية" و"تاريخ آداب اللغة العربية" و"أنساب العرب القدماء"، وزاد فكتب "تاريخ الماسونية" و"علم الفراسة الحديثة".. ويقول كرد علي إن له كتباً غير الواردة في هذا السياق..
سجل حافل، وإنتاج نوعي غزير خلال عمر لم يتجاوز الثلاثة والخمسين عاماً، ومن يزر القاهرة ويقصد شارع "المبتديان" العريق، يطالعه مبنى دار الهلال المهيب، وفي مدخله تمثال نصفي لهذا اللبناني العربي المبدع الذي كتب مذكراته عام 1908.. فماذا قال فيها؟..
هذه المذكرات
ظهرت مذكرات جرجي زيدان قبل كتاب "الأيام" لطه حسين بثمانية عشر عاماً، فهي، بهذا المعنى، كتاب رائد في السيرة الذاتية العربية، ولكن هذا الروائي المؤرخ المتمرس، لم يكن في حاجة إلى من يرشده في مهمته، فقد كان له من الثقافة وسعة الاطلاع والأفق، ما يكفيه لأن يضع قدميه على أرض يعرفها، ولم يبق له إلا الانطلاق في المسيرة، فالسيرة الذاتية عنده، أكثر من قصة حياة ولكنها ليست رواية على ما فيها من روابط روائية، إنه يؤرخ عندما يستدعي الأمر إفادة من التاريخ: فقر، حروب، فتن طائفية ..إلخ، ويتدخل بشخصه، بالطفل الذي كان، وعندما تستدعي الحاجة كان يعطي إشارات إلى تشكل وعيه وشخصيته. ومن اللافت أن من يكتبون مذكراتهم، غالباً ما يأنسون إلى طفولتهم ويسهبون في متابعة مارسخ في ذاكرتهم عنها، عملاً بقول الفرنسيين إن الطفل هو أبو الرجل الذي سيكونه فيما بعد. وقد استطاع جرجي زيدان أن يحدد ملامحه طفلاً بما يضيء شخصيته كاتباً معروفاً، فقد كان خجولاً، غير صدامي، جرحه الفقر فأرسله أبوه إلى العمل صبياً، لتصليح الأحذية حيناً، وللعمل عجاناً وخبازاً حيناً آخر، وعاملاً في لوكندة حيناً ثالثاً، إلا أن الفتى- الطفل الذي تقلب في وجوه العمل، كان قد اكتشف وجهاً له سيحتل محل القلب، ذلك هو وجه المتعلم، المثقف فيما بعد، فقد كان يقرأ في نهم، ويحلم بتأليف قاموس إنكليزي عربي على قلة المفردات الإنكليزية التي لديه، وبلغ به الطموح محاولة أن يصبح طبيباً، هو ابن الفقير المعدم في زمن يتطلب فيه الطب نفقات باهظة، وكان موزعاً بين اندفاع الشباب وطيشه وعاداته السيئة- حيث لم يجد نفسه - وبين رزانة المتعلم أو الباحث عن العلم، وكان يشعر بالنقص لعدم قدرته على مجاراة الأشقياء من أتراب الطفولة، وهذا الشعور كاد ينسحب على تحصيله الدراسي لولا أن تفوقه الملحوظ رفع معنوياته إلى حد أنه أصبح معيناً للأطفال الضعفاء يساعدهم بالغش في الامتحان، ويواصل النجاح تلو النجاح.
فتنته الكيمياء فكانت أحب العلوم إلى نفسه "ولا أزال إلى الآن أعتقد أن الكيمياء ألذ العلوم وأنفعها" لكن للتشريح فوائده أيضاً "فهو لذيذ جداً لما فيه من الاطلاع على ما يتألف منه الجسم البشري"، ونلاحظ أنه ربط المنفعة باللذة المعرفية منذ البدايات. حتى أنه عندما احتاج إلى الأعضاء البشرية ليدرسها لم يجد حرجاً في أن يغزو المقبرة ليسهم في سرقة جثة، وحتى عندما عرف أن الجثة المسروقة تعود إلى طفل قريب له، لم يعلق بما يفيد الشعور بالندم، وقد وجد في دراسة النبات لذة أيضاً، بل يمكن القول إنه ما تحدث عن فائدة العلم إلا وربطه عفوياً بلذة المعرفة.
على أن ما كان ينغص عليه تلك اللذة، نفوره من بعض المدرسين الأجلاف كالأستاذ بوسط الذي كان ضعيف السمع سيئ الظن. وهو نقيض المعلم اسكندر الذي كان سمحاً كريماً حريصاً على الوقت، وهو ما جعله مثالاً للفتى جرجي الذي يقول: "أساس نجاحي المحافظة على الوقت واللجاجة".
جرجي زيدان المدين للمعلم اسكندر بالعلم والدأب على الدراسة، مدين لأمه بوقوفها إلى جانبه أمام تردد أبيه في شأن دراسته. ولكن الأب القلق على مستقبل أولاده لأسباب مادية تغلب على تردده عندما أقنعه جرجي بالمزاوجة بين الدراسة والعمل وإعفاء الأسرة من مصروفات التعليم: "وكثيراً ما كانت تشرق الشمس وأنا جالس. دق والدي باب غرفتي مرة وكنت جالساً أكتب، فلما فتحت الباب رأيت الفجر قد لاح فسألني: ما بالي أراك قد استيقظت باكراً في هذا الصباح؟.. فقلت: إني لم أنم بعد.."
إن هذا الطفل - الفتى ما كان له أن يصبح جرجي زيدان الكاتب الذي ترك لنا كل تلك الكتب، لو لم يكن على هذا الدأب والمثابرة منذ نعومة الأظافر.
الدين والحداثة
كأننا نتابع معاناة كمال عبد الجواد في ثلاثية نجيب محفوظ، عندما كان هذا الفتى يهم بالكتابة والنشر، ويسمع بالأفكار الحديثة التي يبشر بها تشارلز داروين حول أصل الأنواع، ولكننا - كما أشرت وأشدد - أمام سيرة ذاتية لا رواية، وجرجي زيدان كاتب السيرة وبطلها، يقص علينا نبأ لهفته على النشر ومراسلته الخائبة لمجلة المقتطف - وهي التي سيصبح محررها فيما بعد، مع أن المذكرات لم تصل إلى تلك المرحلة، لأنها توقفت وهو لا يزال في مرحلة الصبا - ويغص حين يدرك أن مستواه الكتابي لا يزال ضعيفاً. لكنه لا ييأس، ومع ذلك فهو يشعر بالتقصير ويؤاخذ نفسه، فلا يتوقف عن المحاولة ويواصل اكتشاف العالم. سيفاجئه الأستاذ كرنيلوس فانديك الذي كان قسيساً متسامحاً "شديد التمسك بجوهريات الدين لا يبالي بأطرافه وقشوره إذا خالفت قواعد العلم". ومثله د. لويس الذي كان "شاباً حر الفكر والتصرف.. واتفق ظهور مذهب داروين فألقى فيه الدكتور لويس خطاباً ألقاه على التلامذة. لم يتعرض فيه للدين في شيء، لكن ذلك الرأي كان لا يزال حديثاً ورجال الدين يعدونه مخالفة للنصرانية" وانتهى الأمر بإعفاء د. لويس من التدريس مع أن التلاميذ يحبونه، فاحتجوا على تسريحه "فقد كان لهم قاموساً حياً يستعينون به فيما يعرض لهم من الأسئلة.. وكانوا يحترمون رأيه وينصرون شعوره".
وقد كان احتجاج الطلبة على تسريح الدكتور لويس تعبيراً عما أنشأهم عليه أساتذتهم من "حرية الفكر وحرية القول"، ولنا أن نتوقف عند هذه النقطة لنفهم رؤية جرجي زيدان للحرية، فهو يناصر الدكتور لويس، ولكن بحدود عدم تعارض أفكاره مع الدين، أو لنقل بحدود ألا تبدو تلك الأفكار الجريئة متعارضة مع الدين، وأسهل الأمور أن يعتبر نقاط الخلاف جاءت من عدم فهم الأطراف والقشور لجوهر العلم. من غير أن يذهب في الأمر إلى جذره العميق، ولا مناص من اعتبار جرجي زيدان براغماتياً يعمل بالتقية، فهذا الذي كتب مذكراته وهو في العقد الخامس من العمر، وجد نفسه في غنى عن الصدام مع المؤسسات المحافظة بسبب ذكرياته عن محاضرة ألقاها أستاذ، ولكنه من جهة ثانية لم يخن أستاذه، فنأى بمحاضرته عن الجدل مع الكنيسة ولم يدخل في جوهر التصادم بين أفكار داروين الراديكالية ونواميس الكنيسة المحافظة.
وعلى هذا القياس يمكن فهم قراءته للتاريخ، فهذا الكاتب الأرثوذكسي المتخصص في الوقائع والتواريخ العربية الإسلامية، كان من الطبيعي أن يكون له آراء لا تروق للمحافظين، فألمح إلى هذه الآراء ولم يشدد عليها، وهذا يفسر إشارة محمد كرد علي إلى انتقاد بعض المسلمين المحافظين لبعض كتابات جرجي زيدان، كما يمكن أن نلحظ علامة ثانية على التقية عنده، عندما أشار إلى مظلمة وقعت على نصارى حوران في القرن التاسع عشر أو الثامن عشر، فقد ثبت الواقعة كحقيقة تاريخية، لكنه لم يتعمق فيها، وبذلك أوجد مصالحة بين الذاكرة التاريخية والواقع الاجتماعي، فهو لم يخالف ضميره لكنه لم يكن معنياً في تهييج المشاعر بموجب حادثة قديمة.
أولى المعارك
من المثير للفضول، أن الكاتب الذي أسهب في عرض مكونات وعيه الاجتماعي الأول، والذي نعرف عنه - من خارج المذكرات - أنه المنتج المثابر، يبدو في هذا الشطر المتوفر من المذكرات وكأنه يسخن المحرك للانطلاق، حتى إذا سخن ومنينا أنفسنا برحلة مشوقة، توقف من غير سابق إنذار، فقد قدم، إلى حد الاعتراف، جوانب من شخصيته الخجولة المتعففة لكن العنيدة، وكشف عن عزم يستحق الثناء على مواصلة العلم في ظروف بالغة القسوة. وعندما وجد مكانه بين أقرانه التلاميذ - وقد ذكر أسماء بعضهم - ظهر تفوقه الدراسي من غير أن ينكر أن هذا التفوق مقصور على الدراسة لا على الحضور الاجتماعي. وحتى عندما ذكر أن التلاميذ قد اختاروه رئيساً في لجنة شكلوها لمواجهة إدارة المدرسة، سارع إلى التوضيح أن تلك الرئاسة كانت رمزية لأنه لابد من رئيس، أما التلاميذ الذين كانوا يقودون عملية الاحتجاج فهم آخرون أشد منه مراساً، وعلينا أن نصدق روايته لأنه نجح في إقناعنا بموضوعيته، فهو يشير إلى تفوقه عند اللزوم، ولا يتحرج من الإشارة إلى نقاط ضعفه في حال وجودها، وفي الحالين: التفوق والضعف، كانت روايته لأولى المعارك التي خاضها، جديرة بالتسجيل.
ففي "المدرسة الكلية" التي دخلها عام 1881، والتي كان قد أسسها الأمريكيون في بيروت، مثال أنموذجي لما يمكن أن تكون عليه الإرسالية الحازمة المحافظة. ولكنها، في مستوى آخر، تتمتع بقدر من الديمقراطية المحسوبة حيث يمكن استخدامها لصالح الإدارة وكبح جماح الطلبة إذا تجاوزوا الحد، وقد أعفت المدرسة، كما تقدم، أستاذين من التعليم لانفتاح أولهما اجتماعياً، ولجرأة ثانيهما علمياً، وقد تنادى التلاميذ فشكلوا لجنة للاحتجاج على ذلك لدى الإدارة، وكان للاحتجاج مستوى آخر، متصل بمنهج التعليم والتعريب، ونلاحظ قوة منطق التلاميذ في تقديم احتجاجهم، فهم يسوقون الحجة تلو الحجة، ويفندون الدعاوى التي تمت بموجبها القرارات المجحفة، لكنهم، في النهاية، لا يغفلون عن الأدب الواجب خلال مخاطبة أولياء أمورهم، فهم يؤكدون الاحترام والاعتراف لعمدة المدرسة بالأبوة اللازمة، ويحرصون على إبداء الطاعة في إطار من العقلانية والتزام القانون، ولا تشذ إدارة المدرسة عن هذا المنطق، فهي ترد على التلاميذ بتهذيب وتقدير، ولكنها لا تقدم الجواب الشافي، وعندما تتواصل مذكرات الاحتجاج، تلجأ المدرسة إلى التهديد بتوقيف التلاميذ عن الدروس. وتنجح جزئياً في تفكيك وحدتهم، حيث ينسحب بعضهم من المعركة.
تأخذ المعركة جانباً سياسياً عندما يشير التلاميذ إلى الأساتذة الأجانب العنصريين الذين يحكمهم "التعصب الجنسي واحتقار العرب" ولكن خطاب التلاميذ يعتمد على مخاطبة القيم الأمريكية، فيقول: "لم يخطر ببال عقلاء سوريا ولا في أذهان أبناء المدرسة الكلية، تلاميذكم، أن قوماً أفاضل مثلكم ينتسبون إلى بلاد الحرية الأمريكانية، يحكمون في الأمور قبل الإطلاع عليها".
يشير جرجي زيدان إلى أنه المتضرر الأول من تلك المعركة بين التلاميذ، لأنه لا يملك مثلهم القدرة المادية على استئناف الدراسة إذا فصلته المدرسة، ومع ذلك فإنه يواصل جهاده المبدئي هذا، ويخسر الدراسة فيكمل دراسته في الصيدلة بدل الطب، إلا أنه لم يعمل في حقل الصيدلة، ويقرر مع بعض زملائه الرحيل إلى مصر على أمل إيجاد فرصة دراسية جديدة، وينتهي الجزء المتوفر من المذكرات بجملة حزينة تقول: "ولكن للأسف لم نفلح بما أردنا".
بصمات الرائد
إذا سلمنا لجرجي زيدان بدور الرائد في السيرة الذاتية العربية - وحتى لا نثير جدالاً سفسطائياً سنقول إنه أحد رواد هذا الجنس الأدبي - فإننا نأخذ بالاعتبار ما ذهب إليه ج. ماي في كتابه "السيرة الذاتية" الصادر عام 1979- أي بعد إحدى وسبعين من مذكرات جرجي زيدان - فيقول G. May هذا بالحرف الواحد: "إن السيرة الذاتية حديثة كنوع أدبي، الأمر الذي أدى إلى عدم ظهور تعريف لها، بسيط ومتفق عليه"، ومادام الأمر كذلك، فلنبحث عما حققه جرجي زيدان في هذا المجال، تاركاً بصمات رائدة ستغذينا بالتراكم والمقارنة والمقاربة والمثاقفة.
إنه مبدئياً يكتب بضمير المتكلم المفرد، وليس هذا شرطاً فقد تكلم الدكتور طه حسين في "الأيام" بضمير الغائب، وعمد الدكتور أنيس فريحة إلى مخاطبة الطفل في عرض مذكراته من خلال كتاب "اسمع يا رضا"، وتنوع أسلوب جبرا بين ضمير المتكلم، كما في كتابيه "البئر الأولى" و"شارع الأميرات"، وبين صياغة المذكرات بأسلوب الحوار كما فعل في حديثه إلى ماجد صالح السامرائي، أما الدكتور لويس عوض فقد وزع كتاب ذكرياته "أوراق العمر" على فصول متتابعة، ففي أحد الفصول يقص جانباً من سيرته، وفي الفصل التالي يسرد وقائع تاريخية رافقت أحداث حياته.
ثم إن جرجي زيدان، شأن معظم كاتبي المذكرات، رأى أن يبدأ منذ الطفولة، بل بما هو قبل ذلك عندما حاول متابعة تاريخ الأسرة عبر جيلين أو ثلاثة، وكانت ذاكرة الطفل انتقائية، فقد ركز على الفقر والحاجة، على العمل والتعليم، على التربية الموزعة بين حرص الأب وحنان الأم، وأشار إلى الوضع الاقتصادي العام بين نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، حيث الغلاء وقلة الموارد مع مرور خاطف وبرفق على المشكلات الإثنية التي سببها الوضع العثماني.
وإذا أشار محمد كامل الخطيب - في مقدمة الطبعة التي لدي، عن وزارة الثقافة السورية هذا العام: 2005م، إلى أن في أدب المذكرات مسحة من الاعتراف المسيحي اللاهوتي، بحكم أن هذا النوع من الأدب نشأ في الغرب، فإن جرجي زيدان مسيحي فعلاً ولكنه أرثوذكسي وليس اعتراف الأرثوذكس كالكاثوليك من حيث البوح بالأسرار، ولكن مبدأ التطهر من خلال الاعتراف قائم، مع أن جرجي الذي كان ولداً عاقلاً لم يرتكب الكثير من الأخطاء حتى لو أشار، بحياء ومن بعيد، إلى ممارسته العادة السرية في مطلع المراهقة، إلا أنه وجد في نفسه الشجاعة للاعتراف بشعوره الدائم بالضعف والتقصير، من غير أن يبخل على نفسه بالاعتراف لها بالمثابرة والعزيمة والإصرار.
إلا أن أهم ما يميز هذه المذكرات، هو ذلك الجهد التوثيقي التاريخي، حتى كأنه وضعنا أمام مفصل تاريخي يكشف جوانب من علاقة الإرساليات بتلاميذ الشرق العربي، كما نلمح من بوادر تمرد هؤلاء التلاميذ بذرة التنوير الذي سيؤدي، بالتراكم، إلى الثورة.
لا أدري ما إذا كان جرجي زيدان يحلم بنشر هذه المذكرات، ولا تفسير عندي لتوقفه عن مواصلتها وهو في الذروة.. صحيح أن أثره في الثقافة العربية الحديثة واضح.. لكننا كنا نتمنى أن نعرف منه كيف تم ذلك، إلا مضطرون إلى الاكتفاء بهذا الدرس الرائد في كتابة الجنس الأدبي المتميز.
المصدر (http://www.ofouq.com/today/modules.php?name=News&file=article&sid=2489)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
03/05/2008, 06:32 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif


عن در الثقافة بالدار البيضاء - المغرب، صدر سنة 2006 ميلادية كتاب جديد ذو منحى ديداكتيكي للناقد الأدبي
محمد معتصم
موسوم بالعنوان التالي:
" الذاكرة القصوى"
وهو دراسة تحليل نصية لروايتين "الساحة الشرفية" للكاتب عبد القادر الشاوي، و"محاولة عيش" للكاتب الراحل محمد زفزاف، وسيرة ذاتية "رجوع إلى الطفولة" للكاتبة ليلى أبو زيد. من المغرب، وهنا صور الغلافين، ومقدمة الكتاب.
http://www.geocities.com/motassim7/em.jpg
***
http://www.geocities.com/motassim7/me.jpg


مقدمة الكتاب
1/ ما كان في نيتي، هذا الوقت بالذات، وضع كتاب "ديداكتكي" بعد كتابي السابق "الشخصية، والقول، والحكي في لعبة النسيان لمحمد برادة"، والسبب أنني وجدت في النقد الأدبي المنفتح على التجربة المعرفية والحياتية خصوبة وخصوصية محببتين إلى نفسي. ففيه أسترجع خبراتي التي حصلتها من الحياة، ومن معاشرتي للكتاب المغاربة، وصداقتي مع كتاب عرب ومراسلاتي الثقافية والحميمة معهم، فأستثمرها عند الكتابة، وتمدني تلك المعرفة القريبة بالكاتب إمكانية الانفتاح على البعد الإنساني في التجربة الإبداعية، وتسمح لي باختراق مجالات غير مطروقة. وفيه أسمح لنفسي بأن تراكم المعرفة، وبأن أكون فاعلا لا ناقلا، أو متمرنا على منهج، أو مجترا لخطاب متسيد، إيمانا مني بأن النقد الأدبي إبداع على إبداع، وإن اختلفت سبل وصيغ التعبير.
ولكن عددا من الأصدقاء وخصوصا الزملاء المدرسين استحسنوا التجربة السابقة ووجدوها مفيدة، واقترحوا علي الكتابة بعدما قررت الوزارة الوصية على التعليم تلبية مطلب مهم كان ما يزال هدف المربين والمدرسين، وهو تقرير دراسة المؤلفات الإبداعية في شتى الأنواع الأدبية والتعبيرية بالأقسام الثانوية الإعدادية. وهذا الذي حصل.
2/ وتكمن صعوبة الكتابة الديداكتيكية في تمحيصها الدقة المعرفية، والوضوح، واليسر في معالجة النصوص والمؤلفات المقترحة، فالتلميذ المقبل على هذه المؤلفات، هذا الوقت بالذات، يفتقد إلى أبسط الأدوات في التحليل، ومعرفته تظل بسيطة نظرا للمنهجية التعليمية المتداولة، وهي تلقينية، تركز على الاستذكار، والحفظ. وتخاطب الذاكرة، ولا تحفز الذهن على تشغيل طاقته المكبوتة، طاقته التحليلية والتفكيكية التي تسائل النصوص وتبحث في بنياتها الظاهرة والباطنية، وفي قصدية المؤلف، وفي التقنيات التي تنشئ النص الأدبي.
وما دامت الأسباب التي تحد من إمكانيات المدرسين في إنجاز ما هو مطلوب منهم، وخصوصا توظيف معرفتهم التي حصلوها في الجامعات المغربية وغير المغربية، واضحة. فإن الوزارة اقترحت تدريس المؤلفات في الأقسام الثانوية الإعدادية على المستوى النهائي، ولعل الغاية من ذلك تأهيل التلميذ المقبل على التعليم الثانوي التأهيلي للتأقلم مع التغييرات الجديدة. وهذا مفيد.
لكن الأهم هو أن التلميذ عندما يتعلم منهجية التحليل النصي، فإنه سيدرك حقيقة العمل الأدبي. كيف يبنى، مكوناته الأساس، مضامينه...
3/ وأولى المشكلات في النقد الديداكتيكي تتمثل في تعدد مناهج التحليل النصي، وهي مختلفة من حيث زوايا النظر إلى النص، والغاية المتوخاة منه، وبالتالي اختلاف أدوات التحليل وفهم النص، وهي كلها تصلح كمدخل لفهم النصوص المقررة على التلاميذ في جل مستويات التعليم بالمدارس والجامعات المغربية.
لقد ازدهر في الفترات السابق المنهج التكاملي في دراسة المؤلفات الأدبية، وكذلك المنهج التاريخي التعاقبي الذي يربط النصوص بمحيطها العام وخارج النصي، وبسيرة الكاتب المؤلف. لكن المناهج الجديدة التي تطورت مع الثورة اللسانية والبنيوية والسيميائية، كشفت خبايا عديدة لم تكن المناهج العامة قادرة على كشفها. ثم إنها تتميز بالوضوح والدقة، وهما مطلبان أساسيان في كل نقد ديداكتيكي تعليمي وتربوي.
ولا ينبغي إغفال المناهج التحليلية الأخرى لأهميتها، كالمنهج النفسي، والاجتماعي، والمعرفي أو الثقافي، والمقارن. فالأول يساعد على الوقوف على تكون الشخصية، ولا وعي النص الأدبي، وقيمة اللغة. والثاني يساعد على فهم شروط نشأة النص الأدبي، وغاياته، ووظائفه المتنوعة والمختلفة. والثالث قيمته تكمن في انفتاحه على تجارب وخبرات خارجية. أما الرابع فأهميته تكمن في مقابلة النصوص مع بعضها ومن ثمة الوقوف على حقيقة الأدب، ووظيفته في نقل الثقافات والتقاليد والفروق اللغوية بين الشعوب المتزامنة، أو الشعوب المتعاقبة.
4/ لكن بالنسبة للمستوى التعليمي الذي يهمنا هنا، وهو مستوى الثانوي الإعدادي، فإن مسألة اختيار منهج التحليل أو طريقة دراسة المؤلفات الأدبية (السردية) تستفحل، لأن التجربة جديدة، ولم يعتدها المدرسون والتلاميذ على حد سواء، ولأن المخزون الثقافي، والاستعداد النفسي والأدبي باهتان. ولأن المعوقات التربوية كبيرة جدا في هذا المستوى، كنضوب المخزون اللغوي، وقلة الخبرة القرائية، وضعف عادة المطالعة الحرة، في البيت أو في المكتبات العمومية، أو مكتبات المدرسة (إن وجدت)، وناهيك عن الأسباب الاجتماعية والمادية، والمعلوماتية.
فهل ستقتصر دراسة وتحليل المؤلفات المقترحة على تفسير وشرح المضامين؟ أو دراسة خرج النص، كسيرة الكاتب المؤلف، أو الشروط التاريخية والاجتماعية التي نشأ فيها المؤلف؟ أو الدراسة المجتزأة؟
كل هذه الطرائق لم تعد تجدي نفعا، بل الدراسة المقترحة هنا تمس التقنيات والأدوات والمفاهيم وأساليب التعبير والقول الأدبي. وخصوصا طرائق بناء المضامين، وبناء الشخصيات، وتحليل الخطاب.
ولهذه الغاية وضعت معجما بسيطا (ديداكتيكيا) أوضح فيه للتلميذ والمدرس بعض المفاهيم التي اعتمدتها نظريات السرد. وكثير منها تم توظيفه في الدراسات التحليلية ضمن هذا الكتيب.
5/ لقد اقترحت الوزارة الوصية على تلامذة مستوى الثالثة من التعليم الثانوي التأهيلي، ثلاثة مؤلفات أدبية (سردية) لكتاب مغاربة، وهذا مطلب ثان مهم يتحقق اليوم، بعدما كانت المؤلفات والنصوص المعتمدة مشرقية، وكان حقا "مطرب الحي لا يطرب" كما يقال، وهي على التوالي:
*"رجوع إلى الطفولة" للكاتبة ليلى أبو زيد.
*"الساحة الشرفية" للكاتب عبد القادر الشاوي.
*"محاولة عيش" للكاتب الراحل محمد زفزاف.
وهذه المؤلفات مهمة جدا كونها مغربية. وكتابها معاصرون. وكل واحد منهم انخرط في قضايا وطنه ومجتمعه انخراطا عضويا. وعبر عنها بكل صدق. لكن المؤلفات المغربية لها خصوصياتها الأسلوبية. وسياقاتها الاجتماعية والثقافية والمعرفية والسياسية. وسيجد فيها المدرس قبل التلميذ اختلافا. لأنها لم تكتب أساسا للتلقين المدرسي، بل كتبت لتحليل وضعية أعم، وضعية المغرب إبان الاستقلال. وخلال الفترة الأكثر عنفوانا وحماسا. عندما كان الوطن حلما جميلا، وكان المغربي مؤمنا بوطنيته، مساهما في التنمية، ولو من زاوية الانتقاد، والبحث عن الهفوات والثغرات التي قد تعوق النماء السديد والقويم لمغرب فتي خارج من مرحلة حرجة، سميت مرحلة استعمارية، كما سميت مرحلة حماية. ومرحلة كان فيها الحماس قدرا تغلي. والحلم ما يفتأ يكبر ويكبر باستقلال كلي وشامل.
لكن الأساس هو أن القارئ (التلميذ) سيتعرف على ذاته من خلال مرآة النصوص المغربية. وكذلك المدرس الذي سيجد مادة قريبة من الواقع والحياة الاجتماعية المغربية. ولن يضطر للحديث عن مواضيع بات التلميذ يشعر تجاهها بالجفاف المعرفي، نظرا للهوة الفاصلة بين انشغاله واهتمامه الفكري والنفسي اليوم. في عصر اكتساح الصورة، والتقنيات الرقمية وانتشار أدوات التلقي السهل والبسيط. ووسائل التأثير المتطورة.
6/ في مؤلف "رجوع إلى الطفولة" سيتعرف التلميذ على "السيرة الذاتية"، وعلى نوع من الأنواع المختلفة "للكتابة النسائية" المغربية، وبالتالي سيتعرف على تقنيات كتابة السيرة الذاتية التي تناسب تماما ما تقترحه عليه المقررات الوزارية والمناهج التربوية بخصوص في الدورة السادسة من مرحلة التعليم الثانوي الإعدادي ضمن ما سمي محور "التخيل والإبداع: التدريب على كتابة السيرة الذاتية أو الغيرية".
ليس هذا فحسب بل سيتعرف من خلال مضمون السيرة الذاتية لليلى أبو زيد على المجال الوطني والإنساني. لأن الكاتبة كما سيتضح من خلال التحليل لبناء المضامين ودراسة المحتوى، تتعرض لمرحلة تاريخية مهمة من مراحل تطور المغرب المعاصر. أي مرحلة المقاومة، ونشوء الحركة الوطنية، وجيش التحرير بعد نفي ملك المغرب المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية خارج البلاد لإضعاف حماس الوطنيين المغاربة. وستصف بدقة الكاتبة عادات المغاربة، ووضعية المرأة المغربية، لأن السيرة الذاتية كتبت أصلا للقارئ غير المغربي، أو العربي. إنها فعلا متن يخزن الكثير من الفائدة المعرفية والاجتماعية. ويمكن القول كذلك "الأنثروبولوجية".
7/ ورواية الكاتب عبد القادر الشاوي مهمة كذلك، لأنها تتعرض لمرحلة مظلمة من تاريخ المغرب، عانى فيها المغاربة من سوء الفهم، واشتد فيها الصراع قويا بين الواقع والأحلام، وكما قال الكاتب والناقد الأدبي أحمد المديني أن عبد القادر الشاوي كان سباقا لتعرية هذه التجربة المرة، تجربة الاعتقال، والكشف عن المعاناة النفسية والجسدية والفكرية كذلك لمعتقلي الرأي، قبل استشراء حمى الاعتراف والمصالحة بعد اعتلاء الملك محمد السادس العرش، نصره الله، وبداية تصفية وتشذيب عوالق العهد السالف، وبناء المغرب الحر والجديد.
وتدخل التجربة الروائية للكاتب عبد القادر الشاوي ضمن ما يعرف في الأدب برواية السجن أو رواية الاعتقال، وقد كتب فيها عبد الكريم غلاب روايته "سبعة أبواب"، كما كتب عبد اللطيف اللعبي روايته "مجنون الأمل"، وكتب عبد القادر الشاوي، مستوحيا أجواء الاعتقال في عدد آخر من رواياته سيرد ذكرها في حينه. وكتب الشاعر صلاح الوديع روايته السيرة "العريس"، كما كتبت خديجة مروازي روايتها "سيرة الرماد"، كتبت زين العابدين ... وغيرهم.
إن من حق المغاربة التعرف على تاريخهم لتقوية إيمانهم بوطنيته، ولتحسيسهم بحقهم في مواطنة سليمة وكريمة حتى ينخرطوا فعليا في مشروع التنمية الكبير والبعيد المدى.
8/ وثالثة الأثافي الراحل محمد زفزاف. ولعالم زفزاف الروائي والقصصي خصوصيته التي ميزته في الكتابة عن غيره من الكتاب ليس في المغرب بل في العالم العربي. وقد ترجمت جل مؤلفاته الإبداعية إلى لغات العالم الحية، وتدرس في جامعاتها. مما يدل على القيمة التعليمية، والمعرفية، والأدبية لكل ما أنتجه. لكن النظرة السطحية للموضوعات التي اشتغل عليها الكاتب الراحل محمد زفزاف ستجعل الكثيرين يتحاشون تدريسها، لكن قراءتها سرا وخفية، وهي نظرة قاصرة. ولا تراعي التطور النفسي والمعرفي للتلميذ اليوم. ولا تراعي القفزة النوعية في الفكر والتلقي الأدبيين التي ساهمت فيها كتابات كثيرة منها كتابات الراحل محمد زفزاف.
وعالم الكاتب كما بينا الدراسة ينحصر في العوالم السفلي للمدن والهوامش المغربية، وتلك كانت فضاءات مغيبة عن الكتابة الإبداعية، لأن الكثيرين كانوا وقتها ينظرون إليها خارج القيمة الاجتماعية،ويصلونها بالوضع المنحط للهامش عموما، وكأن الأدب تضيق به، وبهم، ولا يمكنه التعبير سوى عن العالم النقي الطاهر المليء بالأحلام الوردية والمفارقة للواقع والحياة.
ولكن تفاديا لكل تقييم خارج نصي، قدمتُ قراءة تفيد التلميذ في التعرف على طريقة اشتغال وكتابة محمد زفزاف للنص السردي. كبناء القصة (المتن الحكائي) وبناء الخطاب (الصيغة الخارجية). مع التركيز على المؤشرات اللغوية والأسلوبية في التعبير عن الهامش. وقد اخترت تحديد تقنية كتابية مهمة استعملها الراحل محمد زفزاف في التعبير وهي الوصف.
9/ تفيد دراسة المؤلفات التلميذ في فهم بدقة المحاور التالية المقررة عليه:
·خطاب السرد والوصف (التدريب على كتابة اليوميات، وصف رحلة، وصف شخوص، بطاقة بريدية...).
·خطاب الحجاج (التدريب على التعقيب والتعليق. الدفاع عن وجهة نظر).
· التخييل والإبداع (التدريب على كتابة سيرة ذاتية أو غيرية. التدريب على تخيل حكاية عجيبة أو قصة من الخيال العلمي).
·النقد والحكم (التدريب على إصدار أحكام قيمية بسيطة على أعمال إبداعية متنوعة).
وهذه المحاور الخاصة بالمستوى الثالث النهائي من المرحلة التعليمية للأقسام الثانوية الإعدادية. وهي فعلا ستسهم في إعداد التلميذ لاستقبال التعليم الثانوي التأهيلي، الذي سيعده بدوره للتعليم العالي الجامعي.
لكن القيمة الأهم بالنسبة لي تتمثل في ترسيخ ملكة المطالعة في البيت عند التلميذ، وتأهيله لمعرفة طرائق الكتابة. ولأن المواضيع في الطريق يعلمها العالم وغير العالم،فإن القيمة الخطابية وتشكيل النص بناء الخارجي والداخلي للنصوص سيكونان أهم.
رحلة موفقة.
المصدر (http://www.geocities.com/motassim7/ExMr.htm)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
03/05/2008, 06:40 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
http://www.radiotanger.ma/photo/chaoui.gif
عبد القادر الشاوي
***
http://www.radiotanger.ma/photo/chaoui2.gif
السيرة الذاتية للكاتب عبد القادر الشاوي

ولد سنة 1950 بباب تازة (إقليم شفشاون)، تابع تعليمه بثانوية القاضي عياض بتطوان حيث حصل على الباكالوريا سنة 1967، وفي سنة 1970 تخرج من المدرسة العليا للأساتذة، دبلوم اللغة العربية، كما حصل على الإجازة في الأدب الحديث سنة 1983 وعلى شهادة استكمال الدروس سنة 1984 وعلى دبلوم الدراسات العليا في الأدب العربي من كلية الآداب بالرباط سنة 1977.

اشتغل عبد القادر الشاوي أستاذا بمدينة الدار البيضاء، وفي نوفمبر 1974 تعرض للاعتقال وحكم عليه في يناير 1977 بعشرين سنة سجنا ولم يطلق سراحه إلا سنة 1989.
بدأ عبد القادر الشاوي النشر سنة 1968 بجريدة "الكفاح الوطني" حيث ظهرت له مجموعة قصائد شعرية ومقالات أدبية.
انضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1970.
نشر إنتاجاته بمجموعة من الصحف والمجلات: الملحق الثقافي لجريدة العلم، الاتحاد الاشتراكي، مجلة أقلام، الثقافة الجديدة، الجسور، الزمان المغربي، المقدمة، أنفاس، الآداب، مواقف…
أصدر سنة 1991 مجلة (على الأقل) رفقة محمد معروف، وبعد توقفها، أصدر في يونيو 1993 جريدة "الموجة".
نشر عبد القادر الشاوي الأعمال التالية:
- سلطة الواقعية، دمشق، اتحاد الأدباء العرب، 1981.
- النص العضوي، البيضاء، دار النشر المغربية، 1982.
-السلفية والوطنية، بيروت، مؤسسة الأبحاث الجامعية، 1985
- كان وأخواتها: رواية، البيضاء، دار النشر المغربية، 1986.
- دليل العنفوان، البيضاء، منشورات الفنك، 1989.
- حزب الاستقلال، البيضاء، عيون، 1990.
- اليسار في المغرب، الرباط، منشورات على الأقل، 1992.
- باب تازة: رواية، الرباط، منشورات الموجة، 1994.
- الشيطان والزوبعة، قضية العميد ثابت في الصحافة: تقرير، الرباط، منشورات الموجة.
- الذات والسيرة (الزاوية) للتهامي الوزاني، الرباط، منشورات الموجة، 1996.
- الساحة الشرفية: رواية، البيضاء، الفنك، 1999(جائزة المغرب للكتاب لسنة 1999، جائزة الإبداع الأدبي).
- الكتابة والوجود، 2000.
بالإضافة إلى هذه الأعمال، لعبد القادر الشاوي إسهامات في الترجمة:
- المغرب والاستعمار/ألبير عياش، ترجمة عبد القادر الشاوي ونور الدين السعودي، البيضاء، دار الخطابي، 1985(سلسلة معرفة الممارسة).
- أوضاع المغرب العربي / مجموعة من المؤلفين، ترجمة جماعية، الدار البيضاء، الفنك، (1993).

المصدر (http://www.radiotanger.ma/chawi.asp)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 06:19 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
مذكرات مالكولم إكس

http://www.brothermalcolm.net/2002/photographs/4/107.jpg
لحفظ المذكرات على الرابط التالي:
المذكرات (http://ia350614.us.archive.org/2/items/malcom-x_biography/Malcom-X.pdf)
http://www.y1y1.com/u/upload/wh_107345741.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 06:44 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
مذكرات موسى صبري
"50 عاما في قطار الصحافة"
لحفظ المذكرات على الرابط التالي:
http://abooks.tipsclub.com/skins/default/images/download.gif (http://abooks.tipsclub.com/index.php?act=download&id=5646)


http://www.y1y1.com/u/upload/wh_107345741.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 07:07 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/b/b7/Jean-Jacques_Rousseau_%28painted_portrait%29.jpg/250px-Jean-Jacques_Rousseau_%28painted_portrait%29.jpg (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9:Jean-Jacques_Rousseau_%28painted_portrait%29.jpg)
جان جاك روسو
(Jean Jacques Rousseau)
(28 يونيو (http://ar.wikipedia.org/wiki/28_%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D9%88)1712 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1712)-2 يوليو (http://ar.wikipedia.org/wiki/2_%D9%8A%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%88)1778 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1778))
فيلسوف و كاتب و محلل سياسي سويسري (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D9%8A%D8%B3%D8%B1%D8%A7)، ولد في جنيف (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%86%D9%8A%D9%81) وقضى فيها طفولته وشبابه المبكر وذهب إلى باريس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B3) وهو في الثلاثين من عمره وبعد عدة رحلات استقر فيها وكتب فيها أهم مؤلفاته "العقد الاجتماعي" الذي يوصف بأنه "إنجيل الثورة" وقد بدأه بالاحتجاج الصارخ على طغيان عصره: ولد الإنسان خيَّرا بطبعه ولكن المجتمع هو الذي يفسده.
وتقوم نظرية روسو على وجود تعاقد بين الانسان والمجتمع الذي يعيش فيه، وبمقتضى هذا العقد الاجتماعي يتنازل الإنسان عن جزء من حريته وحقوقه الطبيعية لهذا المجتمع مقابل تعهد المجتمع بصيانة هذه الحقوق وحماية الأفراد، وكان روسو في كتاباته يدعو إلى الديمقراطية والحرية والمساواة، ويرجع تأثير روسو المتعاظم في الناس إلى المشاعر القوية التي كان يشحن بها كتاباته وكان من أشد المتأثرين بهذه الكتابات روبسبير (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D8%B1) الذي لعب دورا عظيما في أحداث الثورة.
http://www.m5zzn.com/upload/uploads/m5zzn-0ba3f598a8.jpg (http://www.m5zzn.com/upload/)
هي ترجمة ذاتية كتبها روسو في أخريات أيامه بعد إلحاح شديد من أحد الناشرين، ثم إن جان جاك روسو- الذي أدانته الكنيسة، وحرمته من حماية القانون ثلاث دول، وهجره أخلص أصدقائه - كان له الحق في الدفاع عن نفسه، بل في الدفاع المستفيض: وحين قرأ فقرات من هذا الدفاع على بعض المحافل في باريس حصل خصومه على أمر من الحكومة يحظر أي قراءة علنية أخرى لمخطوطته، فلما فت في عضده، تركها عند موته مشفوعة برجاء للأجيال التالية قال فيه:
"إليكم هذه اللوحة الإنسانية الوحيدة - المنقولة بالضبط عن الطبيعة بكل صدق - الموجودة الآن أو التي ستوجد إطلاقاً في أغلب الظن، وأينما كنتم، يا من نصبكم قدري وثقتي حكماً على هذا السجل، فإني أستحلفكم بحق ما أصابني من خطوب ومحن، وبحق ما تشعرون به من أخوة البشر، وباسم الإنسانية جمعاء، ألا تدمروا عملاً نافعاً فريداً في بابه، قد يصلح بحثاً مقارناً من الدرجة الأولى لدراسة الإنسان، وألا تنتزعوا من شرف ذكراي هذا الأثر الصادق الوحيد لخلقي، الأثر الذي لم ينل من خصومي مسخاً وتشويهاً".
وعلى الرغم من أن الكتاب نتاج لما فطر عليه مؤلفه من شدة الحساسية وقوة الذاتية، ورهافة العاطفة وكما يقول هو نفسه "إن قلبي الحساس كان أس بلائي كله"، إلا أن هذا القلب كان قد أضفى ألفة حارة على أسلوبه، وحناناً على ذكرياته، وفي كثير من الأحيان سماحة على أحكامه، وكلها تذيب نفورنا ونحن نمضي في قراءة الكتاب "إنني مقبل على مغامرة لم يسبق لها نظير، ولن يكون لتنفيذها مقلد، أريد أن أظهر إخواني في الإنسانية على إنسان في كل صدق الطبيعة، وهذا الإنسان هو أنا نفسي، أنا مجرداً من كل شيء، إنني أعرف قلبي، وأنا عليم بالناس، ولم أخلق كأي حي من الأحياء، وإذا لم أكن خيراً منهم، فإنني على الأقل مختلف عنهم، أما أن الطبيعة أحسنت أو أساءت بتحطيم القالب الذي صببت فيه، فذلك شيء لا يستطيع الحكم عليه إنسان إلا بعد أن يقرأني".
"وأياً كان موعد الساعة التي سيُنفخ فيها في صور يوم الحشر، فسوف آتي وكتابي هذا في يميني لأمثل أمام الديان الأعظم وسوف أقول بصوت عالٍ: كذلك سلكت، وكذلك فكرت، وكذلك كنت، لقد تحدثت إلى الأبرار والأشرار بنفس الصراحة، وما أخفيت شيئاً فيه سوء، ولا أضفت شيئاً فيه خير، وقد أظهرت نفسي كما أنا: حقيراً خسيساً حين كنت كذلك، وخيراً سمحاً نبيلاً حين كنت كذلك، لقد أمطت اللثام عن أعمق أعماق نفسي".
والكتاب في جزئه الأول يشيع الطمأنينة في القارئ خلافاً للجزء الثاني الذي شوهته الشكاوى المملة من الاضطهاد والتآمر، والكتاب قصة روح حساسة شاعرة خاضت صراعاً أليماً مع قرن واقعي قاس، وعلى أية حال، فإن كتاب الاعترافات، لو لم يكن ترجمة ذاتية ، لكان من إحدى الروايات العظيمة في العالم.
http://www.y1y1.com/u/upload/wh_107345741.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 07:34 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
هل لدينا ترجمة ذاتية عربية؟
إقرأ ما كتب تحت هذا العنوان على الرابط التالي:
المصدر (http://www.alriyadh.com/Contents/15-08-2004/Mainpage/Thkafa_13391.php)

http://www.y1y1.com/u/upload/wh_107345741.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 08:00 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
السيرة الذاتية في الأدب السعودي
الدكتور
أحمد الخاني
كنت مغرماً ولا زلت بقراءة نوع من السيرة الذاتية، ألا وهي المذكرات. قرأت (محادثاتي مع ستالين) لـ (ميلوفان دجيلاس) ومذكرات تشرشل ورومل وهتلر في كتابه (كفاحي)..
بين يدي الآن كتاب (السيرة الذاتية في الأدب السعودي) لأخي الدكتور عبد الله الحيدري حفظه الله يقول الإهداء: (... مع صادق المودة والمحبة.. آمل أن يجد فيه شيئاً يستحق القراءة) 10 7 1424هـ.
جاء دور هذا الكتاب قراءة، وقد صدر كتابي (الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية)، إذ شغلني عن قراءة ما سواه، فصرت أزاوج بين قراءة الكتابين، وقد اكتشفت وأنا أقرأ في كتاب أخي الحيدري أنني أقدم النموذج لكتابة السيرة الذاتية في كتابي (الصالونات الأدبية).. إنها كتابة من النوع الشفاف الذي لم يكتب في الأصل ليكون سيرة ذاتية، وإنما كتب بأسلوب السرد القصصي المعتمد أحياناً على (المنولوج)، وهكذا اكتشفت نفسي على يدي كتاب (السيرة الذاتية).. أنني ممن كتب ولو عن غير قصد في هذا الفن.
وهذا الكتاب للدكتور الحيدري رسالة ماجستير، ومن تواضع مؤلفه أنه كتب (إعداد) ولم يكتب (تأليف).. وهذا الكتاب موسوعة نادرة في هذا الفن، ولا أقصد بالندرة قلة التأليف، بل أقصد الشمول والجمال في آن معاً، فلقد انتهى إلى هذه الموسوعة هذا الفن، وأصبح الدكتور عبدالله الحيدري صاحب السلطان الواسع على فن السيرة الذاتية في الأدب السعودي، ولقد خرج هذا الكتاب من المحلية إلى الآفاق الأرحب في الفصل الرابع:
(موازنة بين كتّاب السيرة الذاتية في المملكة وبين غيرهم في الأقطار العربية)، ولولا هذا الفصل لبقي هذا الكتاب محلياً، وألفت نظر الأدباء إلى أن يركزوا على أدب الموازنات مع الأدب العربي، وعلى المقارنات مع الآداب العالمية نهوضاً إلى الطرح العالي بهذا الأدب العريق إلى المجال العربي والعالمي الإنساني.
يبدأ الكتاب بتمهيد يبين مفهوم السيرة الذاتية والفارق بينها وبين السيرة الغيرية، ويبين الفرق بين السيرة الذاتية وبين الترجمة الذاتية.
والمؤلف ملتزم بمنهجه الأكاديمي مخلص له، ولكنني أرى أن يحذف العنوان:
(عرض موجز للأعمال المدروسة) لأن مادته مكررة.
يبدأ الفصل الأول بنشأة هذا الفن وتطوره، بادئاً بكتاب أحمد عبد الغفور عطار، ويركز على كتاب (أبو زامل) لأحمد السباعي، وبعده في الأدب السعودي نظير (زينب) في القصة المصرية؛ كلاهما علم على ريادة الفن الذي ينتمي إليه، ثم يذكر الكاتب أدباء السيرة الذاتية من الرجال محمد عمر توفيق، عبد العزيز الربيع، الدكتور غازي القصيبي، الدكتور زاهر الألمعي، عبد الفتاح أبو مدين، محمد حسين زيدان، ابن عقيل الظاهري، عبد الحميد مرداد..
ومن الأديبات: سلطانة السديري، فوزية أبو خالد، نوال السعداوي، ثم يعرج الكاتب على السيرة الذاتية الفنية..
وينتقل في الفصل الثاني إلى موضوعات السيرة الذاتية.. والفصل الثالث: الخصائص الفنية. يقول المؤلف: (وفي رأيي أن السيرة الذاتية التي تكتب بتأثير من دوافع داخلية فقط هي أعلى قدراً، ويكون ماء الطبع فيها أوضح، وبخاصة إذا تصدى لها كاتب موهوب) ص 369
ويتصدى الكاتب لتعريف الشخصية متسائلاً: ما الشخصية؟
وطبعاً تسرد آراء خلافية وهي لا تعدو في نظري مهما تشعبت:
أ العنصر البيولوجي.
ب العنصر السيكولوجي.
يقول الكاتب: (ولقد تباينت شخصيات أدبائنا في سيرهم، وتعددت الصفات المكونة لشخصياتهم..
وفي ظني أن الضعف البشري الذي لا مفر منه، له دور في الضدية التي قد تبدو في شخصيات الكتّاب).. ص 372
والدكتور عبدالله يقرر ظاناً؟! أرى أن تكون العبارة: (وأرى) أو (وعندي أن الضعف البشري..)؛ لأن (الظن) يضعف من قيمة الحكم، وإذا أراد أن يخرج المؤلف عن التقريرية الجبرية، فإن له مندوحة في ذلك باستعمال أسلوب يناسب كأن يقول: (وربما كان الضعف البشري..).
أسلوب الكاتب مع ذلك أسلوب المتمكن، وهو صاحب برنامج (كتاب وقارئ)، وهذا لا يعني انعدام الملاحظة على الأسلوب، وكلنا هذا الرجل. من ملحوظاتي على الأسلوب ما يأتي: عنوان ورد في ص 144 يقول:
لماذا لم تواكب السيرة الأجناس الأخرى في النشوء؟
وهي عبارة سليمة، ولكن كاد ينقطع نَفَسي بلفظة (النشوء) الواو الممدودة، والهمزة الساكنة، وأقترح أن يكون في العبارة تقديم وتأخير لتصبح في الطبعة التالية: لماذا لم تواكب السيرة في النشوء الأجناس الأخرى؟
شعرت بالارتياح النفسي لهذا المد وإطلاق الألف، ولأمر ما كانت مدود الآيات القرآنية الكريمة في أواخر كل آية يا دكتور عبدالله.
أكتفي بذكر ملحوظة ثانية فقط تتكرر كثيراً في أسلوب هذه الموسوعة؛ وهي كلمة (بين)؛ كقول الكاتب في ص 413: (والحق أن هناك فرقاً شاسعاً بين القصة والسيرة الذاتية)، والصواب: (بين القصة وبين السيرة الذاتية)، وقصارى القول في هذه الملحوظات أنها كالنمش في الوجه الجميل وسيئات المقربين حسنات الأبرار.
لقد احتل كتاب (السيرة الذاتية) للدكتور عبد الله الحيدري صدر المكتبة العربية لا السعودية وحدها في هذا الفن، وإنما صدر المكتبة العربية الإسلامية.
فبارك الله بهذه الجهود وإلى المزيد.
المصدر (http://www.al-jazirah.com/culture/25092006/madak55.htm)

http://www.y1y1.com/u/upload/wh_107345741.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 08:05 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
طفولتنا وطفولة هؤلاء .. أدب السيرة الذاتية يزدهر في الغرب بفضل الحرية
فاطمة ناعوت
***
http://www.jamaliya.com/new/admin/rte/upload/rrrrrrrrrrrr222222222222222.JPG

أطروحة الباحث السويدي "تيتز رووك" التي نال بها درجة الدكتوراه في الأدب العربي من جامعة ستوكهولم عام 1997، صدرت فى كتاب بعد ذلك بسنوات أخذ عنوان "في طفولتي"، وأما نسخته العربية فأصدرها المجلس الأعلى للثقافة بمصر عن سلسلة المشروع القومى للترجمة، من ترجمة طلعت الشايب، وهو المترجم المصري الشهير الذي قدّم للمكتبة العربية عددًا من أهم الكتب الأجنبية، أذكر منها: الحرب الباردة الثقافية، صدام الحضارات، فكرة الاضمحلال فى التاريخ الغربي، وحدود حرية التعبير، والمثقفون، عدا العديد من الروايات المهمة والمجموعات الشعرية والقصصية.
فى هذا الكتاب "في طفولتي" (In My Childhood)غاص المؤلف السويدى فى عمق منجز التجربة العربية الأدبية بوصفها حقلاً شديد الثراء والتنوع ليفحص ملامح الطفولة عند عدد من الأدباء العرب بعدما استلَّها من سيَرهم الذاتية كما كتبتْها أقلامُهم. قدَّم لنا فوتوغرافيا تحليلية نفسية معمَّقة لطفولة عشرين مبدعاً عربياً شهيراً فى تاريخ العرب الحديث منذ عام 1929 حتى عام 1988.
يُعتبر أدب السيرة الذاتية جنساً أدبياً واسع الانتشار فى الأدب الغربي، بينما مازال لا يمثل كتلةً واضحة المعالم فى أدبنا العربي، ربما- برأيي- لأسبابٍ تتعلق بسقف الحرية الإبداعية والفكرية المنخفض التى يتحرَّك تحته القلم العربي حتى الآن، ذلك أن هذا الجنس الأدبي تحديداً لا يقوم فى المقام الأول على تعرية الذات وتسليط الضوء عليها وحسب، بل على كشفٍ كاملٍ لمرحلةٍ زمنية بعينها قد تشمل جيلين، بكل مفرداتها من شخوصٍ وواقعٍ اجتماعيٍّ وسياسيٍّ وثقافيٍّ وبيئيّ، فأدب السيرة الذاتية - وإن نُعتَ بالذاتية - إلا أنه يشمل ضمنًا حياةَ الآخر والواقع الاجتماعي والسياسي المحيط، ومن وجهةِ نظرٍ آنيةٍ أيضاً، أي أنَّ آليات الوعي الجديدة والمكتسبة للكاتب "الآنيَّة لحظة الكتابة" ستكون هى العين الراصدة للماضي مما قد يشكّل لوناً من الكشف الحميم لمنظومة كاملة قد تتجاوز الـ"أنا" الخاصة للكاتب صاحب السيرة لتتخطَّاه إلى الآخر سواء كان هذا الآخر ذاتاً بشرية أو مجتمعاً أو سلطة أو منهجاً فكرياً لبيئة وحيّزٍ زمنيٍّ بعينه وهذا فى رأيي ما سبَّب انحساره في أدبنا العربي.
جْرياً على نهج التخصص الدقيق الذى تبنَّاه العلم فى الزمن الحديث، يسلِّط الكتابُ شعاعاً كثيفاً من الضوءِ على مرحلة بعينها من حياة المبدع موضوع التطبيق، وهى مرحلة الطفولة، بوصفها المرحلة الأهم من حيث تكّون الإنسان فكرياً ونفسياً والتي فيها تتشكل البذور الأولى لرؤيته المستقبلية للعالم والوجود، وبوصفها الإرهاصةَ الأولى لتشكّل قلم المبدع فيما بعد، وهنا يقف الكتابُ على مساحة أكثر رحابةً من مجرد كونِه رصداً روائياً لحياة كاتب، فيتجاوز هذه الأرض إلى ما قد يتقاطع مع التحليل النفسي الدقيق للشخصية الإنسانية، انطلاقاً من تعقداتِ واشتجاراتِ الطفولة الأولى للمرء، كونها مقدماتٍ تتلوها توالٍ، ويمكن اعتبار هذا التناول لمرحلة الطفولة في حياة شخصية عامة، جنساً أدبياً مستقلاً وموازياً لأدب السيرة الذاتية الشهير.
يلمِّح الكتاب إلى وعي العرب القدامى بهذا اللون الأدبيّ واهتمامهم بتسجيل التراجم الشخصية لحياة المفكر والأديب والشاعر، مثلما ورد فى نصوص ابْنِ سينا وكتاب العِبَر لابْنِ منقذ وغيرها، مما يناقض الزَّعم الغربي أن هذا الجنس الأدبي محضُ اختراعٍ غربيٍّ صافٍ. ومن أشهر من تبنى هذا الزَّعم: جورج جاسدوف الذى نفى وجود أدبِ سيرةٍ ذاتية خارج نطاق الثقافة الأوروبية، بل ويُرجِع وجودها فى حضاراتٍ أخرى كما عند المهاتما غاندى مثلاً إلى الغرب أيضاً، الذي صدَّرها إلى بقية الجنس البشريّ ذاك الذي ما كان لقدراته الذهنية أن تدرك هذا الوعي الكتابي بتدوين الذات. ومما لا شك فيه أن تلك الرؤية العنصرية المتطرّفة ذات الطابع العِرقيّ الكولينياليّ، إنما تظلُّ محضَ رؤيةٍ فرديةٍ ناجمةٍ عن عدم اطِّلاع وافٍ على منجَز الأدب العربي قديمه وحديثه.
تتصدَّر الكتابَ مقدمةٌ مهمّةٌ لأستاذ علم الجمال رمضان بسطاويسي، يفنِّد خلالَها مفهومَ لفظة الهُويّة بالمعنيين الاصطلاحيِّ والدلاليِّ قديماً وحديثاً، على المستويين الذاتي والجماعي "هويّة الفرد وهويّة الوطن" وعبْر المتغيِّرات السياسية والاجتماعية والتكنولوجية وتحت مظلّة العولمة المهيمنة على الواقع العالمى الحديث. يرسم بسطاويسى بانوراما تشريحية لتطوِّر دلالة تلك اللفظة تاريخياً، الهوية في مقابل الآخر، استقلالها واكتفاؤها الذاتي وغناؤها عن الآخر، أم تحققها وانبثاقُ وجودها من خلال الآخر، حيث يستحيل تحقُّقُ الذات وخلقُ هوية ما إلا عبْر الآخر، فيما يحقق كياناً مكتملاً أو منظومة حياتية ذات جسد وروح.
وتناقش تلك المقدمة أزمة الهوية ووجوب ابتداع صيغة جديدة للهوية الذاتية تتناغم مع روح العصر وفى ذات الوقت نابتة من جذور الهوية الجماعية لا استيراد أو استعارة هوية جاهزة من الغرب مما يخلق مسخاً شائه الملامح. ويشير بسطاويسى إلى تفاقم أزمة الهوية والقومية فى العالم بأسره خاصة بعد أحداث سبتمبر الأخيرة التى نرصد فيها محاولة القوة المهيمنة العالمية الكبرى خلق هوية استهلاكية فقيرة الأصالة والتفرد.
يشير الكتاب إلى أنَّ رصدَ مرحلة الطفولة ملْمحٌ شائعٌ في أدب السيرة الذاتية العربية مثلما يبين لنا من معظم عناوين تلك الأعمال على غرار "طفلٌ من القرية"، "أيام الطفولة"، "رجوعٌ إلى الطفولة"، "سِفْر التكوين"، و"الأيام" الجزء الأول لعميد الأدب العربي.
يرصد الكتاب نماذجه التطبيقية فى الفترة الزمنية ما بين عام 1929 حتى عام 1988.
أما تاريخ البدْء فمرهونٌ بصدور "أيام" طه حسين، حيث صدر جزؤها الأول عام 1929. الأيام كانت نقطة البدء للانطلاق، بوصفها أول سيرة ذاتية عربية حقيقية، بل إن الكثير من الكُتَّاب قد ساروا على درب طه حسين محاولين تحقيق مثل النجاح الذى حققه كما يؤكد المؤلف، وأما توقيت النهاية لحيز الزمن المرصود فارتبط بتوقيت ظهور نصٍّ للكاتب اللبنانيّ محمد قرة علي بعنوان "سطور فى حياتي" . يتوقف الكتابُ إذنْ قبل العقد التاسع من القرن الماضي، على الرغم من ثراء التسعينيات بالكثير من أدب السيرة الذاتية العربية، الأمر الذى جعل من الصعوبة بمكان تضمين ذلك العقد داخل متن الكِتاب نظراً لزخم تلك الحقبة وثرائها بهذا الجنس الأدبي، غير إن الكاتب قد ضمَّن معظم هذه الأعمال في حيِّز الإشارة.
أما الكُتَّاب العشرون الذين تضمَّنهم الكِتاب بالدرس والتحليل خلال تلك العقود الستة فقد قسَّمهم المؤلف إلى مجموعات ثلاث حسب التراتب الكرونولوجي:
* ستة كُتّاب يمثلون الجيل الأول من كُتَّاب السيرة الذاتية، وهم من مواليد القرن التاسع عشر.
* كُتّابٌ سبعة من مواليد بداية القرن الماضي وحتى عام 1920، وهم من مثلوا الجيل الثاني من منتجي السِيْر الذاتية.
* ثم الجيل الثالث، مواليد ما بعد عام 1920 ومازال معظمهم معاصرين.
ويعني هذا التقسيم الزمني أن الكُتّابَ هؤلاء قد تزامنت طفولتهم مع انتهاء الإمبراطورية العثمانية أو عاصرت الاستعمار، وأن إنتاجهم الأدبي قد شهد المجتمع العربي قبل الحديث أو باكورة المجتمع الحديث، وهى مرحلة التحول من مجتمعٍ زراعيٍّ تقليدي إلى مجتمعٍ شبه صناعيّ، هذا إلى جانب كونها مرحلة نضال سياسيّ غايته الاستقرار الوطنيّ.
على أن الشاهد أن تلك السيْر الذاتية قد تمّ رصدها بعينٍ شاهدتْ نهاية القرن التاسع عشر أو بداية القرن العشرين، أى بعين ما بعد الاستعمار حيث مخروط الرؤية أكثر شمولية ورصداً للحقبة كاملة مما يسمح بمزيد من الرصد والتأمل الدقيق للحدث. هذا التوتر الناجم عن اشتباك الآنين: آن القصِّ وآن الخطاب، هو ما خلق تلك الدراما الفنية وأثرى التجربة روائياً.
يتكون الكِتاب من عشرة فصول، فيأتي الفصل الأول ليحدِّد أهداف السيرة الذاتية كأحد الأجناس الأدبية التى تنقل للقارئ خبرةً ثقافية وحياتية حيّة تمت صياغتها فى قالبٍ أدبي حيث يتوقف مدى التواصل بين النص والقارئ على مدى قدرة هذا الأخير على التقمُّص والتوحُّد الرمزي مع الكاتب مما يخلق خيطًا من التواصل بين أفراد المجتمع ونقل الخبرات وحثِّ المرء على تأمُّل حياته والبحث عن المشتركات بين التجارب الإنسانية. بينما يتناول الفصل الثاني تعريفاً مفصَّلاً للسيرة الذاتية، فيبين أن ثمَّة نوعين، الأول شموليٌّ عامٌّ والآخر محدَّدٌّ ذاتي، فيما يأتي الفصل الرابع الذي يحمل عنوان التطوّر التاريخي ليقدم ما يشبه الموسوعة المتخصصة أو المعجم التحليليّ لكثير من المفردات التى كثيراً ما تلتبس فى ذهن القارئ غير المتخصص لتقاطعها واشتباكها مع أدب السيَر الذاتية، ويتناول هذا الفصل الفروق بين مصطلحات من قبيل السيرة الذاتية Autobiography وسيرة الحياة Biography والترجمة الشخصية والذاتية، واليوميات Diaries، والمذكرات Memories وغيرها من أشكال الكتابة التى تندرج تحت أدب السيرة الذاتية كلونٍ أدبي قائم بذاته. ويرصد فى هذا الفصل التطور التاريخي للسيرة الذاتية فى الأدب العربي بأن يتتبع نشأة وتطور هذا المصطلح تاريخيا.
يدرس الفصل الثالث العلاقة بين السيرة الذاتية والرواية حيث كثيراً ما تخرج السيَر الذاتية فى عباءة الرواية بل وكثيراً ما يُكتب هذا على غلافها- كما حدث في "الوَسيَّة" التى كُتب على غلافها الأمامي (رواية) والخلفي (مذكَّرات) وداخل المتن (سيرة ذاتية) - حيث غالباً ما يلتقيان في الحبكة والسرد الروائي، غير أن الكاتب غالباً ما يميز مشروعه عن طريق ما يسمى بفضاء السيرة الذاتية، أى درجة صدق الكاتب مع تجربته الشخصية وهو ما يميزه القارئ بسهولة عن طريق مقارنة أسماء الشخوص مع واقع تاريخي معروف لديه.
ونرى أن الرواية تعمد على الصدق الرمزي أو الخيالي بينما تعمتد السيرة الذاتية على صدق الكتابة الذاتية، وفي الفصل الخامس يرصد المؤلف بعض النماذج التى كُتب لها الاستمرار في الأدب العربي مثل التراجم الشخصية وبعض النصوص التى تعبِّر عن تحولٍ فى المفهوم العربي لأدب السيرة الذاتية نتيجة التأثر بالكتابة الغربية، فيقارن بين مدى وعمق تأثير التراث العربي التقليدي على السيرة الذاتية العربية الحديثة من ناحية، وأثر الأعمال الغربية من ناحية أخرى.
ويتناول الفصل السادس ملْمحاً جديداً ميّز السيرة العربية الحديثة وهو الاهتمام بالكلام عن مرحلة الطفولة التى غابتْ عن الكتابة الأوتوبيوجرافية الكلاسيكية، وهذا الملْمح نرصُده أيضاً فى الأعمال الغربية، هذا ونلحظ غياب، أو تغييب، مرحلة المراهقة أو مرحلة تفتح الجسد عن معظم الأعمال، ويتناول هذا الفصل أيضاً بداياتِ أو مفتَتِحات العمل وكذا نهاياته، فيذكر أن معظم البدايات تنطلق إما من لحظة الميلاد البيولوجى للكاتب أو لحظة توهُّج الذاكرة الأولى أو ما يسميها كوَّة الضوء الأول للوعي أى نقطة وعي الطفل بالوجود والعالم بأبعاده المادية والاجتماعية.
غير أن الانطلاق من لحظة الميلاد الفعلي أو البيولوجي تظل الأكثر شيوعاً بين كُتّاب السيرة الذاتية العربية، فيفحص المؤلف ثمان حالات من بين عشرين بدؤوا بهذا المفتتَح التقليدي.
يتناول الفصل الثامن أوطاناً مُتخيَّلة، الطفولة بوصفها مَشاهد وصوراً متخيَّلةً شديدةَ الالتصاق بالمكان كأحد مفردات العمل الأدبي. فالمكان الذى نشأ فيه الطفل يتم رصده من خلال هذه العين الصغيرة التى تختلط فيها الواقع بالخيال بارتباك الأبعاد بهوية الفرد وهوية المكان، بينما يناقش الفصل التاسع الفقر كأحد أهم القيم التى تم رصدها فى تلك الأعمال حيث ارتبطت الطفولة فى معظم الحالات بظروف قاسية عاشها هؤلاء الكتاب. فى حين تشترك معظم الأعمال فى النهاية التقليدية مثل مشاهد الرحيل أو الفراق.
يتناول الفصل العاشر من كتاب "في طفولتي" قيمة الحرية كهدف رئيس يصبو إليه أدب السيرة الذاتية من خلال الضلوع فى صراعات مع ألوان السلطة بدءاً بالسلطة الأبوية فى أسرته الصغيرة بوصفها النواة الأولى للمجتمع المقبل للطفل.
فالسلطة القمعية التى تسِمُ معظم الأسر العربية، سيَّما القديم منها، والاشتباك فى الصراع معها يعكس الحلم الجماعي بمجتمع أكثر حرية وأكثر مساواة. يحلِّل هذا الكتاب كل القيم السابقة وغيرها الكثير من خلال التطبيق الأكاديمي على عشرين نموذجاً من أدب السيرة الذاتية العربية منها: "الأيام" لطه حسين بجزأيها الأول والثاني وبينهما فاصلٌ زمنيٌ يمتد لعشر سنوات 1929-1939، "قصة حياة" للمازني 1943، "طفل من القرية" لسيد قطب 1946، "حياتي" لأحمد أمين 1950-1952، "أيام الطفولة" لإبراهيم عبد الحليم 1955، "إسمعْ يا رضا" لأنيس فريحة 1956، "في الطفولة" لعبد المجيد بن جلون 1957-1968، "سبعون" لميخائيل نعيمة 1959، "سجن العمر" لتوفيق الحكيم 1964، "على الجسر" لبنت الشاطئ 1967، "مذكرات" جورجي زيدان 1968، "بقايا صور" و"المستنقع" لحنَّا مينه 1975-1977، "معي" لشوقى ضيف 1981، "عينان على الطريق" لعبد الله الطوخي 1981، "الخبز الحافي" لمحمد شكري 1982، "الوسيَّة" لخليل حسن خليل 1983، "لمحات من حياتي" لنجيب الكيلانى 1985، "رحلة صعبة _ رحلة جبلية" لفدوى طوقان 1985، "البئر الأول" لجبرا خليل جبرا 1987 و"سطور من حياتي" لمحمد قرة علي 1988.
المصدر (http://www.jamaliya.com/new/show.php?sub=357)


http://www.y1y1.com/u/upload/wh_107345741.gif


http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif

http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 08:46 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif

"السيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي المعاصر"
تأليف: أمل التميمي
يتناول هذا البحث السيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي المعاصر، مع تحليل نماذج مختارة، وقد قامت الكاتبة المصرية أمل تميمي بعملية انتقاء لمجموعة من النصوص بناء على عدة مسوغات: أولها أنها نصوص لنساء شهيرات اعترفن بأن نصوصهن سيرة ذاتية، بالإضافة إلى إجماع النقاد على ذلك أيضاً.
وثانيهما أنها نصوص تطبق عليها إلى حد كبير شروط السيرة الذاتية بمفهومها الحديث، وقد راعت الكاتبة أن يكون بينها قواسم مشتركة، كنقاط الاختلاف والتنوع الجغرافي والفارق الزمني.
بحيث تمثل النماذج المختارة هذا الفن عبر أجيال ومراحل مختلفة، إنه اختيار روعي فيه قدر الإمكان التنوع في الموضوعات والهموم التي شغلت بها المرأة في حياتها، إلى جانب ذلك الاختلاف في الطرائق الفنية المتبعة في كل نموذج لتقديم قصة كفاحها وحياتها.
تنقسم الدراسة إلى مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة، وكل فصل يعالج عدداً من المباحث المترابطة، أما المدخل فيحمل عنوان:
مفهوم وظاهرة السيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي الحديث
وفيه تحاول الباحثة تتبع مفهوم السيرة الذاتية، كما تحاول أن تصل إلى مفهوم للسيرة، أعانها ذلك في قراءة العينات والنماذج المختارة للتحليل في الفصلين الثاني والثالث.
كما تتبعت بصورة أولية ظاهرة كتابة السيرة الذاتية عند المرأة بكل ألوانها الفرعية، ورصدت تطورها بحسب ظهورها من مقالات صحافية إلى قالب روائي، ثم إلى سيرة ذاتية، ثم خصصت الجزء الأخير من المدخل للتعريف الموجز بالشخصيات المختارة نماذجهن للتحليل في الفصلين الأخيرين.
أما الفصل الأول، فيحمل عنوان:
السيرة الذاتية النسائية بين التاريخ والنقد
ويضم أربع نقاط أساسية: الأولى بعنوان أسباب الغياب النسبي للسيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي الحديث ومنه ترصد الكاتبة بشيء من التفصيل أهم العوامل الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي ساعدت على هذا الغياب، والثانية بعنوان قلة الاهتمام النقدي بالسيرة الذاتية النسائية في النقد الأدبي المعاصر.
وركزت فيه على الاهتمام على أسباب تهميش السيرة الذاتية النسائية في مقابل الاحتفاء بالسيرة الذاتية الذكورية، والثانية بعنوان تحديد الوضع الراهن للسيرة الذاتية النسائية، وفيه تمّ تفصيل المتغيرات الحضارية التي شهدها أواخر القرن العشرين، وما عكسته تلك الحضارة الحديثة على تطور فن السيرة الذاتية النسائي، والرابعة بعنوان ظاهرة الإبداع السيري ذي الهوية المزدوجة.
وفيه استعرضت الباحثة بعض الكاتبات العربيات بنصوص سيرية كتبت بلغات أجنبية، تم اختيار النماذج التالية للدارسة أو التحليل (هدى شعراوي، نبوية موسى، عائشة عبدالرحمن، زينب الغزالي، فدوى طوقان، نوال السعداوي، ليلى عسيران، ليلى العثمان).
يحمل الفصل الثاني عنوان:
قضايا السيرة
وفيه تحليل مكثف لأهم قضايا السيرة الذاتية النسائية في النماذج المختارة، ويضم ثلاث نقاط، ركزت فيها الكاتبة على الدوافع ثم على موضوعات السير الذاتية النسائية وأخيراً على المادة الاعتراضية.
أما الفصل الثالث فهو بعنوان:
الملامح الفنية للسيرة
وفيه دراسة تفصيلية لأهم الملامح الفنية المميزة للنماذج المختارة، وهو يضم ثلاث نقاط: الأولى عن العناوين ودلالتها، والثانية عن مقومات السيرة والثالثة عن انشطار الذات الأنثوية في السيرة الذاتية.
وختمت الباحثة بموجز قدمت فيه أهم النتائج التي توصلت إليها، سواء فيما يتعلق بعلامات تطوّر فن السيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي الحديث، أو فيما يخص نتائج التحليل في النصوص المختارة بعد تحليلها وعقد الموازنة فيما بينها.
ظهر من الدارسة التحليلية ما جعل الكاتبة تسلم بأن فن السيرة الذاتية النسائية في الأدب العربي بصدد التكون أو يوشك أن يتأسس كجنس أدبي له قواعده ومعاييره الجوهرية التي تميزه بخصوصية نوعية.
وتوصلت الكاتبة إلى مقومات أساسية للسيرة ساعدها على التقيد بها التعريف المقترح إلى التوصل لنتائج مرضية نوعا ما في حدود الدراسة الحالية، وفي حدود النصوص المختارة من أهمها طبيعة الموضوعات التي تعالجها السيرة الذاتية النسائية، فهي تكشف عن مبدأ الازدواجية في الفكر العربي بين المجددين والمحافظين.
كما أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين العام والخاص من حيث إبراز دور المرأة السياسي وارتباطها بالقضايا الوطنية، وتحليل ذاتها تحليلاً يكشف عن آرائها ومواقفها السياسية، وهذا يرد الاتهام القائم على أن أدب المرأة لا يعكس سوى المشكلات الخاصة بالمرأة.
وأخيراً أهمّ ما يميز السيرة الذاتية النسائية هو تمزق الذات الأنثوية وانشطارها في النص المكتوب الذي من المفترض أن يعبّر عن ماهيته وكيانه البيولوجي والاجتماعي كذات أنثوية دون تملص أو هروب من هذه الحقيقة الطبيعية.
وكان لدور التشريح النقدي الذي يمارس على الكتابة الأنثوية بوصفها خطاباً ذاتيا وإدانتها على ظهور طبيعتها البيولوجية في خطابها الأدبي ظهور هذه العقدة الحضارية في كتابة المرأة والسيرة الذاتية على وجه الخصوص.
فإن المشرحة النقدية الحديثة لكتابة المرأة خلقت امرأة ثنائية متناقضة تحب وتكره في الوقت ذاته، تكره ذات الآخر المتمثلة في الرجل، تقلده ولكن لا تعترف بإعجابها به.
المصدر (http://www.aklaam.net/aqlam/show.php?id=2287)
http://www.y1y1.com/u/upload/wh_107345741.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 08:53 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
"مقومات السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث .. بحث في المرجعيات"
الدكتورة
جليلة الطريطر
٭ الناشر: مركز النشر الجامعي بتونس
ومؤسسة سعيدان للنشر
تجعل الباحثة الدكتورة جليلة الطريطر من مفهوم المرجعية السير ذاتية، الاشكالية المركزية التي استقطبت اهتمامها، بسبب جوهري هو أن كل قضايا السيرة الذاتية، الكلية منها والجزئية، لا يمكن ان تفهم حق الفهم، ولا أن تحظى بتحليل منهجي قويم، يستوفي ما أمكن شروط الدقة والتعمق العلميين، ما لم ترتبط هذه القضايا بتعيين نوعية نظام الإحالة في السيرة الذاتية وإبراز أهم خصائصه، ورغم أهمية هذه الاشكالية، فإن الباحثة قلما وقفت على محاولات نقدية مستفيضة ومعمقة اتجه أصحابها إلى توضيح مقومات المرجعية السير ذاتية وابراز انعكاساتها على قراءة هذا النوع من الملفوظات وتأويلها، وهو ما حدا بها إلى دفع بحثها في هذا السلك بالذات وربط النتائج التي انتهت إليها في القسم النظري بالنهج التطبيقي الذي تبنته في قراءتها لنصوص السيرة الذاتية العربية، في محاولة لابراز مدى التناغم والانسجام الكائنين بين المستويين النظري والتطبيقي، وقد تخصصت هذا المستوى الأخير للوقوف على أهم الثوابت الفنية والدلالية التي رشحت بها نصوص المدوّنة السير ذاتية العربية.
حاولت الباحثة ما أمكن ان تتجنب التعسف في التأويل وان تحترم طبيعة النصوص التي قامت بمقاربتها، وليست في الواقع هذه النتائج النظرية التي بسطت القول فيها في القسم النظري من بحثها إلا ثمرات حرصها على التشبع بالنصوص العربية ومداومتها النظر فيها والإنصات إليها، كان يدفعها إلى مزيد من التعمق والتوغل في مسالك تحليلية جديدة، وهي ترى ان استنزاف مادة النصوص السير ذاتية، واستكشاف كل كنوزها وخباياها، مأربان لا يمكن بحال بلوغ منتهاهما، لأنهما متجددان بتجدد القراءات المسلطة على هذه النصوص، وبتجدد سباق القراءة ذاته، وكفاءة القراء المعرفية وحساسياتهم الأدبية.
وقد اجتهدت الباحثة في أن تكون النتائج التي انتهت إليها مبررة تبريراً كافياً ومقنعاً، فاعتمدت خطة الربط دائماً بين الأحكام النقدية العامة التي اثبتتها ومختلف الشواهد والأدلة النصية المثبتة لمصداقيتها في النصوص المعتمدة، وهي تؤكد أن البحث الذي اضطلعت به ليس في النهاية إلا مقدمة أساسية للبحث في خصوصيات خطاب السيرة الذاتية العربي في مستواه التاريخي المتطور، ذلك ان هذا الخطاب قد شهد اتساعاً في نصوصه إذ تعددت الكتابات الممثلة له في مختلف البلدان العربية، فضلاً عن تطور أشكالها ومضامينها، لكن هذا الجديد السير ذاتي الذي يحتاج إلى المتابعة والتمحيص والدرس، يظل على الدوام رغم التغيرات الحاصلة في سياقه والمؤثرة بصورة مباشرة فيه، مشدوداً من نواح عدة إلى الجذر السير ذاتي الأهم الذي منه تولدت النصوص اللاحقة وعنه تفرعت، وهذا الجذر القاعدي المشترك هو الذي تضافرت جهود طبقة الرواد على تأسيسه، من أمثال طه حسين والعقاد وسلامة موسى وأحمد أمين وميخائيل نعيمة وتوفيق الحكيم.

http://www.alriyadh.com/img/logoin.gif (http://www.alriyadh.com/)
الخميس 11 ربيع الآخر 1426هـ - 19 مايو 2005م - العدد 13478
المصدر (http://www.alriyadh.com/2005/05/19/article65536.html)
http://www.y1y1.com/u/upload/wh_107345741.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 09:00 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
http://www.alriyadh.com/2008/03/25/img/263667.jpg
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.alriyadh.com/2008/03/25/article328668.html)
http://www.alriyadh.com/img/logoin.gif (http://www.alriyadh.com/)
الثلاثاء 17 ربيع الأول 1429هـ - 25 مارس 2008م - العدد 14519
المصدر (http://www.alriyadh.com/2008/03/25/article328668.html)
http://www.y1y1.com/u/upload/wh_107345741.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 09:06 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
السيرة الذاتية في الأدب العربي
(فدوى طوقان وجبرا ابراهيم جبرا وإحسان عباس نموذجاً)
http://www.adabwafan.com/content/products/1/20457.jpg
عدد الأجزاء: 1
سنة النشر: 2002
الطبعة رقم: 1
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
صفحة: 384
هذه دراسة جادة، سعت لتأصيل فن السيرة في أدبنا الحديث، الذي لم يكن له شأن كبير في أدبنا القديم، وتكمن أهميتها في أنها جمعت بين النظرية والتطبيق، فتحدثت باستقصاء عن طبيعة الفن، وظروف نشأته، والعوامل التي أثرت فيه، ومدى صلته بالفنون النثرية الأخرى، وقد مثل هذا الإطار النظري للدراسة، وتبعه الجانب التطبيقي الذي انصب على ثلاثة نماذج في السيرة، لثلاثة أعلام هم:
جبرا إبراهيم جبرا، وفدوى طوقان، وإحسان عباس، الذين اتفقوا في الأصول بيئة، ونشأة وثقافة في فلسطين، واختلفوا في النزعات والميول ففدوى طوقان راوحت في اعترافاتها بين الجرأة والتردد في آن، وجبرا روائي محلق في عالم الخيال بأجنحة من الواقع، واحسان عباس ناقد ذو منهج صارم.
لقد كان هؤلاء الثلاثة - بتباين ميولهم، وتعدد نزعاتهم التي انعكست على سيرة كل منهم - نماذج دالة على كتابة السيرة في أدبنا الحديث.
http://www.y1y1.com/u/upload/wh_107345741.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 09:42 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
ناقشت الباحثة لطيفة لبصير أطروحة الدولة في الآداب، تحت عنوان:
"السيرة الذاتية النسائية، تحليل نماذج"
وقد كانت اللجنة العلمية على الشكل التالي:
- الدكتور عبد المجيد نوسي، مشرفا.
- الدكتور عبد الفتاح الحجمري، رئيسا.
- الدكتور المختار بنعبدلاوي، عضوا.
- الدكتور أحمد توبة، عضوا.
- الدكتور سعيد جبار، عضوا.
بعد المناقشة، حصلت الباحثة على دكتوراه الدولة بميزة حسن جدا، وهذا نص التقرير الذي تقدمت به الباحثة أثناء المناقشة:
التقرير:
ينطلق هذا البحث من إشكالات عديدة، تنبع من اختيارنا لدراسة هذا الموضوع، فلماذا السيرة الذاتية النسائية؟ ولماذا هذا التخصيص في حد ذاته؟ هل يعود الأمر إلى افتراضات مسبقة ترى أن المرأة تكتب بشكل مختلف، فعمدنا إلى إفرادها في هذه الدراسة، أم أن الأمر يتعلق بشكل تنظيمي فقط؟
لا يمكن أن نتجاهل الإشكالات الكثيرة، التي أصبحت تثيرها الدراسات العربية والغربية فيما يتعلق بالأدب النسائي، واختلاف مكتوب النساء عن مكتوب الرجال، وذلك لما أثاره هذا الضجيج الاصطلاحي من تعددية في الآراء وفي الانتاج أيضا، وقد أدت هذه الاختلافات إلى محاولة النساء وضع برنامج نقدي خاص يدرس المنتوج النسائي بصورة مختلفة، ولذا أصبح البحث عن نظريات منعزلة تدرج ما تكتبه المرأة تحت منظور النقد النسائي(أعطي مثالا بما تنتجه النساء تحت اسم المرأة والذاكرة، أمثال “قالت الراوية لهالة كمال، عاطفة الاختلاف لشيرين أبو النجا، مائة عام من الرواية العربية لبثينة شعبان إلى غير ذلك من المؤلفات)، ويتم عزل هذه النظرية عن النظريات العامة(أعطي مثالا بكتاب رامان سلدن: النظرية الأدبية المعاصرة)، وكأن أدب المرأة يتطور لوحده بمعزل عن السياقات الثقافية الأخرى التي أنتجته، وبمعزل أيضا عن التطورات الحاصلة في النظريات.ولعل محاولة العديد من الناقدات الغربيات والعربيات إعادة قراءة الموروث العربي بشكل مختلف، مرده إلى غيبة سير النساء من حقل الدراسات النظرية وأيضا من حقل التصنيف، (أعطي مثالا بزمن الرواية لجابر عصفور الذي لم يشر إلى سيرة نسائية واحدة ضمن عمله، إضافة إلى العديد من الدراسات التي تقرأ السير الذاتية النسائية بشكل عابر جدا، دون الوقوف على خصائصها).
وهناك إشكالات أخرى تنطلق من أن أدب الاعترافات حرام لدى النساء بحكم الوضع الاجتماعي للمرأة، ولعل ذلك ما خلق التباسا لدى المرأة في حد ذاتها، فهناك تذبذب بين السيرة الذاتية والرواية، ويمكن أن نعطي مثالا ب"أوراق شخصية" للطيفة الزيات و"ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي و"السيقان الرفيعة للكذب" لعفاف السيد، إلى غير ذلك من النصوص.
وتهيمن إشكالية التذبذب بين السيرة والرواية في أعمال رجالية أيضا،غير أن حدتها تتضاعف في النص النسائي، ويمكن القول إن السيرة الذاتية بالأساس جنس يعاني من إشكالات خاصة به، ذلك أن الدارس الآن للسيرة الذاتية يجد نفسه أمام كم من المصطلحات الكثيرة التي أصبحت تصنف العمل، فهناك السيرة الروائية والسيرة الذاتية النسوية، والسيرة الذاتية الروائية، وروائية السيرة الذاتية، إلى غير ذلك من المصطلحات، وهذا يثبت أن هذا الجنس الأدبي، بقدر ما أثار فوضى في نهاية القرن الثامن عشر، ليحقق القطيعة مع السيرة، وليستقل كجنس أدبي باعترافات جان جاك روسو وكازانوفا فرانكلين، وغيرهما، يعمد الآن إلى إثارة نفس الفوضى، لكن لطمس معالم الجنس.
إن كل هذه الاشكالات تضيف إلى السيرة الذاتية النسائية إشكالا آخر، إذ إننا نفترض من خلال النصوص السير ذاتية النسائية أن هناك بناء خاصا ترومه هذه الكتابة، ذلك أنها نتاج اجتماعي، وحديثة نسبيا مقارنة بالأجناس الأدبية الأخرى. وعليه، فإن المرأة تكتب سيرتها الذاتية وهي تنتج خطابا آخر، غير خطاب البوح الذي تبوح به. ونحن نحاول أن نقرأ هذا الخطاب الذي تنتجه لأن وراءه خطابا آخر هو حقيقة الذات الأنثوية، ذلك أننا نجد أن الكاتبة في السيرة الذاتية النسائية ليست هي الساردة، وعليه فسنقوم بقراءة هذه الساردة وهي على مسافة من الكاتبة، مع العلم أن السيرة الذاتية بشكل عام، تبدأ من الكاتب واضع العمل، فالكذب والمرواغة والنسيان وأساليب الانزلاق والدوران اللغوي، كل ذلك يدخل في حقيقة النصوص السير ذاتية النسائية.
إن الخطاب الذي تنتجه المرأة غالبا ما يتم توثيقه بالتخييل، ولذا، فان هناك دوما خوف من التجنيس، ومن الميثاق أيضا الذي يوقع التعاقد بين الكاتب والقارىء على حقيقة العمل الأدبي. ووفق هذا المنظور، هناك إشكالات تخص تطور السيرة الذاتية نفسها.
وضع فيليب لوجون، في كتابه "الميثاق الأوتوبيوغرافي" 1975، التعاقد بين الكاتب و القارىء على أساس الصدق في العمل الأدبي. وقد عمل النقد من خلال هذا الميثاق على قراءة العديد من الأعمال الأدبية. إن اسم المؤلف ينبغي أن يطابق اسم الشخصية. وتبعا لذلك فان التطابق ينفي عالم التخييل ويتم التعامل مع العمل على أساس أنه حقيقة الكاتب. غير أن معيار المطابقة بدأ في التحول أيضا، ذلك أن الأعمال الأدبية ذاتها بدأت تبتعد عن حكي الحيوات الخطية، لتدخل في التجديد وفي التخييل.وأمام هذا التحول، لم يكن بد للنقاد أن يعتبروا التخييل حقيقة أخرى للسيرة الذاتية، ولذا جاء كتاب سيرج دوبروفسكي "السير الذاتية من كورناي إلى سارتر" ومقال فيليب لوجون الهام
"كيف لي أن أجدد في السيرة الذاتية"، فقد لاحظ فيليب لوجون أن العديد من الحيوات تتشابه، وقد سبقت إلى النشر، والنتيجة أن هذا المحكي يتشابه بالرغم من التفرد الذي يطبع كل حياة، معتمدا في ذلك على كتاب مارسيل بنابو"لماذا لم أكتب أيا من كتبي؟" الذي يفترض أن كل العوالم التي قرأها سابقا وتماهى معها،تبعث من جديد في أعمال أدبية ذاتية، لا يمكن القول عنها سوى أنها منتحلة، مستنتجا أن كل السير الذاتية قد كتبت مسبقا، ولكي يكتب شخص ما سيرته الذاتية، عليه أن يجمع الجمل و الشذرات المأخوذة من نصوص سابقة.
من ثم كانت ضرورة النظر إلى السيرة الذاتية نظرة أخرى ترى أن التجديد يكون على مستوى نظام التركيب، ذلك أن الشكل ينبغي أن تضاف إليه عناصر تقترب من الخلق أكثر مما تقترب من سرد الأحداث الواقعية، ولذا فان المنظور الذي وضعه فيليب لوجون، وهو بنسبة من التعقيد، هو أن تكتب حياتك وأن تتخيل أيضا، وأن لا تكذب، وهو أمر ليس سهلا، فالمتخيل يحكي عن الذكريات، وهذا ليس بالأمر الهين، فكيف لي أن أكذب بصدق؟ فكل شيء حقيقي، وكل شيء أعيد بناؤه.
استنادا لما سبق، فان الأمر لا يعدو مجرد تكرار لنصوص سابقة، والصعوبة تتجلى أن هناك فكرة أساسية كما يرى فيليب لوجون، ترى أن السيرة الذاتية تتعارض مع الجمال، ولعل هذه الثنائية التي تتراوح بين خطاب الحقيقة وخطاب الجمال هي ما جعل العديد من المبدعين يعملون على نزع السيرة الذاتية من الأشكال التقليدية للسرد والتوثيق، وأن يمروا إلى إملاء أشكال جديدة تمنح أهمية كبرى للغة.
ويشكل هذا الخطاب في السيرة الذاتية النسائية درجة كبرى، ذلك أن تحديد المتكلم النسائي في السيرة الذاتية يعتريه نوع من اللبس، فهل يحيل هذا الضمير على الكاتبة، أم أنه بناء آخر يمرر عبر الميثاق السير ذاتي إشكالا آخر؟
إننا نفترض من خلال السير الذاتية النسائية ذلك التباعد بين الكاتبة والضمير الذي تتحدث عنه، ولأجل دراسة هذه السيرالذاتية، عمدنا إلى اختيار تصور منهجي يلائم طبيعة النصوص التي تكتبها المرأة، وهو منهج التحليل النصي كما اشتغل عليه جان بلمين نويل، بالاضافة إلى العديد من أدوات الاشتغال التي استقيناها من المهتمين بهذا الجانب ويتعلق الأمر بفيليب لوجون وسيرج دوبروفسكي، وجورج كاسدورف، إضافة إلى الدراسات الهامة التي تربط بين حقل السيرة الذاتية والجانب النفسي، والتي انصبت عليها أبحاث الحقل الفرنسي في محاضرات عديدة نذكر منها ندوة "من السيرة الذاتية إلى التخييل الذاتي"، ندوة "السيرة الذاتية والتحليل النفسي"، ندوة "الكتابة عن الذات والنرجسية"، ندوة "السيرة الذاتية"، ندوة "الكتابة النسائية والسيرة الذاتية"، ندوة "الكتابة عن الذات والتحليل النفسي"، إلى غيرها من الندوات الهامة.
يفترض جان بلمين نويل أن النص يصوغ بناء آخر، يختلف عن الكاتب، تكون الكتابة هي المسؤولة عنه وليس الكاتب، من أجل ذلك اقترح مفهوم لاوعي النص الذي يحدث تعالقا بين الآخر داخل الكتابة والآخر داخل القراءة، وقد كان اختيارنا لجان بلمين نويل نابعا من كونه يعمل على قراءة النص من خلال قراءة المستويات التي تضغط على ترتيب الكلمات والجمل والحوافز والصور المستنسخة داخل المحكي، إضافة إلى أنه يساعدنا على قراءة النصوص أيضا من الداخل، وبالرغم من أن السيرة الذاتية تهتم بالكاتب بدرجة كبرى، فإننا ارتأينا الاهتمام بالكتابة بشكل أكبر، وذلك لتصورنا أن النقد الذي يتناول السير الذاتية يظل حبيس علاقة الكاتب بنصه وتجليات هذا الكاتب وعلاقته بالحقيقة، ولأن النصوص السير ذاتية النسائية تفترض حقيقة أخرى غير حقيقة علاقة النص بكاتبه، فقد ارتأينا دراستها بكيفية مختلفة، وعليه فقد عملنا على تحليل نماذج من السيرة الذاتية النسائية:
- أوراقي … حياتي ( ثلاثية نوال السعداوي)
- رحلة جبلية … رحلة صعبة لفدوى طوقان
- الرحلة الأصعب لفدوى طوقان.
- الجلادون لربيعة السالمي.
- المحاكمة لليلى العثمان.
- حديث العتمة لفاطنة البيه.
إن اختيارنا لهذه النماذج المختلفة والمتباينة أيضا كان الهدف منه، فضلا عن دراستها، هو رصد الاختلافات التي يمكن أن تكون بينها، فالانطلاق من فكرة أن المرأة تنجز سيرة ذاتية مختلفة ينبغي تبريره من خلال نصوص مختلفة أيضا، حتى نصل إلى خلاصات مقنعة، لذا عملنا على تحليل نماذج متباعدة نوعا ما، تجمع بين الأديبة التي أنجزت أعمالا متعددة، مثل ليلى العثمان ونوال السعداوي و الشاعرة فدوى طوقان التي تكتب سيرتها الذاتية و ربيعة السالمي التي أنجزت هذه السيرة لتكتب عن نضالها، إلى فاطنة البيه التي كتبت هذا العمل للحديث عن اعتقالها. فالنصوص تنطلق من عوالم مختلفة. وبالرغم من هذا الاختلاف، وجدنا أنفسنا، ونحن نقرأ هذه السير الذاتية أمام طرح إشكالي أول: هو عودة كل هذه السيرالذاتية إلى الطفولة كعالم أول تنطلق منه الكتابة عن الذات. فكيف تكتب المرأة هذا العالم وكيف تقدمه إلى القارىء؟
من خلال السير الذاتية النسائية، تبين لنا أن العودة للطفولة ليست عودة من أجل السعادة، كما يقر أغلب الباحثين، بل هي عودة يبنينها الشقاء والخلل. ولذا فان محكي الطفولة الذي يتأسس في النص، يقدم خطابا آخر. وقد تم توظيف بعض المفاهيم مثل مفهوم الرواية الأسرية الذي كان أول من كتب عنه هو فرويد(1909)، إلا أننا رأيناه من منظور آخر وهو علاقته بالسيرة الذاتية. فالساردة تصنع هذه الرواية الأسرية، إذ إنها لا تستطيع أن تسرد ما تم حدوثه في الواقع. ولذا، فهي تعمل على الحديث عن مراحل عمرية قديمة جدا من خلال أقوال وسرد الآخرين. ولأن الساردة التي تبني هذه السير الذاتية منشغلة بتأسيس خطاب آخر داخل هذه الكتابة، فان عنصر الإضافة يعمل على نسج نوع من الاستعارات والتخييلات. لذا فنحن نتحدث عن صنع رواية أسرية. وهذا الصنع يلتقي مع المفاهيم التي طرحناها سابقا، وهي الكذب بصدق، وعنصر الجمال والخلق الذي تبنيه الكتابة السير ذاتية النسائية . ولكن لماذا هذا الصنع؟ ولماذا يهيمن عنصر الاضافة في النص؟
إننا نجد أنفسنا، ونحن نقرأ هذه السير الذاتية، أمام خطاب مزدوج يتكرر. فالسرد لا يبلغ فقط، وليس في نيته التبليغ، بل يضيف الخلق والتخييل، إذ يتم تخييل لحظة الولادة مثلا في سيرة نوال السعداوي. من هنا يمكن القول إن الأحداث الحقيقية تم حكيها من خلال حكي الجدة، في حين أن المجازات مستحدثة من خلال حكي الساردة، وهي تعمل هنا كنوع من الإضافة التي تأتي من عالم الحاضر، أي الزمن الحالي . إن البحث عن الاضافة هي ما جعلنا نعمل على قراءة المحكيات الذاتية، معتمدين على دوريت كوهن في هذا التمييز بين المحكيات الذاتية المتنافرة مع الماضي والمحكيات الذاتية المتناغمة.وقد وجدنا أن المحكي الذاتي التنافري يخلق بعدا مهيمنا. فالساردة تستحضر من خلال هذا المحكي علاقتها الرافضة لكل السياق الغيري الذي أوجد سيرتها. ولذا، تعمد إلى استحضار السير الغيرية كإضاءة للدور المحدد للسلالة التي طبعت المنطق الخاص للسلوك. ونجد هذا مهيمنا بحدة في ثلاثية نوال السعداوي، وسيرتي فدوى طوقان، والجلادون لربيعة السالمي. وهو أخف حدة في المحاكمة لليلى العثمان، وحديث العتمة لفاطنة البيه. غير أنه حاضر باستمرار في هذه السير الذاتية. إن صنع هذه الرواية الأسرية وعلاقتها بالسيرة الذاتية له ما يبرره لدى الساردة. ولذا فان الساردة تجدد التواصل مع هذا العالم، أو تصنعه، كي تخلق نوعا من المذنبين. وهؤلاء المذنبون هم الأسلاف. لذا فهي تصوغ نوعا من السير البيوغرافية للأشخاص الذين هيؤوا الحاضر الذي تحياه الساردة( أتحدث هنا عن الأب، عن الأسرة، عن المجتمع كنظام أبوي). وتعمد وفق هذا المنظور إلى نوع من التخييل التأويلي الذي يبني جملا تذهب إلى تأسيس بناء للتداعيات الخاصة داخل الكتابة، مما يتيح إمكانية استعمال بنيات التذكر المونولوجي الذي يبني عالما آخر، ذلك أن هذا البناء يأتي من عدم مصالحة الذات مع الواقع. وعليه فالساردة تنوع محكياتها بين ساردة تتذكر وساردة تبني تداعيات مسهبة تبتعد في كثير من الأحيان عن الواقع. إن التذكر، هنا، ينبني من خلال الأشياء التي تركت صدى في خلق هذه الذات الفردية. فالكاتبة التي تتذكر تفسح المجال للساردة التي تثرثر وتمضي في تفسير الأحداث حتى توجه القراءة. إننا لا يمكن أن نغفل أن الساردة تأخذ أهمية كبرى في النص، لأن الكاتبة التي تستعيد الأحداث، تترك المجال للساردة التي تتحدث طويلا، إذ أنها تنزاح عن هذه الأحداث التي ترويها، كي تحلل وتصدر أحكاما وتقدم أفكارا واستنتاجات، ذلك أن البناء الأساسي الذي تراهن عليه الكتابة هو إحداث تحول لدى القارىء في بسط كل الأحداث التي تميز الطفولة الأنثوية. فخلق الساردة في السيرة الذاتية النسائية يعود إلى إبعاد منظور الكاتبة وحضورها كسلطة داخل النص. فهي تحدث نوعا من المسافة بينها وبين المسرود، عبر حضور بنية السارد المتخيل. ولعل خاصية هذا الأخير، كما تقول دوريت كوهن، هي أنه سارد غير جدير بالثقة. لذا فقد ارتأينا أن المراتب التي تحدد الميثاق الأوتوبيوغرافي في السيرة الذاتية عموما، تختلف حين يتعلق الأمر بالسيرة الذاتية النسائية، ذلك أن المتكلم في السيرة الذاتية متكلم تقتحمه العديد من الضمائر المتعددة. فبداخل الأنا هناك أنوات غيرية تهيمن على هذا الضمير. ولعلها ما يسمح بتعدد هويته. فضمير المتكلم النسائي يصوغ أكثر مما يقول. لذا فانه لا يبوح، بل يختلق وينسج ذاتا أخرى تعمد الكتابة إلى تأجيلها أو نسيانها أو دورانها. من هنا، كانت أهمية قراءات بيلمين نويل لهذا النوع من الدوران داخل النص الابداعي.
إن وراء ثرثرة الساردة تختفي الأشياء التي تصمت عنها الكتابة. ولذا، فان البعد الزمني يخضع هو الآخر لهذه البنية. فهناك أزمنة استعادية تعود إلى الماضي. فالنصوص السير ذاتية تخلق محكيات نفسية تعمد إلى التكثيف والتمطيط الزمني الذي نجده مهيمنا في كل النصوص المذكورة، إضافة إلى تقنيات الحاضر الذي يكبر والذي نجده مهيمنا بحدة في ثلاثية نوال السعداوي والمحاكمة لليلى العثمان. وكلاهما كتب تحت ضغط الخوف من الموت ومواجهة السلطة. غير أن هناك زمنا آخر تخلقه هذه الكتابة السير ذاتية النسائية، وهو الزمن المستقبلي، الذي يبدو أنه الزمن القادم الذي من أجله تبني الساردة عالمها الخاص.
إن كلا الزمنين أي الماضي والمستقبل، كما يقر جورج كاسدورف زمن لاواقعي. لذا، فالكتابة عنهما هي خلق فقط، ذلك أن الأزمنة المؤسسة للآتي، كما تحاول الكاتبة أن تعبر عن ذلك، تكمن في الطفولة الأولى، فهي من صاغت الزمن القادم. ولعل ذلك ما يجعل الكتابة تذهب إلى خلق أزمنة متعددة تتجلى في التخييل والحلم وحلم اليقظة، والكتابة أيضا كبديل للموت، إلى غير ذلك من شاشات التخييل. إن الأزمنة التي تكتب عنها الكاتبة هي أزمنة تحويلية. فليس الغرض منها السرد فقط، ولكن تأسيس زمن آخر. لذا فهي تصنع أيضا هذا الزمن. ويتم هذا الصنع من خلال بناء مزدوج، فهناك دوما صوت ظاهر، وآخر كامن يعمل في الخفاء.
ولذا وجدنا أنفسنا أمام خصوصيات سردية نسائية تهيمن في الخطاب النسائي، ولها أهميتها في هذه السير الذاتية. وهي أن الساردة، التي تصوغ هنا من خلال ضمائر متعددة تتراوح بين ضمير المتكلم والمخاطب والغائب، تخفي وراء هذه التعددية خطابا آخر يتمثل في الأنا النرجسية التي تبرزها الذات المتكلمة في كثير من الأحيان للحديث عن الأنا المثالية وتعاليها. وهو ما أطلقنا عليه البعد النرجسي، وذلك لان الأنا دوما في صراع مع الآخر الذي يتمثل لدى الساردة في المضطهد. إنها تصنع نوعا من الأنا- الجلد على حد تعبير ديديي أنزيو، والذي يأتي كنوع من الحماية من الآخرين. وهو معطى متخيل يمنح الجهاز النفسي نوعا من الاستقرار والهدوء . إن الأنا النرجسية تخلق ثنائية في التصور والرؤية. ولذا، فان المنظور السردي الذي توجهه كاتبة السيرة الذاتية يمضي إلى اتساع الهوة بين المضطهد والنرجسي. فكلما امتدت أشكال المضطهد، تم إعلاء البناء النرجسي. وبالرغم أن الذات تسعى إلى بناء فردي، أحادي الرؤية والتصور، إلا أنها تبني خطابا مزدوج الصوت تبنيه لغة المضطهد والنرجسي.
وتبدو هذه الثنائية ملازمة للسيرة الذاتية النسائية. وهي تتجلى في ثنائية أخرى مهيمنة في خطابها. ويتعلق الأمر بثنائية الأنوثة والذكورة. وقد اعتبرنا هذه الثنائية مهيمنة في خطاب الساردة التي تتراوح بين عالمين مختلفين، مستعيرين في ذلك أحد المفاهيم النفسية لفرويد. ويتعلق الأمر بالخنثوية. وتحضر، هنا، بالمعنى السيكولوجي للذات المتكلمة، ذلك أن الساردة تخلق صيغة لامرأة غير محددة الملامح. ولذا، فالنص يتغير حسب الضمير الذي تنتقل إليه الساردة. فهي تتحول من الذكورة إلى الأنوثة، ولو أن البعد الخنثوي لديها يجعلها تتجه إلى أولوية القضيب على الأنوثة، إلا أنها تظل تتراوح بين جنسين مختلفين. ولذا فان التراوح الجنسي يتبعه بالضرورة التراوح النصي أيضا. فالنص يتخذ شكل الجنس الذي تتحول إليه الكتابة، ويصوغ كتابة ملتبسة. فالأنثى الكاتبة تسعى إلى تحطيم الخطاب الذكوري، ولكن من خلال الاعتماد على وسائله، الشيء الذي يصوغ لنا أنوثة ملتبسة لا هي بالذكورة ولا بالأنوثة. ولذا، كان اشتغالنا على هذا الجانب ضروريا، وذلك لأن التحول الجنسي في النص يؤثر على البناء النصي أيضا ويغيره. فالشكل يتبع المحتوى. وهي خاصية سردية مهيمنة في السيرة الذاتية النسائية وتتكرر بحدة، الشيء الذي دفعنا إلى الوقوف عندها وتحليلها وتحليل تحولاتها على مستوى النص. وتبعا لذلك، فعلاقة كاتبة السيرة الذاتية باللغة علاقة مختلفة. ولذا ارتأينا الاشتغال على الجانب اللغوي، إذ أن إبراز خصوصية السرد النسائي تتجلى على المستوى الشكلي والدلالي أيضا. ولأن الشكل يتبع المحتوى، فإننا انطلقنا من دراسات سابقة كانت ترى في المعجم اللغوي الذي تستعمله الأنثى معجما مختلفا. وعمدنا، وفق ذلك، على قراءة هذا المعجم ومحاولة حصره لدى كاتبة السيرة الذاتية. وتبين لنا أن اللاوعي النصي يتجلى على مستوى اللغة والأساليب التي تستعملها الكاتبة وتصوغها الساردة. لذا، فإن الثنائية تتكرر على المستوى اللغوي أيضا. فهناك جدلية تحكم خصوصية هذه الكتابة وهي أنها تتأرجح بين ثنائيتين توجهان المكتوب السير ذاتي النسائي. ويتعلق الأمر بجدلية الأنا والأنا الأعلى. فالأنا المتكلمة تداهمها أنوات أخرى غيرية، هي التي تعمل على تغيير نمط الكتابة. وتبعا لذلك، تنشأ أساليب متعددة تهيمن على هذه السير، ذلك أن علاقة المرأة بالمحرم علاقة مختلفة. ولذلك لا يمكن قراءتها إلا من خلال سيميائية التهوين. فعلاقة الأنا الأنثوي بميكانزمات الدفاع تختلف أيضا. فالأنا تبحث عن توازنها من خلال إلغاء أي تمظهر يجعلها تبدو واضحة. ولذا، نجد التحوير والقلب والاستعارات والكثافة اللغوية التي تتكرر في النص، والتي تصنع المسافة بين الأنا والرغبة، بل إنها تذهب إلى إنجاز محكي الحلم الذي يهيمن على هذه النصوص، والذي يأتي كبديل للواقع كي يتحدث من خلال التخييل عن الأنا.
إننا أمام نوع من الأساليب التي تتلون وتتغير في النص، و لم نجد بدا من قراءة هذه الأساليب، فداخل الأسلوب، تكمن رمزية اللاوعي، غير أن هذه الجدلية التي تحدث بين الرغبة والقانون تصوغ أسلوبا يتجه، في كثير من الأحيان، إلى الغموض، الشيء الذي يجعل الدال يؤجل مدلوله على الدوام، فالرقابة اللاواعية تداهم الدوال، وهذه الأخيرة تعوض بواسطة حلقات مفقودة وموزعة داخل النص. وعلى القراءة أن تكتشفها.
إن قراءة هذه المستويات النصية لا يخلو من متاعب، ذلك أننا نقرأ أيضا نصا معدلا من الدرجة الثانية، ونحن نتابع مستوياته، كي نصل إلى لاوعيه النصي، كنا ندرك مثلا، أن محكي الحلم هو نص معدل وتمت صياغته، وبالرغم من ذلك قمنا بقراءته، ذلك أننا نتعامل مع هذه المستويات كما تصوغها الساردة التي لها أهمية كبرى في النص السيرذاتي النسائي، ولذا كان لزاما علينا قراءة عنصر هام في هذه السير الذاتية، وهو عنصر التحويل، كما قدمه فرويد وطوره فيما بعد جان بلمين نويل وأندريه غرين إلى غيرهم من الباحثين، وذلك لأهمية هذا العنصر في السير الذاتية، وإن كان قد لازمنا طيلة البحث، فلأن ذلك له ضرورته، فجميع العناصر الداخلية لهذه السير مبنية على إجراء نوع من التحويل للذات المتكلمة أولا، وللذات القارئة ثانيا، ذلك أن الرغبة اللاواعية للكتابة تخفي وراءها بناء نوع من التأثير التحويلي الذي يبني نوعا من الغواية للآخر المغيب في النص، والذي من أجله يوجد هذا العمل.
فالسيرة الذاتية النسائية لم تكتب في هذه النصوص من أجل نوع من التلاشي أو استخلاص الحكمة والعبرة من تجربة مضت، بل من أجل تأسيس زمن مستقبلي، فهي تصوغ زمنا وعالما آخر من خلال السرد، وعليه فإن اختفاء الكاتبة في كثير من الأحيان لتحل محلها الساردة مرده إلى تأسيس نوع من السلطة غير المباشرة التي تحدث نوعا من التخييل القرائي الذي يبني نصا آخر، ويتأثر بالرواية الأسرية التي تبنيها الساردة في الكتابة.
يتضح، مما سبق، أن التعامل مع السير الذاتية النسائية لا يخلو من صعوبات، ولا ندعي أننا قمنا بتجاوزها، بل ستظل مفتوحة لإمكانات قادمة، فقد كان مشروعنا منصبا بالأساس على قراءة هذه السير، متتبعين في كثير من الأحيان التطورات النصية، وقد تبين لنا أن العديد من القراءات تظل حبيسة الكاتبة وحياتها الشخصية مثل نوال السعداوي كشخصية معروفة، إلا أننا حاولنا معرفة المكتوب وكيف تصوغه هذه الكاتبة من خلال بنية الساردة. وعليه، فإن كل الحقائق التي تقدمها الكتابة هي ما نقوم بقراءته، ذلك أنه يصعب تحديد أين ينتهي التخييل ليبدأ الواقع، فهناك حقائق ذاتية، غير أنها مندمجة داخل السياق الكلي للسير، فهي تدخل في بناء آخر يطعمه التخييل والأحلام والدوران اللغوي واللاوعي النصي، ولأن الأنثى الكاتبة منشغلة بهم أساسي هو بناء هوية أنثوية، فقد كان لزاما علينا أن نقرأ هذه النصوص وهي تبحث عن إثارة القراءة، معتبرين كل أساليب المراوغة والهفوات والكذب من حقائق الكتابة، فالكتابة لا تقدم الصدق، ولكنها تصوغ الشخصية التي نصل إليها من خلال آلية التأويل والتخييل التأويلي، إلى غير ذلك من الوسائل.
يبقى أن نحدد أن الساردة في السيرة الذاتية تصنع روايتها الأسرية وتصنع زمنها أيضا، وتخلق أنواعا متعددة من الثنائيات داخل الكتابة، إضافة إلى بناءات لغوية متعددة، يمكن القول عنها إنها أغنت هذه النصوص وساهمت في بنائها الحديث، وإن كان مرد ذلك إلى خوف الكاتبة من الحديث عن ذاتها، ولعلها أغنت البناء التركيبي وساهمت في تقنيات جديدة تضيف إلى السيرة الذاتية.
لطيفة لبصير
المصدر (http://www.doroob.com/?p=10840)
http://www.y1y1.com/u/upload/wh_107345741.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 10:04 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
مستقبل السيرة الذاتية
تماضر إبراهيم
الأربعاء 29/3/2006
تماضر ابراهيمعندما ألف طه حسين كتاب( الأيام)، كان فيه النص التأسيسي الأول لجنس جديد في الأدب العربي الحديث، اختلف النقاد في تحديد هويته..
هنا في دراسة للدكتور الناقد محمد الباردي عن السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث الذي - صدر حديثاً عن اتحاد الكتاب العرب - بعنوان (عندما تتكلم الذات)، نقرأ دراسة نقدية، على غاية من الأهمية والاتقان الفني، لناقد عربي تونسي، عرف بعلو كعبه النقدي، ليس في المشهد الثقافي التونسي وحسب، وإنما في المشهد النقدي العربي والغربي (قديماً وحديثاً)، وما احتشد فيه من معان ودلالات.‏
تفصح هذه الدراسات ومنذ استهلالاتها الأولى، عن أهمية هذه التجربة ا لنقدية، والأفاق التي ترودها، والأفكار التي تحللها، والجماليات التي تبديها.‏
ولعل ما تقدمه هذه الدراسة يريح من يرغب في المعرفة عن هذا الجنس الأدبي وقوامه، إذ يحاول الكاتب تصنيف وتعريف مفهوم السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث، التي تؤسسها أطراف رئيسية ثلاثة، وهي السارد، والمؤلف، والشخصية.‏
تصدى الكاتب بصورة أنيقة مبوبة من خلال الفهارس، حيث تحدث عن الاشكاليات الفنية لهذا الأدب الناشىء، وعن إنشائيته ومقوماته الفنية، ثم عن أشكاله الكتابية.‏
وفي طرح هذه المسائل المركزية سعى الكتاب إلى اقتراح إجابات لها، من خلال الاستناد إلى منهج علمي صارم لبعض الدراسات الإنشائية في الثقافة الأوروبية.‏
في تعريف ا لسيرة الذاتية نقرأ أنها بشكل عام، إنشائية عامة، ولها مقومات فنية مشتركة، لكنها تكتب بأشكال متعددة، ولهذا الجنس الأدبي سمات عامة تميزه، منها أن تكون السيرة الذاتية - حكياً استعادياً - وهو جنس سردي نثري، يقوم به شخص واقعي من وجوده الخاص بالعالم.‏
ولا تكتب بأسلوب واحد، إنما بأساليب مختلفة، ويجب أن يكون الموضوع أساساً هو الحياة الفردية وتكوّن ا لشخصية، يمكن أن تقوم عدة تبادلات مع باقي أنواع الأدب الشخصي.‏
تؤكد لنا هذه الدراسة، أن حد السيرة الذاتية وقوامها ثلاثة عناصر كتابة روائية، جنس أدبي، دور الذاكرة في عملية الاستحضار والامتداد بالسيرة، تنطبق هذه القاعدة على البعض فقط.‏
في جانب مهم يؤكد لنا الكتاب أن أنجح السير الذاتية في الأدب العربي الحديث، هي تلك التي كتبت بأسلوب روائي ابتداء من أيام طه حسين، مروراً بثلاثية حنا مينه والخبز الحافي، ووصولاً إلى ثلاثية نوال السعداوي، ونجاحها يكمن في درجة تلقيها وطبيعتها.‏
هذا يؤدي بنا إلى مصادر تتعلق بمستقبل السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث لاسيما أن هذا الجنس ا لأدبي هو الآن بصدد التأسيس، لذلك تعددت أشكال الكتابة فيه ولم يستقر حتى الآن، على شكل واحد.‏
تعتقد الدراسة أن الشكل الذي يتجه إليه هذا الجنس الناشىء، هو شكل الكتابة الروائية مستقبلاً، يعني أن المشهد الذي يمكن رسمه عن هذا الجنس الأدبي قوامه نصوص أدبية عديدة ومتنوعة ما يفرق بينهما لا يقل عما يجمع بينهما.‏
حاول هذا الكتاب التصدي لهذه الفسيفساء من النصوص السردية التي تحكي حياة مؤلفيها، وتحتاج إلى التصنيف، والتحديد والتعريف.‏
يصل القارىء في هذه الدراسة المشوقة إلى الخاتمة، ويستخلص أن السيرة الذاتية في الأدب العربي هي - حكي استعادي نثري - بأشكال سردية متنوعة، يقوم به شخص واقعي من وجوده الخاص بالعالم, وأيضاً العالم من حوله، وذلك عندما يركز على حياته الفردية والجماعية وعلى تاريخ شخصيته الجزئي أو الكلي.‏
المصدر (http://thawra.alwehda.gov.sy/_archive.asp?FileName=8631730920060328122300)
http://www.x88x.com/2008/Lor29272.gif (http://www.x88x.com/)
http://www.y1y1.com/u/upload/wh_107345741.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 10:27 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif


هل السيرة الذاتية موجودة في الأدب العربي؟
إيهاب الحضري
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
قبل سنوات، أصدرت مؤسسة "الأهرام" كتابا تضمن حوارات لنجيب محفوظ مع الناقد رجاء النقاش، ضم الكتاب اعترافات وآراء لأديب نوبل في عدد من المحيطين به، ولم تكد تمر أيام على صدور الكتاب، حتى سارع ابن شقيقته، محمود الكردي، لرفع دعوى قضائية، مطالباً بمنع توزيع الكتاب، بعد أن رأى أنه يسيء لكثيرين، ومن بينهم محفوظ نفسه! قبلها بسنوات كان رمسيس عوض قد خاض معركة مشابهة، بسبب مذكرات شقيقه لويس عوض، لأنه رأى أنها تسيء له ولآخرين.
وبعد هاتين الواقعتين، خاض أهالي عدد من طلاب «الجامعة الأمريكية» معركة لوقف تدريس السيرة الذاتية للأديب المغربي محمد شكري، لأنها تتضمن أحداثا تعتبر خادشة للحياء.
مرت السنوات وغابت الأحداث السابقة من ذاكرة الكثيرين، وبقيت السيرة الذاتية العربية، تعانى القيود التي تثبت أن البوح ممنوع إلى أجل غير مسمى.
البعض قرر أن يعفي نفسه من ورطة السيرة الذاتية، بالإقلاع عن كتابتها، وآخرون تحايلوا على العقبات باللجوء إلى رواية السيرة الذاتية التي تمنحهم القدرة على البوح دون الخوف من تهديدات مجتمعية أو أسرية تحكم على الموضوع من زاويا، لاعلاقة لها بالإبداع، فمن بين ما ضايق ابن شقيقة نجيب محفوظ في اعترافاته، أنها تتضمن إساءات فاضحة، عندما سئل عنها قال، في تصريحات صحافية نشرت وقتها: «مثل قوله إنه كان يدخل بيوت الدعارة السرية والعلنية، وهذا الكلام أثار موجة من السخط بين أبناء شقيقاته وأحفاده، فكيف يمكن أن ينشر كلام مثل هذا عن أديب عالمي، حاصل على جائزة نوبل، والمفروض أنه قدوة للشباب والأجيال الصغيرة. أنا فوجئت بهذا الكلام، واذا كان نجيب محفوظ قد ردد شيئا من هذا، فهو رجل كبير السن، ولا غبار عليه إذا أخطأ، وكان يجب ألا ينشره رجاء النقاش، كان عليه أن يحذف هذا الكلام، بدلا من فضح أديب عالمي يعيش في مجتمع عربي محافظ، له قيمه وتقاليده».
العرب لا يكتبون السيرة الذاتية
السيرة الذاتية، هي المحور الرئيسي لرسالة الدكتوراه التي يعدها حاليا الباحث ممدوح النابي بكلية الآداب «جامعة القاهرة»، فيها يبدأ بالإشارة إلى أن هذا الجنس الأدبي الذي يقوم على تعرية الذات نادر في العالم العربي، وقد « انتهى بعض النقاد إلى نتيجة عامة ومؤلمة، وهي نفي وجود سيرة ذاتية عربية تتجسد فيها مقومات السيرة الغربية، باستثناء «المنقذ من الضلال» للامام الغزالي و«التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا»، و«كتاب الإعتبار» لأسامة بن منقذ، أما ماعدا ذلك فهو ـ حسب تعبير الدكتور سليمان العطار ـ محاولة لإخفاء السيرة الذاتية وليس كتابتها!!»، ويشير النابي في أطروحته إلى عنصر الخجل الذي يقف عائقا حقيقيا في مواجهة محاولات البوح: « يعتبر الحياء رقيبا على جوهر الإنسان وكيانه الروحي الحقيقي، كما يقول عبد الرحمن بدوي، وارتفاع حدة الرقابة الداخلية دليل على وجود الرقابة الخارجية، فحياء الإنسان يمنعه من أن يعري ذاته أمام من يعرفونه، خصوصا إذا كانت التعرية مرتبطة بالأخلاق وانتهاكها. أسباب الحرج عديدة، لعل من أهمها أن كاتب السيرة لا يكتب عن ذاته فقط، وإنما يكتب عن آخرين، ممن شاركوه في صنع سيرته، فعلاقته بهم تتضمن امورا قد يتحرج الكاتب من البوح بها ربما بدافع الحرص عليهم أو بدافع تجميل صورتهم أمام الآخرين، وأي محاولة تتجاوز ذلك قد تجابه بردود فعل معارضة.. كل هذا يحول دون وجود سيرة ذاتية عربية خالصة تتجاوز المحظورات، لأن المجتمع لا يزال محكوما بمجموعة من الضوابط والأعراف التي تهدد من يخرج عليها بالمصادرة أو العنف».
لكن ألم تشهد السنوات الأخيرة، تغيرات مجتمعية وقيما أخلاقية جديدة، يرى البعض أنها جعلتنا أكثر قدرة على استيعاب الاعترافات؟ يجيب النابي: «هذا النوع من الأدب، لا يزال يقبل، على استحياء، حتى في الأوساط التي قد نرى انها تتمتع بمساحات اوسع من التحرر، والدليل ما حدث قبل سنوات مع رواية محمد شكري «الخبز الحافي»، فقد كانت مقررة على طلبة الجامعة الأمريكية، ومع ذلك ثارت ثائرة أولياء أمور الطلبة، وتم وقف تدريس هذه السيرة التي تتميز بالجرأة البالغة. كل هذا يشير إلى أن البيئة العربية لا تزال غير مهيأة لقبول مثل هذه الأعمال طالما تخطت الحدود المسموح بها»، بل أن الرفض يمكن أن يكون منصبا على جنس دون آخر، فيستعيد الباحث ماحدث عام 1997: «جاء على لسان المفتي السابق نصر فريد واصل أنه لا يجوز للمرأة أن تؤلف كتابا تعترف فيه بما امر الله بستره، وهو ما يطلق عليه أدب الاعتراف، فالشريعة الإسلامية لا تقر ذلك، وهذا ليس من باب الحجر على التفكير والرأى، وإنما يتعلق الأمر بالحفاظ على كيان الأسرة».
في ظروف كهذه تصبح رواية السيرة الذاتية مهربا مهما من هذا المأزق والغريب أنها ليست حلا عربيا فقط، فبعد أن نشر جان بول سارتر جزءا من سيرته الذاتية بعنوان الكلمات قرر اللجوء إلى الرواية لاستكمال الكتابة قائلا:«لقد حان الوقت لكي اقول الحقيقة أخيرا، ولا يمكن ان اقولها إلا في عمل تخييلي»!!
* الخراط: ميثاق لم أوقعه!
* مؤخرا، احتفل الوسط الثقافي المصري ببلوغ الروائي إدوار الخراط سن الثمانين، وخلال سنوات طويلة أمضاها الخراط فى الكتابة، لم يفكر بتسجيل سيرته الذاتية بشكل مباشر، ودائما كان يبرر ذلك بقوله: «لا أعتبر حياتي الشخصية شيئا مهما، بحيث ألتزم بالنقل الحرفي من أحداثها، لكنني كنت أستخلص دلالات معينة منها، وأبتكر سياقات أمزج بينها وبين ما عرفته وعايشته».
أنتقل بالحديث إلى فضاء أوسع وأسأله عن ضيق مساحات البوح المسموح بها في المنطقة العربية، ومدى تأثيرها في تراجع أدب السيرة الذاتية لدينا فيجيب: «البيئة الثقافية في العالم كله تتمتع بقدر من الحرية والطواعية أكثر بكثير مما لدينا، عندنا تزيد مساحة المحظورات التي تكبل أقلام الكتاب، فهناك من يعترض لمجرد تصوره أن السيرة الذاتية لكاتب ما قد تسيء إليه، ولا زال البعض يتعامل مع الكاتب على أنه قديس لا ينبغي أن تكون له اخطاء».
وينتقل الخراط من العام إلى ماهو أكثر تحديدا، فيذكر بما حدث مع نجيب محفوظ قبل سنوات عندما اعترف لرجاء النقاش بأنه عرف حياة العربدة، في مرحلة ما من حياته، ويتساءل إدوار الخراط: «حدث هذا بسبب كلمات قليلة، قيلت في المطلق ودون تفاصيل، فماذا لو اعترف الكاتب بوقائع محددة؟ بالتأكيد يؤدي افتقاد مناخ الحرية إلى تقييد السيرة الذاتية وحرمانها من التلقائية والبساطة والصراحة»، ويرى الخراط أن رواية السيرة الذاتية هي المخرج المناسب من هكذا مأزق: « بالنسبة لي مثلا لا أتناول عناصر السيرة الذاتية كما هى، وإنما اكتب عناصر شبيهة بما حدث في الحياة الحقيقية، لكن بعد فرض سياق روائي وقصصي عليها، ليمتزج الواقع بالمتخيل وتتداخل عناصر السيرة الذاتية في نسق الروائي والقصصي، السيرة الذاتية تعتمد على ميثاق غير مكتوب بين المؤلف والقارئ بأن يحكي الأول بصراحة ووضوح تفاصيل ما مر به من أحداث، هذا ميثاق لم أوقعه، وما أندر من وقعوا بإمضائهم عليه».
هل كان اختيار الخراط لهذا النمط من الكتابة حيلة للتخلص من حرج محتمل قد تسببه السيرة الذاتية، وفق هذا الميثاق؟ يرد بقوله:«المسألة لا تتعلق بالإحراج، لكنني أتساءل باستمرار: ما أهمية سيرتي الذاتية للقارئ العام؟ اعتقد أنه من الأفضل استخلاص عناصر ودلالات منها تضفي على رواية لي أبعادا جمالية ومعرفية».
إساءات متعمدة
عندما صدرت، قبل سنوات، السيرة الذاتية للكاتب لويس عوض بعنوان:«أوراق العمر»، رأى فيها بعض المثقفين إضافة حقيقية للسيرة الذاتية الجريئة، لما تضمنته من اعترافات، لكن مساحة البوح التي اعتبرها هؤلاء إنجازا، مثلت عنصر إزعاج لآخرين. فعقب نشر المذكرات ثار الناقد رمسيس عوض، شقيق لويس، وخاض حملة إعلامية مضادة، بررها بقوله: «اعترضت على "أوراق العمر"، وكانت لي أسبابي، فهو لم يتحر الحقيقة في بعض الأحيان، كما أنني لا أحب أن يمجد الإنسان نفسه، إضافة إلى سبب قانوني، فليس من حقه قانونا أن يشهر بغيره، لكن له أن يفعل بنفسه ما يريد، وقد أساء لويس عوض إلى الكثيرين»، ويتابع عوض: «أنا شخصيا لا أريد لهذا الكتاب أن يكون منشورا، لأن الصواب جانبه في أحيان كثيرة، ورغم ذلك يتعامل البعض معه على انه مرجعية، وأن الآراء الواردة فيه نهائية».
أسأل عن المعوقات التي تمنع ازدهار السيرة الذاتية عندنا، فيجيب رمسيس عوض: «كل كاتب يحاول أن يمجد نفسه ليظهر كبطل، وأنه أفضل من كل من تعامل معهم، وهذا وضع غير طبيعي على الإطلاق، لأنه من المفروض أن السيرة الذاتية تعتبر نوعا من التطهير للنفس ومواجهتها بكل نقائصها، وهو ما يحدث فى الغرب حتى منذ الوقت الذي نشرت فيه اعترافات جان جاك روسو، وانتهاء بجان جينيه الذي اعترف بكل مباذله الجنسية، وبشكل يكاد يكون مقززا.
في الغرب لا يستنكفون من نشر فضائحهم الخاصة، كنوع من الطهارة، أما لدينا فالكاتب يجدها فرصة لاستعراض أمجاده»، لكن الواضح في «أوراق العمر» أن لويس عوض لم يتعرض للمحيطين به فقط، فقد تحدث عن علاقة جنسية له بشكل صريح، أي أن الاعترافات لم تكن تمجيدا مطلقا للنفس. يعلق الدكتور عوض على هذه الجزئية بقوله: «تعامل بعض المثقفين مع هذا الجزء البسيط من الصراحة، باعتباره فتحا ومجدوه رغم أنهم لو اطلعوا على الثقافات الغربية، لوجدوا في هذه الاعترافات نوعا من السذاجة والفجاجة وعدم مجابهة النفس بطريقة صريحة. يمكن تفهم أن يكون اي شاب قد ارتبط بعلاقة جنسية مع امرأة، لكن الموضوع ينتهي عند هذا الحد، أما فضح النفس بدون مبرر فهذا جهل».
كلمات رمسيس عوض الأخيرة، تضيف إلى عوائق السيرة الذاتية عائقا جديدا متعلقا بتقييم الكاتب والمتلقي للحدث الذي سيصبح محورا للبوح والاعتراف، وما يراه الكاتب مهمًا قد يتعامل معه الآخرون على انه تافه. (يبدو أن كتابة السيرة الذاتية في منطقتنا ستظل حلما بعيد المنال).
قيم ومعايير تضاف إلى المحاذير
د.علي ليلة، أستاذ الاجتماع بكلية الآداب «جامعة عين شمس «يشرح لنا، أن لكل مجتمع قيمه، وأن الحديث عن سيرة ذاتية عربية مكتوبة وفق المعايير الغربية أمر لا يصح، ويوضح: «المرجعية القيمية للمجتمعات الغربية تختلف عن تلك الخاصة بمجتمعاتنا العربية، لذلك أرى ان الحكم على ما لدينا من سير ذاتية بمقاييس الغرب خطأ كبير. ينبغي أن تنطلق سيرنا الذاتية من قيمنا نحن، لكي تكون لنا هويتنا الخاصة، لذلك أنا لا أجد أية غرابة في أن يخفي الكاتب أثناء كتابته لسيرته الذاتية، بعض الأمور التي تتناقض مع المرجعية العامة»، ويوضح أستاذ علم الاجتماع، المقصود بالمرجعية بقوله: «لا أعني بها النزعة المحافظة بقدر ما أقصد منظومة القيم، التي تحدد هوية أمة وإرادتها الاجتماعية والسياسية والأخلاقية».
لكن اللافت أن معظم المجتمعات العربية تعيش مرحلة من الانفتاح الملحوظ، والفضائيات تعرض الكثير مما كان في الماضي القريب، تجاوزات لا يمكن القبول بها، فلماذا تبقى السيرة الذاتية تراوح مكانها، على هذا السؤال يجيب علي ليلة: «حالة التحرر الحالية تقترب من الانفلات، وعندما يعترف الكاتب في سيرته الذاتية بأن له عشيقة مثلا، فإنه يكرس لهذه الحالة، وهو أمر خطير فى زمن أصبحت القيم تعاني فيه من الضعف والانهيار أحيانا، لذلك أرى أن التفكيك لا يأتي فجأة، وانما على مراحل، وانتقال الصراحة إلى السير الذاتية مسألة وقت فقط، وأعتقد أنه لن يمضي وقت طويل حتى نصل إلى تلك النوعية من الكتابة التي تعتمد على الصراحة في كل التفاصيل، وخاصة الشخصية».
وحتى يحدث ذلك، ستظل رواية السيرة الذاتية هي المهرب الذي يكفل للكاتب أن يبوح بحرية أكبر:« وهنا أحب أن أميز بين التعبير الملتزم بمرجعيته والتعبير الملتزم بمرجعيات أخرى، فعندما يعتمد كاتب غربي على الصراحة في سيرته الذاتية، فإنه بذلك يكون ملتزما بمرجعيته التى تتقبل ذلك، أما فى مجتمعاتنا العربية فإن اتباع الأسلوب نفسه يتحول إلى استعداد للتفريط في مرجعيتنا، في وقت نعاني فيه من انهيار، ونحتاج إلى إرادة تحافظ لنا على رصيدنا المتبقي».
المصدر (http://www.alwarsha.com/modules.php?name=News&file=article&sid=122)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
04/05/2008, 10:34 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"سيرة "أديـــــب" لطه حسيـن بين الذاتي والغيري"
http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L106xH113/arton8286-5c99c.jpg
الدكتور
جميل حمداوي
http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L70xH100/auton786-280c9.jpg
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
تمهيــــــد:
يعد الدكتور طه حسين من أهم كتاب السيرة في أدبنا العربي الحديث سواء أكانت ذاتية أم غيرية، وقد بدأها بالسيرة الدينية كما في كتابه "على هامش السيرة" لينتهي بكتابة السيرة الأدبية الذاتية كما في رائعته "الأيام" أو السيرة الذاتية الغيرية كما في عمله الإبداعي "أديب" علاوة على كتابته المتواصلة لسير المبدعين والأدباء في الأدب العربي القديم والحديث كما في "حديث الأربعاء" و"صوت أبي العلاء" و"ذكرى أبي العلاء" و"مع المتنبي" و"حافظ وشوقي".
ويتميز طه حسين في كتابة سيره بأسلوب الإسهاب والاستطراد والإطناب وتمثل مقومات المدرسة البيانية صياغة وكتابة لإثارة المتلقي وتشويقه. كما يطبع كتاباته وسيره الجانب الذهني الثقافي والطابع الإنساني كما في سيرته الممتعة "أديب" التي سنحاول مقاربتها من خلال خصائص الرواية ومرتكزات الخطاب الأوطوبيوغرافي والبيوغرافي إن مضمونا وإن شكلا.
1- عتبـــة المؤلف:
ولد عميد الأدب العربي في صعيد مصر سنة 1889م من أسرة متدينة محافظة تحب العلم والعمل كثيرا، ودرس طه حسين في الكتاب وحفظ القرآن الكريم، وانتقل إلى الأزهر بالقاهرة حيث أظهر هناك تفوقا كبيرا في الدراسة وحب العلم، وامتلك ناصية الحوار والجدل والمناظرة، إذ كان يدخل في حوار علمي تجديدي مع شيوخه، في حين كان هؤلاء ينفرون من جدله وملاحظاته؛ مما كانوا سببا في إخفاقه وعدم حصوله على الشهادة العالمية.
انتظم بعد ذلك في الجامعة الأهلية وحصل على الدكتوراه في الأدب العربي القديم حول ذكرى أبي العلاء المعري، وقد طبق المنهج السوسيولوجي في رصده لشخصية أبي العلاء تأثرا بأساتذته المستشرقين ولاسيما أستاذه الإيطالي كارلو نالينو، وبعد ذلك أرسل في بعثة إلى فرنسا لمتابعة دراساته الجامعية العليا، وهناك تعرف على حضارة الغرب وانبهر بها انبهارا إيجابيا.
هذا، وقد تفوق طه حسين في دروسه وأبحاثه في فرنسا وعاد إلى بلده بدرجة الدكتوراه حول "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون".
وكان طه حسين من الأوائل الذين درسّوا في الجامعة المصرية بطرق جديدة وبمناهج أكثر حداثة وعصرنة تعتمد على الشك والتوثيق والتحليل العلمي من أجل الوصول إلى اليقين الصحيح، وكان يحاضر في الأدب العربي القديم ولاسيما الجاهلي منه وقد أثار ضجة كبرى بسبب آرائه الجريئة الجديدة كما يظهر ذلك جليا في كتابه القيم "في الشعر الجاهلي"، وفصل عن الجامعة وأعيد إليها مرة أخرى، وعين بعد ذلك وزيرا للمعارف المصرية إبان حكومة الخديوي، وتوفي سنة 1973م عن عمر يناهز 84 سنة خصصها طه حسين للكتابة والنشر والإبداع والنقد، ودخل في معارك أدبية عدة مع عباس محمود العقاد ومصطفى المنفلوطي ومصطفى صادق الرافعي….
2- عتبــة العنــوان:
صيغ عنوان هذه السيرة الأدبية في كلمة واحدة وهي خبر مبتدإ محذوف تقديره "هذا أديب"، وبهذا يكون المتن القصصي بمثابة تمطيط وجواب وخبر لهذا المبتدإ الاسمي، ويحيل العنوان على الشخصية المحورية في هذا العمل الأدبي وهو شخص يمارس الأدب، ومهمة الأديب جليلة وصعبة، إذ يضحي صاحبه بنفسه من أجل أن يسعد الآخرين ويبلغ لهم كل ما تجود به قريحته من مخيلات ذاتية وتجارب موضوعية ليستفيد منها القراء والمتتبعون للمنتج الأدبي.
وتلتقط هذه السيرة تجربة أديب مهووس بداء الأدب سيجره إلى الجنون والهلاك والتفريط في مستقبله وتحطيم كل سعادته التي بناها بعمله وصبره وإخلاص الزوجة له: " لست أعرف من الناس الذين لقيتهم وتحدثت إليهم رجلا أضنته علة الأدب، واستأثرت بقلبه ولبه كصاحبي هذا. كان لا يحس شيئا، ولا يشعر بشيء، ولا يقرأ شيئا ولا يرى شيئا ولا يسمع شيئا إلا فكر في الصورة الكلامية، أو بعبارة أدق في الصورة الأدبية التي يظهر فيها ما أحس، وما شعر وما قرأ، وما رأى وما سمع … وكان يقضي نهاره في السعي والعمل والحديث حتى إذا انقضى النهار، وتقدم الليل وفرغ من أهله ومن الناس وخلا إلى نفسه، أسرع إلى قلمه وقرطاسه وأخذ يكتب ويكتب ويكتب حتى يبلغ منه الإعياء وتضطرب يده على القرطاس بما لا يعلم ولا يفهم، وتختلط الحروف أمام عينيه الزائغتين، ويأخذه دوار فإذا القلم قد سقط من يده، وإذا هو مضطر إلى أن يأوي إلى مضجعه ليستريح. ولم يكن نومه بأهدأ من يقظته، فقد كان يكتب نائما كما كان يكتب يقظا، وما كانت أحلامه في الليل إلا فصولا ومقالات، وخطبا ومحاضرات، ينمق هذه ويدبج تلك، كما يفعل حين كانت تجتمع له قواه العاملة كلها. وكثيرا ما كان يحدث أصدقاءه بأطراف غريبة قيمة من هذه الفصول والمقالات التي كانت تمليها عليه أحلامه فيجدون فيها لذة ومتاعا". [1 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nb1)]
ويتسم عنوان هذه السيرة الروائية بالاختصار والإيجاز والتكثيف والتلميح الكنائي، كما يحوي هذا العنوان مكونا شخوصيا على غرار الرواية العربية الكلاسيكية في المنتصف الأول من القرن العشرين حيث كان الروائيون يختارون الأسماء الذكورية والأنثوية عناوين لأعمالهم الأدبية والإبداعية على غرار الرواية الأوربية (مدام بوفاري لستندال مثلا)، ومن بين هذه العناوين الشخوصية في الرواية العربية "سارة" للعقاد، و"زينب" لمحمد حسين هيكل، و"علم الدين" لعلي مبارك، و"ليالي سطيح" لحافظ إبراهيم، و"إبراهيم" و"إبراهيم الثاني" لعبد القادر المازني، و" يوميات نائب في الأرياف" لتوفيق الحكيم و"حكمت هانم" لعيسى عبيد و"عذراء دنشواي" لطاهر لاشين…
3- التعيــين الجنسي:


يندرج النص الذي بين أيدينا ضمن السيرة الروائية أو فن السيرة الأدبية أو ضمن الخطاب الأوطبيوغرافي أو البيوغرافي. ويعني هذا أن "أديب" سيرة أدبية فنية، ولكنها ترجمة غيرية يتولى الكاتب ترجمة الحياة الشخصية لصديق له يمارس حرفة الأدب ويعيش بها انتشاء وافتتانا. ولكن هذه السيرة يتداخل فيها ماهو ذاتي وغيري. أي إن النص سيرة للذات الكاتبة وهو حاضر بأسلوبه وضميره وتعليقاته وكل المؤشرات التلفظية التي تحيل عليه. كما ترصد هذه الذات الكاتبة حياة صديقه الأديب من زاويته الشخصية وعبر الكتابات التي كان يرسلها إليه صديقه في شكل رسائل وخطابات ومذكرات.
وعليه، فهذه سيرة من نوع جديد فهي ليست كالسيرة الذاتية التي نقرأها في"الأيام" لطه حسين أو "حياتي" لأحمد أمين أو "في الطفولة" لعبد المجيد بن جلون أو "حياة سلامة موسى" لسلامة موسى… وهي ليست سيرة غيرية تعتمد على التسجيل والترجمة التوثيقية أو الأدبية، بل النص يجمع بين هذين الفنين، ويعني هذا أن الكتاب سيرة غيرية ذاتية وذلك لتداخل الذاتي في الغيري والعكس صحيح. ومن الأدلة على حضور السيرة الذاتية في الكتاب الارتكاز على ضمير التكلم واستحضار التجربة الذاتية والإحالة على طه حسين في الأزهر والجامعة وباريس، والإشارة إلى عمى الكاتب واستعانته بخادمه الأسود الذي كان يرافقه، وإشارته إلى كثير من معالم قريته في الصعيد وهي نفس الملامح والقسمات التي كانت تشير إليها سيرته الذاتية"الأيام". وتعني هذه المطابقة بين السارد والكاتب أن هذا العمل سيرة ذاتية حيث يسترجع الكاتب فيها حياته الشخصية وعلاقاته مع أصدقائه بطريقة ضمنية حيث ينظر إلى نفسه في مرآة الآخر، ويقارن نفسه بالأدباء الآخرين الذي أودى بهم العبث والانحلال الخلقي إلى الهاوية والجنون ولوثة العقل والهستيريا. ومن الأدلة على كون هذه السيرة ذاتية وغيرية الجمع بين ضميري التكلم والغياب، والانتقال من ذات الكاتب إلى ذات صديقه الأديب:"فقد عرفته في القاهرة قبل أن يذهب إلى باريس، ثم أدركته في باريس بعد أن سبقني إليها. عرفته مصادفة وكرهته كرها شديدا حين لقيته لأول مرة، كنا في الجامعة المصرية القديمة في الأسبوع الأول لافتتاحها وكنت أختلف إلى ما كان يلقى فيها من المحاضرات، حريصا عليها مشغوفا بها معتزما أن لا أضيع حرفا مما يقول المحاضرون. وكان مجلسي لهذا دائما قريبا من الأستاذ." [2 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nb2)]
وعندما ينتقل الكاتب إلى تصوير صديقه الأديب يقوم برصده وتبئيره من خلال منظاره الذاتي ويقدمه من زاوية الغياب، ولكن عبر رؤية ذاتية تتساوى فيها معرفة السارد والكاتب على حد سواء.
ومن مقومات خطاب السيرة في الكتاب حضور ظاهرة الالتفات من خلال الانتقال من ضمير التكلم إلى ضمير الخطاب والغياب على عادة طه حسين في كتابة سيره التاريخية والأدبية، والتماثل بين الراوي والمؤلف الخارجي من خلال تشابه سيرهما تخييلا وتوثيقا، والاعتماد على تقنية الاسترجاع والتذكر في سرد الحياة الشخصية الداخلية لصديقه الأديب ولحياته بطريقة موحية تعتمد على التلميح الضمني. كما تستند السيرة هنا إلى استخدام الزمن الهابط وتفتيت ذاكرة الماضي إلى لوحات فنية تعتمد على فلاش باك وتنوير الماضي على ضوء الحاضر، وتتبع الشخصية في نموها الديناميكي حتى صعودها المادي والمعنوي مع تسجيل مسارات الإخفاق والفوز والانتصار.
وتدل هيمنة الأفعال الماضية على استرجاع الزمن المفقود وتبيان الصراع الذاتي والموضوعي الذي عاشه الأديب في مجابهته للواقع وصراعه مع نوازعه الذاتية. وما المذكرات والرسائل واليوميات المثبتة داخل المتن الروائي سوى أدوات للتذكر والاسترجاع قصد فهم شخصية الأديب وتفسيرها على ضوء الظروف الذاتية والموضوعية التي مر بها.
ويحضر الذهني داخل هذه السيرة على غرار سيرة" أوراق" الذهنية لعبد الله العروي التي يسرد فيها مسار إدريس التربوي والعلمي والثقافي والمعارف التي اكتسبها ومشاركاته الأدبية والنضالية التي كانت تعبر عن مستواه المعنوي وطبيعة ثقافته ورؤيته الإيديولوجية.
ومن خصائص السيرة في هذا النص التذويت والانطلاق من الرؤية السردية التي يتداخل فيها المنظور الداخلي والمنظور الصفري الموضوعي المحايد، أي يزاوج الكاتب داخل نصه الروائي بين الرؤية "مع" والرؤية من الخلف، ويعني هذا أن الكاتب من خلال خاصية الالتفات ينتقل من رؤية محايدة تعتمد على التبئير الصفري لينتقل إلى رؤية ذاتية داخلية، كما ينتقل من ضمير التكلم إلى ضمير الغياب والعكس صحيح كذلك. كما أن الكاتب والشخصية يتناوبان على مسار الحكي، فالكاتب يستعمل السرد في الحكي، والأديب يتكئ على الكتابات والحوار والرسائل والمذكرات واليوميات في إيصال صوته، كأن هذه السيرة بداية للرواية الحوارية العربية إذ نلفي كل شخص يعبر عن وجهة نظره، ويترك الكاتب الحرية للقارئ لكي يختار الرؤية الصحيحة في التعامل مع الحياة والحكم على الشخصية الروائية.
وعلى الرغم من كون هذا العمل الأدبي نصا يجمع بين الأوطوبيوغرافيا والبيوغرافيا، فإننا سنتعامل معه على أنه نص روائي مادام يمتلك كل الخصائص التي تستند إليها الرواية كالمقومات القصصية والسردية علاوة على خاصية التخييل الفني والتشويق الأدبي.
4- عتبــــة الإهداء:


إذا كانت ظاهرة الإهداء معروفة في الثقافة الغربية وأصبحت تقليدا ثقافيا معهودا عند الكثير من الكتاب والروائيين، فإن هذه الظاهرة موجودة كذلك في أدبنا العربي قديما وحديثا، ولكن ليس بالشكل والكم اللذين نجدهما في الثقافة الغربية. ويعد طه حسين من أهم الكتاب الروائيين الذين سبقوا إلى الاهتمام بظاهرة الإهداء كما هو مثبت في بداية سيرته "أديب" حيث يهدي عمله إلى أعز صديق لديه والذي كان بجانبه يواسيه عندما طرد من الجامعة ظلما، وكان أيضا من المهنئين الأوائل عندما أعيد المؤلف إلى الجامعة ليستكمل التدريس فيها. لذلك فالإهداء المثبت في أول الكتاب هو إهداء الصداقة والأخوة وميثاق الوفاء والإخلاص بين المهدي والمهدى إليه. ويرد الإهداء هنا في شكل نص مقطعي تحية للمهدى إليه مليئة بالصدق والمحبة والإخاء والإخلاص.
وسنترك القارئ يتدبر هذا الإهداء ويتفرس معانيه ويتأمل طريقة صياغته والمقصدية التي يرومها من خلال هذا الإهداء الإخواني المعبر:
"أخي العزيز
وددت لو أسميك، ولكنك تعلم لماذا لا أسميك، وحسب الذين ينظرون في هذا الكتاب أن يعلموا أنك كنت أول المعزين لي حين أخرجني الجور من الجامعة، وأول المهنئين لي حين ردني العدل إليها.
وكنت بين ذلك أصدق الناس لي ودا في السر والجهر وأحسنهم عندي بلاء في الشدة واللين.
فتقبل مني هذا العمل الضئيل تحية خالصة صادقة لإخائك الصادق الخالص". [3 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nb3)]
5- المستوى الدلالي والحدثي:


يرصد طه حسين في عمله الأدبي "أديب" سيرة صديق له يمارس الأدب والتفكير من أجل خدمة الناس وإسعادهم. وكان هذا الأديب أعز الأصدقاء إلى الكاتب، إذ عاشره كثيرا منذ افتتاح الجامعة المصرية الأهلية رفيقا وصديقا. وقد تعرف عليه الكاتب داخل حرم الجامعة وخاصة في قاعة المحاضرات؛ لأنه كان يتكلم بصوت جهوري غليظ صاخب؛ مما كان يعرقل عملية الإنصات و سماع الطلبة لأساتذتهم أثناء إلقائهم لدروسهم ومحاضراتهم. وكان الكاتب عاجزا عن متابعة الدروس والسماع إلى الأساتذة في هذا الجو الذي يسوده الضجيج وصخب الكلام والتشويش المتواصل الذي يربك عملية التواصل والتفاهم بين الطلبة وأساتذتهم. وهذا التصرف الشائن الذي كان يصدر من هذا الأديب هو الذي دفع بالطلبة الآخرين إلى الهروب منه وعدم الجلوس في المدرج الذي يجلس فيه، لأنه أصبح مزعجا بثرثرته التي حولت الجد إلى هزل وإزعاج للآخرين. وكان الأساتذة المحاضرون يتدخلون مرارا ليمنعونه من الاستمرار في حديثه الصارخ أو التمادي في كلامه العابث فيسكتونه عنوة ولوما. وهذا ما دفع بهذا الأديب إلى معاتبة الكاتب السارد وأصدقائه من الأزهريين على ماصدر منهم من سلوكيات تسيء إليه، ومن هنا بدأت لحظة التعارف والتفاهم بين الأديب والكاتب.
ويتبين لنا من وصف الكاتب أن صديقه الأديب ذميم الوجه وقبيح المنظر والشكل، وصوته غليظ جدا يثير الرعب والخوف، صاخب في كلامه وثرثار في حديثه، يستعمل الصور الأدبية ويحول الجد إلى الهزل. وهو من أسرة ريفية غنية في أقصى الصعيد، جاوز الثلاثين من عمره، يبدو منحني القامة من شدة القراءة والكتابة، يكتب النثر والشعر معا. كما أنه أتم درسه الثانوي منذ أعوام، واتصل بوزارة الأشغال يعمل فيها كاتبا في بعض الدواوين يقصدها في وجه النهار، أما آخر النهار وجزء غير قليل من الليل فقد خصصه للقراءة والدرس والإبداع والكتابة.
وقرر الأديب أن يعقد صلة وصل ومحبة بينه وبين صديقه الكاتب الذي كان ضرير العين يقوده خادمه الأسود أينما حل وارتحل. وستؤدي هذه الصلة الحسنة بالأديب إلى أن يتخذ زميله الكاتب صديقا له في الدروس وخليلا له يطلعه على حياته الشخصية الخاصة به لما عرف عنه من وفاء وإخلاص ونزاهة وحب علم. وكان يستصحبه الأديب إلى منزله المتواضع الذي يقع في أعالي مرتفعات القاهرة. ويعد أن ينتهيا من لقمة العشاء وشرب الشاي يدخل الصديقان في حوار حول دروس المنطق وأصول الدين والفقه ومادة اللغة الفرنسية التي كان الكاتب يجد فيها صعوبة كبيرة في اكتسابها وتعلمها، وغالبا ما كانت هذه الحلقات الثقافية تتحول إلى مسامرات شخصية لا فائدة منها ولا طائل.
وبعد فترة من الزمن، قررت الجامعة أن ترسل بعثة علمية إلى الخارج لمتابعة دراساتها العليا في فرنسا، وكان الأديب من بين أعضاء البعثة نظرا لكفاءته وتفوقه في امتحان الانتقاء. بيد أن الأديب كان يجابه مشكلا عويصا هو زواجه من حميدة بنت قريته الجميلة التي رضيت الزواج به على الرغم من أن جل فتيات القرية رفضنه لذمامته وقبحه البشع. وهنا يلتجئ إلى الكاتب ليستشيره في هذه القضية العويصة التي أوقعت الأديب في حيرة كبيرة وجعلته معلقا في منزلة بين المنزلتين: الظلم والكذب.
وبعد لأي وجهد في التفكير، اهتدى الكاتب إلى أن يطلق زوجته بدلا من الكذب على الجامعة، لأن الطلاق على الرغم من حكم الكراهية فهو حلال، فأبغض الحلال عند الله الطلاق. لكن صديقه الكاتب رفض هذا الحل واعتبره سلوكا شائنا، وطالبه أن يبقى في القاهرة مع زوجته بدلا من المغامرة والبحث عن العلم في بلدان الغرب، وهذا العلم يوجد حتى في بلده مصر. لكن الأديب رفض وجهة نظره وعزم على الطلاق وصمم على السفر في أقرب الأوقات. وهكذا ودع مطلقته حميدة وأرسلها إلى قريته حزينة ذليلة. وقبل مغادرة البلاد، ودع والديه العجوزين اللذين لم يرضيا على سفره المفاجئ إلى أرض الغربة وتمنيا أن يمكث ولدهما قريبا منهما.
وسافر الأديب عبر الباخرة إلى فرنسا واستقر أياما في مرسيليا ريثما ينتقل إلى باريس. ولكنه لما رأى فتاة في إحدى فنادق مارسيليا اندهش لجمالها وعذوبة لسانها فارتمى في أحضان حبها وانغمس في الشهوات ولذة الخمر وكل المحرمات، ولم يستطع الصبر و الابتعاد عن "فرنند" خادمة الفندق التي يتخيلها كثيرا في أحلام اليقظة والمنام وفي هذياناته الشبقية.
وتأخر الأديب كثيرا في اللحاق بباريس رغبة في استكمال متعته والاستمتاع بفاتنته الجميلة التي تختلف اختلافا جذريا عن زوجته حميدة في مصر.
وعندما التحق بباريس أظهر خبرة عالية وتفانيا كبيرا في الدروس والحضور إلى جانب أساتذته، لكن سرعان ما سيدفعه تهوره اللاأخلاقي إلى التقاعس والكسل والخمول والغرق في المسكرات والاستمتاع الشبقي، وسيصاب بعد ذلك بالجنون والهذيان وكثرة الأمراض العضوية والنفسية التي بدأت تنتابه في كل لحظة، وازدادا حيرة وجنونا مع اشتداد الحرب على باريس، ومطالبة الحكومة المصرية لأعضاء البعثة بالرجوع فورا إلى البلد إلى أن تستقر الأمور المالية والسياسية وتضع الحرب أوزارها. لكن الأديب امتنع عن الانصياع لأوامر السلطة الحكومية، وبقي في فرنسا يبحث عن لذته الأبيقورية بين كؤوس الخمر وسيقان المتعة والافتتان.
بعد هذه البعثة الأولى، سترسل الحكومة المصرية دفعة أخرى وسيكون الكاتب ضمنها، وعندما سيصل إلى باريس سيندهش كثيرا للوضع الذي آل إليه صديقه الأديب الذي أودت به الأيام إلى الجنون وفقدان العقل وأصبح لا يغادر المصحات النفسية والعضوية، وقد يئس الأطباء من شفائه وسلامته.
ومن هنا سيخسر الأديب زوجته حميدة التي طلقها وتركها تنتظره على جمر اللظى والأمل الخادع حتى يستكمل دراسته، كما ترك والديه يتعذبان ويشتاقان إليه كثيرا وهو لايكن لهما أي شيء من الطاعة والحب والاحترام، بعد أن أودت به الغربة الذاتية والمكانية إلى عالم الشهوة والجنون، و ضيع كذلك مستقبله ودراسته وحياته العلمية لما استسلم لدواعي الخمرة وغرائز الجسد وانساق وراء انفعالاته النفسية ورغباته الشبقية.
6- رهـــان السيرة:


يؤشر رهان هذه السيرة على كون الكثير من المثقفين العرب في بداية القرن العشرين انبهروا كثيرا بحضارة الغرب وانساقوا وراء نزواتهم وكانت رؤيتهم بالتالي للغرب على أنه رمز للحرية والعلم والتقدم والإشباع الغريزي لكل المكبوتات الدفينة، وهذا ما عبرت عنه الكثير من الروايات العربة كرواية "الحي اللاتينى" لسهيل إدريس و"موسم الهجرة للشمال" للطيب صالح و"عصفور من الشرق" لتوفيق الحكيم و"الأيام" لطه حسين و"قنديل أم هاشم" ليحيى حقي. ومن ثم، تصور هذه الرواية البيوغرافية الصراع الحضاري بين الشرق والغرب، والتقابل بين عالم الكبت وعالم التحرر، وبين عالم التخلف وعالم التقدم، وبين الانحطاط الحضاري والرقي المدني. لذلك كان ينظر الأديب إلى مصر وزوحته حميدة بنظرة تغاير نظرته إلى فرنند وفرنسا. إذاً، هناك جدلية وتفاوت بين هذين الفضاءين حتى إن الأديب لم يرتض العودة إلى بلده لما قامت الحرب على فرنسا، وكان يتمنى الدفاع عن هذا البلد في وجه النازية؛ لأن هذا البلد يقترن في ذاكرته بالحب والحرية والإشباع الشبقي، أما بلده فيقترن بالكبت والحرمان وصعوبة المسؤولية.
7- المقومات القصصية والسردية:


أ- الحبكة السردية:
تنبني حبكة هذه السيرة التي سنتعامل معها كنص روائي على خمسة مقومات رئيسية منها البداية التي تظهر لنا الأديب في وضعية الرجل الكفء و المثقف الموسوعي في مجال العلم والمعرفة على الرغم من صورته البشعة المقززة، والعقدة التي تتمثل في انصرافه عن زوجته حميدة وعائلته وبلده بحثا عن العلم لتحقيق حياة مستقبلية سعيدة. أما الصراع فيتجلى في مواجهة الأديب لذاته وتصديه للعراقيل التي تكاد تمنعه من السفر إلى الخارج ومحاولته الجادة لإقناع والديه بما قد عزم عليه، وفشله أمام الحب الشديد الذي كان يكنه لخادمة الفندق بمرسيليا ومجابهته للجهل والحرب، وفشله أمام مرضه الهستيري الذي أصيب به من جراء انحرافه سلوكيا وإفراطه في السهر والشرب والانحلال الأخلاقي. ويكمن الحل في الانعزال والانطواء على النفس في المستشفيات النفسية بحثا عن العلاج والراحة، وتختم السيرة بنهاية تراجيدية تتمظهر في إصابة الأديب بلوثة الحمق والجنون.
ب- خصائص الشخصيات في السيرة:
ومن أهم الشخصيات الموجودة في النص نذكر الشخصيتين المحوريتين: الأديب و الكاتب، فشخصية الأديب شخصية محورية أساسية دينامكية ومركبة ونامية؛ لأنها تتغير حسب إيقاع النص الروائي السيروي، إذ ننتقل من شخصية ذات باع في الأدب والشعر تهتم بالعلم والثقافة وتقرأ الكثير إلى شخصية ظالمة للزوجة وعاقة لوالديها لينتهي بها المطاف لتكون شخصية منحطة مصابة في عقلها بعد انحرافها وتدهور أخلاقها واستسلامها للشهوات والغرائز المادية. أما الكاتب فشخصية بسيطة تحافظ على نفس إيقاعها ودماثة أخلاقها، ولم تنبهر بحضارة فرنسا كما انبهر بها الأديب ولم تنغمس في ملذات الدنيا كما انغمس فيها الآخر، لذلك نجد شخصية الكاتب شخصية مغايرة ومقابلة للشخصية الأولى التي سقطت في الرذيلة والدنس الأخلاقي. ومن ثم، يحاكم طه حسين كل أديب يفرط في رسالة الأدب ويحولها إلى وجهة غير صحيحة، حيث يقرن مهمة الأدب بسوء الأخلاق والارتماء في أحضان الموبقات والتخلي عن مقومات التربية الإسلامية الصحيحة. وما ينبغي أن نأخذه من الغرب حسب المؤلف هو العلم والتكنولوجيا والفكر، وألا نأخذ السلبيات ونسقط في مهاوي الشر والدناءة والرذيلة باسم الأدب والشعر. وهذا يذكرنا بمصير كثير من الكتاب الغربيين والعرب الذين أودى بهم المآل إلى الحمق والجنون والانتحار والموت مثل: بودلير وريمبو وهمنغواي ونتشه وخليل حاوي….ولكن التحلل من الأخلاق والعربدة والمجون والتسكع في الشوارع لايخلق الأدب ولا يسمو برسالة الأديب أو يعلو بها، بل على العكس يقدم صورة مشوهة قاتمة تسيء إلى الأدب ويصبح بذلك نقمة وعارا على صاحبه وعلى مريدي الأدب والفن.
وإذا كانت شخصية الكاتب مثالية في نبل أخلاقها وطيبوبة محتده وكرم سلوكه، فإن الأديب عبارة عن شخص عابث لا يبالي بالآخرين وخاصة زوجته حميدة التي همشها وطلقها بكل سهولة كأنها لعبة سريعة التخلص منها في أي وقت يريد فيه أن يتخلص من ذويه، والتمادي كذلك في الابتعاد عن والديه العجوزين اللذين يتشوقان إلى رؤيته ويتمنيان أن يكون ابنهما قريبا منهما. من هنا، فأديبنا شخصية أنانية وذميمة في كل شيء، لذلك فأوصافها البشعة الدنيئة تدل على طبائعها الأخلاقية أيما دلالة.
وثمة شخصيات ثانوية وعابرة أخرى يستحضرها المؤلف داخل السياق الروائي السيروي كالخادم الأسود وحميدة والوالدين وفرنند وأخ الكاتب، وهذه الشخصيات لها دور تكميلي وهامشي حيث يستدعيها الكاتب كعوامل مساعدة عبر صور التذكر والاسترجاع والاستيحاء كما يسترجع شخصيات تناصية أدبية أخرى كأبي العلاء المعري والمتنبي والأخطل وموسيه…
ت- الفضاء الروائي في السيرة:
ويتقابل في هذه السيرة فضاءان متناقضان: فضاء مصر وفضاء فرنسا، فالفضاء الأول يمثل بالنسبة للأديب فضاء التخلف والانحطاط والكبت والحرمان والتقاليد الموروثة البالية، في حين يمثل له فضاء فرنسا الحضارة والتقدم والرقي والعلم والأدب الحقيقي، و يجسد له أيضا الحرية والإشباع الغريزي والارتماء في أحضان اللذة والشهوة المادية الإيروسية. كما تمثل له فرنسا كذلك الجمال والاستقرار الروحي والارتواء بالحب الفاتن والسعادة الشبقية الدنيوية.
ويعكس هذا التداخل الجدلي بين فضاء منغلق وفضاء منفتح الصراع الحضاري بين الشرق والغرب والأصالة والمعاصرة والهوية والاغتراب والمادة والروح. ومن ثم، تبقى صورة الأوربي لدى المثقف الشرقي المنبهر مثل هذا الأديب صورة إنسان متقدم يمتلك العلم في نفس الوقت يمتلك الجسد والجمال وهذا مالا يوجد في الشرق. إن هذه الصورة انبهارية سطحية ترى الغرب على أنه كله إيجابيات، وتغفل الجانب السلبي الذي يتمثل في انهيار الأخلاق وانتشار الرذيلة والفاحشة وتردي الإنسان الأوربي ومعاناته من الفراغ الروحي.
كما يتقابل داخل فضاء مصر: فضاء المدينة (القاهرة) بمؤسساتها العمومية والرسمية والخاصة وشوارعها المليئة بالحركة والازدحام، وفضاء البادية الذي تغير أيما تغير بفعل الحضارة والمدنية الجديدة حيث شوهت معالم البادية المصرية وأتت على كل ما هو جميل في ذاكرة الكاتب.
ث- المنظور السردي:
وعلى مستوى المنظور السردي، نلاحظ تنوعا وانتقالا من المنظور الصفري الموضوعي المحايد إلى المنظور الذاتي الداخلي، كما ينتقل الكاتب من ضمير الغياب إلى ضمير التكلم والعكس صحيح كذلك، وبذلك تختلف مستويات المعرفة والحكي حسب كل منظور، ففي الرؤية الداخلية تتساوى معرفة كل من الراوي والشخصية، وفي المنظور الصفري تعلو معرفة السارد على معرفة الشخصية.
ومن مميزات الرؤية السردية في سيرة "أديب" أنها قائمة على خاصية الالتفات على عادة طه حسين في سيره وخاصة سيرة "الأيام" التي ينتقل الكاتب فيها من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم. ولكن الهيمنة في هذا النص للرؤية "مع" الداخلية الذاتية التي يتساوي فيها السارد والشخصية على مستوى المعرفة.
ويستهدف السارد في هذا النص السرد والتبليغ والتنبيه والتصوير والتنسيق بين الشخصيات والوصف والتشخيص وإدانة كل المثقفين والأدباء الذين ينبهرون بالحضارة الغربية عن جهل ودون وعي، وينساقون وراء غرائزهم وشهواتهم الدنيئة حتى يصابوا بلوثة الحمق والجنون والضياع والهلاك والموت.
ث- بنية الزمن السردي في السيرة:
ويتخذ الزمن في الرواية إيقاعا استرجاعيا، لأنه يقوم على الذاكرة وفلاش باك واستعادة الزمن المفقود والذكريات الدفينة. ومن ثم، فالزمن في النص زمن هابط على الرغم من كرونولوجية الأحداث وتعاقبها في مسار النص. ويعني هذا أن الكاتب ينطلق من حاضر الكتابة ويعود إلى الماضي ليستقرىء تجربة الأديب في صراعه مع نفسه ونزواته والواقع الذي يحيط به. ويشاركه في هذا الاستذكار الكاتب الذي يحيي فترة من حياته على مرآة صورة الآخر المقابل، ولكنه شبيهه في الهوية والدين والمكان.
وعلى الرغم من تواتر الأحداث وتعاقبها الكرونولوجي، إلا أننا نلاحظ توقفا كبيرا في مسار إيقاع الأحداث بسبب الوقفات الوصفية المملة المليئة بخاصية الإسهاب والاستطراد. ومن هنا يمكن تلخيص الرواية في ورقتين أو ثلاث ورقات على الأكثر، ولولا هذا الاستطراد والوصف الممل والمشاهد المقحمة لكان النص في صيغة أجناسية وأدبية أخرى. وهكذا نلاحظ أن الكاتب يحشو سيرته بالرسائل الطويلة والكتابات المسهبة والمذكرات المسترسلة، وكل هذا حشو في حشو واستطراد متشعب كان على الكاتب أن يتفاداه ويتجنبه، ناهيك عن الإكثار من التكرار الأسلوبي والتمطيط فيه تطويلا وتشعيبا وتوسيعا مع استخدام أساليب الانفعال والإنشاء التي يستعملها الكاتب كأنه يكتب مقالا إنشائيا يظهر فيه الكاتب فصاحته وبلاغته ومقدرته الإبداعية وكفاءته السردية والبيانية. وإلى جانب الإيقاع البطيء الناتج عن الوقفات الوصفية والمشهدية، فإن هناك إيقاعا سريعا يتمثل في الحذف لسنوات من الزمن في جملة ورقية كما في هذا المثال النصي: "وانقضى العام الأول والثاني والثالث من حياتنا في الجامعة على هذا النحو، لم يتقدم هو في درس المنطق ولم أتقدم أنا في درس الفرنسية، ولكننا تقدمنا في إدارة هذه الأحاديث الطويلة المختلفة التي تلم بكل شيء ولا تكاد تتقن شيئا، ولكنها تفتح القلوب لألوان من العواطف وتهيئ النفوس لضروب من الخواطر، وتغير الطريق التي كان كل واحد منا قد رسمها لنفسه في الحياة". [4 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nb4)]
وإذا كان الزمن استرجاعيا فهناك أيضا الزمن الاستشرافي الذي يحيل على أحلام المستقبل وتطلع الشخصيات إلى الغد السعيد من أجل تغيير أوضاعها التي هي عليها الآن: "كان يريد أن ينفق حياته موظفا يثقف نفسه ثقافة جديدة في كل يوم ويلتمس لذته في القراءة والكتابة والحديث. فأصبح أشد الناس بغضا لديوانه وزهدا في عمله، ورغبة في أن يهجر مصر ويعبر البحر إلى بلد من هذه البلاد التي يطلب فيها العلم الواسع والأدب الراقي، وتتغير فيها الحياة من جميع الوجوه. وكنت أريد أن أكون شيخا من شيوخ الأزهر مجددا في التفكير والحياة على نحو ماكان يريد المتأثرون للشيخ محمد عبده أستعين على ذلك بما أسمع في الجامعة، وما أقرأ من الكتب المترجمة، وما أجد في الصحف، وما أتلفظ من أحاديث المثقفين، فأصبحت وأنا أشد انصرافا عن الأزهر، ونفورا من دروسه وشيوخه، وحرصا على أن أهجر مصر وأعبر البحر إلى بلد من هذه البلاد التي يطلب فيها العلم الواسع والأدب الراقي وتتغير فيها الحياة من جميع الوجوه ولم يكن لصاحبي ولا لي إذا التقينا حديث إلا هذه الهجرة وأسبابها وإلا هذه الأحلام العريضة البعيدة التي لا حد لها، والتي تستأثر بنفوس الشباب حين يفرضون على أنفسهم بلوغ غاية بعيدة شاقة. حين تخيل إليهم آمالهم أن بلوغ هذه الغاية أمر يسير". [5 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nb5)]
نلاحظ في هذا النص مجموعة من الأحلام والآمال المستقبلية التي يستشرفها كل من الكاتب والأديب وهي رهينة بمصداقية الواقع في المستقبل الذي قد يصدقها أو يكذبها.
ح- مميزات الأسلوب في السيرة:
وإذا انتقلنا إلى أسلوب سيرته الروائية "أديب"، فنجد الكاتب يشغّل السرد بكثرة، كما يستعين بالحوار عن طريق اللجوء إلى المناظرة الأسلوبية التي تتجلى في الردود التي يسجلها الأديب على تساؤلات الكاتب واستفساراته والتواصل معه. فاستعمال الكاتب للمذكرات واليوميات والرسائل هو نوع من الكتابة الحوارية وهي سمة من سمات الحجاج والإقناع والمناظرة والجدل الثقافي والمنطقي.
ويوظف الكاتب إلى جانب المناجاة والحوار الداخلي الأسلوب الفانطاستيكي القائم على التحول الغرائبي والامتساخ الساخر:
"ولست حمارا ياسيدي مهما يكن رأيك في وفي ذلك الشيخ، أو قل كنت حمارا قبل أن أعبر البحر، فلما دخلت هذا الفندق، وصعدت إلى هذه الغرفة وأويت إلى هذا السرير، وانغمست في فراشه الوثير، وأدركني ما أدركني من النوم العميق، وأيقظتني هذه الفتاة ذات الوجه المشرق والثغر المضيء والحديث الحلو والروح الخفيف، نظرت فإذا لم أبق حمارا، وإذا أنا قد مسخت إنسانا أو قل صورت إنسانا إن كلمة المسخ لا ترضيك، ولكني على كل حال قد دخلت النوم حمارا وخرجت منه إنسانا يحس ويشعر ويعقل ويذوق لذة الجمال ويعرف كيف يستمتع بسحر العيون." [6 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nb6)]
وتتسم كتابة طه حسين في هذه السيرة بنصاعة البيان وفصاحة الألفاظ وبلاغة الأسلوب والإكثار من التكرار اللفظي واستخدام اللازمة الانفعالية وأساليب الإنشاء الموحية الدالة على التفجع والتحسر والتأسف، كما أكثر الكاتب من المفعول المطلق على غرار كتابات مصطفى المنفلوطي وأطنب كثيرا في الشرح والتفسير، وأسهب في الوصف والتصوير.
هذا، وتمتاز الكتابة البيانية عند طه حسين بمتانة السبك وصحة النظم الفني وجريانها على أصول اللغة العربية واستخدام التصوير المجازي والتجسيد البلاغي وترجيح كفة البيان على البديع وإسقاط الخصوصية الذاتية على الكتابة تلوينا وانفعالا وإحساسا حسب السياقات النفسية والموضوعية. كما تتسم الكتابة بجزالة اللفظ والإسهاب والاستطراد والترادف والتأكيد المصدري والاستعانة بالأساليب استفهاما وتعجبا وإنكارا واشتراطا واستثناء وندبة.
وإليكم نموذجا يبين لنا مقومات الكتابة البيانية لدى طه حسين الذي يعد من رواد المدرسة البيانية في النثر العربي الحديث في القرن العشرين إلى جانب مصطفى لطفي المنفلوطي ومصطفى صادق الرافعي وشكيب أرسلان ومحمد عبده و إبراهيم اليازجي وحسن الزيات وغيرهم، وهذه المدرسة امتداد للمدرسة البيانية القديمة التي كان يتزعمها الجاحظ والجرجاني وأبو حيان التوحيدي:
"يا للحزن والأسى، يا للوعة والحسرة، يا لليأس والقنوط، أيبلغ العنف بالزمان أن يمحو هذا المقدار الضخم من حياة الناس في أعوام قصار، لقد جد جيل وجيل في إقامة معمل السكر وإقامة ما حوله من الدور، بل من القرى، لقد عاش جيل وجيل، بهذا المعمل ولهذا المعمل، لقد عاش جيل وجيل بهذه القناة ومن هذه القناة. فكل هذا الجهد، وكل هذا العناء وكل هذه الذكرى، وكل ماكان على شاطئ القناة، وحول معمل السكر من جد وهزل ومن لذة وألم، ومن حب وبغض، ومن أمل ويأس، ومن مكر ونصح، ومن خداع وإخلاص، كل هذا يذهب في أعوام قصار لا تكاد تبلغ عدد أصابع لليد الواحدة، كان شيئا من هذا لم يكن، وكان نفسا لم تتأثر بما أثارته الحياة في هذه الأرض من العواطف وكان شفة لم تبتسم لما أنبتته هذه الأرض من أسباب الحزن والأسى، يا للحزن اللاذع، يا للألم الممض، ويا لليأس المهلك للنفوس! لقد ماتت قناتنا أيها الصديق" [7 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nb7)]
نستنتج من خلال هذا المقطع النصي أن المدرسة البيانية لدى طه حسين تمتاز بتنويع الأساليب الإنشائية كأن الكاتب يكتب قصيدة شعرية أو قصيدة منثورة يستعمل اللازمة النثرية الدالة على التحسر والتفجع، ويشغل التكرار بكثرة والتوازي التركيبي والتتابع والازدواج في توظيف الجمل والإطناب في توسيع الفكرة وتمطيطها، كما يستعمل الكاتب الصور البلاغية من تشبيه واستعارة ومجاز وكناية والمحسنات البديعية من سجع وطباق ومقابلة وترادف وتكرار والتماثل الصوتي والتجانس الإيقاعي.
وقد وظف الكاتب عدة خطابات في نصه الروائي هذا منها: خطاب السيرة وخطاب الامتساخ وخطاب الرسائل وخطاب المذكرات وخطاب اليوميات وكل هذا لإثراء نصه بالتنوع اللغوي والتعددية الأسلوبية.
ج- الوصف في السيرة:
التجأ الكاتب إلى الوصف لتصوير الشخصيات والأمكنة والأشياء والوسائل لنقل عالم الحكاية وتجسيده في أحسن صياغة فنية. ويمتاز وصف الكاتب بالاستطراد والإسهاب والتطويل على غرار الكتاب الواقعيين أمثال: فلوبير وبلزاك وستندال وإميل زولا ونجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف.
وقد بدأ الكاتب سيرته باستهلال روائي وصفي يشخص فيه صديقه الأديب لينتقل بعد ذلك لعرض الأحداث السردية لينهي نصه بعرض مأساة الأديب ونهايته الفظيعة بعد حياة بوهيمية عبثية في حضن الجمال وغواية السكر ومفاتن الجسد وخمول العقل.
ويلاحظ على وصف طه حسين للأديب أنه وصف كاريكاتوري بشع يشمل الداخل والخارج حيث يلتقط المساوئ والعيوب بدقة متناهية قصد استدراج القارئ لمشاركته في الحكم بالسلب على هذه الشخصية الدنيئة التي لاتمت بصلة إلى الأدب مادام قد ظلم الأدب وزوجته ووالديه ووطنه كما في هذا المقطع الوصفي الساخر:"كان قبيح الشكل نابي الصورة تقتحمه العين ولا تكاد تثبت فيه، وكان على القصر أقرب منه إلى الطول وكان على قصره عريضا ضخم الأطراف مرتبكها كأنما سوي على عجل، فزادت بعض أطرافه حيث كان يجب أن تنقص ونقصت حيث كان يحسن أن تزيد. وكان وجهه جهما غليظا يخيل إلى من رآه أن في خديه ورما فاحشا. وكان له على ذلك أنف دقيق مسرف في الدقة، منبطح غال في الانبطاح، قد اتصل بجبهة دقيقة ضيقة لا يكاد يبين عنها شعره الجعد الفاحم.
لم تكن تقدمت به السن، بل لم يكن جاوز الثلاثين، ولكن علامات الكبر كانت بادية على وجهه وقده لايخدع عنها أحد. كان على قصره مقوس الظهر إذ قام، منحنيا إذ جلس، ولعل إدمانه على الكتابة والقراءة، وإسرافه في الانحناء على الكتاب أو القرطاس هما اللذان شوها قده هذا التشويه. وقلما كان وجهه يستقيم أمامه، إنما كان منحرف العنق دائما إلى اليمين أو إلى الشمال، وقلما كانت عيناه الصغيرتان تستقران بين جفونه الضيقة، إنما كانتا مضطربتين دائما لا تكادان تستقران على شيء حتى تدعاه مصعدتين في السماء، أو تنحرفا عنه إلى مايليه من أحدى نواحيه". [8 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nb8)]
ولقد كان طه حسين في وصفه للأديب كاتبا لاذعا هاجيا يعتمد على السخرية والتشويه الكاريكاتوري في تصوير الشخصية ورصدها فيزبولوجيا منتقلا من العام إلى الخاص. أي يصور بريشته الواصفة الشكل الخارجي فالوجه ثم الصوت، وقد كان دقيقا في وصفه ومتفننا في التجسيد والتشخيص.
وبعد الوصف الخارجي، ينتقل الكاتب إلى الأحداث والأفعال السردية لينقل لنا مواصفاته الأخلاقية ونفسيته وطبيعة تفكيره ليقدمها لنا في الأخير على أنها شخصية سمجة قبيحة متدنية في سلوكها ومنحطة في قيمها، كما تعبر قسمات الشكل على العموم عن طبيعة الشخصية. أي إن المظهر الخارجي علامة سيميائية تدل على طبائع الشخصية وسماتها النفسية والأخلاقية.
وانتقل الكتب بعد ذلك ليصف الأفضية والأمكنة فوصف لنا بيت الأديب وبيت الكاتب الضيق، كما وصف لنا مدينة القاهرة في ازدحامها واكتظاظها بالسكان، والجامعة بمحيطها وحرمها ومدرجاتها، ونقل لنا البادية بفظاعتها وجفافها وتغير معالمها، كما رصد لنا فرنسا بأفضيتها الحضارية الدالة على الثراء والجمال والتطور العمراني والثراء الحضاري والمادي.
ولم ينس الكاتب أن يصف بعض الوسائل كالعربة التي كانت تنقل الكاتب مع الأديب في صحبة الخادم الأسود إلى بيته وإلى عدة أماكن في القاهرة المزدحمة بالناس، والباخرة التي كانت تعبر البحر الأبيض المتوسط متجهة بالأديب إلى فرنسا.
وعليه، فإن الوصف لدى الكاتب يتسم بالتطويل والروتين الممل من شدة الإسهاب والاستقصاء والتفصيل.
خ- البعد الاجتماعي في السيرة:
تحيل هذه السيرة سوسيولوجيا على مصر في انتقالها من الانتداب الإنجليزي إلى عهد الملكية الخديوية بعد ثورة سعد زغلول 1919م، وما حدث من تغيرات على المستوى الاقتصادي وخاصة في البادية المصرية ومدينة القاهرة التي بدأت تعرف تحولات ديمغرافية واجتماعية. كما تبين لنا انفتاح الحكومة المصرية على الجامعة الحديثة، وإرسال البعثات إلى الخارج لاستكمال الدراسات الجامعية العليا. وتبين لنا السيرة كذلك وضعية التعليم في الأزهر الذي يحتاج إلى تجديد وتغيير لمناهج التدريس بهذه المؤسسة الدينية التي مازالت تدرس فيها الكتب الصفراء بطريقة تقليدية؛ مما آل بالوضع التربوي في الأزهر لأن يستلزم التغيير والإصلاح الفوري كما تؤشر على ذلك دعوة محمد عبده.
وتشير السيرة كذلك إلى ظروف الحرب العالمية الأولى وآثارها البشعة على الإنسان الأوربي والإنسان العربي، ناهيك عن تصوير مدى اهتمام جيل من المثقفين في مطلع القرن العشرين بالأدب إلى درجة الحب والشغف والجنون وإقبالهم على الجامعات الحديثة للاستفادة من المناهج الحديثة والأفكار الجديدة. ومن ثم، تصور السيرة الروائية فئة من الأدباء العرب الذين تركوا بلدانهم وذهبوا إلى الخارج فانبهروا بأوربا وانغمسوا في الملذات وافتتنوا بجمال النساء الشقراوات وبريق سيقانهن وسقطوا في الرذيلة ومهاوي الخطيئة ونسوا العلم وعادوا إلى بلدانهم إما حمقى مجانين وإما بدون شواهد علمية تذكر وإما حصلوا عليها بصعوبة تذكر كما هو حال توفيق الحكيم الذي فشل في دراساته القانونية وعاد حاملا لواء الفن والمسرح والقصة، و بطل سهيل إدريس في روايته"الحي اللاتيني" الذي لم يحصل على شهادة الدكتوراه إلا بشق الأنفس وله بطبيعة الحال مقابله الموضوعي في الواقع الخارجي.
د- البعد النفسي في السيرة:
ينقل لنا الكاتب من الوجهة السيكولوجية شخصية أديب مهووس بحرفة الأدب، ولكنها شخصية مختلة ستصاب بهستيريا المجون وتضخم الذات. ورغبة في تحقيق ذاته، سيدوس هذا الأديب على القيم التي كان يؤمن بها حيث يظلم زوجته حينما طلقها بكل برودة دون أن يحس بها أو يشعر بكيانها الداخلي ولم يفكر إطلاقا كيف ستكون وضعيتها وصورتها بعد الطلاق في القرية التي ستعود إليها، بعد أن اختارته زوجا لها ورفضته الشابات الأخريات،كما كان عاقا لوالديه عندما تخلى عنهما من أجل أن يبحث عن مستقبله وحريته الشخصية لإفراغ مكبوتاته الشبقية في بلد الأجساد والسيقان، في فرنسا الحضارة والفتنة والجمال والغواية التي جردت الأديب من كل مقومات أصالته وجرته إلى مستنقع الفساد والدناءة عندما بدأ يسهر الليالي مع خمرة النسيان مفتتنا بجمال الأجساد وشهد الأحلام الوردية والحب الرومانسي الخادع.
هذا، وقد دفعت الذمامة والقبح أديبنا إلى العزلة والانطواء، فلم يجد صديقا وفيا في عالمه إلا كاتبنا الذي كان يستصحبه معه إلى بيته ويحكي له كل ما يكابده ويعانيه. وقد دفع الحرمان النفسي الناتج عن الاستعمار وتسلط الحكومة الخديوية والإحساس بالنقص شخصية الأديب لتثور ثورتها على أقرب الناس إليه وهي زوجته؛ لأن حميدة تقيده بتقاليدها البدوية، وبقاؤه في مصر يذكره بالنقص، لكن فرنسا هي الملاذ الوحيد لوجوده والمكان المفضل للتحرر الإيروسي واستكمال ذاته من خلال الارتماء في أحضان الكأس والمرأة وغواية الشيطان، ومن ثم، فشخصية أديب هي شخصية مرضية معقدة تعاني من النقص وتحاول تعويضه باكتساب العلم وإظهار الثقافة واحتراف الأدب. وقد أدى هذا الإحساس المبالغ فيه نفسيا بأديبنا إلى الحمق والجنون والإصابة بلوثة الهستيريا وذوبان الذات من كثرة الانفعالات والأحاسيس المبالغ فيها.
تركيب استنتاجي:
إن" أديب" لطه حسين سيرتان متكاملتان: سيرة ذاتية خاصة بالكاتب وسيرة غيرية متعلقة بالأديب، وفي نفس الوقت هي رواية فنية تعتمد على التخييل والالتفات والتشويق والاستطراد والاهتمام بنصاعة البيان وبلاغة التصوير؛ وهذا ما يجعل طه حسين من رواد المدرسة البيانية في الأدب العربي الحديث، كما أن هذه السيرة إدانة لجيل من المثقفين العرب الذين قصدوا أوربا بحثا عن العلم واستكمالا لدراساتهم العليا، فانبهروا بحضارة الغرب، ولكنهم بدلا من أن يستفيدوا من العلوم والمعارف والآداب سقطوا في الغواية والرذيلة وفتنة الخطيئة، وبالتالي، فرطوا في أعزما يملكون من قيم وفي كل ما يمت بصلة إلى الشرق، لينغمسوا في بوتقة الشر والإفساد والسقوط في فتنة الغرب والإيمان بفلسفته المادية وأفكاره المنحلة.
حواشي
[1 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nh1)] طه حسين: أديب، بدون تاريخ للطبعة أو مكان لها، ص:4-5.
[2 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nh2)] نفسه، ص: 8.
[3 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nh3)] نفسه، ص:2.
[4 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nh4)] نفسه، ص: 32.
[5 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nh5)] نفسه، ص:32-33.
[6 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nh6)] طه حسين: نفسه، ص: 112-113.
[7 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nh7)] نفسه، ص:43.
[8 (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286#nh8)] نفسه، ص:6-7.
http://www.diwanalarab.com/local/cache-vignettes/L250xH126/siteon0-60928.gif (http://www.diwanalarab.com/)
المصدر (http://www.diwanalarab.com/spip.php?article8286)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 09:42 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"عندما تتكلّم الذّات السّيرة الذّاتيّة في الأدب العربيّ الحديث"
الدكتور
محمّد الباردي
دراسة ـ منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق ـ 2005
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
لحفظ الدراسة على الرابط التالي:
الدراسة (http://www.awu-dam.org/book/05/study05/96-M-B/96-M-B.zip)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 09:47 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"السيرة الذاتية تعدد وتداخل بين الأجناس (http://www.doroob.com/?p=7249)"
عند
عبد الرحمن مجيد الربيعي
http://www.arab-ewriters.com/writers/full/9385574620060216121602.jpg (http://www.arab-ewriters.com/?action=ShowWriter&&id=34)
محمّد معتصم
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.doroob.com/?p=7249)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 10:27 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
إدوار الخراط
"كل ما كتبته في حياتي هو سيرة ذاتية اقتحمها الخيال"
الشرق الأوسط - عبد النبي فرج
الأحد 9 تموز (يوليو) 2006.
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.tahawolat.com/cms/article.php3?id_article=762)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 10:34 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"عندما تتكلم الذات .. السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث"
تأليف الدكتور
محمد الباردي
الناشر: اتحاد الكتاب العرب - دمشق
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
مؤلف هذا الكتاب محمد الباردي روائي وناقد تونسي، ولد في قابس في العام 1947م، له عدد من الروايات منها: (الملاح والسفينة)، و(مدينة الشموس الدافئة (و(على نار دافئة)، و(جارتي تسحب ستارتها)، و(الكرنفال)، كما صدر له في النقد: (حنا مينه روائي الكفاح والفرح)، و(الرواية العربية والحداثة)، و(في نظرية الرواية).
يبحث كتابه الجديد في مفهوم السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث وإشكالية هذا الجنس الأدبي وشروطه ودوافعه وأشكاله محاولاً الوصول إلى تعريف جديد له.
يشير الباحث في المقدمة إلى أن كتاب (الأيام) لطه حسين وضع حجر الزاوية لأدب السيرة الذاتية، وكان أثره في الأدب العربي الحديث أشبه بأثر اعترافات روسو في الأدب الفرنسي في القرن التاسع عشر.
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 10:45 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"ثمرة الذاكرة كتابة الرواية بين التخييل والسيرة الذاتية"
نبيل درغوث
http://www.alarabonline.org/data/2008/03/03-30/445p.jpg
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
"إن معظم الروايات الأولى هي سير ذاتية مقنعة، هذه السيرة الذاتية هي رواية مقنعة"
"كليف جيمس"
مثّل تداخل الأجناس الأدبية إشكالا بالنسبة إلى مصنّفى الأدب، وقد أصبح تمييز كلّ جنس أدبى عن غيره أمرا عسيرا لتداخلها وتوالدها من بعضها البعض، وهذا ما سبب خلطا هائلا أصبحت تعانى منه بعض المقاربات للأجناس الأدبية حيث تسود زئبقية مصطلحاتها وانفتاح النصوص على بعضها البعض. فليس ثمة أسوار منيعة أو آليات تعمل داخل الشكل الفني، تحول دون تداخل الأشكال الفنية وتمازجها "1".
“حفيف الريح” "هى الرواية الثانية لظافر ناجي"، ما أن يتفحصها القارئ حتى يلاحظ علاقتها برواية السيرة الذاتية حيث تتقاطع أحداثها وشخصياتها بمكونات من حياة الكاتب. فما هى خصوصية هذه الرواية وما علاقتها بالسيرة الذاتية؟
على سبيل المدخل النظرى الموجز سنحاول بدءا تحديد الملامح الكبرى للرواية التى يمكن القول بأنها عمل فنى متخيل، نثرى، ينهض على أساس قصصي، مادته أحداث وشخصيات هى مزيج بين الخيال والحقيقة على شكل حبكة ذات تعقيد ما. قد يبدو هذا التعريف بمثابة تقرير أمر واضح، لأن الرواية تتخذ “لنفسها ألف وجه، وترتدى فى هيئتها ألف رداء، وتتشكل أمام القارئ، تحت ألف شكل مما يعسر تعريفها تعريفا جامعا مانعا. ذلك لأننا نلفى الرواية تشترك مع الأجناس الأدبية الأخرى بمقدار ما تستميز عنها بخصائصها الحميمة، وأشكالها الصميمة”"2".
الرواية تركيب خيالي، وهى قبل كل شيء بناء فني- رمزى يسعى لأن يمثل الوضع الاجتماعى /النفسي/ الانطولوجى للإنسان فى الكون. فالرواية بمعنى ما هى الوهم المبتكر الذى يترك آثاره فى نفس القارئ. “إنه الوهم الخالد.. الوهم الباقى لأنه يأخذ شكلا صلبا وحيويا عبر الفن بحيث يتواصل مع الآخرين من البشر مهما بعد زمانهم ونأى بهم المكان فيصير بإمكانهم أن يعايشوا صورة الوهم وأن يتأثروا بها”"3".
ويرى بعض منظرى الرواية فى احتمال نشأتها ومسار تطورها أنها من أهمّ أشكال الإبداع قدرة على التو ضيف والاستفادة من الأجناس الأدبية التى سبقتها "الأسطورة، الملحمة، الحكاية...إلخ". فهى “الوريث الشرعى للأجناس السابقة”"4" ومن الباحثين من يرى أن “الرواية عموما هى الجنس متهم بإراقة دماء الأجناس التقليدية القديمة واستعباد بعضها أحيانا وتحويلها إلى “مدبّرات” سرد فى نسيجه الحكائي”"5".
والرواية من الأجناس الأدبية التى هى فى علاقة توارثية وتستكمل سلالات بعضها، ومنها السيرة الذاتية. ونحن نفترض ان رواية “حفيف الريح” لظافر ناجى هى من جنس السيرة الذاتية. وقبل تبيان هذه الفرضية يجدر بنا فى مسلكنا النقدى ان نتوقف عند اهم المحطات التى عرفتها تنظيرات السيرة الذاتية.
السيرة الذاتية: لمحة تاريخية
حسب جورج ماى فان نهاية القرن الثامن عشر هى بداية السيرة الذاتية. فنشر “اعترافات” "Confessions" جان جاك روسو "J.J. Rousseau" "1712-1778" بعد وفاته شكل نقطة انطلاق وإعلان عن استقلال السيرة الذاتية ككيان أدبيّ"6".
وإن كان المؤرخون الغربيون يقرّون بأن السيرة الذاتية هى لون من الألوان الإبداعية خاصّ بالثقافة الغربية، فانه مع أواسط القرن العشرين تغيّرت هذه الفكرة فى النقد الأدبى الغربي، ولم تعد السيرة الذاتية حكرا على الحضارة الغربية دون غيرها"7".
فالدارسون للسيرة الذاتية فى الأدب العربى يجمعون على أنّ هذا الشكل من أشكال التعبير عرفه تاريخنا الأدبي.”وهو غرض أدبى عريق فى حضارتنا العربية الإسلامية ولئن لم يتبلور متصوره الذهنى بما يتيح له الانفراد بمصطلح نقدى مخصوص فإنه قد صيغ على نماذج تكاد تصل به منزلة الاكتمال فى المضمون والغرض والأسلوب”"8". فالأدب العربيّ عرف السيرة الذاتية قديما كما حديثا. وقد اجمع الباحثون ان كتاب “الأيّام” "1929" لطه حسين نص مؤسس للسيرة الذاتية فى الأدب العربى الحديث "9".
يعود وضع الأساس للتنظيرات الحديثة فى حقل السيرة الذاتية إلى سنة 1956 مع مقال “شروط السيرة الذاتية وحدودها” لغوسدورف” "GUSDORF""10" وابتداء من هذا التاريخ تتالت المقالات والكتب حول تحديد وتعريف هذا الشكل الإبداعى الذى رأى فيه الفيلسوف الألمانى ويليهيلم ديلتاى أكثر تعبيرات تأمل الحياة المباشرة.
وفى سنة 1971 وضع فيليب لوجون"Philippe le jeune" تعريفا لهذا الجنس الأدبى فى كتابه “السيرة الذاتية فى فرنسا” ثم نقّحه سنة 1975 فى كتابه “ميثاق السيرة الذاتية” "Le Pacte Autobiographique" قائلا: “وبعد تعديل طفيف سيصبح حد السيرة الذاتية كآلاتى [هي] حكى استعادى نثرى يقوم به شخص واقعى عن وجوده الخاص وذلك عندما يركز على حياته الفردية وعلى تاريخ شخصيته يصفه خاصة” "11" ولعلّ هذا التعريف لا يبدو مطلقا ونهائيا، فقد أحجم جورج ماى عن وضع تعريف رغم معالجته لهذا الجنس الأدبى ضمن كتابه “السيرة الذاتية”"12".
وبعد سنوات قام فيليب لوجون بنقد ذاتى ضمن كتابه “أنا أيضا”"13" معيدا النظر جذريا فى “ميثاق السيرة الذاتية” الذى كان قد صاغه فيما سبق. إذا فلا سيبل للحديث عن جنس سردى نقى خالص، باعتبار أن السيرة الذاتية قد أخذت عند نشأتها أساليب و فنيات الكتابة التى اعتمدتها الرواية سابقا. “فالألوان الإبداعية تميل غالبا إلى الدخول فى علاقة تماثلية فيما بينها، أو توارثية، أحيانا تفسر بعضها أو تستكمل وظيفتها التعبيرية”"14"، وهكذا تصل “الرواية” و”السيرة الذاتية” فى علاقة إشكالية قائمة، فكلاهما يتأسس على قصّة حياة بطل فرد يدخل فى صدام مع محيطه رافضا لنواميس المجتمع، قلقا، ساخطا، يعيش فى علاقة إشكالية مع كل ما يحيط به.
هيكل وبنية الرواية
تتألف “حفيف الريح” من أربعة فصول تتخللها أربعة ملاحق. ومنذ الفصل الأول يتولى الراوى مهمة الحكى ليمتد ذلك على كامل الرواية غير انه يتخلل هذا السرد حوارات مطولة بين الشخصيات.
وإن كانت الرواية قدّمت أحداثا عاشتها الشخصية الرئيسية بين قرقنة والعاصمة وقابس فى منتصف الثمانينات وأوائل التسعينات. فقد واكبت من جهة أخرى التحولات التى عرفها الواقع الموضوعى على الصعيد العربى والعالمي.
والرواية ايضا هى ذكريات الشّخصية الرئيسية "فاضل" جاءت فى هيئة “كتاب النساء” ويمثل الفصل الأول فاتحة الكتاب أمّا الفصل الرابع فهو تتمة لقصّة بدأت من الفصل الأوّل مكونة ذكرى تضاف إلى “كتاب النساء”. ولكن سؤالنا المركزى فى هذه القراءة يضل يتمحور حول تجلى عناصر السيرة الذاتية فى هذه الرواية .
إنّ استخدام المؤلف لأحداث وشخوص وأماكن ترتبط بحياته الشخصية قصد تأليف روايته الأولى يمثل ظاهرة لا يمكن أن تغيب على أى قارئ جادّ. فالكاتب ينطلق فى نصوصه الأولى من كل ما يتصل بحياته مركّزا فيها على تاريخه الشخصى وسبب ذلك، ربما، ثقل الذاكرة على مخيّلة المؤلّف. فلا بدّ للكاتب أن يتخلص من ذلك الثقل فى أعماله الأولى فتتطهّر المخيّلة ليقع تشغيلها بملكات التخييل. وكان كليف جيمس قد نبّه إلى هذه الظاهرة حيث قال: “إن معظم الروايات الأولى هى سيرة ذاتية مقنّعة.”
والكتابة عن الذات ممارسة يسيرة يتحسّس الروائى من خلالها عالم الكتابة من خلال مرجعيته الذاتية وحياته وتاريخه الشخصى وعلاقته بالذوات الأخرى. يتناول كلّ هذه الزوايا التى عرفها وخبرها وعاشها قبل أن يبتكر حيوات وشخصيات غيرّية "15". وهذه المرحلة هى مرحلة جنينية وضروريّة لنشوء الكاتب الا ان كثير من الكتّاب من يبقى نزيل هذه المرحلة لا يعرف منها فكاكا فتراه يستنزف تلك الذاكرة استنزافا حتى يسقط فى التكرار فلا يعثر له الباحث إلاّ على نصّ فريد كان قد صاغه مؤلفه بطرق شتّى. واذا اراد ان يتجاوز ذلك فعليه أن يتمرّد على ذاته وأن يتنكّر لعمله الأوّل حتى يؤسس ذاتا إبداعية أخرى فى عمليّة أشبه بقتل الأب، ونقصد بالأب، النصّ الأوّل للكاتب.
نعثر فى “حفيف الريح” على علامة أجناسية هى عبارة “رواية “ تصاحب العنوان موجهة القارئ منذ البدء على تلقيها باعتبارها “رواية”. غير ان القارئ العارف بحياة الكاتب يجد نفسه أمام نص من تلك النصوص التى يصفها “فيلب لوجون” بالنصوص التى يعثرفيها على التشابهات وعلى تطابقا بين المؤلف والشخصية رغم ان المؤلف اختار أن ينكر هذا التطابق أو على الأقل، اختار أن لا يؤكده "16"، فبالتطابق بين الكاتب والراوى والشخصية تكشف السيرة الذاتية عن ذاتها. والغالب على السير- الذاتية أنها تكتب بضمير المتكلّم المفرد “أنا” الذى يصهر كلّ من الراوى والشخصية والكاتب فى بوتقة واحدة. إلاّ أن ظافر ناجى تعمّد استعمال ضمير الغائب “هو” لكى يوهم القارئ بأن نصّه سيرة غيريّة ويؤكدّ الانفصال بين من عاش القصّة "الشخص" ومن يسردها "الراوي" غير أنّه يمكن الحصول على تطابق بين الراوى والشخصية فى حالة الحكى “بضمير الغائب” بإقحام مشكل المؤلف حسب عبارة صاحب كتاب “الميثاق السير ذاتي”"17". وذلك باقامة المعادلة المزدوجة التالية:
المؤلف = الراوي، والمؤلف = الشخصية، اذاً الراوى = الشخصية.
فقصّة “فاضل” "الشخصية الرئيسية" تتقاطع فى الكثير من المواطن مع قصّة “ظافر” "المؤلف"، ذلك أن “فاضل” يحمل الكثير من السمات المشتركة بينه وبين المؤلف ابتداء بالاسم فالاسمان يشتركان فى أحرف ثلاثة. أمّا بقية السمات فتظهر فى مسقط الرأس “قابس” ودراسة اللغة والآدب العربية بالجامعة وامتهان التدريس بقابس سابقا واحتراف الكتابة.
كما تؤكد الملاحق التى أدمجت ضمن فصول الرواية التطابق بين المؤلف والشخصية. فهذه النصوص التى جاءت تحت عنوان كتابات المرحلة كانت قد نشرت فيما مضى بإمضاء “ظافر ناجي” "المؤلف": حيث يتضمّن النصّ الأول قصّة قصيرة بعنوان “القمامة” نشرها المؤلف ضمن مجموعته القصصية “المتاهة” بتونس سنة 1992أمّا النص الثانى فهو مقتظف من رواية كان قد نشرها بسوريا سنة 1994 تحت عنوان “أرخبيل الرعب” ورغم هذا التطابق بين الراوى والشخصية بطريقة غيره مباشرة أى عن طريق المعادلة الرياضية. فالتطابق مثبتا داخل النص وإن مكّن ضمير الغائب الكاتب من الفصل بين الراوى والشخصية. فإن الراوى ينهض راويا عليما بأطوار حياة الشخصية كلها يستحضر ما يشاء منها حين يريد استباقا أو استرجاعا:
“تذكّر فى وحدته ذلك الحيّز من ماضيه فلم يعرف أيتألّم من أنّه كان كذلك أم يفرح بأنّه تجاوز كلّ تلك العقبات وأصبح الآن أستاذا يدرّس النّشء دون أن يمسّ بسوء... كثيرون من أصدقاء تلك الفترة يقولون له أنّهم متعجّبون من كونه تمكّن من إتمام دراسته فقد كان مؤهّلا ليكون خريج سجون أكثر من تأهّله للتخرج من الجامعات...
تذكّر كلّ ذلك ولم تغادر صورة أمينة رأسه لحظة واحدة لكنّه كان قد قرّر الفراق، وكان من الصعب أن يجعله شئ ما يغيّر رأيه. بعدها نجح هو والتحق بسلك التّعليم فى جهة قابس غير بعيد عن العائلة وهناك انشغل أو شغل نفسه بالكتابة. فجمع القصص القصيرة التى كتبها وهو طالب ونشرها فى الجرائد والمجلاّت ثم بدأ يكتب بشكل متواصل وينشر تباعا وقد قرّر أن يمتهن الكتابة لاحقا رغم أنّه لم يكن وقتها قد عرف أية مهنة شؤم كانت...” "ص 59".
وقد بدا لنا أنّ العلاقة بين الراوي والشخصية تنجلي خاصة فى اشتراكها فى ذاكرة واحدة حتى تتوحّد الذات الراوية والمروية فى ما يشبه حالة الحلول ويمكن فى هذا المضمار الاستشهاد بامثلة والفقرات التالية :”هنا أيضا تتدخّل الذّاكرة الّلعينة وكأنّها تريد الإجابة عن أشياء لم تسأل عنها لكنّها مع ذلك تأخذ صاحبها قسرا إلى حيث هى تريد.” "ص 23".
“ما الذى بقى الآن غير صدى لذاكرة مثقوبة تأتى بالأشياء من أعماقها وكأنّها تخرج بها من أعماق كهف مظلم بعد منتصف ليل بهيم..” "ص 25".
الآن فى هذه الأيّام الأخيرة من آخر الألفيّة الثانية يبدو منتصف الثمانينات زمنا آخر وكأنّه آت من قرون خلت... ياه ... ما أسرع ما وقع.” "ص 26".
“وها هو الآن يكتشف أنّه لم يفهم شيئا وأنّه غير قادر على أكثر من استرجاع الصور التى عاشها فى أقصى الحالات لأنّ الذاكرة ألاعيبها التى تنتهي، فهى تنتقى وتزيّن وتعبث بصاحبها” "ص 52".
“عادت به الذّاكرة إلى تلك الأيّام، والذّاكرة حين تثور تحرق كلّ الحاضر فتتعالى عليه وتقزّمه...” "ص 53". “حتّى لكأنّه كان يهرب من ماضيه القريب إلى ماض أبعد كان أحلى وأجمل بلا شعارات جوفاء ولا قفّازات ولا مواد تجميل...” "ص 67".
“الذّاكرة ذلك الجزء من الدّماغ..
والدّماغ ذلك الجزء من الرّأس..
والرّأس ذلك الجزء الذى يحكم البدن بأكمله.
أفلا تكون الذّاكرة هى التى تحكم كلّ شيء فينا، أوليس الماضى هو سبب وجودنا الحالى حتّى وإن كذبنا على أنفسنا وقلنا إننا تجاوزناه أو أننا صنعنا لأنفسنا حاضرا لا علاقة له بذاك الماضى؟” "ص 105".
* كاتب تونسي
الهوامش
* ظافر ناجي: “حفيف الريح” "رواية"- تونس 2001
1- القول لمحمد العباس مأخوذ عن عبد الله عبد الرحمن الحيدري: رواية السيرة الذاتية، مجلة علامات فى النقد م 13، ج 49 سبتمبر 2003، ص 580
2- عبد الملك مرتاض: فى نظرية الرّواية، سلسلة عالم المعرفة عدد 240، ديسمبر 1998، ص 11.
3- فؤاد التكرلى: الطيور صغيرة تحت أنظار الشيخ الحزين، جريدة الشرق الأوسط، عدد 9079، أكتوبر 2003، ص 16.
4- فرج لحوار: الحياة الثقافية عدد 82 فيفرى 1997.
5- كمال الرياحي: حركة السرد الروائى ومناخاته ، دار مجدلاوى للنشر والتوزيع، الأردن 2005 ص 55.
6- انظرجورج ماي: السيرة الذاتية، ترجمة محمد القاضى وعبد الله صولة، بيت الحكمة – تونس 1992، ص 28.
7- انظر دويت رينولدز: السيرة الذاتية فى الأدب العربي، مجلة الكرمل عدد 76-77 سنة 2003، ص 89.
8- عبد السلام المسدى: النقد والحداثة، دار أميّة، تونس 1989، ص 115،
وأنظر أيضا: - يحى ابراهيم عبد الدايم: الترجمة الذاتية فى الأدب العربى الحديث.
- منصورقيسومة: السيرة الذاتية فى التراث العربي، التعدّد والتنوع، الحياة الثقافية عدد104 أفريل 1999.
9- أنظر: - محمد الباردي: السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث حدود الجنس وإشكالاته، مجلة فصول م 16 عدد 3، سنة 1997، ص 69.
- دويث رينولدز: ص 98.
- إحسان عبّاس: فنّ السيرة، دار الثقافة – بيروت دث، ص 151
10- انظر: - آنخل. ج. لورايرو: المشاكل النظرية للسيرة الذاتية، ترجمة نادرة الهمامي،
مجلة الحياة الثقافية عدد 146، جوان 2003، ص 48-49.
- دويت رينولدز، ص 89.
11- فيليب لوجون: السيرة الذاتية، الميثاق والتاريخ الأدبي، ترجمة وتقديم عمر حلي، المركز الثقافى العربي، 1994، ص 22.
12- L’autobiographie, Paris 1979
13- Moi aussi, Paris 1986
14- عبد الله بن عبد الرّحمان الحيدري، ص 580.
15- بوشوشة بن جمعة: اتجاهات الرواية فى المغرب العربي، تونس 1999، ص 143.
16- فيليب لوجون، ص 37.
17- فيلب لوجون، ص 25.
18- جورج ماي، ص 123.
المصدر (http://www.alarabonline.org/index.asp?fname=%5C2008%5C03%5C03-30%5C445.htm&dismode=x&ts=30/03/2008%2001:51:04%20%D9%85)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 02:31 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"السيرة الذاتية في الرواية السعودية"
http://www.al-jazirah.com/culture/15122003/8.jpg
الدكتور
صالح معيض
لعل من أهم الإشكالات التي تثيرها الرواية السعودية لدى كثير من قرائها ونقادها إشكالية علاقتها بالسيرة الذاتية.
وكنت قد تناولت هذه القضية بتوسع في بحث بعنوان «سيرذاتية الرواية العربية السعودية»، ألقيته في ندوة الرواية التي صاحبت المؤتمر السابع لرؤساء الأندية المنعقد في القصيم في 30/12/1423هـ، وسأوجز في هذا المقال أهم ما توصلت إليه في بحثي، ليطلع عليه قراء المجلة الثقافية أو المهتمون منهم بهذا الموضوع.
إن المتتبع للدراسات والقراءات التي أنجزت عن الرواية العربية السعودية، سيلاحظ دون شك استشراء توجه أو منهج نقدي مثير ولافت للانتباه، وربما شكل في بعض جوانبه خطرا عليها من وجهة نظرنا. ويمكننا تسمية هذا المنهج المنهج السيرذاتي في دراسة الرواية السعودية، قياسا على المنهج السيري في دراسة الأدب عموما، وهذا المنهج ينطلق صراحة أو ضمنا من افتراض مفاده أن كثيراً من الروايات السعودية ليست في حقيقة الأمر إلا سير ذاتية كلية أو جزئية لكتّابها، اتخذت من مسمى الرواية قناعا لها.
ولكن، ما موقف كتاب الرواية أنفسهم من النقد السيرذاتي الذي يمارس على رواياتهم؟ على الرغم من أننا ندرك أن الناقد الأدبي ليس معنيا بالضرورة بما يقوله الكتاب عن أعمالهم، فإن الوقوف على بعض شهاداتهم أو إجاباتهم على التساؤلات التي تطرح عليهم بإلحاح حول امكانية أن يكونوا هم أنفسهم أبطال رواياتهم قد يكون مفيدا لنا هنا.
ولعل النتيجة التي نخرج بها من خلال الشهادات والمقابلات التي اطلعنا عليها هي أنهم ربما كانوا جميعا يرفضون الإقرار بأن يكونوا أبطال رواياتهم ويحتجون بأساليب متعددة على مثل العلاقة التي يجدها أو يوجدها النقاد أو القراء بينهم وبين أبطال رواياتهم.
وبعد أن وقفنا على هذا الموقف الرافض من كتاب الرواية للنقد السيرذاتي لرواياتهم، لعلنا نتساءل هنا عن السبب الذي جعل كثيرا من نقاد الرواية السعودية وقرائها يربطون بين أبطالها وكتابها.
نعتقد أن ثمة بعض المؤشرات أو الدلائل السيرذاتية الداخلية أو الخارجية التي عملت فرادى أو مجتمعة على تسويغ هذا الربط لدى كثير من النقاد الذين اطلعنا على كتاباتهم. وسنشير هنا فقط إلى أهم هذه الدلائل من وجهة نظرنا ونناقشها باختصار:
1 ضمير المتكلم «أنا». فمعلوم أن أهم ما يميز السيرة الذاتية هو التطابق بين شخصية الكاتب والراوي/ البطل، فأغلب السير الذاتية تكتب بضمير المتكلم، وهذا الضمير هو أسهل وأوضح الأساليب التي تحقق هذا التطابق.
2 المكان والزمان: يعد الحضور القوي للمكان والاحتفاء الشديد به وكذلك التحديد الزماني في بعض الروايات السعودية سببا من الأسباب التي جعلت بعض النقاد يربط بين بطل الرواية وكاتبها، ويقرأها قراءة سيرذاتية إلى حد كبير.
3 التاريخ الشخصي للكاتب: إن البحث في التاريخ الشخصي للكاتب والتحري عنه وربطه بأحداث روايته من أهم الأساليب التي أتكأ عليها بعض النقاد للتدليل على العلاقة التي تربط شخصية الكاتب بشخصية بطل روايته.
4 الوعي الكتابي للمبدع في الرواية: تتضمن بعض الروايات السعودية مقاطع يتحدث فيها الراوي/ البطل عن تجربته في الكتابة الإبداعية عموما والروائية خصوصا وإشكالاتها.
إن الخلط بين جنس السيرة الذاتية والرواية ربما كان من أهم الأسباب التي أدت إلى استشراء المنهج السيرذاتي في نقد الرواية السعودية. وهو خلط لا يمكن قبوله وتبريره وإن كنا نتفهم حدوثه نظرا لتداخل هذين الجنسين السرديين أحيانا.
إن المبالغة في ممارسة النقد السيرذاتي للرواية السعودية له في اعتقادنا آثار سلبية كثيرة على النص الروائي ومبدعه، وربما كانت هذه الآثار السلبية معيقة لهما أحيانا، فالنقد السيرذاتي يسطح العمل الروائي ويفقره، وذلك من خلال تركيزه على جانب واحد ضيق من جوانب النص، هو الجانب الفكري المضموني، وإهماله لتحليل التقنيات السردية والأبعاد التخيلية للنص.
فمعلوم أن جماليات السيرة الذاتية وأسرار وجودها مرتبطة ومرتهنة إلى حد كبير بما تحويه «أو يعتقد أنها تحويه» من بوح واعتراف وسرد صادق للحقائق التي تخص حياة كاتبها، ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا بأن القراءة السيرذاتية للعمل الأدبي هي في أغلب الأحيان من أسهل القراءات كتابة، ومن أقلها عمقا وثراء.
أما فيما يتعلق بالأثر السلبي الذي يلحقه هذا المنهج النقدي السيرذاتي بالروائي أو المبدع، فإنه يكمن في الربط الحرفي بينه وبين أبطال رواياته، وهو ربط كثيراً ما يوقع الكاتب في حرج شديد مع نفسه ومجتمعه، ويحد من إبداعاته في رسم شخوص روايته واختلاق أحداثها وبنياتها، خاصة عندما يتحول هذا النقد السيرذاتي إلى محاكمة اجتماعية أو أخلاقية له.
إن الأدباء عموما والروائيين خصوصا يعالجون في نصوصهم الإبداعية غالباً موضوعات شائكة ومثيرة ومسكوتا عنها، ويجسدونها في أحداث تقوم بها شخصيات مختلقة تظهر في بعض الأحيان أكثر واقعية من الشخصيات الحقيقية، فلا يعقل أن نربط هذه الشخصيات بكتابها، وأن نطرح في كل مرة نقرأ فيها نصا روائياً سؤالاً مثل: هل هذه الأحداث أو بعضها وقعت للكاتب الروائي نفسه؟، ثم نجري عملية بحث وتحر نقارن فيها بين شخصية بطل الرواية وحياة الكاتب، وأخيراً ينبغي علينا أن نتذكر دائما أن الروائيين مثل الشعراء قد يقولون ما لا يفعلون.
المصدر (http://www.al-jazirah.com/culture/15122003/fadaat12.htm)
http://www.al-jazirah.com/culture/images/culture.jpg
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 02:42 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"أدب السيرة الذاتية"
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/110/110232.gif
عبد العزيز شرف
- الناشر: مكتبة لبنان ناشرون.
- تاريخ النشر: 01/01/1992
- 167 صفحة - الطبعة: 1 - مجلدات: 1
يتناول هذا الكتاب فن السيرة الذاتية، فناً أدبياً مستقلاً عن فن السيرة الغيرية، وهو في هذا الإطار يتخذ نماذجه التطبيقية من الأدبين العربي والعالمي القديم والحديث: معرفاً بهذا الفن الأدبي وحدوده في إطار من الدراسة النظرية والتطبيقية فيتناول في فصوله الأربعة ماهية السيرة الذاتية، ويفرق بينها وبين السيرة الغيرية، ثم يحدد المقصود بفن السيرة الذاتية على النحو الذي يجعل لها سماتها الخاصة وملامحها المميزة بين الفنون الأدبية، ثم يدلف الكتاب تتميماً للفائدة إلى دراسة تطور السيرة الذاتية في الآداب العالمية والأدب العربي قديماً وحديثاً، وكيف استقرت في شكلها الحديث امتداداً لتطورها عبر التاريخ الأدبي.
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 02:49 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"أدب السيرة الذاتية أو الترجمة الذاتية"
http://elevebassatines.site.voila.fr/Images/floral1aquaup.gif
فن السيرة الذاتية أو أدب الترجمة الذاتي عنوان للكتابات الكثيرة التي كتبها بعض الكتاب عن حياتهم الشخصية وبأقلامهم، فوصفوا حياتهم الخاصة وتتبعوا مراحلها أو بعض مراحلها بالتحليل، واعترفوا لنا خلال ذلك بأشياء لم نكن لنعرفها لولا تلك الكتابات.
وهذا الفن الأدبي قديم في الأدب العربي، وليس من الفنون المستحدثة في العصر الحديث كما قد يظن البعض.
فقد كتب بعض القدماء من أعلام الفكر والأدب والعلم كتبا ورسائل عن حياتهم، منها ما كان يهدف إلى الإخبار عن الحياة الشخصية بما عرفته مت تطورات وأحداث، ومنها ما كان يهدف إلى تحليل النفسية، ونفسية المؤلف وحياته العقلية والعاطفية كما فعل الإمام الغزالي في كتابه (المنقذ من الضلال)، وكما فعل الأمير عبد الله آخر ملوك المسلمين بالأندلس في كتابه (المذكرات) وكما فعل المؤرخ ابن خلدون في كتابه (التعريف بابن خلدون).
وفي العصر الحديث اتجه الكثير من الأدباء إلى كتابة الترجمة الذاتية بالأسلوب الحديث، ذي الطابع القصصي الجذاب، والتحليل النفسي الممتع، ومن هؤلاء الدكتور طه حسين في كتابة (الأيام)، والأستاذ أحمد أمين في كتابه (حياتي)، والأستاذ سلامة موسى في كتابه (تربية سلامى موسى)، والأستاذ عبد المجيد بن جلون في كتابه (في الطفولة).
وهناك كتاب آخرون في العصر الحديث لم يكتبوا عن حياتهم بأسلوب صريح، بل كتبوا عن حياتهم، وكأنها حياة شخص آخر. كما فعل عبد الرحمان شكري في كتابه (يوميات مجنون) والأستاذ عبد القادر المازني في كتاب (إبراهيم الكاتب).
ومن مزايا السيرة الذاتية أنها تصف الحياة الواقعية لكاتب من الكتاب في إطار الحياة العام لمجتمع من المجتمعات كالمجتمع المغربي، أو المصري، أو العراقي ... فنطلع من خلالها على الحياة الاجتماعية، ونحيا مع أحداثها وتقاليدها، ونتعلم من صاحبها كيف واجه الحياة، وكيف تصرف، إزاء الأحداث، وكيف تغلب على تحديات البيئة التي عاش فيها، فنتعلم من تلك الحياة الخاصة الشيء الكثير عن النفس الإنسانية ومن تلك المزايا أيضا المتعة الفنية التي نحس بها ونحن نقرأ أساليب أولئك الكتاب في وصفهم وتحليلهم بصدق وأمانة، فنتعلم كيف نعبر وكيف نحس، وكيف نتذوق مختلف الأساليب المعبرة عن التجارب الإنسانية.
المصدر (http://elevebassatines.site.voila.fr/pagesweb/litterature8.htm)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 02:54 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"الانتحار في الأدب العربي .. دراسات في جدلية العلاقة بين الأدب والسيرة"
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/75/75744.gif
خليل الشيخ
- الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
- تاريخ النشر: 01/01/1997
- 264 صفحة الطبعة: 1 - مجلدات: 1
يتوقف هذا الكتاب عند بعدين رئيسين:
في البعد الأول يدرس الكتاب لحظة الانتحار كما تتجلى في كتابات المنتحرين من المبدعين العرب، ويصل بين هذه اللحظة العميقة الغور، المعقدة التركيب وبين هذا الإبداع الذي يحتويها ويرهص لها.
ويتوقف في البعد الثاني عند العلاقة بين تجارب روائية متميزة ونصوص من السيرة الغائرة في أعماق الروائي، بغية الكشف عن العلاقة الجدلية بين السيرة والرواية. فالكتاب في مجموعه يتناول تلك المشكلات بالتحليل النقدي، ويسعى لقراءة نصية تجمع بين النص الشعري والنص الروائي، ويستكنه علاقة تلك النصوص بمبدعها من جهة، وبغيرها من النصوص الغائبة الكامنة في أعماق تلك النصوص.
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 03:24 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"السردية السيرية"
نبيل سليمان
إذا كانت (السيرة) في الغرب تتجذر في التراث اليوناني والروماني من الوصايا والرسائل والتاريخ ... فانطلاقتها تتعلق بالقرن السادس عشر، حيث تتوالي علاماتها الكبري، ومنها الاعترافات بخاصة، من اعترافات القديس أوغسطين إلي اعترافات تولستوي إلي اعترافات روسو ... وقد كانت السيرة الذاتية ــ أو الترجمة الذاتية كما يؤثر كثيرون ــ مثل المذكرات والرحلات واليوميات والاعترافات، ذلك الينبوع الثر للرواية الغربية.
مقابل ذلك، ثمة في نقدنا الأدبي ما يشطب السيرة من تراثنا السردي، تعويلاً علي ظهور هذا الفن كتعبير عن صعود البورجوازية الأوروبية، بعد فنّ المذكرات الذي ظهر كتعبير عن النظام الإقطاعي السابق، لكأن القرون الأموية أو العباسية أو الأندلسية أو العثمانية أو.. لم تشهد حراكاً طبقياً، ولم تعرف فتنة الأنا التي جاءت (السيرة) تعبيراً عن أسطورتها الفاتنة في الحضارة الغربية، كما عبّر أحدهم.
لكن للسيرة في التراث السردي العربي الإسلامي مدونة كبري، تبدأ بسيرة الرسول صلي الله عليه وسلم، وتتوالي ــ علي سبيل المثال ــ في سيرة معاوية وبني أمية لعوانة الكلبي (ت 147 هـ) وسيرة ابن اسحاق (ت 151 هـ) وسيرة أحمد بن طولون لابن الداية (ت 334 هـ) وسيرة صلاح الدين الأيوبي لابن شداد (ت 622 هـ) وسواها.
وهنا ينبغي التشديد علي ذخائر السيرة الشعبية في تراثنا السردي، من سيرة سيف بن ذي يزن إلي سيرة عنترة إلي سيرة الظاهر بيبرس إلي السيرة الهلالية، وكل ذلك علي سبيل المثال.
أما اللافت هنا فهو أن السردية السيرية احتشفظت بكلمة (السيرة) في السير الشعبية، بينما غلبت عليها كلمة (الترجمة) كلما تعلقت بعلية القوم من حكام وشعراء وكتّاب، لكأن (الترجمة) اقترنت بالأدب الرسمي و(السيرة) اقترنت بالأدب الشعبي. وعلي أية حال فكلمة (الترجمة) القادمة من الآرامية، استعملت في مطلع القرن الهجري السابع بدلالتها علي الحياة الموجزة للفرد، مقابل دلالة (السيرة) علي التاريخ المسهب للفرد. ومنذ معجم ياقوت إلي عهد غير بعيد من نقدنا الأكاديمي، تفرّدت كلمة (الترجمة)، حتي في نقد الرواية، وحسبي هنا الإشارة إلي كتاب عبد المحسن طه بدر (تطور الرواية العربية الحديثة في مصر) حيث أفرد فصلاً لـ (رواية الترجمة الذاتية). ولئن عدنا إلي الوراء قليلاً فسنجد للمستشرقين الألمانيين روزنتال وبروكلمان هذا الكتاب (دراسة الترجمة الذاتية التراثية).
لكن كلمة (الترجمة) الذاتية وغير الذاتية تراجعت، وعادت كلمة (السيرة) الذاتية وغير الذاتية، ومع ما عرفته السردية الروائية وسردية المذكرات والرحلات والنقد الحداثي من نشاط خلال العقدين الماضيين، أخذ السؤال يلح علي السردية السيرية سواء كانت ذاتية أم غيرية، وفي التراث كما في الكتابة المعاصرة، علي الرغم من أن سردية الاعترافات المستقلة أو المتخلَّلة في الرواية وغيرها، ما تزال ضامرة وخجولة جراء الرقيب الذاتي والاجتماعي والسياسي والديني.
بسؤال السردية السيرية ينفتح للكتابة العربية المعاصرة، وللنقد، أفق جديد. وحين يمضي هذا السؤال بخاصة إلي الرواية العربية، ينفتح لها أفق جديد أيضاً مقابل ما بدأ يتضبب من مستقبلها، علي الرغم مما أنجزت، وعلي الرغم من حداثة العهد.
ولقد بدت بالأمس القريب أهمية الحفر الروائي في التراث السردي السيري وغير السيري ــ هل يكفي أن أذكّر برواية جمال الغيطاني (الزيني بركات)؟ ــ وهو ما بدا أيضاً في الدراما التلفزيونية وفي المسرح، لكن التكرار والاجترار وعماء التجريب في أحيان متكاثرة، كل ذلك قد عجّل بانسداد الطريق، وهو ما يتطلب ــ من بين ما يتطلب، اجتراح علاقة جديدة مع التراث السردي السيري، حيث تنادي سير الرازي وابن الهيثم والشعراني والحلاج والغزالي والمحاسني والسخاوي والسيوطي وابن الخطيب و...، وحيث ما زالت تنادي السير التي جري عليها اشتغال معاصر ما، كسيرة ابن حزم (طوق الحمامة) أو أسامة بن منقذ (الاعتبار) أو الأمير عبد الله آخر ملوك غرناطة أو ابن خلدون (التعريف بابن خلدون ورحلته شرقاً وغرباً)...
فوق هذه الطبقات السردية جاءت منذ القرن التاسع عشر طبقات متتالية مما كتب الشدياق ومحمد كردعلي والعقاد وطه حسين وأحمد أمين ومحمود كامل المحامي وسيد عويس ومحمود المسعدي و.. ومن عهد أقرب جاءت السرديات السيرية التي كتبها عزيز السيد جاسم وفدوي طوقان وفاطمة المرنيسي وأكرم الحوراني وخالد العظم و.. حتي شاع في مصر القول إننا في (مولد السيرة)، وكل ذلك من دون الإشارة إلي ما بلغته السيرة الروائية، وإلى ما بلغته السيرة التلفزيونية (هل يكفي التمثيل ببرنامج قناة الجزيرة: شاهد علي العصر)، وقد يأخذ الامتلاء والاعتزاز من يأخذان أمام هذا التراكم، لكن سؤال السردية السيرية بتطلع إلى أفق جديد، يستثمر ما أنجز في الأمس البعيد كما في الأمس القريب، كي يواجه التحدي بتجاوز ما أنجز، وببعض ذلك سيكون للرواية والدراما التلفزيونية، وللكتابة السيرية بعامة، كما للنقد، منعطف جديد.
المصدر (http://www.azzaman.com/azz/articles/2004/01/01-07/698.htm)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 03:41 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"من أجل السيرة الذاتية"
حوار مع
فيليب لوجون
PHILIPPE LEJEUNE
أجرى الحوار:
ميشيل دولون
عن مجلة Magazine littéraire الفرنسية - العدد: 409 - سنة 2002م
ترجمة: المبارك العروسي
05- 02 - 2008م
http://www.y1y1.com/u/upload/wh_107345741.gif
لقراءة الحوار على الرابط التالي:
المصدر (http://www.aladabia.net/ar/article-184-9-1.html)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 03:59 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"الترجمة الذاتية في الأدب العربي الحديث"
يحيى إبراهيم عبد الدايم
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/127/127425.gif
- الناشر: دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع.
- تاريخ النشر: 01/01/1982
- 504 صفحة - الطبعة:1 - مجلدات: 1
الترجمة الذاتية أحد الفنون الأدبية الأصيلة التي عرضها أدبنا العربي منذ أزمان بعيدة لكنها لم تحظ بالدرس الكافي كما أهملت كنوع أدبي متميز ومنفرد بخصوصيته عن بقية الفنون الأدبية المعروفة أما الدراسات المتوفرة فهي تتسم بأنها غير متعمقة وتنحو منحى تاريخياً ولا تقدم فهماً واضحاً لفن الترجمة الذاتية، من هنا عكف الدكتور يحي إبراهيم عبد الدايم إلى وضع هذه الدراسة المعمقة التي أراد من خلالها أن يقف على مفهوم الترجمة الذاتية وعلى الملامح البارزة في بنائها.
فعرض في دراسته التي تتألف من أربعة أبواب إلى مدلول الترجمة الذاتية والمحاولات الأولى للترجمة الذاتية في العصر الحديث إذ خصص لها الباب الأول مؤكد أن الترجمة الذاتية الفنية ليست هي تلك التي يكتبها صاحبها على شكل مذكرات يعنى فيها بتصوير الأحداث التاريخية أكثر من عنايته بتصوير واقعه الذاتي، أما الباب الثاني فقد كرسه لمعالم الترجمة الذاتية في الأدب العمري الحديث.
في حين تناول في الباب الثالث الترجمة الذاتية في الإطار السياسي متخذاً من كتابات لطفي السيد وعبد العزيز فهمي وهيكل نماذجاً للدراسة، كما يعرض في الباب الرابع (للترجمة الذاتية في الإطار الفكري)، ويختار لذلك نماذج من العقاد في كتاب "أنا" وأحمد أمين، وميخائيل نعيمة، وطه حسين.

http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 04:25 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"إبن خلدون .. سيرة ومسيرة"
يعد (ابن خلدون) عبقرية عربية متميزة، فقد كان عالمًا موسوعيًا متعدد المعارف والعلوم، وهو رائد مجدد في كثير من العلوم والفنون، فهو المؤسس الأول لعلم الاجتماع، وإمام ومجدد في علم التأيخ، وأحد رواد فن (الأتوبيوجرافيا) ـ فن الترجمة الذاتية ـ كما أنه أحد العلماء الراسخين في علم الحديث، وأحد فقهاء المالكية المعدودين، ومجدد في مجال الدراسات التربوية، وعلم النفس التربوي والتعليمي، كما كانت له إسهامات متميزة في التجديد في أسلوب الكتابة العربية.
نشأة (ابن خلدون) وشيوخه
ولد ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي في تونس في غرة رمضان 732هـ، ونشأ في بيت علم ومجد عريق، فحفظ القرآن في وقت مبكر من طفولته، وقد كان أبوه هو معلمه الأول، كما درس على مشاهير علماء عصره، من علماء الأندلس الذين رحلوا إلى تونس بعدما ألم بها من الحوادث، فدرس القراءات وعلوم التفسير والحديث والفقه المالكي، والأصول والتوحيد، كما درس علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة وأدب، ودرس كذلك علوم المنطق والفلسفة والطبيعية والرياضيات، وكان في جميع تلك العلوم مثار إعجاب أساتذته وشيوخه
وباء الطاعون يعصف بشيوخ (ابن خلدون)، وعندما حدث وباء الطاعون الذي انتشر عام 749هـ وعصف بمعظم أنحاء العالم شرقًا وغربًا، كان لهذا الحادث أثر كبير في حياة (ابن خلدون)؛ فقد قضى على أبويه كما قضى على كثير من شيوخه الذين كان يتلقى عنهم العلم في (تونس)، أما من نجا منهم فقد هاجر إلى المغرب الأقصى سنة 750هـ فلم يعد هناك أحد يتلقى عنه العلم أو يتابع معه دراسته.
فاتجه إلى الوظائف العامة، وبدأ يسلك الطريق الذي سلكه أجداده من قبل، والتحق بوظيفة كتابية في بلاط بني مرين، ولكنها لم تكن لترضي طموحه، وعينه السلطان (أبو عنان) ـ ملك المغرب الأقصى ـ عضوًا في مجلسه العلمي بفاس، فأتيح له أن يعاود الدرس على أعلامها من العلماء والأدباء الذين نزحوا إليها من (تونس)، و(الأندلس)، و(بلاد المغرب).
في بلاط أبي سالم
ولكن سرعان ما انقلبت الأحوال بابن خلدون حينما بلغ السلطان (أبو عنان) أن (ابن خلدون) قد اتصل بأبي عبد الله محمد الحفصي ـ أمير (بجاية) المخلوع ـ وأنه دبر معه مؤامرة لاسترداد ملكه، فسجنه أبو عنان، وبرغم ما بذله ابن خلدون من شفاعة ورجاء فإن السلطان أعرض عنه، وظل (ابن خلدون) في سجنه نحو عامين حتى توفي السلطان سنة 759هـ.
ولما آل السلطان إلى (أبي سالم أبي الحسن) صار (ابن خلدون) ذا حظوة ومكانة عظيمة في ديوانه، فولاه السلطان كتابة سره والترسيل عنه، وسعى (ابن خلدون) إلى تحرير الرسائل من قيود السجع التي كانت سائدة في عصره، كما نظم الكثير من الشعر في تلك المرحلة التي تفتحت فيها شاعريته.
طموح ابن خلدون
وظل (ابن خلدون) في تلك الوظيفة لمدة عامين حتى ولاه السلطان (أبو سالم) خطة المظالم، فأظهر فيها من العدل والكفاية ما جعل شأنه يعظم حتى نَفَسَ عليه كثير من أقرانه ومعاصريه ما بلغه من شهرة ومكانة، وسعوا بالوشاية بينه وبين السلطان حتى تغير عليه.
فلما ثار رجال الدولة على السلطان أبي سالم وخلعوه، وولوا مكانه أخاه (تاشفين) بادر (ابن خلدون) إلى الانضمام إليه، فأقره على وظائفه وزاد له في رواتبه، ولكن طموح (ابن خلدون) كان أقوى من تلك الوظائف؛ فقرر السفر إلى (غرناطة) بالأندلس في أوائل سنة764هـ.
الفرار من جديد
وظل ابن خلدون في رغدة من العيش وسعة من الرزق والسلطان حتى اجتاح (أبو العباس أحمد) ـ صاحب (قسطنطينة) ـ مملكة ابن عمه الأمير (أبي عبد الله) وقتله واستولى على البلاد، فأقر (ابن خلدون) في منصب الحجابة حينا، ثم لم يلبث أن عزله منها.
مولد (المقدمة) في (قلعة ابن سلامة)
ترك ابن خلدون أسرته بفاس ورحل إلى الأندلس من جديد، فنزل في ضيافة سلطانها (ابن الأحمر) حينًا، ثم عاد إلى (المغرب) مرة أخرى، وقد عقد العزم على أن يترك شؤون السياسة، ويتفرغ للقراءة والتصنيف.
واتجه (ابن خلدون) بأسرته إلى أصدقائه من (بني عريف)، فأنزلوه بأحد قصورهم في (قلعة ابن سلامة) ـ بمقاطعة ـ(وهران) بالجزائر ـ وقضى (ابن خلدون) مع أهله في ذلك المكان القصي النائي نحو أربعة أعوام، نعم خلالها بالهدوء والاستقرار، وتمكن من تصنيف كتابه المعروف (كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)، والذي صدره بمقدمته الشهيرة التي تناولت شؤون الاجتماع الإنساني وقوانينه، وقد فرغ (ابن خلدون) من تأليفه وهو في نحو الخامسة والأربعين بعد أن نضجت خبراته، واتسعت معارفه ومشاهداته.
ابن خلدون في مصر
وصل (ابن خلدون) إلى الإسكندرية في غرة شوال 784هـ فأقام بها شهرًا ليستعد لرحلة السفر إلى (مكة)، ثم قصد ـ بعد ذلك ـ إلى (القاهرة)، فأخذته تلك المدينة الساحرة بكل ما فيها من مظاهر الحضارة والعمران، وقد وصف (ابن خلدون) وقعها في نفسه وصفا رائعًا، فقال: (فرأيت حاضرة الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الأمم، وكرسي الملك، تلوح القصور والأواوين في جوه، وتزهر الخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من علمائه، وقد مثل بشاطئ بحر النيل نهر الجنة، ومدفع مياه السماء، يسقيهم النهل والعلل سيحه، ومررت في سكك المدينة تغص بزحام المارة، وأسواقها تزجر بالنعم)..
العودة إلى القضاء
وعندما عاد (ابن خلدون) إلى (مصر) سعى لاسترداد منصب قاضي القضاة، حتى نجح في مسعاه، ثم عزل منه بعد عام في رجب 804هـ، ولكنه عاد ليتولاه مرة أخرى في ذي الحجة 804هـ انتهت بوفاته في 26 من رمضان 808هـ عن عمر بلغ ستة وسبعين عامًا.
ابن خلدون .. مؤسس علم الاجتماع
يعد ابن خلدون المنشئ الأول لعلم الاجتماع، وتشهد مقدمته الشهيرة بريادته لهذا العلم، فقد عالج فيها ما يطلق عليه الآن (المظاهر الاجتماعية)ـ أو ما أطلق عليه هو (واقعات العمران البشري)، أو (أحوال الاجتماعي الإنساني).
وقد اعتمد ابن خلدون في بحوثه على ملاحظة ظواهر الاجتماع في الشعوب التي أتيح له الاحتكاك بها، والحياة بين أهلها، وتعقب تلك الظواهر في تاريخ هذه الشعوب نفسها في العصور السابقة.
وقد كان (ابن خلدون) ـ في بحوث مقدمته ـ سابقًا لعصره، وتأثر به عدد كبير من علماء الاجتماع الذين جاءوا من بعده مثل: الإيطالي (فيكو)، والألماني (ليسنغ)، والفرنسي (فولتير)، كما تأثر به العلامة الفرنسي الشهير (جان جاك روسو) والعلامة الإنكليزي (مالتس) والعلامة الفرنسي (أوغيست كانط).
ابن خلدون وعلم التأريخ
تبدو أصالة ابن خلدون وتجديده في علم التأريخ واضحة في كتابه الضخم (العبر وديوان المبتدأ والخبر) وتتجلى فيه منهجيته العلمية وعقليته الناقدة والواعية، حيث إنه يستقرئ الأحداث التأريخية، بطريقة عقلية علمية، فيحققها ويستبعد منها ما يتبين له اختلاقه أو تهافته.
أما التجديد الذي نهجه (ابن خلدون) فكان في تنظيم مؤلفه وفق منهج جديد يختلف كثيرًا عن الكتابات التأريخية التي سبقته، فهو لم ينسج على منوالها مرتبًا الأحداث والوقائع وفق السنين على تباعد الأقطار والبلدان، وإنما اتخذ نظامًا جديدًا أكثر دقة، فقد قسم مصنفه إلى عدة كتب، وجعل كل كتاب في عدة فصول متصلة، وتناول تاريخ كل دولة على حدة بشكل متكامل، وهو يتميز عن بعض المؤرخين الذين سبقوه إلى هذا المنهج كالواقدي، والبلاذري، وابن عبد الحكم، والمسعودي بالوضوح والدقة في الترتيب والتبويب، والبراعة في التنسيق والتنظيم والربط بين الأحداث. ولكن يؤخذ عليه أنه نقل روايات ضعيفة ليس لها سند موثوق به.
ابن خلدون رائد فن الترجمة الذاتية
كذلك فإن ابن خلدون يعد رائدًا لفن الترجمة الذاتية ـ الأوتوبيوغرافيا ـ ويعد كتابه (التعريف بابن خلدون ورحلته غربًا وشرقًا) ـ من المصادر الأولى لهذا الفن، وبرغم أنه قد سبقته عدة محاولات لفن الترجمة الذاتية مثل (ابن حجر العسقلاني) في كتابه (رفع الإصر عن قضاة مصر) ولسان الدين بن الخطيب في كتابه (الإحاطة في أخبار غرناطة)، وياقوت في كتابه (معجم الأدباء). فإنه تميز بأنه أول من كتب عن نفسه ترجمة مستفيضة فيها كثير من تفاصيل حياته وطفولته وشبابه إلى ما قبيل وفاته.
ابن خلدون شاعرًا
نظم ابن خلدون الشعر في صباه وشبابه وظل ينظمه حتى جاوز الخمسين من عمره، فتفرغ للعلم والتصنيف، ولم ينظم الشعر بعد ذلك إلا نادراً.
ويتفاوت شعر ابن خلدون في الجودة، فمنه ما يتميز بالعذوبة والجودة ودقة الألفاظ وسمو المعاني، مما يضعه في مصاف كبار الشعراء، وهو القليل من شعره، ومنه ما يعد من قبيل النظم المجرد من روح الشعر، ومنه ما يعد وسطًا بين كلا المذهبين، وهو الغالب على شعره.
وبعد، فلقد كان ابن خلدون مثالا للعالم المجتهد والباحث المتقن، والرائد المجدد في العديد من العلوم والفنون، وترك بصمات واضحة لا على حضارة وتاريخ الإسلام فحسب، وإنما على الحضارة الإنسانية عامة، وما تزال مصنفاته وأفكاره نبراسًا للباحثين والدارسين على مدى الأيام والعصور.
المصدر (http://www.basaernews.com/news.php?id=2635)

http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 04:30 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"حياتي"
الدكتور
أحمد أمين
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/carton/158/158414.gif
- الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر.
- تاريخ النشر: 05/10/2007
- 208 صفحة - الطبعة:1 - مجلدات: 1
"حياتي" للدكتور أحمد أمين كتاب شيق يسرد حياة الدكتور أحمد أمين، يحكي قصة طفولة وصبا ورجولة وشيخوخة الكاتب من مدرسة "أم عباس" الابتدائية النموذجية التي أسستها إحدى أميرات القصر الملكي "أم الخديوي عباس"، إلى الأزهر ومدرسة القضاء وتنقله في مناصب القضاء والتدريس، وصولاً إلى الجامعة أستاذاً وعميداً في كلية الآداب. ويعرض الكتاب من خلال حياة المؤلف الفنية لتطور الحياة الاجتماعية والثقافية، وإلى حد ما السياسية، في مصر منذ أواخر القرن التاسع عشر إلى أواسط القرن العشرين، والتجارب التي مر بها في مراحل حياته الفنية وأسفاره داخل مصر وخارجها، ومساهماته في العديد من المؤتمرات في أوروبا، وإطلاعه على حياة الكثير من شعوبها ومقارنة ما فيها من مدنية وعمران ورقي بما في مصر من أوضاع، ويتحدث أيضاً عن نشاطه الواسع.
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/carton/84/84841.gif
- الناشر: دار الكتاب العربي.
- تاريخ النشر: 01/01/2005
- 303 صفحة - الطبعة:1 - مجلدات: 1
ليس أصعب من الكتابة حين يضطر المرء للكتابة عن نفسه، وفي هذا الكتاب العارض فيه والمعروض هو أحمد أمين الذي دون مذكراته اليومية في هذه الصفحات، التي شكل مجموعها خير مرجع لمن يدرس أحمد أمين كرائد من رواد الإصلاح والحركة الفكرية العربية الحديثة، ومنه يستشف الباحث أثر العوامل والظروف التي اجتمعت لتكون شخصية كاتب السيرة والتي شكلت سلوكه وأخلاقه.
بالإضافة إلى ذلك يعتبر الكتاب مرجعاً تاريخياً يؤرخ للنهضة المصرية الحديثة التي بدأت بوادرها في أواخر القرن التاسع عشر إذ يقف القارئ على دور الحركات الاجتماعية والسياسية التي واكبت مسيرة النهضة المصرية وعاصرها المؤلف.
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 04:36 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"صفحات من حياتي"
الدكتور
علي شمس الجعبري
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/152/152805.gif
- الناشر: المؤسسة العربية الدولية للنشر.
- تاريخ النشر: 01/01/2006
- الطبعة:1 - مجلدات: 1
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/05/2008, 04:40 PM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
"الترجمة في أدبيات الإمام حسن البنا"
الدكتور
http://www.odabasham.net/images/jaber-komeha.jpg
جابر قميحة
يقصد بالترجمة –في إيجاز شديد- عرض حياة الشخصية. مع ملاحظة تنوع مناهج هذا العرض، وهي نوعان:
(1) الترجمة الذاتية أو الشخصية
AUTOBIOGRAPHY
وهي التي تتناول حياة الكاتب نفسه بقلمه، ويكشف بها عن ملامحه، وسيرورة هذه الحياة.
ويذهب بعض النقاد المحدثين إلى أن الترجمة الذاتية الفنية ليست هي التي يكتبها صاحبها على شكل "مذكرات" يعنى فيها بتصوير الأحداث التاريخية أكثر من عنايته بتصوير واقعه الذاتي، وليست هي التي تكتب على صورة "ذكريات" يعنى فيها صاحبها بتصوير البيئة والمجتمع والمشاهدات أكثر من عنايته بتصوير ذاته، وليست هي المكتوبة على شكل "يوميات" تبدو فيها الأحداث على نحو غير رتيب، وليست في آخر الأمر "اعترافات" يخرج فيها صاحبها على نهج الاعتراف الصحيح، وليست هي "الرواية الفنية" التي تعتمد في أحداثها ومواقفها على الحياة الخاصة لكاتبها.
فكل هذه الأشكال فيها ملامح الترجمة الذاتية، وليست هي؛ لأنها تفتقر إلى كثير من الأسس التي تعتمد عليها الترجمة الذاتية الفنية(1).
***
ولكن هذا الرأي – أو هذا التنظير - لا يخلو من التشدد، بل من الإجحاف والاعتساف:
- فمن حق كاتب الترجمة الذاتية أن يتخذ لها الشكل أو القالب الذى يراه ملائما، فيكتب ترجمته في شكل حكائي، أو في شكل مذكرات أو اعترافات.
- والناقد نفسه (الدكتور يحي إبراهيم) قد اعتبر "اعترافات القديس أوغسطين" أشهر التراجم الذاتية في العصور الوسطى، وهى تمثل في رأيه قمة الاعترافات، وقد حذا حذوها من كتب بعده..(2)
- واهتمام كاتب الترجمة الذاتية بالأحداث العامة، وتيارات البيئة لا يضعف من بناء الترجمة الذاتية .. فهذا الاهتمام يمثل بصدق مدى إحساس الكاتب بالجو الذي يعيش فيه، واستجابته له، أو تمرده عليه، أي يمثل موقفه من عصره بيئة وزمنا.
ومن يستطيع أن ينكر تلك الترجمة الذاتية التي سجلها أسامة بن منقذ في كتابه "الاعتبار" وهي مذكرات بديعة تصور لنا الفروسية العربية زمن الصليبيين، كما تصور حياة المسلمين لعصره،وحياة الصليبيين، وهو تصوير أمين دقيق(3).
ويتحدث أسامة عن أعدائه وأعداء المسلمين بروح الإنصاف والعدل، فيذكر ما لهم وما عليهم..(4)
- و"اعترفات جان جاك روسو" تعتبر من أشهر التراجم الذاتية، مع أن حظ البيئة والمجتمع ورجال الدين والكنيسة حظ وافر في كل صفحات هذه الاعترافات.
- وفكرة "الواقع الذاتي" التي ألمح إليها الكاتب بهذا التحديد الإنعزالي الحاد لا وجود لها إلا في الخيال: فالكاتب لا يمكن أن يصور ملامحه الذاتية، وخصائصه النفسية والعقلية والخلقية وقيمه التي يؤمن بها إلا في ظل البيئة التي يمثل هو نقطة سابحة في سمائها، أو نبتة ناجمة في أرضها، وخصوصا إذا كانت أحداث عصره من الوقائع المتوهجة الكبيرة التي غيرت مجرى التاريخ أو تركت بصماتها غائرة على صفحته.
- وليس المهم في الترجمة الذاتية أي الجانبين أغلب: تصوير الذات أم تصوير الأحداث والتيارات الاجتماعية وما شابهها، بل المهم أن يحدد الكاتب مكانه في زحمة هذه الأحداث، وتلك التيارات، ومدى تفاعله معها إقبالا واستجابة وانسجاما، أو معارضة وتمردا،بحيث تكون شخصيته هي نقطة الارتكاز، ثم لا يقاس حظ كاتب الترجمة وحظ البيئة قياسا كميا. بل ليُبحث في الترجمة عن الأبعاد والأعماق، ومدى إحساس الكاتب وصدقه فيما كتب.
***
(2) الترجمة الغيرية
BIOGRAPHY
وإذا كانت الترجمة الذاتية تمثل تاريخ كاتبها، فإن الترجمة الغيرية تصوير لتاريخ الآخرين، وقد عرفها بعض الكتاب - في صورتها المثلى بأنها "البحث عن الحقيقة في حياة إنسان فذ،والكشف عن مواهبه، وأسرار عبقريته من ظروف حياته التي عاشها، والأحداث التي واجهها في محيطه، والأثر الذى خلفه في جيله"(5)
والتعريف السابق قد يمثل المناهج الحديثة في كتابة التراجم الغيرية، أو بعضها على الأقل، ولكنه لا يتسع للمنهج التقليدى القديم في كتابة الترجمة الغيرية، وأعني به "المنهج السردي"، وهو ذلك المنهج الذي يعتمد على مجرد رصد الحقائق والأخبار عن المترجم له، دون البحث في الدلالات النفسية والعقلية، والخلقية، والاجتماعية لها.
فالمترجم هنا بمقام الجامع الراصد دون تدخل منه في الغالب(6).
والذى يهمنا في دراستنا هذه النوع الأول من التراجم أى: الترجمة الذاتية لأن كتاب الإمام الشهيد "مذكرات الدعوة والداعية" ينتسب في رأينا إلى هذا النوع بالمقاييس التي ذكرناها آنفا.
وفي الصفحات الآتية نعرض في إيجاز طبيعة التوجه الموضوعي وملامح المنهج في هذا الكتاب:
مذكرات الدعوة والداعية
كتب أبو الحسن الندوي في تقديمه لهذا الكتاب ".. ألفيته كتابا أساسيا، ومفتاحا رئيسيا لفهم دعوة الإمام الشهيد وشخصيه، وفيه يجد القارئ منابع قوته، ومصادر عظمته، وأسباب نجاحه واستحوازه على النفوس: وهي سلامة الفطرة، وصفاء النفس، وإشراق الروح، والغيرة على الدين، والتحرك للإسلام، والتوجع من استشراء الفساد، والاتصال الوثيق بالله تعالى، والحرص على العبادة، وشحن "بطارية القلب" بالذكر والدعاء والاستغفار، والخلوة في الأسحار، والاتصال المباشر بالشعب، وعامة الناس في مواضع اجتماعهم، ومراكز شغلهم وهوايتهم، والتدرج، ومراعاة الحكمة في الدعوة والتربية والنشاط الدائم، والعمل الدائب. وهذه الخلال كلها هي أركان دعوة إسلامية ربانية، وحركة دينية تهدف إلى أن تحدث في المجتمع ثورة إصلاحية بناءة، وتغير مجرى الحوادث والتاريخ.."(7)
وفي هذا الجزء من التقديم صورة نفسية مركزة للإمام الشهيد، والصلة الوثيقة بين شخصية الداعي وطبيعة الدعوة الإسلامية.
ومن عجب أن نرى الإمام الشهيد في صدر تقديمه يوصي الذين يعرضون للعمل العام، ويرون أنفسهم عرضة للاحتكاك بالحكومات ألا يحرصوا على الكتابة.
وهو يطرح هذا التوجيه بعد أن عثرت النيابة على مذكراته الخاصة سنة 1943، وقد لقى من المحقق عنتا وإرهاقا في غير جدوى ولا طائل ولا موجب إلا تحميل الألفاظ غير ما تحمل، واستنباط النتائج التي لا تؤدي إليها المقدمات بحجة أن هذه هي مهمة النيابة العمومية باعتبارها سلطة اتهام(ثمانية).
وقد ضاعت معظم هذه المذكرات المكتوبة. فأعاد كتابة مذكراته التي بين أيدينا اعتمادا على الذاكرة، وقد رأينا أنه كان يتمتع بقوة في الحفظ نادرة الشبيه.
***
وفي هذه الترجمة الذاتية تتعدد المحاور والتلاحم بين العناصر الموضوعية الآتية:
1- التصوير الذاتي، وعرض مشاعره ورؤيته الخاصة للوقائع والأحداث والشخصيات.
2- مسيرة الدعوة من بدايتها في الإسماعيلية والانتقال إلى القاهرة، ونشرها في عدد كبير من المدن والقرى المصرية، وجهود رجالها، وما تعرضوا له من مؤامرات ومحن.
3- موقف الإخوان من الأحداث، ومن قضية فلسطين وقضايا العالم الإسلامي.
4- عرض نظام الجماعة، ومجالسها، ولوائحها، ووجوه نشاطها الدعوي، والثقافي، والتربوي.
***
وفي كل المواقف والأحداث والوقائع يرى القارئ للإمام الشهيد حضورا قويا، ومعايشة صادقة، يستوي في ذلك ما كبر منها وما صغر.
وفي ما يزيد على ثلاثمائة صفحة يعرض الإمام الشهيد الأحداث بطريقة عفوية مرسلة، ابتداء من التحاقه بمدرسة الرشاد الدينية، وقد استغرقت هذه الفترة من عمره من الثامنة إلى الثانية عشرة، وبعدها التحاقه بالمدرسة الإعدادية، ثم مدرسة المعلمين الأولية بدمنهور، واندماجه في الطريقة الحصافية، واشتراكه في الحركة الوطنية سنة 1919.
ثم التحاقه بدار العلوم، وتخرجه فيها سنة 1927، وتعيينه مدرسا في الإسماعيلية. وتكوينه أول شعبة للإخوان من ستة أشخاص.
وبعدها اتسعت جهود الإمام الشهيد، وبارك الله قدرته في نشر الدعوة في الإسماعيلية، وخارجها مثل : أبو صير، وبورسعيد، ومدن البحر الصغير.
وبعد مجهودات صادقة في نشر الدعوة انتقل الإمام إلى القاهرة لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل الدعوة قبل الحرب العالمية الثانية.
***
وفي تفصيل مطرد يعرض الإمام أنواع نشاط الإخوان في هذه الفترة التي استغرقت سبع سنين، وانتظم الأنواع الآتية:
1- المحاضرات والدروس في الدور والمساجد، وتأسيس درس الثلاثاء
2- إصدار رسالة المرشد العام عددين فقط، ثم مجلة الإخوان المسلمين الأسبوعية أولا وثانيا، وفي أثناء ذلك مجلة النذير لسنتين من أول عهدها.
3- إصدار عدد من الرسائل والنشرات.
4- إنشاء الشعب في القاهرة، زيادة شعب الأقاليم، ونشر الشعب في الخارج.
5- تنظيم التشكيلات الكشفية والرياضية.
6- تركيز الدعوة في الجامعة والمدارس، وإنشاء قسم الطلاب، والانتفاع بجهود الأزهر الشريف: علمائه وطلابه.
7- إقامة عدة مؤتمرات دورية للإخوان في القاهرة والأقاليم.
8- المساهمة في إحياء الاحتفالات الإسلامية، والذكريات المجيدة في القاهرة والأقاليم كذلك.
9- المساهمة في مناصرة القضايا الإسلامية الوطنية، وبخاصة قضية فلسطين.
10- تناول الناحية الإصلاحية السياسية والاجتماعية بالبيان والإيضاح والتوجيه، وكتابة المذكرات والمقالات والرسائل بهذا الخصوص.
11- المساهمة في الحركات الإسلامية، كحركة مقاومة التبشير، وحركة تشجيع التعليم الديني.
12- مهاجمة الحكومات المقصرة إسلاميا، ومهاجمة الحزبية والدعوة –في وضوح- إلى المنهاج الإسلامي، وتأليف اللجان لدراسات فنية في هذه النواحي(9).
* * *
وقد أخذ الإخوان أنفسهم عمليا بهذا التخطيط، وخصوصا ما عرضه الإمام من جهود الإخوان في منطقتي المنزلة وبورسعيد في مقاومة التبشير(10).
وعرض الإمام نص العريضة التي رفعها مجلس الشورى العام للإخوان إلى الملك فؤاد لحماية الشعب من عدوان المبشرين الصارخ على عقائده وأبنائه، وفلذات كبده، بتكفيرهم وتشريدهم، وإخفائهم، وتزويجهم من غير أبناء دينهم...(11).
ويعرض الإمام النظام الإداري للجماعة، ونشاط الإخوان في الجامعة والمدارس العليا. ونماذج من مؤتمرات الإخوان في الأقاليم، ونموذجا من اجتماعات الجمعية العمومية للإخوان في الأقاليم. وقرارات مكتب الإرشاد ونظامه، وموقف الإخوان من الآخرين.
وعرض الإمام لجهود الإخوان لنشر الدعوة في الأقطار الشقيقة، وزيارة مجموعة من الإخوان إلى دمشق وبيروت.
ولأول مرة نقرأ في المذكرات تاريخا يوميا (يوميات) لزيارة الإمام للصعيد سنة 1354(12).
وصور الإمام موقف الإخوان من قضية فلسطين، وكثيرا من لوائح وتنظيمات الإخوان المالية والإدارية. ومظاهر النشاط الأسبوعي والرحلات، ومعسكرات الصيف.
وعرض نص المذكرة الطويلة التي رفعها إلى رئيس الحكومة على ماهر باشا في شعبان 1358- أكتوبر 1939 (أي بعد قيام الحرب العالمية الثانية بأيام) شارحا رأى الإخوان في موقف مصر الدولي، ورأيهم في الإصلاح الداخلي(13).
***
وقد رأينا أن الإمام الشهيد –وهو مرشد جماعة، وحامل رسالة- يعطي اهتماما كبيرا للوقائع والأمور العامة، ومسيرة الجماعة ونظامها، ومواقفها من الحكام والقضايا. وهو خط يمثل محورا أو جزءا من المنهج.
ولكن هذا الاهتمام لم يكن على حساب عرض الوقائع الخاصة، والرؤى الذاتية. ومن هذه الوقائع واقعة الرؤيا الصالحة التي رآها ليلة امتحان النحو والصرف(14).
وحادثة زميله في الدراسة والسكن، وقد كان يحقد عليه تفوقه في الدراسة، مما دفعه إلى أن يصب على وجهه وعنقه وهو نائم زجاجة من صبغة اليود المركزة، ولكن الله مكنه من التغلب على الأخطار بغسل الوجه(15).
ويتحدث عن صداقته لأحمد السكري، وفتحه دكانا لتصليح الساعات في مدينة المحمودية في العطلة الصيفية، والهدف الأساسي من ذلك هو قضاء العطلة مع صديقه الحميم أحمد السكري. وأثناء ذلك كان –كما قال- يجد سعادتين في هذه الحياة: سعادة الاعتماد على النفس، والكسب من عمل اليد، وسعادة الاجتماع بالأخ أحمد أفندي (السكري)، وقضاء الوقت معه، ومع (الطريقة) الحصافية، وقضاء ليالي هذه الإجازة معهم يذكرون الله، ويتذاكرون العلم في المسجد تارة، وفي المنازل تارة، وفي الخلوات بظاهر البلد تارة أخرى(16).
ويقدم صورة طريفة للمنزل الذى استأجر دوره العلوي وبعض زملائه في الإسماعيلية، واستؤجر دوره الأوسط مجتمعا لمجموعة من المسيحيين، اتخذوا منه ناديا وكنيسة، ودوره الأسفل مجتمعا لمجموعة من اليهود، اتخذوا منه ناديا وكنيسة، وكان مع زملائه يقيمون الصلاة، ويتخذون هذا المسكن مصلى، فكأنما كان هذا المنزل يمثل الأديان الثلاثة(17).
وفي تضاعيف المذكرات نلتقي كثيرا من آراء الإمام الشهيد ونظراته الخاصة البناءة في شتى الأوضاع والمجالات، مثال ذلك ما كتبه عن آليات نهضة الأمة ومرتكزاتها، وأهمها "التربية"، فتربّى الأمة أولا، وتفهم حقوقها تماما، وتتعلم الوسائل التى تنال بها هذه الحقوق، وتربى على الإيمان بها، ويبث في نفسها هذا الإيمان بقوة.. أي تدرس منهاج تهضتها درسا نظريا وعمليا وروحيا(ثمانية عشر).
كما يرى أنه لا نهوض لأمة بغير خلق، فإذا استطاعت الأمة أن تتشبع بروح الجهاد والتضحية، وكبح جماح النفوس والشهوات أمكنها أن تنجح، بمعنى أن الأمة إذا استطاعت أن تتحرر من قيود المطالب النفسية، والكمالات الحيوية أمكنها أن تتحرر من كل شيء، فليكن حجر الزاوية إصلاح خلق الأمة(19).
وهو إذا عرض الذاتي الخاص فلينطلق منه إلى العام لاستخلاص ما ينفع ويفيد في مجال الدعوة والمجتمع، مع إخضاع الرؤية الخاصة للتجريب العملي، ومن أشهر الوقائع في هذا المقام ما عرضه على إخوانه من الدعوة في المقاهي، وعارضه إخوانه بمقولة: إن أصحاب القهاوي لا يسمحون بذلك، ويعارضون فيه، لأنه يعطل أشغالهم، وإن جمهور الجالسين على هذه المقاهي قوم منصرفون إلى ما هم فيه. وليس أثقل عليهم من الوعظ، فكيف نتحدث في الدين والأخلاق لقوم لا يفكرون إلا في هذا اللهو الذي انصرفوا إليه؟
يقول الإمام: وكنت أخالفهم في هذه النظرة، وأعتقد أن هذا الجمهور أكثر استعدادا لسماع العظات من أي جمهور أخر حتى جمهور المسجد نفسه، لأن هذا شيء طريف وجديد عليه، والعبرة بحسن اختيار الموضوع، فلا نتعرض لما يجرح شعورهم، وبطريقة العرض فنعرض بأسلوب شائق جذاب، وبالوقت فلا نطيل عليهم القول.
ولما طال بنا الجدل حول هذا الموضوع قلت لهم: ولم لا تكون التجربة هي الحد الفاصل في الأمر؟ فقبلوا ذلك، وخرجنا، فبدأنا بالقهاوي الواقعة بميدان صلاح الدين، وأولها السيدة عائشة، ومنها إلى القهاوي المنتشرة في أحياء طولون إلى أن وصلنا من طريق الجبل إلى شارع سلامة والسيدة زينب، وأظنني ألقيت في هذه الليلة أكثر من عشرين خطبة تستغرق الواحدة منها ما بين خمس دقائق إلى عشر.
ولقد كان شعور السامعين عجيبا، وكانوا ينصتون في إصغاء، ويستمعون في شوق، وكان أصحاب المقاهي ينظرون بغرابة أول القول، ثم يطلبون المزيد بعد ذلك، وكان هؤلاء يقْسمون –بعد الخطبة- أننا لابد أن نشرب شيئا، أو نطلب طلبات، فكنا نعتذر لهم بضيق الوقت، وبأننا نذرنا هذا الوقت لله، فلا نريد أن نضيعه في شيء. وكان هذا المعنى يؤثر في أنفسهم كثيرا، ولا عجب فإن الله لم يرسل نبيا، ولا رسولا إلا كان شعاره الأول ﴿ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ﴾ لما لهذه الناحية العفيفة من أثر جميل في نفوس المدعوين(20).
***
ونقرأ في المذكرات ما ينم على قدرة فائقة على تعمق الشخصيات وفهم أبعادها ومناحيها، وأثرها في نفسه وتوجهه، ومن ذلك ما كتبه عن أحمد الشرقاوي الهوريني الذى لم يره إلا مرة واحدة. وعن الشيخ صاوي دراز، رحمهما الله(21)
***
وأسلوب الإمام هو الأسلوب العفوي المرسل المباشر، فتقديم الفكرة هو شاغله الأول، ولكن المذكرات لا تخلو من قطع تتسم بالتوهج العاطفي والجمال الفني، ونكتفي هنا بسطور مما كتبه الإمام الشهيد عن إخوان البلاح.
"... لقد أدركوا قيمة أنفسهم، وعرفوا سمو وظيفتهم في الحياة، وقدروا فضل إنسانيتهم، فنزع من قلوبهم الخوف والذل والضعف والوهن، واعتزوا بالإيمان بالله. فلم تأسرهم المطامع التافهة، ولم تقيدهم الشهوات الحقيرة وصار أحدهم يقف أمام رئيسه عالي الرأس في أدب، شامخ الأنف في وقار.."(22)
***
وأخيرا نشير إلى أن الاستطراد (23) يكثر في المذكرات، وقد يرجع ذلك إلى أن الإمام البنا اعتمد – بصفة أساسية - على ما ذكرته في استعادة الأحداث والوقائع وتسجيلها. ومن ذلك عودته إلى حديثه عن الدعوة في البحر الصغير ص144، بعد أن تحدث عنها حديثا وافيا ص132.
***
والخلاصة أن هذه المذكرات يصدق عليها وصف "الترجمة الذاتية". وقد رأينا أنها تمثل معرضا لكثير من جوانب حياة الإمام الشهيد، ومبادئ الدعوة. وملامحها ومسيرتها، وجهود دعاة الإخوان، مما يجعل منها مصدرا أساسيا للدعوة والداعية.
المصدر (http://www.odabasham.net/show.php?sid=12580)
http://www.al-wed.com/pic-vb/239.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
07/05/2008, 03:08 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif

بحثا عن مواضعات السيرة الذاتية


تقديم:
لم تحظ السيرة الذاتية بالاهتمام نفسه الذي أولاه الباحثون والنقاد العرب في مجال التخييل للرواية، فبعد انشغال جيل من النقاد (على نحو شوقي ضيف، وإبراهيم عبد الدائم، ومحمد عبد الغني حسن، وعبد العزيز شرف) بالتدليل على وجود الشكل السير - ذاتي في التراث العربي، والتمثيل والتعريف بعينات منه، ورصد نشأته وتطوره عبر التاريخ، أكَبَّ الجيل الموالي على معالجة مكوناته ومستوياته النصية ومواضعاته الجنسية (générique) بطرائق ومفاهيم ومنطلقات ورؤيات جديدة. وينتسب عبد القادر الشاوي إلى هذا الجيل، وما يسترعي الانتباه أنه لا ينظر فقط للسيرة الذاتية ، بل يحين بعض قواعد لعبها في ممارسته التخييلية (كان وأخواتها(1986)، ثم دليل العنفوان(1989)، باب تازة (1994) الساحة الشرفية (1999).
وبعد أن خصص دراسة منوغرافية للزاوية (الذات والسيرة 1996)، أصدر مؤخرا مؤلفا يستوعب ثمانية نصوص سير - ذاتية متفاوتة في زمنيتها، وإن كانت متباينة في مرجعياتها، فإن المعايير الأدبية والجنسية المعتمد عليها أعادت الاعتبار إلى " أدبيتها"، وكشفت عما تتضمنه من قو اسم مشتركة، ويتكون الكتاب (الكتابة والوجود) (1)- بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة-من قسمين رئيسيين : وسم عبد القادر الشاوي القسم الأول بعنوان: السيرة الذاتية، الفقيه أو شخصية الاسم العلم، وتعرض فيه إلى أربعة نصوص أنتجت بين 1860 و1942 لكل من أبي الربيع سليمان الحوات ( ثمرة أنسي في التعريف بنفسي)،والتهامي الوزاني(الزاوية)، ومحمد المختار السوسي(الإلغيات)، ومحمد الجزولي (ذكريات من ربيع الحياة) ؛ ثم عنون القسم الثاني بالسيرة الذاتية، المثقف العصري وشخصية الأنا ، وعالج فيه نصوصا لكتاب محدثين، صدرت ما بين 1957 و1993 : في الطفولة لعبد المجيد بنجلون ، وسبعة أبواب لعبد الكريم غلاب ، وزمن الأخطاء لمحمد شكري ، ورجوع إلى الطفولة لليلي أبو زيد.
سنتعامل مع المؤلف في تزامنيته للتعريف بمحتوياته ، ثم نبدي بعض الملاحظات عليه .

1-حدُّ السيرة الذاتية :

يرتد ميخائيل باختين بالشكل السير-ذاتي إلى العصور القديمة، وهو لم يكن مدرجا كعمل أدبي مكتوب ، وإنما كان فعلا شفهيا مدنيا وسياسيا لتمجيد إنسان واقعي، وإعطائه الاعتبار العمومي المستحق. ولم ينظر إليه بوصفه وثيقة شخصية حميمية مرتبطة بتاريخ الفرد وسوابقه، وإنما كان يعد وثيقة للوعي العائلي والسلالي وبوتقة لنقل التقاليد العائلية والأبوية من جيل إلى آخر؛ وبذلك ظل محافظا على طابعه السير ذاتي العمومي والتاريخي والوطني. ويفهم من هذا الكلام ، أن السيرة الذاتية باعتبرها جنسا مرتبطا بالوعي الفردي ووجوده ، لم يكتب لها الوجود في العصور القديمة. وهذا ما يعترض عليه البعض ، بدعوى حفول التراث الإنساني بطبقة من النصوص يمكن- بحكم مستوياتها الداخلية وهويتها النصية- أن تدرج وتجنس في إطار السيرة الذاتية.
وإلى جانب اختلاف النقاد في تحديد الحقبة التاريخية التي نشأت فيها السيرة الذاتية، فهم يتباينون فيما بينهم حول إبراز الشروط التي تحكمت في كينونتها. يؤطر باختين بروز الوعي السير ذاتي (أو السيري) داخل الساحة العمومية( الأكوار) التي جعلت صورة الإنسان مكشوفة إلى درجة لم يكن هناك فرق جذري بين الموقف من الحياة (السيرة) والحياة الشخصية( السيرة الذاتية). ويعزو جورج ماي ظهور السيرة الذاتية إلى نضج الشروط الثقافية والتاريخية ( الفردانية الأوروبية ، والثقافة المسيحية) التي حدثت في القرن الثامن عشر. ويشترط جورج كوسدوروف توفر شروط الوعي بالذات، وتحقق ثورة فكرية تحفز الإنسان أن يستعظم شخصيته. ويتناول فليب لوجون الجنس السير ذاتي بوصفه مؤسسة اجتماعية مقرونة بصعود الطبقة البورجوزاية، ومشرعة على تَنظُّــرات القراء وتوقعاتهم، ومراهنة على تعاقدهم ( الميثاق السير ذاتي)، وقد كرس جهده لتبيان ديمومته واستقلاله ، ثم عقلنة نمطه المعياري.
وبعد جرد جملة من التصورات حول السيرة الذاتية، يخلص عبد القادر الشاوي إلى صعوبة الاتفاق على منظور متقارب . ومرد ذلك إلى تباين الخلفيات المعرفية ، وتضارب الآراء حول الموضاعات التي يمكن أن تسم الجنس السير ذاتي ، وتميزه عن باقي الأجناس الأدبية.
من بين ما ترتب على المثاقفة اهتمام النقاد العرب بالسيرة الذاتية. ورغم قلة المراجع عنها ، فقد اختلفت مقارباتها وخلفياتها في ثلاث نقاط: أولاها إشكالية السيرة الذاتية من حيث القدم والوجود ، ولا خلاف أن الجنس ضارب بجذوره في الثقافة العربية الإسلامية؛ وثالثتها الاعتماد على تاريخ الأدب للتدليل على النقطة السالفة؛ وثالثتها الإقرار النهائي بوجود السيرة الذاتية في الأدب العربي دون إعطائها حدا معياريا. ويدلي عبدالقادر بدلوه معتبرا أن السيرة الذاتية بالمغرب ظهرت بالمغرب في نهاية القرن الثامن عشر، واقترنت نهاية القرن الثامن عشر بالفهرسة باعتبارها ضربا من التأليف يذكر فيها المؤلف شيوخه وما قرأ عليهم من كتب وأسانيد. لكن تواتر النصوص التي يمكن أن تدرج في الخانة السير ذاتية، تزامن مع بروز الظاهرة الأدبية وتوطد ظاهرة المثاقفة إبان مرحلة التناقض الوطني ( المغرب/ المعمر). وفي هذا الصدد استنتج خمسة أشكال متمايزة لمفهوم الكتابة السير ذاتية ، وهي: السيرة الروائية الشطارية، والسيرة الروائية، والسيرة الذهنية، والسيرة الذاتية، ونصوص غفل غير مجنسة. « وربما كان القاسم المشترك بين السير الممثلة لذلك، هو تعبيرها عن التجربة الشخصية للمؤلف (تاريخ الأنا) باصطناع ضمير الأنا المتكلم في غالب الأحيان ( مع وجود نصوص لم تتقيد بهذا المحدد)، واستثمارها للماضي الحياتي في تعبيره عن التطور النفسي والذهني والاجتماعي الذي يتخذه مسار الحياة الفردية بين الطفولة والكهولة، أو ما بعد هذه، وتشغيل الذاكرة كحافظة للوقائع المروية » ص29.

2-التمفصلات الكبرى للمؤلف:

يجمع القسم الأول نصوصا - على ما بينها من اختلاف- تنزع هويتها إلى رصد الكينونة الفردية في تطورها الفكري.
أ- إن نص ثمرة أنسي للتعريف بنفسي لأبي الربيع سليمان الحوات(1747-1816) يعبر عن نضج يقيني وكشف عن الحقيقة، ويصدر عن مقصديته ألا وهي حفز الفقهاء والمتأدبين للكتابة عن تجاربهم الشخصية والفكرية. ويتكون النص من اتنين وثلاثين عنصرا، ويتسلسل في وحدة موضوعاتية ترصد حياة الكاتب/السارد من بداية التعلم والتكوين إلى مرحلة النضج. ويتشخص الميثاق السير ذاتي في المؤلف بواسطة تطابق السارد والمؤلف والشخصية ، وهيمنة ضمير المتكلم ، وحضور الاسم الحقيقي للمؤلف متخذا في النص شكلين مترابطين : كدال على الفقيه الذي أخذ من العلم الديني أتمه ، ثم كدال على المتأدب القارض للشعر والمتبحر في البلاغة.
ب-يعرف التهامي الوزاني في الزاوية بسيرورته الشخصية (الذات)، وبتاريخ الأشراف الحراقيين بتطوان (التاريخ) سواء اعتمادا على الرواية الشخصية أو المشاهدة العيانية. ويتضمن النص ثلاثة محاور تمثل مجتمعة مراحل متعاقبة : الشغف بالتصوف، الرغبة في طلب شيخ التربية، ولوج عالم التصوف. وتلعب البيئة دورا أساسيا في توجيه منزلة التهامي الوزاني في مجال الفقه. ومن بين الشخوص التي لعبت دورا كبيرا في تكوينه وإنضاجه، نذكر في المقام الأول الجدة ( غرس التربية الصوفية الأخلاقية)،ثم الحكاك (التوجيه في طلب العلم) ، ثم القادري( المساعدة في تخطي الأزمة النفسية)، ثم الريسوني( الإرشاد إلى الزاوية الحراقية)، ثم غيلان (الوساطة بالشيخ). وتعتمد الزاوية على ضمير المتكلم، وتحيل إلى شخصية المؤلف، وتقوم على زمنين : زمن التذكر الذي يجمع شتات الحياة الفردية ، وزمن الكتابة الذي يوازن بين التحول والنظام.
ج-كتب المختار السوسي الإلغيات لما كان منفيا في إليغ، وهو يتضمن عينات سير ذاتية دالة ( المولد، واختيار الاسم، والتكوين، والتجربة الصوفية، والانخراط في العمل الوطني، وتأسيس جمعية ثقافية (الحماسة)، والتدريس). وإن كان المختار السوسي يتمتع بقوة الحافظة والاستذكار، فقد كان يعترف بأنه منخرم الذاكرة ، وسريع النسيان. "والواقع أن استراتجية الذاكرة في التذكر تصبح، على هذا الأساس، طريقة في الكتابة السير ذاتية، وأسلوبا في تقديم المعطيات الدالة التي يؤثث بها المؤلف نصه، مع اختيار المسوغات المناسبة(التقديم والتأخير، الانتقاء..) التي تمكنه من ذلك على الوجه الإخباري المناسب. هناك محو مفترض، ولكنه ليس خيانة أدبية، بل لحظة مبطنة بالشعور الآني الذي يستدعي الذكريات، فيختار منها (أو قد تتوالى عليه باختيارها الطوعي) ما يخدم المقصدية التي توخاها في الإبلاغ"ص95.
د-عمد محمد الجزولي في ذكريات من ربيع الحياة إلى استذكار ما جادت به قريحته من قصائد وقطع شعرية لإنقاذها من الإهمال والضياع. ويجمع الكتاب بين دفتيه مستويات تعبيرية مختلفة ، ويزاوج بين تجربتين مختلفتين على مستوى الكتابة: إثبات النص ، ثم تحقيقه. وبين عبد القادر الشاوي الموضوعات التي استأثرت بشعره، واستخرج منها الصور المهيمنة (صورة الأتراك ، ثم صورة كمال أتاتورك، ثم صورة فرنسا)، والعينات السير ذاتية( الذهاب إلى العرائش، والعودة إلى الرباط، والتعرف على أبي شعيب الدكالي وطرائقه التعليمية ( الوعظ، والإرشاد، والخطابة)).
وجاء القسم الثاني تتمة للقسم الأول ، وتميز عنه بكون المؤلفون - على وجه العموم- مطلعين على ما حصل من تراكم في مجال الأجناس الأدبية، وواعين بالتحولات التي طرأت على مفهوم الكتابة بما فيه مفهوم السيرة الذاتية.
أ-يختلف نص في الطفولة لعبد المجيد بنجلون عن كثير من النصوص بكونه يتغافل عن الإشارة إلى الكينونة الأولى، وهو يتكون من فضاءين أساسيين ( المغرب وانجلترا) يستقطبان تجارب وعادات متناقضة ويحيلان إلى وحدتين مركزيتين(الطفولة/ الشباب)، ويفضيان إلى النهاية المقررة (السفر إلى القاهرة). وإن كان السارد/ المؤلف يحرص على استعادة أطوار من حياته، وملامح من هويته الشخصية، فهو يغذيها بالشروط المحيط به وبالزمن التنبئي (كوسدورف).
ب- قرئ نص سبعة أبواب لعبد الكريم غلاب في البداية بوصفه رواية. وما زاد في هذا اللبس هو أن الطبعة الأولى صدرت مجردة من أية إشارة تجنيسية ، ثم أن ظهر الغلاف تضمن إحالة إلى "الذكريات". ويعيد عبدالقادر الشاوي تجنيس النص ضمن النصوص السير ذاتية مستندا إلى وجود وقائع موثقة ، و يدعمها ببرغماتية إسم العلم وتواتر ضمير المتكلم . ويتناول النص فترة عصيبة من حياة صاحبه ، تدور أساسا حول موضوعتين : الاعتقال باعتباره قيمة رمزية ، ثم مراحل التكوين في بعدها النضالي.
ج- يحلل عبد القادر الشاوي عنوان الرجوع إلى الطفولة لليلى أبي زيد مبينا علاقته بمضامين النص ومستوياته الداخلية ، ثم يفكك صور الطفولة، ويبين علاقة الساردة بالمحيط الخاص (الأم والأب والمعتقل ، وتكون الأنا في نطاق أسري مضطرب) والعالم الخارجي . و هكذا ينهض الميثاق التلفظي على إبراز علاقة الساردة بالمعطيات التاريخية ( النضال السياسي للأب، والسجن، والمرحلة التاريخية) وعلاقة المؤلفة بالملفوظ ( عقد مسافة ما بينها وبين الماضي ، وجعل شخصيتها جديرة بالاعتبار).

3-ما بعد القراءة :

بعد الفراغ من قراءة النص يمكن أن نبدي عليه الملاحظات التالية:
أ- لقد تعامل عبد القادر الشاوي مع كل مؤلف في تزامنيته لاستخلاص مستوياته الداخلية وتعليل علاقته بالشروط المقامية والتلفظية. وهذا ما جعل المتن عبارة، في الوقت نفسه، عن أعقّة محافظة على فرادتها وأصالتها، ومتداخلة فيما بينها بقواسم مشتركة. وإن كانت معضلة التجنيس تحتم على الباحث أن يتعامل مع مفردات المتن في شموليتها لا ستنباط القوانين والضوابط المتحكمة فيه، واستخلاص نموذجه البنائي؛ فإن عبد القادر الشاوي ظل وفيا لممارسته النقدية. وهذا ما حفزه على التعامل مع كل مؤلف على حدة لاستشفاف دلالته واستجلاء مميزاته. وهناك باحثون آخرون ( نذكر منهم سوزان روبان سليمان S.R.SULEIMAN وسعيد يقطين)(2)حاولوا المزاوجة بين الممارسة النقدية (إصدار التأويلات المناسبة) والممارسة الشعرية ( استنباط القوانين المجردة)، وهو ما حتم عليهم التعامل مع مفردات المتن بوصفها نصا واحدا محددا بمتغيراته وثوابته الخاصة به. إن الإستراتيجية النقدية التي تبناها عبد القادر الشاوي لم تترك له مجالا رحبا لبيان ما يجمع بين مكونات المتن ( قديمها وحديثها)، وتبرير إلحاق بعض النصوص ( على غرار الفهرسة) بالمجال السير ذاتي. فقد اكتفى بترديد قواسم مشتركة عامة ( المحكي الذاتي، ضمير المتكلم ،برغماتية إسم المؤلف، الميثاق التلفظي..) دون التوغل في المواضعات الجنسية والمستويات القاعدية التي تجعل منها نصا واحدا متميزا عن كيانات نصية وخطابية أخرى.
إن الإستراتيجية المنطلق منها، دفعت الشاوي للتنقيب على نصوص متقاربة في هويتها النصية ، والإكْباب عليها بالنقد والتحليل لا ستنتاج ما تحفل به من سمات فنية ودلالية. ورغم خلو أغلبها من التعيين الجنسي الملائم الذي يمكن اعتماده كمؤشر على القراءة الممكنة، فإن عبد القادر الشاوي -ببصيرته النقدية ووعيه بمعضلة الأجناس الأدبية- أعاد تجنيسها مبينا ما يوحدها ويجمعها في إطار جنس أدبي محدد ، ثم اشتغل عليها بمفاهيم متجانسة في مرجعياتها النقدية والمعرفية.
ب-لقد أدرج عبد القادر الشاوي ضمن المجال السير ذاتي نصوصا متباينة في مرجعياتها ( الاعترافات، الفهرسة، الذكريات). وإن كانت تتقاطع مع السيرة الذاتية في بعض السمات، فهي تنفرد بمميزات خاصة. فالاعترافات في الثقافة العربية الإسلامية تستدعي التوبة إلى الله ، والذكريات تستجمع وقائع واقعية، والفهرسة توثق الأصول العلمية للمترجم له قبل الإجازة. وبما أن المتن المعتمد عليه يتوفر على متغيرات ، فإن الأمر كان يقتضي في إطار عملية إعادة التجنيس أن يعين الجنس الأعلى ، ثم تحدد الأصناف التابعة له. وما يسوغ لعبد القادر الشاوي ضم نصوص متباينة في مرجعياتها ( التاريخ، التصوف ، الأسانيد) هو اضطلاع الكاتب بحكاية حياته الشخصية. وهذا بالضبط هو ما وجد فيه فليب لوجون ضالته، فأرغمه على العدول عن التعريف الذي سبق أن منحه للسيرة الذاتية في كتابه الميثاق السير ذاتي (3) ، والاستئناس بتعريف فابرو Vapereau الذي أورده في المعجم العام للآداب 1976 " السيرة الذاتية هي أي عمل أدبي أو رواية أو شعر أو دراسة فلسفية يسعى من خلاله المؤلف، بقصد مضمر أو صريح، إلى حكاية حياته، وعرض أفكاره، وتشخيص إحساساته" (4). وإن كان هذا يبرر إعادة الاعتبار إلى نصوص كانت إلى حد قريب مبعدة من مملكة الأدب، فهو يحتم طريقة جديدة للتعامل معها لتحديد أدبيتها وجنسيتها.
ج-ظل عبد القادر الشاوي - في معظم تحاليله- مشدودا إلى الميثاق السيرذاتي على الرغم من تراجع فليب لوجون عنه للحيثيثين التاليتين: أولاهما تتعلق بدور التلقي في إعادة تجنيس المؤلفات ، وثانيتهما تهم حفول الكتابة السيرذاتية بالعوالم التخييلية.
د-ركز عبد القادر الشاوي في تحاليله بشكل كبير على الجانب الموضوعاتي، إذ تتبع أطوار السارد/المؤلف وطقوس مروره، وأبرز القضايا التي تستأثر باهتمامه، وبين ما تستضمره كتابته من صور ورموز. وبالمقابل خصص حيزا للمستويات الفنية التي تحفل بها النصوص السير ذاتية. ومن بين هذه المستويات نذكر على سبيل المثال : البنية الزمنية، والميثاق التلفظي، وبنية الضمير، وإسم العلم، والشخوص المرجعية ، والمنولوج، والصيغة. وهذا ما يبين أن عبد القادر الشاوي ظل وفيا للطريقة التي حلل بها فليب لوجون النص أو الفضاء السيرذاتي. وقد استطاع عبد القادر الشاوي - بحكم تجربته النقدية- أن يذوب المناهج المعتمدة ، ويطبع التحاليل بشخصيته ورؤيته النقديتين ، ويخلصها من المفاهيم المعتاصة ésotériques ضمانا للتجاوب مع دائرة أوسع من القراء المفترضين. ولم يظل وفيا للمحايثة البنيوية ، بل أشرع النص على ميثاق القراءة وآفاق التلفظ والتداول ومكتسبات التحليل المؤسساتي."من وجهة نظر التحليل المؤسساتي فإنه لا وجود للأدب في حد ذاته، بل هناك ممارسات خاصة، منفردة، تشتغل على اللغة والمتخيل، وأن وحدتهما لا تتحقق إلا على مستوى وظيفتهما واندراجهما في البنية المجتمعية"191.

خاتمة :

تعتبر عملية التجنيس من أعقد المعضلات التي يعاني منها الحقل الأدبي، وذلك بحكم صعوبة وضع حدود قارة بين الأجناس الأدبية ، أو الحسم في تبويب النصوص داخل خانات جنسية ثابتة. وفي جميع الأحوال يتعذر -حسب وجهة نظر كلوينسكي Glowinski- إيجاد نمذجة كونية ، وحتى في حالة وجودها فهي ستكون تعميمية وتخطيطية ، بحيث لن تقدم الشيء الكثير عن الأجناس وخصائصها وكيفية اشتغالها. وإن تضارب الآراء حول التجنيس ، أغنى نظريات الأدب بتصورات وتصنيفات ونمذجات متباينة في خلفياتها النظرية ومنطلقاتها الابستمولوجية (النظرية المعيارية ، والجوهرانية الأرسطية ، والجوهرانية التاريخانية...الخ).
وعليه ، يبدو بحث الناقد عبد القادر الشاوي مغامرة محمودة لتجنيس نصوص غفل من أي تعيين جنسي، وإعادة تجنيس بعضها على إثر التغيرات التي طرأت على مفهوم الأدب ، وفي ضوء زاوية النظر المنطلق منها لمعالجة وتفكيك البنيات الداخلية، وتعليل علائقها بالمؤسسات الاجتماعية والقراءات الممكنة. ويعتبر هذا البحث من الأبحاث القليلة التي قاربت عينات من النصوص السير ذاتية بالمغرب، والتي بإمكانها - بحكم صرامتها وجديتها- أن تثير الحوار والنقاش لتدارك الأسئلة المعلقة والمؤجلة، وتناول مسألة التجنيس في أبعادها المعقدة والمتشابكة، وإعادة الاعتبار إلى نصوص بواسطة المفاهيم والأدوات التي تناسب طبيعتها ووظيفتها.
***
هوامش:
1- صدر هذا الكتاب عن : أفريقيا الشرق، ط1، 2000 (191ص).
2-أنظر إلى تجنيس سعيد يقطين للسيرة الشعبية ضمن الكلام العربي( أو السرد بوصفه الاسم الجامع (الجنس) لمختلف أنواع الكلام):
ا-الكلام والخبر مقدمة للسرد العربي، ط1، المركز الثقافي العربي،1997.
ب- قال الراوي البنيات الحكائية في السيرة الشعبية، ط1، المركز الثقافي العربي، 1997.
أنظر كذلك إلى العمل الذي أنجزته سوزان روبان سليمان عن عينات من روايات الأطروحة:

Le roman à thèse ou l’autorité fictive ,PUF, 1983.
3- استند فليب لوجون في تعريفه الأولي للسيرة الذاتية ( 1975،ص14) على معجم لاروس (1866) الذي يعتبرها " حياة شخص اضطلع هو نفسه بكتابتها".
4-PH. Lejeune , Moi aussi, Seiul , 1986, p18.
المصدر (http://aslimnet.free.fr/ress/dahi/da8.htm)

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
12/05/2008, 11:34 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
عندما تتكلم السيرة الذاتية
الدكتور
محمد الباردي
http://www.furat.com/img/books/19330p1.jpg
الطبعة الأولى - 2005 ميلادية
يقدم الكتاب دراسة نقدية على غاية من الأهمية والإتقان الفنيين، ويفصح عن أهمية هذه التجربة النقدية، وعن الآفاق التي ترودها، والأفكار التي تحللها، والجماليات التي تبديها من خلال دراسة المنهج وإشكالية جنس السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث، وشروط الكتابة ودوافعها وإنشائية السيرة الذاتية وأشكالها وتعريفها الجديد.
المصدر (http://www.furat.com/index.php?page=bookinfo&b_id=19330&PHPSESSID=6...526d8f9dac38ea2492ba1dafa)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
13/05/2008, 07:46 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://mothkafonbelahodod.com/images/cv.jpg
http://mothkafonbelahodod.com/images/name.gif
• ولد في مدينة الرياض في يوم 22/10/1391هـ الموافق ليوم 10/12/1971م
• باحث في أدب الرحلات والسير والتراجم المعاصرة.
• أول عضو خليجي في مركز البحث في أدب الرحلة بجامعة السوربون في باريس.
• مؤسس ورئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير مجلة (رحال) وهي أول مجلة متخصصة في أدب الرحلات في العالم.
• عضو شرف الجمعية المغربية للبحث في الرحلة بجامعة محمد الخامس (كلية الآداب) الرباط.
من مؤلفاته في السير والتراجم:
• موسوعة السير الذاتية (مذكرات – ذكريات) - (معجم ببليوجرافي).
• المرجع في كتب تراجم وسير المعاصرين (معجم ببليوجرافي).
• كشاف ترجم وسير المعاصرين في الدوريات العربية (معجم ببليوجرافي).
• تكملة الأعلام للزركلي(السعوديون).
• شخصيات عربية عرفتها.
• تراجم وسير من القرن الرابع عشر.
• ملوك في المنفى.
• مقدمة في التراجم والسير.
• مذكرات الملوك.
المصدر (http://mothkafonbelahodod.com/1.htm)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
13/05/2008, 10:03 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
عرف العرب السيرة الذاتية أيها الباحث!
http://www.ofouq.com/today/images/pics/writers/mohd_alassad.jpg
قرأت في مطلع مقالة نشرتها "أفق" (10 أبريل 2005) تحت عنوان:
"مع فاروق مواسي ... أحمد دحبور"
هذا التمهيد: "من المرات النادرة التي سيصعب على السلفيين كما أرجح أن يواصلوا المكابرة فيها، هي هذه التي تقول إن العرب لم يعرفوا أدب السيرة الذاتية قبل القرن العشرين، ولعلنا سنمضي عقودا ً في القرن الراحل حتى نحصل على كتاب نوعي مثل "الأيام" لطه حسين، وليس ذلك لتقصير لدى العرب وإنما لأن هذا النوع من الأدب هو جديد نسبياً على الساحات العالمية".
لا أظن أن كاتب هذا الكلام بذل جهدا في بحث أمر السيرة الذاتية عند العرب فخرج بهذه النتيجة، وأغلب الظن أنه تلقط هذا الكلام من هنا أو هناك، وأطلقه باستخفاف كامل، أي بلا إحساس بالمسؤولية، ودون أن يكلف نفسه حتى ذكر مصدر هذا الكلام، ولكي لا يمر سالماً هذا الحكم الذي أعتبره هراءً، أود فقط تقديم هذه المعلومات:
1- نشرت دار الساقي اللندنية في العام 1998 كتابا من إعداد روبن أوستل و اد دي مور وستيفان وايلد كان عنوانه "كتابة الذات: السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث"، وفي هذا الكتاب استقصاء لهذا النوع الأدبي مع خلفية جيدة في الموروث منه.
2- أصدرت مطبعة جامعة كاليفورنيا في العام 2001 أكثر الكتب أهمية في دراسة السيرة الذاتية في التراث العربي شارك فيه تسعة باحثين وأعده للنشر دوايت ف. رينولدز، وصدر تحت عنوان "تفسير الذات: السيرة الذاتية في التراث الأدبي العربي"، وتضمن هذا الكتاب 140 نصا (بين القرن التاسع الميلادي والقرن التاسع عشر) اكتشفها الباحثون، بعضها معروف وبعضها مجهول، ناهيك عما ذكروه من عناوين وردت بأسمائها في كتب التراجم والمعاجم ولم يعرف حتى الآن إن كانت فقدت أم هي موجودة بين أكداس المخطوطات العربية المنتشرة في شتى البقاع، وهي مخططوطات يصل عددها على أقل تقدير المليون مخطوطة.
الللافت للنظر أن جلال الدين السيوطي المتوفى في العام 1485 ميلادية أورد في مقدمة سيرته الذاتية "التحدث بنعمة الله" أسماء من سبقوه في كتابة سيرهم الذاتية من أمثال عبد الغافر الفارسي (ت 1134) والكاتب الأصفهاني (ت 1201) والقاضي عمارة اليماني (ت 1175) وياقوت الحموي (ت 1229) ولسان الدين الخطيب (ت 1374) والمتصوف أبو شامة المتوفى سنة ألف ومائتين وثمانية وستين، وتقي الدين الفارسي (ت 1429) وابن حجر (ت 1429) والإمام أبو حيان (ت1342).
ولمزيد من المعلومات، حلل هؤلاء الباحثون 140 سيرة ذاتية في القسم الأول توصلوا إليها بعد بحث متواصل منذ العام 1992، وفي القسم الثاني ترجموا إلى الإنجليزية مختارات (30 سيرة) نموذجية، وذكروا أن عددا آخر من هذا النوع الأدبي تم اكتشافه بعد إعداد هذا الكتاب.
3- ليس صحيحا ما ذكره صاحب التمهيد من أن "هذا النوع من الأدب هو جديد نسبيا على الساحات العالمية"، فقد عرف على صعيد الآداب العالمية منذ العصر اليوناني، فالروماني، فالمسيحي، ولكن المصطلح ذاته "أدب السيرة الذاتية" هو وليد أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، وحتى كمصطلح لا يعد جديدا، ما تفصلنا عنه ثلاثة قرون.
في ضوء هذا لا أعتقد أن الأمر يتعلق بسلفي أو غير سلفي ، بل بوقائع تاريخية لا تثبت صحتها إلا بالبحث ، لا بالتخيل والرغبة والهوى والتلقط .
محمد الأسعد
شاعر وروائي فلسطيني مقيم في الكويت
المصدر (http://www.ofouq.com/today/modules.php?name=News&file=article&sid=2287)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
13/05/2008, 10:30 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
الدكتور الحيدري يقدم:
السيرة الذاتية في الأدب السعودي
تمثل السيرة الذاتية جنساً إشكالياً في الكتابة الأدبية التوثيقية .. تتراجع إشكاليته حالما يفصح عن خيط لجنس ما ينتظمه .. كأن تكون سيرة روائية مثلاً، وقد مثّلت السيرة الذاتية منجزاً أدبياً لدى مختلف الثقافات واللغات .. وحضرت في الأدب العربي .. حضوراً متفاوتاً ومتعدداً تشرح ذلك العديد من المؤلفات والكتابات التي رصدت حركة هذا الفن عربياً، لقد مثّلت السيرة الذاتية حضوراً ملحوظاً في الأدب السعودي وهو حضور متفاوت تاريخياً واقليمياً.. وتجنيساً.. وقد صاحب هذا الحضور غياب واضح لمؤلف يرصد ويوثق مسيرة هذا الفن وأربابه وتوجهاته.
ولعل كتاب الدكتور عبد الله الحيدري "السيرة الذاتية في الأدب السعودي"، الذي صدر مؤخراً في طبعته الثانية يسعى إلى سد تلك الثغرة التوثيقية والرصدية والبحثية للسيرة الذاتية في الأدب السعودي ...
الكتاب في أصله أطروحة تقدم بها الدكتور الحيدري إبان دراسته العليا للحصول على درجة الماجستير في الأدب العربي من كلية اللغة العربية بجامعة الإمام بالرياض، وقد صدر الكتاب بتقديم للشيخ حمد الجاسر رحمه الله.
استهل الكتاب بتمهيد عن مفهوم السيرة الذاتية والفرق بينها وبين السيرة الغيرية ذلك الفرق الذي استوعبه النقد الحديث انطلاقاً من استيعابه التفرقة بين المصطلحين الغربيين المركبين مزجياً فحاكاهما لفظاً وقال: السيرة الغيرية Biography، والسيرة الذاتية Autobiography وفي التمهيد تناول مفصّل لمصطلح السيرة الذاتية وتطوره والموازنة بين السيرة أو الترجمة الذاتية وما إذا كان هناك سيرة ذاتية شعرية والسيرة الذاتية بين الرواية والمقالة .. والأشكال المتفرعة عن السيرة الذاتية كالاعترافات والذكريات والمذكرات واليوميات واللامذكرات أو الفوجا الذاتية، وعرض الباحث في تعريفه للسيرة الذاتية لتعريفات سابقة كما لدى ابراهيم السامرائي وعبدالله الحقيل وشوقي المعاملي ويحيى عبدالدايم .. وقد خلص الدكتور الحيدري إلى أننا يجب أن ننظر إلى أنواع وأشكال السيرة الذاتية: الاعترافات، والذكريات، والمذكرات، واليوميات .. من فن السيرة الذاتية على أن موقعها: "هو موقع عناصر المادة الخام من المنتج النهائي الذي يحويها، بوصفها من مكونات بنيته ولكنه يختلف عنها بل يسمو عنها والدليل أن الدارس - أياً كانت لغته - يمكن أن يقول: فن السيرة الذاتية .. ولكنه لا يمكن أن يقول: فن المذكرات أو فن اليوميات - على سبيل المثال - دون أن تنقصه الدقة في الاصطلاح، وإذن فهناك تلازم وتبعية بين الشجرة الأم: (السيرة الذاتية) وأغصانها: الاعترافات، والذكريات، والمذكرات، واليوميات.
درس الكتاب مجموعة من الأعمال السيرية هي: أبو زامل/ أيامي لأحمد السباعي، 46 يوماً في المستشفى، أيام في المستشفى لمحمد عمر توفيق، هذه حياتي/ أشخاص في حياتي لحسن حمد كتبي، مذكرات طالب سابق/ مذكرات طالب لحسن نصيف، ذكريات طفل وديع لعبد العزيز الربيع، سيرة شعرية لغازي القصيبي، رحلة الثلاثين عاماً لزاهر الألمعي، ذكريات العهود الثلاثة لمحمد حسن زيدان، تباريح التباريح لأبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، رحلة العمر لمحمد عبد الحميد مرداد، حياتي مع الجوع والحب والحرب لعزيز ضياء، مذكراتي خلال قرن من الأحداث لخليل الروّاف، مذكرات وذكريات من حياتي لعبدالكريم الجهيمان، عبدالله بلخير يتذكر، من سوانح الذكريات لحمد الجاسر، من حياتي لمحمد بن سعد بن حسين بالإضافة إلى كتب أخرى، وقد توفر للباحث من بعض هذه الكتب نسخاً منسية وأجزاء جديدة لم يتوافر عليها الباحثون ولا الدارسون فيما قبل.
- الفصل الأول من الكتاب: النشأة والتطور، وفيه بحث للبدايات التي يرى بأنها تعود إلى 1433هـ، وتحدد بخمسة عشر سطراً لمحمد سرور الصبان يترجم بها لنفسه، وهي الفترة التي اسماها المؤلف بالبدايات في حين حدد نهايتها بالعام 1373هـ.
وتكاد تنحصر بواكير السيرة الذاتية في الأدب السعودي في الترجمات الذاتية الموجزة التي يكتبها الأديب عن نفسه والمقالات الذاتية والشخصية ومحاولات تدوين لذكريات مطولة ومما يشار إليه في مرحلة البدايات كتاب أحمد عبد الغفور عطار "بين السجن والمنفى" الذي بدأ تأليفه 1356هـ، ومقالة أحمد جمال التي كتبها 1362هـ.
ومما تناوله المؤلف في هذا القسم: أدباؤنا بين ظهور مصطلح السيرة ودقة الاستخدام وأبرز دوافع تلك الكتابات، ولماذا لم تواكب السيرة الأجناس الأخرى في النشوء واهتمام صحافة المؤسسات بفن المقابلات واثر ذلك.
وفي حديثه عن: مراحل كتابة السيرة الذاتية، أثبت المؤلف عنوانا لطيفاً: لماذا نتعوذ من الأنا؟.. بحث فيه هذه الظاهرة لدى العديد من الكتاب المؤلفين .. متناولاً ظاهرة تجاهل النقاد للسيرة الذاتية، وقد حصر المؤلف اتجاهات السيرة الذاتية في الأدب السعودي بالاستفادة من شكل القصة وحبكتها التقليدية والاتجاه المقالي من مقدمة وعرض وخاتمة والاتجاه الروائي والاستفادة من النهج الأكاديمي في البحث والتحام السيرة الذاتية بالغيرية ورواية السيرة أو الترجمة الذاتية، وواصل المؤلف هذا الجزء متناولاً ريادة عبد القدوس الأنصاري في قصة حياتي وابن دريس، وترجمته الموجزة لنفسه والمقالة الذاتية لدى كتاب الرسائل الأدبية، ومصطلحات السيرة في مراحل ما بعد البدايات، وأهم مراحل كتابة السيرة الذاتية، والمرأة وفن معالجة السيرة الذاتية.
في الجزء الثالث من هذا الفصل: السيرة الفنية .. نقرأ حصراً لقوالب السيرة الذاتية يشمل في القالب الروائي والتفسيري التحليلي والقالب الذي يجمع بين التحليل والتصوير بالإضافة إلى بحث التداخل بين السيرة الذاتية مع الرواية من خلال أعمال مثل أبو زامل للسباعي وذكريات طفل وديع لعبد العزيز الربيع وسيرة شعرية للقصيبي، وحياتي مع الجوع والحب والحرب لعزيز ضياء.
* الفصل الثاني: موضوعات السيرة الذاتية .. وأول ما طالعنا منها: الموضوعات التاريخية كما لدى أحمد السباعي، وخليل الرواف، ومحمد حسين زيدان، وعزيز ضياء، وعبد الله بلخير، وحمد الجاسر.
ثم الموضوعات السياسية والتي تتمحور في القضية الفلسطينية وقضايا الوحدة العربية وتظهر الموضوعات السياسية في السير الذاتية المحلية كما لدى محمد حسين زيدان، وأبوعبد الرحمن، والقصيبي، وزاهر الألمعي، ومحمد عمر توفيق، وخليل الرواف، وبلخير.
أما الموضوعات الاجتماعية فقد تكثف الاهتمام بها لعدة أسباب من أبرزها ان الفترة الزمنية التي يتحدث عنها الكتاب تكاد تقترب من قرن من الزمان وهي مدة ليست بالقصيرة وتشكل مرحلة حساسة وحاسمة في تاريخ الجزيرة العربية، وكذلك وجود اختلاف ملحوظ في العادات والتقاليد المتبعة في مناطق المملكة واختفاء المجتمع التقليدي والفارق بين مجتمع الأمس البعيد وغير البعيد واليوم وكان تناول هؤلاء الكتّاب يأخذ بعدين: بعد الحنين إلى الماضي وبعد بيان الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصحية التي كان يعاني منها إنسان هذه الأرض في فترات سابقة، ويمكن ملاحظة الموضوعات الاجتماعية في السيرة الذاتية المحلية في كتابات أحمد السباعي، ومحمد حسين زيدان، وعبد العزيز الربيع، وعبد الحميد مرداد، وعزيز ضياء، وحمد الجاسر، وزاهر الألمعي، ومحمد عمر توفيق، وعبد الكريم الجهيمان، ومحمد بن سعد بن حسين، والقصيبي.
أما الموضوعات الفكرية فإن ما عني به السيريون في هذا الجانب متقارب جداً .. إذ يشمل حديثاً عن الكتاتيب وندرة المكتبات وبعض مظاهر الحوار الفكري الذي كان سائداً آنذاك .. ويمكن ملاحظة الموضوعات الفكرية في أعمال سيرية لدى أدباء مثل حمد الجاسر، وحسن كتبي، وزيدان، والسباعي، والقصيبي، وابن عقيل.
*الفصل الثالث: الخصائص الفنية .. وفيه حديث الباعث الفني خلف الكتابة والذي قد يكون بهدف الدفاع عن النفس أو بدافع فني محض أو لخدمة الباحثين والدارسين بالإضافة إلى بواعث أخرى.
وفي حديث عن "شخصية الكاتب" عرّف المؤلف بالشخصية وتناولها من خلال نماذج كأحمد السباعي وحمد الجاسر وابن عقيل ومحمد عمر توفيق وزيدان والربيع وكتبي والجهيمان والمرداد وابن حسين والقصيبي وتأتي كثير من السير ذات البعد القصصي في طريقتين.. السرد القصصي والعرض والتحليل .. أما السرد القصصي فيمكن ملاحظتها في كتابات السباعي وضياء وأما العرض فنلحظه لدى الربيع ومرداد وابن عقيل ..
ومن النقاط الفنية التي تخضع للملاحظة في السيرة الذاتية ظاهرة التكلف والاعتدال والصدق وتجهز الذاكرة والمستويات الزمنية وصورة المكان، ومن الظواهر الفنية التي يمكن بحثها في السير الذاتية الظاهرة اللغوية والأسلوبية وقد ناقش المؤلف في هذا المبحث العامية عند عزيز ضياء والضمائر الأكثر شيوعاً في لغة السيرة وفي الظواهر الأسلوبية بحث استخدام الفعل المضارع وافعال الكينونة والتصغير وإثارة الأسئلة والازدواج والتكرار .. كل ذلك من خلال نماذج كتاب كابن عقيل والجهيمان وغيرهما.
الفصل الرابع والأخير حوى موازنة بين كتاب السيرة الذاتية في المملكة وغيرهم في الأقطار العربية، وسارت الموازنة في مضمارين هما: المضمون .. وفيه ضمت الموازنة اعمالاً عربية لطه حسين وخليل الهنداوي وغيرهم، وقد وازن المؤلف هنا بين ابن حسين وطه حسين وضياء والهنداوي.
وفي الشكل .. وتناول فيه فلسفة الكتاب السعوديين في اختيار العناوين واستخدام الضمائر والألفاظ والتراكيب والأسلوب وبحث ظاهرة التصغير وبعض الأخطاء الشائعة والجوانب الجمالية.
الكتاب يمثل أبرز وأهم وأول توثيق مر به هذا الفن .. فن السيرة الذاتية في الأدب السعودي .. وقد جاء الكتاب في 808 صفحات من القطع الكبير.
المصدر (http://www.alriyadh.com/Contents/19-06-2003/Mainpage/Thkafa_6517.php)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
13/05/2008, 10:56 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"مع فاروق مواسي ... أحمد دحبور"
من المرات النادرة التي سيصعب على السلفيين، كما أرجح، أن يواصلوا المكابرة فيها، هي هذه التي تقول أن العرب لم يعرفوا أدب السيرة الذاتية قبل القرن العشرين. ولعلنا سنمضي عقودًا في القرن الراحل حتى نحصل على كتاب نوعي مثل "الأيام" لطه حسين . وليس ذلك لتقصير لدى العرب، وإنما لأن هذا النوع من الأدب هو جديد نسبيًا على الساحات العالمية.

وبغض النظر عما يمكن أن يستنتجه المعنيون والفضوليون، فإن أول سيرة ذاتية تعبر الحدود، وتصبح تحت تصرف مثقفي العالم جميعًا، وهي اعترافات العالم السويسري - المظنون خطأ أنه فرنسي - جان جاك روسو، في القرن الثامن عشر. ولست في معرض تأريخ أدب السيرة الذاتية. بطبيعة الحال، ولكنني أنوه باعترافات روسو من حيث الذيوع والشيوع.

ضمن هذا الاعتبار، تستطيع الشريحة الفلسطينية من الجسد الثقافي العربي أن تسجل نقاطًا نوعية، وحتى عددية، في هذا المضمار، ولعلي - من غير عناء - قادر على استذكار اثني عشر كتابًا فلسطينيًا شهدها القرن العشرون في السيرة الذاتية هي " كذا أنا يا دنيا" للمقدسي خليل السكاكيني و"البئر الأولى" و "شارع الأميرات" للتلحمي جبرا إبراهيم جبرا، "وأيام الصبا" لليافي د.يوسف هيكل، و "غربة الراعي" لابن عين غزال د.إحسان عباس، و "خارج المكان" للمقدسي إدوار سعيد، و "الجمر والرماد" و "صور الماضي" لليافي د.هشام شرابي، و"ظل الغيمة" للريناوي حنا أبي حنا، و "شجرة المعرفه" لابن البعنة حنا إبراهيم ، و "دروب المنفى" لابن المسمية فيصل حوراني. ولا أستطيع إلا أن أتوقف باهتمام خاص عند كتاب "بلدي وأهلي أنا" للمعلم ذا النون الجراح - وليس في الاسم خطأ، فهو يصر على أن يكون اسمه مبنيًا هكذا على الفتح، وبالألف طبعًا- ولا أدري كيف فات صاحب "الأسوار" الأخ يعقوب حجازي، أن يعيد طباعة هذا السفر النفيس الذي يعد مفخرة لمدينته العريقة عكا، ولفلسطين بل العرب جميعًا. ومرة ثانية، ليس هذا تأريخًا حصريًا ولكنه ما أتت عليه الذاكرة من غير تنقيب. ويلاحظ أنني لم أبحث في مذكرات السياسيين والشخصيات العامة، بل قصدت ذلك النوع من السيرة الذاتية الذي يحتضنه الأدب بالمعنى الواسع للكلمة. كما أنني لم أتوقف عند النصوص النوعية التي تفيد من السيرة الشخصية لتجني استخلاصات أوسع مثل "يوميات الحزن العادي" للشاعر محمود درويش مثلاً ، كذلك "الضوء الأزرق" و "سأكون بين اللوز" للراحل حسين البرغوثي.

في هذا الإطار، يأتي كتاب د. فاروق مواسي "أقواس من سيرتي الذاتية" الذي صدر هذا العام. وقد كتبه بعد بلوغه الستين عامًا مشيرًا إلى ذلك ببيت الشعر الذي يتصدر الكتاب:
فقد وفيتها ستين حولاً ونادتني ورائي : هل أمام؟ ...

http://www.ofouq.com/b-covers/aqwas-moasi.jpg
لماذا السيرة؟
بعد أن صدر د.مواسي كتابه ببيت الشعر الذي يشير الى بلوغه الستين من عمره المديد ، رأى أن يوضح سبب إقدامه على كتابه هذه الأقواس من سيرته الذاتية ، وبشيء من حيرة العالم المتواضع ، لم يشأ أن يطلق في وجوهنا بيقينه الجازم الصارم، فكتب:
" ربما هي إمتاع ومؤانسة، أو مشاركة وجدانية ، أو مراجعة أخيرة لكتابة الفصول قبل أن تدبر الحياة" أما أنها إمتاع ومؤانسة ، فالأمر يعنينا من جانبين: الأول أن في كل سرد – فما بالك بالسيرة الشخصية – قدرًا من هذا الإمتاع والمؤانسة ، إذ كان لدى كاتبه فضلاً عن تجربته العصامية التي تبعث عن الإعجاب والتقدير. والجانب الثاني هو ما يدل عليه هذا التعبير بحد ذاته : "الإمتاع والمؤانسة" ، فهو يحيلنا طبعا إلى أبي حيان التوحيدي، في إشارة من د.مواسي إلى استغراقه في التراث ، وهو المتحمس للحديث إلى درجة إقرار الشعر الجديد في المدارس . وبهذا تكون الصورة واضحة، فالرجل هو ابن عصره بكل ما يمليه من معطيات تملي بدورها ضرورة الأخد بكل جديد، من غير أن يغيب عنه لحظة واحدة أنه لا يؤسس على فراغ، بل هو سليل تراث عريق. وتزداد أهمية هذا الموضوع عندما نتذكر – وهل يمكن أن ننسى؟ – أنه ينتمي إلى فريق من الشعب العربي الفلسطيني كانت قضية عمره – ولا تزال – هي الهوية وصيانة الهوية والدخول عن جدارة، في عمق روح العصر. وأما المشاركة الوجدانية فإن ما يعنينا منها هو هوية المخاطب. وإذا كان الخطاب الأدبي يفترض بداهة وجود مرسل ومرسل إليه ، فإن المرسل إليه هو القارئ العربي في حال المشاركة الوجدانية. ولما كانت طباعة هذه السيرة ، على المستوى الإجرائي، محكومة بقارئ محكوم برقعة جغرافية محددة – هي التي تم الاصطلاح عليها بالخط الأخضر – فإن الجور التاريخي السياسي حرم هذا النوع من الكتابة من وصوله إلى الساحة العربية الأوسع فضاء وفرصًا. وفي يقيني أنه كان من واجب د.مواسي وزملائه أن يتصرفوا كما لو أن الرسالة ستصل إلى العرب جميعًا – وهي واصلة إليهم لا محالة – وكان هذا يقتضي توسعًا في فتح ملف سنوات الطفولة التي شهدت بدايات النكبة، لا سيما وأن القليل الذي كتبه د.مواسي في هذا الشأن يغري بكتابة الكثير.
وأما "المراجعة الأخيرة" فهي بيت القصيد على المستوى الأدبي . ولا يتاح كل يوم للكاتب أو الشاعر أن يراجع تاريخه وتجربته على الورق. ولهذا تساءلت عن منهج د. فاروق مواسي في النقد. وعن رؤيته التفصيلية للشعر، وعن موقفه الشعري من العالم. وما زلت أنتظر.
بقيت ملاحظة أخيرة، وهي ضرورة الاعتراف للدكتور فاروق مواسي ، من خلال هذه السيرة ومن مجمل مشروعه الأدبي، بأنه مثقف جاد، محب بمعنى أنه لا يبخل بالشهادة الطيبة على من يرى أنه يستحقها . إلا أن الصفة الأهم في رأيي هي أنه قلق ، والقلق هو المحرك الحقيقي للإبداع الذي لا يعترف بالاستقرار ، بل ينشد البحث حتى اللحظة الأخيرة ، عن المعرفة والحقيقة. ومع ذلك فقد يبدو د. مواسي مطمئنًا أحيانًا إلى نتائج تحتاج إلى التمحيص، كإشارته إلى قصيدته الرائدة في الموت وفلسفة الموت التي سبقت جدارية محمود درويش – من حيث العمر الزمني، فقصيدته مكتوبة في وقت أسبق. والواقع أن سؤال الموت قديم جدًا في الشعر العربي، ويائية مالك بن الريب أشهر من أن يشار إليها. – وكذلك دالية المعري بطبيعة الحال: غير مجد في ملتي واعتقادي – كذلك مجموعات السياب الثلاث – وقد درسه د. مواسي –وهي "المعبد الغريق" و "منزل الأقنان" و "إقبال"، إضافة إلى قصائد أمل دنقل في مرحلة السرطان.. ويطول البحث في هذا المقام..
ويبقى في النهاية أن كتاب "أقواس من سيرتي الذاتية" للشاعر د.فاروق مواسي، كتاب ممتع، شائق مليء بالفائدة، ويشع بذكاء القلب على ما تعتوره من نقاط تحتاج إلى المراجعة، وهذا شأن الأعمال الجادة منذ أن كان الأدب.
المصدر (http://www.ofouq.com/today/modules.php?name=News&file=article&sid=2272)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
13/05/2008, 11:15 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"كتابة السيرة الذاتية عند العرب"
مثال: جورجي زيدان
أحمد دحبور
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.ofouq.com/today/modules.php?name=News&file=article&sid=2489)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
13/05/2008, 11:26 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
باحث يجرد القصيبي من فن الرواية بملتقى النص
الخميس 19 ربيع الأول 1429هـ الموافق 27 مارس
2008م العدد (2736)
http://www.alwatan.com.sa/news/images/newsimages/2736/2703.cul.p17.n4.jpg
جانب من الجلسة الأولى ويظهر فيها آل مريع والمساعد وبكر
جدة
محمود تراوري
هيمنت شخصية غازي القصيبي ومنجزه الكتابي أمس على جلسات ملتقى قراءة النص الذي ينظمه أدبي جدة حاليا، وأشعلت روايته (شقة الحرية) الجدل من جديد بين باحثي الملتقى، وتداول السؤال المطروح منذ بداية التسعينيات الميلادية زمن صدور العمل (هل فؤاد الطارف) هو نفسه القصيبي؟
وتتابعت مثل هذه التساؤلات عقب إلقاء إبراهيم مضواح الألمعي بحثه المعنون بـ (التقاطعات بين بطل شقة الحرية وكاتبها) تناول من خلالها ما تضمنته السيرة الشعرية للقصيبي وكتاباته منطلقا من محور إمكانية سرد السيرة الذاتية في شكل روائي وتشابه الأحداث التي عاشها البطل مع الأحداث التي تضمنتها كتابات سيرية أخرى للقصيبي، قبل أن يتساءل هل رواية "شقة الحرية" سيرة ذاتية لكاتبها؟ غير أن الدكتور سلطان القحطاني طرح ـ وبكل ثقة ـ رأيا نفى فيه صفة الرواية أو السيرة الذاتية عن كل ما كتبه القصيبي، مضيفا إليه تركي الحمد، واصفا ما كتباه بـ"ذكريات".
وقال القحطاني في ورقته (التماس الفني بين السيرة والرواية): إنه لا يوجد في الأدب السعودي أي كتابة يمكن أن يطلق عليها سيرة ذاتية، عدا عملين هما (حياتي بين الحب والجوع والحرب) لعزيز ضياء، و(حكاية الفتى مفتاح) لعبد الفتاح أبو مدين، وما سوى ذلك لا يعدو كونه مذكرات وذكريات خاصة، وأضاف القحطاني أن السيرة لا يمكن أن تكون رواية، ولا الرواية أن تكون سيرة.
وشهدت الجلسة الأولى التي أدارها رئيس نادي الباحة الأدبي أحمد المساعد تناولا لمفهوم التلقي الذي طرحه الدكتور أيمن بكر من خلال ورقة حملت عنوان (شذرات السيرة: بحث من منظور التلقي) ذكر فيها أنه من زاوية التحليل السردي هناك سمتان تميزان شذرات السيرة الذاتية، من حيث هي حالة من التمثيل للوقائع الحقيقية في حياة الشخص، وهما اعتماد السيرة الذاتية على الانتقائية والتأويل.

وقال إنه اجتهد في تحليل بعض السياقات التي تتواجد فيها شذرات السيرة من خلال كتب الرحلات ممثلة في كتاب (من ذكريات مسافر) لمحمد عمر توفيق، ومقالات صحفية لعبد الله المطيري وعبد الله العلمي، والإعلانات التجارية ذات السمت السردي، وتعرضت ورقة أمل التميمي (مفهوم السيرة الذاتية المعاصرة في الأدب الإعلامي المرئي) لانتقادات كثيرة وأخذ عليها معظم المعلقين عدم وضوح الفكرة، حيث قال الدكتور حسن الحازمي "إنها تكلمت عن الحضور الإعلامي للأدب والثقافة بشكل يتنافى مع ما كان يجب أن تطرح الورقة، وتمنى لو أنها قارنت بين السيرة المرئية والمكتوبة، وهو ما ذهب إليه الدكتور عبد الله الحامد متفقا، ومشيرا إلى ما سماه (أدب الرحلة التلفزيوني) الذي رأى أنه يحقق التناغم بين الشفاهي والصورة.
كما أثارت الجلسة الأولى تساؤلات عن مصطلح (الكنتية) الذي طرحه أحمد آل مريع في ورقة قال إنها تهدف إلى مقاربة أوليات الممارسة الشفهية لإنتاج خطاب السيرة الذاتية وتلقيه من خلال تفكيك (كنت، كنتي، كنتية، كنتني، كان)، وطالب الدكتور حامد الباحث بضبط مصطلح الكنتية بين ما هو شفاهي وكتابي، وأخذت سهام القحطاني على الباحث عدم توضيح المصطلح.
وفي الوقت الذي نفى فيه الدكتور عاطف بهجات صفة الأدب عن السيرة الذاتية، تناول الدكتور عادل الدرغامي في ورقة (تجنيس السيرة الذاتية) التداخل والتصنيف بين السيرة الذاتية بوصفها جنسا أدنى، والرواية بوصفها جنسا أعلى، متطرقا لمحاولات عديدة من نقاد غربيين قال إنهم سعوا لتخليص جنس السيرة الذاتية من الشوائب، واصلا إلى أن السيرة تظل جنسا إشكاليا مقارنة بالرواية بوصفها جنسا أدبيا مستقرا ومتعاليا، ويختتم الملتقى جلساته اليوم الخميس بثلاث جلسات، وعرض مسرحي يقدمه فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة.

المصدر (http://www.alwatan.com.sa/news/newsdetail.asp?issueno=2736&id=47694)
حياكم الله


http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
14/05/2008, 09:09 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"مذكراتي 1889-1951"
عبد الرحمن الرافعي
على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/file/38071072/4749876f/___1889-1951.html?s=1)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
14/05/2008, 09:24 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"قصة حياة"
إبراهيم عبد القادر المازني
http://dc50.4shared.com/img/39300868/9aebcce7/____.pdf
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/file/39300868/9aebcce7/____.html?s=1)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
14/05/2008, 09:30 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"إبراهيم الثاني"
إبراهيم عبد القادر المازني
http://dc43.4shared.com/img/45495656/b64e5ebf/____.pdf
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/file/45495656/b64e5ebf/____.html?s=1)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
14/05/2008, 09:39 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"إبراهيم الكاتب"
إبراهيم عبد القادر المازني
http://dc43.4shared.com/img/45496553/d6d7bb87/____.pdf
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/file/45496553/d6d7bb87/____.html?s=1)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
14/05/2008, 09:22 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"من حياتي"
http://dc50.4shared.com/img/45468681/edbefa5d/___.pdf
يوسف السباعي
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-153.gif
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/file/45468681/edbefa5d/___.html?cau2=403tNull)
http://img267.imageshack.us/img267/8083/mod4uf8fb5.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
15/05/2008, 11:08 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"حياتي"
ماكسيم جورجي
http://dc14.4shared.com/img/38165042/153ab9ee/__online.pdf
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/account/file/38165042/153ab9ee/__online.html)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
15/05/2008, 01:28 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"لمحات من حياتي"
ثروت أباظة
http://dc42.4shared.com/img/40105939/74127ff0/______.pdf
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/file/40105939/74127ff0/______.html?dirPwdVerified=87e0a05)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
18/05/2008, 09:40 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"قصة عقل"
الدكتور
زكي نجيب محمود
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/file/31991212/1f305efd/__online.html)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
18/05/2008, 09:53 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"قصة نفس"
الدكتور
زكي نجيب محمود
http://dc45.4shared.com/img/34669357/ee7e270d/___.pdf
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/file/34669357/ee7e270d/___.html?s=1)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
18/05/2008, 06:11 PM
http://www.alriyadh.com/2008/03/25/img/263667.jpg

أبو شامة المغربي
18/05/2008, 06:32 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif

http://www.alriyadh.com/2008/03/25/img/263667.jpg
للقراءة على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.suhuf.net.sa/2000jaz/apr/10/cu3.htm)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
22/05/2008, 07:47 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"فن السيرة"
الدكتور إحسان عباس (http://www.awu-dam.org/dalil/14ain/dlil006.htm)
http://www.awu-dam.org/dalil/14ain/images/O-740.jpg
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=010859.pdf)
للقراءة على الرابط التالي:
الكتاب (http://islamport.com/w/amm/Web/1019/1.htm)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
22/05/2008, 08:15 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"الترجمة الشخصية"
الدكتور شوقي ضيف (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%88%D9%82%D9%8A_%D8%B6%D9%8A%D9%81)
http://www.diwanalarab.com/IMG/shawk_dief.jpg
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=015976.pdf)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
22/05/2008, 08:35 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"الكتابة والوجود .. السيرة الذاتية في المغرب"
عبد القادر الشاوي (http://uemnet.free.fr/guide/shin/shin03.htm)
http://jamalmoussaoui.maktoobblog.com/userFiles/j/a/jamalmoussaoui/images/art363508.jpg
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=015976.pdf)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
22/05/2008, 08:54 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"ندوة"
عبد القادر الشاوي (http://uemnet.free.fr/guide/shin/shin03.htm)
http://jamalmoussaoui.maktoobblog.com/userFiles/j/a/jamalmoussaoui/images/art363508.jpg
الكاتـب والصحـفـي
سبق وأن نظمت دار النشـر الفـنـك نـدوة حـول "عبد القـادر
الشاوي: الكاتـب والصحـفـي" بدعم من مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير يوم الجمعة 19 أكتوبر 2007، ابتداء من الساعة الثانية والنصف بعد الزوال في مقر صندوق الإيداع والتدبير- ساحة مولاي الحسن بالرباط - المملكة المغربية


***
‬البرنامج

الثانية و30 بعد الزوال: استقبال المشاركين.

‬الثالثة و15 بعد الزوال: الجلسة الافتتاحية.
‬رئيس الجلسة: ‬الأستاذ ‬حسن نجمي
- كلمة السيد مدير مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير.
- ‬كلمة السيدة ليلى الشاوني ‬مديرة دار النشرالفـنـك.
- ‬كلمة الأستاذ عبد الحميد عقار رئيس اتحاد كتاب المغرب.
15و30‬ فيلم وثائقي ‬حول مسار عبد القادر الشاوي ‬
15و45 ‬ الجلسة الأولى: ‬عبد القادر الشاوي: ‬روائيا
رئيس الجلسة: ‬الأستاذ عبد الفتاح الحجمري
"تنويعات على التخييل الذاتي في ‬روايات عبد القادر الشاوي"‬
الأستاذ ‬محمد برادة
"عبد القادر الشاوي: ‬بين النقد والرواية"‬
الأستاذ ‬كونصالو فرنانديس
"قراءة جديدة في ‬رواية باب تازة"‬ ‬
الأستاذ ‬إبراهيم الخطيب
"عبد القادر الشاوي: ‬شاهدا ومبدعا"‬
الأستاذ ‬نجيب العوفي ‬
16و45 مناقشة.
17و15 إستراحة.
17و30‬ الجلسة الثانية: ‬عبد القادر الشاوي‬ .. السياسة والصحافة
رئيسة الجلسة: ‬الأستاذة ‬فاطنة البيه. ‬
"عبد القادر الشاوي ‬كقارئ للخطاب السلفي"‬
الأستاذ ‬إدريس بنسعيد، ‬أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بالرباط
"عبد القادر الشاوي ‬وتجربة اليسار الجديد: ‬قراءة في ‬كتاب/ ‬وثيقة"‬
الأستاذ ‬محمد الساسي، ‬أستاذ القانون الخاص بكلية الحقوق بالرباط. ‬
"الصحافي ‬كما ‬يراه عبد القادر الشاوي ‬في ‬رواية باب تازة"‬
الأستاذ ‬العربي ‬المساري، ‬كاتب وصحفي.
"عبد القادر الشاوي ‬صحفيا: ‬تنوع الشخص، ‬تنوع التجربة"‬
الأستاذ ‬عبد الوهاب الرامي، ‬أستاذ بمعهد الصحافة بالرباط.
18و30 ‬مناقشة.
19و00‬ الجلسة الختامية.
كلمة الأستاذ عـبـد القـادر الشـاوي
المصدر (http://jamalmoussaoui.maktoobblog.com/579893/%DA%C8%CF_%C7%E1%DE%C7%CF%D1_%C7%E1%D4%C7%E6%ED_%D D%ED_%D6%ED%C7%DD%C9_%CF%C7%D1_%C7%E1%DD%E4%DF)



حياكم الله

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
22/05/2008, 09:31 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
حوار مع الكاتب والصحفي المغربي
عبد القادر الشاوي (http://uemnet.free.fr/guide/shin/shin03.htm)
http://jamalmoussaoui.maktoobblog.com/userFiles/j/a/jamalmoussaoui/images/art363508.jpg


حاورته: لطيفة لبصير*
عن موقع كيكا
www.kikah.com (http://www.kikah.com)
عبد القادر الشاوي باحث وروائي مغربي، له عدة مؤلفات في مجالات فكرية، سياسية وأدبية مختلفة، معتقل سياسي سابق، جسدت كتاباته العديد من تناقضات المجتمع المغربي وأحلام جيله، صدر له في الرواية "كان وأخواتها"1986،"دليل العنفوان" 1989،"باب تازة" 1994، الساحة الشرفية" 1999 التي حصلت على جائزة المغرب للأدب، "دليل المدى" 2003،"من قال أنا؟" تخييل ذاتي 2006، كما أنجز العديد من الأبحاث والدراسات الأدبية نذكر منها "الذات والسيرة" 1996، التخلف والنهضة" 1998، "الكتابة والوجود،السيرة الذاتية في المغرب" 2000 ...
يعد عبد القادر الشاوي من المهتمين بالسيرة الذاتية، وقد هيمن هذا المدى على مسار كتابته الإبداعية، فالذات بالنسبة له تخييل وواقع في نفس الآن، تعمل الكتابة على السؤال في قضاياها.
هذا حوار مع الكاتب والروائي عبد القادر الشاوي:
لطيفة لبصير: تجسد كتاباتك الكثير من القلق والارتباك والحنق، إذ نشعر في كثير من الأحيان سخطك على واقع الذات المتكلمة التي يمثلها راويك، وسخطك على واقع كبير، ألا يمكن القول إنك تهدد بسقوط العديد من القيم والمبادىء التي آمنت بها سابقا؟
عبد القادر الشاوي: يمكن اعتبار الكتابة الأدبية لحظة تمرين قصوى للسيطرة على اللغة وعلى العالم المروي وعلى القارئ نفسه، وكذا على عملية التفاعل (مع المجال العام) التي ينشدها كل كاتب استوفى شروط الكتابة الأدبية التي لا تستقيم هذه بدونها. ومن الطبيعي أن نستنتج أن في ثنايا هذه العملية هناك أيضا عملية أخرى موازية للسيطرة على المواقف العامة المراد التعبير عنها بصورة واعية أو غير واعية.
ويخيل إلي أن الانخراط في هذه العملية الصعبة، عندما تتاح جميع الظروف المناسبة للقيام بذلك على الوجه التام، يحتاج إلى تركيز ذهني كبير، مثلما يحتاج إلى استعداد نفسي وعقلي يسهل الانصهار المطلوب في الأجواء التي تقتضيها المناسبة، مناسبة الكتابة الأدبية.
مرادي من ذلك أن أقول إن وعينا بالكتابة "الصافية" (الذي قد يكون وعيا قصديا نتوخى منه التعبير عن أفكارنا العقلية المنظمة) لا يتطابق باستمرار، من جهة، مع ما قد تمليه هذه الكتابة من اشتراطات وتأثيرات لغوية وذهنية ونفسية بحكم طبيعة الكتابة نفسها من حيث هي نظام لغوي، وكذا مع المواقف المدركة التي نود التعبير عنها لأنها تتأثر أيضا بالمناخات (من حيث هي سياقات للتعبير الأدبي والفني) التي نعبر عنها أو نتفاعل معها قصد التعبير عنها.
ومن هذه الزاوية لا أجد في الروايات التي نشرتها لحد الآن أي نمط من التعبير الصريح والواعي عن القضايا الخاصة، سياسية وإيديولوجية، التي انشغلت بها في فترات الكتابة، بل ولقد عشت في أتون ذلك باستمرار على نوع من التناقض المدمر بين تصوراتي السياسية (التي أحسبها يسارية) وبين "التناول" الذاتي الذي غالبا ما ألقى بي في سياقات متعارضة إلى هذا الحد أو ذاك مع بعض الاعتقادات التقليدية البديهية المترسبة في وجداني، هذا مع علمي، وتلك خصيصة نفسية ما انفكت تلازمني منذ سنوات، أنني أميل ما أكون إلى حالات السلب منه إلى حالات الإيجاب، وأشد ميلا إلى السخرية ذات الطبيعة السوداء التي لا تبقي (من حيث المعنى) على أي شيء كما على الذات أيضا ولا تضر، بل وأصارحك أنني لا أجد في الكتابة الأدبية التي أكتبها أي مبرر عقلي ولا منطقي لممارسة خلاف ذلك.
لطيفة لبصير: هذا يجعلني أستحضر المقولة الشهيرة لجان بلمين نويل إن الكتابة تقول أكثر من الكاتب، وقد يفاجأ الكاتب بأشياء صدرت عنه دون علم منه تكون الكتابة هي المسؤولة عنها وليس الكاتب، وهذا يدفعني إلى أن أبحث عن تبرير للتجنيس لديك، فأنت تترواح بين الرواية والسيرة الذاتية، وفي عمليك الأخيرين "دليل المدى" و"من قال أنا"، نجد تصنيفا أجناسيا هو التخييل الذاتي، هل هذا الانتقال مرده إلى ضرورة الكتابة التي تفرض ميثاقها، أم أنه يخضع هو الآخر إلى التطورات النظرية التي تعبر إلى التخييل الذاتي، باعتبار أن كل شيء حقيقي، وكل شيء يعاد صنعه؟
عبد القادر الشاوي: هناك تواز غير مدرك بين الكاتب (الذات، المستوى الثقافي والفكري، التفاعل الوجداني من حيث الرغبات والعواطف) وبين الكتابة (نظام تعاقدي ومعياري) يتراوح، في كثير من الأحيان، بين التناظر والتفاعل حسب الأوضاع والمقامات، وعندما أشرع في الكتابة الأدبية، على وجه التحديد، أجعل من نفسي في موقع من يريد استخدام النظام التعبيري (اللغة والبنيات الذهنية) كأداة لبلورة التصورات المفكر فيها أو العوالم المراد بناؤها أو الفضاءات المراد طرقها وتأثيتها، وتتأثر هذه العملية بوضعيتي الشخصية وبدرجة وعيي الثقافي وكفايتي اللغوية، كما أنها ترتبط بغير ذلك من التأثيرات الظرفية المصاحبة التي تتفاعل فيها بينها في محاولة لإحداث وبلوغ الغاية المنشودة من التعبير على درجات مختلفة من القوة أو الضعف، من السهولة أو الصعوبة ...
ولذلك فإن علاقة الكاتب بالكتابة لا تنبني على الدرجة أو الرتبة بل على الوظيفة، أي ماذا أريد من كتابتي الأدبية أن تقول عندما يكون في مبناها ومعناها، بناء على الشروط المصاحبة، ما يشكل القول ويصوغه، وإذا كان من الصحيح أن نتساءل، في بعض الأحيان، عن درجة الوعي التي يمكن أن تصاحب سؤالا من هذا النوع، وهل في صياغته ما يفيد العلم بالغاية المرجوة، فإننا مع ذلك نستطيع أن نتحكم بقدر معين في جعل الكتابة الأدبية صيغة من الصيغ الممكنة للتعبير عن المواقف التي نريد إبلاغها أو الإعلان عنها.
عندما تقول الكتابة الأدبية أكثر من الكاتب، فمعناه أننا في دائرة التأويل الذي يمكن أن يصطنعه القارئ المفترض لقراءة ما يًكتب ومن يَكتب، أما عندما يقول الكاتب ما يتوخاه من الكتابة، بالمعنى الذي شرحته في السابق، فمعناه أننا في دائرة الإبداع، ولا يمكن الحديث عن الإبداع في هذا المجال إلا من خلال الكتابة، مثلما لا يمكن الحديث عن اللوحة مثلا إلا من خلال التشكيل الفني الذي يكونها، هذا ما يدفعني إلى القول: إن على الكاتب أن يتوقع لا أن يكون ضحية للمفاجأة، مثلما عليه أن يكون مبدعا لا داعية.
من هنا أصل إلى مسألة التجنيس التي أراها، في الواقع، على صلة أكثر بطبيعة النصوص التي ننتجها عندما تطاوعنا الكتابة الأدبية لإنتاج نصوص جيدة تستحق القراءة والتأويل. أعني بذلك أن الطبيعة التجنيسية للنصوص مرهونة بطبقاتها من حيث هي بنيات ومقولات ومواثيق أكثر مما هي من وحي تنظير يرتبط بالمفهوم التاريخي للتراكم الذي تحققه النصوص عندما تستقل بنفسها كنصوص تعبيرية أدبية من نفس الطبيعة، مع الاعتراف، بطبيعة الحال، بأن التخييل الذاتي يستهويني أكثر لأنه يتيح لي إمكانية هائلة للتعبير الحر، وكذا لتشكيل عالم "مبتدع" يتوازى مع كثير من التصورات التي أكونها عن نفسي وعن العالم من حولي.
لطيفة لبصير: ما في ذلك شك أن التخييل يتيح إمكانات أكبر في صوغ الذات، وحتى في صنعها، لماذا أتحدث هنا عن الصنع، لأن اللغة تقدم خطابا آخر، بالرغم من أن الكاتب قد يشتغل على أحداث واقعية، ونعود لنصوصك، أنت تشتغل على الذاكرة، بشكل كبير جدا، وهي ذاكرة متصدعة، مكلومة وتتحدث كما رأيناها في "دليل العنفوان" أو"دليل المدى" مثلا، عن مراحل عبرت من العمر، وفضاءات عاش فيها الكاتب( الرباط، البيضاء...)، لكنه أعاد صياغتها أدبيا إذ أننا نجد الأحداث منسوجة، أو أنها تصنع نوعا من الكذب الصادق، خاصة ونحن نقرأ عملك الأخير"من قال أنا"، كنت كمن يهيىء قبره، حتى أن النص يبعث على الرهبة حين نجد أصدقاءك هم من يتحدثون عنك في المستقبل، طبعا من خلال تخييل صنعته أنت، وفقا لهذا الاعتبار، فإن زمن الماضي والمستقبل هما زمنان غير حقيقيين، لذا فان التخييل يعبر إليهما، ألا ترى معي أن التخييل هو أيضا حقيقة الكاتب، لأنه نابع منه ويدرج في مصاف استيهاماته؟
عبد القادر الشاوي: يمكن اعتبار التخييل الذاتي، كلون أدبي مستحدث، أحد صيغ التعبير الممكنة لتشكيل "صورة بيانية" مبتدعة عن الذات والمحيط. ويمكن اعتبار التخييل الذاتي، من هذه الزاوية، صيغة موازية تنتظم من خلال اللغة وفيها وبها لتجربة حياتنا الواقعية التي نود التعبير عنها على اطمئنان أو يقين خادع، لا يهم، بأننا نكاشف القارئ بحقائقنا الذاتية الخاصة، أما ما نقوم به كَكُتاب، في الواقع، فهو أننا نكتب ما نتوهمه، ونتوهم ما نكتبه. أضيف إلى ذلك أن التخييل الذاتي هو، بمعنى ما، العالم المنظور وقد تحول من خلال الصور البلاغية الإنشائية إلى مادة مشخصة، مبناه اللغة الأدبية وحياته اللغة الأدبية والتأويلات التي قد تتفرع عنه نابعة من اللغة الأدبية نفسها.
ومن المفهوم من هذه الزاوية أن علاقة التخييل الذاتي بالذاكرة ليست علاقة شرطية محكومة بالردود التي تقتضيها الأفعال، ولا تقوم على الاستجابة التلقائية أو الفورية النابعة من ضرورة ما، ولا أيضا على التواصل الذي قد يتحقق بصورة تلقائية من خلال التماس الدافع، في معظم الأحيان، إلى بلوغ التفاعل، بل إنها، إذا أحببنا، علاقة مركبة، أي أنها ترتبط بالذكريات، وكذا بالمفهوم الخاص الذي نسبغه أو نُعَرٍفُ به تلك الذكريات، أشرح ذلك قائلا: إن التخييل الذاتي يحاذي الاستيهام ويلاعبه بل ويتلاعب به أيضا، وسر ذلك أنه يجعل من لغة الكتابة أداة للاستعارة، والأمر كله ينبني على المفارقة الناتجة عن ذلك من حيث يصبح الاشتباه، في مطلق الأحوال، طريقة لتأويل المعاني المبثوثة في السرود. وعندما أتكلم عن ذاتي في هذه الحالة فإنني لا أنتج لغويا تلك الصورة التي أتخيلها عن نفسي فقط، بل وأقوم في نفس الآن باختيار مباني ومعاني تلك الصورة، من حيث زاوية النظر والمحمول الرمزي الذي قد يرتبط بها، على أنها الصورة الواقعية أو الحقيقية التي تشبهني أو تقاربني في الشبه، غايتي من ذلك، وأنا في أشد حالات اليقين اطمئنانا، بأنني أكتب عن ذاتي في انسجام لا ينازعني فيه شك.
أريد القول إن التخييل الذاتي، في حقيقة الأمر، يرتبط في الكتابة الأدبية باللغة وبالذاكرة وبالكتابة (الأدبية) هي ذاتها على نفس المستوى من الارتباط الذي به تتحقق الغاية من القول الأدبي، والبعد التخييلي في الكتابة هو الذي ينتج جميع الصور الاستيهامية التي تصدر عنها في علاقة بالذات، سواء أكانت هذه الذات كاتبة أم مكتوبة، وبطبيعة الحال فإن الأمر يختلف في الأجناس الأدبية الأخرى من حيث الميثاق ودرجة التبئير المتعلقة بالموضوع، في الرواية نشيد العالم الموضوعي، ونوهم القارئ على أنه العالم الممكن، أما في التخييل الذاتي فإننا نعيد تشييد العالم الذاتي على أنه الصورة المفترضة لوجودنا في الزمان.
في (من قال أنا) صورة مركبة للذات من خلال السرود التي تتناوب عليها الشخصيات، ولكنها سرود تتراكب دفعة واحدة لتقديم صورة متخيلة عن الشخصية المفترضة أو تلك التي يفترض القارئ بأنها تتماثل مع الشخصية الواقعية ذات الاسم المعين، هل يمكن أن نطمئن إلى شيء من ذلك عندما نعرف أن مبنى الحكاية أصلا لا يتطابق مع "المعرفة الواقعية/فيليب لوجون" التي نختزنها في أدمغتنا ومخيلاتنا عن الآخرين والوقائع؟ هذا هو السؤال الذي يقود إليه كل تخييل ذاتي.
لطيفة لبصير: لهذا السبب عمل فيليب لوجون على التجديد في السيرة الذاتية، ذلك أنه وجد أن كل الحيوات تتشابه، وعليه فإن التجديد يكون على مستوى نظام التركيب الذي يتيح إمكانات كبرى للتخييل، ولكن بالرغم من ذلك، فإن عوالمك السردية مبنية على محكيات سيرية ذاتية، وهنا لا أتحدث عن السيرة - الميثاق، ولكن عن عنصر تقني داخل العمل الأدبي، إذ أننا نجد معظم أعمالك الأدبية تحكي مسار الأنا، والأنا هنا ليس ضمير متكلم فقط، بل يمكن القول إن جلالة الأنا ليست سيدة بيتها الخاص ، فهي تبحث عن كل عوالم الهو داخل الذات وتسعى إلى نبشها والتشهير بها، وأعطي مثالا بروايتك "باب تازة"، فقد كنت منشغلا بتحقيق صحفي، ولكن بالرغم من ذلك تصعد حياة يومية مليئة بالقرف، الزوجة، والبنت التي تصرخ كل حين، والآلة الكاتبة، إذ كنا نسمع ضجيجا آخريخلق أدبا سيريا يدون سيرة الأنا بكل عوالمها الخفية، هذا يذكرني بروايات "غالب هلسا"، فقد كانت رواياته أيضا ضاجة بسرد حياته الخاصة، وأنت تعرف أن غالب هلسا عرف سجون المدن أكثر من عواصمها، هل يمكن القول إن عالم السجن كمحطة أساسية في حياتك لها عامل في استجماع حياة أخرى، هاربة ومنفلتة، تصوغها الكتابة، حتى أننا نشهد كل العوالم السرية(وهنا أتحدث عن لغات الجسد المتعددة بما فيها من شبق ومن رغبة محرمة) تصعد إلى السطح، مغلفة بحرير اللغة؟
عبد القادر الشاوي: يمكن اعتبار الكتابة الأدبية، وهو ما قد يفهم أيضا مما ذكرته سابقا، أداة لصوغ المعنى وبلورته بصورة مدركة في قالب جمالي تتوفر له، في الغالب، خصائص التعبير والبيان والفهم، ومع ذلك فإن الكتابة الأدبية هي، بالتعريف، إشكالية أو مركبة من حيث إنها بلاغية تتواصل فيها تواصلا حيا عدة مستويات (لغة، ذات، واقع) ترتبط باللغة وبالذات الكاتبة وقدرتها على التعبير اللغوي وبمجالات العالم الذي نتفاعل معه ونود التعبير عنه في آن. ويبدو لي أن الكتابة الأدبية، وهي تختلف من هذه الناحية عن غيرها، لا يمكن أن تتحرر من ذات كاتب (ت)ها، بل إنها، كما هو المؤكد، تتعالق مع أخص مناطق تلك الذات إيغالا في الغموض، فتصدر عنها صدور الماء عن نبع دفين لا ترى طبقاته الأرضية السميكة.
ينشأ العالم الأدبي (المحكي) في علاقته بالكتابة من قدرة الكاتب نفسه، وهي قدرة لغوية وتخييلية، على بناء الكون الرمزي الذي يحايث (كينونته) ووجوده الاجتماعي ضمن مختلف العلائق التي تحتويه وتكتنفه، لا يمكن أن نفترض كتابة أدبية سابقة على الذات، ولكننا يمكن أن نفترض وجود كتابة عليها.
الذات هي التي تفكر في الكتابة، وهي التي تؤطر سياقات التعبير العامة، وبالطبع فإن الكتابة الأدبية يمكن أن تفارق الذات كموضوع، ولكنها لا يمكن أن تتحرر منها ككيان، وتقديري أن الفرق بين الكُتاب بعامة بخصوص هذا الموضوع هو في الدرجة، درجة التحرر أو مفارقة الذات، لا في الاختيار، ولو قدمت مثلا من تجربتي الشخصية في الكتابة الأدبية لوجدت أن مختلف الأعمال الأدبية التي نشرتها لحد الآن تقوم أو تنبني على سرود ذاتية متباينة الأوضاع والحالات والمواقف والتصورات، فضلا عن الخطابات التي تبعثها نحو القارئ.
وأود أن أضيف إلى ذلك أن هذه التجربة لم تكن اختيارية، وأزيد على ذلك بأنني لم أخطط لها على أي نحو من أنحاء التخطيط الذي قد يفترضه أو يحاوله كاتب لمساره الأدبي، ومع هذا وذاك فإنها لم تكن عفوية أيضا، بل تلقائية لأن المشاعر الأولى التي داعبت مخيلتي وألحت علي في الكتابة كانت مرتبطة بالأوضاع الخاصة التي عايشتها واكتنفت حياتي الإنسانية والإبداعية في فترة ما من تطوري الأدبي والإنساني.
لقد كتبت بيدي وتفاعلت الكتابة مع أحاسيسي ومواقفي وتصوراتي ... وهذا هو المنطلق الذي أدافع عنه وأعتبره، في نفس الوقت، مرتبطا بالذات لصيقا بأوضاعها العامة مكتنفا لها متدافعا مع اندفاعاتها التي ترمي إلى التعبير عن الأحاسيس والرغبات والمواقف والأهواء على جميع الوجوه الممكنة، فلا يعمل الكاتب إلا على تنظيم المجال العام الذي ترسمه الكتابة الأدبية بالطرق الجمالية التي يختارها بناء على حساسيته الفنية واقتناعه الفكري.
لا يجب أن نتصور أن الكتابة عن الذات هي مجرد "إعكاس" مرآوي للأوضاع التي هي عليها ولمطلق الأحوال التي تنتابها، لأن الكتابة عن الذات هي، في نهاية المطاف، تضعيف للوجود المادي لتلك الذات بطريقة لغوية وتخييلية، وما تنتجه تلك الكتابة بهذه الطريقة وعلى هذا الصعيد هو، من باب التعريف، "مضاعفها الذهني"، كما أنه لا يمكن اعتبار "التذويت" استنساخا بل ابتداعا تتضافر له جميع المقومات التي تجعل من الإبتداع طريقة أخرى لبناء العالم الذاتي الموازي كما أشرت إلى ذلك مرارا.
لو تكلمت، مرة أخرى، عن تجربتي الشخصية أنطلاقا من الأعمال الأدبية التي نشرتها لحد الآن لقلت بعبارة صريحة: إن العالم الذاتي الذي تترجمه مختلف تلك الأعمال هو زاوية نظر وطريقة اشتغال ومجال كتابة. وأضيف إلى ذلك أنني أعتبر تجربتي الشخصية، من خلال جميع المعاناة التي كابدتها وخبرت أطوارها، سياقا للكتابة الأدبية المتحللة من جميع القيود المعنوية، مثلما أجد فيها ما يؤكد لي باستمرار بأن الذات، ذاتي، هي، على نحو من الأنحاء، مظهر آخر لوجودي المادي في المجتمع الذي تتقاطع فيه، بعيدا عن كل هندسة محكمة أو كيمياء مضبوطة، جميع العلاقات والأوضاع والمؤثرات الفاعلة وغير الفاعلة ... ويبدو أن السجن في تجربتي الشخصية، مرة ثالثة، وربما في تجارب غيري من الأفراد، ساهم بدور معين في تكوين النظرة العامة التي تسيطر على وعيي الكتابي في هذا المجال، مجال الكتابة الأدبية، أتكلم هنا، على وجه الاحتمال، عن الإكراهات العميقة التي قد يكون تشربها وجداني وترسبت في تكويني ثم سخرها قلمي، لست أدري.
لطيفة لبصير: نعم، السجن كعالم آخر يمكن أن يعمل على توجه نمط الكتابة اتجاه سرد الذات، وتجليها لغة أخرى كما ذكرت، ربما يكون اختيارك للبحث في السيرة الذاتية نابعا من نفس الهاجس، وهو الإيمان العميق بالذات وانكساراتها وخيباتها، أو أحلامها أيضا، ولكن دعني أقف قليلا عند عنوان الرواية الأخيرة "من قال أنا"، فقد كان عنوانا مثيرا جدا، إذ يمكن أن يقرأ قراءات متعددة، فإذا صغناه بالدارجة المغربية يصبح له معنى آخر، ولكن إذا قرأناه باللغة العربية الفصحى ففيه جدل كبير لأنا المتكلم الذي ينفي وجوده. في بعض الأحيان نقف كثيرا عند العنوان، ونتساءل لماذا هذا العنوان بالذات؟
إن توجهي إلى البحث الأكاديمي في السيرة الذاتية كما إلى الكتابة فيها قبل ذلك أراه في تجربتي، ولست في ذلك إلا حادسا لا متيقنا، وليد أمرين متداخلين: أولهما ذاتي صرف نابع من خصوصية بعض المعاناة الفكرية التي خبرتها أثناء فترة السجن، وأغلبها كان من وحي اهتمام عميق وأليم يوجبه الوجود في مكان مغلق وجودا قمعيا لا بديل فيه لأي اختيار ولا موجب فيه لأية حرية ولا قدرة فيه للقيام بأي تصرف ... فكان أن بذلت في سبيل تذليل الصعاب التي واجهتني على الصعيد الذاتي ما لا قبل لأي كان من غير السجناء على بذله طوعا (غالبا ما يُكْرَه السجناء على التكيف مع الأوضاع الاستثنائية المفروضة عليهم قياسا إلى تجاربهم السابقة في الحياة لا بحكم قساوة التجربة التي يكابدون ويلاتها فقط بل وكذلك بحكم قانون المعاناة الذي يكرسه السجن).
ومن المفهوم أن تجربتي في السجن، وهو أمر يدعوني باستمرار إلى ما يشبه الافتخار النرجسي، علمتني أن أجعل من ذاتي عنوان تجربتي وخبرتي في الحياة، أي أن أفهم تماما أنني في مجال مغلق، وفي تجاور حياتي مع الذوات الأخرى، وأن الطابع العام لجميع مظاهر الاحتكاك التي لا تقاوم بين الأفراد مردها إلى الأحكام المطلقة المبنية على أقيسة إيديولوجية (موضوعية؟) التي اعتادوا عليها في التعامل مع الآخرين.
أما الأمر الثاني فيعود إلى عنايتي الخاصة منذ فترة مبكرة من تجربتي الأدبية بالنقد الأدبي، وأعتبرني الآن، بعد أن لم أفلح لظروف شخصية من السهل إدراكها في أواخر السبعينيات من القرن الماضي في مواكبة التطورات الأدبية التي استجدت في ميدان نقد الرواية والقصة القصيرة ربما، قد انصرفت تلقائيا، في ارتباط مع بعض القراءات المؤثرة في تكويني ومعرفتي، إلى الاقتراب من السيرة الذاتية والاهتمام التدريجي بالعوالم التي بدأت تفتحها في وجهي (قراءة نصوص واستيعاب نظرية وتطبيق مفاهيم)، هذا فضلا عن أن الاهتمام بالسيرة الذاتية لم يكن مذكورا في الجامعة المغربية، على الأقل من خلال الأطاريح المسجلة أو المنجزة، إلا على نحو جزئي ... علما بأن الاهتمام بالسيرة الذاتية كجنس أدبي كان "محقرا" وليس لقراء العربية حوله إلا النزر اليسير من الأفكار المبهمة التي لا تنير المعاني ولا المواقف، بالإضافة إلى أن كثيرا من المنظومات الفكرية والإيديولوجية الغربية نفسها أشاعت من حولها كثيرا من الأحكام السلبية ... هذا مع العلم بأن الذين رفضوا السيرة الذاتية انتهوا إلى كتابتها أسرى طائعين بمعنى من المعاني (أشير بذلك إلى "بيير بورديو" آخرهم على سبيل المثال الذي يحضرني الآن فقط).
وتنويعا على هذا كله أريد أن أقول للجواب عن الشق الثاني من سؤالك: لو وقفت قليلا عند عنوان النص الذي نشرته قبل سنة تقريبا (من قال أنا) لوجدت فيه بوضوح شيئا كثيرا مما أتيت على ذكره، أو هكذا يبدو لي الأمر، يمكن لي، إذن، أن أقرأه على ثلاثة وجوه ممكنة: أولها بإضافة الاستفهام الاستنكاري يصبح تأكيدا ندركه بالتأويل: أنا الذي أقول أنا رغم استنكار المستنكرين؟ وأعقله (حرف مَنْ) أيضا، وهذا ثانيها، كتأكيد للقائل الذي يقول أنا بطبيعة الحال، إذ فيه تصريح يعود على القائل الغائب. أما الوجه الثالث المضمر فهو أن في العنوان ما لا يخفى من الإحالات الضمنية على الاعتقاد "الديني" الراجح لدى كثير من الأفراد بأن الأنا مرادف آخر للشيطان الذي يرجم، وهي في جميع الأحوال والأوضاع، قولا وسلوكا، محقرة مذمومة غير مستساغة عندما ينطق بها الناطق، وله أن يستعيذ بالله تعالى من قولها وسردها (تكاد أن تكون الأنا مسرود بدون سارد، أو ملفوظ بدون لافظ). ويظهر لي أن الاعتقادات الرائجة حول الأنا إن هي، في الواقع، إلا اعتقادات ثقافية تقليدية ترتبط ببنيات معينة على صعيد المجتمع، ولها في التاريخ العربي الإسلامي كثيرا من التصورات والأسانيد التي لا يستقيم فهمها إلا من خلال مفهوم الجماعة (أو البنية المماثلة) الانتربلوجي، لقد أردت القول، من خلال العنوان المشار إليه.
إن جلال الذات لا يكون إلا على قدر الحكاية التي تسردها في التجربة والحياة، وأن الأنا غير محايدة بطبيعة الحال، بل إنها محاذية لجميع المعاني التي ننتجها عن وجودنا الاجتماعي في الحياة والكتابة... وصدق بذلك شاهدا ما لا يحصى من النصوص القوية التي كُتبت على هديها الأسطوري منذ القرون الوسطى على الأقل، لأنها أرخت تأريخا نصيا موازيا للقلق والحيرة والسؤال الذي "ماكر" الأفراد ولاعبهم منذ أن كانوا أفرادا في العلاقة بذاتهم الشاكة (التهامي الوزاني) وبالكون الملغز (غوته) وبالخالق الجبار (القديس أغوستين).
* لطيفة لبصير
كاتبة مغربية
labsirlatifa@yahoo.fr (labsirlatifa@yahoo.fr)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

احمد خميس
22/05/2008, 04:27 PM
http://maxupload.com/img/04090B84.gif

أبو شامة المغربي
22/05/2008, 05:41 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"البقية في حياتي .. لوحات تذكارية على جدران الطفولة"
أنيس منصور (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D9%8A%D8%B3_%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88% D8%B1)
http://www.aniss-mansour.com/images/top-3x1.jpg
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=006714.pdf)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
22/05/2008, 05:57 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"هذه حياتي"
عبد الحميد جوده السحار
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=003441.pdf)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
22/05/2008, 06:16 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"سير ذاتية عربية من ابن سينا حتى علي باشا مبارك"
مصطفى نبيل
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=012593.pdf)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
22/05/2008, 06:26 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"مذكرات الهواة والمحترفين .. فن كتابة التجربة الذاتية"
الدكتور
محمد الجوادي
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=002862.pdf)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 07:51 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://www.alhalem.net/images/okabi.jpg
أصغي إلى رمادي
حميد العقابي



الطبعة الأولى - 2002

تصميم الغلاف: أليسا زيلينوفا

دار الينابيع - دمشق
يثير كتاب حميد العقابي (أصغي رمادي) إشكالية لم تحل في الخطاب الأدبي رواية، سيرة، سيرة ذاتية، أم سيرة ذاتية روائية، وكلها مفاهيم مختلفة حينا، على مستوى الخطاب والتركيب والبناء، ومتداخلة على المستوى نفسه حينا آخر، وتتعقد هذه الاشكالية أكثر في الخطاب الأدبي العراقي الذي لم يعالج لا على مستوى علم نقد النص، ولا على مستوى القراءة الابداعية بوصفها اعادة صوغ وكتابة أخرى للمقروء، قضية السيرة الذاتية/ الروائية/ السيرة، بإستثناء ما عرف من"سير" الشخصيات العامة التي ترى في نفسها اهمية أو في حياتها أو في المرحلة التي عاشتها، وهذا النوع الاخير من السير، عراقيا، لا يدخل في نسيج الادب لأنه أقرب ما يكون الى التوثيق التاريخي، والاعترافات، وملفات المحاكم، وخطابات تبرئة الذمة، والحرص على مبدأ المطابقة بين الواقع وبين النص، بين الشخص الواقعي ـ السارد أو موضوع السيرة أو التاريخ ـ وبين الوقائع، وهذه السير هي أقرب الى خطابات التبرير منها الى محاولة اعادة صوغ هوية ذاتية جديدة كما هو الامر في جنس السيرة الذاتية/ أو السيرة الروائية، وهذان جنسان مختلفان ومتداخلان وفي بعض النصوص يصعب الفصل بينهما، و في نصوص اخرى يظهر التمايز واضحا، فليس العنوان أو القراءة أو العقيدة هي التي تحدد جنس الخطاب الادبي، بل الخطاب نفسه وتموضعه داخل علاقات اللغة والاسلوب. فالتجنيس ليس سابقا على النص، اي نص، بل هو ينبثق منه، وهذا هو خطأ يرتكبه النقد الايديولوجي الذي لا يقرأ النص من داخله، بل يقرأ أفكاره فيه، فهو مقبول اذا تطابقت هذه بتلك، ومرفوض اذا تنافرا، وهذه القراءة هي في الاساس قراءة دينية حرفية وثوقية وعظية، بتعيبر أدق: إنها ليست قراءة، بل هي اجترار مقولات عن الأدب وليس الأدب نفسه.
وموضوع السيرة الذاتية أثار ويثير جدلا متواصلا حول طبيعته كجنس أدبي منفصل أو متداخل مع أجناس أخرى، ولم يحسم هذا الجدل النقدي حتى في علوم النقد الأوروبية على اختلاف مذاهبها. وكتاب فليب لوجون (السيرة الذاتية ـ الميثاق والتاريخ الأدبي) يعد مرجعا في حقل النقد السيروي، رغم ان المؤلف نفسه لم يصل الى استنتاجات نهائية وحاسمة في هذا الصدد، وهذه هي طبيعة النص النقدي المفتوح، على عكس الخطاب النقدي العربي الذي يميل الى التحديد، والتمركز، والآراء الجازمة، ويمكن في هذا الصدد مراجعة كتاب (زمن الرواية) للناقد المصري جابر عصفور، وكتاب الروائي عبد الرحمن منيف(رحلة ضوء) ـ تمثيلا لا حصرا ـ كنماذج على طريقة تصور الكاتب العربي لموضوع السيرة الذاتية/ الروائية/ والخلط الحاصل بينهما، واللغة اليقينية، والجاهزة، والصارمة، وهي لغة قادمة من حقل الايديولوجيا لا حقل الادب، وربما يعد، حسب اطلاعنا، كتاب الناقد والروائي المغربي عبد القادر الشاوي (الكتابة والوجود ـ السيرة الذاتية في المغرب) استثناءً في دراسة السيرة الذاتية العربية، ومرجعية قيمة لدراستها، إضافة إلى كتابات الدكتور عبد الله إبراهيم في نقد وتفكيك الخطاب الروائي من خلال منهج ورؤية غير تلك التي اعتاد عليها النقد العراقي.
ومن الضروري هنا استعراض بعض الآراء النقدية في هذا الجنس الأدبي الملتبس قبل الدخول في نص العقابي، إن فليب لوجون في نصه المرجعي المذكور ينطلق من ان السيرة الذاتية (هي حكي استعادي نثري يقوم به شخص واقعي عن وجوده الخاص، وذلك عندما يركز على حياته الفردية) ويقر ان لفظة السيرة الذاتية أخذت في انكلترة في بداية القرن التاسع عشر، في حين اعادها باختين الى العصر الاغريقي في القرنين الثاني والرابع في مؤلف افلاطون(دفاعا عن سقراط) في حين جعل جورج ماي في كتابه(السيرة الذاتية) بداية القرن الثامن عشر نقطة انطلاق استنادا الى( اعترافات) القديس أوغستان، ويتواصل الجدل النقدي حول قضية التأسيس والشروط أيضا.
يرى الناقد فابيرو أن (السيرة الذاتية تترك مكانا واسعا للاستيهام، ومن يكتبها ليس ملزما البتة بأن يكون دقيقا حول الأحداث كما هو الشأن في المذكرات، أو أن يقول الحقيقة المطلقة كما هو الشأن في الاعترافات)، لكن لا خلاف بين فليب لوجون وفابيرو في ان المطابقة بين خطاب السيرة وبين الواقع لا وجود له، وهو تطور في موقف لوجون، واعتبر في كتابات لاحقة ان النص السيروي هو اعادة خلق لخطاب وزمان وذات وتاريخ مختلف عن تاريخ الراوي أو المؤلف أو السارد أو الشخصيات والحوادث، ويرى لوجون ان هناك خلطا قد حصل حتى بالنسبة له بين مفهومين متناقضين هما مفهوم التطابق ومفهوم المشابهة، ويقول جيرار جنيت حول المطابقة والمشابهة(إن علاقة الشخصية في النص، بالنموذج، هي بالتأكيد علاقة مطابقة أولا، لكنها وبالخصوص علاقة مشابهة) والمعني بالنموذج هو الواقع، فكيف يمكن لنص أن يشبه حياة؟ كما يتساءل لوجون.
ان المطابقة هي استعادة حرفية والمشابهة خلق، وان النظام المرجعي في الامر هو النص نفسه، دون احالات خارجية على النص، وتحميله منظومة قيم فكرية قادمة من حقول اخرى غير حقول الأدب، اي قادمة من خطابات اجتماعية وسياسية وفكرية، وحسب كوسدروف في كتابه (شروط وحدود السيرة الذاتية) فإن السيرة الذاتية (لا تستطيع اعادة بناء الماضي كما جرى، وهكذا تغدو السيرة الذاتية خلقا للأنا)، ويقول جيمس أولني(لم يعد من المهم في السيرة الذاتية صدقها ووفائها للماضي المعاش، بل دورها في البحث عن الهوية) وحسب الناقد ياكين في قضية السيرة الذاتية (إن المؤلف هو الذي يخلق نفسه، ويخلق معه أناه الذي ماكان له أن يوجد لولا النص).
السيرة الذاتية، حسب وجهات النظر هذه، لا توثق، بل تكتشف، ولا تبرر، بل تحاول استعادة هويتها الاصلية الضائعة في الماضي من خلال الخطاب السيروي، وهنا يكون النص ليس موازيا للحياة، او حياة مستعادة حرفيا، بل هو هوية أخرى، وحياة مغايرة، وذات تتشكل لا في الواقع، بل داخل النص، وداخل ذات الكاتب، المؤلف، السارد، وهذه الحياة الجديدة، أو (الذات النصية) لها عالمها الداخلي، وشبكة بناء، ومنظومات لغة، وزمن خاص هو زمن الخطاب وهو ليس زمن الحكاية، اي ان النص السيروي لا ينفتح على الماضي بكل مقوماته انفتاحا حرفيا، بل هو انفتاح على الذات الجديدة: اي الذات الكاتبة، ذات المؤلف، وهي تعيش في زمن يختلف عن زمن الذات المروي عنها، ويتقاطع معه، وذات النص لا تحيل الى ماقبل أو مابعد النص، بل تحيل الى زمن التخيل والرؤى وعلاقات اللغة وشروط البناء النصي، ووعي الراوي الجديد، ونظرته الى ذاته والى العالم الذي يتشكل معه وفيه.
وليس مهما في السيرة الذاتية/الروائية ضمير السارد أو الراوي أو المؤلف كي يحمل عنوان سيرة ذاتية، فلقد كتب كثيرون سيرتهم بضمير المخاطب أو الغائب: عربيا كتب الروائي المغربي محمد برادة سيرته (لعبة النسيان) كرواية بضمير الغائب واحيانا المخاطب، وكتب حنا مينا سيرته في ثلاثية (بقايا صور، الدقل، القطاف) على لسان أبطال آخرين، وضمّن نجيب محفوظ رواياته مساحات واسعة من سيرته الشخصية، وعلى الصعيد الغربي قال فلوبير عن روايته (مدام بوفاري) ان بوفاري هي انا، وكذلك جان بول سارتر في كتابه(الكلمات) الذي يروي قصة عائلة، وسيرة الروائي ميشيل بوتور(التغيير) المكتوبة بضمير المخاطب، ورواية جبرا إبراهيم جبرا(صيادون في شارع ضيق) رغم ميثاق القراءة الموجود على الغلاف والذي يشير الى انها رواية، لكنها تضمنت الكثير من حياة جبرا الشخصية.
إن تاريخ الذات في السيرة الذاتية ليس في الماضي وحده، وزمن الكتابة ليس هو زمن السيرة، وفضاء السرد ليس هو فضاء الاحداث، وليس الزمن واحدا في السيرة، اي انه ليس الماضي فحسب، بل هو الحاضر، اي زمن الخطاب والمشفر، زمن الحكي. لذلك يكون الحكم تعسفيا وسطحيا على تاريخ سيرة من خلال ماضي السارد أو المؤلف أو وجهات نظره في احداث عاشها أولا، وتخيلها ثانيا، وقرر استعادتها ثالثا، وبناء هوية نصية مختلفة رابعا، فهذا النوع من الحكم يصلح في خطابات السياسة والاجتماع والتوثيق والتاريخ والفلسفة والردح والمحاكم ، لكنه تعسفي ومقحم ودخيل في نص جسدي يتشكل داخل علاقات اللغة، بعد ان تشكّل داخل علاقات القوى ومنظومات المجتمع والدولة والسياسة والعائلة. وليس هناك نص سيروي ذاتي مكتمل مادام قد دخل في علاقات الكتابة ومكونات الكلام وقوانين الخطاب،لأنه يستمر حتى بعد موت المؤلف، لأن هذا الموت لا يشمل السارد السيروي، واليوم نقرأ نصوصا كتبت على الحجر والواح البردي تعيش حية معنا، وتتحاور، ونختلف معها، بل أكثر حياة من نصوص معاصرة ولدت ميتة، والعقابي يشير في بداية السيرة إلى أنها (فصول من سيرة ذاتية) أي انها في طور التشكل مثل أناة الكاتب.



لا يمكن تجاوز هذه المقدمة عند الحديث عن السيرة الذاتية (أصغي الى رمادي) لحميد العقابي، فهذه المقدمة لا تضع هذا النص في مكانه كجنس أدبي خاص، بل غرضها توسيع دائرة القراءة والحوار في هذا النوع الجديد من الادب العراقي، وهو يأتي مباشرة بعد السيرة الذاتية الروائية لكاتب هذه السطور"الاعزل، وعزلة اورستا"، وهذا الادب يبدو كأنه رد فعل أدبي على خطابات السياسة واكتشاف الذات المغيبة تحت ركام الكلمات والسلطات والأوهام، وعلى اعترافات ومذكرات وسير أصحاب الشأن والحكم والاحزاب والمال ومالكي الحقيقة والثروة وابواب الدنيا والاخرة وحراس النوايا.
وعلى عكس تصور الكاتب سلام ابراهيم في تناوله هذا النص( المؤتمر.ع.305 .س 2002) حين جعل من سؤال الراوي في الطائرة من دمشق الى كوبنهاكن( هل اكتشفت نفسي؟ مالذي ابغيه؟..) مفتاحا جوهريا لقراءة نص العقابي، فإن مفاتيح النص لا توجد في هذا السؤال، بل في مكونات وعلاقات وشبكة بناء وأزمنة الخطاب ومحاولات تجديد الهوية عبر الجسد والكتابة، وليس في اسئلة منتقاة على مقاس مسبق. ولا توجد في النصوص مفاتيح دخول وخروج عامة، بل هناك قراءات واحتمالات وتأويلات وتفسيرات وشفرات وعلامات ورموز، فكل نص، حسب أمبرتو إيكو، يتحمل قراءات مختلفة ومتعددة، والقراءة الواحدة تغلق الباب، لأنها تملك المفاتيح الجوهرية، من أين ندخل إذن؟
قراءة سلام ابراهيم تصلح نموذجا لنوع النقد السائد في الساحة الثقافية العربية عامة، والعراقية خاصة، وهي قراءة ايديولوجية حرفية تتعامل مع النص الروائي/السيروي/القصصي/بناءً على مبدأ المطابقة لا على مبدأ المشابهة والاختلاف، وسنبرهن على ذلك بقراءات نقدية سابقة للكاتب سلام ابراهيم مع التمثيل بنصوص من كتاباته في محاولة لخلق تقاليد في الحوار النقدي. ماهي أساليب السرد السيروي التي اتبعها العقابي في بناء نصه؟.
*عقد القراءة الأول، وليس مفتاح الدخول، الذي يقترحه علينا العقابي هو العنوان (أصغي إلى رمادي)، وهو عنوان مراوغ وضبابي في الظاهر، ولكنه دال وشديد الوضوح من زاوية أخرى. إن كلمة (أصغي) من الكلمات السمعية، وكلمة(رماد) هي من كلمات النظر، وبديهي ان الرماد لا يترك صوتا.
فكيف يمكن الإصغاء إلى صوت الرماد؟ وبدون الدخول في لعبة تفسير المعنى، فليس هذا مجال هذه الدراسة ولا موضوعها ولا هو منهجنا، فإن ما اراد العنوان الايحاء به، والايحاء هو معنى المعنى حسب الجرجاني، أو ما عرف عند العرب بالتخيل، أو (نقيض التقرير) كما يرى غريماس، أو انه حسب رولان بارت(نسق سيميائي)، هو الاحالة الى ماضي الكاتب ومحاولة استعادته، وهذا من شروط السيرة الذاتية: استعادة ذات وصوغ أخرى من جديد داخل النص وعلى انقاضها.
*أما عقد القراءة الثاني، وهو عقد سيروي ايضا، فهو العنوان الفرعي (سيرة ذاتية) اي ان الكاتب يقول صراحة ويؤسس مع القارئ ميثاق قراءة على نحو واضح، رغم ان الكاتب يستعمل تقنيات من أنواع ادبية عديدة كالشعر والرواية.

*عقد القراءة الثالث هو الاهداء(الى ابنتي دجلة ونور) ولن نفهم دلالة هذا الاهداء ولا لغز هذه الاسماء الا عند التوغل في النص. يردد المؤلف عبر صفحات كثيرة هذه العبارة(ثلاثة اشياء لا تختفي من هذه المدينة: السدة، والسجن، والجدة شمعة).
إذا كانت السدة هي النهر (دجلة) واذا كانت الجدة شمعة هي النور(نور) فسيكون واضحا دلالة الاهداء وهو جزء بنيوي من النص كالعنوان الاول والثاني، اي ان السيرة تتجه نحو المستقبل، وليست استعادة للماضي أو الوقوف عند حدود المراثي.
لن الجأ الى تفسير وشرح هذا النص لأن هذه ليست من اختصاص هذه القراءة، ولا أملك مثل الزميل سلام ابراهيم مفاتيح الدخول الى نص لا ينفتح من سؤال أو قصيدة أو حادثة أو علاقة، بل سأحاول قراءة الكيفية التي قام بها المؤلف ببناء هذا النص، فالمهم هو التجربة الذاتية المستعادة والمصاغة صوغا فنيا، حسب تعبير الدكتور عبد الله إبراهيم في (السيرة الروائية وإشكالية التهجين السردي).
ويضيف الدكتور (السيرة الروائية هي "نوع" من السرد الكثيف الذي يتقابل فيه الراوي والروائي/ والتجربة الذاتية تشحن بالتخيل واعادة صوغ الوقائع واحتمالاتها، وكل وجوهها دون خوف من الوصف المحايد والبارد للتجربة/ ويقتضي الحديث عن السيرة الروائية الى اهمية التجربة الذاتية والمصاغة صوغا فنيا محضا يناسب متطلبات السرد والتخيل ومقتضياتها، ذلك ان المادة التي يفترض أن تكون حقيقية وأصلية، لا يمكن أن تحتفظ بذلك، فما أن تصبح موضوعا للسرد الا ويعاد انتاجها طبقا لشروط تختلف عن شروط تكونها قبل أن تندرج في السياق الفني، وعليه لا يمكن الحديث أبدا عن مطابقة وحرفية ومباشرة بين الوقائع التاريخية المتصلة بسيرة المؤلف الذاتية والوقائع المتصلة بسيرة الشخصية الرئيسية في النص/اننا يمكن ان نحيل على وقائع خارج نصية استنادا الى الاشارات المعترف بها كالتواريخ والوثائق والاحداث، لكن تلك الوقائع كُيّفت وانتجت، لتكون عناصر في نظام مغاير/ وذلك يفضي الى التأكيد أن أمر المطابقة الكاملة بين الوقائع النصية في السيرة الروائية مستبعد، ولا يفضي الى نتيجة مفيدة لكل من التاريخ والسيرة والرواية)، وقراءة الكاتب سلام ابراهيم هي قراءة مطابقة، اي قراءة ايديولوجية، لأنها تشرح ولا تفكك آليات انتاج الخطاب، وهذا المقال هو أيضا محاولة ليس لقراءة نص العقابي فحسب، بل محاولة لخلق نوع من الحوار النقدي مع نص أو نصوص سلام ابراهيم لأنها نصوص/ نص عام وشائع وقراءة عمومية ، والحوار النقدي لا يعني القدح ولا يتنافى مع الاحترام، بتعبير "ليونارد لانسكي" في "اشكالية المرجع" بل هو محاولة لتجاوز الحساسية والسمو بالفكر النقدي من الدوغمائية والانطباعية والتاريخية، والتمسك بالحوار المتعدد الاصوات انطلاقا من مبدأ الاختلاف ـ كما يقول الناقد المغربي محمد سويتري وهو يشرح مصطلح النقد الحواري الذي اطلقه "تودوروف".
إن سيرة العقابي الذاتية (أصغي الى رمادي) هي دعوة خفية لكي نصغي نحن ايضا إلى هذا الرماد، وما أكثر الرماد العراقي! ورغم أن عقد القراءة يشير صراحة الى أنه (سيرة ذاتية)، لكن أساليب الخطاب وعناصر البناء تتجاوز السيرة إلى تقنيات العمل الروائي وتستعير كثيرا من الرواية والشعر والسينما والاسطورة في محاولة فهم واستعادة ماضي النص، وهذا الماضي لا يخضع للادانة أو المدح كما يذهب دائما نقاد الايديولوجيا، بل هو مدعاة للفهم واقامة الحوار مع ذات/مجتمع/هوية/مغيبة، وهذا الحوار لا يعني اعادة الانسجام مع هذه المكونات، فهذا مستحيل ماديا، بل يعني اعادة بناء الذات وهذه المرة من خلال الكتابة.
إن الذات تنتمي الى عالم الطبيعة، والكتابة هي مفهوم ثقافي. فمع من يتصالح الكاتب؟ واذا كان الزميل سلام ابراهيم قد جزم بأن هذه الذات قد (دمرتها الطفولة والحرب) وهو عنوان مقالته، فكيف استطاع العقابي، المؤلف، من اعادة كتابة ذاته من جديد، وتشكيلها عبر النص ونسيج الخطاب؟. صحيح ان المؤلف في السيرة قد تعرض الى اشكال كثيرة من الهوان والتشرد والخوف والكبت والهروب المتكرر كأجيال أخرى، لكن ما ينفي فرضية الذات المحطمة هو فعل الكتابة، كتابة هذه السيرة الذاتية. إن الجسد هو الاخر مفهوم طبيعي كالذات، والكتابة هي فعل ثقافي، والمعادلة في هذا النص هي انتصار الكتابة، الثقافة، النص على بربرية المؤسسة: سلطة حاكمة، أو منظومة قيم، أو عناصر خوف وكبت وزجر من مصادر مختلفة. اي اننا أمام شهرزاد ذكورية تحكي لا لتنجو من الموت فحسب، بل من الذل، اي مرة اخرى النص في مواجهة السلطة بالمعنى الواسع للسلطة.
يروي العقابي حكايته الشخصية، لكنها في الخطاب لم تعد شخصية، كما أن أب المؤلف وعائلته ليست هي العائلة البيولوجية، بل هي في النص عائلة نصية ولغوية تحكمها شبكة مفاهيم لغوية وسردية وقواعد خطاب وتقنيات كتابة من جهة، وهي تشكل، من جهة أخرى، وضعية المؤلف الاجتماعية، لكن اعيد تشكيلها على صورة أخرى. هذه هي طبيعة الفن، والادب: ليس نسخا، بل خلقا.
ما قام به الكاتب سلام ابراهيم هو إعادة شرح النص وردد كلام المؤلف، اي اعاد العقابي الى الحالة التي حاول الهروب منها، ونجا من موت وشيك عدة مرات، وهذه هي متاعب القراءة الحرفية. إن شرح النص لا يشكل، في علم النقد نقدا، بل هو نسج على ذات النول. وقراءة سلام ابراهيم تتكرر في نصوص أخرى وبالأسلوب نفسه.
ففي عدد المؤتمر 308 كتب سلام ابراهيم تحت هذا العنوان ( قراءة لمرحلة من تاريخ العراق المعاصر) عن رواية (الغلامة) للكاتبة عالية ممدوح، والعنوان يحيل الى كتب التاريخ والوثائق والسياسة وليس الى حقل الأدب، لكن هذا هو مدخل الناقد، حيث يقول صراحة بتعبير واضح عن منهج نقدي معروف بأنه لن يركز على البناء الفني للنص، بل على مضمونه، ويكتب حرفيا (سأركز على مبنى النص الأصلي"نص عالية ممدوج" وليس في اطار اللعبة الفنية المعلنة).
وفي عدد المؤتمر 311 كتب سلام إبراهيم عن مجموعة قصصية للكاتب نعيم شريف اسمها(عن العالم السفلي) هذا العنوان المماثل (العراقي يحمل جرح الحرب في الوجدان والذاكرة، وكما هو مشغول بشرح نص العقابي، وعلى (مبنى النص) أي محتواه، كما في عالية ممدوح، فهو هنا ايضا مشغول بقضية المطابقة بين نصوص نعيم شريف وبين الوقائع مطابقة حرفية دون الانتباه الى ان تلك النصوص قد كيّفت وانتجت في نظام نصي مغاير. يكتب سلام ابراهيم:(يخلق الكاتب" نعيم شريف" في هذه الاقصوصة الجميلة معادلة عميقة عن الواقع العراقي المعاصر).
إن مثل هذه المعادلة وفي أقصوصة لا توجد في اي نص في العالم، فماقيمة أن ينتج الادب معادلة أو مطابقة مع واقع شديد التغير، شديد الالتباس، واكثر مراوغة من اي نص، ومن اي سلطة نقدية أو سياسية أو غيرهما؟ وأين هو الاستقلال الذاتي للأدب عن الواقع اذا كان قادرا على تقديم(معادلة عميقة) عنه؟ مافائدة الادب في هذه الحالة اذا لم يكن كشفا، وفرادة، أو واقعا مختلفا عن الواقع الأصلي؟.



وسلام إبراهيم سواء كتب عن سيرة ذاتية للعقابي أو رواية لعالية ممدوح أو مجموعة قصصية لنعيم شريف فهو يستعمل المنهج النقدي الايديولوجي نفسه، وفي قراءة رابعة له لرواية (عراقيون أجناب) لفيصل عبد الحسن في جريدة صادرة في لندن تحدث عن شخصيات الرواية استنادا الى هويتهم السياسية، وليس كونهم مخلوقات روائية، فهو غير مهتم كما يقول صراحة (باللعبة الفنية)، اي كل ماله علاقة بأنظمة الخطاب الروائي وابنيته ونسيج طبقاته ولا الحفر في أعماق النص ككائن لغوي يعيش خارج الواقع ويتخطاه، بل يشغله أولا وأخيرا الانتماء السياسي أو العقائدي، فهو لا يتعرض مثلا لبطل (عراقيون أجناب) كشخصية روائية، بل يتحدث عنه كرفيق في الحزب، رغم ان هذه الشخصية العقائدية في هذه الرواية ممزقة البناء وتتحرك خارج النص ومقطعة الاوصال وغير مقنعة على المستوى البنائي، ولايشفع في عملية البناء الروائي قيم البطل وعقائده وهويته الاخلاقية، بل ان البناء الهش يسيء الى هذه القيم. هكذا تتم قراءة النص بمقاييس السياسة،وهذا تشريع معروف في النقد الادبي وفي غيره حيث يتم وضع اللغة الادبية، رواية، سيرة، او شعرا، على مستوى واحد مع قوانين الفكر والعقائد والأخلاق ولغة السياسة.
واختيار الكاتب سلام ابراهيم هنا مقصود لأنه أكثر النماذج وضوحا في هذا النوع من القراءات التي تتعامل مع الخطابات، رواية، قصة، سيرة، شخصية، من خارج منظومة الادب وعلم النص، ولا تفرق بين المتخيل والمعيش، وتؤمن بالمطابقة بينهما وهذا مستحيل في الفن، وبهذه الطريقة تعامل مع نص حميد العقابي وهو نص يفتح الجرح السري المغلق على المسكوت عنه والمؤجل والمخبوء والمهموس به والذي لا يقال الا عبر الكلمات المحجوبة والخائفة والمترددة.
النقد يتشكل مع القراءة وليس قبلها أو بعدها، انه كتابة ابداعية أخرى وليست شرحا، إن نص(أصغي الى رمادي) تأتي كتابته ونشره في ظروف تفتح وحرية غير تلك التي صنعت زمن الحكاية أو السيرة، وهذه هي وظيفة الكتابة الابداعية: التمرد على شروط جسد مهان، وسلطة وحشية، وقواعد كتابة مدجنة، وبناء مساحات في الزمان والمكان تصلح للعيش والحب والصداقة والنظافة والتأمل في مناخ الطمأنينة، ولا يبقى من الماضي إلا ذلك الرماد الذي هو خليط من البشاعة والتخلف والقسوة والهمجية والجمال والرغبة المستحيلة والأمل في مكان نظيف حسن الاضاءة، بتعبير أرنست همنغواي.
وبهذا المعنى فإن هذا الكتاب الذي يستأهل وقفة اطول، يتطلع صوب المستقبل، من خلال انتهاك اللغة، وتعرية قيم الخوف، وقهر المؤسسات، ومد البصر نحو دجلة ونور، حيث "السدة" باقية حتى اليوم، و"الجدة شمعة" باقية ايضا داخل الحكاية والذاكرة، ولم يبق إلا السجن الذي سيزول حتما من الحكاية والذاكرة والحياة إذا أصغينا جميعا إلى هذا الرماد العراقي المتكاثر.

المصدر (http://www.alhalem.net/thaqafa/t%20a%209.htm)
حياكم الله

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 07:58 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://www.radiotanger.ma/photo/chaoui.gif
عبد القادر الشاوي
الفائز بجائزة المغرب للكتاب برسم سنة 1999
الإبداع الأدبي
عن روايته: الساحة الشرفية
http://www.radiotanger.ma/photo/chaoui2.gif
للقراءة على الرابط التالي:
الرواية (http://www.nizwa.com/volume33/p258_262.html)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 08:26 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://www.kfnl.gov.sa:88/hipmain/images/newHeader_07.jpghttp://www.kfnl.gov.sa:88/hipmain/images/newHeader_06.jpghttp://www.kfnl.gov.sa:88/hipmain/images/newHeader_05.jpg
بيانات مؤلفات حول أدب السيرة الذاتية
على الرابط التالي:
أدب السيرة الذاتية (http://www.kfnl.gov.sa:88/ipac20/ipac.jsp?session=1157CLL399562.293&menu=search2&aspect=advanced&npp=10&ipp=20&profile=akfnl&ri=9&source=172.16.16.74@!kfnl1256&index=.SW&term=%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D8%A9+%D 8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%A9&aspect=advanced&x=12&y=13#focus)
حياكم الله

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 08:54 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://www.cndp.fr/themadoc/autobiographie/Images/couv-autobio.jpg
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.cndp.fr/themadoc/autobiographie/presentation.htm)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 09:00 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://www.alapage.com/resize.php?&ref=9782842920333&type=1&r=0&s=0&m=r
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.alapage.com/-/Fiche/Livres/9782842920333/LIV/le-temps-de-l-autobiographie-violette-leduc-susan-marson.htm?fulltext=Violette%20Leduc&donnee_appel=GOOGL)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 09:04 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif


http://ecx.images-amazon.com/images/I/41PFJTWYZ5L._SS500_.jpg
على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.amazon.fr/Lautobiographie-en-France-Philippe-Lejeune/dp/2200265433)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 09:07 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif


http://ecx.images-amazon.com/images/I/41PY0ZGFT8L._SS500_.jpg
Description
Point de croisement d'interrogations multiples, l'autobiographie se présente d'abord comme un texte littéraire
Philippe Lejeune met donc au premier plan le mécanisme textuel qui produit l'oeuvre, et il examine à partir de là le statut de la notion de genre en général
Une écoute analytique - particulièrement appropriée dans le cas de l'autobiographie - vient transformer et enrichir l'appareil de la poétique
المصدر (http://www.amazon.fr/pacte-autobiographique-Philippe-Lejeune/dp/2020296969/ref=pd_sim_b_img_4)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 09:13 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif


http://ecx.images-amazon.com/images/I/51KEQEKXVZL._SS500_.jpg
Descriptions
Présentation de l'éditeur
Trente ans après la publication du Pacte autobiographique, Philippe Lejeune estime le moment venu de faire le point sur ses recherches pour marquer les scansions d'un travail passionné, noter les accords ou parfois les désaccords avec ce que furent ses convictions.
Loin de se limiter à l'autobiographie et aux chefs-d'œuvre de la littérature, l'auteur a élargi son champ: il passe en effet à l'analyse des journaux personnels et de toutes les formes repérables par lesquelles un sujet fait signe de sa présence à soi et aux autres
Ce retour sur soi lui permet d'éclairer le lecteur sur les raisons d'être de ses diverses étapes ou échappées ponctuelles sur les activités qui découlent de sa recherche, comme la création de l'Association pour l'autobiographie. Signes de vie est un essai autobiographique : usage de la première personne, retour réflexif, trajet personnel du chercheur
Biographie de l'auteur
Philippe Lejeune, membre de l'Institut universitaire de France, a enseigné à l'université Paris-Nord (Villetaneuse). Il est cofondateur de l'Association pour l'autobiographie (APA)
Il a publié notamment Le Pacte autobiographique. " Cher cahier... ". Le Moi des demoiselles, Les Brouillons de soi, " Cher écran... ", Un journal à soi
المصدر (http://www.amazon.fr/pacte-autobiographique-Signes-vie/dp/2020787725/ref=pd_bxgy_b_img_a)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 09:24 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif


http://ecx.images-amazon.com/images/I/41NEM0P00KL._SS500_.jpg
Présentation de l'éditeur
L'intime correspond étymologiquement à ce qui est le plus intérieur en soi, aux pensées les plus privées et aux désirs les plus secrets de l'écrivain comme de son lecteur. Interroger l'intimité en littérature relève de cette science des degrés qui, comme le rêvait Roland Barthes, indiquerait une éventuelle progression, historique ou personnelle, vers une connaissance toujours plus approfondie de soi
Une telle étude invite à suivre la permanence d'une conscience à travers le flot des modifications sensorielles et intellectuelles qui assaillent ensemble auteurs, narrateurs, personnages et lecteurs
Est-ce par le récit autobiographique et prétendument impartial de ce qu'il fut jadis, ou par l'évocation indifférente des grandes gestes historiques dont il fut l'acteur ou le témoin, que l'écrivain peut évoquer cette intimité fragile qui continue de le définir ? Est-ce, au contraire, par le détour du mensonge romanesque ou de la fiction poétique - si codifiée qu'on a peine à la croire originale - qu'il parvient à concéder sa part de vérité ? La mystification et les artifices ne sont-ils pas, au reste, autant de moyens obliques de révéler justement ce que la raison même ignore ? Cet ouvrage souhaite apporter des réponses à ces questions en commentant et en comparant, notamment dans leurs particularités énonciatives, ces diverses formes de littératures intimes que sont l'élégie, le journal, l'autobiographie, le roman épistolaire, les mémoires, et leurs avatars romanesques, essai et autofiction
Biographie de l'auteur
S&Eacute;BASTIEN HUBIER, agrégé de lettres modernes et maître de conférences en littérature comparée à l'université de Dijon, est l'auteur d'une thèse intitulée Les Anamorphoses d'Orphée. Structures, écritures et lecture littéraire du récit des quêtes de l'écrivain (D'Annunzio, Gide, Joyce, T. Mann, Rilke). Ses recherches portent notamment sur la représentation de l'écrivain et du lecteur dans les fictions européennes et nord-américaines de la fin du XIXe siècle à nos jours
المصدر (http://www.amazon.fr/Litt%C3%A9ratures-intimes-expressions-lautobiographie-lautofiction/dp/2200263333/ref=pd_sim_b_img_3)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 09:39 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif


http://ecx.images-amazon.com/images/I/317APRGYYPL._SS500_.jpg
Présentation de l'éditeur
Le mot "autofiction" est apparu dans les années quatre-vingts pour désigner des textes écrits à la limite du roman et de l'autobiographie. Il a séduit les éditeurs, les critiques, les enseignants, car il leur permettait de revaloriser une part considérable de la production littéraire. Les romans qu'on n'osait plus qualifier de personnels ou autobiographiques bénéficièrent ainsi d'une appellation nouvelle, de consonance moderne, mais aussi vague et indéterminée que les précédentes. Cet effet de mode n'a pas manqué d'aggraver la confusion qui régnait déjà sur cette frontière
Constatant qu'aucune étude n'avait été consacrée à ce problème depuis au moins quarante ans, l'auteur le reformule en adoptant une méthode pragmatique, c'est-à-dire en considérant le texte comme un vecteur de communication
Il propose d'abord de réserver 'autofiction' aux projections du moi dans des situations imaginaires, par analogie avec 'science-fiction'
Le concept de 'roman autobiographique' retrouve ainsi sa pertinence pour regrouper les textes, beaucoup plus nombreux, qui prétendent combiner deux contrats de narration apparemment incompatibles : la convention romanesque et le pacte autobiographique
Ces textes se caractérisent essentiellement par leur stratégie de l'ambiguïté. Ils distribuent des signes contradictoires de fiction et de confession qui requièrent un travail permanent de décodage
La définition du roman autobiographique, en tant que genre, passe donc par un inventaire des procédés qu'il emprunte au roman, à l'autobiographie et à d'autres genres
Philippe Gasparini entreprend cette tâche en suivant l'itinéraire du lecteur qui se demande: ´Est-il je?', c'est-à-dire: le héros et l'auteur sont-ils identifiables? quel est le degré de référentialité du récit
L'auteur vu par l'éditeur
Philippe GASPARINI naît en 1953 dans la région lyonnaise
A 9 ans il se casse le nez dans la cour d’une école de Saint-Etienne
A 19 ans il délaisse l’université pour plonger dans l’utopie des années soixante-dix: Indes, Ardèche, musiques, petits boulots, communautés, retour à la nature, toujours un livre à la main
A 29 ans il devient secrétaire de mairie dans deux petits villages de la Drôme
A 39 ans il reprend un cursus de lettres qui l’amène à étudier le personnage du père chez Driss Chraïbi, Albert Camus, Philip Roth, John Fante. Mais, lorsqu’il veut définir le genre des oeuvres qui l’intéressent, il découvre qu’aucune étude n’a été consacrée au roman autobiographique depuis 1930
Le voilà contraint de se mettre à la tâche. Après deux ans de recherches, il prend contact avec Philippe Lejeune, spécialiste incontesté de l’autobiographie, qui approuve sa méthode et l’encourage à continuer
A 49 ans il soutient la thèse dont ce livre est tiré
Aujourd’hui il poursuit ses investigations sur le roman autobiographique et l’autofiction à travers des textes de Chateaubriand, Vallès, Joyce, Gombrowicz, Kertész, ou encore Gao Xingjian. Il envisage en outre de développer un atelier sur les écritures du moi
Il s'écrit, il se publie, il se commente de plus en plus de romans métissés d'autobiographie. Confrontés à ces textes problématiques qui font désormais partie de notre culture, enseignants, étudiants et critiques manquaient d'outils d'analyse
En leur proposant un ensemble de critères relativement simples et maniables, ce livre, aussi allègre dans son écriture que rigoureux dans sa méthode, comble une lacune. Et il ouvre à coup sûr un champ de recherches prometteur
Principaux auteurs étudiés: Chateaubriand, Senancour, Constant, Musset, Dickens, Vallès, Loti, London, Hamsun, Joyce, Rilke, Proust, Colette, Céline, Istrati, Henry Miller, Mishima, Genet, Camus, Philip Roth, Henry Roth, Paul Auster, Duras, Nabokov, Aragon, Kenzaburô, Handke, Thomas Bernhard, Claude Simon, Modiano, Sollers, Doubrovsky
Fondements théoriques: Gérard Genette, Philippe Lejeune, Paul Ricoeur. Sur des questions précises: Aristote, Freud, Gusdorf, Jauss, Hamburger, Weinrich, Benveniste, Todorov, Eco, Lecarme, Schaeffer, etc
المصدر (http://www.amazon.fr/Est-il-je-Roman-autobiographique-autofiction/dp/2020589338/ref=pd_sim_b_img_1)

http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 09:54 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif

السيرة الذاتية جنسا أدبيا
عبد الإله الصائغ
للقراءة على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.sababeel.com/article/article_2005-09-20-5526.html)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 02:57 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif

AUTOBIOGRAPHIE
للقراءة على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://egb.ifrance.com/linguistique/grammaire/autobio.htm)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 03:03 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://www.al-jazirah.com/culture/14112005/28.jpg
السيرة الذاتية
صورة من الصور الأدبية في إثراء الفكر والأدب
حمد بن ناصر الدخيّل
تمثل السيرة الذاتية جنساً من الكتابة الأدبية التوثيقية ولا تزال تمثل منجزاً أدبياً لدى مختلف الثقافات فكل شخص في هذه الحياة لا بد له من ذكريات في أي ناحيد من نواحيها العلمية والاجتماعية أو الفكرية أو السياسية .. هي حصيلة تجربة في الحياة التي لا تخلو من تجارب وعطاءات وعبر، وخاصة من بلغوا مرحلة الشيخوخة وتوقفوا عن العطاء وكان لهم دور مؤثر ومتميز .. ومن الخير إلا نبخس الناس أشياءهم والجزاء من الله.
إذ المذكرات أو السير الذاتية سجل للأحداث لأنها تتحدث عن تاريخ عصر من العصور وتصوير حقبة من الزمن مما يجعل في قراءتها متعة وفائدة لما تدل عليه من ملامح الحياة وما تحمله من أفكار وكشف لحقائق النفس بحيث يتجلى فيها صدق التعبير وتكون السير الذاتية فناً من أجمل فنون الأدب وأكثرها قبولاً ورواجاً وأصبحت فناً يزداد الاهتمام به في العصر الحاضر إذا يقبل عليه القراء إقبالاً شديداً، وهذا النوع من الفن لا يحتل مكانته وخاصة لدينا وفي العالم العربي قاطبة .. بينما نرى أدب السيرة الذاتية يتميز ويزدهر في الغرب وتحفل به دور النشر والصحافة والإعلام في البلدان الغربية ولقد حالت المعوقات النفسية دون ازدهار أدب السيرة الذاتية في الشرق بما ينطوي عليه من اعترافات صريحة.. أما ميخائيل نعيمة فيقرر في سيرته الذاتية (سبعون) إن حكاية ساعة واحدة من ساعات العمر أمر صعب فكيف يمكن حكاية سبعين سنة.
إن مجال السيرة الذاتية نوع من أنواع الأدب وتتميز بأن كاتبها يكشف عن خبايا نفسية ويعرض حياته وتربيته وأساليب تعامله وما اعترى حياته من تجارب وخبرات وذكريات وممارسات وما واجهه من متاعب وما صادفه من مواقف طريفة ومثيرة وكذا توضيح الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي لازمت مسيرة عمله بحيث يكون عرضة لتلك السيرة بالوضوح والصراحة التي تعينه أن يخرج من ذاته ويقف من نفسه موقفاً موضوعياً ولا يخشى مواجهة تلك الأشياء التي مرت في حياته مهما كانت صغيرة أو كبيرة فهي تعبير عن موقف كاتبها واتجاهه وما يدور في مجتمعه من أمور وقضايا، وتتباين السير الذاتية من فرد إلى آخر وبما تنطوي عليه من أفكار وتجارب وذكريات وأخلاق ومثل وعادات وغير ذلك مما يبرزها بشكل جلي.
ومن يستعرض التاريخ العربي الإسلامي يجده زاخراً بالسير الذاتية لعدد كبير من العلماء والأدباء والمفكرين والرحالة والساسة والأمراء وغيرهم حيث قاموا بتسجيل وسرد سيرهم وإبرازه في مؤلفاتهم وذلك في وصفهم لنشأتهم وتعليمهم وسلوكهم ورحلاتهم وما صادفوه من مشاق ومحن وما شاهدوه من آثار وبلاد وأحداث وما تركوه من عطاء وإنتاج ومؤلفات كالجاحظ وابن حزم والغزالي وابن خلدون وابن بطوطة وياقوت الحموي وابن فضلان والمقريزي وغيرهم.
كما نشر العقاد، وطه حسين، وأحمد أمين، والمازني، والزيات وغيرهم فصولاً عن سيرتهم الذاتية .. حيث تحدثوا ووصفوا ما جرى لهم وما أحاط بهم من ظروف وحوادث فسجلوا ذكرياتهم وسيرتهم العلمية والشخصية واهتماماتهم الفكرية ومشاهداتهم في البلدان التي زاروها.
إنها تجسيد لصورة الحياة والعصر الذي عاش فيه كل منهم وشكلت حياته وما تميز به من علم وفنون فكرية.
وفي العصر الحاضر ظهرت مجموعة من الكتب تتسم بالاعترافات والمذكرات واليوميات والرسائل وهي ترجمة لحياة كاتبيها وتصوير لعصرهم وإماطة اللثام عما كانت عليه حياتهم وتعاملهم مما قد لا يعرفه سواهم من أسرار حياتهم ووجهات نظرهم.. وتنطوي بعضها على تجربة وخبرة وفائدة وتجارب عاشها أصحابها وخاصة من كان لهم دور بارز ومؤثر في مجرى الأحداث.
وهناك مجموعة من الأباء السعوديين كتبوا سيرتهم الذاتية كأحمد السباعي، ومحمد عمر توفيق في كتابه هذه حياتي، وحسن كتبي أشخاص في حياتي، وحسن نصيف مذكرات طالب، وعبدالعزيز الربيع ذكريات، وغازي القصيبي سيرة شعرية، ورحلة الثلاثين عاماً لزاهر الألمعي، وذكريات العهود الثلاثة محمد زيدان، وسوانح الذكريات لحمد الجاسر، وتباريح التاريخ لأبي عبد الرحمن بن عقيل، ورحلة العمر لمحمد مرداد، وحياة من الجوع والحب والحرب عزيز ضياء، ومذكرات خلال قرن من الأحداث لخليل الرواف، ومذكرات في ذكريات من حياتي لعبد الكريم الجهيمان، ومن حياتي لمحمد بن سعد بن حسين وغيرهم من لا تحضرني أسماء تلك الكتب التي تشتمل على فن السيرة الذاتية في الأدب السعودي. وهكذا تظل السيرة الذاتية صورة من الصور التاريخية والأدبية لها أثرها في إثراء الفكر والأدب والمعرفة ويجد فيها القراء دروساً وعبرة وفائدة ومتعة.
المصدر (http://www.al-jazirah.com/culture/14112005/aoraq50.htm)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 03:23 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif

http://www.cndp.fr/commun/images/hab_dot.gif
http://www.cndp.fr/commun/images/hab_dot.gif
Aux sources de l'autobiographie
Frédéric Briot
Maître de conférences en littérature française à l’université de Lille 3

للقراءة على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.cndp.fr/revueTDC/884-73410.htm)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 03:35 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"سبعون"
ميخائيل نعيمة
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/normal/12/12295.gif

الناشر: مؤسسة نوفل

تاريخ النشر: 01/12/2003
286 صفحة.
الطبعة: 10 مجلدات

http://www.cndp.fr/commun/images/hab_dot.gif
http://www.cndp.fr/commun/images/hab_dot.gif
ليس أحب إلى قلوب القراء عامةً من مسيرة الأدباء والمفكرين، وليس أحب إلى قلب القارئ العربي، خصوصاً، من سيرة الكتاب المشهورين، والأدباء النابهين، وأعلام التاريخ البارزين.
وأكثر ما تكون السيرة جذابة خالدة، حين تختصر تجارب صاحبها تاريخ عصر، ومعاناة أمة، واتجاه حضارة، ويختصر في أسلوبه أروع أشكال البث ومناهج التعبير، و"سبعون" ميخائيل نعيمه، في أجزائها الثلاثة، هي ما يطمح إلى مطالعته كل قارئ، فهي سجل حافل لحياة صاحبها المديدة، وتجاربه الإنسانية والكونية، فضلاً عن أنها بريشته ذات البهاء، والإبداع، والاقتداء الفني المتميز، إنه كتاب من كتب نعيمه، وكتاب من كتب السيرة الرائعة في الخزانة العربية.
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 03:43 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"مذكرات الأرقش"
ميخائيل نعيمة
للحفظ على الرابط التالي:
المذكرات (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=015143.pdf)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 03:49 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"L'autobiographie"
للقراءة على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.cndp.fr/themadoc/autobiographie/autobiographieImp.htm)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 03:54 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"فن الذات"
محمود عبد الغني
للقراءة على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.aklaam.net/aqlam/print.php?id=4631)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 03:59 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"السير الذاتية في بلاد الشام"
المعهد الفرنسي للشرق الأدنى
قسم الدراسات العربية
ندوة دولية
السير الذاتية في بلاد الشام
موضوع للدراسة ومصدر للبحث في العلوم الإنسانية
تنسيق ماهر الشريف وقيس الزرلي
دمشق، 19 و 20 حزيران 2007
للحفظ على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.ifporient.org/IMG/doc__C3_98_C2_A7_C3_99_C2_84_C3_98_C2_B3_C3_99_C2_ 8A_C3_98_C2_B1_20_C3_98_C2_A7_C3_99_C2_84_C3_98_C2 _B0_C3_98_C2_A7_C3_98_C2_AA_C3_99_C2_8A_C3_98_C2_A 9_20_C3_99_C2_81_C3_99_C2.doc)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 04:07 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"المذكرات والسير الذاتية في فلسطين وبلاد الشام"
ندوة فلسطينية لبنانية
للقراءة على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=19&article=275620&issueno=9536)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 04:20 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"السيرة الذاتية بين الواقع والمتخيل"
منى الشيمي
- "مفهوم السيرة الذاتية".
- "السيرة الذاتية بين الشرق والغرب".
- "السيرة الذاتية والشكل الروائي".
- "رواية المرأة .. كتابة الذات".
تعدد تعريف السيرة الذاتية حسب تنوع كتابها والغايات المرجوة منها، ولكن لم يختلف التعريف حول التالي: كون السيرة الذاتية ترتبط بهوية الكاتب، أو السارد، أو الشخصية المركزية في النص.
يحدد دوايت رينولدز مفهومه (1) مفهوم السيرة الذاتية بأنها (ترجمة النفس) أو(تعرية النفس الملتبسة بالآثام)، هو ما يكشف عن رغبة النفس في البوح بمكنون خبيئتها، والرغبة الصادقة في التطهر، وهو ما يمنح السيرة بدورها مساحة من حتمية التصديق، فما الداعي لكتابة سيرة ذاتية لا تعنى بتطهير النفس؟! وتراكم على تل الزيف طبقة؟ هي حتما محاولة تصالح مع النفس،ضد محاولة التصالح مع الواقع تلك المحاولة التى يرفضها الفن، وقد تكون محاولة تصالح مع الآخرين، وهي كتابة تحمل حميمية كبيرة، لأنها تتحدث عن حقائق، وترفع الكلفة بين الكاتب والقارئ، فها هو الكاتب يلجأ إلى الفضفضة مع قارئه، ويعطيه مساحة كبيرة من الثقة، ومن ثم تعطى المتلقي مساحة من التقارب يكون لها تأثيرها فى إحداث قدر لا بأس به من التصديق المبني على إحساس المتلقي بواقعية ما يقرأ، وربما كانت هذه السمة واحدة من سمات إقبال المتلقين على السيرة الذاتية والتعلق بمساحات الواقع أو افتراض الواقع فيها لأنها ببساطة تتجاوز غيرية السارد إلى ذاتيته.
يعد الاختلاف القيمى بين المجتمعين الغربي والعربي العامل الأكثر تأثيرا فى صعوبة كتابة السيرة الذاتية العربية بالقدر نفسه من الوضوح والصراحة الذي يكون عليها في الثقافة الغربية، لذلك أرى أن الحكم على ما لدينا من سير ذاتية بمقاييس الغرب خطأ كبير، لذلك أنا لا أجد أية غرابة في أن يخفي الكاتب أثناء كتابته لسيرته الذاتية، بعض الأمور التي تتناقض مع المرجعية العامة.
وربما لم يصل الكاتب نفسه إلى التصالح الكامل مع الذات، ومن هنا اقتصرت السير الذاتية في بلادنا العربية ولمدة طويلة على السير الذاتية التربوية والأخلاقية أو تلك التي تخلق قدوة يحتذي بها الجيل الصاعد، ثم هناك أيضا السير الغيرية تلك التي كتبها كتاب عن غيرهم من شخصيات التاريخ ، تلك الشخصيات التي لا تحيد عن العام فهي بالتالي مثال أو قدوة (2) لكن لماذا تبقى السيرة الذاتية في البلاد العربية بعيدة عن المصداقية أحيانا، رغم حالة الانفلات في الفضائيات والحياة الاجتماعية، ربما لأن التفكيك لا يأتي فجأة، وإنما على مراحل، وانتقال الصراحة إلى السير الذاتية مسألة وقت فقط، وأعتقد أنه لن يمضي وقت طويل حتى نصل إلى تلك النوعية من الكتابة التي تعتمد على الصراحة في كل التفاصيل وخاصة الشخصية وحتى يحدث ذلك، ستظل رواية السيرة الذاتية هي المهرب الذي يكفل للكاتب أن يبــــوح بحرية (3) عند هذه النقطة يمكن طرح ثلاثة أسئلة يجب أن نفكر فيها عند النظر إلى السير الذاتية العربية أو"ترجمة النفس أو الميل إلى تعرية النفس الملتبسة بالآثام" على حد تعبير دوايت رينولدز:
* هل يجتهد السارد ليجسد صورته الحقيقية في سيرته الذاتية على الرغم من تشربه لمرجعية مجتمعه العربي؟
* هل يرسم السارد صورة متخيلة لما أراد أن تكون عليه شخصيته،سواء حسنة أو سيئة، بصرف النظر عن قبول الآخرين لهذه الصورة، ومدى مطابقتها للمرجعية القيمية لمجتمعه؟؟
* هل يرسم السارد صورته في السيرة الذاتية لترضي الآخرين بصرف النظر عن مطابقة هذه الصورة لصورته في الواقع الحقيقي؟؟
إزاء هذه الأسئلة لا نملك إلا أن نفكر في أن السير الذاتية العربية يجب أن تخضع للتأمل، ففي السؤال الأول يواجهنا السارد برغبته في كتابة ذاته على الرغم من الصعوبات التي قد تواجهه من قبل مجتمعه، هو مدرك تماما لمدى توغل القيم في نسيج مجتمعه، لكنه ربما مر بأحداث لو أدرجها ضمن سيرته الذاتية لانقلب عليه القارئ، ولتشوهت تلك الصورة المتخيلة عن هذا الكاتب، تلك الصورة التي رسمها له القارئ من خلال كتاباته السابقة، خاصة وأن السارد نفسه يقع عليه اللوم لمجرد ذكر وقائع يراها البعض تتنافى وأخلاقيات المجتمع، يضاف إلى ذلك أن الكثير من القراء يربطون بين البطل المتخيل فى النص والروائي للدرجة التى يحسبون فيها كل تصرف غير أخلاقي من البطل هو تصرف للروائي ذاته.
والسؤال الثاني يجعلنا نتأمل الكاتب نفسه، هل هو جاد فعلا في تجسيد شخصيته الحقيقية أم يسعى من خلال تدوينه لسيرته الذاتية إلى إيهام القارئ بأنه يملك شخصية مغايرة تماما لتلك التي يتميز بها، إرضاء لذاته سواء رغب هذا الكاتب في رسم شخصية موائمة لمرجعية العادات والتقاليد التي تميز مجتمعه أم لا، هو يريد ان يبدو بشخصية لها أبعاد معينه، ولا يهم رأي الآخر فيها.
وفي حالة السؤال الثالث يحاول الكاتب أن يرسم صورة مغايرة له، قد تكون تحسين لصورته الحقيقة وإخفاء جوانب غير محببة للقارئ في شخصيه، كنوع من التلميع مثلا، هذه الشخصية لا تمت للواقع بصلة، ليرضي القارئ فقط، ويحتفظ بصورة ترضيه عنده.
السيرة الذاتية هي قصة حياة المرء التي يتذكرها ويكتبها بنفسه، ولذلك تكون خاتمة لحياة الشخص, وقد يكتبها كاتب أو سياسي أو مجرم أو قائد، لأن الشهرة والمعرفة المسبقة بصاحبها شرط ضروري للإقبال على قراءتها.
أما رواية السيرة الذاتية فعمل فني متخيل ينهض على أحداث ووقائع من حياة صاحبه مهما كان مغمورا، ولذلك يحدث أن يكتبها شاب غير معروف، أو يكتبها كاتب شهير، لكن هذا الاختلاف بين السيرة الذاتية ورواية السيرة الذاتية لا ينفي أن بينهما تشابها بديهيا, مردّه أنهما كليهما يستندان إلى تذكّر خاص لوقائع وشخوص من حياة الكاتب، وتلك هي المشكلة: أنهما معا يقعان في المنطقة التي تفصل بين الخيال والحقيقة(4)
فالكاتب لا يكتب سوى من مخزون ذاكرته وتجاربه القديمة وانتماءاته، لا يقدر الكاتب على إخفاء انتماءاته في عمل ما، على الرغم من القول بأن القصة أو الرواية تختلف عن الشعر في عدم الذاتية، فإذا افترضنا أن المبدع عين لاقطة للصور والأحداث التي تمر به، وإن ذاكرته الإبداعية تقوم مقام الكاميرا، بل إن مخزون تجاربه يتنامى بتنامي رؤاه المحيطة وتجارب الآخرين، والتي تذوب بعد حين وتدخل ضمن تجاربه الذاتية، فالكاتب قد يتفاعل مع تجارب الآخرين على أنها تجاربه، وتتحول بعد حين إلى معين إبداع، من هذا المنطلق لا يكتب السارد سوى تجاربه التي مر بها أو التي مرت أمامه، ولو افترضنا أن الذاتية لا تنصب فقط على جسم الفكرة وإنما تمتد وتتشعب داخل العمل الروائي، فنجد السارد ذاتيا في المفردة التي تكون جمله، وفي تركيب الجملة التي تكون الأحدوثة، أو التقنية التي يختارها دون غيرها ليكسو بها عمله الروائي، والأماكن التي اختارها لتتحرك شخوص روايته بين جنباتها.
وإذا نجح الكاتب في رسم المكان المتخيل والشخوص المتخيلة بعيدا عن الواقع الحقيقي خارج النص، فهذه المخيلة ذاتية أيضا، ذلك أن خيال السارد جزء من ذاتيته، التي تختلف بالطبع عن ذاتية خيال كاتب آخر، لذا لا تخلو رواية من ذاتية الكاتب، لأن حياة الكاتب دائما تمثل مرجعية لكل كتاباته، وكثير من شخصياته هى فى الغالب تصورات لشخصيات عايشها أو حلم بها، ومن هنا تكون السيرة الذاتية المرجع الأساسى للكتابة، أو مصدرها الأساسى، ونشير إلى أن الرواية بالذات تشبه الحياة إلى حد كبير،من حيث علاقات الأشخاص فيها، وتعدد الأحداث، والأمكنة، وتداخل الأزمنة، هذه السيرة الذاتية (الأنا) تبرز دون قصد من الكاتب في كتاباته من حيث التاريخ والسمات والبيئة المؤطرة لهذه الأنا، هي سير لم ينشغل أصحابها عليها بقصد إبراز(أنا) الكاتب، لكنها تتسم بذاتية ما، ذاتية لم يصرح بها.
إذا كانت الرواية الأولى عند الكاتب هي رواية ذاتية، مثلما حدث مع خيري عبد الجواد كما جاء في شهادته: "لن أقول بالطبع، أو أدعي، أنني كنت علي وعي كامل بما أكتبه في تلك الفترة، بل علي العكس من ذلك، لم أكن منتبها لذلك الكنز الذي بين يدي، لقد كتبت هذه المجموعة بالفطرة وحدها وبوعي ضئيل بأنني أريد أن أكتب هذه الكتابة بالذات والتي تحمل ثقافتي الوحيدة التي أعرفها آنذاك، فأنا ابن لهذه الطبقة الشعبية ولست ذلك المثقف الذي يكتب عنها، بل منها وفيها"(5) بل إن كاتبا مثل نجيب محفوظ بقامته الأدبية، يرى فيما يكتب الآن من أدب سواءً ما تكتبه المرأة أو الرجل لا يخرج عن إطار السيرة، فيقول: "إن الروائيين الآن لا يكادون يكتبون سوى سيرتهم الذاتية"(6)
كاتبات كثيرات اعترفن بأن رواياتهن الأولى هي رواية الذات،طبعا هذا الأمر ليس مقصودا لكنها الرواية المكتوبة سلفا في اللاشعور، الاقتراب من العالم المعروف لهن بالتحديد، سواء من ناحية المشاعر أو من ناحية المكان، أو علاقة الذات بالآخر من ناحية وبالمكان من ناحية أخرى، تلك التجارب المخزنة، والتي توارت مع الأيام لتحتل الظل، فإذا بدأت عملية الكتابة نجدها حاضرة بقوة ونكتشف أن كل التجارب السابقة لم تسقط من جعبة الذكريات لكنها قد تكون متوارية كنوع من الصد البيولوجي لحماية النفس والروح من الانهيار، في مواجهة التجارب المتداعية أو غير الناجعة.
تتساءل آمال مختار (7) فى شهادتها: هل ننجح حقا في فصل الذات عن كتاباتنا، هل ننجح في خلق عالم مختلف عن عالمنا على الصفحات؟؟ على الوجه الآخر من الميدالية – هل نجرؤ على كتابة الذات كما هي؟ هل نجرؤ على السيرة الذاتية فنكتبها بلا مخاتلة ولا مراوغة، ونجيب بكل اطمئنان: أن الإخلاص فى تنفيذ العمليتين غير ممكن.
فالذى يجتهد في تجنيب الذات في كتابته الروائية طبعاً لن ينجح في ذلك أبداً، وحتى إذا بلغ نسبة عالية من حيث المضمون، فإن بقية جوانب العمل ستبقى ذاتية بالتأكيد كالأسلوب واللغة والتقنية، أما الذى سيحاول أن يكون جريئاً ويلقى على ورق الرواية بكل ذاته عارية تماماً، بكل ما يحتويه نفقها من قبح وتعفن وروائح نتنة فإنه سيراوغ أيضاَ .. وسيحاول أن يترك تلك الغلالة الشفافة التى ستحفظ قليلاً من ماء الوجه فى مجتمع يؤمن جداً بالأقنعة"(8)
شهادة آمال مختار أشارت إلى نقطتين لهما أهميتهما فى هذا السياق:
- الأولى تمثلت فى استحالة كتابة المرأة لسيرتها الذاتية بعيداً عن المراوغة والمخاتلة، فى ظل قيم مجتمع تنظر للمرأة على أنها يجب أن تظل تابو يصعب اختراقه.
- الثانية، تشير إلى أن جوانب الذاتية التى يفرزها الأديب أو الأديبة على عمله، متعددة ليست مقصورة على سرد بعض من أجزاء سيرته/ سيرتها، وإنما تشمل القوالب الفنية التى تصبغ بالذاتية مثل الأسلوب واللغة والتقنية(9)
وتتوافق رؤية أحلام مستغانمى مع آمال مختار فى أن مسيرة الكاتب لابد أن تكون موجودة فى أعماله الأدبية، وليس خارجها، ومساحات الظل في حياة كاتب كالمساحات البيضاء بين الجمل وفى حوار معها عن عملها الأول "ذاكرة الجسد" تقول صراحة "إن كل رواية أولى هى بالدرجة الأولى سيرة ذاتية، لذلك فإننى لم ابتعد عن نفسى، أحرف (حياة) بطلة الرواية - من أحرف اسمى، البداية (حاء) الألم والنهاية (ميم) المتعة، وفي الرواية إشارا ت إلىّ، وتصف نرجسيتى، هذه المرأة هى أنا بحماقاتى ونزواتي، بتطرفي فى العشق، فى عشق الوطن، هذه المرأة هي أنا بكل ما أحمل من تناقضات"(10).
في الواقع تظل هذه الكتابات مندرجة تحت مسمى رواية السيرة الذاتية ما لم تصرح كاتبتها بأن هذه الكتابة هي سيرتها الخاصة وما لم يطلع القارئ على حياتها الخاصة، هذا لا يعني أن المرأة تنكفئ على الكتابة الذاتية فقط، بل هناك كتابات نسوية كثيرة في أطر مختلفة، منها كتابة الرواية التاريخية، حيث مساحة السرد الكبيرة، وكم الحكي الهائل والذي يناسب طبيعة المراة الحكاءة، وربما لجات المراة لكتابة التاريخ لمواجهة الاتهام الموجه لها بكتابة الجسد أو الكتابة عن القهر والظلم الواقع عليها، وربما حوت هذه الكتابة ذاتية أيضا من نوع آخر، كأسلوب السرد أو الإسقاط مثلا، ومن أمثال الكاتبات اللاتي كتبن عن التاريخ رضوى عاشورالتي كتبت عن الأندلس وسلوى بكر التي كتبت روايتها البشموري عن مرحلة تاريخية (الفتح العربي لمصر) وهي مرحلة يغفل الكثيرون الكتابة عنها.
الرواية بالنسبة للكاتبة العربية محاولة ضبط لمعايير وجود الإنسان فى الواقع فالمرأة فى محاولتها لرسم عالم أكثر مثالية فإنها ترصد ما فى واقعها من مشكلات غير منضبطة لتجعل من عالم النص رؤية أكثر انضباطا.
ثمة أسئلة لاحت عند كتابة ورقتي البحثية مثل:
*إلى أي مدى تحتاج الرواية العربية إلى توسيع مساحات السيرة الذاتية ؟
*متى ستظهر السيرة الذاتية بعيدا عن السير المعنية بخلق القدوة؟؟
*متى سيمكننا أن ندرك قيمة التجربة الإنسانية – داخل السيرة الذاتية - والإفادة منها في حياتنا؟
*هل يستطيع الكاتب أن يخلق شخصية/ مكانا/ حدثا لا أساس لها/ له على أرض واقعه أو خياله؟؟
***


1 (http://www.alwarsha.com/modules.php?name=News&file=article&thold=-1&mode=flat&order=1&sid=4522#_ednref1)) مستشرق أمريكي، عمل على تحقيق مجموعة من السير الذاتية في بلاد الشام، وجمعها مع آخرين في كتاب "قراءة في السير والسير الذاتية".
2 (http://www.alwarsha.com/modules.php?name=News&file=article&thold=-1&mode=flat&order=1&sid=4522#_ednref2)) محمد معتصم، دراسة "السير الذاتية تعدد وتداخل بين الأجناس" - اتحاد كتاب الإنترنيت العرب.
3) مقولة للدكتور على ليلة، استاذ الاجتماع بجامعة عين شمس، من مقال لإيهاب الحضري، السير الذاتية في الأدب العربي.
4 (http://www.alwarsha.com/modules.php?name=News&file=article&thold=-1&mode=flat&order=1&sid=4522#_ednref4)) خيري دومة، رواية السيرة الذاتية الجديدة " قراءة في بعض روايات البنات في مصر التسعينات، مجلة نزوي، العدد 41
5 (http://www.alwarsha.com/modules.php?name=News&file=article&thold=-1&mode=flat&order=1&sid=4522#_ednref5)) شعيب حليفي، شهادة خيري عبد الجواد، مختبر السرديات بالمغرب، القدس العربي.
6 (http://www.alwarsha.com/modules.php?name=News&file=article&thold=-1&mode=flat&order=1&sid=4522#_ednref6)) في حديث مع نجيب محفوظ - 2003
7 (http://www.alwarsha.com/modules.php?name=News&file=article&thold=-1&mode=flat&order=1&sid=4522#_ednref7)) آمال مختار كاتبة تونسية، ولدت عام 1964، درست العلوم الطبيعية وتشتغل بالصحافة.
8 (http://www.alwarsha.com/modules.php?name=News&file=article&thold=-1&mode=flat&order=1&sid=4522#_ednref8)) آمال مختار: (الذاتية في الرواية) شهادة ضمن الكتاب (الرواية العربية النسائية)، دار الجنوب، ص160
9 (http://www.alwarsha.com/modules.php?name=News&file=article&thold=-1&mode=flat&order=1&sid=4522#_ednref9)) ممدوح النابي، صوت الأنثى .. صوت الذات إشكالية الرواية النسائية، النادي الأدبي، المدينة المنورة
10 (http://www.alwarsha.com/modules.php?name=News&file=article&thold=-1&mode=flat&order=1&sid=4522#_ednref10)) نفس المقال السابق.
المصدر (http://www.alwarsha.com/modules.php?name=News&file=article&thold=-1&mode=flat&order=1&sid=4522)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 04:42 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"حياة قلم"
عباس محمود العقاد
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=013591.pdf)
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 04:46 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"الإعتبار"
محب الدين أبو المظفر أسامة بن مر بن منقذ الكناني
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=011820.pdf)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 04:51 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"سيرة عبد الكريم غلاب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A% D9%85_%D8%BA%D9%84%D8%A7%D8%A8) .. الصوت الشخصي وصوت الجماعة"
الدكتور
شرف الدين ماجدولين
للقراءة على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=19&article=332392&issueno=9843)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 05:13 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"قصة أيامي"
الشيخ
عبد الحميد كشك
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://al-mostafa.info/data/arabic/gap.php?file=islam/pdf/kishk-qeset_ayami-www.al-mostafa.com.pdf)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 09:34 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"سبعون"
ميخائيل نعيمه
http://dc20.4shared.com/img/45497637/3d1a0124/_online.pdf
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/file/45497637/3d1a0124/_online.html?s=1)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.univ-bechar.dz/biblio/recherche/ddd.gif (biblio@mail.univ-bechar.dz)
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 09:58 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
ذكريات لا مذكرات
ثروت أباظة
http://dc44.4shared.com/img/35472723/a085d901/___.pdf
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/file/35472723/a085d901/___.html?s=1)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
23/05/2008, 10:01 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"مذكرات السياسيين والزعماء في مصر"
عبد العظيم رمضان
للحفظ على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.4shared.com/file/39637006/afa0c404/________.html?s=1)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
24/05/2008, 07:58 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"مذكراتي 1889-1951"
عبد الرحمن الرافعي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85% D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%B9%D9%8A)
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/5/51/Abdul_al-Rahman_al-Rafai.jpg/200px-Abdul_al-Rahman_al-Rafai.jpg (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9:Abdul_al-Rahman_al-Rafai.jpg)
للحفظ على الرابط التالي:
المذكرات (http://www.4shared.com/file/33379233/1681a828/_1889-1951__.html?s=1)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
24/05/2008, 08:06 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"مذكرات شاهد للقرن"
مالك بن نبي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83_%D8%A8%D9%86_%D9%86%D8%A8 %D9%8A)
http://www.chihab.net/images/maqalat/05MalekBinnabi.jpg (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9:Abdul_al-Rahman_al-Rafai.jpg)
للحفظ على الرابط التالي:
المذكرات (http://www.4shared.com/file/45355782/ddba5365/____.html?s=1)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
24/05/2008, 08:17 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
http://www.alshirazi.com/images/memorandalabel.gif
كتب مؤلفة في باب أدب مذكرات
للحفظ على الرابط التالي:
المذكرات (http://www.4shared.com/network/search.jsp?sortType=1&sortOrder=1&sortmode=2&searchName=%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA&searchmode=2&searchName=%D9%85%D8%B0%D9%83%D8%B1%D8%A7%D8%AA&searchDescription=&searchExtention=&sizeCriteria=atleast&sizevalue=10&start=0)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
24/05/2008, 08:22 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"ذكرياتي"
طاغور
للحفظ على الرابط التالي:
الذكريات (http://www.4shared.com/file/20403751/95c4baa6/__online.html?s=1)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
24/05/2008, 08:26 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"ذكريات باريس"
الدكتور
زكي مبارك
http://dc43.4shared.com/img/39427974/719680db/___online.pdf
للحفظ على الرابط التالي:
الذكريات (http://www.4shared.com/file/20403751/95c4baa6/__online.html?s=1)
http://www.maktoobblog.com/userFiles/a/l/alsakkaf41/1183528056.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
24/05/2008, 08:44 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"ذكريات عارية"
الدكتور
السيد أبو النجا (http://www.galala.com/rwad.asp?r_id=15)
للحفظ على الرابط التالي:
الذكريات (http://www.4shared.com/file/44036050/3e4379d5/____.html?s=1)
http://www.maktoobblog.com/userFiles/a/l/alsakkaf41/1183528056.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
24/05/2008, 10:09 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"بغداد ذكريات ومشاهدات"
الشيخ
علي الطنطاوي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%86%D8%B7% D8%A7%D9%88%D9%8A)
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/ar/8/80/Ali_Altantawy.jpg (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9:Ali_Altantawy.jpg)
للحفظ على الرابط التالي:
الذكريات (http://www.4shared.com/file/48029950/933111c8/_____.html)

حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
26/05/2008, 05:02 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
حياة أحمد أمين في حياتي
محمد عبد الله محمد الزامل
http://www.neelwafurat.com/images/lb/abookstore/covers/carton/84/84841.gif
يعتبر كتاب«حياتي» للمفكر الدكتور«أحمد أمين» رحمه الله من أمتع كتب السيرة الذاتية التي صدرت خلال النصف الثاني للقرن العشرين ذلك أن المرحوم أحمد أمين بما فطر عليه من حس علمي وتفكير موضوعي دقيق استطاع أن يعرض ويؤرخ لا لمسيرته العلمية والفكرية فحسب، وإنما كان عرضاً حراً ينشال بالحياة ويزخر بالمشاهد والصور قديماً وحديثاً فكان صورة ناطقة لتاريخ جيل وحقبة مهمة من حقب النهضة العربية الحديثة في أواخر القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، وقد عرض فيه لمختلف مراحل حياته وسيرته الفكرية والعلمية مبتدئاً بالبيئة التي ولد فيها ومنتقلاً لدراسته وتعليمه والمناصب الوظيفية والرسمية التي تقلدها وزواجه وأسرته وأحزانه والدراسات الفكرية والعلمية التي حققها ونشرها عابراً أثناء ذلك أجواء التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمجتمع المصري مسجلاً خلاله لملاحظاته العميقة والهادفة على مختلف مناحي الحياة وجوانبها، ثم مرحلة الإحالة على المعاش والمرض وما انتهى إليه من فلسفة في الحياة والأحياء، كل ذلك بأسلوب علمي مبسط مشرق خال من الحشو والتعقيد.
ولادته:
ولد أحمد أمين في الأول من شهر أكتوبر لعام 1886م، أي بعد الاحتلال البيرطاني لمصر بأربع سنوات وهي فترة مضظربة أشد الاضطراب في التاريخ المصري الحديث واستمر أثرها طويلاً في الأحداث التالية لهذا الاحتلال.
والده:
والده هو الشيخ إبراهيم الطباخ وفيما بعد فقد ضاعت نسبته إلى الطباخ واشتهر باسمه الأول وهو أحمد أمين فقط وهو في الأصل من بلدة سخراط من أعمال البحرية وينتمي لأسرة من الفلاحين المصريين إلا أن مظالم السخرة وظلم تحصيل الضرائب أخرجه هو وأخوه الأكبر من بلدتهما تاركين أطيانها حلاً مباحاً لمن يستولي عليها ويدفع ضرائبها، وقد سكن الأخوان في بيت صغير في حارة متواضعة في حي المنشية بقسم الخليفة في القاهرة وهو أكثر أحياء القاهرة عدداً وأقلها مالاً وأسوأها حالاً، وسرعان ماصار الأخ الأكبر صانعاً كسوباً ووجه أخاه الأصغر أبو أحمد أمين إلى التعليم في الأزهر حيث تقدم في دراسته الأزهرية وعمل مصححاً بالمطبعة الأميرية ببولاق أحياناً ومدرساً في مدرسة حكومية وإمام مسجد، وكان يحب نسخ وجمع الكتب المختلفة من تفسير وفقه وحديث وكتب اللغة والأدب والتاريخ مما كان له أثر كبير في بذور الثقافة الأولى التي تلقاها أحمد أمين وتركت في نفسه أثراً مفعماً وعميقاً.
بيته وحارته:
كان بيت أحمد أمين هو أول مدرسة تعلم فيها دروس الحياة وكان طابع البيت البساطة والنظافة، وكان البيت محكوماً بالسلطة الأبوية المطلقة وكان اهتمام الأب بتعليم أبنائه فائقاً تشم رائحة الدين في البيت ساطعة زكية، ويربي الأب أبناءه تربية دينية ملتزمة منتظمة فيوقظهم لصلاة الفجر ويراقبهم في أوقات الصلوات الأخرى ويسائلهم متى صلوا وأين صلوا ويصوم رمضان ويزكي ويحج البيت الحرام، وعن هذه المرحلة يتحدث أمين بقوله: «وبعد فما أكثر ما فعل الزمان لقد عشت حتى رأيت سلطة الآباء تنهار وتحل محلها سلطة الأمهات والأبناء والبنات واصبح البيت برلماناً صغيراً ولكنه برلمان غير منظم ولا عادل فلا تؤخذ فيه الأصوات ولا يتحكم فيه الأغلبية ولكن يتبادل فيه الاستبداد فأحياناً تستبد فيه الأم وأحياناً البنت أو الابن قلما يستبد الأب وكانت ميزانية البيت في يد صراف واحد فصارت في أيدي صرافين وتلاعبت بها الأيدي وكثرت مطالب الحياة وتفرعت ولم تجد واحداً يعدل بينها ويوازن بين قيمتها فتصادمت وتخاصمت وكانت ضحيتها سعادة البيت وهدوؤه وطمأنينته.
وكانت الحارة التي نشأ فيها هي مدرسته الثانية وينتقل بنا الأستاذ أحمد أمين إلى عرض نابض بالحياة للحارة التي قضى طفولته ومراهقته فيها حيث كانت الحارة تمثل الحياة القاهرية المصرية في صميم واقعها قبل أن تغزوها المدنية المعاصرة حيث تمثل في تركيبتها السكانية الواقع الطبقي للمجتمع المصري آنذاك، وما يصاحب هذا الواقع من أخلاق وسلوكيات وأنماط معيشية واقتصادية وترفيهية.في الكُتاب: يذهب أحمد أمين في طفولته المبكرة إلى الكُتاب لتعلم القراءة والكتابة ويحفظ القرآن، ولا يخفى على القارئ المرارة في حديث الأستاذ عن هذه الكتاتيب حيث كانت تقوم في أماكن كئيبة ومظلمة وتمارس في التعليم أساليب عقيمة من ضرب وتعليق وزجر ونهر تميت الروح والجسد وتؤدي في النهاية إلى كره الطفل للعلم والتعليم وتنفيره منه بل الخروج من الكُتاب إلى غير رجعة ثم ينتهي من ذلك كله إلى مقارنة بين تعليم الأطفال في سن طفولته والتعليم الحديث في رياض الأطفال حالياً والفرق الشاسع والبون العظيم بين العمليتين والتربويتين على أنه يخشى أن يكون هناك إفراط في الخشونة في أيامه وإفراط في التنعيم على أيام أبنائه.
في المدرسة والأزهر:
خرج أحمد أمين من الكتاتيب الكريهة كما دعاها ذات الأساليب العقيمة إلى المدرسة الابتدائية حيث دخل مدرسة «أم عباس» أو كما تدعى رسمياً « والدة عباس باشا الأول» وكانت مدرسته نموذجية بنيت على أحدث طراز وأجمله، حيث ارتدى أحمد أمين بدلة حديثة بدلاً من الجلبات وطربوشاً عن الطاقية وأحس علو القدر ورفعة منزلته عمن كان يختلط بهم من تلاميذ الكتاب وأبناء الحارة، وكان التعليم في المدرسة يتم وفقاً لأحدث الأساليب التربوية آنذاك حيث تعلم فيها الجغرافيا والتاريخ والحساب واللغة الفرنسية، على أنه صرف عن التركيز على دروسه المدرسية بما أعده له أبوه من برنامج غريب ومتناقض محتواه العلوم التقليدية من نحو وصرف وبلاغة ... الخ، مبعثه حيرة الوالد في مستقبل ابنه هل يوجهه إلى التعليم الديني في الأزهر أم التعليم المدني من ابتدائي إلى الثانوي ثم إلى الجامعة وهو برنامج مرهق صعب التحمل لتناقضه وإرهاقه النفس والبدن وعدم القدرة على الجمع بينها، وعلى كل حال يمضي أحمد أمين أربع سنوات حافلة في هذه المدرسة ثم يستخير الوالد الله سبحانه ويخرجه من المدرسة إلى الأزهر.وهاهو ذا أحمد أمين في الرابعة عشر من عمره يلبس القباء والجبة والعمة والمركوب بدل البدلة والطربوش والجزمة ويكون منظراً غريباً على من كان يراه سابقاً بملابسه الحديثه مما سبب له ضيقاً وخجلاً وإحراجاً ويحس بالعمامة تقيده وتمنعه من المرح واللعب والجري وبأنه شاخ قبل الأوان والطفل إذا تشايخ كالشيخ إذا تصابى كلا المنظرين ثقيل بغيض كمن يضحك في مأتم أو يبكي في عرس.
ويصل إلى الأزهر استعداداً للدرس وطلب العلم حيث يرى حلقات الطلاب مستديرة أمام كل شيخ والشيخ يقرأ ويفسر ويقرر والطلاب منصتون أو يجادلون الشيخ فيما لا يفهمون، ويخرج إلى صحن الأهر فيراه سماوياً غير مسقوف ومبلطاً غير مفروش والخبز منشور على الملاءات ليجف، ويعقد أحمد أمين مقارنة حزينة في ذات نفسه بين مدرسته القديمة والأزهر الجديد عليه، ثم يصف نظام التعليم بالأزهر آنذاك وكان نظاماً حراً لا يعني بالطالب فيه وشأنه فإذا لم يرزق بمرشد يرشده غرق في هذا البحر الذي لا ساحل له إذ لا حضور ولا غياب ولا امتحانات ولا يسأل أحد الطالب ماذا صنع وكان توقيت الدروس بمواقيت الصلوات.وفي الأزهر يتعرف على شخصية المصلح الشيخ محمد عبده رحمه الله ويتأثر بآرائه الإصلاحية ولو أنه حضر دروسه لمدة قصيرة.
في طنطا والإسكندرية:
لم يمكث احمد أمين في الأزهر سوى سنوات معدودة أحس بعدها بظلام المستقبل وطول الطريق بغير جدوى، وهاهو يحاول أن يعثر على وظيفة مدرس بطنطا فيتقدم إليها ويسافر إلى طنطا باكياً شاكياً من فراق بيته وأهله ويتعثر الفتى في طنطا وتظطرب أموره وتفكيره فيستقيل ويعود إلى القاهرة بعد شهر ويسجل احمد أمين عجبه من مقارنة حاله وابنائه في سنه تلك حيث يسافرون ويعودون فرحين مغتبطين غير عابئين بشيء فيعجب لسرعة تطور الجيل في الزمن القصير.وبعد سنتين من سفره إلى طنطا يعثر على وظيفة مدرس في الإسكندرية بمدرسة«راتب باشا» وقد كانت هذه الخطوة نقطة تحول في حياته إذ التقى في الإسكندرية بمعلمه الثاني بعد أبيه الشيخ عبدالحكيم بن محمد وكان شيخاً مدرساً فاضلاً ذا بصر وخبرة بالدين والدنيا وأهلها ومن ثم استفاد من شيخه فوائد جمة وأخرجته صحبته له من عادات وأفكار كثيرة، وتعلم الدنيا التي ليست في الكتب وبالجملة فقد كانت فائدته من أستاذه كبيرة في مستقبل حياته.
في مدرسة القضاء الشرعي:
في عام 1907م تقرر افتتاح مدرسة القضاء الشرعي بعد اقتراح ذلك من قبل المصلح الشيخ محمد عبده رحمه الله لتخريج قضاة شرعيين مؤهلين تأهيلاً علمياً حقيقياً وصالحين للغاية من إعدادهم وتقدم أحمد أمين إلى المدرسة وتم قبوله بعد لأي لقصر نظره، ويدرس العلوم الإسلامية والفقهية والبلاغة والأدب والتاريخ إلى جانب العلوم الحديثة كالجغرافيا والعلوم والحساب والهندسة ويقضي فيها أربع سنوات في القسم العالي وينجح بتفوق بعد امتحان عسير لا رحمة فيه ويعين معيداً في مدرسة القضاء بعد تخرجه فيها بعد أن عين قاضياً في الواحات لمدة قصيرة حلاً لمشكلته المزمنة مع قصر النظر، ولعل أهم ما استفاد في مدرسة القضاء هو تعرفه وتأثره بشخصية مشهورة من شخصيات عصره هو عاطف بك بركات ناظر مدرسة القضاء، فقد وجد فيه الأبوة الروحية الحقيقية نظراً لما اشتهربه عاطف بك من حزم وبصيرة ورؤية نافذة هذا مع التزام الحق والعدل حتى في أمس الظروف وأحلكها، خاصة أن أحمد أمين قد عين معيداً في مادة الأخلاق التي كان يدرسها عاطف بك وبذلك توثقت العلاقة أكثر بين الأستاذ وتلميذه وخلال هذه المرحلة أحس بحاجته الشديدة إلى تعلم لغة أجنبية تكون معيناً له على استكمال ثقافته وانفتاحه الحضاري وبناء شخصيته العلمية ولينظر إلى الدنيا بعينين لا بعين واحدة.
يتعلم اللغة الإنجليزية:
ابتدأ أحمد أمين تعلم الإنجليزية وهو شاب في السابعة والعشرين بعد أن جرب حظه في تعلم الفرنسية فأخفق، وابتدأ بالكتب الدراسية في مدرسة برلتز ثم انتهى به المطاف إلى سيدة إنجليزية في الخامسة والخمسين من عمرها تدعى «مس بور» قضى معها بضع سنوات ووجهت إليه كامل عنايتها من الناحية التعليمية ومن الناحية التربوية حيث عنيت بتدريب ذوقه وإحساسه بالجمال والطبيعة من حوله وكانت تردد عليه دائماً « تذكر انك شاب» إلا أن هذه السيدة الفاضلة قد أصيبت بمرض عقلي رحلت على أثره إلى بلادها وانقطعت علاقته بها منذ ذلك الحين وقد وفق بعد ذلك في معرفة سيدة إنجليزية شابة وزوجها فكان يعلمها العربية وتعلمه الإنجليزية وتغذي أحاسيسه برقتها وصفائها وطهارتها، واجتاز هذه المرحلة فصار وكما قال بعد أن كان ينظر بعين صار ينظر بعينين، واستفاد من ذلك بسعة الأفق والسياحة الحضارية في الثقافة العالمية وانعكس ذلك وكان أثر ذلك واضحاً جلياً في أسلوبه المباشر المشرق البسيط.
المدارس الفكرية وبدايات النشر:
ثم يستطرد الأستاذ أحمد أمين في تجاربه الحياتية حيث يجمعه القدر ببعض الخريجين من جامعات فرنسا وجامعات بريطانيا حيث يستفيد من تجاربهم وخبراتهم ويشاركهم في أحاديثهم وأفكارهم فتكون مائدة من طعوم مختلفة ويتم الاتفاق بينهم على تأليف لجان متعددة تعنى بشؤون مصر المختلفة تبحث أوضاعها فلجنة للناحية السياسية ولجنة للنواحي التعليمية وهكذا... وعصفت الأحداث بهذه اللجان الواحدة تلو الأخرى ولم يثبت منها سوى لجنة التأليف والترجمة والنشر والتي كانت مناراً مضيئاً في سماء الثقافة والعلم لا في مصر وحدها بل الشرق العربي كله.
زواجه وأسرته:
ثم يتحدث بعد ذلك عن الزواج وتجربته الحياتية والوجدانية مع هذا الحدث الهام في حياة كل إنسان واصفاً كيف كان الزواج في بيئته وطبقته في ذلك الزمان وما لقيه من العنت والمشقة حتى وفق أخيراً إلى الزوجة التي ارتضاها ورضته وكيف وقفت عمته وزيه الديني عائقاً في سبيل زواجه نظراً لقصور نظر الكثرين وتركيزهم على المظهر دون المخبر.وحياته الزوجية بصورتها الإجمالية اليومية ورأيه في كثرة النسل وقلته وما يؤدي إليه ذلك من رقي الأمم وتأخرها وكيف تغلب رأي الزوجة ومعارفها على رأيه من ناحية كثرة الأولاد، وكذلك بعض المشاكل الأسرية كمشاكل الخدم وما لقي منها وكيفية التعامل مع السيدات وأن العقل والمنطق الخاص هو آخر ما يتم التفاهم به معهن وذلك لغلبة العاطفة والشعور والإحساس على تكوين المرأة.ويقوم بتربية أولاده ويعني بالولد الأول لظنه بأنه سوف يكون قدوة لبقية أخوته وكيف كان قاسياً في تربيته لأولاده الأولين ثم كيف تغيرت معاملته لهم بالزمن وأنه لم يجد فرقاً يذكر بين أولهم وآخرهم.
أحمد أمين والحركة الوطنية:
شارك أحمد أمين كمعظم أبناء جيله في الأحداث السياسية التي عصفت بمصر بعد الحرب العالمية الأولى إبان مراحل الكفاح الوطني ضد الاحتلال الإنجليزية كما شارك بفعالية وحماسة في هذه الحركة الوطنية وعن طريقها تعرف إلى معظم القياديين الوطنيين إبان تلك المرحلة من تاريخ مصر. كسعد باشا زغلول وعاطف بك بركات وغيرهم ولا تمر تلك المرحلة من حياته بسلام فها هو ينقل من مدرسة القضاء بعد أن كان أستاذاً بها إلى القضاء قاضياً شرعياً بمحكمة قويسنا الشرعية ومع ذلك فلم يستمرئ القضاء ولم يسعد به فكل ماكان يمر به ويراه أرحام تقطع وأسر قد خرجت وقد استفاد من عمله في القضاء الدراسة الاجتماعية ومشاكلها، وكان لا يعول في أحكامه القضائية على مرافعات المحامين وتزويقهم وإنما يعمد إلى حل المشاكل الأسرية من أطرافها مباشرة ومن ثم معالجتها بالنصح والتوفيق والصلح أو بالفراق إذا لم يكن جدوى من الصلح.ثم يعلق على منصب القضاء الشرعي بما يحلو له من ملاحظات واستنتاجات عقلية واجتماعية استوعبها عقله الذكي الحساس أثناء فترة عمله قاضياً لأربع سنوات متتالية.
أحمد أمين والحياة الأكاديمية:
توفي والد الأديب أحمد أمين وهو قاضٍ شرعي ومن بعده أستاذه الروحي عاطف بك بركات وبنفوذ صديقه «طه حسين» عميد الأدب العربي يعين الأستاذ أحمد أمين أستاذاً بكلية الآداب بالجامعة المصرية، ويدخل بذلك إلى العالم الأكاديمي، وهو عالم غريب عليه كل الغرابة إذ بدأ حياته العلمية أزهرياً ومن ثم أتم دراسته في دار القضاء وعمل في التدريس فيها قاضياً وهاهو ذا يحتل مكانه كأستاذ في كلية الآداب بين أساتذتها المصريين والإنجليز والفرنسيين والبلجيك وينتظم في سلكهم ويلاحظ اضطراب الجو الدراسي وكون النسيج الجامعي مهلهلاً في كلية الآداب وهو يستفيد من تجاربه الأكاديمية من حيث الكيف والكلم ويلاحظ أجواء الصراع في الكلية وتداخل السياسة والعلم.
ثم تحدث أعجوبة في حياته على حد تعبيره إذ يعين عميداً لكلية الآداب ويغرق حتى لجة رأسه في الأعمال الإدارية الروتينية فحتى شراء مكنسة يعرض عليه ويظل عميداً للكلية لمدة سنتين ثم يحدث مايسبب استقالته من العمادة فيستقيل ويعود إلى عمله العلمي بين الكتب والبحث العلمي.وإذ ذاك تسفر له الحياة عن وجه قبيح من وجوهها المتعددة من إنكار للجميل والطعن في الظهر والتنكر لرابطة الأستاذية التي يراها رحمه الله من منظوره الخاص أقوى الروابط وأجلها بين الناس، وكان ذلك درساً من دروس الحياة لا ينسى.
وأثناء عمله بكلية الآداب يقوم برحلات متعددة إلى العراق والشام ويمر بتلك الديار وهي في طور النهضة العربية الحديثة والانعتاق من ربقة المستعمر البغيض ويسجل انطباعاً ومشاهداته عن تلك الأقطار ولا ينسى أن يسجل آلامه لتخلف بلاد العرب وعدم استغلالها لثرواتها قدراتها نحو النهضة وما تعانيه من أدواء وأمراض في الاقتصاد والأخلاق والمجتمع والساسة ويسجل ما يراه من اقتراحات علمية وواقعية لتطوير بلاد العرب والنهوض بها نحو الرقي والأخذ بأسباب الحضارة.
ويزور أوربا بعد ذلك ضمن وفد مصر إلى مؤتمر فلسطين باقتراح من صديقه الأستاذ العلامة أحمد لطفي باشا السيد وزير الخارجية المصرية آنذاك، ويسافر ويركب الطائرة لاول مرة في حياته فيصف انطباعه ومشاعره آنذاك ويصل إلى لندن وتبدأ المفاوضات ويتقدم فيجد نفسه على المائدة أمام مستر بيقن وزير خارجية بريطانيا ومعه وزير المستعمرات البريطاني وتنتهي المفاوضات من دون نتيجة تذكر، وتكون فرصة للأديب والعالم أحمد أمين ليزور بريطانيا ويتعرف على جوانب الحياة فيها والنواحي السلبية والإيجابية لهذه البلاد ولا ينسى أن يسجل إعجابه بالتنظيم الدقيق لحياة الإنجليز والروح الديمقراطية التي يتميز بها هذا الشعب الحضاري، وتلك الحياة الهادئة المنظمة المريحة التي يحيونها ولا يفوته أن يسجل تعجبه واشمئزازه من هذا التباين الصارخ بين حياة الإنجليز في بلادهم وسياستهم في المستعمرات.
المصدر (http://www.suhuf.net.sa/2001jaz/aug/20/cu3.htm)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
26/05/2008, 05:14 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
الحقيقة الملتبسة
ضمن منشورات شركة النشر والتوزيع المدارس - الدار البيضاء، في المغرب صدر كتاب جديد بعنوان:
"الحقيقة الملتبسة: قراءة في أشكال الكتابة عن الذات"
لصاحبه
محمد الداهي
الباحث والناقد المغربي المعروف الذي صدر له من قبل عدة كتب تربوية ونقدية، منها:
- القراءة المنهجية للنص الحكائي، دار وليلي ط1، 1996.
- عبد الله العروي: من التاريخ إلى الحب، الفنك، ط1 ،1977.
- دينامية الإقراء: أوراق عبدالله العروي مثالا، دار وليلي، ط1، 1997.
- التشخيص الأدبي في رواية الفريق لعبد الله العروي، دار الأمان، ط1 - 2005.
- سيمائية الكلام الروائي، منشورات المدارس، ط1، 2005.
يقع الكتاب في حوالي 200 صفحة (حجم متوسط)، ويتكون من ستة فصول ومقدمة وخلاصة، وتكمن أهمية الكتاب في تبني مرتكزات مشروع فيليب لوجون إطارا نظريا، وتطعيمه باجتهادات باحثين آخرين (أمثال فاصون كولونا وداريوسيك ماري) من أجل إطار نظري ومنهجي وتحليلي يستوعب مختلف أشكال الكتابة عن الذات، كما يضطلع الكتاب بهدف تصنيفي يقوم بموجبه الباحث بإعادة تصنيف نصوص اشتهرت إما بانتمائها إلى أدب الرحلة أو السيرة الذاتية.
فصول الكتاب:
- الفصل الأول : منابع الحداثة في المشروع السيرذاتي لابن خلدون (صص19-56).
- الفصل الثاني: السندات السير ذاتية (صص57-74).
- الفصل الثالث: محكي الحياة النسائية (صص75-108.
- الفصل الرابع: شعرية التشخيص في المشروع السير ذاتي لمحمد شكري (صص109-119).
- الفصل الخامس: الذات وظلالها (صص120-156).
- الفصل السادس: منزلة "التخييل الذاتي" في المشهد الأدبي 'صص157-184).
وقد قدم الباحث لكتابه هذا بمقدمة ابرز من خلالها السياق الخاص للاهتمام بأشكال الكتابة عن الذات (اتساع دائرة الكتابة عن الذات والاهتمام بالتجارب الفردية وعدم اهتمام الدراسات النقدية العربية بها) والسياق العام الموضوعي (اهتمام وسائل الإعلام الغربية بهذه الأشكال ، ووجود هامش ديموقراطي، وما شهده التعليم من انتشار، وشيوع المدونات )، كما اختتم الباحث كتابه بمجموعة من الخلاصات، لعل أهمها، اعتبار كتاب ابن خلدون "التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا" مشروعا سيرذاتيا حداثيا، وتثمين دور السندات في إضفاء طابع مرجعي وتخييلي على السير الذاتية الذهنية، مع تحديد أسباب ضعف أدبية محكي الحياة، ممثلة في ضعف الوظيفة الشعرية وقوة الوظيفة المرجعية.
كما وضح الكتاب أن المشروع السير ذاتي لدى محمد شكري قد عرف طفرة نوعية تجسدت في الانتقال من "استراتيجية المعيش" إلى "استراتيجية التخييل"، وتوصل الباحث إلى أن قراءة الأعمال السيرذاتية والروائية عند عبد الله العروي تستلزم مقاربة نسقية تأخذ بعين الاعتبار التساند الحاصل بين أعمال العروي الإبداعية جميعها، وانتهى إلى إعادة تصنيف دليل العنفوان ، لعبد القادر الشاوي، ومثل صيف لن يتكرر، لمحمد برادة، بإخراجهما من دائرة السيرة الذاتية إلى دائرة التخييل الذاتي.
ومن هنا يتضح لنا، إن كتاب "الحقيقة الملتبسة" لمحمد الداهي، يأخذ قيمته من تحليله لعينات من المشاريع الذاتية القديمة والحديثة، وفق منظور يقوم على تثمين هذه الأشكال، ويطالب بمقاربتها وقراءتها اعتمادا على خصوصياتها التلفظية
والموضوعاتية والشعرية والوظيفية.
المصدر (http://atmanimiloud.blogspirit.com/tag/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%AF%D8%8C+%D8%A7%D9%84% D8%B3%D9%8A%D8%B1%D8%A9+%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D 8%AA%D9%8A%D8%A9+%D8%8C+%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AE%D 9%8A%D9%8A%D9%84+%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D8%AA%D9 %8A%D8%8C+%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D8 %AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9%D8%8C+%D8%A7%D8%A8%D9%86+%D8 %AE%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%86+%D8%8C)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
29/05/2008, 08:01 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"سيرة (أديـب) لطه حسين بين الذاتي والغيري"
الدكتور
جميل حمداوي
للحفظ على الرابط التالي:
السيرة الذاتية (http://www.marocsite.com/ar/modules/news/article.php?storyid=346)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
29/05/2008, 08:26 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
مع الكاتبة المغربية الزهرة رميج في حلقة نقديةبمختبر السرديات:
"أخاديد الأسوار"
بين الرد بالكتابة والتخييل الذاتي
• مونى تيموياس
اعترافا منه بأهمية الكتابة النسائية ودورها في التعريف بقضايا المرأة والمواضيع التي تشغلها، ورغبة في التعرف على خصوصية هذه الكتابة على المستوى الموضوعاتي و الأسلوبي؛ نظم مختبر السرديات يوم الخميس 15 ماي 2008 برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء، جامعة الحسن الثاني المحمدية، ندوة علمية تحت عنوان "فاكهة الكتابة" في لقاء مع الكاتبة المغربية الزهرة رميج باعتبارها واحدة من الكاتبات اللواتي اتخذن من الكتابة وسيلة للتعبير عن الذات الفردية والجماعية، ومتنفسا لمواجهة الصمت.
والمتتبع للساحة الأدبية سيلمس التطور الذي عرفته الكتابة النسائية، خاصة في السنوات الأخيرة، حيث برزت إلى الوجود أعمال ناضجة على مستوى الكم والكيف معا، وهذا دليل على إصرار المرأة على إثبات الذات ورغبتها في التمتع بكامل هويتها.
وبالعودة إلى الزهرة رميج نجدها قد أثبتت بالفعل مكانتها وقدراتها الأدبية، وذلك من خلال سلسلة الأعمال الإبداعية التي أنتجتها خاصة في السنوات الأخيرة، وهي أعمال لم تبق مقيدة داخل جنس أدبي واحد، بل وجدناها تنفتح على القصة القصيرة والرواية والترجمة.
وهذا ما يكسب عنوان هذا اللقاء "فاكهة الكتابة" أهميته من حيث دلالته على خاصية التنويع والغنى الذيي يميز كتابة رميج، غنى يمكن لمسه أيضا داخل نصوصها على مستوى الأسلوب.
هكذا إذن تم افتتاح اللقاء بكلمة رئيس الجلسة بوشعيب الساوري الذي أعرب عن سرور مختبر السرديات باستضافة هذه الكاتبة للمرة الثانية، مشيرا إلى أن الكتابة عندها ليست ترفا فنيا بقدر ماهي مسؤولية وموقف من العالم،يقاوم الغربة والنبذ والإقصاء مدافعا عن القيم الإنسانية النبيلة يبعثها ضوءا ينير به ظلام العالم.
ثم قدم الساوري بعد ذلك، نظرة موجزة تبرز خصوصيات الكتابة في أعمالها الإبداعية:
في مجموعة أنين الماء هناك تصريف لكثير من المواقف في قالب حكائي تتلخص في الانتصار للجوهر الإنساني من خلال الاحتجاج على المظاهر السالبة لحرية الإنسان وكرامته.
في مجموعة نجمة الصباح يتحقق الإنصات اليومي ومفارقاته بوعي متمسك بالقيم النبيلة المفتقدة، راصدا لتحولات المجتمع السلبية بوعي ينشد الكونية والإنسانية، مع التركيز على شخصيات مثيرة، تعيش صراعا بين قيم الخبر والشر، في قالب يعانق العجائبي.
أما رواية "أخاديد الأسوار" فإنها تنفتح على ما هو حميمي وما ترتبط به من أحاسيس وعواطف خاصة بالفقد، من خلال التجربة السجنية للأقارب مع حضور قوي للجسد المعذب الحزين المشتاق، بلغة سردية مونولوجية تتلون بالبوح والمكاشفة والهمس، رواية تمتزج بالتخييل الذاتي مع استطرادات كثيرة يفرضها وضع الساردة المأزوم.
أسلوبية التخييل الذاتي
الورقة النقدية الأولى بعنوان "أخاديد الأسوار أو انبعاث الفينق :الأسئلة الانطولوجية والاجناسية والأسلوبية" ساهم بها الناقد والباحث عثماني الميلود استهلها بالإشارة إلى أهمية ودلالة هذا الانتشار الواسع للكتابة عن الذات، في الأدب المغربي المعاصر، مبرزا أن ذلك نابع من الحاجة الماسة لدى كتَّابِ هذا الصنف من الكتابة، في تقديم صورة عن الذاكرة والحاضر والهوية وفق رؤية منبثقة من التصورات الذاتية والأحاسيس والمواقف الخاصة.
وقد ركز الباحث، في عرضه، على ثلاثة جوانب أساسية ذات طبيعة تصنيفية ووجودية وأسلوبية (الانتماء الأجناسي لـ"أخاديد الأسوار"، والمحتوى الوجودي، وعينة من الخصائص الأسلوبية )، وأكد أن "أخاديد الأسوار" للزهرة رميج، تندرج ضمن خانة "التخييل الذاتي" لتغليب البرنامج التخييلي على البرنامج الأوطوبيوغرافي، وذلك من خلال تعميق الهوة بين مضمون الذكريات وشكل الكتابة، وعليه، فإن "الأخاديد" هي تخييل ذاتي يعاد من خلاله بناء الهوية الذاتية، عبر الإجابة عن سؤال: من أكون؟ وبناء الصور الغيرية، والإجابة عن سؤال: من كان؟ مع التأشير إلى نهاية التاريخ وصبغه برؤية طللية تراجيدية .وقد توقف المتدخل، أيضا، عند مجموعة خصائص أسلوبية وجمالية، تميز "أخاديد الأسوار"، وهي التفصيل والتفاصل، والتقصيص والتقاصص، وتعدد الخطابات المتخللة، والنزعة المنولوجية، ليختتم مداخلته بالإشارة إلى أن "أخاديد الأسوار" للزهرة رميج، هو نص ينضاف إلى رأسمال التخييل الذاتي المغربي، مسهماً بذلك في تمتيع التعبير الأدبي الذاتي بأقصى درجات التجنس واتساع المعنى.
الكتابة والمقاومة
الورقة النقدية الثانية تدخل بها الباحث والناقد إدريس الخضراوي مؤكدا فيها أنه مهما يكن الاجتهاد الفكري الذي تقدمه الزهرة رميج في هذه الرواية الاستعادية، فإن أخاديد الأسوار هي إضافة حقيقية للمنجز الروائي المغربي المعاصر، خاصة ذلك المتن الخاص منه، والذي اضطلع بتعرية الأوهام، وإضاءة القسوة التي تجرعها جيل بأكمله في سبيل الإيمان بالتغيير.
لذلك فالظروف الصعبة التي كابدها هؤلاء المناضلون، ومنهم زوج البطلة الساردة في هذه الرواية، هي التي أملت على الكاتبة تمثيلها بهذه اللغة الشاعرية المتدفقة التي ترحل بها إلى مهاد بعيدة تلامس فيها التجربة في صفائها وقوتها، وأعتقد أن هذه الإضاءة التي تنجزها الرواية تمثل ملمحا من ملامح الكتابة الاستعادية، حيث صورة ما هو غائب مختلطة مع أشياء وأحداث راهنة، تمثل مصدرا أساسيا للفهم، والبئر التي ننهل منها ماء الحياة نفسها.
وقبل اختتام هذا اللقاء تدخل عدد من المناقشين من بينهم:
شعيب حليفي الذي أبدى بعض الملاحظات حول الرواية حيث أدخلها ضمن التخييل الذاتي الجمعي، مقترحا مصطلح الثأر بالكتابة بدل الرد بالكتابة، وأكد في الأخير على مغربية الرواية، لأنها حافظت على الهوية المغربية على مستوى الصوت والموضوع.
وفي إطار مسألة التجنيس تدخل كل من سالم الفائدة وإبراهيم أزوغ، وتساءل الأول عن الحدود الفاصلة بين الرواية والتخييل الذاتي، ودور هذا الأخير في الدفع بعجلة الكتابة المغربية نحو الأمام، في حين دعا الثاني إلى ضرورة تحديد نسق مفاهيمي يمكننا من التمييز بين النوعين.
ثم تدخلت سلمى براهمة مستفسرة عن مدى وعي الكاتبة زهرة رميج بالشكل الأدبي الذي تكتب ضمنه،وهل يفترض في الكاتب أن يكون واعيا بذلك؟ ثم تطرقت لخاصية التفصيل والتفاصل التي اعتبرها الناقد عثماني سمة مميزة للتخييل الذاتي، واعتبرت أنها ليست كذلك لأننا نلمسها في أجناس أخرى، كما تدخل الطاهر محفوظي طارحا سؤال: لمن نكتب؟ متحدثا عن تجربته في روايته "أفول الليل".
وفي الأخير تدخل أنيس الرافعي الذي عبر عن اندهاشه من النزعة الشيزوفرينية للكاتبة وقدرتها على الكتابة في مجال القصة والرواية معا، ودعا إلى تغيير مصطلح "الثأر بالكتابة" لأنه يغفل الجانب الجمالي في النص.
وفي الختام أعطيت الكلمة للكاتبة الزهرة رميج التي مهدت لشهادتها ببعض الإجابات، مؤكدة على البعد الإنساني لكتابتها، وعن عدم فرضها لقوالب جاهزة.
شهادة الزهرة رميج
لا أفكر في الكتابة قبل الكتابة، غالبا ما تطرح علي أسئلة مثل:
- لماذا التنوع في الكتابة؟
- لماذا هذا التشتت الذي لا يسمح بخلق التراكم في جنس واحد، ولا يساعد على تثبيت الأقدام فيه؟
- هل الكتابة القصصية مجرد قنطرة للعبور إلى الرواية؟
أسئلة أستغربها أحيانا، لكوني لا أزال في بداية طريق الكتابة، ولكنها تجعلني أتأملها بعمق لمشروعيتها، خاصة وأنا أدرك أن الكتابة ليست عندي بنفس تراتبية النشر كما يبدو للمتتبع.
فقد كتبت القصة، والقصة القصيرة جدا، والرواية في وقت متزامن، قبل نشر أول عمل لي، ذلك أني لا أفكر في الكتابة قبل الكتابة، لا أفكر فيها بشكل واع ومعقلن يدفعني إلى وضع قوالب معينة يتعين علي ملؤها والالتزام بحدودها التزاما صارما.
لا أتحكم في الكتابة بقدر ما تتحكم في، فهي من تفرض نفسها وأشكالها حسب المواضيع والحالات النفسية والظروف المحيطة، لا أسعى عادة، إلى النص ولا أجلس إلى طاولة الكتابة بنية مبيتة للكتابة أو للتمرين عليها يوميا، لضمان استمراريتها، ذلك أن الكتابة قد تتمنع علي لفترة طويلة، و لكنها عندما تعود تنهمر انهمار الغيث، ولهذا غالبا ما تكون ولادتي الإبداعية غير عسيرة، ولا قيصرية، فأنا لا أفرض نفسي عليها وإنما أستجيب لندائها فحسب. آنذاك، تخرج الكتابة في قالب قصة قصيرة أو قصيرة جدا أو رواية، ولا أسعى أبدا، إلى قمع الشكل الذي تفرض به الفكرة نفسها، بل إن الأشكال تتمرد أحيانا،على إرادتي وتخرج بالطريقة التي تريدها هي لا أنا، وهذا ما حدث فعلا، مع كتابتي لرواية أخاديد الأسوار التي انطلقت في شكل قصة قصيرة في البداية، فإذا بها تنحرف في اتجاه الرواية، أسعد بالمولود كيفما كان، شرط أن يكون جميلا ولا يحمل إعاقات بارزة على الأقل.
فالإبداع بالنسبة لي بستان رائع تتجاور فيه الورود والأزهار بكل أشكالها وألوانها، والمبدع هو النحلة التي لا تحرم نفسها من رحيق الأزهار التي تغريها وتناديها لكي تظل سجينة نوع واحد منها فقط.
وما يجعلني لا أفكر كثيرا، في ضرورة الاقتصار على جنس إبداعي واحد هو اعتقادي بوجود ما يوحد فعل الكتابة رغم تنوعها، ذلك أن هناك منظومة فكرية واحدة تنتظم داخلها، فكيفما كانت طبيعة العمل الإبداعي، فإنه ينطلق دائما، من مفهوم محدد للكتابة ألا وهو الانحياز لجوهر الإنسان وللفضح والتعرية والإدانة، فأنا من الذين يؤمنون بتأثير الكلمة مهما كان ضئيلا، وبدور المبدع في الارتقاء بالإنسان ومسؤوليته باعتباره يتميز بالوعي ومجبولا على الحرية والسعي نحو الجمال والكمال، لذلك أعتقد أن العمل الإبداعي لا بد أن يحقق للقارئ إلى جانب المتعة الفنية - التي لا حديث عن الإبداع بدونها - حدا أدنى من المعنى.
كما أومن أن الكاتب هو نتاج عصره وظروفه وعليه أن يكون شاهدا على هذا العصر وأن يتفاعل معه وينشغل بأسئلته الحارقة. لا أثق كثيرا في مقولة: الكاتب الذي يكتب للمستقبل فقط، أي لزمن آخر غير زمانه، فالكاتب الذي يكتب للمستقبل لا بد أن يمر عبر الحاضر، تماما مثلما يمر الكاتب إلى العالمية عن طريق المحلية بالضرورة.
من هذا المنطلق، لا أسجن نفسي في جنس إبداعي واحد وأصد باقي الأجناس إذا ما طرقت بابي في كامل أناقتها ونضجها، بالعكس، أشرع الباب وأستقبلها بحفاوة لأني أعلم أنها نفس الروح التي تتناسخ في صور مختلفة.
هذه تجربتي الخاصة في الكتابة، لكن الكتابة في نهاية المطاف، تظل بحرا لا حدود له، يتسع لكل التجارب وكل الرؤى وكل المتناقضات، وهذا سر جاذبيتها وسحرها.
سيرة الكتابة والكاتبة
*الشواهد المحصل عليها:
-الإجازة في الأدب العربي بكلية الآداب، جامعة محمد بن عبد الله/ فاس سنة 1973
- شهادة الكفاءة التربوية بالمدرسة العليا للأساتذة سنة 1973
*الإصدارات:
1- كلنا من أجلك يا فلسطين (شعر من إبداع التلاميذ) في إطار "نادي نازك الملائكة للكتابة" بثانوية الخنساء، شركة monalisa.com / الدار البيضاء - ( إعداد و إشراف)، 2002
2- أنين الماء (مجموعة قصصية) منشورات مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب، دار القرويين/ الدار البيضاء، 2003
3- تمارين في التسامح: (ترجمة) مسرحية لعبد اللطيف اللعبي، منشورات المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/ بيروت، 2005
4- قاضي الظل: (ترجمة) مسرحية لعبد اللطيف اللعبي منشورات المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/ بيروت، 2005
5- امرأة ليس إلا... !: (ترجمة) رواية لباهية طرابلسي منشورات المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/ بيروت، 2005
6- نجمة الصباح: (مجموعة قصصية) منشورات المركز الثقافي العربي الدار البيضاء/بيروت، 2006
7- الكتابة النسائية التخييل و التلقي: مشورات اتحاد كتاب المغرب، يوليوز 2006 ( جماعي).
8- نساء في الصمت: (ترجمة) رواية لنفيسة السباعي، منشورات المركز الثقافي العربي الدار البيضاء / بيروت، 2006
9- أخاديد الأسوار: (رواية) منشورات المركز الثقافي العربي/ الدار العربية للعلوم، بيروت، 2007
10- عندما يومض البرق: (قصص قصيرة جدا) مطبعة النجاح الجديدة، 2008
11- عقدة دي، (ترجمة) رواية للكاتب الصيني داي سيجي، المركز الثقافي العربي، 2008
12- نهر سيشوان، قصص من الصين، لكاتبات صينيات، منشورات ديدالوس، تونس، 2008
*الجوائز:
* جائزة الترجمة عن مسرحية "تمارين في التسامح" لعبد اللطيف اللعبي في إطار المسرح المدرسي لسنة 1998.
* الجائزة الأولى لمجلة "ثقافة بلا حدود" بسوريا، في مجال القصة القصيرة جدا، 2007
*العضويات في جمعيات أخرى: - عضو فريق تأليف الكتب المدرسية (مكتبة المدارس).
المصدر (http://www.inanasite.com/bb/viewtopic.php?p=89352&sid=4799760e532c7a82cd21aeca23035036)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
31/05/2008, 01:06 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
دراسة نقدية
"السيرة الذاتية .. الحد والمفهوم"

أحمد علي آل مريع
السيرة: من سار أو من السير على الخلاف المعروف بين اللغويين في اصل المشتقات بمعنى: مشى وذهب في الأرض، والسِّيرة بكسر السين: السُّنَّة والطريقة والهيئة، يُقال: هذه سيرة فلان، أي: طريقته وسُنَّته، وسار الأمير في الرعية سيرةً حسنة أي: طريقة حسنة، وأَحسَنَ السَّير: أي هيئة المسير، وقد اطلق العرب كلمة سيرة على ما كُتب من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم واتسعوا في مدلولها فأطلقوها على حياة بعض الاشخاص كسيرة ابن طولون، وسيرة صلاح الدين الأيوبي، ومحمد بن سبكتكين، والظاهر بيبرس وغيرهم، ولعل أول سيرة أُلفت بعد سيرة الرسول الكريم كانت من تصنيف عوانة الكلبي المتوفى سنة 147هـ كما ذكرها ابن النديم رحمه الله في الفهرست تحت عنوان: سيرة معاوية وبني أمية .
والسيرة في محيطها الادبي الواسع نوعٌ أدبي يكون فيه ملتقى الحق الفني بالحق التاريخي، ويراد بها: درس حياة فرد من الافراد ورسم صورة دقيقة لشخصيته، أو هي نوع ادبي يتناول بالتعريف حياة إنسان ما تعريفا يطول او يقصر، وقد وصفها المفكر الإنجليزي توماس كار لايل بمنتهى الايجاز والتركيز فقال: السيرة: حياة إنسان ، وقد نعتت الموسوعة الأمريكية هذا الوصف بأنه أوجز تعريف للسيرة.
والسيرة أقدم استعمالا في التراث العربي من كلمة ترجمة من حيث مدلولها في تتبع حياة شخص من الاشخاص فالأولى استعملها محمد بن اسحاق في تاريخ حياة الرسول عليه السلام ثم انتقلت من المعنى الخاص الى العام كما أُشير آنفاً، والمعاجم العربية القديمة تغفل استعمال كلمة ترجمة للدلالة على تاريخ الحياة، ولكن المعاجم المعاصرة تستخدمها بهذا المعنى، وفي المعجم الوسيط وصفت كلمة ترجمة بأنها كلمة مولدة، أي: أنها استعملت بعد عصر الرواية.
ويظهر ان اصطلاح ترجمة قد دخل العربية عن طريق الآرامية، ولم يستعمل بهذا المعنى إلا في اوائل القرن السابع الهجري حين استعمله ياقوت الحموي في معجمه الذي خصصه لذوي التأليف من الادباء، ولذلك مال بعض الباحثين الى التفرقة بين المصطلحين على اساس الاستعمال وحده، لأنه ليس في الفروق اللغوية ما يُبين الفرق بينهما على وجه التحديد، فاستعملوا كلمة ترجمة حين لا يطول نَفَسُ الكاتب فيها، فإذا ما طال النفس واتسعت الترجمة سميت: سيرة، ويرجح الاستاذ عبدالله الحيدري استعمال مصطلح السيرة ويرى انه اولى من استخدام مصطلح ترجمة ، لأن استخدام لفظ (سيرة) اسبق في اللغة من استخدام كلمة ترجمة ولأن كلمة سار معجميا تدل على السير والانتقال من مرحلة الى مرحلة، وتعني طول الطريق والانتقال من طور الى طور، وهو مايتفق تماما مع الكتابات الذاتية التي تؤرخ لسيرة الإنسان وانتقاله من مرحلة الطفولة إلى الشباب، إلى الكهولة، فالشيخوخة، كما اننا نجد في السيرة الذاتبة مراحل متعددة يصفها الكاتب كالدراسة والحياة العملية والرحلات والزواج .. إلخ، ولذلك فإن مضمون الكتابة في هذا الفن يبدو وشيج الصلة بمصطلح سيرة اكثر من انسجامه مع مصطلح ترجمة الذي يطلق على صفحة يكتبها المرء عن نفسه، او حتى على ما أسطر معدودة.
وقد استطاع نقدنا العربي الحديث استيعاب المصطلحين المتجاورين Biography Autobiography يحاكيها لفظا فيقول السيرة الغيرية لBiography والسيرة الذاتية ل Auto Biography، وان ظلت المترادفات اشكالية تعوق تموضع الاصطلاح في محله من الاستعمال والانتشار، ويستعمل مصطلح السيرة الغيرية للدلالة على: الكتابة عن شخصية من الشخصيات المعروفة على مستوى الفن والادب او الاجتماع او السياسة او أي مجال من مجالات التفوق الإنساني، وتعمد الترجمة عادة إلى جلاء جوانب النبوغ في الشخصية المترجم لها,, او هي بتعريف باحث مصري: البحث عن الحقيقة في حياة إنسان فذ، وكشف عن مواهبه وأسرار عبقريته من ظروف حياته التي عاشها، والاحداث التي واجهها في محيطه، والأثر الذي خلفه في جيله.
أما السيرة الذاتية فمتضمّنة على الاجمال التعريف بهويتها، إذ الاسم الذي يطلقه الإنسان كما يقول الفلاسفة يخلع على الشيء هويته، غير ان هذا الإحساس بهوية السيرة الذاتية، وانها بخلاف السيرة الغيرية لا يكفي ولا يشفي في بحث علمي، بل لابد من التحديد الدقيق لاستعمال المصطلح عند الباحثين والنقاد، لاسيما وان التَّعرُّف الى السيرة الذاتية وتحديدها سوف يؤسس لنا القاعدة التي ننطلق منها او نعتمد عليها في تجنيس الأعمال التي نتعامل معها او نقرؤها.
بادئ ذي بدء يصطدم الباحث بعبارات مثبطة تدعو الى القعود عن العمل على ايجاد تحديد مرضٍ لفن السيرة الذاتية، بدعوى ان السيرة الذاتية جنس ادبي جديد لا يتجاوز عمر مصطلحه القرنين على وجه التحديد وان الوقت لم يحن بعد لصياغة تعريف محدد وشامل ومقبول للسيرة الذاتية.
ولكن الباحث اذا تجاوز بعض الدراسات التي آثرت السَّلامة فناقشت الموضوع باستفاضة ولكن دون تحديد لأدنى تصور للسيرة الذاتية، سوى انها خلاف السيرة الغيرية فإنه لا يلبث ان يجد نفسه بإزاء اقتراحات متعددة تجتهد لتوصيف السيرة الذاتية، ويمكن للباحث ان يقسم تلك المقترحات الى اتجاهين عامين رئيسين تندرج تحتهما الاجتهادات المقترحة لتوصيف السيرة الذاتية:
الاتجاه الأول: يعتمد في تعريفه للسيرة الذاتية على متون أعمال السير الذاتية، أي: نصوصها لذلك تباينت المفاهيم وتشعبت التصورات بحسب المتون/ النصوص التي خضعت للوصف والدراسة.
وتستطيع الدراسة ان ترد هذا الاتجاه الى عدة أقسام:
أ- القسم الأول: يغلب عليه طابع المرونة حيث جاءت حدوده فضفاضة واسعة تنظر الى السيرة الذاتية باعتبارها تأريخا للحياة يكتبها او يمليها صاحبها، ثم لا تأخذ في الحسبان شيئا بعد ذلك.
وأول ما وقع عليه الباحث من هذه التعريفات باعتبار تاريخ النشر، هو تعريف الدكتور عزالدين إسماعيل في كتابه الادب وفنونه حيث قال: ترجمة الحياة الشخصية وذلك عندما لنا الكاتب ترجمة حياته هو الخاصة، وهي عندئذٍ تسمى ترجمة ذاتية Auto biography .
ويتفق معه الاستاذ جبور عبدالنور في معجمه الادبي حيث يصفها بأنها كتاب يروي حياة المؤلف بقلمه وهو يختلف مادة ومنهجا عن المذكرات واليوميات .
ولا يختلف الباحثان الدكتور مجدي وهبة ورفيقه كامل المهندس في تصورهما عما سبق فالسيرة الذاتية لديهما مجرد: سرد متواصل يكتبه شخص ما عن حياته.
وكذلك الامر عند الدكتور محمد الشنطي حيث يعرفها في كتابه الادب العربي الحديث بأنها التي يُترجم فيها الكاتب لنفسه.
وهذه التعريفات على عمومها لا تحدد ضابطا واضحا وهي وان كانت تعريفات عامة مقبولة تشير من بُعدٍ الى السيرة الذاتية إلا انها لا تُميزها عن ألوان ادبية اخرى تختلط بها مثل: المذكرات والذكريات واليوميات والاعترافات .. إلخ.
ب- أما القسم الثاني: فينحو فيه اصحابه الى تحديد اكثر ايجابية اذ يشيرون الى بعض خصائصها الفنية، وأول ما يقع عليه الباحث في هذا الصدد تعريف الدكتورة رشيدة مهران، حيث تقدم للقارئ تصورين عن السيرة الذاتية احدهما عام تقول فيه: الترجمة الذاتية تفاصيل حياة شخصية يكتبها صاحبها بنفسه.
وهو تعريف لا يختلف عما اشرنا اليه في القسم الأول، أما التصور الثاني فتشير فيه الى سمة مهمة ترى الباحثة وجوب اشتمال السيرة عليها فيما يظهر من تعريفها وهي: الامتداد الزمني تقول: الترجمة الذاتبة هي ان يكتب إنسان تاريخ حياته مسجلا حوادثها ووقائعها المؤثرة في مسيرة الحياة متتبعا تطورها الطبيعي من الطفولة الى الشباب ثم الكهولة.
ويضيف الدكتور محمود ابو الخير سمة اخرى الى ما تذكره الدكتورة رشيدة مهران، وهي: الاعتماد على مصادر مساعدة في الترجمة للذات، وكأنه يشير الى ضرورة ان يكون الكاتب قد سجل انطباعاته واحداث حياته في مفكرة او يومية قبل الشروع في كتابة سيرته لنفسه والتأريخ لها داخليا او خارجيا، يقول: الترجمة الذاتية هي: ان يكتب المؤلف بنفسه تاريخ نفسه، فيسجل له حوادثه واخباره، ويسرد اعماله وآثاره، ويذكر ايام طفولته وشبابه وكهولته، وما جرى له فيها من أحداث تعظم او تضؤل تبعا لأهميتها، أي انها تبدأ من اصل الاسرة والطفولة ثم تتدرج حسب ادوار العمر، تسجل فيها الوقائع يوما فيوما او دفعة واحدة بصورة متقطعة بعد ان تجمع عناصرها من مصادر متعددة.
وإذا كان الدكتور محمود ابو الخير في تعريفه السابق يُفسح المجال للكاتب بشأن التقيّد بالتسلسل الزمني للأحداث او عدمه، فإن الدكتور التونجي يلمح في تعريفه المقتضب الى ضرورة التزام التسلسل الزماني في السيرة الذاتية حيث يقول في معرض توصيفه لها هي: سرد قصصي يتناول فيه الكاتب ترجمة حاله، وما يعترض حاله من معضلات وشدائد، محاولا تتبع الاحداث زمنا وأهمية.
أما الدكتور ابراهيم السامرَّائي فيركز في تعريفه على ثلاث قضايا أساسية وهي: الاعتراف، والشمول، والامتداد الزمني حيث يصفها بأنها ترجمة الأديب الكاتب عن نفسه فيتعرض لسيرته ابتداء من مولده ومدرجه واين عاش وكيف شق طريقه في الحياه وما عرض له من احداث سارة ومحزنة، وهو يمر على اسرته فيتحدث عما كان في صباه مع والديه، ويتجاوز ذلك الى سائر افراد اسرته ثم ينظر الى علاقاته بالناس اصدقاء واعداء.
وصاحب السيرة الذاتية يفصح عن اسراره وما يكنه في دخيلة نفسه، وقد يكون في هذا ضرب من اعتراف بالحسن والسيء وما أحسن فيه وما اقترفه من عيوب.
والى نحو ذلك يذهب الاستاذ الحقيل في تعريفه لها حيث يصفها بأنها: نوع من أنواع الأدب وتتميز بأن كاتبها يكشف عن خبايا نفسه ويعرض حياته وتربيته وأساليب تعامله وما اعترى حياته من تجارب وخبرات وذكريات وممارسات، وما واجهه من متاعب وما صادفه من مواقف مثيرة، وكذا توضيح الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي لازمت مسيرة عمله، بحيث يكون عرضة لتلك السيرة متسما بالوضوح والصراحة، التي تعينه ان يخرج من ذاته ويقف من نفسه موقفا موضوعيا، ولا يخشى مواجهة تلك الاشياء التي مرت في حياته مهما كانت صغيرة او كبيرة فهي تعبير عن موقف كاتبها واتجاهه وما يدور في مجتمعه من امور وقضايا.
وعلى كل حال فهذه التعريفات جميعها مع الاحترام لشخوص من صدرت عنهم تميل الى الإنشائية اكثر من الوصف والتحديد الدقيق، وتنصب على الجانب المعنوي من السيرة بالدرجة الاولى، ولا تكاد تتعرض للشكل الادبي الذي تُزَفُّ من خلاله السيرةُ الى القارئ.
ج أما القسم الثالث: فهو لا يقترح تعريفا بالمعنى الدقيق، ولكنه يذكر شروطا فنية تُميِّز السيرة الذاتية عن غيرها من الفنون كالسيرة الغيرية من جهة والذكريات والمذكرات والمفكرات واليوميات وغيرها من جهة ثانية، وهذه الشروط توضح الى حد بعيد تصور واضعيها لما ينبغي ان تكون عليه السيرة الذاتية، وهو تصور يتصف بالتشدد وتضييق النظرة، واستحضار الشرط الفني المثالي وتعميمه من اجل توصيف دقيق للسيرة الذاتية.
وهذا في وجهة نظري أمر لا ينبغي الغلو فيه على هذا النحو، لأن العناصر الفنية الدقيقة يجب ان تبقى مجالا خصبا للتنافس بين الادباء داخل الجنس الواحد، ولا يصح ادخالها شروطا أو ضوابط في التصور الذي يقوم عليه التحديد، لأن من شأن ذلك أن يعوق النزعة الى التجديد والتجريب، وينفي عن السيرة الذاتية أعمالا ادبية جيدة لمجرد انها لا تحقق هذا الشرط او ذاك، والصحيح ان يكون التعريف المقترح عاما وجامعا ومانعا بالقدر الذي تحتمله الدراسات الإنسانية عموما فيشتمل على المكونات الاساسية والمميزة لهذا الفن عن غيره.
ولذلك لم ينجح أيٍّ من هؤلاء برغم دورانهم الطويل حول طبيعة الفن في اقتراح تعريف محدد يوضح هوية السيرة الذاتية، وهذا ناجم عن عدم مقدرتهم على السيطرة عليه تماما، وذلك نتيجة طبيعية ومتوقعة للمغالاة في الشروط الجمالية الفنية.
فالدكتور إحسان عباس مثلا في كتابه فن السيرة يعقد فصلا عن السيرة الذاتية بعنوان: السيرة الذاتية نظرة عامة يصف فيها قرب صاحب السيرة من القارئ، وثقة القارئ به واستساغته لحديثه عن نفسه، ويُبين ان كل سيرة ذاتية في حد ذاتها تجربة ذاتية لفرد من الافراد، فإذا بلغت دور النضج وأصبحت في نفس صاحبها نوعا من القلق الفني فإنه لابد ان يكتبها، وان هذه التجارب إما أن تكون جسدية او روحية، وليس هذا عند الدكتور إحسان عباس بكافٍ وحده بل إن السيرة تتطلب لرواجها ان يكون بطلها شخصا ذا تميز واضح في ناحية من النواحي، وتكون سيرته ذات حظ من عمق الصراع الداخلي او من شدة الصراع الخارجي، وان تكتب على اساس من التطور الذاتي في داخل النفس وخارجها، ومن ثم قد تجيء السيرة الذاتية صورة للاندفاع المتحمس والتراجع أمام عقبات الحياة، وقد تكون تفسيرا للحياة نفسها، وقد يميل فيها الكاتب الى رسم الحركة الداخلية لحياته مغفلا الاهتزازات الخارجية اهمالا جزئيا، وقد تكون مجرد تذكر اعترافي موجه الى قارئ متعاطف مع الكاتب وقد تمتزج هذه العناصر على انصباء متفاوتة اما إذا اقتصر الكاتب على تدوين مذكراته او يومياته او وجّه سيرته لتصوير احداث اكثر من تصوير ذات فإن عمله حينئذ يلتقي مفهوم السيرة الذاتية وليس هو.
ثم يأخذ الدكتور في بيان أوجه الفروق بين السيرة الذاتية والغيرية مما لا يهمنا هنا بيانه، لاعتقادنا بأن الفرق من الجلاء والوضوح بحيث يكفي فيه القول: إن السيرة الغيرية يكتبها شخص عن آخر والسيرة الذاتية يكتبها الشخص عن نفسه.
أما الدكتور ماهر حسن فهمي فيشير إلى أن: كاتب السيرة لا يجمع أكواما من المعلومات غير المنسقة، ولا يكتب يوميات لا بأس فيها بالتكرار ولا بالتفاهات، فكاتب اليوميات يمكن أن يمتعنا بالحديث عن وجبة بينما كاتب السيرة الذاتية رغم التزامه بعرض صغائر التجارب يختار وينتقي وينسق، ويحلل ويربط، ومعنى هذا انه لا يمكن ان يكون فوتوغرافيا في رصده يعرض علينا مجموعة الصور وعلينا نحن ان نبحث عن الوحدة بينها ونتعمقها ونقيم من خيالنا اطارا يجمعها، ولكنه يعرض علينا سيرته خصبة حية كما عاشها، يعرض علينا قصة حياته كما مثلها، يعرض علينا سيمفونية رائعة لم يوضع اللحن الواحد بجانب الآخر إلا تبعا لقوانين الانسجام، ولم تختلف النغمة عن النغمة شدة ونوعا إلا حسب ما تقتضيه قواعد التأليف، وبذلك يدخل الاطار الفني ليقيم جسرا من الخيال تَعبر فوقه الحقيقة وهو هنا عنصر جوهري ولكنه في الوقت نفسه محدود بحدود الحقيقة، توازن دقيق بينهما لا يطغى فيه الخيال أبدا على الواقع والحقيقة بل ولا يزحزحها عن موقعها غير انه قد يلونها بألوان الطيف فيزيدها بريقا ولكنه لا يغير معالمها.
ولابد للسيرة من جانبين اصليين: جانب إنساني وجانب فني، ويتجلى الجانب الإنساني في عمق الصراع الداخلي او الخارجي بمعنى ان حياة كل إنسان تعتريها فترات من الركود، فإذا كثرت هذه الفترات حتى طبعت الحياة لم تكن للسيرة الذاتية قيمة كبيرة، ولكن الحياة المليئة بالصراع هي التي تستحق التسجيل والقراءة، وقيمة الفن هنا تأتي من عملية الصياغة فلا يكفي ان تكون أمامنا كومة من الاحجار والاخشاب والحديد ونتصور بيتا، ولكن التشكيل هو الذي يعطي هذه الموارد روحا.
ويأتي الى الشكل المناسب للسيرة الذاتية فيقترح الشكل الروائي حيث يقول: بغير اساس فني يتداخل الزمان والمكان، وتتبعثر الاحداث وتخرج السيرة في شكل ذكريات متقطعة، ولو سار كاتب السيرة الذاتية على اساس تاريخي لوجد نفسه أمام معضلة فالحدث قد يبدأ ثم يتم بعد ذلك في مرحلة زمنية متأخرة وفي مكان آخر، فإذا كثرت مثل هذه الاحداث ولابد ان تكثر ارتبكت السيرة وتقطعت ولكن البناء الروائي على سبيل المثال يُنقذ كاتب السيرة ..
ويواصل تصوره عن السيرة الذاتية مُركزا على عنصرين: التشويق وبروز الشخصية فيقول: وليس الأمر في السيرة الذاتية امر سرد للأحداث، لأن كاتب السيرة يدرك انه يعرض رحلة الحياة فلابد إذاً من حس قوي بالكشف، حس الرحالة الذي يشم رائحة الخطر فيستعد له، وحس الفنان الذي يوجهه دائما نحو المجهول ويجلو ابعاده، والسيرة الذاتية سيرة أعمال ولكنها سيرة إنسان يعمل وعلى ذلك تكون الشخصية قبل الحدث ..
والكلام له قيمته النقدية والفنية التي لا تُنكر، ولكن اين تعريف السيرة الذاتية؟! وكيف افرق بينها وبين اليوميات والمذكرات والذكريات وغيرها؟! وهل البناء الروائي فعلا هو الرداء الوحيد الذي ينبغي ان تخطر فيه السيرة الذاتية حين تخرج الى الناس؟! وما حكم السيرة الذاتية التي كُتبت على هيئة مقالات متتابعة او حلقات متصلة أو فصول مترابطة؟! وأين نضع تلك السيرة الذاتية المشتملة على كل ما ذكر الدكتور الفاضل الا عنصرا او عنصرين؟! هل نخرجها من السيرة الذاتية ام ندخلها فيها على مضض ام ترانا نعقد لها جنسا مستقلا ونلحقها به؟!!.
إنه ولاشك تصور مثالي جدا ينظر الى اعمال متميزة حققت قدرا رائعا من التماسك والترابط والجمال في رؤية الفن والتشكيل، غير ان الأعمال المثالية التي استقى منها الباحث الكريم وغيره من اصحاب هذا الاتجاه تصورهم هي للأسف الاقل بالنسبة للأعمال الاخرى التي تؤرخ لذات الكاتب، فهل يرتبط مفهوم السيرة الذاتية بهذه المتون الادبية المثالية دون غيرها؟!!
وممن يسير في هذا الاتجاه الدكتور يحيى عبدالدائم حيث ينبه كما فعل الباحثان الدكتور احسان عباس والدكتور ماهر حسن فهمي الى ان الترجمة الذاتية وهي ما يَصطلِح عليها في دراسته للسيرة الذاتية ليست المذكرات وليست الذكريات وليست اليوميات ولا الاعترافات، وليست هي ايضا الرواية الفنية التي تستمد احداثها ووقائعها ومواقفها من الحياة الخاصة لكاتبها، فكل هذه الاشكال كما يقرر عبدالدائم فيها ملامح من الترجمة الذاتية وليست هي لأنها تفتقر الى كثير من الأُسس التي تستند عليها الترجمة الذاتية الفنية.
ثم ينتهي الدكتور عبدالدائم الى نتائج تصلح كما يرى لأن تكون أُسُساً فنية لهذا الجنس، وتمنحنا مفهوما له خصائصه المميزة فيقول: وأخصّ ملامح الترجمة الذاتية التي تجعلها تنتمي الى الفروع الادبية ان يكون لها بناء مرسوم وواضح، يستطيع كاتبها من خلاله ان يُرتب الأحداث والشخصيات التي مرت به، ويصوغها صياغة ادبية محكمة، بعد ان يُنحي جانبا كثيرا من التفصيلات والدقائق التي استعادتها ذاكرته، وافادها من رجوعه الى ما قد يكون لديه من يوميات ورسائل ومدونات تعينه على تَمَثُّل الحقيقة الماضية.
ثم يأخذ في الحديث عن الصدق فيذكر: ان الصدق المطلق أمر غير وارد في الفنون حتى في السيرة الذاتية، ولكنها يجب ألا تخلو من تحري الصدق، وان تُحقق على الاقل الصدق النسبي مادام ان هناك عوائق تعترض سبيل المترجم لنفسه، وتحول بينه وبين نقل الحقيقة الخالصة، ثم يقف أمام تصوير الصراع والترتيب الزمني قائلا: من ابرز ملامح الترجمة الذاتية الى ما ذكرناه تصوير الصراع بضروبه المختلفة، تصويرا يطالعنا الكاتب من خلاله على دخائل نفسه واثر احداث الخارج في حياته النفسية والشعورية والفكرية، مظهرا من خلاله ينعكس على مرآة ذاته من وقائع الماضي واحداثه خيرا كان أم شرا، مراعيا في عرضه ما يطلعنا على مدى ما حدث في شخصيته من نمو وتحول على مراحل العمر المتعاقبة ملتزما تواتر الايام وتدرج التاريخ ..
وواضح أن هذا التصور الذي اعرب عنه عبدالدائم يلتقي التصور الذي ألمحنا اليه آنفا عند كل من عباس وفهمي وواضح ايضا انه تصورٌ بعضه من بعض وأنه قائم على اساس استحضار الشكل الروائي أساسا لما ينبغي ان تكون عليه سيرة الذات، وعلى الرغم مما يبدو من تكامل هذا التصور لدى هؤلاء النفر من الباحثين إلا انهم لم يستطيعوا السيطرة على المفهوم العام للسيرة الذاتية، ولذلك لم يسوقوا لنا تعريفا واضحا ومحددا لما هم بصدده بل انهم جميعا دون استثناء لم يسلموا من الخلط على المستوى التطبيقي بين أعمال ادبية ينطبق عليها شرطهم الفني كأيام طه حسين وسبعون ميخائيل نعيمة، وبعض أعمال توفيق الحكيم، وبين أعمال اخرى لا تَمُتُّ الى هذا التصور الصارم حقيقة مثل التعريف بابن خلدون، وكتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ، وقصة حياتي لأحمد لطفي السيد، وأنا للعقاد وغيرها.
وليس ذلك وقفا على هؤلاء المتقدمين من اصحاب هذا الاتجاه فقط، بل ان كلا من الباحثين: علي عبده بركات والاستاذ عبدالله الحيدري وهما ممن يمكن ادراجهما وفقا لتصورهما العام ضمن هذا الاتجاه برغم تأخرهما زمانا وحرصهما على التفريق نظريا بين الأنواع المختلفة كالمذكرات والذكريات واليوميات والرسائل والاعترافات وبين السيرة الذاتية لم يسلما من هذا الخلط فقد تنازل علي عبده بركات عن الشروط الفنية عند ممارسته التطبيقية وادخل الى قائمة السيرة الذاتية في آخر الكتاب الأنواع الادبية التي حرص نظريا على أن يميزها عن السيرة الذاتية ويفصلها عنها، أما الاستاذ عبد الله الحيدري والكلام هنا مُنصب على ما فعله في الفقرة (أ) من رسالته للماجستير لأنها هي التي تحت يد الباحث وقت إعداد هذا المبحث، فقد وقف وقفة جريئة مع الأنواع الأدبية المختلفة التي تلتبس بالسيرة الذاتية لأن كثيرا من الناس يخلطون بين هذه الأشكال خلطا بينا، ولا يكادون يدركون الفرق بينها على حد تعبيره ثم ميَّز السيرة الذاتية عنها في آخر حديثه معتمدا على رؤية الدكتور عبد الدائم السابقة، ثم لم يلبث ان عاد فجعل هذه الانواع جميعا اشكالات تفرعت عن السيرة الذاتية او أنها ألوان تتبع السيرة الذاتية، وهي منها بمثابة الفروع تتفرع عن الشجرة الأم، فكأنه بهذا التشبيه أعادنا الى النقطة التي انطلق منها ابتداء.
وحاصل الأمر ان هذا الاتجاه بعامة اي من ينظر الى المتن النص السِّيَر ذاتي لم ينجح في تحديد تصور واضح المعالم للسيرة الذاتية، لتفاوت المتون الادبية التي اعتمد عليها في وصف هذا الفن، ولعدم وضوح الرؤية التي على أساسها يختارون وينتقون.
*محاضر بكلية المعلمين/ أبها
المصدر (http://www.suhuf.net.sa/2000jaz/mar/12/cu1.htm)
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
02/06/2008, 03:29 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"ترجمة جلال الدين السيوطي الذاتية"
قال السيوطي: في كتابه "حسن المحاضرة"، قال: عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد بن الشيخ همام الدين الهمام: الخضيري الأسيوطي.
وإنما ذكرت ترجمتي في هذا الكتاب اقتداء بالمحدثين قبلي، فقلّ أن ألف أحد منهم تاريخاً إلا ذكر ترجمته فيه، وممن وقع له ذلك الإمام عبد الغافر الفارسي في "تاريخ نيسابور"، وياقوت الحموي في "معجم الأدباء"، ولسان الدين ابن الخطيب في" تاريخ غر ناطة"، والحافظ تقي الدين الفاسى في "تاريخ مكة"، والحافظ أبو الفضل بن حَجَر في "قضاء مصر"، وأبو شامة في"الروضتين"، وهو أورعهم وأزهدهم فأقول: أما جدي الأعلى همّام الدين، فكان من أهل الحقيقة ومن مشايخ الطرق، ومن دونه كانوا من أهل الوجاهة والرياسة، منهم من ولي الحكم ببلده، ومنهم من، ولى الحِسْبة بها، ومنهم من كان تاجرا فيِ صحبة الأمير شيخون،وبَنى مدرسة بأسيوط، ووقف عليها أوقافاَ، ومنهم من كان مقمولا ولا أعلم من خدم العلم حق خدمته إلا والدي.
وأما نسبتنا بالخضيري فلا أعلم ما تكون إليه نسبة هذه النسبة إلا الخضيرية، محلة ببغداد، وقد حدثني من أثق به أنه سمع والدي رحمه اللهّ يذكر أن جده الأعلى كان أعجمياً، أو من الشرق، فالظاهر أن النسبة إلى المحلة المذكورة.
وكان مولدي بعد المغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة وحُملت في حياة أبي إلى الشيخ محمد المجذوب، رجل كان من كبار الأولياء بجوار المشهد النفيسي، فبرّك عليّ، ونشأت يتيماً، فحفظت القرآن ولي دون ثماني سنين. ثم حفظت "العمدة "، و"منهاج الفقه والأصول"، و"ألفية ابن مالك"، وشرعت في الاشتغال بالعلم، من مستهل سنة أربع وستين، فأخذت الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ، وأخذت الفرائض عن العلامة فرضيّ زمانه الشيخ شهاب الدين الشار مساحي الذي كان يقال: إنه بلغ السنّ العالية، وجاوز المائة بكثير- والله أعلم بذلك - قرأت عليه في شرحه على المجموع.
وأجِزْت بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين، وقد ألفت في هذه السنة، فكان أول شيء ألفته "شرح الاستعاذة والبسملة"، وأوقفت عليه شيخنا شيخ الإسلام علم الدين البُلقيني، فكتب عليه تقريظاً، ولازمته في الفقه إلى أن مات، فلازمت ولدَه، فقرأت عليه من أول التدريب لوالده إلى الوكالة، وسمعت عليه من أول الحاوي الصغير إلى العدد، ومن أول المنهاج إلى الزكاة، ومن أول التنبيه إلى قريب من الزكاة، وقطعة من الروضة، وقطعة من تكملة شرح المنهاج للزركشي، ومن إحياء الموات إلى الوصايا أو نحوها.
وأجازني بالتدريس والإفتاء من سنة ست وسبعين، وحضر تصديري، فلما توفي لزمت شيخ الإسلام شرف الدين المناوي، فقرأت عليه قطعة من المنهاج، وسمعته عليه في التقسيم إلا مجالس فاتتني، وسمعت دروساً من شرح البهجة، ومن حاشيته عليها، ومن تفسير البيضاوي.
ولزمت في الحديث والعربية شيخنا الإمام العلامة تقي الدين الشبلي الحنفي، فواظبته أربع سنين، وكتب لي تقريظاً على شرح ألفية ابن مالك، وعلى جمع الجوامع في العربية تأليفي، وشهد ليِ غير مرة بالتقدم في العلوم بلسانه وبنانه، ورجع إلى قولي مجرِّداَ في حديث، فإنه أورد في حاشيته على الشفاء حديث أبي الجمرا في الإسراء، وعزاه إلى تخريج ابن ماجة، فاحتجت إلى إيراده بسنده، فكشفت ابن ماجة في مظنته فلم أجده، فمررت على الكتاب كله فلم أجده، فاتهمت نظري، فمررت مرة ثانية فلم أجده، فعدت ثالثة فلم أجده، ورأيته في معجم الصحابة لابن قانع، فجئت إلى الشيخ فأخبرته، فمجرد ما سمع مني ذلك أخذ نسخته وأخذ القلم، فضرب على لفظ "ابن ماجة"، وألحق "ابن قانع " في الحاشية، فأعظمت ذلك وهبته لعظم منزلة الشيخ في قلبي واحتقاري في نفسي، فقلت: إلا تصبرون لعلكم تراجعون! فقال: إنما قلدت في قولي "ابن ماجة" البرهان الحلبي، ولم أنفكّ عن الشيخ إلى أن مات.
ولزمت شيخنا العلامة أستاذ الوجود محي الدين الكافيجي أربع عشرة سنة، فأخذت عنه الفنون من التفسير والأصول والعربية والمعاني وغير ذلك، وكتب لي إجازة عظيمة، وحضرت عند الشيخ سيف الدين الحنفي دروساً عديدة في الكشاف والتوضيح وحاشيته عليه وتلخيص المفتاح والعَضد، وشرعت في التصنيف في سنة ست وستين، وبلغت مؤلفاتي ثلاثمائة كتاب، سوى ما غسلته ورجعت عنه.
وسافرت بحمد اللّه تعالى إلى بلاد الشام والحجاز واليمن والهند والمغرب والتكرور، ولما حججت شربت من ماء زمزم لأمور، منها أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني، وفي الحديث إلى رتبة الحافظ ابن حجر، وأفتيت من مستهل سنة إحدى وسبعين، وعقدت إملاء الحديث من مستهل سنة اثنتين وسبعين، ورزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير، والحديث، والفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، والبديع على طريقة العرب والبلغاء، لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة.
والذي أعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم السبعة سوى الفقه والنقول التي أطلعت عليها، لم يصل إليه ولا وقف عليه أحد من أشياخي فضلاً عمن هو دونهم، أما الفقه فلا أقول ذلك فيه، بل شيخي فيه أوسع نظراً، وأطول باعاً، ودون هذه السبعة في المعرفة: أصول الفقه والجدل والتصريف، ودونها الإِنشاء والترسل والفرائض، ودونها القراءات، ولم أخذها عن شيخ، ودونها الطب.
وأما علم الحساب، فهو أعسر شيء علي وأبعده عن ذهني، وإذا نظرت إلى مسألة تتعلق به، فكأنما أحاول جبلاً أحمله.
وقد كملت عندي الآن آلات الاجتهاد بحمد اللّه تعالى، أقول ذلك تحدثاً بنعمة اللّه علي، لا فخراً، وأي شيء في الدنيا حتى يطلب تحصيله بالفخر! وقد أزف الرحيل، وبدا الشيب، وذهب أطيب العمر، ولو شئت أن أكتب في كل مسألة مصنفا بأقوالها وأدلتها العقلية والقياسية، ومداركها ونقوضها وأجوبتها، والموازنة بين اختلاف المذاهب فيها لقدرت على ذلك من فضل اللهّ، لا بحولي ولا بقوتي، فلا حول ولا قوة إلا باللّه.
وقد كنت في مبادئ الطلب قرأت شيئاً في المنطق، ثم ألقى اللهّ كراهته في قلبي، وسمعت ابن الصلاح أفتى بتحريمه، فتركته لذلك، فعوضني اللهّ تعالى عنه علم الحديث الذي هو أشرف العلوم، وأما مشايخي في الرواية سماعاً وإجازة فكثير، أوردتهم في المعجم الذي جمعتهم فيه، وعدتهم نحو مائه وخمسين، ولم أكثر من سماع الرواية لاشتغالي بما هو أهم، وهو قراءة الدراية ...
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050420172521b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

احمد خميس
02/06/2008, 10:02 PM
http://www.islamicmobile.net/images/barak.jpg

أبو شامة المغربي
14/08/2008, 12:15 AM
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
http://www.mirage3.com/vb/images/avatars/33333.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif

احمد خميس
18/08/2008, 09:18 PM
http://img434.imageshack.us/img434/3438/l26rsc2.gif

أبو شامة المغربي
02/09/2008, 06:25 AM
http://up.dubaieyes.net/uploads/ee29471b12.gif

أبو شامة المغربي
11/09/2008, 04:49 PM
http://www.mo5ayyam.com/vb/uploaded/81_1220213026.gif

أبو شامة المغربي
14/09/2008, 08:49 AM
http://www.alnoor.se/images/gallery/gallari_2/news/news_11/90.jpg

أبو شامة المغربي
30/09/2008, 11:00 AM
http://www.lisan4arab.com/vb/images/smilies/222s.gif
http://abeermahmoud2006.jeeran.com/488-AlSalam.gif

http://abeermahmoud2006.jeeran.com/461-Sobhanallah.gif
http://sl.glitter-graphics.net/pub/108/108897gcjhwhekij.gif
http://img117.imageshack.us/img117/9901/bc535f92bc1zr4.jpg

http://audio.islamweb.net/card/cardsend/card8.jpg

أبو شامة المغربي
24/10/2008, 04:44 PM
http://www.kuteart.com/WR611437.JPG

أبو شامة المغربي
31/10/2008, 07:48 AM
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/3/7/3/0/1/018.gif

أبو شامة المغربي
21/11/2008, 07:22 PM
http://www.business-estate.com/35204_pen_hand.jpg

أبو شامة المغربي
27/12/2008, 01:38 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
"طفل من القرية"
سيد قطب
http://img267.imageshack.us/img267/8083/mod4uf8fb5.gif
للتنزيل على الرابط التالي:
سيرة ذاتية (http://mq.ma3ali.name/tefl%20men%20al-qaryah.pdf?myVar=100)
http://www.el-malak.net/uploads/images/malaksoft-719ee15f65.gif (http://www.el-malak.net/)
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
29/12/2008, 03:32 PM
http://www.almedan.net/Uploaded/787.jpg

أبو شامة المغربي
29/12/2008, 03:38 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
"عندما تتكلّم الذّات .. السّيرة الذّاتيّة في الأدب العربي الحديث"
الدكتور
محمد الباردي
http://img267.imageshack.us/img267/8083/mod4uf8fb5.gif
للتنزيل على الرابط التالي:
الكتاب (http://www.pdfbooks.net/vb/attachment.php?attachmentid=1120&d=1225643414)
http://www.el-malak.net/uploads/images/malaksoft-719ee15f65.gif (http://www.el-malak.net/)
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
05/01/2009, 08:22 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
"دراسات في التاريخ الاجتماعي لبلاد الشام: قراءات في السير والسير الذاتية"
عصام نصار
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
غالباً ما يستند التاريخ المكتوب إلى الوثائق والسندات الرسمية ومذكرات النخب السياسية التي أدت إلى تهميش ظاهرة الترابط الثقافي والاجتماعي، لذلك تشكل المذكرات الشخصية والسير، ولا سيما يوميات الكتاب خارج دائرة النخبة – ملاذاً مهماً لمن يبحث عن ديمومة الروابط الثقافية بين أقطار بلاد الشام.
ويأتي كتابنا هذا ضمن السياق الذي يرى في السير والمذكرات رافداً ذا شأن لدراسة تاريخ بلاد الشام، وتحديداً تاريخ فلسطين غير المدون، ويجب التوضيح أننا لا نرى في هذه المجموعة دراسة بديلة من التأريخ المنشور تُقرأ من خلال المذكرات؛ فهي أساساً مساهمات متعددة تستند إلى منهج آخر في قراءة التاريخ من خلال رؤية كتّاب – في أغلبهم – من المهمشين سياسياً، وإن كانوا أدوا دوراً رائداً على المستوى الثقافي، ومن المدخل إلى التأريخ الذي أصبح يعرف اليوم في العلوم الاجتماعية بـِ "دراسات التابع"(Subaltern).
كذلك تحتوي هذه المجموعة على مساهمات تتعلق بكيفية استخدام المذكرات والسير في قراءة التاريخ الجديد لبلاد الشام، ويبدو ذلك جلياً في تنوع المساهمات في هذا الكتاب.
http://www.el-malak.net/uploads/images/malaksoft-719ee15f65.gif (http://www.el-malak.net/)
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
05/01/2009, 08:31 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
"يوميات خليل السكاكيني: يوميات، رسائل، تأملات، الكتاب الخامس، الجزء الثاني: بين الأب والابن، رسائل خليل السكاكيني إلى سري في أميركا، 1933-1934"
خليل السكاكيني
مؤسسة الدراسات الفلسطينية
http://www.palestine-studies.org/images/bookcovers/a_602.jpg
في هذا الكتاب، يواصل خليل السكاكيني مراسلاته مع ولده سري في أميركا على امتداد العامين 1933 و1934 .. وقد تبدو الرسائل للوهلة الأولى مجرد دردشات قد تتم بين أي أب وولده، لكنها سرعان ما تبدو للقارئ، شهادات غنية بالإشارات الاجتماعية والسياسية، ناقلة التوجهات العامة والهموم والهواجس والأحلام الجماعية، يكسبها مكانها وزمانها وشخص كاتبها أهمية إضافية. وفي هذا الكتاب يتضح أكثر اجتهاد السكاكيني ومتابعته اللحوحة عبر ولده لأحدث ما يصدر في مجال التربية، وما يستجد فيه من نظريات، ساعياً لمواكبة الأحدث لتطوير كتبه التعليمية التي خرّجت أجيالا على امتداد العالم العربي، وكيف ينخرط السكاكيني في محاورة النقلات المفصلية في العلوم الإنسانية الحديثة خاصة علمي النفس والاجتماع، كشاهد على حيوية الحياة الثقافية الفلسطينية في الثلث الأول من القرن الماضي وانخراطها في الأسئلة الثقافية والوجودية الطازجة على مستوى العالم. السكاكيني الأب الأربعيني يظل في هذه الرسائل أيضاً مسكوناً بمشاعر اغتراب وعتب تصل أحياناً ذروتها، حتى يخيب أمله في كل شيء، ويفكر في الرحيل، لكن سرعان ما يعاود الانخراط في التصدي للمخاطر المحدقة بفلسطين، كتابة وخطابة وتربية ومواقف .. هذا الكتاب ليس تاريخاً تحديداً، وليس أدباً تماماً.. لكنه يبدو قطعاً متناثرة لفسيفساء لا غنى عنها، لتكمل مع غيرها لوحة ذاكرة ثقافية واجتماعية وسياسية تبذل جهود جبارة من أجل منعها من التنفس.
http://www.el-malak.net/uploads/images/malaksoft-719ee15f65.gif (http://www.el-malak.net/)
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
05/01/2009, 10:53 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
"تنويعات على سيرة ذاتية"
الكاتب المغربي عبد القادر الشاوي في إصداريه الجديدين: "المتكلم في النص" و"الجوارات"
الرباط: عبد الرحيم العلام
مباشرة بعد صدور نصه الإبداعي الخامس بعنوان "دليل المدى"(منشورات الفنك 2003)، يصدر للكاتب والناقد المغربي عبد القادر الشاوي كتابان جديدان عن منشورات "الموجة" التي يشرف عليها هو نفسه، والتي سبق لعبد القادر الشاوي أن نشر ضمنها بعض الكتب الأخرى له ولكتاب مغاربة آخرين، ويرتقب أن يُصدر الشاوي ضمن هذه المنشورات نفسها مشروعا جديدا هو عبارة عن سلسلة "كتاب الجيب"، سوف تعنى بنشر بعض السير الذاتية والبورتريهات وبعض الكتب الأخرى التي تدور، في مجملها، في مجال "الكتابة عن الذات"..

http://www.asharqalawsat.com/2003/01/31/images/art.149916.jpg
يقع الكتاب الأول المعنون بـ"المتكلم في النص" في 181 صفحة من القطع المتوسط، كتاب يندرج، هو كذلك، في مجال قراءة السيرة الذاتية، بعد دراستين سابقتين للمؤلف صدرتا في كتابين حول الموضوع ذاته: كتاب "الذات والسيرة"، وفيه يحلل الشاوي السيرة الذاتية "الزاوية" للراحل التهامي الوزاني، وكتاب "الكتابة والوجود: السيرة الذاتية في المغرب"، وهو بحث جامعي تقدم به الباحث حول أدب السيرة الذاتية في المغرب، قديمها وحديثها، إلى جانب أبحاث أخرى لنفس المؤلف، حول الموضوع ذاته، لم تجمع بعد بين دفتي كتاب...
عدا ذلك، صدرت للكاتب ثلاثة نصوص إبداعية يمكن إدراجها، هي أيضا، ضمن جنس السيرة الذاتية: "كان وأخواتها"، و"دليل العنفوان"، و"دليل المدى"، بما يعني أن اهتمام عبد القادر الشاوي بالسيرة الذاتية هو اهتمام إبداعي ونقدي ونظري، الأمر الذي يجعل منه اليوم واحدا من أهم الباحثين العرب في مجال السيرة الذاتية، بعد كل ما قدمه، وما يزال، للنقد الروائي والقصصي بالمغرب من دراسات ومقالات وكتب منشورة.
يشتغل كتاب "المتكلم في النص" على مجموعة من النصوص التي تندرج ضمن أدب السيرة الذاتية، بشكل عام، والتي تنتمي إلى أجيال وحساسيات ومراحل زمنية متفرقة، من بينها ما تتم دراسته، من هذه الزاوية، لأول مرة، بعد عملية تنقيب وحفر في هذه النصوص من قبل الباحث، كما هو الشأن بالنسبة للسيرة الذاتية لكل من أبي علي الحسين بن محمد بن الحسين إبندو، وسيرة المختار السوسي الذاتية، كما وردت في كتاب "الإلغيات"، وسيرة ابراهيم الكتاني الذاتية "ذكريات سجين مكافح"، ومذكرات "أيام مغربية" لقمر كيلاني، و"مذكرات غير شخصية" لعبد الله كنون، وسيرة محمد داود الذاتية، إلى جانب سير ذاتية أخرى لكتاب مغاربة معاصرين، كـ"رجوع إلى الطفولة" لليلى أبو زيد، و"الألم" للعربي باطما، من خلال مقارنتها كذلك بالجزء الأول "الرحيل" لنفس الكاتب، و"الضريح الآخر" لعبد الغني أبو العزم، و«الزاوية» للتهامي الوزاني، و"سفر التكوين" لعبد الكريم غلاب، ثم أيضا من خلال قراءة مقارنة بينها وبين السيرة الذاتية "في الطفولة" لعبد المجيد بن جلون، عدا مجموعة أخرى من السير التي وضعها محمد بلعباس القباج لمجموعة من الشعراء المغاربة الذين برزوا في عصره، ضمن كتابه "الأدب العربي في المغرب الأقصى" الصادر عام 1929.
هي، إذن، مقاربة لمجموعة من السير الذاتية القديمة التي تشكل امتدادا للفهرسة والتراجم، والسير الذاتية الحديثة التي ما فتئت تشيد لنفسها، نصا بعد آخر، هويتها التجنيسية، كجنس أدبي، يرصدها الشاوي جميعا في هذا الكتاب الجديد، من زوايا عديدة صاغ لها الباحث مدخلا يلخصه في قوله "ومهما يكن من أمر، فإن النص السيرذاتي المغربي، من خلال النصوص المبحوثة، يضعنا، منذ البداية، أمام جنس أدبي يتميز بتطابق الذات اللافظة مع المتلفظ أو المتكلم أو المؤلف"(ص11)، وإن كان من الصعوبة، هنا، تلخيص كل مباحث هذا الكتاب، اعتبارا لتعدد النصوص المقروءة من ناحية، ولتعدد مستويات ومداخل التلقي لهذا النص السير ذاتي أو ذاك من ناحية ثانية، غير أنه لا تفوت الباحث، مع ذلك، أن يركز منذ البداية، في هذا الكتاب أيضا، كما في كتاباته السابقة، على أن الإشكالية الأساسية للسيرة الذاتية تكمن في التعريف، أولا، ومتى توضح ذلك، يقول المؤلف، يصبح الدخول إلى النص القائم على سرد المحكي الذاتي أمرا ممكنا من باب استكناه آلية اشتغال مكوناته اللغوية والتركيبية والذهنية...
وأهمية هذا الكتاب الجديد لعبد القادر الشاوي يمكن إجمالها في كونه أولا يفتح أمامنا فضاء سرديا جديدا لإعادة قراءة نصوص سيرذاتية لم نولها من قبل اهتماما خاصا، على الأقل من زاوية دراستها كسير ذاتية لأصحابها، وهو ما يثري عبره المؤلف الفضاء السيرذاتي العام بالمغرب، من خلال لفت الانتباه لنصوص جديدة تنضاف إلى مدونة السيرة الذاتية بالمغرب، وأيضا من حيث كونه كتابا يضيف الشيء الكثير إلى تجربة النقد السيرذاتي في المغرب، والذي يعتبر الشاوي أحد أهم المساهمين في ترسيخه وبلورة خطابات جديدة بصدده، عدا النتائج الأساسية التي توصل إليها الباحث من خلال عمليتي التحليل والتنظير والمقارنة بين نصوص سيرذاتية تتفاوت في ما بينها على مستوى ما تكشف عنه من قيـمة فنية وتجربة في الحياة..
أما الكتاب الثاني، الذي يقع في 172 صفحة من القطع نفسه، فبعنوان "الجوارات"، وهو عنوان ذكي، يحاول من خلاله المؤلف أن يلملم بعض مقالاته وقراءاته وأفكاره وحواراته الضمنية المتجاورة، وكذا تفاعله وتواصله مع مجموعة من النصوص والأسماء والشخوص التي قرأ لها المؤلف، على امتداد ما يقرب من الثلاث سنوات، والمهم، من خلال ذلك كله، يقول الشاوي، هو زاوية القراء، وفي ذلك ما هو من صميم ذات القارئ وحساسيته وذائقته (ص5).
في هذا الكتاب، إذن، ما يشبه القراءة العاشقة للعديد من النصوص والظواهر والطبائع والحيوات من هذا البلد أو ذاك، ومن هذه القارة أو تلك، وذلك من منطلق الاهتمام بالتقاط بعض التفاصيل والجزئيات أساسا، في هذا النص أو ذاك، أو لدى هذا الاسم أو غيره، من دون التوغل في البحث في الأنساق والمواقف.
من ثم، يسافر بنا المؤلف في هذا الكتاب في جولة متعة ومعرفة داخل العديد من العوالم التي لها ارتباط إجمالا بمجال الأدب خصوصا، وذلك من خلال نصوص شهيرة لكتاب تركوا بصماتهم الخالدة في المشهد الأدبي والثقافي العالمي: سرفانتيس، ثرنودا، أمادو، ميلر، بورخيص، لوركا، ألبرتي، بيسوا، رولفو، دانه ما، غيفارا... عدا كتابته، كذلك، عن أسماء مغربية، سواء من خلال صياغته لبورتريهات عنها، أو عبر قراءته لبعض نصوصها المؤثرة: عبد الكريم الطبال، الشريف عبد السلام، إدريس الشرايبي، ابراهيم الخـطيب، هند التعارجي.. إلى جانب ذلك، يشتمل هذا الكتاب على بعض المقالات ذات الطرافة الخاصة، وذلك من زاوية اختيار المؤلف لبعض المواضيع ذات الخصوصية لتأملها والكتابة عنها، وذلك من قبيل كتابته عن موضوع "البكاء" من خلال ما سماه بـ"التاريخ الثقافي للدموع"، وكذا كتابته عن مسألة "الرواية الأولى" في الأدب المغربي، من خلال بعض الروائيين، في ارتباطهم بأزمنة رواياتهم الأولى، حيث، يقول المؤلف، كانت الرواية الأولى في المجال الأدبي باستمرار مشروع موت أو حياة، وكذا كتابته عن جيل1927 أو "الجيل الشعري" بإسبانيا، من خلال ذلك النقاش الساخن حول مدلول «الجيل الأدبي»، حيث كان من الظاهر، يضيف المؤلف، أن هذا الجيل الشعري، عدا مغامراته الإبداعية في تشكيل حساسية جديدة، ذو صلة وثيقة بالتحولات الأدبية التي أحدثتها النظريات الشعرية الكبرى التي نظرت للشعر الرومانسي والصافي في أوربا...
صمم غلافي الكتابين الفنان المغربي محمد شبعة، وهي ظاهرة أضحى لها اليوم، هي أيضا، أثرها اللافت، وذلك من خلال تزايد حضور بصمات الفنان التشكيلي المغربي على أغلفة الكتب الإبداعية والنقدية، سواء على مستوى التصميم العام للغلاف أو وضع اللوحة فقط، كما هو الشأن بالنسبة لإسهامات الفنانين عبد الله الحريري وأحمد جاريد وحسان بورقية وبوشعيب هبولي وحكيم غيلان وأحمد العمراني، وغيرهم.
http://www.asharqalawsat.com/01common/pix/Asharq-alawsat-logo.jpg (http://www.asharqalawsat.com/default.asp?issue=)
الأحـد 11 جمـادى الثاني 1424 هـ 10 أغسطس 2003 العدد 9021
المصدر (http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=28&article=186387&issueno=9021)

http://www.el-malak.net/uploads/images/malaksoft-719ee15f65.gif (http://www.el-malak.net/)
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
05/01/2009, 11:18 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
http://www.asharqalawsat.com/2003/01/31/images/art.149916.jpg
"محاكمة السيرة الذاتية"
الرقابة الذاتية تكون أكبر لدى الكاتب عندما يتعلق الأمر بكتابة سيرته.
الرباط: عمر جاري
تحولت حلقة دراسية حول السيرة الذاتية الى مجال لمحاكمة مدى صدق السير الذاتية في ذكر الوقائع الحقيقية والبوح بها كما عاشها الكاتب، ونالت أعمال الكاتبين المغربيين محمد شكري وعبد الكريم غلاب حيزا هاما من النقاش الذي دار على هامش هذه الحلقة التي نظمتها رابطة أدباء المغرب أخيرا في الرباط.
وذهب الناقد حسن بحراوي إلى حد تشبيه البحث عن الصدق في السيرة الذاتية بالبحث عن السراب، معتبرا أن الرقابة الذاتية تكون أكبر لدى الكاتب عندما يكون بصدد كتابة سيرته الذاتية، وهو نفس الطرح الذي تبناه الناقد محمد الدغمومي حين قال بعدم قدرة أي كاتب عن سرد سيرته الذاتية، وإنما يكتب فقط عن لحظات وتبني أشياء عن قصد، وضرب مثالا على ذلك بالسيرة الذاتية لمحمد شكري التي قال عنها بأنها "فيها جوانب من حياته، وفيها تنظيم آخر غفل الكثير من الاشياء، لقد كتب شكري فيما استجاب فيه لطلب وأهواء بول بولز".
وتساءل الدغمومي عن أسباب تعمد شكري عدم الحديث عن اين كان يقضي لياليه الشتوية في صباه، كما تساءل بحراوي من جهته عن أسباب تعمد عبد الكريم غلاب عدم كتابة الكثير من تفاصيل حياته فيما يصفه بالسير الذاتية الروائية، في الوقت الذي أجمع عدد من النقاد على أن غلاب حال إلى كتابة "سيرة القدوة التي تتحدث بطهرانية عن رجل مناضل ووطني فقط".
إلا أن الكاتب أحمد المديني دعا إلى تجاوز البحث عن احتمال وجود الصدق والكذب في السيرة الذاتية، والبحث فيها كصنف أدبي، وإن كانت في الأدب العربي ما تزال تقارب بحذر، وتتميز في غالب نصوصها بـ"الطهرانية والقدوة، بما يجعل الفرد غير موجود داخلها".
أما الكاتب والناقد عبد القادر الشاوي فاعتبر أن الحديث عن السيرة الذاتية في المغرب يدفع في الغالب إلى استحضار سؤالين هامين: أولهما، هل هناك تعبير أدبي لغوي وذهني يمكن أن يكون تعبيرا أدبيا ولغويا وذهنيا دالا على الوجود، سواء كجنس أدبي مطروق تناوله الأدباء وكتبوا فيه وأصبح بحكم التراكم أو الخصائص قائما بذاته أو يحظى بقدر من الاعتراف الذي به تتأسس قواعده المعيارية، أو كتجربة عامة ترتبط بحيوات الافراد ومسارهم الحياتي وتكشف، في نفس الوقت، عن حاجة خاصة للتعبير عن وجود ممكن به تتكون الصورة التي يرغب فيها الفرد لبناء مجده الشخصي والحديث عن شواغله الذاتية؟
أما السؤال الثاني فهو الماثل في تعريف طبيعة السيرة الذاتية التي يكتبها المغربي، وما هي القواعد الناظمة لتلك الكتابة، وكيف تتحقق، وما الغاية منها؟ ويتفرع عن سؤال الاحتمال هذا: كيف يمكن دراسة النص المغربي المرتبط بالتعبير الذاتي والنابع من ضمير الأنا المتكلم؟
ووصف الشاوي هذين السؤالين بالمهمين لأنهما يشخصان قضيتين بارزتين أيضا: الأولى تتعلق بمفهوم الفرد في الثقافة المغربية، والثانية بالسياق الثقافي الحاضن للتعبير الأدبي ضمن حضانته لجميع التعبيرات الأخرى أدبية وغير أدبية.
من جانبه أشار الناقد محمد الداهي إلى وجود فريقين من كتاب السيرة الذاتية، فالفريق الأول يرتكز على سندات مختلفة كالأوراق والوثائق، والمذكراتن واليوميات، والصورة الشمسية لاسترجاع ذكرياته وتجاربه وتقديم شهادات حية عنها، بينما يستبعد الفريق الثاني هذه السنادات من اهتمامه بدعوى انها تشوش على الذاكرة وتسلبها نضارتها، ويرى نفس الفريق أن السيرة الذاتية تقوم على ضرب من التوثيق مختلف عن اليوميات الخاصة هو التوثيق الذي ينبع من الذكريات، واعتبر الداهي أن الانتقال من مجرة جوتنبرغ إلى مجرة ماركوني أدى إلى تعزيز دور اسنادات السير ذاتية، ولقد ساعدت الوسائل السمعية البصرية على ازدهار الكتابة عن الذات أو التحدث عنها، وذلك بواسطة أشرطة وأقراص مدمجة وشبكة الأنترنت وبرامج مذاعة أو متلفزة.
وأشار الداهي بالخصوص إلى الصورة الشمسية كعينة من سندات السير الذاتية التي احتفى بها الكثير من الكتاب في كتاباتهم، وذكر بالأساس رولان بارث الذي استعان بالصورة "لانها تمثل حضورا وما وجد حقا في الواقع والمصادقة على من تمثله، ولهذا فالمرء يشعر بنوع من اليقين الذي لا تمنعه الكتابة، وتكمن تعاسة اللغة او ربما بهجتها ولذتها ايضا في عجزها عن المصادقة عن نفسها بنفسها".



http://www.asharqalawsat.com/01common/pix/Asharq-alawsat-logo.jpg (http://www.asharqalawsat.com/default.asp?issue=)
الجمعـة 28 ذو القعـدة 1423 هـ 31 يناير 2003 العدد 8830
المصدر (http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=19&article=149916&issueno=8830)


http://www.el-malak.net/uploads/images/malaksoft-719ee15f65.gif (http://www.el-malak.net/)
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
05/01/2009, 11:37 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif

http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
"السيرة الذاتية في الأدب العربي .. طوقان وجبرا وعباس نموذجا"
"السيرة الذاتية في الأدب العربي" هو عنوان كتاب تهاني عبد الفتاح شاكر الذي يتناول سيرة فدوى طوقان وجبرا إبراهيم جبرا، وإحسان عباس نموذجاً، وقد صدر مؤخراً عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" بدعم من وزارة الثقافة الأردنية بمناسبة اختيار عمّان عاصمة للثقافة العربية عام 2002.
وترى الكاتبة أن سيرة فدوى طوقان تمثل نموذجاً لأدب الاعتراف عند المرأة العربية، وسيرة جبرا تمثل نموذجاً لحياة روائي اشتهر بتداخل الواقعي والمتخيل في يومياته، بينما تمثل سيرة إحسان عباس كتب سيرة ناقد اشتهر بالدقة والتحري.
ويبحث الكتاب مفهوم السيرة الذاتية وأهم سماتها وأشكالها من خلال مؤلفات فدوى طوقان: "رحلة جلية"، "رحلة صعبة"، و"الرحلة الأصعب"، بينما تناولت الباحثة كتابي جبرا "البئر الأولى" و"شارع الأميرات".
وتمت دراسة سيرة إحسان عباس من خلال "غربة الراعي" الذي وضعه في نهاية حياته، ومن لطيف ما يحويه الكتاب عودة الباحثة لنبش أصول السيرة الذاتية في التراث العربي القديم معتبرة أن "كتاب الاغاني" و"سيرة ابن الهيثم"(كتبت 417هـ) و"الصداقة والصديق" لأبي حيان التوحيدي و"طوق الحمامة" لابن حزم إضافة إلى بعض مؤلفات الجاحظ والغزالي وابن عربي تحوي جميعها شذرات أو أكثر من السيرة الذاتية لكتّابها، وأن ما شهده القرن العشرون من ولادات لسير ذاتية عربية بمعناها الحديث لا يعتبر مجرد نقل أو اقتباس لنموذج أجنبي بالخالص، وإنما هو تمازج لما هو موروث مع ما اطلع عليه المؤلفون من كتابات غربية تأثروا بها...


http://www.asharqalawsat.com/01common/pix/Asharq-alawsat-logo.jpg (http://www.asharqalawsat.com/default.asp?issue=)
الأحـد 16 جمـادى الثانى 1423 هـ 25 أغسطس 2002 العدد 8671
http://www.el-malak.net/uploads/images/malaksoft-719ee15f65.gif (http://www.el-malak.net/)
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
05/01/2009, 01:10 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif

http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif

http://www.maktoobblog.com/userFiles/k/a/kamelriahi/images/3241.jpg
هكذا تحدث فيليب لوجون لكمال الرياحي
فيليب لوجون الإنشائي الفرنسي والمرجع العالمي الأول في دراسة السيرة الذاتية، ولد في 13 أوت 1938 دأب على الكتابة منذ سنّ العاشرة، ثم جَعَلَته إصابته بداء الرئة في سن الرّابعة عشرة يُقيم سنة ونصفًا في مصحة وقائية في شامونيكس Chamonix، فوجد في الشعر ملجأ وارفًا، ولم يعتد كتابة السرد إلا حين عاد من جديد إلى معهد هنري الرابع حيثُ تابع دراسته قبل أن يتم قبوله في دار المعلمين العليا، وسرعان ما غدا تحرير اليوميات بالنسبة إليه سبيلاً تؤدي إلى تحمل! العودة إلى الحياة الاجتماعية، التي لم يكن يعتبرها ملائمة.

فاختار أن يكون أستاذًا، بسبب الجوار بين هذا الشغل ونشاط الكتابة، وأحرز على "التبريز في الآداب العرضية" سنة 1962، وتولّى التدريس في جامعة شمال باريس حتى سنة 2004 مركزًا حياته العملية في دراسة "اليوميات الحميمة"، سواء منها يومياته أو يوميات المشاهير ... أو المغمورين.
فأضحى من المتخصصين العالميين المعترف بهم في مجال السيرة الذاتية، بعد أن ابتدع مفهوم "الميثاق السيرذاتي" على وجه الخصوص، ودأبَ على مواصلة بحوثه، بعد تقاعده واشتراكه في بعث "الجمعية من أجل السيرة الذاتية"، والإشراف على موقعه الخاص على الأنترنيت الموسوم بـ "الميثاق الذاتي" http://www.autopacte.org (http://www.autopacte.org)
هكذا غدا مهتما بمسودات السيرة الذاتية ومخططات أعمالها، فتمكن من أن يكون ممثلا لقطاع البحث الأدبي الموصول بالسيرة الذاتية عموما.
عُرف منذ السبعينات بكتابه المؤسس "أدب السيرة الذاتية في فرنسا"، الذي اجترح فيه تعريفه الشهير للسيرة الذاتية بوصفها "المحكي الاسترجاعي النثري الذي يقوم به شخص واقعي لوجوده الخاص، عندما يركّز على حياته الفردية وعلى تاريخ شخصيته بصفة خاصة".
ثم أعاد النظر فيه في مؤلفه العمدة "الميثاق السير ذاتي" الذي مثل الانطلاقة العالمية لمشروعه النقدي حيث لفت اليه الأنظار منظّرا و ناقدا مختصا في دراسة الأدب الشخصي دون سواه .فقد انشغل بهذا النوع من الكتابة رغم ما يعانيه من تهميش يصل حد عدم الاعتراف به ضمن الكتابة الأدبية، لكن لوجون انصرف ينظّر له ويكتشف جمالياته وفنونه إلى أن أصبح اليوم تيارا للكتابة تفرّعت عنه أجناس أدبية مختلفة.
من أشهر مؤلفاته: السيرة الذاتية في فرنسا 1971 الميثاق السير ذاتي 1975 الأنا هو آخر 1980 أنا أيضا 1986 ممارسة اليوميات الشخصية 1990 كراستي العزيزة 1990الذاكرة المفقودة 1991 مسودات الذات 1998 أنا الآنسات 1993 من أجل السيرة الذاتية 1998 شاشتي العزيزة 2000 علامة حياة، الميثاق السيرذاتي 2 .2005 اليوميات الخاصة، تاريخ وانطولوحيات 2006 ومؤلفات أخرى عديدة.
حول مشروعه النقدي ومفهوم السيرة الذاتية ومآزق التعريف وراهن الكتابة الذاتية وواقع التخييل الذاتي، وعوامل نشأة هذا المصطلح، ومساهمة دوبرفسكي، وحول اليوميات الشخصية ومدينة السيرة الذاتية، ونضال لوجون ضمن الجمعية من أجل السيرة لذاتية، وتفاصيل أخرى يدور هذا الحوار.
الحوار اعتمده لوجون ضمن سيرته العلمية في نطاق انفتاحه على الثقافات الأخرى وهو أول حوار يدلي به إلى منبر عربي، ونشر لأول مرة في نسخته العربية في مجلة نزوى العمانية.
وقريبا يصدر الكتاب الثاني من سلسلة ترافلينغ Travelling بعنوانهكذا تحدث واسيني الأعرج، كما من من المنتظر أن تصدر مجموعة أخرى من السلسلة التي تعنى بتقديم الكتّاب العرب والأجانب من حلال حوارات نهرية معمقة كان الرياحي قد انطلق في انجازها منذ عشر سنوات.
الكتاب صدر في تونس ضمن سلسلة ترافلينغ التي يخرجها كمال الرياحي في كتاب الجيب، وذلك بدعم من موقع جسد الثقافة ومجلة الواشنطوني العربي، وهو متوفر في نسخة مزدوجة بالعربية والفرنسية.
الترجمة العربية لصلا ح الدين بوجاه
الكتاب في 128 صفحة
المصدر (http://kamelriahi.maktoobblog.com/1527686/%D9%87%D9%83%D8%B0%D8%A7_%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB_ %D9%81%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A8_%D9%84%D9%88%D8%AC% D9%88%D9%86_%D9%84%D9%83%D9%85%D8%A7%D9%84_%D8%A7% D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D9%8A)

http://www.el-malak.net/uploads/images/malaksoft-719ee15f65.gif (http://www.el-malak.net/)
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

أبو شامة المغربي
05/01/2009, 01:24 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
رسالة جامعية
دكتوراه
"صورة الغرب في السيرة الذاتية في الأدب العربي الحديث في مصر(1214-1421هـ) دراسة موضوعية وفنية"
نوال بنت عبد الرحمن المجاهد
http://www.el-malak.net/uploads/images/malaksoft-719ee15f65.gif (http://www.el-malak.net/)
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
05/01/2009, 04:52 PM
http://www.moheet.com/image/51/225-300/516023.jpg

أبو شامة المغربي
18/02/2009, 03:49 PM
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif

أبو شامة المغربي
03/03/2009, 08:39 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050413135244660951e87.gif
عالم السدود والقيود
عباس محمود العقاد
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
لتنزيل الكتاب على الرابط التالي:
الكتاب (http://dc110.4shared.com/download/69516296/71eee3ec/____.pdf?tsid=20090303-033000-eb07f524)
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://www.maktoobblog.com/userFiles/m/a/majidalbaldawi/images/email.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)