المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القصيــــــدة النونية لابن زيـــــــــدون



أبو شامة المغربي
16/06/2006, 12:21 PM
القصيدة النونية لابن زيدون

*****

أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْلاً مِنْ تَدانِيْنا*

وَنَابَ عَنْ طِيْبِ لُقْيَانَا تَجَافِيْنَا

ألا وقد حانَ صُبح البَيْنِ صَبَّحنا*

حِينٌ فقام بنا للحِين ناعِينا

مَن مُبلغ المُبْلِسينا بانتزاحِهم*

حُزنًا مع الدهر لا يَبلى ويُبلينا

أن الزمان الذي ما زال يُضحكنا*

أنسًا بقربهم قد عاد يُبكينا

غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوا*

بأن نَغُصَّ فقال الدهر آمينا

فانحلَّ ما كان معقودًا بأنفسنا*

وانبتَّ ما كان موصولاً بأيدينا

لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم*

رأيًا ولم نتقلد غيرَه دينا

ما حقنا أن تُقروا عينَ ذي حسد*

بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينا

كنا نرى اليأس تُسلينا عوارضُه*

وقد يئسنا فما لليأس يُغرينا

بِنتم وبنا فما ابتلت جوانحُنا*

شوقًا إليكم ولا جفت مآقينا

نكاد حين تُناجيكم ضمائرُنا*

يَقضي علينا الأسى لولا تأسِّينا

حالت لفقدكم أيامنا فَغَدَتْ*

سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينا

إذ جانب العيش طَلْقٌ من تألُّفنا*

وموردُ اللهو صافٍ من تصافينا

وإذ هَصَرْنا غُصون الوصل دانية*

قطوفُها فجنينا منه ما شِينا

ليسقِ عهدكم عهد السرور فما*

كنتم لأرواحنا إلا رياحينا

لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا*

أن طالما غيَّر النأي المحبينا

والله ما طلبت أهواؤنا بدلاً*

منكم ولا انصرفت عنكم أمانينا

يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق به*

من كان صِرفَ الهوى والود يَسقينا

واسأل هناك هل عنَّي تذكرنا*

إلفًا، تذكره أمسى يُعنِّينا

ويا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا*

من لو على البعد حيًّا كان يُحيينا

فهل أرى الدهر يَقصينا مُساعَفةً*

منه ولم يكن غِبًّا تقاضينا

ربيب ملك كأن الله أنشأه*

مسكًا وقدَّر إنشاء الورى طينا

أو صاغه ورِقًا محضًا وتَوَّجَه*

مِن ناصع التبر إبداعًا وتحسينا

إذا تَأَوَّد آدته رفاهيَة*

تُومُ العُقُود وأَدْمَته البُرى لِينا

كانت له الشمسُ ظِئْرًا في أَكِلَّتِه*

بل ما تَجَلَّى لها إلا أحايينا

كأنما أثبتت في صحن وجنته*

زُهْرُ الكواكب تعويذًا وتزيينا

ما ضَرَّ أن لم نكن أكفاءَه شرفًا*

وفي المودة كافٍ من تَكَافينا

يا روضةً طالما أجْنَتْ لَوَاحِظَنا*

وردًا أجلاه الصبا غَضًّا ونَسْرينا

ويا حياةً تَمَلَّيْنا بزهرتها*

مُنًى ضُرُوبًا ولذَّاتٍ أفانِينا

ويا نعيمًا خَطَرْنا من غَضَارته*

في وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَه حِينا

لسنا نُسَمِّيك إجلالاً وتَكْرِمَة*

وقدرك المعتلى عن ذاك يُغنينا

إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ في صفةٍ*

فحسبنا الوصف إيضاحًا وتَبيينا

يا جنةَ الخلد أُبدلنا بسَلْسِلها*

والكوثر العذب زَقُّومًا وغِسلينا

كأننا لم نَبِت والوصل ثالثنا*

والسعد قد غَضَّ من أجفان واشينا

سِرَّانِ في خاطرِ الظَّلْماء يَكتُمُنا*

حتى يكاد لسان الصبح يُفشينا

لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْ*

عنه النُّهَى وتَركْنا الصبر ناسِينا


*******

د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

مرود المجذوب
14/02/2009, 11:35 PM
وأنا أتجول بين حدائق هذا المربد...
قرأتها...فذكرتني بأيام الكراسي المدرسية...
ما أجملها...
فلتعد قراءتها...