المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مــــــدن فــلسطينية



أبو شامة المغربي
15/05/2006, 10:54 AM
مـدن فلسطينية

(1)



مدينة غزة

************



الموقع والتسمية



في الجزء الجنوبي من الساحل الشرقي للبحر المتوسط تقع مدينة غزة، وقد جاء موقعها عند التقاء إقليمين جغرافيين متباينين، إقليم البحر المتوسط بمناخه المعتدل وأراضيه الخصبة ومياهه العذبة، والإقليم الصحراوي الجاف، وأراضيه ذات الرمال المتحركة، وهي بهذا تحتل موقعاً ذا أهمية كبيرة، فهي تقع على أبرز الطرق التجارية القديمة، حيث تتجمع فيها التجارة القادمة من الهند، وحضرموت واليمن ومكة، لتنتقل فيما بعد إلى دمشق وتدمر، وباقي مناطق الشام، وزادت أهميتها الاقتصادية فيما بعد، خصوصاً بعد إنشاء خط سكة حديد القنطرة- حيفا، ماراً بغزة، ويواصل هذا الخط طريقه إلى لبنان وسوريا وتركيا.

وغزة كلمة كنعانية عربية وقد قيل في معناها أقوال منها أن غزة تعني خص، فيقول ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان: اغتز فلان بفلان أي اختصه من بين أصحابه، وقد قيل أيضاً أن غزة تعني القوة أو المنعة، وسماها الكنعانيون باسم هزاني، والعبرانيون غزة، وسماها المصريون القدماء باسم غازاتو وغاداتو، وسماها الأشوريون عزاتي، وسماها الفرس هازانوت بمعنى الكنز، وأعطيت عبر العصور المختلفة أسماء عديدة منها، أيوني ومينودا وقسطنديا إلا أن غزة احتفظت باسمها العربي التي ما زالت محتفظة به حتى الآن.








غزة عبر التاريخ

مدينة غزة قديمة قدم التاريخ فهي وليدة عصور متتالية وقرون طويلة، تركت بصماتها فيها، وتركت هي أيضاً بصماتها على مدى السنين وتوالي الأيام، وكان من أقدم من سكن غزة من القبائل الكنعانية هم الأليقيم كما سكنها منهم بطون المعنيين، وهم أول من ارتادها وغشي أسواقها من العرب الأوائل، ويذكر بعض المؤرخين أن المعينين هم أول من أسسوا مدينة غزة بعد اكتشاف أهمية موقعها، وأهمية الطرق المؤدية إليها، والخارجة منها وبعد المعينين أخذ السبأيون يؤمون غزة بقوافلهم التجارية، ومن أقدم من استوطن غزة العويون ثم الكنعانيون ثم العناقيون كما استوطنها المديانيون والأدوميون والعموريون والكنعانيون وغيرهم إلا أن الكنعانيين هم أول من سكنوها وحافظوا على وجودها وتركوا بصماتهم على تاريخها الطويل، وسجل التاريخ بأن الكنعانيين هم العرب الأوائل الذين يرجعون بأنسابهم إلى العمالقة، وجاءت هجرتهم مد للموجات السامية التي أخذت طريقها إلى البلاد، ويذكر المؤرخون أن مدينة غزة يعود تاريخها إلى 4000- 3500 سنة قبل الميلاد.

وقد سميت فلسطين في ذلك الوقت بأراضي كنعان، كانت غزة تمثل الحد الجنوبي من أرض كنعان التي امتدت إلى الشمال في عكا وصيدا، وعلى طول الساحل أقيمت المدن الكنعانية المحاطة بالأسوار وشيدوا حضارة عظمى، عرفت التجارة والصناعة والتعدين، كما اخترعوا الحروف الهجائية، ووضعوا الشرائع والقوانين، وعبد الكنعانيون الأصنام، ومن أصنامهم بعل أو السيد وهو الإله الذي اشتهرت به غزة عندما كانت عبادة الأوثان هي السائدة.

وكان الكنعانيون ماهرين في فنون الحرب، وتميزوا بالجرأة لدرجة أنهم ثاروا على ملوك مصر مثل رعمسيس الثاني والمشهور باسم سيزو سترس أو رعمسيس الأكبر، وهو أعظم من ملك مصر بالحكمة والبطش مدة طويلة، وقاوم الكنعانيون الغزوة العبرية، مما أثار حفيظة الإسرائيليين، فتناولوهم كثيراً في أشعارهم لكثرة ما بطشوا بهم كما ذكروا غزة كثيراً فقالوا في الإصحاح الثاني من سفر صفينا إن غزة تكون متروكة، واشكلون للخراب.

ولقد كان لغزة شأن مع المصريين القدماء والفراعنة، حيث عبر الكثير من ملوك مصر الفراعنة، إما لفتحها أو للانطلاق منها لفتح الشام، وكانت ذات أهمية خاصة لهم، وكانت في عهد الأسرة الثامنة عشر والتاسعة عشر المقر الرئيسي للجيش المصري المحتل لفلسطين، واتخذها تحتمس قاعدة لهجومه، ثم خضعت غزة لسيطرة الهكسوس بعد أن تمنعت عنهم مدة طويلة، عندما كانت تأخذ موقعاً عند تل العجول، حيث كان البحر قريباً من المدينة، والسفن ترسوا على شواطئها، واستوطنها الهكسوس استعداداً لهجومهم على مصر، وشهدت غزة نوعاً من الازدهار في عهدهم، قبل طردهم من قبل المصريين، وقد عثر على كثير من الآثار التي تدل على هذه الحقبة من تاريخ غزة، تضمن حلي ذهبية وكنوز ثمينة.

ثم خضعت مدينة غزة للفلسطينيين، وهم شعب جاء من البحر المتوسط، وأسسوا خمس ممالك، وكانت غزة إحداها، أما الأربعة الأخرى فهي عسقلان- اسدود- وجت وعفرون، وقد أطلق اسم فلسطين على أرض كنعان نسبة إلى هذه القبائل، وحارب الفلسطينيون الغزاة الإسرائيليين، وحالوا دون سيطرتهم على المدن الفلسطينية، وكان للفلسطينيين مراكب وعربات الخيول وبرعوا في صناعة المحاريث والآلات المنزلية، وكانت لهم ديانة، ومن أشهر هياكلهم الآلهة داجوان.

ثم تعرضت مدينة غزة لحكم الأشوريين، وكان ذلك في عهد ملكهم تبغلات بلازر الأول، ودارت معارك متعددة بين المصريين والأشوريين، حيث تحالف أهلها مع المصريين، ثم جاء الملك سرجت، وتمكن من إخضاعها، وأسر ملكها حانون عام 720ق

م، وقد سميت غزة آنذاك باسم مارنا أو سيدنا، وظلت خاضعة للأشوريين حتى عام 609ق م، حيث أعادها الملك نيخو الثاني المصري إلى حظيرة المملكة المصرية بقوة السلاح.

وبعد ذلك خضعت غزة لحكم البابليين، وكان أول من هاجمها منهم الملك سرجون الأكادي، ثم ابنه كارام سين، إلا أن حكمهم لم يدم طويلاً لتمكن المصريين من استرداد المدينة ولكنهم تراجعوا تحت ضغط البابليين، وخضعت غزة مرة ثانية للبابليين.

في عام 535ق.م خضعت غزة لحكم الفرس في عهد ملكهم قنبيز، واتخذوها موقعاً حربياً ومنطلقا لتحركاتهم نحو مصر، ومنحت غزة إدارة مستقلة ضمن التشكيلات الإدارية التي أحدثتها الفرس على فلسطين، ثم خضعت غزة للحكم اليوناني في عهد الإسكندر الأكبر المقدوني عام 332ق م، بعد أن حاصرها مدة طويلة، لأنها استعصت عليه، وأصبحت مدينة عظيمة، وشجع عدد من اليونانيين لإقامة فيها والاختلاط بأهلها، وانتشرت اللغة اليونانية في البلاد، وأصبحت لغة البلاد الرسمية، ولغة العلم والمدارس، ثم خضعت المدينة لحكم الرومان عام 96ق م، وكانت غزة تدار رأساً من إمبراطور الرومان عن طريق مندوب سامي، وقد أقام الرومان مصانع لسك النقود في غزة، وكانت هذه النقود تحمل اسم غزة على وجه، والحرف M على الوجه الآخر، إشارة إلى الصنم المعبود مارنا، وحملت بعض النقود صور انطوينوس وعلى الوجه الآخر صنم الحظ تيخافون، وظهرت صور أخرى على أنواع العملة المسكوكة في غزة، وازدهرت التجارة والعمران في عهد الرومان الذين أعادوا بناءها.

وتشير كتب التاريخ إلى صلابة شعب غزة وتمسكه الدائم بما ورثه، وحفاظه على قوميته وكرهه للغزاة، وكانت غزة في العهد القديم من معاقل الوثنية، حيث كان يوجد فيها ثماني هياكل وثنيه، عدا الأصنام الكثيرة التي كانت موجود في البيوت والقصور، بالإضافة إلى الاله داجون، وهو من الآلهة التي عبدها سكان غزة في العهود الغابرة ولا سيما عهد الفلسطينيين، وعند ظهور المسيحية بلغ العداء أشده بين الوثنيين والمسيحيين عام 395ق.م عندما تولى الأسقفية فيها بروفيريوس الذي واصل جهوده لنشر المسيحية بعد أن حصل على تأييد الإمبراطورة افدوكسيا التي أقرت بإغلاق المعابد الوطنية، وفعلاً تم إغلاق وهدم المعابد في عملية استغرقت 10 أيام.

وفي عام 634ق.م فتحت مدينة غزة من قبل العرب المسيحيين على يد القائد أبي أمامة الباهلي بعد معركة الدمثية – داثن.

وأقام العرب المسيحيون في غزة الحصون التي أنشأوها على السواحل، وكانوا يسمونها الرباطات، وأنشئ في غزة العديد منها، والرباط نوع من مراكز المراقبة.

وفي عام 1100م ثم احتلال مدينة غزة من قبل الصليبيين بقيادة جودفري، وقد حاول الصليبيون طمس أهمية غزة التجارية، إذ جعلوا عسقلان المركز الرئيسي للنصرانية في فلسطين، ولم يعتنوا بها من الناحية العسكرية، واستمر ذلك حتى عام 1149م عندما أمر الملك الصليبي بلدوين الثالث بإعادة تحصين غزة، فهدم أسوارها القديمة وبني فيها سوراً جديداً عادت غزة للحكم الإسلامي عام 1187م بعد انتصار المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في موقعه حطين، ثم عادت غزة ثانية إلى حكم الصليبيين، إلا أن القائد بيبرس تمكن من هزيمة الصليبيين في معركة غزة الثانية، والتي كانت لها أكبر الأثر في طرد الصليبيين من فلسطين، حتى أن بعض المؤرخين أطلقوا عليها حطين الثانية.

ثم تعرضت غزة للغزو المغولي المدمر إلا أن المسلمين تمكنوا من هزيمتهم على يد القائد ركن الدين بيبرس عام 1260م في موقعة عين جالوت، وتم طرد المغول نهائياً من فلسطين.

وهكذا فإن غزة كانت في عهد المماليك محطة للسلاطين يمرون منها في كل غزوة ضد الصليبيين، أو المغول، فأصبحت من أهم مراكز البريد، وقد زارها سلاطين المماليك والكثير من الرحالة.

ثم خضعت غزة للحكم العثماني بعد انتصار العثمانيين على المماليك، في موقعه مرج دابق عام 1516م، ولعبت دوراً هاما إبان الحكم العثماني وكانت في أغلب الأوقات سنجقاً أو لواء في ولاية الشام.

وفي عام 1799م، احتلها نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام، كما دخلت تحت الحكم المصري عام 1831م بعد أن أرسل محمد على إلى مصر حملة إلى بلاد الشام بقيادة ابنه إبراهيم باشا وانسحب عام 1841م.

وفي عام 1917م دخلت غزة تحت الحكم البريطاني، واستمرت كذلك حتى عام 1948م حيث خضعت للإدارة المصرية، وفي عام 1956م وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي نتيجة العدوان الثلاثي وعادت عام 1957م الى الإدارة المصرية وفي عام 1967م وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب حرب الخامس من حزيران 1967م، وفي عام 1994م غادر جنود الاحتلال الإسرائيلي مدينة غزة لتتولى إدارة المدينة السلطة الوطنية الفلسطينية إثر اتفاقات أوسلو.

وطوال هذا التاريخ الطويل كانت غزة جزءاً من الوطن الفلسطيني، شاركت في جميع الثورات ضد البريطانيين واليهود أعوام 1929م، 1936م، 1948م، ثم تعرضت لعدوان 1956م و1967م وقد تعرض أهالي مدينة غزة لممارسات المحتلين من قتل وتشريد ونسف للمنازل.



السكان والنشاط الاقتصادي

تعرض سكان غزة إلى التذبذب بين الزيادة والنقصان، حيث قدر عدد سكان مدينة غزة عام 1840م نحو 2000 نسمة، وأصبح العدد في مطلع القرن العشرين26000 نسمة وقبل الحرب العالمية الأولى وصل إلى 32000 نسمة، انخفض بشكل حاد بعد الحرب ليصل إلى 4000 نسمة، ثم عاد للارتفاع ليصل إلى 17000 نسمة عام 1927م، و19695 نسمة عام 1938م ووصل إلى 40000 نسمة عام 1947م، ثم ارتفع بشكل كبير بعد عام 1946م بسبب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين فوصل عدد سكان مدينة غزة إلى 102431 نسمة عام 1954م وتوالت بعد ذلك الزيادات السكانية لمدينة غزة.

وقد مارس سكان مدينة غزة العديد من الأنشطة أهمها:

الزارعة: وقد حاولت مدينة غزة أن تنهض باقتصادها الزراعي لدرجة أنها كانت تصدر كميات كبيرة من إنتاجها كالشعير التي صدرت منه 18616 طناً عام 1930م على الرغم من عدم تشجيع حكومة الانتداب البريطاني لهذا المحصول.

وكانت غزة مشهورة بزيتها وزيتونها، وكان زيتها يصدر إلى الخارج وإلى سائر المدن الفلسطينية بكميات كبيرة، حيث انتشرت غابات الزيتون حول مدينة غزة إلا أن الجيش التركي قطع حوالي 95% من أشجار الزيتون لاستعمال حطبها للوقود بدلاً من الفحم الحجري في تسيير القطارات.

ولذلك أصبحت غزة من أقل المدن إنتاجاً للزيتون وزيته، وبالإضافة إلى الزيتون كان هناك أشجار النخيل والكروم والبساتين والخضراوات.

الصناعة: واشتهرت مدينة غزة بالعديد من الصناعات، أهمها صناعة النسيج، حيث كانت تنسج الصوف وقد وجد في غزة، عام 1943م، 44 نولاً تنسج البسط والعباءات و20 نولاً لنسج الأقمشة القطنية والحريرية المستعملة في الأبنية البلدية والريفية، وقد لعبت هذه الصناعة دوراً كبيراً أثناء الحرب العالمية الثانية وانصراف المواطنين إلى الصناعات المحلية.

وبالإضافة إلى صناعة النسيج كان هناك صناعة الفخار، حيث كان يصدر فخارها إلى سائر المدن الفلسطينية، وصناعة الجلود والدباغة، واستخراج الكبريت من منطقة المشبه على بعد 6 كم جنوب شرق غزة، حيث ثم استخراج 422 طناً عام 1936م، إلا أن المصنع توقف أثناء الحرب العالمية الثانية، ولم يعمل منذ ذلك التاريخ، وهناك صناعات أخرى مثل صنع الملابس والحلويات وغيرها.

أما بعد عام 1946م فقد تطور النشاط الاقتصادي كماً ونوعاً، ففي مجال الزراعة أصبحت الحمضيات هي القطاع الأهم الذي يحقق دخلاً، حيث وصلت المساحة المزروعة بالحمضيات عام 1966م حوالي 70000 دونم، وقد مارست إسرائيل ضغوطاً على هذا المحصول بعد احتلالها للمدينة عام 1967م، فبعد أن وصل الإنتاج عام 1975م-1976م إلى 237.100 طن انخفض ليصبح 153000 طن عام 1983م، وذلك بسبب الممارسات الإسرائيلية المتمثلة في قطع الأشجار وعدم السماح بزراعة مساحات جديدة من أشجار الحمضيات، حيث لم تشهد سنوات الاحتلال أي نشاط صناعي، كما أنها عملت على إجهاض أي محاولة لتطوير الصناعات المحلية.

كما اعتمد قطاع من سكان غزة على الصيد رغم القوانين المجحفة التي اتخذتها اسرائيل للحد من ممارسة هذه المهنة من قبل سكان غزة.

النشاط الثقافي في مدينة غزة

كان في غزة في نهاية الانتداب البريطاني ست مدارس حكومية، اثنتان منها للبنات وأربع للبنين، بالإضافة إلى التعليم الأهلي مثل كلية غزة التي تأسست عام 1942م على يد الأخوين شفيق ووديع ترزي، وكان لها دور فعال في بعث وتنشيط الحركة الثقافية، حيث عمدت الكلية إلى إقامة مهرجان ثقافي سنوي، تقدم فيه الإبداعات مثل الشعر والخطابة والتمثيل وفي الفترة من 1948م-1967م شهد التعليم إقبالاً كبيراً من أبناء قطاع غزة، حيث ذهب أبناء غزة بالآلاف إلى الجامعات وتخرج منهم العديد من المهندسين، والأطباء، والأكاديميين الذين انتشروا في العالم العربي، وكانوا مصدر دخل للقطاع إلا أنه بعد احتلال قطاع غزة، فإن الأوضاع التعليمية شهدت نوعاً من التردي، نظراً لممارسات الاحتلال الإسرائيلي، حيث عملت السلطات الإسرائيلية على تشويه وتخريب المناهج الدراسية، واعتقال المعلمين والطلاب، وعدم دعم المدارس بالمدرسين الأكفاء، بالإضافة إلى المعاناة المادية التي تعانيها مؤسسات التعليم والتي أثرت على سير العملية التعليم، كعدم توفر المباني والمختبرات والتجهيزات …..الخ.

أما عن الحركة الثقافية، فقد اعتمد سكان غزة على الصحف اليومية التي كانت تصدر من يافا والقدس، والتي كان لها الدور الإعلامي الهام والرئيس، خاصةً في مراحل الثورات وتحريك الجماهير وتعبئتها، ومن هذه الصحف جريدة الدفاع – جريدة القدس- جريدة الوحدة، ومجلة الحقوق، وحقوق الحق، وصحيفة الوطن العربي.

وبالإضافة إلى الصحافة كان هناك مجموعة من الأندية التي كان لها دور في الحركة الثقافية في مدينة غزة مثل:

النادي الرياضي: الذي تأسس عام 1934م على يد رشاد الشوا، والنادي القومي الذي أسسه فائق بسيسو عام 1936م، ونادي الشباب العربي الذي تأسس عام 1942م على يد منير الريس، والنادي الشعبي الذي أسسه جمال الصوراني عام 1946م، والنادي الأرثوذكسي العربي الذي أسسه اسكندر فرح عام 1944م، أما جمعيات المرأة فيوجد العديد منها، فقد تأسست جمعية الاتحاد النسائي العربي بغزة عام 1946م وجمعية النهضة النسائية وجمعية التقدم النسائي، وكانت لهذه الجمعيات دور كبير في توعية المرأة، بالإضافة إلى الاشتراك في المظاهرات والأنشطة السياسة، كما توجد في غزة جمعية الشبان المسيحية التي تقوم بالكثير من النشاطات الفنية والثقافية والرياضية.

معالم المدينة

تضم مدينة غزة عدة أحياء وهي:

حي الدرج -وحي الزيتون- وحي الشجاعية -وحي التفاح – وحي الرمال- وتنشر فيها العديد من المعالم الأثرية والعمرانية مثل:

1. الجامع العمري الكبير في حي الدرج، وهي من الجوامع العظمي في فلسطين، ضخم البناء، كبير القيمة الأثرية.

2. جامع السيد هاشم، ويقع في حي الدرج، ومدفون فيه هاشم بن عبد مناف جد الرسول عليه الصلاة والسلام، أنشئ في عهد المماليك.

3. جامع ابن عثمان ويقع في حي الشجاعية، ويأتي بعد الجامع العمري الكبير، من حيث الحجم ومتانة البناء.

4. جامع كاتب الولاية، ويقع في حي الزيتون.

5. جامع الشمعة، ويقع في حارة الزيتون.

6. جامع ابن مروان، ويقع في حي التفاح.

7. جامع المحكمة، ويقع في حي الشجاعية.

8. جامع الشيخ عبد الله الأيبكي، ويقع في حي التفاح.



ومن المعالم المسيحية:

1. كنيسة الروم الأرثوذكسي، وبنيت عام 425م.

2. كنيسة اللاتين، وبنيت عام 1879م.

3. كنيسة البروتستانت وبنيت عام 1887م.

وجميعها تقع في حي الزيتون.

أما من حيث المعالم الأثرية فهناك:

1. تل العجول، ويقع جنوب غرب غزة، وهو موضع مدينة غزة قديماً.

2. ميناء غزة "ميوى" أقيمت في العهد الرومان.

3. خربة أم التوت.

4. تل النفيد أو تل الصنم.

وقد عثر فيها على الكثير من الآثار التي تدل على النشاط العربي القديم، ومن المعالم العمرانية:

1. قيصرية غزة- سوق الذهب - ويقع عند الباب الشمالي.

2. حمام السمرة.











د. أبو شامة المغربي


kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
15/05/2006, 11:51 AM
مـدن فلسطينية

(2)

مدينة خان يونس

(الجزء الأول)

************

الموقع والتسمية


تقع مدينة خان يونس في الجزء الجنوبي من الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط عند التقاء دائرة عرض 31.21 شمالا وخط طول 34.18 شرقا، وهي بذلك تقع في أقصى جنوب غرب فلسطين على بعد 20 كيلو متر من الحدود المصرية، وهي أهم مدن قضاء غزة.
وتشترك مدينة خان يونس مع مدينة غزة في أهمية موقعها، حيث تقع في منطقة التقاء الأراضي الخصبة في السهل الساحلي الفلسطيني وكل من البيئات الصحراوية في النقب شرقا وصحراء سيناء جنوباً، كما شكل موقعها جسراً للغزوات الحربية والقوافل التجارية بين كل من الشام، والعراق، وجزيرة العرب وبين مصر وبالعكس، ولهذه الأسباب تكالبت الكثير من الأمم على السيطرة عليها.

وعن أصل تسمية المدينة بهذا الاسم فان اسمها يتكون من كلمتين: الأولى " خان" بمعنى "فندق"، والثانية "يونس" نسبة إلى الأمير يونس التوروزي الداودار، وكان الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز أول الخلفاء الذين اتخذوا الخانات لراحة المسافرين، وانتشرت هذه الخانات ومن بينها خان يونس الذي جاء منه اسم المدينة إلا أن بعض المؤرخين يرجحون أن يكون الاسم القديم هو جنيس، كما ذكرها هيرودوت وعلى أي حال فإن خان يونس الحالية مدينة حديثة النشأة إذ لا يزيد عمرها عن ستمائة سنة.

1. وقد أرسل السلطان المملوكي برقوق، حامل أختامه، الأمير يونس التوروزي الداوداري لبناء قلعة، وتم بناء القلعة التي تحمل اسم برقوق ( منقوش على بوابتها 789 هـ الموافق 1387م ).

2. وقد نشأت خان يونس على أنقاض مدينة قديمة، عرفت باسم جنيس، وخان يونس الحالية مدينة حديثة النشأة، في عهد المماليك، حيث ازدهرت التجارة العالمية قديما عبر دولة المماليك في المشرق العربي، والهدف من بنائها هو حماية خطوط المواصلات العسكرية وقوافل التجارة بين مصر وبلاد الشام زمن المماليك.

3. بتاريخ 11/12/1516م وقعت معركة بين الجيش العثماني بقيادة سنان باشا والحملة المملوكية بقيادة جانبردي الغزالي، وقد هزم المماليك في منطقة خان يونس، ويقال أن من ساعد العثمانيين في المعركة بدو سيناء وعلى رأسهم الشيخ ابن البريق، حيث تقدم السلطان سليم الأول إلى مصر سنة 1517م ودخلها.

4. ظهرت الحركة الوطنية الفلسطينية ضد العثمانيين بقيادة ضاهر العمر الزيداني وأبنائه واستمرت حوالي ثمانين عاما خلال القرن الثامن عشر وامتد نفوذهم من حدود جبل عامل شمالا، إلى أطراف جبال القدس جنوبا، ومن البحر المتوسط غربا، إلى جبل عجلون شرقا، وكانوا يحكمون وفقا للتقاليد القبلية، وقد أيده كل من خليل أغا جاسر "حاكم القاعة" وهو زعيم في منطقة خانيونس، وعبد الرحمن أغا جاسر في إقامة دولة فلسطينية سنة 1774م، ونتيجة لذلك أعدم خليل أغا جاسر، وعبد الرحمن أغا جاسر.

5. بعد استيلاء القوات الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت، توجه إلى بلاد الشام لفتحها سنة 1799م، وعند وصول جيشه إلى العريش، ذهب نابليون بمجموعة من جنده في استطلاع أمام جيشه ودخل مدينة خان يونس ولم يعرفه الناس، ولكنه استشعر الخطر وتجنبه، ولو عرف العرب حقيقته والقوا القبض عليه لتغير مجرى التاريخ من خانيونس.

6. بتاريخ 28/شباط/ 1917م دخل الإنجليز مدينة خان يونس ومنها توجهوا إلى غزة وبئر السبع.

7. بتاريخ 30 أغسطس 1936م أعلنت اللجنة العربية العليا استمرار الإضراب العام، وتبعا لذلك نقلت السلطات البريطانية المقاتلين الفلسطينيين إلى مناطق أخرى من فلسطين، وحرمتهم من العودة إلى مدنهم وقراهم لفترات متفاوتة، وكانت هناك مقاومة عنيفة ضد البريطانيين في مدينة خان يونس وحولها، يقودها عبد سليم أغا، وقد استشهد، ونقل العديد من المناضلين من خان يونس إلى منطقة طبرية "سمخ" وهم عبد الرحمن الفرا ومصطفى حسن الفرا (المختار) والشيخ سعيد الأغا، وهو إمام المسجد الكبير، والحاج سليم الأغا، والشيخ فهمي الأغا، أبعد إلى الحولة، وكان في ضيافة آل الرفاعي (خالد أحمد الرفاعي) ابن أخت زعيم الحولة كامل الحسين.

8. في سنة 1948م دخلت القوات المصرية خان يونس، ومنها اتجهت إلى غزة وبئر السبع.

9. بتاريخ 31/6/1955م دخلت قوات إسرائيلية حدود سنة 1948م ووصلت إلى مركز خان يونس وارتكبت مذبحة ذهب ضحيتها 55 شرطيا وعسكريا فلسطينيا وعلى رأسهم الرائد شرطة/ مصباح عاشور.

10. في سنة 1956م خلال العدوان الثلاثي على مصر ، احتلت القوات الإسرائيلية خانيونس،وحدثت مذبحة راح ضحيتها 560 فلسطينيا.

11. في سنة 1967م احتلت القوات الإسرائيلية خان يونس.

12. خرج الاحتلال الإسرائيلي ودخلت قوات الأمن العام الفلسطينية مدينة خان يونس بتاريخ 11-5-1994م بقيادة العميد / أحمد مفرج ( أبو حميد ).

السكان والنشاط الاقتصادي
بلغ عدد سكان خان يونس حسب إحصاء عام 1922م نحو 3890 نسمة ازداد عددهم إلى 7248 نسمة عام 1931م بزيادة تقدر ب 76% بين التعدادين، وقدر عدد السكان عام 1946م بـ 12350 نسمة وازداد هذا العدد كثير بعد عام 1948م، ويشير الجدول التالي إلى تطور عدد سكان خان يونس.




السنة

عدد السكان

*************



1922م



3890



1931م



7248



1946م



12350



1953م



61591



1963م



68044



1966م



76204



1967م



52997



1979م



62400



1981م



69951



1984م



76900



1997م



200,704

ويتضح - من البيانات السابقة وحركة السكان - تزايد عددهم بشكل ملحوظ بين عامي 1946م و 1953م بسبب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين إلى خان يونس، ثم انخفض معدل النمو السكاني في الفترة 1953م-1963م بسبب الهجرة المعاكسة من خان يونس حيث قام العديد من أبناء المدن بالتوجه إلى غزة أو رفح أو خارج فلسطين إلى الدول العربية النفطية، وفي عام 1967م تعرض عدد السكان إلى الانخفاض مرة أخرى بسبب نزوح العديد من أبناء المنطقة في أعقاب حرب عام 1967م.

ويمارس سكان خان يونس العديد من الأنشطة الاقتصادية أبرزها:

التجارة

وقد ساهم موقع خان يونس الجغرافي ووقوعه عند نقطة التقاء البيئة الزراعية مع البيئة الصحراوية في رواج التجارة في هذه المنطقة وقد لعب رأس المال دوره في إقامة المجمعات التجارية ويرجع فضل هذا النشاط إلى الحوالات التي أرسلها المغتربون من أهل المدينة إلى أهلهم وذويهم، بالإضافة إلى انتشار المحلات التجارية داخل الأحياء السكنية، وسوق الأربعاء الذي يعقد كل أسبوع، ويعد من اكبر الأسواق التي تقام في قطاع غزة ولا ينافسه إلا سوق السبت الذي يقام في رفح وسوق الجمعة الذي يقام في منطقة الشجاعية في غزة.








د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
15/05/2006, 11:57 AM
مـدن فلسطينية

(2)

مدينة خان يونس

(الجزء الثاني)

************



الصناعة

يتميز قطا ع الصناعة في خان يونس بصغر حجمه، إذ تسود الصناعات الخفيفة التي لا يحتاج إلى خبرات أو رؤوس أموال مثل صناعة الألبان والخبز والحلويات وغزل الصوف والتجارة والحدادة والورش المختلفة، وقد أقيمت صناعات أخرى مثل الصناعات الغذائية – الكيماوية - السجاد، والملبوسات - ومواد البناء- صناعة الأخشاب، أما صناعة الغزل، والتريكو، والأقمشة فقد ازدهرت منذ الخمسينات والستينات على أيدي أبناء المجدل وعسقلان الذين لجأوا إلى المدينة وأقاموا فيها بعد هجرة عام 1948م.

الزراعة

يعمل قسم من أهل خان يونس بالزراعة وتربية الحيوان، ومن أهم المحاصيل الزراعية في خانيونس، الحبوب كالقمح والشعير والخضار، بالإضافة إلي البطيخ والشمام والحمضيات واللوز والزيتون والقصب.

النشاط الثقافي في مدينة خانيونس

اشتملت مدينة خان يونس خلال فترة الانتداب البريطاني على مدرستين حكومتين أحدهما ثانوية للبنين والأخرى ابتدائية للإناث، أما الوظيفة الثقافية فهي مرتبطة بالأوضاع التعليمية وهي محدودة بسبب أوضاع الاحتلال.

معالم المدينة

يتألف مخطط مدينة خان يونس من ثلاثة أنماط – الشوارع وقطع الأراضي ونمط الأبنية، ويتألف نظام الشوارع في خان يونس على شكل خطوط متوازية تقطعه خطوط متعامدة عليها وتمتد الأسواق على طول هذه الشوارع، وقد اتسعت المدينة بشكل كبير خصوصا بعد إنشاء أحياء جديدة فيها، وإقامة مخيم اللاجئين، أما نمط الأبنية فإن خان يونس تجمع بين القديم والحديث وتضم عدداً من المواقع الأثرية أهمها:


المواقع الأثرية في المدينة
القلعة: أنجز بناء القلعة في عام 789هـ-1387م، بنيت على شكل مجمع حكومي كامل، وهي حصينة متينة عالية الجدران، وفيها مسجد وبئر، أقيم نزل لاستقبال المسافرين، وإسطبل للخيول، ويوجد على أسوار القلعة أربعة أبراج للمراقبة والحماية، وكان يقيم في القلعة حامية من الفرسان، والى وقت قريب حتى 1956م كانت معظم مباني القلعة الداخلية موجودة، ولكنها اندثرت تدريجيا، وبقيت إحدى البوابات والمئذنة وأجزاء من سور القلعة شاهدة على عظمة هذا الأثر التاريخي الهام.

أعلام المدينة


ينسب إلى مدينة خان يونس العديد من العلماء أمثال:
الشيخ أحمد اللحام اليونسي الحنفي المتوفى عام 1218 هـ. الشيخ صالح السقا النويري المتوفى عام 1270هـ / 1854م. الشيخ حامد السقا النويري المتوفى 1320هـ / 1902م.

الشيخ يوسف سالم شراب المتوفى 1818م / 1912م .

الشيخ سعيد حمدان الأغا المتوفى 1949م .

الشيخ حافظ البطة المتوفى 1962م .

الشيخ محمد الخطيب.

الشيخ خالد الفرا.

الشيخ فهمي حافظ الأغا.

الشيخ سليم شراب.

الشيخ حسن العقاد.

الشيخ زكريا سعيد الأغا.

الشيخ محمد محمد الشريف.

المؤرخ محمد محمد شراب.

الدكتور محمد الفرا.

المدينة اليوم

تطورت مدينة خان يونس عما كانت عليه في مختلف المجالات العمرانية والثقافية والاقتصادية.

وقد أقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلية العديد من المستوطنات الإسرائيلية على أراضى خانيونس بعد احتلالها عام 1967م، وهذه المستوطنات هي مجموعة مستوطنات غوش قطيف التي تتألف من مستوطنات:

قطيف

نيتسر حزاني

جاني طال

جان أور

جديد

نفيه دكاليم


المستعمرات الإسرائيلية المقامة على أراضى خان يونس
أقيمت ست مستعمرات منذ أوائل السبعينات حتى الوقت الحاضر فوق أراضى الدولة المحيطة بمدينة خان يونس من الجهتين الغربية والشمالية الغربية.


ومن المتوقع أن تقيم سلطات الاحتلال الصهيوني مزيدا من المستعمرات في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة، ومن المفيد أن نتقدم بنبذة موجزة عن هذه المستعمرات فيما يلي:
1. غوش قطيف GUSH QATIF

تقع هذه المستعمرة إلى الشمال من خان يونس، أقيمت عام 1973م بواسطة كتائب الناحال على حوالي 1500 دونم من أراضى خان يونس، خصصت منها 1000 دونم لزراعة الخضار، و أقيمت على 500 دونم حوالي 60 وحدة سكنية تضم 200 من اليهود المتدينين المزارعين.

والمستعمرة موشاف يشتمل بالإضافة إلى الوحدات السكنية على مدرسة دينية، وكنيس، وعيادة، وروضة أطفال وحضانة، ومركز ثقافي، وملعب رياضي، ومطعم.

2. نيتسر حزانيNEZSER HAZANE

تقع هذه المستعمرة إلى الشمال من خان يونس والى الشمال الغربي من القرارة، أقيمت عام 1973م بواسطة كتائب الناحال على حوالي 2000 دونم من أراضى خان يونس، خصصت منها حوالي 1500 دونم لزراعة الخضار، وأقيمت على 496 دونما حوالي 100 وحدة سكنية تضم 350 من اليهود المتدينين، كما أقيم مصنع لتغليف وتعبئة الخضار والفواكه على ارض مساحتها 4 دونمات في الطرف الجنوبي للمستعمرة، ويعمل فيه حوالي 80 عاملا عربيا من المناطق المجاورة. والمستعمرة موشاف يضم أيضا مدرسة ابتدائية وأخرى دينية، وحضانة وروضة أطفال، وملاعب رياضية، وكنيس، ومركز ثقافي، وعيادة طبية، وقاعة عامة للاجتماعات، ومطعم.

3. جاني طالGANE TAL

تقع هذه المستعمرة إلى الشمال الغربي من خان يونس على بعد 2 كلم من معسكر اللاجئين وبالقرب من شاطئ البحر، أقيمت عام 1977م فوق 1200 دونم من أراضي خان يونس، خصص منها 850 دونما لزراعة الخضار، وخصص 350 دونما لاقامة 50 وحدة سكنية تضم 170 شخصا من اليهود المتدينين الذين يعمل معظمهم في الزراعة والمستعمرة موشاف ديني يشتمل أيضا على حضانة، وروضة، وكنيس، وملعب رياضي، وعيادة طبية، وقاعة عامة للاجتماعات.

4. جان اورGAN OR

تقع هذه المستعمرة إلى الجنوب من خان يونس، أقيمت عام 1980م فوق 1000 دونم من أراضى خان يونس، خصص منها 800 دونم ، لزراعة الخضار والفواكه والورد، خصص الباقي لاقامة 50 وحدة سكنية تضم 180 شخصا يعمل غالبيتهم في الزراعة. والمستعمرة موشاف ديني يشمل أيضا على روضة وحضانة، ومدرسة ابتدائية، وملعب رياضي، وحديقة عامة، وعيادة طبية، وبرج للمراقبة، ومصنع لتصنيف الورد.

5. جديدGADID

تقع هذه المستعمرة إلى الجنوب الغربي من خان يونس على بعد 2/1 كلم إلى الغرب من معسكر اللاجئين، أقيمت عام 1982م فوق 1200 دونم من أراضى خانيونس، خصص منها 900 دونم لزراعة الورد، ,خصص الباقي لاقامة 55 وحدة سكنية تضم 190 شخصا يعمل معظمهم في زراعة الورد وتصنيعه، ومن المقرر أن يزداد عدد الوحدات السكنية إلى 120 وحدة، والمستعمرة موشاف ديني تضم أيضا روضة أطفال، وعيادة طبية، وكنيس، وملعب رياضي، وحديقة عامة، ومصنع لتصنيف وإعداد الورد.

6.نفيه دقاليم NAVEH DAKALIM

تقع هذه المستعمرة إلى الغرب من خان يونس على مسافة كيلومتر واحد إلى الغرب من معسكر اللاجئين، وهي قريبة من شاطئ البحر، أقيمت عام 1983م فوق 600 دونم من أراضى خانيونس، وتشتمل على 70 وحدة سكنية تضم 250 شخصا يعمل، عدد كبير منهم في الأعمال الإدارية، وأعمال التدريس والصيانة، في الحاكمية العسكرية في مدينة خان يونس، ومن المقرر أن يصل عدد الوحدات السكنية إلى 120 وحدة تضم حوالي 400 شخص. والمستعمرة مدينة ومركز لوائي لجميع مستعمرات قطاع غزة، وتوجد فيها عدة مبان من الأسمنت الثابت مكونة من طابقين، وتحتوي على العديد من مكاتب العمل وقاعات التدريس والاجتماعات.

كما يوجد فيها معهد ديني، وكنيس، ومدرستان ابتدائية وأخرى إعدادية، ومكتبة، ومصرف وسوبرماركت، وعيادة طبية، وملعب رياضي، وروضة أطفال وحضانة، ومركز اتصال رئيس، وملاجئ أمنية.







د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
15/05/2006, 12:31 PM
مـدن فلسطينية
(3)
مدينة دير البلح
*******
الموقع والتسمية
أول اسم اطلق على دير البلح هو اسم (الداروم) ثم (الدارون)، وهما في الكنعانية والأرامية يعنيان الجنوب، والداروم هي دير البلح، وقد ورد ذكرها في الشعر العربي فقال اسماعيل بن يسار: "كأنني يوم ساروا شارب شملت قهوة خمر داروم"
ودير البلح الداروم فتحها المسلمون سنة 13 هجرية على يد عمرو بن العاص وقد قال زياد بن حنظلة:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها*
شد الخيول على جموع الروم
يضربن سيدهم ولم يمهلنهم*
وقتلن فلهم الى داروم
وثاني اسم اطلق على الداروم او الدارون هو دير البلح ، حيث أقام القديس هيلاريون ( 278-372م ) أول دير في فلسطين بالداروم فسميت باسم دير البلح نسبة لهذا الدير والنخيل المنتشر حوله، والقديس مدفون في الحي الشرقي لمدينة دير البلح، ودخل المسلمون دير البلح سنة 13 هجرية.
وقد أتى الخليفة سليمان بن عبد الملك بأعمدة جامعه الذي بناه في الرملة من مغارة تقع بالقرب من الداروم (دير البلح)
وزمن الحروب الصليبية ذكرت دير البلح باسم الداروم والدارون وكانت إحدى المدن الرئيسية في مملكة القدس الصليبية، وقد أقام فيها عموري قلعة لها أربعة أبراج للدفاع عنها.
سنة 1170م استعصى على القائد صلاح الدين الأيوبي دخولها، ولكنه عاد ودخلها بجيشه سنة 1177م بعد محاولات عديدة، وبذلك فهي أول مدينة حررت في فلسطين من أيدي الصليبيين.
وزمن المماليك أصبحت محطة للبريد بين مصر وغزة.
في 7-7-1948م زار الملك المصري فاروق الأول قطاع غزة فاطلق عليه الإسرائيليون النار، وعلى إثر ذلك زحف على المستعمرة الجيش المصري واحتلها بعد أن سقط عشرات الشهداء.
سنة 1948م نزح الى دير البلح أعداد كبيرة من الفلسطينيين التابعين الى لواء غزة، والقليل من لواء اللد ويافا، واستقروا على ساحل دير البلح وعددهم 24 ألفا.
سنة 1967م احتلت دير البلح من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
تقع مدينة دير البلح على ساحل البحر الابيض المتوسط وعلى مسافة عشرة كيلو مترات شمال مدينة خان يونس، وعلى مسافة ستة عشر كيلو مترا ، جنوب مدينة غزة، كان يمر بها قبل سنة 1948م خط السكك الحديدية القديم الذي يصل بين مدينة حيفا ومدينة رفح، ويصل الى القاهرة عبر صحراء سيناء، وبعد عام 1948م كان يمر بها خط السكك الحديدية الذي يصل مدينة غزة بالقاهرة عبر صحراء سيناء.
دير البلح عبر التاريخ


بعد احتلال قطاع غزة سنة 1967م أوقف خط السكك الحديدية، واقتلعت القضبان الحديدية والأخشاب، وزرع مكانها وبنيت العديد من العقارات والبيوت السكنية.
صباح يوم 11-5-1994م الساعة الرابعة والنصف صباحا، حررت مدينة دير البلح من الاحتلال الإسرائيلي الذي دام سبعا وعشرين سنة، ودخلت قوات الأمن الوطني والشرطة الفلسطينية مدينة دير البلح بقيادة العميد سالم عمرو وسط أمواج من البشر.
يتبع محافظة دير البلح مخيمات المنطقة الوسطى وهي النصيرات – البريج – المغازي – ومخيم دير البلح .
ويبلغ عدد سكانها حسب إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في العام 1997م حوالي 147,877 نسمة.
السكان والنشاط الاقتصادي
يعمل الكثير من سكان محافظة دير البلح في الزراعة وتشتهر بالنخيل، والحمضيات، والخضراوات، والزيتون، والتين.
الصناعة:
من أهم الصناعات الموجودة في دير البلح:
1. الصناعة الغذائية.
2. الصناعة الحرفية.
الكثير من سكان المحافظة هم أيدي عاملة يعملون داخل إسرائيل والخط الأخضر.
أعلام المدينة:


وينسب إلى دير البلح (الداروم) أبو بكر الداروني من رواة الحديث في القرن الرابع الهجري، وقال ياقوت: ويقال لها الدارون وينسب على هذا اللفظ، وقال الجهشياري: روي أن سليمان المشجعي من قصاعة، كان وزيرا لمعاوية على فلسطين فكتب إليه معاوية: اتخذ لي ضياعا، ولا تكن بالداروم المجداب، ولا بقيسارية المغراق، واتخذها بمجاري السحاب، فاتخذ له البطاني من كورة عسقلان.
المواقع الأثرية
قلعة مشهورة أنشأها عموري ملك القدس الصليبي ( 1162-1173م ) وكذلك المدينة محطة مهمة من محطات البريد على الطريق الواصل بين القاهرة ودمشق في العصر المملوكي.
تشتهر المدينة أيضا بالمجموعة المهمة من التوابيت المصنوعة على شكل إنسان، وقد وجدت في مقبرة دير البلح التي يعود تاريخها الى العصر البرونزي المتأخر والمنسوب الى ما يسمى بملوك الفلسطينيين، يعود تاريخ المقبرة الى الفترة ما بين القرن الرابع عشر قبل الميلاد و 1200 قبل الميلاد، هذه المجموعة المدهشة من التوابيت ذات أغطية الوجوه المتحركة تشكل اكبر مجموعة من التوابيت المصنوعة على شكل إنسان والتي اكتشفت في فلسطين.
وجدت التوابيت في مجموعات من ثلاثة او اكثر، وتبلغ المسافة بين كل مجموعة وأخرى بين 3-4 امتار، اكتشفت هذه التوابيت في قبور محفورة من حجر الكركار أو الطين الأحمر الموجهة نحو البحر، اكتشف مع هذه التوابيت كميات كبيرة من الاواني المصنوعة من الالباستر، ومنها من الفخار الكنعاني والمايسيني والقبرصي والمصري، ويبدو أنها كانت تستخدم قرابين للدفن . تم التنقيب في مقبرة دير البلح بين عامي 1972 و 1982م لمصلحة دائرة الآثار في الجامعة العبرية بالقدس وجمعية استكشاف اسرائيل.
ليس في الواقع اليوم شيء من هذه الاثار لأن كل المكتشفات معروضة الان في متحف الروكفلر ومتحف اسرائيل في القدس. في العام 1971م نظم الجنرال موشيه دايان، الذي كان وزيرا لدفاع إسرائيل، حملة تنقيب غير شرعية عن الآثار في المنطقة وقد ضم كل المكتشفات التي وجدها الى مقتنياته الشخصية التي احتفظ بها حتى وفاته، وبعد ذلك بيعت جميع هذه المقتنيات التي تضم مجموعة كبيرة من آثار دير البلح من قبل ورثته لمتحف إسرائيل.

تل الرقيش: موقع أثري مهم آخر يقع على ساحل دير البلح مباشرة، كشفت عمليات التنقيب التي جرت على التل عن وجود مستعمرة فينيقية كبيرة ومزدهرة، وتبلغ مساحتها حوالي
( 650X15م)، فيها أسوار دفاعية ضخمة طولها حوالي (1600م) ومقبرة ذات طابع فنيقي لدفن رماد الجثث المحروقة التي يعود تاريخها الى العصر الحديدي المتأخر وللفترة الفارسية ( 538-332ق.م ).
حجم الموقع ودفاعاته توحي بأنه كان في يوم من الايام ميناء بحريا مهما جدا على الطريق التجاري الدولي القديم، وقد كشف المنقبون هنا أنواعا عديدة من القدور المصنوعة محليا من الفخار المسمى بالرقيش، إضافة الى قطع فخارية فينيقية وقبرصية.
هذا التنوع الكبير في المكتشفات الفخارية في المدينة يعكس أهمية الرقيش كمركز للتجارة البحرية والبرية على الطريق التجاري الواصل بين مصر واسيا.
قام بعملية التنقيب في بلدة الرقيش دائرة الآثار الفلسطينية التابعة لسلطات الانتداب البريطاني سنة 1940م، ومن قبل دائرة الآثار والمتاحف الإسرائيلية سنة 1973م، وفي سنة 1982-1984م نقبت بعثة من جامعة بن غوريون الإسرائيلية في الموقع، يمكن اليوم رؤية بعض بقايا الأبنية المصنوعة من اللبن المجفف في الموقع.
توجد على الطريق الواصلة بين المغازي ودير البلح عند منطقة الزوايدة مقبرة تسمى "مقبرة الإنجليز" مدفون فيها مجموعة كبيرة من جثث جنود بريطانيين قتلوا في الحرب العالمية الأولى.
يقع جامع الخضر والدير الصليبي على بعد حوالي 200م جنوب مركز مدينة دير البلح.
يبدو أن المسجد مبنى فوق دير أقدم، لأن خطة المبنى وعناقيده المصلبة تذكر بفن العمارة الصليبي، ويؤكد ذلك بعض النقوش اليونانية، والتيجان الكورنثية، والأعمدة الرخامية، واسم المسجد منسوب الى القديس جورجس، وتعنى الخضر باللغة العربية، وقد يكون هذا هو اسم الدير أيضا.
المستوطنات
أنشئت مستعمرة إسرائيلية باسم كفار داروم في أرض دير البلح على الطريق الرئيسي الموصل بين رفح وخان يونس وغزة.


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
16/05/2006, 03:25 PM
مـدن فلسطينية

(4)

مدينة بيت لحم


*******
الموقع والتسمية

تقع مدينة بيت لحم بين مدينتي الخليل والقدس عند التقاء دائرة عرض 31.42ْ شمالاً وخط طول ْ35.12 شرقاً، وتمتد على هضبتين يصل أعلاها إلى 750م فوق مستوى سطح البحر، وهي جزء من الجبال والهضاب الوسطى في فلسطين التي تنتشر موازية لغور الأردن والبحر الميت.

وتشير رسائل تل العمارنة إلى أن اسم بيت لحم يرجع إلى اسم مدينة جنوب القدس عرفت باسم بيت إيلو لاهاما أي بيت الإله لاهاما أو لاخاما، وهو إله القوت والطعام عند الكنعانيين، وكانت تعني عند الآراميين بيت الخبز، ومن هنا جاءت التسمية، ولبيت لحم أيضاً اسما قديما هو أفرات أو أفراته وهي كلمة آرامية تعني الخصيب والثمار.

بيت لحم عبر التاريخ

مدينة بيت لحم مدينة كنعانية قديمة سكنها الكنعانيون حوالي سنة 2000 قبل الميلاد، ثم توالت عليها مجموعات من القبائل مختلفة في معتقداتها الروحية، وكانت غالباً في حالة من الصراع والتناحر فيما بينها، ومن بين هذه القبائل القبائل اليهودية الكنعانية، وهي قبائل لا تربطها بالصهيونية الحالية أي روابط تاريخية أو عقائدية، لأن مسألة الشعوب والأمم جاءت في حقب متأخرة من مراحل التاريخ البشري بعد أن أقيمت الدول ورسمت الحدود وتطورت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ولقد مر بالمدينة يعقوب عليه السلام.

وقام بدفن زوجته التي توفيت هناك ويعتقد أن قبرها موجود عند منطقة قبر راحيل، ولد فيها النبي داود واستخدمها النبي سليمان مصيفاً له.

وقد نالت بيت لحم شهرتها العالمية بعد ميلاد المسيح.

في القرن الحادي عشر قبل الميلاد تمكن الفلسطينيون من دخول المدينة بعد أن قتلوا شاوؤل، ثم تمكن داود عليه السلام من استرداد المدينة، وتولى بعده الحكم ابنه رحبعام الذي حوصر في المدينة عام 937ق.م، ثم بعدذلك دخلت بيت لحم تحت الحكم الروماني، حيث بنى فيها الحاكم الروماني هيرودوس قلعة يلجأ إليها زمن الحرب ثم بنى فيها الإمبراطور الروماني عام 103م معبداً للإله ادونيس فوق كهف السيد المسيح، ويقال أن هذا الإمبراطور قد اعتنق المسيحية سراً، وخشي على الكهف أن يندثر قبل أن تنتشر الديانة المسيحية، وفي عام 314م أمر الإمبراطور الروماني قسطنطين بحرية العبادة والأديان.

وفي عام 330م قامت الإمبراطورة هيلانة ببناء كنيسة المهد في بيت لحم وكنيسة القيامة في القدس، ثم تعرضت كنيسة المهد للهدم على يد السومريين، فجاء الإمبراطور جوستينان الأول وقام ببناء الكنسية من جديد، كما بنى سوراً حول المدينة وبقي هذا السور موجوداً حتى عام 1448م، حيث أمر السلطان المملوكي بهدمه، أما الكنيسة فباقية إلى اليوم.

تعرضت المدينة إلى الغزو الفارسي عام 614م، ولم يهدموا الكنيسة لوجود صورة للمجوس وهم ساجدون أمام السيد المسيح على لوحة من الفسيفاء.

في سنة 648م دخلت المدنية تحت الحكم الإسلامي، وزارها الخليفة عمر بن الخطاب وصلى داخل كنيسة المهد، وكتب سجلاً للبطريرك صفرونيوس بأن لا يصلى في هذا الموضع من المسلمين إلا رجلاً بعد رجل، ولا يجمع فيها صلاة ولا يؤذن فيها ولا يغير فيها شئ.

وعاش أبناء الديانتين المسيحية والإسلامية في هذه المدينة بروح من الإخاء والتعاون، وتمارس كل ديانة فيها شعائرها الدينية ونشاطاتها الاقتصادية الاجتماعية، على الرغم من أن المدينة تعرضت لفترات من المد والجزر حسب الحكم القائم، ومن أكثر العهود ازدهاراً بالنسبة لبيت لحم هو زمن هارون الرشيد 786-809م، والدولة الفاطمية 952-1094م، حيث راجت التجارة وتيسرت الحرية والأمن ورممت الكنائس وأماكن العبادة.

في 6/6/1099م دخلت المدينة تحت الحكم الصليبي بعد أن دخلها الجيش الصليبي بقيادة تنكرد فدمر المدينة واحرقها ولم يتبق منها إلا كنيسة المهد، وقد دام الحكم الصليبي لبيت لحم حتى عام 1187م حيث عادت بيت لحم لأصحابها بعد انتصار المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبين في معركة حطين.

وفي عام 1229م عادت مدينة بيت لحم لحكم الصليبين بموجب الاتفاقية التي وقعت بين ممثلي الخليفة الكامل فخر الدين وأمير أربيل صلاح الدين وممثلي الإمبراطور فريدريك.

وفي عام 1244م تمكن المسلمون بقيادة نجم الدين من استعادة المدينة بشكل نهائي، قام بعدها الظاهر بيبرس بدخول المدينة عام 1263م ودمرا أبراجها وهدم أسوارها، وفي عام 1517م دخلت المدينة تحت الحكم العثماني، وبعد تطور وسائل النقل والمواصلات تحولت المدينة إلى مركز جذب هام للحجاج القادمين من أوروبا وانعكست أثاره على الأوضاع في المدينة وازدهرت صناعة الصوف والخزف وغيرها إلا أن سوء الأوضاع الاقتصادية دفع بالكثير من أبناء المدينة إلى الهجرة خارجها.

وفي عام 1917م دخلت بيت لحم مع باقي مدن فلسطين تحت النفوذ البريطاني بعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الأولى واتخذها الإنجليز مركزاً لضرب الثوار الفلسطينيين الذين قاوموا الاحتلال الإنجليزي والعصابات الصهيونية.

في 27/3/1948م نشبت في موقع الدهيشة ببيت لحم معركة كبيرة بين الثوار الفلسطينيين والمستوطنين الصهانية الذين كانوا يتكونون من 250 عسكرياً و 54 سيارة تدعمهم 4 مصفحات، وتمكن الثوار الفلسطينيون من التغلب عليهم وأجبروهم على الاستسلام، وفي أعقاب حرب عام 1948م وأجبار أكثر من مليون فلسطيني على الهجرة من ديارهم، لجأ إلى المدينة قرابة الخمسة ألاف استقروا في ثلاثة مخيمات هي: الدهيشه وعايدة والعزة وفي عام 1949م دخلت بيت لحم تحت الحكم الإداري بعد توقيع اتفاقية الهدنة لعام 1949م، واستمرت كذلك حتى عام 1967م عندما وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي.

السكان والنشاط الاقتصادي

بلغ عدد السكان مدينة بيت لحم 6658 نسمة حسب إحصاء عام 1922م، ارتفع إلى 7320 حسب إحصاء عام 1931م وقدر عدد السكان بـ 9780 نسمة عام 1948م ارتفع إلى 14860 نسمة عام 1949م بعد لجوء أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين إليها وأخذ سكان المدينة في التزايد فيما بعد، ثم تعرض سكان المدينة إلى الانخفاض عام 1967م، وقد مارس السكان العديد من الأنشطة الزراعية والصناعية والسياحة.

النشاط الثقافي

نالت بيت لحم قسطاً وافراً من التعليم منذ زمن بعيد أقيمت أولى المدارس فيها منذ أكثر من 200عام، وذلك بسبب الطابع الديني الغالب على المدينة ووجود إرساليات وأديرة قامت الكثير من المدارس الخاصة منذ زمن بعيد، وتطور التعليم حيث وصل عدد المدارس عام 1978م إلى 31 مدرسة يدرس فيها 8300 طالب.

كما أقيمت في المدينة جامعة بيت لحم لتضم عدداً من الكليات لتعليم العلوم والأداب، والتمريض، والمعلمين، والفنادق.

معالم المدينة

مازالت المدينة القديمة ماثلة الآن للعيان، وهي ذات الأبنية القديمة المبنية من الحجر الكلس والأبواب والنوافذ ذات الأقواس، والمباني فيها ملتصقة بعضها، وهي مقسمة إلى حارات، كل حارة تشكل كتلة ملتصقة لكي يسهل الدفاع عنها ثم غزت المباني الحديثة المدينة.

ومن أبرز معالم المدينة

1. كنيسة المهد التي أنشأتها الإمبراطورة هيلانة عام 335م، ودمرت عام 529م على يد السومريين، ثم أعيد بناؤها على يد الإمبراطور جوستينيان الأول لتبقى إلى يومنا هذا وهي مقسمة إلى ثلاثة أقسام صدر الكنيسة والقسم الأمامي ومغارة المهد.

2. كنيسة القديسة كاترينا أقيمت في القرن الثاني عشر وتم توسيعها عدة مرات ويقام فيها الاحتفالات السنوية بعيد الميلاد.

3. دير القديس ثيوذوسيوس شرق بيت ساحور وأقيم عام 476م.

4. جامعة بيت لحم.

5. قبر راحيل.

http://www.pnic.gov.ps/arabic/palestine/town31.html (http://www.pnic.gov.ps/arabic/palestine/town31.html)







د. أبو شامة المغربي


kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
16/05/2006, 03:54 PM
مـدن فلسطينية
(5)
مدينة اللــد
**************

الموقع والتسمية


تقع مدينة اللد على مسافة 16 كم جنوباً شرق مدينة يافا وأقل من 5 كيلومترات شمال شرق الرملة وتحتل موقعاً هاماً فهي عقدة مواصلات حيث تلتقي خطوط السكك الحديدية وفيها نقطة التقاء يافا وحيفا والقدس ومصر وعن طريقها يمكن للمسافر الانتقال من مصر إلى فلسطين ثم إلى لبنان فتركيا.
واللد مدينة كنعانية وذكرت في الكتاب المقدس عدة مرات وعرفت بـ"لد" بضم اللام وغير اليونانيون اسمها إلى ليدا (Lydda) وذكرها ياقوت الحموي في معجمه أن لُد بالضم والتشديد وهو جمع الد والالد تعنى الخصومة، وهي قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين، كما ذكرها الدباغ باسم اللد نسبة إلى الليدين، وكانت في العصور القديمة تشتمل جزءاً كبيراً من سواحل أسيا الصغرى الغربية والواقعة على بحر أيجة فخلدوا الليديين بتسمية بلدة اللد.
اللد عبر التاريخ


تشير نتائج أعمال الحفر والتنقيب في المنطقة إلى أن أقدم إشارة لنشاط الإنسان في منطقة اللد إنما تعود إلى العصر الحجري قبل 01200 عاماً حيث عثر على آثار مرحلة انتقال الإنسان من عصر الكهوف والصيد إلى عصر الاستقرار والزارعة، وذلك في مغارة شفة التي تقع في وادي النطوف على بعض عشرة كيلو مترات عن طريق اللد ولذلك أطلق على هذا الحضارة إسم الحضارة النطوفية.
وقد قامت في المكان الذي فيه مدينة اللد قرية زراعية قبل 9000 عام حيث عثر فيها، وفي المناطق المجاورة على أوان فخارية من نفس النوع الذي عثر عليه في منطقة أريحا.
وقد ظهرت اللد لأول مرة في العهد الكنعاني سنة 1465 قبل الميلاد حيث ذكرت ضمن قائمة تحتمس الثالث في بلاد كنعان وأصبحت مركزاً للدارسين والتجار في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
وقد تعرضت المدينة إلى الدمار والخراب في العصر الحديدي والبرونزي، ثم فصلت اللد عن السامرة عندما أعطاها ديمترويوس الثاني لجوناثان عام 145 قبل الميلاد.
وأعطى يوليوس قيصر مكانه لليهود في اللد أيام المكابيين وفي عام 43 قبل الميلاد بيع سكانها اليهود عبيداً على أيدي كاسيوس حاكم سوريا.
أما كوادراتوس حاكم سوريا أيام كلاوديوس فقد أعدم عدداً من اليهود هناك وفي العهد الروماني اعتبرت اللد قرية مع أن تعدادها السكاني شبيه بتعداد سكان المدن، وفي العهد الروماني أيضاً تعرضت اللد للإحراق على يد الحاكم الروماني ستيوس غاليوس وهو في طريقه إلى القدس عام 66 م.
وفي عام 68 احتلت المدينة على يد منياسبان وسماها "ديوسبوليس" بمعنى مدينة "زيوس" التي تعني اله اليونان العظيم غير أن اسمها القديم عاد إليها.
وفي العهد البيزنطي أصبحت اللد الأولى إدارياً في فلسطين وأصبحت ذات مكانة مرموقة خصوصاً في القرون الأولى من العهد المسيحي، وأصبح العنصر السامي الأكثر سلطة، على الرغم من أن المدينة كانت جزءاً من فلسطين المعتبرة مسيحية ولها أسقف، وقد غير اسم الكنيسة إلى جاور جيوس (جورجيوس) أواخر العهد البيزنطي.
وحتى الفتح الإسلامي لفلسطين على يد القائد عمرو بن العاص في عهد الخليفة عمر بن الخطاب كانت اللد عاصمة لفلسطين القديمة، وبعد الفتح الإسلامي اتخذها عمرو بن العاص عاصمة لجند فلسطين سنة 636م واستمرت كذلك حتى تم إنشاء مدينة الرملة سنة 715م حيث احتلت مركز الرئاسة في فلسطين.
في تلك الفترة وبين الفترتين كانت اللد مسرحاً للعديد من المعارك الحربية التي دارت بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، ثم أصبحت العاصمة المؤقتة لسليمان بن عبد الملك الخليفة الأموي الذي كان والياً على فلسطين.
وعند قدوم الصليبيين أحرق أهل المدينة الكنيسة وأخلوها على أهل الرملة متجهين إلى الجنوب الغربي إلى عسقلان، وقد قام الصليبيون بإعادة بناء الكنيسة متخذين القديس جاورجيوس "الخضر" حاميا لهم وبنى ريكارديوس كنيسة على قبره.
وقد عادت اللد إلى أصحابها بعد انتصار صلاح الدين الأيوبي على الصليبيين في معركة حطين عام 1187م- 583هـ، إلا أن صلاح الدين رأى هدمها وتدمير حصونها حتى لا يستفيد منها ريكارديوس، ودارت مفاوضات الأيوبيين والصليبيين حول المدينة إلا أن هذه المفاوضات لم تنجح، ثم عاد الفرنجة إلى الاستيلاء على المدينة وظلت المدينة بين المد والجزر حتى دمرها المغول عام 1271- 669هـ.
وبدأت تنهض من جديد بعد هزيمتهم في عين جالوت وقد أقيم مسجداً في موقع الكنيسة في العصور اللاحقة، وأصبحت اللد مركزاً للمماليك في فلسطين وجعلوها مركزاً للبريد بين غزة ودمشق كما كانت محطة من محطات الحمام الزاجل، واستخدمت حجارة كنيستها في بناء جسر جنداس.
وقد أهملت المدينة في عهد العثمانيين إلا أنها بدأت تنهض مرة أخرى في فترة الانتداب البريطاني وذلك بعد مرور خط سكة حديد القنطرة حيفا منها وإنشاء مطار اللد فيها عام 1936.

السكان والنشاط الاقتصادي
بلغ عدد سكان اللد عام 1931 11250 نسمة وقدر عددهم عام 1946 بحوالي 18250 نسمة، وقد كانت خالية تماماً من اليهود إلا أنه بعد احتلال المدينة من قبل اليهود عام 1948 تم تشريد معظم سكانها الذي كان يقدر عددهم بحوالي 19 ألف نسمة، ولم يبقى منهم سوى 1052 فلسطيني، وتدفق المهاجرون اليهود إلى المدينة، فوصل عددهم عام 1949 نحو 9400 مهاجراً، ثم أخذوا في التزايد ليصبح عددهم حتى عام 1973م إلى 32200 نسمة.
وقد ساهمت مدينة اللد بعدد من الأنشطة الاقتصادية منها:
الزارعة: تعد اللد مدينة زراعية بالدرجة الأولى حيث فرض موقعها وسط أراضي سهلية خصبة وتوافر مقومات الزارعة فيها كالتربة الصالحة ووفرة المياه من الأمطار والآبار وطرق النقل. وقد بلغت مساحة الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون 5900 دونم وأشجار الحمضيات 3217 دونم وهناك مساحات أخرى للحبوب والخضار.
الصناعة: وتعد اللد أحد المراكز الصناعية الهامة في فلسطين حيث تقع المدينة وسط إقليم زراعي ينتج الكثير من المحاصيل الزراعية التي تكون أساساً لكثير من الصناعات مثل صناعة المواد الغذائية، وعصر الزيتون، والصابون، ومنتجات الألبان بالإضافة إلى الصناعات التقليدية مثل صناعة النسيج والجلود والأخشاب ومواد البناء…
التجارة: وقد ساهم الموقع الجغرافي الهام لمدنية اللد في رواج الحركة التجارية في المدينة حيث كانت أسواقها تعج بالحركة والنشاط بالإضافة إلى وجود سوق أسبوعي يعقد في منتصف الأسبوع. يأتي إليه الآلاف من الباعة والمشترين من المدن والقرى المجاورة لعرض أنواع مختلفة من البضائع والحيوانات.
النشاط الثقافي في مدينة اللد
لقد قامت مدينة اللد بوظيفة تعليمية منذ أواخر العهد العثماني حيث وجد في المدينة أربع مدارس إحداها حكومية (ابتدائية)، وثلاثة مدارس خاصة منها مدرسة للبنات، وهي مدرسة ابتدائية للروم الأرثودكس، ومدرستان للبروتستانت واحدة للبنات والأخرى للبنين، وفي نهاية الانتداب البريطاني أصبح هناك مدرستان حكوميتين الأولى ثانوية يدرس فيها 1048 طالباً عام 1948 والأخرى ابتدائية وهناك مدارس أخرى تقوم بدورها في نشر التعليم.

معالم المدينة


ذكرنا بأن المدينة تقع عند ملتقى طرق المواصلات وملتقى خطوط السكك الحديدية، ولذلك فإن من أبرز معالم المدينة:
1. محطة السكة الحديدية وهي ثاني محطة في فلسطين.
2. مطار اللد وهو المطار الدولي الآن الخاص بإسرائيل ويعرف باسم مطار بنغريون.
وهناك الكثير من المعالم الأثرية مثل:
1. كنيسة القديس جورجيوس: وهي كنيسة أقيمت على قبر القديس جورجيوس في القرن الثالث الميلادي ويعرف القديس جورجيوس بالخضر ويقام احتفال سنوي يوم 16 تشرين الثاني من كل عام يسمى بموسم الخضر.
2. جسر جنداس: ويقع شمال مدينة اللد وبني في عهد المملوك الظاهر بيبرس يبلغ طوله 30 متر وعرضه 13 متراً وارتفاعه 6.5 متر.
3. الساحة الشرقية ومنارة الأربعين: وهذه الأمكنة كانت مسرحاً لهروب محمد بن أبي حذيفة وجماعته في عهد معاوية بن أبي سفيان وذلك بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان.
4. الجامع العمري: بني في عهد المماليك وأمر ببنائه الظاهر بيبرس.
5. جامع دهمش: بناه خليل دهمش ويقال انه من سكان مدينة يافا.
6. بئر الزنبق: وهو بئر قديم منذ عهد الصليبيين.
7. خان الحلو: ويستخدم من قبل المسافرين وهو يشبه الفندق هذه الأيام.
8. بئر أبو شنب: وهو بئر قديم جاءت شهرته من كونه مصدراً رئيسياً للماء.
9. بئر أبى محمد عبد الرحمن بن عوف: وهو صحابي مشهور توفي سنة 32 هجرية 652 ميلادية.


أعلام المدينة


ومن أبرز علماء المدينة تاريخياً:
* محمد عبد الرحمن بن عوف: صحابي مشهور توفي عام 32 هـ له قبر شرقي المدينة.
* عبد الرحمن بن عديس وابن كنان: وهما من أتباع محمد بن أبي حذيفة وزحفا إلى مصر لخلع واليها بعد مقتل عثمان بن عفان.
* يوسف بن عبد الله بن سعيد عياد أبو عمر اللدي: الحافظ ومن القراء وعلماء الحديث توفي سنة 575هـ.
* القاضي شهاب الدين أحمد بن علي الشافعي: توفي في القدس عام 88هـ محدث وله شهامة ومروءة.
* مزيد الدين خليل اللدي:وهو أحد العلماء المعروفين في عصره توفي عام 885هـ.
* سليم اليعقوبي: شاعر ولغوي وصحافي.
* حسن سلامة: أحد قادة الثورة الفلسطينية استشهد عام 1948.
* علي سلامة: ابن القائد حسن سلامة استشهد عام 1979.
المدينة اليوم: تشتمل مدينة اللد اليوم على المباني السكنية القديمة المحيطة بمنطقة النواة المركزية التي تضم الأسواق القديمة والمحلات التجارية واللد الجديدة التي ظهرت بالشكل الحديث بعد تدفق اليهود المهاجرين إليها.
وتقع اللد اليوم ضمن المنطقة الوسطى طبقاً للتقسيم الإداري لدولة الاحتلال التي تضم تل أبيب وباب والرملة وهود هار شارون وروحيوت والقدس ووبتاح تكفا.
ولقد أصبحت اللد الآن مركزاً صناعياً ضخماً حيث يوجد بها مصانع للطائرات الحربية ومصانع للمواد الغذائية والسجاد والورق والآلات والإلكترونيات.


على الرغم من إنشاء مدينة اللد الجديدة إلا أن المدينة القديمة ما زالت محتفظة بطابعها العربي.
القرى الواقعة في منطقة اللد
كانت القرى التالية تابعة لمنطقة اللد قبل عام 1948.
حرفند العمار- البرية- عنابة- الكنيسة- القباب- عمداس- اللطرون- دير أيوب- يالو- بيت نوبا- سلبيت- بيت شته- بئر معين- البرج- بروفيليا- حزوبة- دانيال- جمزو- الحديثة- بيت جالا- دير طريف- طيرة - قوله- المزيرعه- مجدل بابا (صادق)- رنيتس- اللبن- نعلين- المدية- سبتين- شقبه- قبيه- بدرس- دير قديس- بعلين- بيت نبالا.
http://www.pnic.gov.ps/arabic/palestine/town10.html (http://www.pnic.gov.ps/arabic/palestine/town10.html)



د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
16/05/2006, 04:26 PM
مـدن فلسطينية

(6)

مدينة يافــــــا


- الجزء الأول -
**************



الموقع والتسمية


تحتل مدينة يافا موقعا طبيعياً متميزا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط عند التقاء دائرة عرض 32.3ْ شمالا وخط طول 34.17 شرقا، وذلك الى الجنوب من مصب نهر العوجا بحوالي 7 كيلو مترات وعلى بعد 60 كيلو متر شمال غرب القدس، وقد اسهمت العوامل الطبيعية في جعل هذا الموقع منيعا يشرف على طرق المواصلات والتجارة، وهي بذلك تعتبر احدى البوابات الغربية الفلسطينية، حيث يتم عبرها اتصال فلسطين بدول حوض البحر المتوسط وأوروبا وافريقيا، وكان لافتتاح مينائها عام 1936 دور كبير في ازدهارها فيما بعد.
واحتفظت مدينة يافا بهذه التسمية " يافا أو "يافة" منذ نشأتها مع بعض التحريف البسيط دون المساس بمدلول التسمية، والاسم الحالي "يافا" مشتق من الاسم الكنعاني للمدينة " يافا التي تعني الجميل أو المنظر الجميل، وتشير الأدلة التاريخية إلى أن جميع تسميات المدينة التي وردت في المصادر القديمة تعبر عن معنى "الجمال".
وأقدم تسجيل لاسم يافا وصلنا حتى الآن، جاء باللغة الهيروغليفية، من عهد "تحتمس الثالث" حيث ورد اسمها "يوبا" أو "يبو" حوالي منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، ضمن البلاد الآسيوية التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية المصرية، وتكرر الاسم بعد ذلك في بردية مصرية أيضاً ذات صفة جغرافية تعرف ببردية " أنستازي الأول" تؤرخ بالقرن الثالث عشر قبل الميلاد، وقد أشارت تلك البردية إلى جمال مدينة يافا الفتان بوصف شاعري جميل يلفت الأنظار.
ثم جاء اسم يافا ضمن المدن التي استولى عليها "سنحاريب" ملك آشور في حملته عام 701 قبل الميلاد على النحو التالي: "يا – اب – بو" وورد اسمها في نقش ( لاشمونازار) أمير صيدا، يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد، على النحو التالي: "جوهو"، حيث أشار فيه إلى أن ملك الفرس قد منحه "يافا" ومدينة "دور" مكافأة له على أعماله الجليلة.
أما في العهد الهلينستي، فقد ورد الاسم "يوبا وذكر بعض الأساطير اليونانية القديمة أن هذه التسمية "يوبا" مشتقة من "يوبي" بنت إله الريح عند الرومان.
كما جاء اسم يافا في بردية "زينون"، التي تنسب إلى موظف الخزانة المصرية الذي ذكر أنه زارها في الفترة ما بين (259-258 ق .م) أثناء حكم بطليموس الثاني. وورد اسمها أكثر من مرة في التوراة تحت اسم "يافو".
وعندما استولى عليها جودفري أثناء الحملة الصليبية الأولى، قام بتحصينها وعمل على صبغها بالصبغة الإفرنجية، وأطلق عليها اسم "جاهي"، وسلم أمرها إلى "طنكرد-تنكرد" أحد رجاله.
ووردت يافا في بعض كتب التاريخ والجغرافية العربية في العصور العربية الإسلامية تحت اسم "يافا" أو "يافة" أي الاسم الحالي.
وتعرف المدينة الحديثة باسم "يافا" ويطلق أهل يافا على المدينة القديمة اسم "البلدة القديمة" أو"القلعة".


وبقيت المدينة حتى عام النكبة 1948م، تحتفظ باسمها ومدلولها" يافا عروس فلسطين الجميلة "حيث تكثر بها وحولها الحدائق،وتحيط بها أشجار البرتقال "اليافاوي" و"الشموطي" ذي الشهرة العالمية والذي كان يصدر إلى الخارج منذ القرن التاسع للميلاد.
يافا عبر التاريخ


1. يافا في العصور البرونزية
لم تمدنا الاكتشافات الأثرية التي أجريت في مدينة يافا حتى الآن، بالأدلة المباشرة الكافية للتعرف على جميع المجالات الحضارية للمدينة في العهد الكنعاني، إلا أنه من الممكن التعرف على بعض الجوانب الحضارية للمدينة من خلال الآثار والمخطوطات التي عثر عليها سواء في المدينة، أم في المدن الفلسطينية الأخرى، أم في الأقطار العربية المجاورة ذات العلاقات المباشرة وغير المباشرة مع مدينة "يافا" وبخاصة في مصر، وسورية، ولبنان، والأردن.
وتبين من الأدلة الأثرية المختلفة التي عثر عليها في مواقع متعددة من المدينة وضواحيها، وجود مخلفات تعود إلى عصور البرونز، وتمتد إلى الفتح العربي الإسلامي، على الرغم من تعرض المدينة للعديد من النكبات في مسيرتها الحضارية التي ابتدأتها منذ خمسة آلاف سنة تقريباً، وتشير تلك المصادر إلى أن يافا من أقدم المدن التي أقامها الكنعانيون في فلسطين، وكان لها أهمية بارزة كميناء هام على البحر المتوسط، وملتقى الطرق القديمة عبر السهل الساحلي.
2. يافا في عصر الحديد (1000-332 ق.م)
تتميز هذه الفترة في فلسطين باتساع العلاقات الدولية والتداخلات السياسية التي حتمت على سكان فلسطين "الكنعانيين" أن يكافحوا بكل قوة للحفاظ على كيانهم السياسي والاجتماعي، ضد القوى الكبرى المجاورة المتمثلة بالمصريين، والآشوريين،ثم الغزوات الخارجية المتمثلة بالغزو الفلسطيني"الإيجي"، القادم من جزر بحر إيجة، الذي حاول أن يمد سيطرته على المزيد من المناطق الفلسطينية بعد استيلائه على القسم الجنوبي من الساحل، ما بين يافا إلى غزة، ثم الغزو اليهودي القادم عبر نهر الأردن، ومحاولاته المستمرة في تثبيت أقدامه على أرض فلسطين، وقد ترتب على ذلك كله اتساع مجالات الصراع على الساحة الفلسطينية بين الكنعانيين من جهة، وبين كل من الفلسطينيين واليهود من جهة أخرى، ثم الصراع بين الغزاة الفلسطينيين "الإيجيين" واليهود وسط تعاظم النفوذ الخارجي للدول الكبرى المجاورة.
وفي خضم هذا الصراع كان الساحل الفلسطيني من شمال يافا إلى عكا تابعاً للنفوذ الفينيقي أما منطقة الساحل من يافا إلى حدود مصر، فقد كان لها وضع خاص التفت حوله مصلح جميع الأطراف المتصارعة، فالأدلة تشير إلى أن هذه المنطقة كانت تتمتع بنوع من الاستقلال الذاتي من خلال التعايش بين الكنعانيين والعناصر الفلسطينية "الإيجية" التي استقرت في المنطقة، مع الاعتراف بالنفوذ المصري الذي كان يركز على الاحتفاظ بحرية الملاحة التجارية والبحرية في موانئ يافا، وعسقلان، وغزة، فاحتفظ المصريون بمركز إداري رئيس لهم في غزة، وبمركز آخر أقل أهمية في يافا، كما كانت لهم حاميات في يافا وفي أماكن أخرى في فلسطين.
3. يافا في الحضارة الهلينستية ( 332 ق.م - 324 م )
انتهى الحكم الفارسي لفلسطين عام 331 ق.م، بعد أن هزم اليونانيون الإغريق بقيادة الإسكندر المقدوني (356 -323 ق.م) فدخلت فلسطين في العصر الهلينستية، الذي امتد حتى عام 324 م، عندما انتقلت مقاليد الأمور بفلسطين إلى البيزنطيين.
الحضارة الهلينستية هي مزيج بين الحضارات الشرقية واليونانية وكانت مدينة الإسكندرية مركزاً لها، وقد كان الاسكندر هو صاحب فكرة دمج الحضارات في حضارة واحدة. وقد عرف قاموس المصطلحات المصري الهيلينسية: "أسلوب من الفن اليوناني أو المعماري أثناء الفترة من موت الاسكندر الأكبر عام 323 ق.م حتى ارتقاء أغسطس قيصر عام 27 ق.م.
وتشير الأدلة إلى أن مدينة يافا قد حظيت باهتمام خاص في العصر الهيلنستي حيث اهتم بها اليونانيون كمدينة ومرفأ هام على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، تمثل قاعدة هامة بين بلادهم وفلسطين، في فترات تميزت بالاتصال الدولي والنشاط التجاري بين بلاد الشام والأقطار العربية المجاورة، وبلاد اليونان، وجزر البحر المتوسط.
4. يافا في العصر الروماني
في نهاية العصر الهيلنستي ظهرت روما كدولة قوية في غرب البحر المتوسط، وأخذت تتطلع لحل مكان الممالك الهيلينية في شرق البحر المتوسط، فانتهز قادة روما فرصة وجود الاضطراب والتنافس بين الحكام، وأرسلوا حملة بقيادة "بومبي""بومبيوس "الذي استطاع احتلال فلسطين، فسقطت مدينة يافا تحت الحكم الروماني عام 63 ق.م، الذي استمر إلى نحو 324م، وقد لقيت يافا خلال حكم الرومان الكثير من المشاكل، فتعرضت للحرق والتدمير، أكثر من مرة، بسبب كثرة الحروب والمنازعات بين القادة أحياناً، وبين السلطات الحاكمة والعصابات اليهودية التي كانت تثور ضد بعض الحكام أو تتعاون مع أحد الحكام ضد الآخرين، أحياناً أخرى.
وكانت هذه المحاولات تقاوم في أغلب الأحيان بكل عنف فعندما اختلف "بومبيوس" مع يوليوس قيصر، استغل اليهود الفرصة ، وتعاونوا مع يوليوس في غزوه لمصر فسمح لهم بالإقامة في يافا مع التمتع بنوع من السيادة . وعندما تمردوا على الحكم عام 39 ق.م في عهد "انطونيوس" أرسل القائد الروماني "سوسيوس"
(SoSius) جيشاً بقيادة "هيروز" لتأديبهم واستطاع إعادة السيطرة الكاملة على المدن المضطربة وبخاصة يافا، والخليل، ومسادا (مسعدة ) ثم القدس عام 37 ق.م.
وقد عاد للمدينة استقرارها وأهميتها عندما استطاعت "كليوباترا" ملكة مصر في ذلك الوقت احتلال الساحل الفلسطيني وإبعاد هيرودوس، حيث بقي الساحل الفلسطيني ،ومن ضمنه مدينة يافا تابعاً "لكليوباترا" حتى نهاية حكمها عام 30 ق.م.
وفي نهاية عهد أغسطس قيصر ( 27 ق.م -14م ) ضم الرومان مدينة يافا إلى سلطة "هيرودوس الكبير" إلا أن سكان المدينة قاوموه بشدة، فانشأ ميناء جديداً في قيسارية (63 كم شمال يافا) مما أثر تأثيراً كبيراً على مكانة يافا وتجارتها، ولم يمض وقت طويل حتى عادت المدينة ثانية لسيطرة هيرودوس، ثم لسلطة ابنه "أركيلوس" في حكم المدينة من بعده حتى عام 6 ق.م عندما ألحقت فلسطين بروما وأصبحت "ولاية" "رومانية".
5. يافا في العهد البيزنطي (324 م - 636 م ).
دخلت يافا في حوزة البيزنطيين في الربع الأول من القرن الرابع الميلادي، في عهد الإمبراطور قسطنطين الأول (324 - 337 م) الذي اعتنق المسيحية وجعلها دين الدولة الرسمي، وقد شهدت فلسطين عامة أهمية خاصة في هذا العصر لكونها مهد المسيحية.
وقد احتلت يافا مركزاً مرموقاً في العهد البيزنطي، إذ كانت الميناء الرئيس لاستقبال الحجاج المسيحيين القادمين لزيارة الأرض المقدسة.
6. يافا في العصر العربي الإسلامي (15 هـ -1367 هـ-636م -1948 م ).
يتميز العصر العربي الإسلامي في مدينة يافا خاصة، وفي فلسطين عامة، بمميزات هامة تجعله مختلفاً تماماً عن العصور السابقة، سواء منها البيزنطية، أم الهيلنستية، أم الفارسية، أم غيرها.

فالفتح العربي الإسلامي لفلسطين لم يكن من أجل التوسع أو نشر النفوذ، أو إقامة الإمبراطوريات، إنما بدوافع دينية لنشر دين الله وتخليص الشعوب المغلوبة على أمرها، ويبدو ذلك بكل وضوح في عدم تعرض مدن فلسطين إلى أي تدمير عند فتحها.
لقد استطاعت الموجة العربية الإسلامية القادمة من الجزيرة العربية، في القرن السابع الميلادي تحرير بني قومها من سيطرة البيزنطيين، ومن ثم تعزيز الوجود العربي فيها، ورفده بدماء عربية جديدة، حيث سبقتها الموجات العربية القديمة، من أنباط حوالي 500 ق.م، وآراميين حوالي 1500 ق. م، وآموريين، وكنعانيين، حوالي 3000 ق.م.
وكانت القبائل العربية المختلفة وفي مقدمتها طائفة من لخم يخالطها أفراد من كنانة قد نزلت يافا، وظلت الروابط العرقية والاجتماعية والثقافية والتجارية تتجدد بين فلسطين والجزيرة العربية الأم، فعندما بدأ الفتح العربي الإسلامي تضامن عرب فلسطين والشام مع إخوانهم العرب المسلمين للتخلص من حكم الرومان الأجنبي واضطهاده لهم.
لقد أصبحت فلسطين بعد الفتح العربي الإسلامي إقليماً من أقاليم الدولة الإسلامية، ونعمت في ظلها بعصر من الاستقرار لم تعرفه من قبل، فاستراحت من الحروب التي كانت تجعل أرضها ساحة للمعارك.
7. الدولة العثمانية
بعد انهيار الحكم المملوكي، دخلت كل من مصر وبلاد الشام، بما فيها فلسطين في عهد الدولة العثمانية، وفي مطلع ذي القعدة عام 922 هـ، كانون الأول، ( ديسمبر ) 1517 م استسلمت المدن الرئيسية في فلسطين، ومنها يافا، والقدس، وصفد، ونابلس للدولة العثمانية دون مقاومة.
كما امتد السلطان العثماني إلى جميع أقطار الوطن العربي، ومن الجدير بالذكر أن العرب كانوا يعتبرون الدولة العثمانية امتداداً للدولة الإسلامية التي ورثت الخلافة الإسلامية، وقضت على الدولة البيزنطية.
ومن مميزات العهد العثماني أنه أبقى على وحدة الأقطار العربية، وعلى العلاقات الطبيعية بينها، إذ تشير الأدلة إلى وجود علاقات تجارية وثقافية وثيقة بين مصر وبلاد الشام عامة، ومصر وفلسطين خاصة، حيث وجد في مصر حرفيون فلسطينيون ينتمون إلى جميع المناطق الفلسطينية، منهم اليافي، والغزي، والنابلسي، والخليلي، وغيرهم.
8. الانتداب البريطاني
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وهزيمة الدولة العثمانية، دخلت فلسطين في عهد جديد، هو عهد الاستعمار البريطاني، الذي عرف "بالانتداب البريطاني" على فلسطين، حيث ابتدأ بوضع فلسطين تحت الإدارة العسكرية البريطانية من سنة 1917-1920م، وفي تموز 1920م، وقبل أن يقر مجلس عصبة الأمم صك الانتداب ، الذي كانت ستحكم فيه فلسطين، بحوالي عامين، حولت الحكومة البريطانية الإدارة العسكرية في فلسطين إلى إدارة مدنية، وسبقت الحوادث، ووضعت صك الانتداب موضع التنفيذ قبل إقرارة رسمياً وعينت السير "هربرت صموئيل" اليهودي البريطاني أول مندوب سامي في فلسطين.
وقد اختلف هذا العهد عن جميع العهود السابقة التي مرت بها المسيرة التاريخية للمدينة، فقد طغت الأحداث السياسية في هذا العهد 1917- 1948م على جوانب الحياة الأخرى للمدينة، كما تميز هذا العهد بتنفيذ المخطط الصهيوني الاستعماري في فلسطين.

http://www.pnic.gov.ps/arabic/palestine/town9.html (http://www.pnic.gov.ps/arabic/palestine/town9.html)



د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
16/05/2006, 04:35 PM
مـدن فلسطينية

(6)

مدينة يافــــــا

- الجزء الثاني -

**************

الكفاح المسلح

ومع تطور الأحداث والصدامات المسلحة، أصبح الكفاح المسلح هو الوسيلة الوحيدة للدفاع عن الحقوق، فقد استشهد الشيخ عز الدين القسام في 19/11/1935م، وكان ذلك بمثابة إعلان الثورة المسلحة ضد اليهود والاستعمار البريطاني في فلسطين.

وقد ألهب هذا الإعلان مشاعر المواطنين الفلسطينيين في كل مكان، وانتشرت روح الجهاد ضد الاستعمار، واقتنع الجميع بأن الكفاح المسلح هو الأسلوب الوحيد لحماية الوطن.

ومن ناحية أخرى فرض المندوب السامي البريطاني في فلسطين قوانين الطوارئ كما فرض نظام منع التجول على مدينتي يافا وتل أبيب، بعد الأحداث الدامية التي شهدتها يافا ومناطق أخرى من فلسطين بين العرب واليهود في نيسان (إبريل ) 1936م، غير أن هذه الإجراءات لم تحل دون تأجج نار الثورة، حيث حدثت عدة مصادمات بين العرب والجنود البريطانيين في يافا احتجاجاً على وضع مساجد المدينة تحت الإشراف المباشر للسلطات البريطانية.

ونتيجة لتلك الأحداث التي انتشرت في يافا وفي معظم المدن الفلسطينية، اجتمع زعماء يافا في مكتب لجنة مؤتمر الشباب، وشكلوا لجنة قومية، وقرروا الإضراب العام تعبيراً عن سخط الشعب الفلسطيني، ومعارضته للهجرة اليهودية، وشجبه للسياسة البريطانية الغاشمة في فلسطين، كما انتخبوا لجنة قومية للإشراف على الإضراب، وقد استجابت لهذا الإضراب وأيدته، وشاركت فيه هيئات عديدة من أنحاء فلسطين.

وقبيل الحرب العالمية الثانية، والظروف التي واكبتها، توقفت الثورة الفلسطينية المسلحة مرة أخرى في أيلول (سبتمبر) عام 1939م، لكنها ظلت كامنة في نفوس المواطنين.

وعندما حل عام 1947م، وعلى أثر إعلان قرار تقسيم فلسطين، عادت الثورة المسلحة للظهور، وحدثت عدة مصادمات وعمليات عسكرية في معظم أنحاء فلسطين.

ويمكن حصر أبرزها في مدينة يافا على النحو التالي:

بعد قرار التقسيم بأسبوع واحد، نشبت معركة بين العرب واليهود في حي "تل الريش" شرق المدينة، حيث استطاع المناضلون العرب اقتحام مستعمرة "حولون" المجاورة، وفي مطلع شهر كانون الأول (ديسمبر) من العام نفسه 1947م قام اليهود بهجوم كبير على حي "أبو كبير" وقتلوا عدداً من المواطنين.

وفي 4 كانون الثاني (يناير) عام 1948م، قام اليهود بعمل إجرامي كبير، حيث نسفوا "سرايا الحكومة" في وسط المدينة التي كانت مقراً لدائرة الشؤون الاجتماعية بواسطة سيارة ملغومة، وسقط عدد كبير من القتلى والجرحى.

وفي 15 /5/1948 انسحبت القوات البريطانية ودخلت القوات اليهودية وعلى رأسها عصابات الهاجانة المدينة وأعملت السلب والنهب والاستيلاء على ما تجده.

السكان والنشاط الاقتصادي

لقد تطور عدد السكان في مدينة يافا خلال فترة الانتداب البريطاني إذ أظهرت نتائج التعداد العام للسكان عام 1922م، أن قضاء يافا احتل المركز الرابع ضمن المجموعة التي تضم عدد السكان أكثر من 50 ألف نسمة.

أما التعداد العام للسكان عام 1931 قد أظهر احتلال قضاء يافا المركز الثاني ضمن المجموعة التي تضم عدد سكان أكثر من 170 ألف نسمة وفي عام 1944م أصبح قضاء يافا يحتل المركز الاول بعد أن وصل عدد سكانه الى 374 ألف نسمة ويرجع سبب هذه الزيادة الى هجرة الكثير من أبناء القرى والمدن الداخلية الى المناطق الساحلية بسبب خصوبة التربة والأراضي الزراعية من جهة وازدهار ميناء يافا من جهة أخرى.

وتنوعت الأنشطة الاقتصادية في مدينة يافا ومن أبرز مظاهر النشاط الاقتصادي.

1. الزراعة

انتشرت بساتين الحمضيات والفواكه والخضار حول المدينة واشتهرت مدينة يافا ببرتقالها اليافاوي الذي نال شهرة عالمية. (وتستغل إسرائيل هذه الشهرة إلى اليوم إذ أن كل حبة برتقال تصدر إلى العالم يوجد عليها ملصق صغير كتب عليه"Jafa")

2. التجارة

كانت مدينة يافا ميناء فلسطين الاول قبل أن ينهض ميناء حيفا، حيث كان ميناء للتصدير والاستيراد، وقد صدرت من هذا الميناء (الحمضيات والصابون والحبوب وتم استيراد المواد التي احتاجت إليها فلسطين وشرق الاردن مثل الاقمشة والاخشاب والمواد الغذائية.

أما على صعيد التجارة الداخلية، فقد كانت مدينة يافا تعج بالأسواق والمحلات التي يزورها الكثير من سكان القرى والمدن المجاورة ومن أشهر أسواقها: سوق بسترس - إسكندر عوض - سوق الدير- سوق الحبوب - سوق المنشية - سوق البلابسة - سوق الاسعاف.

3. الصناعة

وجدت في مدينة يافا العديد من الصناعات كصناعة التبغ والبلاط والقرميد وسكب الحديد والنسيج والبسط والورق والزجاج والصابون ومدابغ الجلود والمطابع.

النشاط الثقافي في مدينة يافا

يعتبر المجال التعليمي والمجال الصحفي من أبرز مجالات النشاط الثقافي في مدينة يافا في هذه الفترة، حيث ازدادت أعداد المدارس بجميع المراحل، كما ظهرت مطابع حديثة، وصدرت العديد من الكتب الأدبية والعلمية وانتشرت الصحف اليافية في كل أرجاء فلسطين.

فمن الناحية التعليمية، أنشئت العديد من المدارس الجديدة، سواء الحكومية منها أم الأهلية، ففي حين كان عدد المدارس في عام 1930/1931 م، ثلاث مدارس حكومية منها: مدرسة للبنين، حتى الصف الثاني الثانوي، ومدرستان للبنات، حتى الصف الخامس الإبتدائي، بلغ عددها عام 1936/1937م ثمان مدارس، منها أربع مدارس للبنين حتى الصف الأول التجاري، بعد الصف الثاني الثانوي، وكان عدد طلابها 1092 طالباً.

أما المعلمون فقد بلغ عددهم أربعة وثلاثين معلماً .ثم أربع مدارس للبنات، حتى الصف السابع الابتدائي، وقد ضمت 1021 طالبة، وستاً وعشرين معلمة.

وفي عام 1942/1943 م بلغ عدد المدارس 49 مدرسة ضمت 10621 طالباً وطالبة، و323 معلماً ومعلمة.

أما الآن فتتوزع المدارس الى قسمين:

1-المدارس الحكومية ومنها:

- مدرسة الاخوة.

- مدرسة حسن عرفة.

- المدرسة الثانوية الشاملة.

2-مدارس الكنائس

- مدرسة ترسنطة.

- المدرسة الفرنسية وهي مختلطة من عرب ويهود.

- مدرسة ضابيطا.

- المدرسة النموذجية التجريبية.

النشاط الصحفي

الصحافة لسان الشعب في كل مجتمع، تعبر عن آرائه، وتناقش مشكلاته وتحدد اتجاهاته، وقد لعبت الصحافة في يافا في هذا العهد دوراً كبيراً في مجريات أمورها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ويدل تنوع ما صدر فيها من صحف ومجلات بين يومية وأسبوعية ونصف شهرية وشهرية – على مدى الوعي الثقافي والاجتماعي والسياسي لهذه المدينة.

الجمعيات الإسلامية

- المدرسة الفيصلية، وكانت تتبع جمعية الشبان المسلمين في المنشية، وبلغ عدد طلابها 112 طالباً، وتقتصر على المرحلة الإبتدائية.

- مدرسة الإصلاح، مدرسة ابتدائية، تتبع جمعية الإصلاح الإسلامية، أقيمت في حي أبو كبير.

- وذلك إلى جانب ثلاث وعشرين مدرسة أخرى تتبع جمعيات إسلامية.

الجمعيات المسيحية

وكان يتبعها ست عشرة مدرسة للمسيحيين الأجانب، ومن مظاهر النشاط الثقافي في يافا انتشار المكتبات العامة والخاصة في معظم أحياء المدينة، ومنها:

- مكتبة فلسطين العلمية، في شارع بسترس.

- مكتبة فلسطين، في حي العجمي.

- المكتبة العصرية، في شارع بسترس.

- مكتبة عبد الرحيم، وتقع في وسط المدينة.

- مكتبة الطاهر، تقع في شارع جمال باشا.

- مكتبة العموري، ومكتبة طلبة، كما وجدت مكتبات في الأندية الرياضية والأندية الاجتماعية في المدينة.

المناسبات الاجتماعية البارزة في المدينة

موسم النبي روبين: وقد بدأت الاحتفالات بهذا الموسم زمن صلاح الدين الايوبي واستمرت حتى اغتصاب مدينة يافا من قبل المستوطنين اليهود، حيث يقام الاحتفال بجوار نهر روبين ويمكث السكان حوالي شهر في الخيام على شاطىء البحر وبين الكثبان الرملية والاشجار.

موسم النبي أيوب: يقام سنوياً في حي العجمي قرب شاطىء البحر الجميل.

معالم المدينة



يوجد في مدينة يافا العديد من المعالم التاريخية التي تشير إلى تراثها العربي الأصيل – رغم تعرضها في مسيرتها الحضارية الطويلة إلى التخريب والتدمير مرات عديدة .

ضمت مدينة يافا سبعة أحياء وهي:

1. البلدة القديمة، ومن أقسامها الطابية والقلعة والنقيب.

2. المنشية: ويقع في الجهة الشمالية من يافا.

3. ارشيد.

4. العجمي: ويقع في الجنوب من يافا.

5. الجبلية: جنوب حي العجمي.

6. هرميش "اهرميتي" ويقع في الجهة الشمالية من حي العجمي.

7. النزهة ويقع شرق يافا ويعرف باسم الرياض وهو أحدث أحياء يافا.

وهناك أحياء صغيرة تعرف باسم السكنات ومنها سكنة درويش وسكنة العرابنة وسكنه أبو كبير وسكنة السيل وسكنة تركي. ومن أبرز شوارع مدينة يافا شارع إسكندر عوض التجاري وشارع جمال باشا، وشارع النزهة، ومن أبرز معالم المدينة المعالم التالية

المسجد الكبير

في وسط المدينة، ويتكون من دورين، ويمتاز بضخامته ويوجد بجواره سبيل ماء يعرف بسبيل المحمودية، ويشرف المسجد على ساحل البحر المتوسط.

كنسية القلعة

من أقدم الآثار المعمارية في المدينة القديمة ويوجد بجوارها دير. والكنيسة والدير لطائفة الكاثوليك.

تل جريشة

شمال المدينة: منطقة تشرف على نهر الجريشة، ويؤمها السكان في الأعياد والإجازات، وتمتاز بموقعها الجميل الذي تحيط به الأشجار.

تل الريش

تل يقع شرق المدينة، يبلغ ارتفاعه نحو 40 قدماً، وتحيط به بيارات البرتقال، والمباني الحديثة.

البصة

أرض منخفضة، في موقع متوسط شرق المدينة، بها خزانات للمياه العذبة، وبها الملعب الرياضي الرئيس للمدينة، حيث تقام المهرجانات الرياضية للمدينة.

ساحة الساعة

"ساحة الشهداء" في وسط المدينة، وبجوارها "سراي" الحكومة والجامع الكبير، والبنوك، وتتصل بالطرق الرئيسية للمدينة، ويقوم وسطها برج كبير يحمل ساعة كبيرة، وقد شهدت هذه الساحة المظاهرات الوطنية والتجمعات الشعبية ضد الاستعمار والصهيونية، وعلى أرضها سقط العديد من الشهداء.

ساحة العيد

وهي جزء من المقبرة القديمة، حيث تقام الأعياد والاحتفالات في المواسم والمناسبات.

الحمامات القديمة

وهي التي تعرف بالحمام التركي وهي قديمة العهد في المدينة وكان أشهرها يقع في المدينة القديمة.

المقابر "المدافن"

ومنها مقبرة العجمي القديمة والمقبرة العامة، مقبرة الشيخ مراد، المقبرة القديمة، مقبرة سلطانة، مقبرة، تل الريش، مقبرة عبد النبي.

دور العبادة

بالإضافة إلى المسجد الكبير هناك جامع الطابية، جامع البحر، جامع حسن باشا، جامع الشيخ رسلان، جامع الدباغ، جامع السكسك، جامع البركة، جامع حسن بك، جامع ارشيد جامع العجمي، جامع الجبلية.

الكنائس والأديرة

كان في يافا 10 كنائس تمارس فيها الطوائف المسيحية طقوسها الدينية ولكل طائفة كنيستها الخاصة.

والطوائف هي:

طائفة الروم الكاثوليك، طائفة الموارنة، طائفة الأرمن، طائفة الاسكتلندية، طائفة اللوثرية، طائفة الانغليكانية، بالاضافة الى كنيسة باسم القديس جورج وكنيسة باسم القديس انطوني وكنيسة باسم القديس بطرس للفرنسيسكان، أما الأديرة الثلاثة فهي ملحقات بكنائس القديس أنطوني والقديس بطرس، القديس جورج التي سبق ذكرها.

ومن الكنائس المشهورة في يافا، كنيسة المسكوبية وتعرف بطامينا في حي أبو كبير. ومن مزارات يافا مزار طامينا ومزار الوليين الشيخ إبراهيم العجمي والشيخ مراد، ويعود تاريخهما لايام المماليك .

أعلام المدينة



ومن أبرز شعراء يافا وأدبائها: محمود الحوت، محمد محمود نجم، محمود الأفغاني، وحسن أبو الوفاء الدجاني، وسعيد العيسى، ومصطفى درويش الدباغ، وأحمد يوسف، وعارف العزوني، ومحمد سليم رشوان، ومن رجالها الشيخ حسين بن سليم الدجاني، ومن المحامين والقضاة راغب الإمام، ومن المؤلفين عبدالوهاب الكيالي ومحمد إبراهيم الشاعر، ومن المجاهدات دلال المغربي.

المدينة اليوم: تعرضت يافا كغيرها من المدن والقرى الفلسطينية للعدوان الصهيوني عام 1946 مما أدى الى تهجير معظم سكانها الذين لم يبق منهم حتى 18/11/1948 سوى 3651 فلسطينيا تشردوا جميعا في العجمي ولم يسمح لهم بمغادرة هذا الحي الا باذن خاص من السلطة الاسرائيلية، وارتفع عددهم الى 4000 عام 1949 1965، ويقدر عددهم الان حوالي 120 الف نسمة.

وقد تدفق اليهود المهاجرون ويقدر عددهم الآن بأكثر من 120 الف نسمة وقد ألحقت بمدينة تل أبيب، الامر الذي أدى الى تغيير بنيتها الداخلية ورمالها التاريخية وملامحها الحضارية، وحل الطراز الاوروبي في العمار والتخطيط ولا يوجد الآن سوى الحي الغربي وحي العجمي اللذان احتفظا بطابعهما القديم.



http://www.pnic.gov.ps/arabic/palestine/town9.html (http://www.pnic.gov.ps/arabic/palestine/town9.html)



د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)