المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فريد العطار منطق الطير



صلاح الحسن
17/03/2004, 09:00 PM
فريد العطار
لقد طاف العطار بمدن العشق السبع

ومازلنا نحن في
فريد الدين العطار
(550 - 627 هـ)

يا من تكترث ،
هذا الكلام ليس لك

[ لقد طاف العطار بمدن العشق السبع ، ومازلنا نحن في
منعطف جادة واحدة ]

جلال الدين الرومي
أهل الصورة غرقى بحار كلامي ، وأهل المعنى رجال

أسراري .
يا خفياً في الروح وأنت خارجها ، إن كل ما أقوله ليس أنت

، وهو أنت أيضاً .
ما تقوله ، ما تعرفه ، كله نابع منك ، اعرف نفسك فقط ، لأن

هذا الأمر أكبر مائة مرة منك .
انثروا الأرواح وسيروا في الطريق. وامضوا قدماً نحو تلك

الأعتاب ، فلنا ملك بلا ريب يقيم خلف جبل اسمه قاف . إنه »
السيمرغ « ملك الطيور . بعيدون عنه وهو قريب . تارجٌ للشجرة الشاهقة .
ليس قطراً هذا الطريق ، لكن أين الجَسور الشجاع الذي يقدر .


إذا كانت الوردة العديدة الوريقات محبوبتي ، فليكن الفقر
وشاحي .
من يحضن البحر يملك القطرة . البحر فقط، والباقي هوس

وخيال .
لماذا تركض نحو القطرة ، وأنت في طريق البحر ؟
الفلك طست مقلوب ، والطست يفيض كل ليلة بدم الشفق ،

فاذا مرت الشمس بسيوف أشعتها تساقطت كل الرؤوس المدببة في طستها .
ينفطر القلب شوقاً للماء . الحسرة تحتويني فما العمل ؟
لست - ويا للعجب - من أهل البحر . إنني أموت - صادي

الشفتين ، على شاطئ البحر . لا قطرة ماء أرتشفها ، مهما أرغى البحر وأزبد ، وإن تناقصت قطرة من ماء البحر أحرقت

الغيرة القلب . كفاني أن أعشق البحر ، فالعشق بلغ المنتهى ، ولم يبق في الدنيا إلا هموم البحر .
اشتعلت أرواحنا ، واشتعلت النار ، والفراشة لا تنفر من النار

، إنها لا تعيش مع النار .
لشعري فرادة عجيبة ، يخلق ، كل حين ، معان جديدة .
قلت هذا كثيراً ، إنما الطرقات يلفها السمت، ولا أحد يزفر

أنفاسه . ما أكثر الذين خبروا سطح البحر . ولا أحد عرف ما بالقعر . الكنز في القعر . السحر في البحر . حطم قيود السحر

والجسد ، فإنك لن تجد الكنز إلا حين تبطل السحر ، والروح
لا ترتفع إلا حين يفنى الجسد . الروح تصبح الطلسم وجسد الغيب الجديد . أعبر هذا الطريق ولا تسل عن منتهاه ، لا تدع


روحك بلا أحبة
لا تبحث عن الجوهر ، إنه ضرب من الحجر .
كن جوهرياً دائماً في الطلب .
لا روح تسلو دون الأحبة . إن كنت رجلاً . لا تدع روحك بلا


أحبة .
كفاني : أنني عاشقة الحجر . أطوف فوق الجوهر ، عشق الجوهر يؤجج النار في الصدر . الدم يتجمد في عروقي كحبات الحصى حين ينبعث الشرر . الجمر يحمر كالدم حين تنطلق ألسنة اللهب .


عشق الكنز وعشق الذهب ضربٌ من الكفر .
إن كنت قد ثملت من قطرة خمر واحدة ، فكيف تستطيع منادمة الأبطال في معاقرة الصهباء .
أين محراب تلك الفاتنة ، لئلا أشغل بغير الصلاة .


كل من له قدم في العشق راسخة ، قد تخطى الكفر والإسلام معاً .
العاشق يشعل النار في كل بيدر .
الوردة كاشفة أسراري . وعشق الوردة أفقدني حياتي
كفاني : ما يكمن بالرأس من عشق الوردة .
كفاني : أن تكون معشوقتي هذه الوردة .
البلبل لا يستطيع إدراك » السيمرغ « انه يكتفي بعشق الوردة .
بكومة ذهب تصادق الخلق ، وبهذه الكومة تكون لصاً بكتفٍ موسوم .
إن تعط مقدار حبة ذهباً إلى صوفي ، فإما أنك تقتله بذلك ، وإما أنك تقتل بذلك نفسك.
عشقت الذهب ، حتى صار هذا العشق جحيماً في جسدي ،

وعندما لا تكون في يدي وردة الذهب . فإنني لا أستقر مثل

وردة متفتحة . فعشق الدنيا وذهبها جعلاني مفعماً بالإدعاء ، وبلا معنى .
إذا كان الذهب لائقاً بمكانٍ ما في النهاية ، فهو لائق بقفل

فرج البغل .
كل من قطع الذهب الطريق عليه ، ضاع .
إن كنت باحثاً عن السعادة في هذا العالم ، أو مستسلماً

للنوم . كلاهما سواء .
العمل هو تصديق الأمر .
إذا لم يكن ممكناً البقاء طويلاً في هذا السجن ، فعليك

بتخليص نفسك في الكل .
يا من تجدين سعادتك في الماء . الماء يحيط بروحك كما تحيط النار بالماء . يا من تهنأين بالنوم على الماء . قطرة

ماء ستأتي وتسلب منك ماء الحياة .
من لا طلب له ، يظل أسير الحيرة .
عندما تصل كنز الجواهر ، ليكن حماسك في الطلب أكثر

توهجاً ، فالذي يقنع بالكنز والجوهر يظل أسيراً لهما . ومن تعلق بأي شيء في الطريق ، صار صنماً له ، فليهنأ بصنمه .


إن كنت واهب اللب ضعيفاً ، فسرعان ما تصبح ثملاً ، فاقداً عقلك ، فحذار ، ولا تسكر في النهاية بكأس واحدة ، بل داوم الطلب مادام الطلب لا نهاية له .
كن رجل هذا الباب حتى يفتح لك ، ولا تشح برأسك عن

الطريق حتى يتضح لك .
كان لأدم قلب شبع من كل قديم .
لابد لهذا الطريق من إنسان كامل ، حتى يغوص في هذا البحر العميق .
العشق نار ، والعقل دخان ، وما أن يقبل العشق حتى يذهب

العقل .
ما العقل بأستاذ العشق ، وما العشق بوليد العقل .
من قال لك ابتئس ؟
فمادمت تعرف الباب فامض إليه . وقل : لتظل مغلقاً ، فإن


تكثر الجلوس أمام الباب المغلق . فسيفتحه شخصٌ ما بدون أدنى شك.
يا للحسرة على ما تحملناه من آلام الطريق . لقد قطعنا الأمل

من أنفسنا ، ولكن لم نقطع من الهدف المنشود .
ليس سلطاناً من لم تنفذ أفعاله في كل الأقاليم . والسلطان هو من لا شبيه له .
إن هؤلاء الفجرة الفسقة ، سائرون في طريق المعنى .


أيها الجهلة ، متى كان العشق مستساغاً من سيئ الطوية ؟
لن يكون الحاكم شخصاً معيناً ، فلتكن القرعة فيما بيننا ، وإذا أصابت القرعة أي فرد ، فهو المقدم .
أنا المضطرب الوله ، فانظر إلى الحكمة التي تتولد من المحبة . إنها تصنع الأفكار ، كما تصنع الرحمة . وفي ليلة حالكة السواد كجناح غراب ، ترسل حكمته طفلاً ممسكاً بمصباح وهاج ، ثم ترسل بعد ذلك ريحاً عاتية ، وتقول لها : أطفئي مصباحه وامضي.
ثم تمسك بالطفل وسط الطريق ، قائلة له : لماذا أطفأت


المصباح أيها الجاهل ؟
الأنبياء دائماً في اضطراب ، أما أنا فلا أستطيع تحمل كل هذا ، فارفع يدك عني .
إلهي ، لتفتح باباً أمامي في النهاية .
يا من تكترث ، هذا الكلام ليس لك .
لقد نثرت الورد في هذا البستان ، فتذكروني بالخير ، أيها

الأصدقاء . ولكل إنسان ما يوافقه في هذا الكتاب . لقد تجلى لحظة وولى مسرعاً ، ولا جرم أنني كالسالكين ، جلوت طائر الروح على النائمين.
ما أكثر ما أحرقت نفسي كمصباح ، حتى أضأت الدنيا وكأنني شمع ، وأصبح رأسي كالمشكاة في الدخان ،

فإلام يشعل شمعي المصباح ؟ .
حتى سليمان العظيم وجه السؤال إلى نملة عرجاء بكل مسكنه .
أيها الثرثار لقد تكلمت كثيراً ، أصمت ، وابحث عن الأسرار .
يا عطار ، ألا تتكلم ؟
» منطق الطير «

ماجد صادق ابراهيم
10/04/2004, 06:09 PM
فقط أخبرني
أيها الصديق
العزيز
من
أين عثرت على هذه المادة

اختيار رائع