المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحضارات القديمة بأمريكا



عبدالسلام زيان
20/05/2006, 10:06 AM
الحضارات القديمة بأمريكا



وقع التطرق في هذا المقال إلى جملة من الأساطير الدينية التي تحدثت على أصل نشأة الكون، و الملفت للانتباه أن أغلب الشعوب التي روت الأساطير تؤمن بفكرة الخلق رغم تشعبها و رغم تفرقها جغرافيا و تاريخيا و ذلك من خلال الإقرار بوجود روح أو قوة متعالية كانت سببا في خلق الإنسان و الكون، ولكم الآن بعض النماذج من هذه الأساطير و الشعوب.

.

· شعب Hopi يعتقد هذا الشعب أن قبل الخلق لم يكن إلا الخالق Taiwa ، و أن كل شئ آخر كان بمثابة الفضاء الذي لا نهاية له، لا وجود للزمن، و لا للحياة، و لا للأشكال، بحيث لم يكن إلا زمنا فارغا في روح الخالق فقط و بداية ونهاية و شكلا و حياتا، فهو الذي لا حد له قد خلق الحدّ، و أن أول مخلوق حصل على روح هو Soutouknang و ظهر- بحسب تخطيط الخالق من الفضاء الذي لا نهاية له. جمع Soutouknang المادة التي ستصير صلبة و أعطاها شكلا و وزعها على تسعة أكوان:

كون للخالق Taiwa وكون له، و سبعة أكوان للحياة التي ستصبح، عند انجازه كل هذا توجه للخالق بهذا السؤال: فهل ما قمت به هو وفق تخطيطك؟

رد الخالق: نعم هذا هو طريق الحياة، و الآن عليك أن تفعل نفس الشيء مع كل المياه، أتركها تدفق على كل الأكوان لتوزعها بعدالة.

امتثل Soutouknang للأمر و جلب المياه من الفضاء الذي لا نهاية له ووزعها على كل الأكوان فصار بذلك نصف الكون يابسة و نصف آخر ماءا.

Soutouknang للخالق: تعالى و انظر إلى العمل الذي أنجزته عما إذا كان و فق ماتراه.

الخالق: نعم هذا هو طريق الحياة، إن الوقت قد حان لترك الهواء يتدفق.

جلب Soutouknang الهواء و نظمه ووضعه في كل كون.

كان الخالق راض لكنه مع ذلك أشار إلى Soutouknang بقوله: إن مهمتك لم تنتهي بعد، عليك أن تخلق الحياة و حركتها.

ذهب Soutouknangإلى الكون الذي تستخرج منه حياة الدنيا الأولى، و خلق كائنا بمساعدته، فكان بذلك " خلق أنثى العنكبوت"، استيقظت هذه الأنثى، سألته لماذا أوجد هنا؟

أجابها: هذه الأرض التي خلقناها، انظري إن لها شكل، زمن، بداية و نهاية، ولكن مع ذلك تخلو من الحركة و الصوت، لقد حصلت على هبة لمساعدتنا خلق هذه الأشياء.

أخذت "أنثى العنكبوت" شيء من التراب و قامت بمزحه بلعابها و صنعت توأما و غطته بمادة بيضاء تسمى حكمة الخلق، و غنت أغنية الخلق، و حينما أخذت حكمة الخلق من التوأم مأخذها استيقظ و سألها: من نحن؟ و ماذا نفعل هنا؟

قالت " الأنثى " لأحدهما أنت يا poquanghoya ستمسك بزمام النظام الأرضي حينما تمتلئ بالحياة، و أنت الذي من سيضع يده على الأرض و يدور حولها. و قالت للثاني أنت يا palongawoya إن مهمتك تتمثل في أن تدور حول الأرض، و أن تبعث بها أصواتا تسمع في كل أرجائها، سيقع معرفتك كصدى لأن كل الأصوات تهتز بصوت الخالق. سافر الأول إلى كل بقاع الأرض، و أعطى للجبال شكلها و للسهول خصوبتها. انتشر الثاني في كل الأرجاء و نادى بأعلى صوته حتى ارتعشت الأرض و اهتز الكون و تحول آلة للصوت. بعدها أرسل بكل من التوأم إلى قطب حتى يتركا الأرض تدور.

وشحت" أنثى العنكبوت " الأرض فأنبتت الأشجار و النبات و الأزهار و كل أنواع الحبوب، وخلقت الطير و أعطت لكل جنس منها اسما.

شعر Soutouknang بالسعادة حينما رأى أن كل شيء جميل و قال للإله Taiwa تقدم لتنظر.

قال Taiwa أن كل شيء جميل جدا، و لا ينقص إلا الحياة الإنسانية كي يكون تخطيطي مكتملا.

أخذت "أنثى العنكبوت" التراب و به أربعة ألوان( الأصفر، الأحمر، الأبيض، الأسود) مزجت التراب بلعابها و صيرت له شكلا و غطته بالمادة البيضاء التي هي حكمة الخلق و غنت أغنيته، وجدت أمامها بعد انتهائها أربعة كائنات في شكل رجال يتشابهون مع Soutouknang، كررت العملية فوجدت أمامها أربعة نسوة يشبهنها.

بدأ البشر في التحرك، بزغت الشمس من وراء الأفق، أخبرتهم "أنثى العنكبوت" و أشارت إلى كونهم سيلقون خالقهم الأول. أعطاهم بعدها Soutouknang موهبة الكلام، أعطى لكل جنسا لغة مختلفة، وزودهم بالحكمة و بكيفية التناسل و التكاثر. نظر لهم و قال إني وهبتكم أرضا تكونوا بها سعداء شريطة أن تحترموا الخالق في كل زمان.

أخذ كل شعب من الشعوب الأولى اتجاها كانوا سعداء، بدؤوا في التكاثر رغم ألوانهم و لغاتهم المختلفة، كانوا يشعرون مع ذلك بكونهم شعب واحد، كانوا يتواصلون مع بعضهم البعض دون كلام، وكان الشأن كذلك بالنسبة للطير و الحيوانات.

لم يتواصل احترام الخالق من خلال نسيان البشر الذين رأوا لونا آخر مختلفا و بسبب اختلافهم عن الحيوانات، ازدادت هذه الأخيرة وحشية و هاجرت الإنسان فارة خوفا منه. نزل إلى الأرض كائن جميل، إنه الثعبان صاحب الرأس الكبير Katoya، فرق بين البشر، أصبح البعض يتذمر من البعض الآخر و سادت بينهم الكراهية، نسي أغلبهم احترام الخالق و لم يكن من الملتزمين إلا قليلا منهم، فتجلى لهم Soutouknang في شكل إعصار و قال " لقد تحاورت مع Taiwa بخصوص الحالة التي عليها البشر الآن فرأينا أن الوضع سيئ جدّا قررنا تدمير العالم لخلق عالم جديد و حـياة جديدة، و أنكم لموكلون بهذا الأمر و أنكم لمهتدون بسحابة في النهار و نجمة في الليل فلتتبعــــوها و لا تتوقفوا إلا عند توقفها. توزع البشر الذين تم تكليفهم بكل أنحاء العالم، أخذوا في السير المتواصل غير مكترثين بضحك و سخرية أولائك اللذين لا يرون السحاب و النجم إلى أن بلغوا المكان. وجدوا كائنات لها نفس المزاج رغم اختلافها في اللغات و الألوان.

قادهم Soutouknang إلى هضبة كبيرة يعيش بها " شعب المستنقعات" داس بقوة سقف بيـــــــتهم و أمرهم بفتح أبوابها وقال للبشر الذين اتبعوا السحابة و النجمة" ستنزلون جوف الهضبة للعيش مع شعب المستنقعات حتى إلى أن أزلزل الأرض، تعلموا من هذا الشعب إنه لمجتهد، أنهم يجمعون القوت في الصيف و يدخرونه للشتاء إنهم يطيعون الخالق و يعيشون في سلام."

تركهم Soutouknang و ذهب حيث أمطر الأرض نارا بفتح كل البراكين فانتهى بذلك أول عالم.

عاش الأخيار من البشر في سعادة مع شعب المستنقعات، غير أن مشكل بدا يدب بينهم تمثل في نقص المئونة، بداو النظر في كيفية تحصيل الزاد، فتدمير العالم لم يستغرق وقتا طويلا في حين طال ترقبهم نتيجة طول الزمان الذي استغرق في تلطيف حرارة العالم التي كانت نتيجة الحرائق، بعدها وقع خلق العالم ثانية، و تكررت عملية خلق هذا العالم بحسب هذه الأسطورة المطولة أربعة مرات.







.

.



* شعب Omah: يرى هذا الشعب إن كل الكائنات بما في ذلك الإنسان كانت مجرد روح في السابق محلقة في الفضاء دون جسم، فتشت عن مكان لبداية الحياة، طارت في البداية إلى الشمس فوجدتها حارة جدّا، طارت إلى القمر ظنا منها في وجود اعتدال للطقس لكن وجدته باردا جدا، نزلت في النهاية إلى الأرض لكن كان الماء يغمر سطحها بحيث لم تجد موطئ قدم، طارت في يأس متبعة الرياح شمالا جنوبا، شرقا و غربا. بقيت لمدة طويلة مثلها مثل الأشباح الحزينة تتنقل من مكان لآخر دون جدوى إلى أن صعدت فجأة صخرة كبيرة من جوف البحر فرقت الماء و تفجرت إلى أجزاء فكان في انفجارها دويا مرعبا و شهبا ولهيبا من نار ارتفع إلى حد السماء. لقد كان انفجارا عظيما لا مثيل له، تبخر الماء و تحول إلى سحب، ظهرت اليابسة نزلت أرواح الأعشاب تبني لذواتها مقرا تقطن فيه، نزلت الحيوانات و سكنت الهياكل العظمية عندما كست الأوراق الخضر أوراق الأشجار، نزلت في الأخير أرواح البشر تحولت إلى أجسام من لحم ودم.



شكرا لاستاذ الفلسفة البحري السالمي على كل ما يقوم به





مع احترامي لكل الاراء