المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضاد وضباب



طارق شفيق حقي
13/06/2006, 07:50 PM
ضاد وضباب

ـ لحرف الضاد في كلمة الضباب طقوس خاصة ..

أجواء ضبابية تحيط بك , إذ نزلت جيوش الضباب واحتلت المدينة وعاثت فيها ضباباً , أضواء خافتة تصدرها تلك الغرف في الوحدات السكنية المجاورة , تحس بانكسار المادية .. بانكسار الزيف , بانكسار قسوة وصلابة المادة , وتمسي الوحدة السكنية كياناً نابضاً قابعاً في الضباب , يوحي إليك ما يوحي , الأضواء الخضراء على مئذنة الجامع القريبة المختفية قد خفتت وأعطت شعوراً غريباً عن جسم غريب موجود عندها , أضواء السيارات تحجرت وأصبحت كياناً تستطيع الإحاطة بأبعاده , أضواء متناثرة غير منتظمة تشعرك بضرورة التخيل وإعطاء هذه الأماكن شكلاً جديدا ً يقبع في داخلك فقط . رائحة الهواء البارد الرطب تلثم حواسك ضوء الشارع غدا يحمل ضعفاً ظاهراً .. قد كشف عن حجم الأشياء أيها الضباب .

ضوء بعيد صغير يلوح وأرى نفسي تتمنى الصعود إليه , أراه مسافة طويلة لكني أمشي إله في دهاليز لم تكن موجودة قبل الضباب , أرتقي هضبة أبغي أعلاها , أمشي ولا أرى أكثر من من متر أو مترين أمامي تنكسر تحت قدمي أشياء خشبية صغيرة وأسمع طقطقة بقايا الأغصان والأوراق اليابسة .

لأنك يضاف إلى توقك إلى إلحاحك إلى حاجتك إلى الوصول إلى المكان الذي تحس بالخلوة والانعتاق فيه وسوف يأتيك هناك حتماً .. سوف يأتي حتماً ذلك الذي جعلك تصعد إليه , لكنك ما إن أصبحت عند القمة حتى شعرت بالخذلان , لا يوجد أي أثر لضوء , أي أثر لبيت . لكوخ .. وأمسيت وحيداً في العراء , رجعت تجر جر أذيال الخذلان , وحين نظرة نظرة خاطفة شاهدت بصيص ضوء ترفع نفسك .. تعتلي حجرا .. تمسك غصن شجرة .. إنه هناك .. وتسرع عائداً , وحين تصل لا تجد أحداً , زاد إصرارك لمعرفة الأمر , وسوف تبقى ساعات إن اضطرت , أسرعت تعتلي هضبة مجاورة , الأشواك وبقايا الأغصان تجرح قدميك , برد يتسلل لعظامك وأنت تسرع غير عابئ , لهاث من الأفكار ينساب إلى عقلك , تنظر من أعلى الهضبة المجاورة , تشاهد النور إنه موجود , تعود إلى هناك , تحول التنظيم , من أين صعدت المرة الفائتة وكيف وغلى أين وصلت إلى أعلى القمة .. كل شيء مبسوط أمامك ولا ترى ضوءاً , إنه موجود , تسلم أمرك وتشعر بتناقص العالم يتسلل لنفسك , فأمل قوي ينبض بقلبك وحقيقة ناصعة تدعمه , وسراب كل الصحارى يتشكل في يديك , يشكل بنفسك وبعقلك وبروحك . تغمض عينيك لوهلة ينتابك شعور غريب .. إنه موجود .. لكني لا أدركه .. تعود بذاكرتك إلى البعيد .. تنعتق من كل رغباتك من كل أفكارك من كل ماديتك وتدع الضباب يخترقك , وفجأة تشعر أن شيئاً فوقك .. شيئاً يحتضنك تفتح قليلاً من جفنيك فتشاهد نوراً صافياً , تمتلك عظمة وسرور ودهشة , ويبدأ عقلك المادي بمحاولة التفسير ولا تفسير لما تعيش . . تنظر حولك , أين النور .. لن تجهد تنكفأ عائداً , يلازمك شعور بالنظر خلفك , لكنك لا تنظر , تعيش بقايا لحظات الانعتاق , وتعود إلى غرفتك , تفتح النافذة وترنوا إلى المكان الذي كنت فيه , تشاهد الضوء من جديد , وتنظر وإذا الضباب يحيط بك , ما أجمل ما تضفي من حجب وجمال أيها الضباب فتبارك من خلقك وسواك .

بنت الشهباء
14/06/2006, 08:20 AM
غسلته الأمطار , فعاد كيوم ولدته أمه , أوراق الأشجار الصفراء تتساقط من حواليه , هدأ احتياجه مجلياً روحه , وانزاح ذلك الثقل وتمكن لأول مرة من استنشاق نفس يشبع عطشه إلى شهقة تريح جسده وعرف حينها أن الذنوب تتراكم في القصبة الهوائية وفي مداخل القلب فيحس بضيق النفس وبثقل في عروقه .



( طارق شفيق حقي )




ما أحوجنا يا أخي طارق اليوم في زمن الغربة هذا إلى استنشاق نفس يشبع عطش روحنا !!..

ما أحوجنا إلى أن نعيد حسابنا مع ذواتنا من جديد وننطلق إلى ما هو خير لنا في ديننا ودنيانا !!..

بحقّ والله يا أخي الأديب طارق وجدت بين ثنايا ضاد وضباب حروفكَ قوّة العزيمة التي تأمل أن تتحرر من أوهاقها !!..

سلّم الله يراعكَ وحفظكَ أخي الأديب المبدع طارق

طارق شفيق حقي
14/06/2006, 10:53 PM
غسلته الأمطار , فعاد كيوم ولدته أمه , أوراق الأشجار الصفراء تتساقط من حواليه , هدأ احتياجه مجلياً روحه , وانزاح ذلك الثقل وتمكن لأول مرة من استنشاق نفس يشبع عطشه إلى شهقة تريح جسده وعرف حينها أن الذنوب تتراكم في القصبة الهوائية وفي مداخل القلب فيحس بضيق النفس وبثقل في عروقه .







( طارق شفيق حقي )





ما أحوجنا يا أخي طارق اليوم في زمن الغربة هذا إلى استنشاق نفس يشبع عطش روحنا !!..

ما أحوجنا إلى أن نعيد حسابنا مع ذواتنا من جديد وننطلق إلى ما هو خير لنا في ديننا ودنيانا !!..

بحقّ والله يا أخي الأديب طارق وجدت بين ثنايا ضاد وضباب حروفكَ قوّة العزيمة التي تأمل أن تتحرر من أوهاقها !!..

سلّم الله يراعكَ وحفظكَ أخي الأديب المبدع طارق





سلمك الله ورعاك

الغربة قد تكون سعادة القلب
فالدار ليست دار مقام
والتمسك بها تعب للقلوب
نبحث ن طرق للعلاج تحية لك

علامة استفهام
17/06/2006, 03:34 AM
ضاد وضباب

ـ لحرف الضاد في كلمة الضباب طقوس خاصة ..


أجواء ضبابية تحيط بك , نزلت جيوش الضباب واحتلت المدينة وعاثت فيها ضباباً , أضواء خافتة تصدر من تلك الغرف في الوحدات السكنية المجاورة , تحس بانكسار المادية .. بانكسار الزيف , بانكسار قسوة وصلابة المادة , وتمسي الوحدة .. السكنية كياناً نابضاً قابعاً في الضباب , يوحي إليك ما يوحي , الأضواء الخضراء على مئذنة الجامع القريبة المختفية قد خفتت وأعطت شعوراً غريباً عن جسم غريب موجود عندها , أضواء السيارات تحجرت وأصبحت كياناً تستطيع الإحاطة بأبعاده , أضواء متناثرة غير منتظمة تعطي هذه الأماكن شكلاً جديدا ً يقبع داخلك فقط . رائحة الهواء البارد الرطب تلثم حواسك .. ضوء الشارع غدا يحمل ضعفاً ظاهراً .. كشف عن حجم الأشياء أيها الضباب ..

ضوء صغير يلوح من بعيد .. تتمنى نفسي الصعود إليه , أراه مسافة طويلة لكني أمشي إليه في دهاليز لم تكن موجودة قبل الضباب , أرتقي هضبة أبغي أعلاها , أمشي ولا أرى أبعد من مد البصر .. أشياء أسمع طقطقة بقايا الأغصان والأوراق اليابسة تتكسر تحت قدمي .

يضاف إلى توقك .. إلحاحك .. حاجتك للوصول إلى المكان الذي تحس بالخلوة والانعتاق فيه وسوف يأتيك هناك حتماً .. سوف يأتي حتماً ذلك الذي جعلك تصعد إليه , لكنك ما إن وصلت إلى القمة حتى شعرت بالخذلان .. لا أثر لضوء , لا أثر لبيت، لكوخ .. وأمسيت وحيداً في العراء , رجعت تجر جر أذيال الخذلان ..

يتبع


أكمل لاحقاً وأشرح دواعي التغيير

علامة استفهام
17/06/2006, 03:50 PM
وحين ألقيت نظرة خاطفة شاهدت بصيص ضوء ترفع نفسك .. تعتلي حجرا .. تمسك غصن شجرة .. إنه هناك .. وتسرع عائداً , وحين تصل لا تجد أحداً , تزداد إصراراً لمعرفة الأمر , وسوف تبقى ساعات إن اضطررت , أسرعت تعتلي هضبة مجاورة , الأشواك وبقايا الأغصان تجرح قدميك , برد يتسلل لعظامك وأنت تسرع غير عابئ , لهاث من الأفكار ينساب إلى عقلك , تنظر من أعلى الهضبة المجاورة , تشاهد النور إنه موجود , تعود إلى هناك , تحاول التنظيم , من أين صعدت المرة الفائتة وكيف وإلى أين وصلت إلى أعلى القمة .. كل شيء مبسوط أمامك ولا ترى ضوءاً , إنه موجود , تسلم أمرك وتشعر بتناقص العالم يتسلل لنفسك , فأمل قوي ينبض بقلبك وحقيقة ناصعة تدعمه , وسراب كل الصحارى يتشكل في يديك , بنفسك ، بعقلك ، وبروحك . تغمض عينيك .. لوهلة ينتابك شعور غريب .. إنه موجود .. لكني لا أدركه .. تعود بذاكرتك إلى البعيد .. تنعتق من كل رغباتك .. من كل أفكارك ..من كل ماديتك وتدع الضباب يخترقك , فجأة تشعر أن شيئاً فوقك .. شيئاً يحتضنك تفتح جفنيك قليلاً فتشاهد نوراً صافياً , تتملكك عظمة وسرور ودهشة , ويبدأ عقلك المادي بمحاولة التفسير ولا تفسير لما تعيش .. تنظر حولك , أين النور .. لن تجهد تنكفأ عائداً , يلازمك شعور بالنظر خلفك , لكنك لا تنظر , تعيش بقايا لحظات الانعتاق , وتعود إلى غرفتك , تفتح النافذة وترنو إلى البعيد .. إلى المكان الذي كنت فيه , تشاهد الضوء من جديد , وتنظر .. وإذا الضباب يحيط بك , ما أجمل ما تضفي من حجب وجمال أيها الضباب فتبارك من خلقك وسواك .

طارق شفيق حقي
17/06/2006, 06:45 PM
انتظر الدواعي ...................................

علامة استفهام
17/06/2006, 08:32 PM
انتظر الدواعي ...................................
قمت بتصويب بعض الأخطاء المطبعية
قمت بتغيير بعض الكلمات أو إعادة ترتيبها ليكون المعنى أكمل وأوضح
بعض المفردات استخدامها اللغوي غير صحيح

طارق شفيق حقي
17/06/2006, 09:15 PM
قمت بتصويب بعض الأخطاء المطبعية
قمت بتغيير بعض الكلمات أو إعادة ترتيبها ليكون المعنى أكمل وأوضح
بعض المفردات استخدامها اللغوي غير صحيح


سأطبع الجديدة والقديمة وسأرى التغييرات

لكن حبذا لو ذكرتها أو وضعت تحتها خط

بكل الأحوال زدت السرور في قلبي

لكن ما قمت به هل له علاقة بنوع الدراسة والتخصص أم محض متابعة ذاتية فلم نتعرف عليك جيداُ أختنا الكريمة:-x :-x

علامة استفهام
20/06/2006, 05:57 PM
لحرف الضاد في كلمة الضباب طقوس خاصة ..

أجواء ضبابية تحيط بك , إذ نزلت جيوش الضباب واحتلت المدينة وعاثت فيها ضباباً , أضواء خافتة تصدرها تلك الغرف في الوحدات السكنية المجاورة , تحس بانكسار المادية .. بانكسار الزيف , بانكسار قسوة وصلابة المادة , وتمسي الوحدة السكنية كياناً نابضاً قابعاً في الضباب , يوحي إليك ما يوحي , الأضواء الخضراء على مئذنة الجامع القريبة المختفية قد خفتت وأعطت شعوراً غريباً عن جسم غريب موجود عندها , أضواء السيارات تحجرت وأصبحت كياناً تستطيع الإحاطة بأبعاده , أضواء متناثرة غير منتظمة تشعرك بضرورة التخيل وإعطاء هذه الأماكن شكلاً جديدا ً يقبع في داخلك فقط . رائحة الهواء البارد الرطب تلثم حواسك ضوء الشارع غدا يحمل ضعفاً ظاهراً .. قد كشف عن حجم الأشياء أيها الضباب.
ضوء بعيد صغير يلوح وأرى نفسي تتمنى الصعود إليه , أراه مسافة طويلة لكني أمشي إله في دهاليز لم تكن موجودة قبل الضباب , أرتقي هضبة أبغي أعلاها , أمشي ولا أرى أكثر من من متر أو مترين أماميتنكسر تحت قدمي أشياء خشبية صغيرة وأسمع طقطقة بقايا الأغصان والأوراق اليابسة .
لأنك يضاف إلى توقك إلى إلحاحك إلى حاجتك إلى الوصول إلى المكان الذي تحس بالخلوة والانعتاق فيه وسوف يأتيك هناك حتماً .. سوف يأتي حتماً ذلك الذي جعلك تصعد إليه , لكنك ما إن أصبحت عند القمة حتى شعرت بالخذلان ,لا يوجد أي أثر لضوء , أي أثر لبيت . لكوخ .. وأمسيت وحيداً في العراء , رجعت تجر جر أذيال الخذلان , وحين نظرة نظرة خاطفة شاهدت بصيص ضوء ترفع نفسك .. تعتلي حجرا .. تمسك غصن شجرة .. إنه هناك .. وتسرع عائداً , وحين تصل لا تجد أحداً , زاد إصرارك لمعرفة الأمر , وسوف تبقى ساعات إن اضطرت , أسرعت تعتلي هضبة مجاورة , الأشواك وبقايا الأغصان تجرح قدميك , برد يتسلل لعظامك وأنت تسرع غير عابئ , لهاث من الأفكار ينساب إلى عقلك , تنظر من أعلى الهضبة المجاورة , تشاهد النور إنه موجود , تعود إلى هناك , تحول التنظيم , من أين صعدت المرة الفائتة وكيف وغلى أين وصلت إلى أعلى القمة .. كل شيء مبسوط أمامك ولا ترى ضوءاً , إنه موجود , تسلم أمرك وتشعر بتناقص العالم يتسلل لنفسك , فأمل قوي ينبض بقلبك وحقيقة ناصعة تدعمه , وسراب كل الصحارى يتشكل في يديك , يشكل بنفسك وبعقلك وبروحك . تغمض عينيك لوهلة ينتابك شعور غريب .. إنه موجود .. لكني لا أدركه .. تعود بذاكرتك إلى البعيد .. تنعتق من كل رغباتك من كل أفكارك من كل ماديتك وتدع الضباب يخترقك , وفجأة تشعر أن شيئاً فوقك .. شيئاً يحتضنك تفتح قليلاً من جفنيك فتشاهد نوراً صافياً , تمتلك عظمة وسرور ودهشة , ويبدأ عقلك المادي بمحاولة التفسير ولا تفسير لما تعيش . . تنظر حولك , أين النور .. لن تجهد تنكفأ عائداً , يلازمك شعور بالنظر خلفك , لكنك لا تنظر , تعيش بقايا لحظات الانعتاق , وتعود إلى غرفتك , تفتح النافذة وترنوا إلى المكان الذي كنت فيه , تشاهد الضوء من جديد , وتنظر وإذا الضباب يحيط بك , ما أجمل ما تضفي من حجب وجمال أيها الضباب فتبارك من خلقك وسواك .

طارق شفيق حقي
21/06/2006, 11:41 PM
جهد مشكور علامة استفهام

بارك الله بك

ذائقة أدبية جميلة

رغم أن لي أراء اخرى في بعض التصويبات لكن أدامك الله وأعزك