المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدب الروايـــــــــة



أبو شامة المغربي
18/05/2006, 01:09 PM
أساليب طريفة في كتابة الرواية

*****

يعمد بعض الكتاب الروائيين حديثا إلى اتخاذ طرق شتى للكتابة اعتمادا على مصادر متعددة، قد تكون الموهبة الإبداعية تشكل آخر فقرة من فقرات الإنتاج، وفي هذا السياق روى لي الصديق الشاعر شوقي عبد الأمير المشرف على مشروع (كتاب في جريدة): أن صحفيا فرنسيا مغمورا قام بطبع رواية حديثة من تأليفه بعنوان (سيدات) بيعت منها آلاف النسخ في باريس وسواها، ولم يكلفه عمله هذا سوى آلة تسجيل نقل منها أحاديث مجموعة من النساء الباريسيات...

ثم قام الصحفي، بعد تسجيله خفية كل حواراتهن، بتفريغ هذه الحوارات الغريبة على الورق، وشذب منه ما استطاع، وصاغه بلغة صحفية بسيطة ثم قام بنشره...

* في عام 1983م أقيم في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية المهرجان السنوي الرابع في ذكرى المؤلف الروائي الكبير جون شتاينبك صاحب (عناقيد الغضب) و(شرق عدن) وغيرهما من الأعمال المهمة، وفي ذات الوقت قامت مجموعة من الكتاب بتظاهرة أدبية خاصة تتعلق بفن الرواية، سمى هؤلاء أنفسهم (جماعة سياتل الخفية)، وقاموا بجولات في أنحاء المدينة لجمع معلومات من المارة، بدأ هؤلاء الكتاب عملهم بسؤال أحد المارة عن أي موضوع خاص به، فيبدأ الرجل أوالمرأة بالحديث عن الأماكن التي يرتادها ويألفها من المدينة حيث يدخل المحاور (المحاورة) معه في حوار عن أدق خصوصياته حتى يصل إلى حافظته التي تحوي نقوده وأوراقه الشخصية.

من معلومات كهذه، ومن تأمل لشخوص المدينة العاديين ومشكلاتهم جمع هؤلاء مصادر روايتهم التي جاءت مكتوبة بشكل جماعي، تخصص كل فصل فيها بحياة واحد من الناس وأفكاره وهواياته ومشكلاته.

إن هذه التجربة في الكتابة الجماعية ليست جديدة، فقد كتب طه حسين وتوفيق الحكيم رواية (القصر المسحور) في الخمسينات من القرن الماضي، وقام جبرا إبراهيم جبرا، وعبد الرحمن منيف بكتابة رواية مشتركة بعد ذلك بأعوام هي (عالم بلا خرائط)، بل إن أربعة كتاب عراقيين شبان أصدروا عام 1956م مجموعة قصصية مشتركة هي (الحصان الأخضر) قام كل اثنين منهم بكتابة قصة واحدة، واشترك الأربعة في كتابة قصة (الحصان الأخضر) ذاتها التي حملت عنوان المجموعة، وهم منير أمي، وعبد الله حبة، وعبد الله حسن، وعبد الله جواد، وهم بذلك قد حاولوا تقديم تجربة جديدة في التأليف القصصي.

أغرب من ذلك ما فعله الباحث الطبي البريطاني ريموند تاليز بكتابة روايته الجديدة (متعلق بالضوء) حيث استمر عمله فيها مدة ربع قرن، وقد تألفت من ثلاثة آلاف صفحة، وحملت (700) ألف كلمة، وبذلك عدت هذه الرواية أضخم رواية مفردة في تاريخ الإبداع الروائي.

وبالرغم من أن تاليز هذا كاتب محترف في حقول طب الشيخوخة، والشعر، والدراسات النقدية، فإن عمله الروائي الأخير هو الإنجاز الروائي الأكبر، وهو يتعارض مع فقر المخيلة لذلك الزوج الذي ضرب زوجته ليكتب حتى استعانت بالقاضي الشرعي.

يقول تاليز إنه يبحث الآن عن قارئ طويل الصبر يفهم أهمية عمله، وليس عن قارئ قليل التركيز يسأم سريعا.

لقد سود (تاليز) ثلاثة آلاف صفحة لإثبات قدرته غير العادية على الأداء الدرامي، على الرغم من أن هذا العصر هو عصر الرواية القصيرة لا رواية الأجيال، أو روايات النهر مثل روايات (الكوميديا الإنسانية) لبلزا، وروايات (روكامبول) و(أسرة تيبو) لغيره.




إن طرق العمل الروائي اليوم تستند إلى الإيقاع السريع، وتحريك المشاهد على شاكلة الدراما التلفزيونية، ذلك أن الزمن يبدو أسرع من قبل بحكم مشاغل الإنسان اليومية، وكثرة أعبائه كما أن بعض الروائيين يعمد إلى بث روايته عن طريق الحاسوب لضمان وصولها الكترونيا إلى أكبر عدد من الناس، وهكذا تستمر صور التجديد في طرق الكتابة الروائية ودوافعها، وأحجامها، وطرق عرضها على القارئ أيضا.. في عصرنا الحديث.




باسم عبد الحميد حمودي


http://www.sotakhr.com/index.php?id=289


******





د. أبو شامة المغربي


kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

د.ألق الماضي
18/05/2006, 02:50 PM
شكرا د. أبو شامة على النقل