المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طارق حقي ومجموعته غابات الروح



الشريف
06/05/2006, 08:02 PM
طارق حقي ومجموعته غابات الروح





صدر لأخي القاص السوري الشاب طارق حقي مجموعته القصصية الأولى التي عنونها بغابات الروح ، عنوانا يكشف أن الكاتب ينتمي إلى من ينظرون للعالم بعيون المتصوف ، الذي حينما يسكر من خمر المعرفة يبوح بالأسرار الإلهية وخفايا عالم الروح ،وحينما يبوح يتخذ الرمز لغة حتى لا تنكشف جميع الأسرار في لحظة نشوة واحدة.

وأول ما لفت انتباهي هو شدة قصر القصص ، إنها تلك اللقطة التي تختصر أزمنة طويلة وتقدمها لك ، كبسولات مركزة من الفيتامينات التي تنشط عقلك ، هي كالصفعة التي توجهها لشخص ما لتعبر عن كره يغلي في صدرك ، وكالوردة التي تأمل وأنت تقدمها لفتاتك أن تختصر كل معاني المحبة في قلبك .

وللمجموعة لغتان لغة الرمز فصديقي ينظر نظرة المتصوف المنتشي بخمر المعرفة بعد أن شربه صرفا ، فلغته الصوفية أو الرومانسية لا تعكس الواقع كما هو ، بل تقوم بتفكيكه وإعادة تركيبه مرة أخرى ، ربما يبدو مقلوبا أو دائريا أو مثلثا أو شبه منحرف ، ولكنه يظل واقعا عليك أن تبذل بعض الجهد في تأمله لتراك داخله تؤثر فيه ويؤثر فيك .

ولغة الواقع حيث تتخير من جميع صوره صورة ، ثم تضعها تحت المجهر ليراها الناس ، ثم تصوغها في لغة تصرخ في قارئها ، هذا واقعك ، هذه حقيقتك ، هذا هو قبحك ، وتلك مواطن جمالك .

لست بصدد تقديم نقد للمجموعة ، وكل ما في الأمر أنها أعجبتني وأحببت أن أقدمها لكم مع بعض القصص منها أما المجموعة كاملة فهي صدرت في سوريا عن دار الرفاعي ، ولا أدري هل يتم توزيعها خارج سوريا أم لا ، على العموم هذا هو موقع الصديق الحبيب طارق حقي لمن أراد معرفة المزيد وربما يسمح بنشر قصص المجموعة كاملة على الإنترنت

www.merbad.net (http://www.merbad.net/)

ولكني بدون إذنه أختار لكم بعض النصوص ، ليست أجمل ما في المجموعة ولكنها تنتمي إلى النوعية المفضلة لي وهي اللقطة المركزة :

مَـــــــــنْ ؟

سألته عن اسمه فقال: موسى عيسى المحمد.

وما اسم جدك ؟ قال: آدم .

قلت: أمك ؟ قال: مريم.

قلت: أعمامك ؟ قال: سليمان وإدريس ويوسف.

قلت: أخوالك ؟ قال: يعقوب وزكريا وإسماعيل.

قلت: أخوتك ؟ قال: يحيى ويونس وداود.

قلت: إذاً فأنت قريب من الله. . . قال: مَنْ ؟؟!




+++



شــهِــيَّـــة



جلست وصديقي في مطعم، كنت جائعاً فالتهمت شطيرتي سريعاً نظرت حولي وإذ بالناس يحدقون فيَّ مندهشين نظرت إلى الشطيرة. . . آه ! لقد التهمت يدَ صديقي، بينما كان ينظر جانباً أعجبني مذاق يده فالتهمت يده الأخرى .

تلفتُّ إلى الناس الذين ما زالوا مندهشين وانفتحت شهيتي فأتيت على صديقي كاملاً ,حانت مني التفاتة إلى جسدي.

آه ! لقد أتى عليَّ صديقي أيضاً دون أن أشعر فلم يبقَ منا سوى لسانٍ وأسنان؟!.




+++

كأس الشاي المكسورة من طرفها


حين كان صديقي يعدُ الشاي لنا .. فإن الكأس المكسورةَ من طرفها تأخذ شيئاً من التفكير .. فكان يضعها أمامه ويعطيني الأخرى فابتسم ويبتسم، وحين كنت أعد الشاي كنت أضعها أمامي وأعطيه الأخرى. ذات يوم اشترى صديقي كأساً جديدة، وأعد الشاي لنا وغابت البسمة فأمسكت الكأسَ ونظرت فيها وكسرتها من طرفها .


+++



وسط الزحام



على ساق شجرة في غابة كثيفة كتب : حبيبتي أين أعثر عليك وسط هذا الزحام ؟ تتشابه عليّ الوجوه.. تتزين لي المتزينات يردن خداعي .. وكلٌ يقول لي بأنه أنت .. حبيبتي إني عاجز عن العثور عليك , إني انتظرك.

على الطرف الآخر من الشجرة كتب :حبيبي .. إني انتظرك.

9/2002


+++

ثروت سليم
20/05/2006, 07:14 PM
الأخ الكريم / الشريف ... سلام الله عليك وبعد ... لقد أضفت سحراً وجمالآ... حينَ حلَّـقتَ وتجوَّلت بغابات الروح وقرأتَ لنا بعضاً منها ..ولقد سررتُ مرتين

المرة الأولى: عندما قال لي ولدي خالد ( يا بابا وأنا أطالع أسلوب عمي طارق الشيق في غاباته أحسستُ أنني أعيش مع حكايات من كليلة ودمنة الشيقة إلا أن الأولى حكم وأمثال مع عالم الحيوان ولكن الثانية قفشاتُ جميلة لعالمنا وكأنه كتبها في حي الحسين والسيدة زينب وبولاق الدكرور وسط زحام الحياة.
والمرة الثانية : عنما قرأتُ لك هذا التعليق الرائع سررتُ ورغم أني شاعرُ يمكنني أن أرسُمَ الصورة َأو أنقلَ الخيالَ إلى واقعٍ أحيانا أو أضعُ الأعمدةَ لبناء القصيدة ..إلا انني لا أجيدُ النقدَ القصصي أو التقييم ولكني سعدتُ بتعليقكما (أنت وخالد) فلكما مني تحية تقديرٍ واحترام وللقاص طارق حقي تهنأتي مرةً أخرى ,,,,, . ثروت سليم.

الشريف
20/05/2006, 08:20 PM
أخي الحبيب ثروت سليم
هو والله ليس نقدا وإنما أصف ما دار بذهني عندما قرات القصص وأنا من صغري بعيد عن النقد واتجاهاته ومدارسه وكانت مادة النقد خاصة الحديث ثقيلة على قلبي أيام الدراسة .
سيدي أطمع في التواصل معكم أكثر وأنا أقيم في مدينة طنطا فلو جئت يوما لزيارة السيد البدوي فوت عليَّ ورقم تليفوني 0403350957

ثروت سليم
20/05/2006, 08:38 PM
أخي الحبيب ثروت سليم
هو والله ليس نقدا وإنما أصف ما دار بذهني عندما قرات القصص وأنا من صغري بعيد عن النقد واتجاهاته ومدارسه وكانت مادة النقد خاصة الحديث ثقيلة على قلبي أيام الدراسة .
سيدي أطمع في التواصل معكم أكثر وأنا أقيم في مدينة طنطا فلو جئت يوما لزيارة السيد البدوي فوت عليَّ ورقم تليفوني 0403350957


أخي الكريم الشريف / سلام الله عليك وبعد ... سعدتُ جداً بدعوتكم الكريمة وقلبك الطيب الودود وإن شاء الله سيتحقق ذلك قريباً

أما الآن إن شاء الله ستسمع صوتي هاتفياً وسأعطيك هاتفي ونلتقي أكثر ..تقبل تحياتي وانتظر مني تليفون خلال دقائق مع تقديري

أخوكم / ثروت سليم