المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حين همت على وجهي



طارق شفيق حقي
13/06/2006, 07:57 PM
حين همت على وجهي

ضجيج الأغاني ينبعث من إذاعات صدرت حديثاً .. وحين أخذت أتابعها شعرت بأن فكري يتخبط وذهني تشوش وذاكرتي ضعفت وخيالي انعدم وازدادت عصبيتي وتوتري .. فقدت الشعور بالمعاني .. استلقيت على ظهري .. أحاول تذكر حبيبي ما استطاعت كل الذكريات أن تحرك ذرة في نفس أحسست أني أحمل حجرة في جوفي ... قرأت كل ما كتبت فيها .. ما حرك شيئاً فيّ .. الأغاني تصخب من حولي .. أعيش أحاسيس كل المغنين وأفقد الإحساس بنفسي .. أحس بأنهم قريبون مني .. أعرف نفسيتهم طبيعتهم أخبارهم أغانيهم .. وأجهل شخصية ذلك القريب مني وكأني لا أعرفه .. من أنت أخبرني .. أكنت تهرب من التعرف إليه .. كان الصمت أشبه بجبل يكمن على صدري .. من ثقل ذلك القريب , كنت لا أريد محادثته لا أريد أن أتنازل وأسمع مشاكله وهمومه وانتقاداته .. واسمع كل الناس ولا أسمعه .. الأغاني تصخب من حولي .. شعرت بخرق عميق يجتاحني . .بخطأ كبير تجاهه إنه بحاجة إلي وأنا بحاجة إليه .. أمسكت شريط المذياع ونزعته بقوة فسقط أرضاً وانقطعت كل الأغاني .. وساد صمن ثقيل .. وفجأة تسربت موسيقا جميلة هادئة إلى الغرفة .. أحسست لأول مرة أن الموسيقا تجعلك تتخيل , تبحر .. وحينها أحسست بأني بدأت أمتلك الإحساس بحبيبي يا لهذه المعاني الضائعة واقتربت من نفسي وتعرفت عليها بسيطة كانت, تعاني الوحدة, كم قصرت بحق هذه القريبة مني ,استلقيت على ظهري .. اسرح مع ترانيم هذه الموسيقا الهادئة التي تدخل الغرفة لا أعرف من أين تدخل إلى روحي .. أطير .. أطير معها .. من أين تأتي هذه الموسيقا .. نهضت أتأمل الطبيعة وأحسست بطعم الغرق .. ثقل رأسي فخرجت وأحسست بقدمي تمدان بي وأنا أبحث عن مصدر هذه الموسيقا هائماً على وجهي يزداد فيّ معرفتي بنفسي وازداد حباً بحبيبي .

علامة استفهام
13/06/2006, 08:24 PM
نحلم ... تكبر الأحلام وتتبخر ... ونظل نحلم ...نبكي انكسار الحلم .. يكبر الحزن داخلنا ... حزن بحجم الكون يملأ القلب ... نكتب حكايانا بأقلام موجوعة ... تتحول الحروف إلى دموع ويغرق الورق ... الكلام بكاء ...

بنت الشهباء
13/06/2006, 09:44 PM
رررائعة أخي

الأديب طارق

حوار حيّ صارخ في الداخل ...

يأمل أن لا يهيم على وجهه ولكن كيف !!؟؟...

لم يعد هناكَ شيئا يريحه ,

يبحث وسط هذه الأضواء الصاخبة المثيرة الفارغة عن ركن هادئ يلوذ إليه !!...

يبحث عن خيط المعنى الأصيل للمبدأ الذي كان يستمسك به !!...

للأسف لم يعد يجده وسط ضوضاء الموسيقا الصاخبة , والأغاني السافلة الهابطة ..
إمّا يتابع مسيرته مع متطلبات العصر الفاسد أو أن يحيا غريبا بعيداً عنهم ...


أخي الأديب طارق :

للحق ليس عندي ما أقوله لكَ تعليقا على ما جاد به قلمكَ :

طوبى للغرباء في زمننا الغابر هذا