المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إهـــــــداء شعري إلى أهل المربد الأزهـــــــــــــــار



أبو شامة المغربي
09/06/2006, 04:08 PM
إهـــــــداء شعري إلى أهل المربد الأزهار

*****

فَهِمْتُ الكِتابَ أبَرَّ الكُتُبْ//

فَسَمْعاً لأمْرِ أميرِ العَرَبْ

وَطَوْعاً لَهُ وَابْتِهاجاً بِهِ//

وَإنْ قَصّرَ الفِعْلُ عَمّا وَجَبْ

وَمَا عَاقَني غَيرُ خَوْفِ الوُشاةِ//

وَإنّ الوِشاياتِ طُرْقُ الكَذِبْ

وَتَكْثِيرِ قَوْمٍ وَتَقْلِيلِهِمْ//

وَتَقْرِيبِهِمْ بَيْنَنَا وَالخَبَبْ

وَقَدْ كانَ يَنصُرُهُمْ سَمْعُهُ//

وَيَنْصُرُني قَلْبُهُ وَالحَسَبْ

وَمَا قُلتُ للبَدْرِ أنتَ اللُّجَينُ//

وَما قُلتُ للشمسِ أنتِ الذّهَبْ

فيَقْلَقَ منهُ البَعيدُ الأنَاةِ//

وَيَغْضَبَ منهُ البَطيءُ الغَضَبْ

وَمَا لاقَني بَلَدٌ بَعْدَكُمْ//

وَلا اعتَضْتُ من رَبّ نُعمايَ رَبْ

وَمَنْ رَكِبَ الثّوْرَ بَعدَ الجَوَا//

دِ أنْكَرَ أظْلافَهُ وَالغَبَبْ

وَما قِسْتُ كُلَّ مُلُوكِ البِلادِ//

فدَعْ ذِكْرَ بَعضٍ بمَن في حلَبْ

وَلَوْ كُنْتُ سَمّيْتُهُمْ باسْمِهِ//

لَكانَ الحَديدَ وَكانُوا الخَشَبْ

أفي الرّأيِ يُشْبَهُ أمْ في السّخَا//

ءِ أمْ في الشّجاعةِ أمْ في الأدبْ

مُبَارَكُ الاسْمِ أغرُّ اللّقَبْ//

كَرِيمُ الجِرِشَّى شرِيفُ النّسَبْ

أخُو الحرْبِ يُخدِمُ ممّا سبَى//

قَنَاهُ وَيَخْلَعُ ممّا سَلَبْ

إذا حازَ مالاً فَقَدْ حازَهُ//

فَتًى لا يُسَرّ بِمَا لا يَهَبْ

وَإنّي لأُتْبِعُ تَذْكَارَهُ//

صَلاَةَ الإلهِ وَسَقْيَ السُّحُبْ

وَأُثْني عَلَيْهِ بِآلائِهِ//

وَأقرُبُ منْهُ نَأى أوْ قَرُبْ

وَإنْ فارَقَتْنيَ أمْطَارُهُ//

فأكْثَرُ غُدْرَانِهَا ما نَضَبْ

أيَا سَيفَ رَبّكَ لا خَلْقِهِ//

وَيَا ذا المَكارِمِ لا ذا الشُّطَبْ

وَأبْعَدَ ذي هِمّةٍ هِمّةً//

وَأعرَفَ ذي رُتْبَةٍ بالرُّتَبْ

وَأطْعَنَ مَنْ مَسّ خَطّيّةً//

وَأضرَبَ مَنْ بحُسَامِ ضَرَبْ

بذا اللّفْظِ ناداكَ أهْلُ الثّغُورِ//

فَلَبّيْتَ وَالهَامُ تحتَ القُضُبْ

وَقَدْ يَئِسُوا مِنْ لَذِيذِ الحَياةِ//

فَعَينٌ تَغُورُ وَقَلْبٌ يَجِبْ

وَغَرّ الدُّمُسْتُقَ قَوْلُ العُدَا//

ةِ إنّ عَلِيّاً ثَقيلٌ وَصِبْ

وَقَدْ عَلِمَتْ خَيْلُهُ أنّهُ//

إذا هَمّ وَهْوَ عَليلٌ رَكِبْ

أتَاهُمْ بأوْسَعَ مِنْ أرْضِهِمْ//

طِوَالِ السّبيبِ قِصَارِ العُسُبْ

تَغيبُ الشّوَاهِقُ في جَيْشِهِ،//

وَتَبْدُو صِغاراً إذا لم تَغِبْ

وَلا تَعْبُرُ الرّيحُ في جَوّهِ//

إذا لم تَخَطّ القَنَا أوْ تَثِبْ

فَغَرّقَ مُدْنَهُمُ بالجُيُوشِ//

وَأخْفَتَ أصْوَاتَهُمْ باللّجَبْ

فأخْبِثْ بِهِ طالِباً قَتْلَهُمْ//

وَأخْبِثْ بِهِ تارِكاً مَا طَلَبْ

نَأيْتَ فَقَاتَلَهُمْ باللّقَاءِ//

وَجِئْتَ فَقَاتَلَهُمْ بالهَرَبْ

وَكَانُوا لَهُ الفَخْرَ لَمّا أتَى//

وَكُنْتَ لَهُ العُذْرَ لمّا ذَهَبْ

سَبَقْتَ إلَيْهِمْ مَنَايَاهُمُ//

وَمَنْفَعَةُ الغَوْثِ قَبْلَ العَطَبْ

فَخرّوا لخَالِقِهِمْ سُجّداً//

وَلَوْ لم تُغِثْ سَجَدوا للصُّلُبْ

وَكم ذُدتَ عَنهُمْ رَدًى بالرّدى//

وَكَشّفْتَ من كُرَبٍ بالكُرَبْ

وَقَدْ زَعَمُوا أنّهُ إنْ يَعُدْ//

يَعُدْ مَعَهُ المَلِكُ المُعتَصِبْ

وَيَسْتَنْصِرانِ الذي يَعْبُدانِ//

وَعِنْدَهُما أنّهُ قَدْ صُلِبْ

ليَدْفَعَ ما نَالَهُ عَنْهُمَا//

فَيَا لَلرّجالِ لهَذا العَجَبْ

أرَى المُسْلِمِينَ مَعَ المُشْرِكِيـ//

ـنَ إمّا لعَجْزٍ وَإمّا رَهَبْ

وَأنْتَ مَعَ الله في جانِبٍ//

قَليلُ الرّقادِ كَثيرُ التّعَبْ

كأنّكَ وَحْدَكَ وَحّدْتَهُ//

وَدانَ البَرِيّةُ بابنٍ وَأبْ

فَلَيْتَ سُيُوفَكَ في حَاسِدٍ//

إذا ما ظَهَرْتَ عليهمْ كَئِبْ

وَلَيْتَ شَكاتَكَ في جِسْمِهِ//

وَلَيتَكَ تَجْزِي ببُغْضٍ وَحُبْ

فَلَوْ كُنتَ تَجزِي بِهِ نِلْتُ منِـ//

ـكَ أضْعَفَ حَظٍّ بأقوَى سَبَبْ

(أبو الطيب المتنبي)


*******

د. أبو شامة المغربي




kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)