المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فَهْل في ذلك عيبٌ وباطلٌ وزيغ !!؟؟؟...



بنت الشهباء
03/06/2006, 08:22 PM
فَهْل في ذلك عيبٌ وباطلٌ وزيغ !!؟؟؟...




الطود الشامخ للفكر يعلو ويعلو, وفي داخله قلب يمور ويضطرب ...



يحاول أن يقتلع أعاصير الهم والحزن .. لكن دون جدوى ...



وإذ به يرسل زفرة من بركانه ليزلزل الجبل القائم , والطود الشامخ بكلمة حب ولمسة حنان ويقول :



لا تخافي أنا معكِ أينما كنتِ!!.....



ومن ثم يسرع ليترك حمم الآهات تدور على خطوط الأضلاع , وزوايا الفكر لينفذ منه إلى أكبر حب سكن له القلب !!!...



ما أعجبه هذا الطود العتيد !!!؟؟...



أي والله ما أعجبه !!!؟؟...



ضعيف في باطنه , قوي في ظاهره ..لن يستطيع أن يحوّل ما به , و يهدم تلك الصورتين ,لأنها تمثّل غاية الحكمة للإنسان على وجه الأرض ..



يعاند الفكر ليلتمس من النفس العطف والرقة ..فيلتوي وهو يسترحمها بأن ترفق به ولا تستخف منه , وتستثقل بهذا الاعتبار المتين الذي بدأ به يؤمن ...



إنه بحق تاريخ قلب !!...



تاريخ قلب كتب له منذ الأزل ليستقيم على الخط حينا , ويزيغ من محيط الدائرة حينا آخر ...



ومع ذلك لا زال يمسك به ويتشبث بمحيط أطرافه , وهو يأمل أن لا تفلت منه مضارب الخُلق والوفاء والصدق ....



صاحب هذا القلب البشري مسكين !!!...



لكنه قلب إنسان ...



قلب إنسان قد عرف موضعه منذ أن خلق الله البشر ..



تسري في عروقه الفطرة التي فطرها الله عليه ليستقي من الحب رواق المعاني وروح الضياء ,وليبسط يديه بعد ذلك على باب السماء وهو يأمل من ربه الرحيم الرحمن الرحمة والغفران ..

كلما تقدّم ليلمس أطراف السماء العلوية صغرت الدنيا في عينيه , ولا يلبث إلا ويجد نفسه تودّ أن تنزل إلى الأرض لتسعد وتحيا مع صرخة الحبّ الولهان ...







إنه بحق يمثل حقيقة الضعف البشري !!...



يصيب العظيم الضعيف فيترامى بروحه , وهو يستغيث رب الخلق ليهبه روح الرضا والأمان ...



جذوة نار ونور تشّع من خيال المحب , وتفيض من أغوار النفس لتهبط على قلب روح الصدر حتى ولو كانت تلذ عه لذع جمر النيران !!...



لكن يجد فيه حرقة يستلذ منها القلب , ويستنير منها الفكر لينثر بديع وحسن البيان ...



فمن ضوء احتراقه يسطع خياله , ومن نار نوره يطالع جمل معانيه لينبسط عليها في صورة جمال قلبه , ويبعث النشاط والحيوية في حواسه وعواطفه !!..



ما أعظم هذا الحب وما أجلّه !!!....



ما أجمله وهو يود أن يفرش رداء الحب على من حوله !!..



أي والله !!!....



ما أنداه وهو يحسن التعبير عن مكنونات داخله , ويظهر عما يدور في فكره, وهو يأمل ألا ينقطع عنه لأنه صورة وضيئة قد سكنت جنبات صدره ...



سيقولون :

بأنّ ما تأملين إليه بعيد المنال ....

كأنكم والله لا ترون أطواء النفس وهي تود أن تصل إلى أعالي القيم والمثل !!؟؟...



هل هذا هو مقياس العدالة والإنصاف !!؟؟..



هل ترغبون أن يأتي الكلام من بئر الكذب !!؟؟....



أم أنكم تريدون أن تتسكع النفس مع شهوات النفس !!؟؟..



وفجأة وسط تساؤلات تقض من مضجع الفكر إذ بالقلم ينتفض ثائرا وينادي :



لا يا صديقة الفكر !!!...



لا يا أمينة القلب !!!...



لا والله لا !!..



لا يمكن أن تبطل سنن الفكر , وتهوي في متاهات الكره والحقد !!..



أين أنتَ يا صديقي !!؟؟...



وددت لو أنك تكون دائما قريباً من النفس , وصديقاً للفكر ...



أدعوك لتصحح الخطأ من براهين منطقكَ , وترسم الكلام من بيان حكمتكَ, وكم أنا اليوم بحاجة إليكَ ...



لا تدع الفكر ينظر إليكَ , وأنت مدبراً عنه !!...



أرجوك أن تتأمّلَ روح القلب ليروي لك لسانَ عين صدق حبه ,وهو يأمل أن يستقيم طبعه , ولا يريد أن يُطْرد من موضعه لأن مابينه وبين صاحبته ليس سوى تكاملاً في الروح والجسد ...



لا تدعها بعد اليوم يا صديقي !!!...



لا تدع قلباً له تاريخ, وحكايةً مع الزمن !!...



لا تدع الأقدار تمحقه , وترمي به إلى شدائد المصائب والمحن!!..



كن له سلوى لأحزانه , وصاحباً جميلاً ناصحاً لقلبه ...



إنها تأمل منك أيها الصديق الودود أن تدوّن أحداثه ,وتتكلم عن حكاية صموده ...



فوالله لا أحد يشعر بألم ما في داخله وهو يتشظى فلولا من دمعة قلبه ...



غريب هذا القلب!! ....



يسوق نفسه سوقا عنيفاً لطريق الحبّ , ولا يحاول أن يقترب إلاّ منه , وأن لا يبتعد بشتى الوسائل عن سبله ...



فهل هذا اختلال لنظام القلب !!؟؟...



والله لو نظرنا إليه بروية لوجدنا أنه قلب صادق لا يعرف الغشّ والكذب سوى أنه يأمل أن يبقى ملازماً ما بقي من عمره مع صدق ما في داخله ...



هل من الممكن أن يعدل عنه, وقد انعقد الحبّ الصادق على حبال أنفاسه ليحدث رجيجاً في أكنافه !!؟؟...



لا !!..



لا والله لا يمكن وذلك بعد أن وعى ما في داخله !!!...



صوت من بعيد يهاجمني :







كفاكَ يا قلب أمانيَ !!؟؟؟...







كفاكَ يا قلب أحلاما !!؟؟؟..







لا والله لن أحرق بيان الفكر , وأنا آمل من الله أن يثبتني ويعينني على أن أوجهّه إلى صلاح الرأي, وحسن الكلم , فهل في ذلك عيب وباطل وزيغ!!؟؟.....







لا أبدا والله !!...







سأحاول أن أتشبث بصلاح الفكر والقلب من هدي القرآن وسنّة العدنان , وأنا أدعو الله العزيز الرحمن أن يتكفل بعهد بناء القلب , وعمارة حبّه , وفطرة إنسانيته .....











بقلم : ابنة الشهباء

طارق شفيق حقي
04/06/2006, 01:42 PM
إنه بحق تاريخ قلب !!...



لكني لا أعلم لما طففت أسطراً

الأخت ابنة الشهباء لمست فيما لمست قدرة على التعبير وقدرة لفهم حوار القلب والفكر وذلك ملكة مقدرة موهوبة من الله عز وجل
هذه المجردات امسكت بها وفسرتها على انها حوار بين الفكر والعقل

ما رأيك لو جسدنا الفكر برجل ما وتكون العاطفة هي البطلة ويحدث الحوار

وبذلك ننزل من الحوار المجرد بعيد المسك لكثير من الناس للحوار العادي لكنه يحمل رمزاً فالرمز يحاكي قسمين من الناس

لك تحياتي

بنت الشهباء
04/06/2006, 02:57 PM
ولكن دائما يا أستاذنا الفاضل يكون الحوار جميلاً وراقياً ما بين الفكر والقلب ...


لأنّ كلّ واحد منهما سيكمل الآخر


وللعلم فإنّ هذه ليس مجردات , بل واقع محسوس في الداخل

يحبّ أن يترجمه لسان قوله عبر صفحات روح فكره وقلبه


فهل في ذلك عيب وزيغ وباطل !!....


إنه بحقّ تاريخ قلب