المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إهداء إلى الأخت الكريمة سمــــا اللامــــي



أبو شامة المغربي
09/06/2006, 10:36 AM
الشــــــرف المـــــروم

*****

إِذَا غَامَرْتَ فِي شَرَفٍ مَرُومِ//

فَلاَ تَقْنَعْ بِمَا دونَ النُّجِومِ

فَطَعْمُ المَوْتِ فِي أَمْرٍ حَقِير//

كَطَعْمِ المَوْتِ فِي أمْرٍ عَظِيْمِ

سَتَبْكِي شَجوَهَا فَرَسِي وَمُهْري//

صَفَائِحُ دَمْعُهَا مَاءُ الجُسُوْمِ

قُرِينَ النَّارَ ثمَّ نَشَأْنَ فِيْهَا//

كَمَا نَشَأ العَذَارَى فِي النَّعِيْمِ

وَفَارَقْنَ الصّيَاقِلَ مُخْلِصَاتٍ//

وأيْدِيْهَا كَثِيْرَاتُ الكُلُوْمِ

يَرَى الجُبَنَاءُ أَنَّ العَجْزَ عَقْلٌ//

وَتِلْكَ خَدِيْعَةُ الطَّبْعِ اللَّئِيْمِ

وَكُلّ شَجَاعَةٍ في المَرْءِتُغْنِي//

وَلاَ مِثْلَ الشَّجَاعَةِ فِي الحَكَيْمِ

وَكَمْ مِنْ عَائِبٍ قَوْلاً صَحِيحاً//

وَآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السَّقِيْمِ

وَلَكِنْ تأْخُذُ الآذانُ مِنْهُ//

عَلَى قَدَرِ القَرَائِحِ وَالعُلُوْمِ

(أبو الطيب المتنبي)

*******





د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

سما اللامي
20/06/2006, 07:50 AM
استاذي العزيز / ابو شامة المغربي



اشكر لك هذا الختيار الجميل للمتنبي و اشكر لك اهداءك الذي اسر قلبي ، و اسمح لي ان اهديك ما خطه شاعري الحبيب المحزون : ابو القاسم الشابي 0 رحمه الله 0



















أيُّها الشَّادِي المغرِّدُ ههُنا



يَا أيُّها الشَّادِي المغرِّدُ ههُنا*** ثَمِلاً بِغِبْطة ِ قَلْبِهِ المَسْرُورِ

مُتَنَقِّلاً بينَ الخَمائلِ، تَالِياً***وحْيَ الربيعِ السّاحرِ المسحورِ

غرّدْ، ففي تلك السهول زنابقٌ*** تَرْنُو إليكَ بِنَاظرٍ مَنْظُورِ

غرِّدْ، ففي قلبي إليْك مودَّة *** ٌلكن مودَّة طائر مأسورِ

هَجَرَتْهُ أَسْرابُ الحمائمِ، وانْبَرَتْ*** لِعَذَابِهِ جنِّية ُ الدَّيْجُورِ...

غرِّد، ولا ترهَبْ يميني، إنّني***مِثْلُ الطُّيورِ بمُهْجَتي وضَمِيري

لكنْ لقد هاضَ الترابُ ملامعي*** فَلَبِثْتُ مِثْلَ البُلبلِ المَكْسُورِ

أشدُو برنّاتِ النِّياحَة ِ والأسى*** مشبوبة بعواطفي وشعوري

غرِّدْ، ولا تحفَلْ بقلبي، إنّهُ***كالمعزَفِ، المتحطِّمِ، المهجورِ

رتِّل عَلى سَمْع الرَّبيعِ نشيدَهُ***واصدحْ بفيضِ فؤادك المسجورِ

وانْشِدْ أناشيدَ الجَمال، فإنَّه***اروحُ الوجود، وسلوة المقهورِ

أنا طَائرٌ، مُتَغرِّدٌ، مُتَرنِّمٌ***لكِنْ بصوتِ كآبتي وَزَفيري

يهتاجُني صوتُ الطّيور، لأنَّه***مُتَدَفِّقٌ بحرارة وطَهورِ

ما في وجود النَّاس مِنْ شيءٍ به***يَرضَى فؤادي أو يُسَرُّ ضميري

فإذا استمعتُ حديثَهم أَلْفَيْتُهُ***غَثّاً، يَفِيض بِركَّة ٍ وَفُتُورِ

وإذا حَضَرْتُ جُمُوعَهُمْ ألْفَيتَنِي***ما بينهم كالبلبل المأسورِ

متوحِّداً بعواطفي، ومشاعري،وَخَوَاطِري، وَكَآبتي، وَسُروري

يَنْتَابُنِي حَرَجُ الحياة كأنّني***مِنْهمْ بِوَهْدَة جَنْدلٍ وَصُخورِ

فإذا سَكَتُّ تضجَّروا، وإذا نَطَقْتُ***تذمَّروا مِنْ فكْرَتي وَشُعوري

آهٍ مِنَ النَّاسِ الذين بَلَوْتُهُمْ***فَقَلَوْتُهُمْ في وحشتي وَحُبُوري!

ما منهم إلا خبيثٌ غادرٌ***متربِّصٌ بالنّاس شَرَّ مصيرِ

وَيَودُّ لو مَلَكَ الوُجودَ بأسره***ورمى الوَرى في جاحِمٍ مسجورِ

لِيُبلَّ غُلَّتَهُ التي لا ترتوي***ويكظّ نهمة قلبه المغفورِ

وإذا دخلتُ إلى البلاد فإنَّ أفكــاري تُرَفْرِفُ في سُفوح الطُّورِ

حيثُ الطبيعة ُ حلوة ٌ فتَّانَة ***ٌتختال بين تَبَرُّجِ وَسُفُورِ

ماذا أودُّ من المدينة ، وهي غارقة*** ٌبموَّار الدَّم المهْدورِ

ماذا أودُّ من المدينة ، وهي*** لاترثي للصوتِ تَفجُّع المَوْتُورِ؟

ماذا أودُّ من المدينة ، وهي لاتَعْنو لِغَير الظَّالمِ الشَّرِّيرِ؟

ماذا أودُّ من المدينة ، وهي مُرْتادٌ***لكل دعارة وفجورِ؟

يا أيُّها الشَّادي المغرِّدُ ههنا***ثَمِلاً بغبطة قَلْبهِ المسرورِ!

قبِّلْ أزاهيرَ الربيعِ، وغنِّها***رنَمَ الصّباحِ الضَاحكِ المحبورِ

واشربْ مِنَ النَّبع، الجميل، الملتوي***ما بين دَوْحِ صنوبر وغدير

واتْرُكْ دموعَ الفَجْرِ في أوراقِها***حتَّى تُرشِّفَهَا عَرُوسُ النُّورِ

فَلَرُبَّما كانتْ أنيناً صاعداً***في اللَّيل مِنْ متوجِّعٍ، مَقْهورِ

ذرفته أجْفان الصباح مدامعاً***ألاّقة ، في دوحة وزهورِ...

















‍‍‍‍‍ لك خالص ودي ، و كعادتي، في انتظار شدوك