المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قرأت لكم : فن التوقيعات الأدبية.



أبو شامة المغربي
09/05/2006, 03:10 PM
فن التوقيعات الأدبية في العصر الإسلامي والأموي والعباسي
(الجزء الأول)

د.حمد بن ناصر الدخيل

تعد التوقيعات فنًا أدبيًا من فنون النثر العربي، ارتبطت نشأتها وازدهارها بتطور الكتابة.
والتوقيع عبارة بليغة موجزة مقنعة، يكتبها الخليفة أو الوزير على ما يرد إليه من رسائل تتضمن قضية أو مسألة أو شكوى أو طلب.
والتوقيع قد يكون آية قرآنية، أو حديثًا نبويًا، أو بيت شعر، أو حكمة، أو مثلاً، أو قولاً سائرًا، ويشترط أن يكون ملائمًا للحالة أو القضية التي وُقِّع فيها، فهو مرتبط بفن توجيه المعاملات الرسمية في الإدارة الحديثة.
ورأيت أن هذا الفن الأدبي لم ينل حظه من عناية الأدباء والدارسين، على الرغم من أهميته، فأعددت هذا البحث الموجز الذي يتضمن التعريف به، والحديث عن نشأته وتطوره، وأفول نجمه، وهو توطئة لكتاب يتناول هذا الفن بشيء من التفصيل.
عرض البحث بعد المقدمة لنشأة الكتابة عند العرب، لارتباط فن التوقيعات بها، ثم عرض لمصادرها الأدبية التي تضمنت طائفة كثيرة منها كالعقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي، وخاص الخاص للثعالبي، وعَرَّف بالتوقيع لغة واصطلاحًا، وتطور دلالة، ثم درس أنواع التوقيعات بحسب مصادرها من القرآن، والحديث، والشعر، والحكمة، والمثل، والقول السائر.
وتضمن البحث تحديد الزمن الذي نشأت فيه التوقيعات، وهو خلافة أبي بكر الصديق – رضي الله عنه - ثم إيراد طائفة منها بدءًا من العصر الإسلامي، فالأموي، فالعباسي الذي يعد العصر الذهبي لهذا الفن؛ حيث خصص له ديوان عُرف بديوان التوقيعات، يعين فيه كبار الكتاب، وخلص البحث إلى وضع مقاييس للتوقيع الأدبي، وهي الإيجاز، والبلاغة، والإقناع، ويراد بالبلاغة أن يكون التوقيع مناسبًا للحالة التي وُقِّع فيها، وخُتِمَ البحث ببيان أثر التوقيعات في ا لسياسة والأدب، فنتائج البحث، ثم مصادره ومراجعه .


مقدمــــة:
تعد التوقيعات فنَّا أدبيَّاً من فنون النثر العربي، ارتبط بالكتابة منذ ازدهارها وشيوعها، وهو من الأنواع الأدبية التي لم تأخذ حظها من البحث والدراسة، على الرغم من أن كتب الأدب تحفل بفيض زاخر منها، منذ العصر الإسلامي حتى أفول نجمها في أواخر العصر العباسي.
ولذلك أقدمت على كتابة هذا البحث الموجز؛ ليكون مدخلاً إلى دراسة هذا الفن دارسة فيها شيء من التوسع والتفصيل، وقد عرضت الكتب التي تؤرخ للأدب العربي لهذا الفن، وتحدثت عنه في إطار عرضها للفنون الأدبية الأخرى، ولكنها تناولته تناولاً موجزًا في أسطر معدودات، لا تتجاوز التعريف به، وضرب بعض الأمثلة له، وأغفلـت الحديث عن نشأته، وارتباطه بالكتابة، ومصادره، وتطوره، وأنواعه، والعوامل المؤثرة فيه، وبلاغة أدائه، واكتفت بذكر عددٍ محدود من البلغاء والكتاب ممن أجادوا هذا الفن، دون أن تقدم تفصيلات دقيقة وافية للذين أسهموا في رقيه وانتشاره من الخلفاء والوزراء والولاة والقادة والكتاب، من خلال نصوص التوقيعات الكثيرة التي أثرت عنهم.
والهدف من البحث محاولة إلقاء الضوء على ما تحفل به التوقيعات من مضامين وأفكار ومعان، مثلها مثل أي فن أدبي آخر، إذ من المعروف أن التوقيعات أسهمت في توجيه سياسة الدولة الإسلامية، وفي حل كثير من المشكلات والقضايا الاجتماعية في المجتمع العربي والمسلم، وارتبطت بالحكمة والقول المقنع الفصـل في كثير مـن المواقف، وامتازت بأنها لون أدبي، ليس لما تحمله من أفكار وآراء سديدة تتسم في كثير من الأحيان بالإبداع فقط، بل في أدائها الأدبي الذي من خصائصه الوجازة في التعبير، واختيار الكلمات المناسبة، وملاءمتها للحالة أو الموقف، والإقناع بالرأي، وهي جميعًا من خصائص الأسلوب البليغ.

ومجال البحث فيها ذو سعة واستفاضة؛ لكثرة ما أثر عن البلغاء والكتاب من توقيعات كانت قمة ازدهارها في العصر العباسي الأول (132 – 232هـ)، والعصر العباسي الثاني (232 – 334هـ)، يلي ذلك ازدهارها في العصر العباسي الثالث (334 – 447هـ) وفي الأندلس تأثرًا بأهل المشرق.
غير أنني اقتصرتُ في هذا البحث على صلة التوقيعات بفن الكتابة، وجعلت ذلك تمهيدًا، ثم تحدثت عن مصادر التوقيعات، فمعنى التوقيع في اللغة والاصطلاح، ثم أشرت إلى تطور مفهومها ودلالتها، وانتقلت بعد ذلك إلى الحديث عن أنواعها، ثم ازدهارها، ثم تحدثت عن مقاييس التوقيع الأدبي البليغ المقنع المؤثر، وأثر التوقيعات في السياسة والأدب، وخلصت إلى ذكر نتائج البحث.

أما مصادر البحث فأشرت إلى بعضها في مصادر التوقيعات الرئيسة، وهي كثيرة تتنازعها كتب اللغة والأدب والتاريخ والتراث عامة، ومما ينبغي أن يلاحظ أن التوقيعات تبدو متفرقة متناثرة في كتب الأدب والتراث عامة، وتحتاج – بادئ ذي بدء – إلى جمع وتوثيق وتحقيق وضبط وشرح، مع بيان المناسبات التي أملتها وقيلت فيها، وتأتي بعد هذه المحاولة – التي لابد أن تخضع للدقة والاستقصاء – الدراسة التي ينبغي أن تقوم على نصوصها الكثيرة، وتكون في متناول الدارس الذي يتصدى لدراستها دراسة موضوعية وفنية دقيقة.
وقد قام الأستاذ أحمد زكي صفوت – رحمه الله – الذي كان أستاذًا في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة بمحاولة جمع كثير منها في كتابه القيم (جمهرة رسائل العرب)، ولكن فاته كثير من المصادر التي لم تكن بين يديه في أثناء الجمع، فأخل بالكثير منها.
وفي أثناء حديثي عن مصادر التوقيعات حاولت أن أشير إلى أهم المصادر التي عنيت بتدوينها، ولكن لم يكن من المتيسر في هذا البحث الموجز أن أستقصي جميع المصادر التي ألمت بها، وحسبي أني وضعت الطريقة والمنهج وحددتُ الهدف.
ولابد من الإشارة إلى أن التوقيعات ترتبط بتوجيه المعاملات الإدارية، فقد نشأت في ظل السياسة والإدارة للدولة الإسلامية، وتطورت بتطورهما، وازدهرت في أروقة الدواوين، ولا سيما ديوان التوقيعات.
ولي أمل في ختام هذه المقدمة – وإن كنت أراه بعيد المنال في الوقت الحاضر – وهو أن يعود للتوقيعات ما كان لها من مجد وازدهار، وأن توظف في الشرح على المعاملات الرسمية في الإدارات الحكومية ما أمكن، وأرجو بهذه الإضاءة الموجزة أن أكون قد أسهمت في بيان أهمية هذا الفن الأدبي النثري.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.






د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
09/05/2006, 03:31 PM
فن التوقيعات الأدبية في العصر الإسلامي والأموي والعباسي

(الجزء الثاني)



د.حمد بن ناصر الدخيل




مصادر التوقيعات

ليس من السهل أن ألم في هذا المقام بمصادر التوقيعات في التراث العربي؛ لأنها كثيرة متفرقة، ولكن حسبي أن أشير إلى المصادر التي احتفظت بطائفة غير قليلة منها في العصور المختلفة.



لعل أهم مصدر عني بتدوين هذا الفن الأدبي كتاب (العقد الفريد)، لابن عبد ربه الأندلسي (246 – 327هـ) الذي أورد عددًا من النماذج للخلفاء في عصر صدر الإسلام، بدءًا من الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – وفي العصر الأموي، والعباسي إلى عهد الخليفة المأمون.

ولم يقتصر على توقيعات الخلفاء، بل أثبت نماذج كثيرة من توقيعات الأمراء والولاة والقادة والكتاب وكبار رجال الدولة، مثل الحجاج بن يوسف الثقفي، وأبي مسلم الخراساني، وجعفر بن يحيى البرمكي، والفضل بن سهل، والحسن بن سهل، وطاهر بن الحسين، وختم ذلك بإيراد طائفة من توقيعات ملوك الفرس، واستغرق ذلك من الكتاب تسع عشرة صفحة.

ويعد كتاب (الوزراء والكتاب)، للجهشياري (000 – 331هـ) من المصادر القديمة للتوقيعات وردت فيه في مواضع متفرقة.

ويحفل كتاب (نثر الدر)، للآبي (000 – 421هـ) بطائفة منها.



وعني أبو منصور الثعالبي (350 – 429هـ) بتدوين قدر غير يسير منها، ولكنه لم يحصرها في كتاب واحدٍ من كتبه الكثيرة التي اتجه فيها إلى إثبات ما يختاره من عيون الشعر والحكم والأمثال والأقوال البليغة.



ومن أهم كتبه التي اهتم فيها بتدوين التوقيعات (خاص الخاص) الذي يعد مصدرًا من مصادرها المهمة، على الرغم من صغر حجمه، عقد فصلاً أورد فيه طائفة من توقيعات الملوك المتقدمين مثل الإسكندر المقدوني (356 – 323 ق.م) وبعض ملوك الروم والفرس، وعقد فصلا ثانيًا أثبت فيه عددًا من توقيعات الخلفاء والقواد والأمراء والولاة المسلمين، وعقد فصلاً ثالثًا دون فيه أجناسًا من توقيعات الوزراء وكبار رجال الدولة العباسية، وتجاوز المدة الزمنية التي وقف عندها ابن عبد ربه الأندلسي في العقد الفريد، وأورد توقيعات قليلة في كتابه (لطائف اللطف)، وكُتب فصلٌ في كتاب (تحفة الوزراء) المنسوب إليه أُثبت فيه جملة من توقيعات الوزراء والكتاب.



وأخلص إلى ذكر أهم مرجع حديث عني بتدوين التوقيعات في عصر الخلفاء الراشدين وفي العصر الأموي، وفي العصر العباسي الأول، وهو كتاب (جمهرة رسائل العرب)، لأحمد زكي صفوت، الذي أشرت إليه في مقدمة البحث.



تضمن الجزء الأول قدرًا يسيرًا من توقيعات الخلفاء الراشدين، واشتمل الجزء الثاني على ما دونه من توقيعات خلفاء دولة بني أمية، ومن اتصل بهم بسبب.



أما الجزء الرابـع فدون فيه المؤلف التوقيعـات في العصـر العباسي الأول (132 – 232هـ)، وما ذكر منها في هذا الجزء يفوق ما ذكر في الجزأين السابقـين، وهـذا دليل على ازدهار هذا الفن الأدبي في العصر العباسي.



غير أنه أهمل إثبات شيء من التوقيعات في العصر العباسي الثاني (232 – 334هـ)، والعــصر العباسي الثالـث (334 – 447هـ)، ولم يذكر شيئًا من التوقيعات في المغرب العربي والأندلس، وبذلك يحتاج عمله إلى تكملة واستدراك.



ومما ينبغي أن يشار إليه أن الكتاب اقتصر على جمع التوقيعات من مصادرها المختلفة دون أن يشفع ذلك بدراسة أدبية عنها، ولسنا نطالب المؤلف بذلك ما دام قد اقتصر في منهجه على الجمع فقط، ولكن يُعَد ما عمله رائدًا في ميدانه؛ فقد أصبح الكتاب مرجعًا مهمًا للباحثين والدارسين وأساتذة الأدب في الجامعات.











د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
09/05/2006, 03:42 PM
فن التوقيعات الأدبية في العصر الإسلامي والأموي والعباسي

(الجزء الثالث)

د.حمد بن ناصر الدخيل

التوقيع في اللغة

يطلق التوقيع في اللغة على عدة معان، حقيقية وأخرى مجازية، حسية ومعنوية، ذكرتها معجمات اللغة، كالصحاح، والأساس، واللسان، والقاموس، والتاج.

فالواو والقاف والعين أصل واحد يرجع إليه فروعه وما يشتق منه، ويدل في عمومه على سقوط شيء على التحقيق أو التقريب.

ولكنّ المعاني التي ذكرتها كتب اللغة للفظة التوقيع لا تهمنا في هذا المجال، وإنما يهمنا المعنى اللغوي الذي نـجد له ارتباطًا بالتعريـف الاصطلاحي للتوقيعات، وبعبارة أخرى المعنى اللغوي الذي اشتقت منه التوقيعات بعدها فنًا أدبيًا.

التوقيعات مشتقة في اللغة من التوقيع الذي هو بمعنى التأثير، يقال: وقَّعَ الدَّبرُ ظهرَ البعير إذا أثر فيه، وكذلك الموقِّع (كاتب التوقيع) يؤثر في الخطاب، أو الكتاب الذي كتب فيه حسّا أو معنى.

وقيل: إن التوقيع مشتقٌ من الوقوع؛ لأنه سبب في وقوع الأمر الذي تضمنه، أو لأنه إيقاع الشيء المكتوب في الخطاب أو الطلب، فتوقيع كذا بمعنى إيقاعه.

قال الخليل: التوقيع في الكتاب إلحاقٌ فيه بعد الفراغ منه، واشتقاقه من قولهم: وقّعْتُ الحديدة بالميقعة، وهي المطرقة: إذا ضربتها، وحمار موقَّع الظهر: إذا أصابته في ظهره دَبَرَةٌ. والوقيعة: نُقْرَةٌ في صخرة يجتمع فيها الماء، وجمعها: وقائع. قال ذو الرمة:

ونلْنَا سِقَاطًا من حديثٍ كأنـَّـهُ*جَنىَ النحلِ ممزوجًا بماءِ الوقائعِ

فكأنه سُمِّى توقيعًا؛ لأنه تأثير في الكتاب، أو لأنه سببُ وقوع الأمر وإنفاذه، من قولهم: أوقعت الأمر فوقع.

وأميل إلى ترجيحِ السبـب الأخير؛ لأن التوقيـع يتضمن إجراءًا يلزم تنفيذه.

وقال ابن الأنباري: توقيـع الكاتب في الكتاب المكتوب أن يجمل بين تضاعيف سطوره مقاصد الحاجة، ويحذف الفضول.وهو مأخوذ من توقيع الدَّبَرِ ظهر البعير؛ فكأن الموقِّع في الكتاب يؤثر في الأمر الذي كتب الكتاب فيه ما يؤكده ويوجبه.





التوقيع في الاصطلاح

وقد اكتسبت التوقيعات في الإسلام معنىً اصطلاحيًا يرتبط بالمعنى اللغوي الذي ذكرناه، فأصبحت تستعمل لما يوقعه الكاتب على القضايا أو الطلبات المرفوعة إلى الخليفة أو السلطان أو الأمير، فكان الكاتب يجلس بين يدي الخليفة في مجالس حكمه، فإذا عرضت قضية على السلطان أمر الكاتب أن يوقع بما يجب إجراؤه، وقد يكون الكاتب أحيانًا السلطان نفسه.

يقول البطليوسي (44- 521هـ) في تعريف التوقيع: (وأما التوقيع فإن العادة جرت أن يستعمل في كل كتاب يكتبه الملك، أو مَنْ له أمر ونهي في أسفل الكتاب المرفوع إليه، أو على ظهره، أو في عَرْضه، بإيجاب ما يُسْأل أو منعه، كقول الملك: ينفذ هذا إن شاء الله، أو هذا صحيح. وكما يكتب الملك على ظهر الكتاب: لِتُرَدَّ على هذا ظُلاَمته، أو لينظـر في خبر هذا، أو نحو ذلك).

ويقول ابن خلدون (732 – 808هـ): ومن خُطط الكتابة التوقيع، وهو أن يجلس الكاتب بين يدي السلطان في مجالس حكمه وفصله، ويوقع على القصص المرفوعة إليه أحكامها والفصل فيها، متلقاة من السلطان بأوجز لفظ وأبلغه، فإما أن تصدر كذلك، وإما أن يحذو الكاتب على مثالها في سجل يكون بيد صاحب القصة، ويحتاج الموقع إلى عارضة من البلاغة يستقيم بها توقيعه.





تطور دلالتها

تطوَّر مفهوم التوقيعات في العصر العباسي، واكتسب معنى أدبيًا، فأصبحت تطلقُ على تلك الأقوال البليغة الموجزة المعبرة التي يكتبها المسؤول في الدولة، أو يأمر بكتابتها على ما يرفع إليه من قضايا أو شكايات، متضمنة ما ينبغي اتخاذه من إجراء نحو كل قضية أو مشكلة، وهي بهذا المفهوم أشبه ما تكون بتوجيه المعاملات الرسمية في الوقت الحاضر.

وفي العصور الوسطى أضيف إلى التوقيعات دلالة جديدة مع بقاء دلالتها الأدبية السائدة في العصر العباسيّ، حيث أصبحت تطلق على الأوامر والمراسيم التي يصدرها السلطان أو الملك؛ لتعيين والٍ، أو أمير، أو وزير، أو قاضٍ، أو حتى مدرس، وامتازت بطولها، والإسهاب في ذكر الحيثيات والأسباب المسوغة للتعيين؛ حتى تجاوز بعضها أربع صفحات، وقد أورد القلقشندي في صبح الأعشى نماذج كثيرة منها، ولا يتسع المجال لذكر شيء منها.

والتوقيعات بهذا المفهوم لا تُعَدُّ توقيعات أدبية لافتقادها عنصري البلاغة والإيجاز، ولا تدخل ضمن هذا البحث، وعَدُّها من باب الكتابة الديوانية والنثر التاريخي أولى وأصح.

ثم تــحول معناها بعد ذلك إلى عــلامة اسم السلطان خاصـة التي تذيل بها الأوامر والمراسيم والصكوك كالإمضاء عندنا، ثم توسع في معناها فأصبحت تدل على تأشيرة الاسم، وهــي كتابته بتلك الهيئة الخاصة التي تقابل في الإنجليزية لفظة (Signature).



















د. أبو شامة المغربي


kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
09/05/2006, 04:08 PM
فن التوقيعات الأدبية في العصر الإسلامي والأموي والعباسي

(الجزء الرابع)

د.حمد بن ناصر الدخيل




أنواع التوقيعات الأدبية

بعد أن تحدثنا عن التطور الدلالي للفظة (التوقيع)، يحسن أن نتحدث بإيجاز عن أنواع التوقيعات الأدبية، التي نلاحظ – من خلال استقرائها وتتبعها في كتب الأدب والتراث - أنها لا تخرج عن الأنواع التالية:

1 - قد يكون التوقيع آيةً قرآنيةً تناسب الموضوع الذي تضمنه الطلب، أو اشتملت عليه القضية.

من ذلك ما ذكر أن أبا محمد الحسن بن محمد المهلبي وزير معز الدولة أبي الحسين أحمد بن بويه الديلمي كان قبل اتصاله بمعز الدولة وتقلده منصب الوزارة يعاني من قلة ذات اليد وشدة الفقر وضيق الحال، وكان يشكو رمدًا في عينيه لا يفارقه، وسافر في بعض الأيام مع رفيق له أديب من أهل الأسفار والتجوال، ولكنه لقي في سفره هذا مشقة ونصبا، فلا زاد معه ولا مال، ونزل مع رفيقه في بعض الأماكن واشتهى اللحم، فلم يجد ثمنه، فأنشد ارتجالاً ورفيقه يسمع:



ألا مَوْتٌ يُباَعُ فأشْتَريهِ*

فهذا العيشُ مالا خيرَ فيهِ

ألا مَوْتٌ لذيذُ الطعمِ يأتِي*

يُخلِّصُني من العيشِ الكريهِ

إذا أبصَرْتُ قبرًا من بعيدٍ*

ودِدْتُ لو أنَّني مما يليهِ


ألا رَحِمَ المهيمنُ نَفْسَ حُرٍّ*

تصدَّقَ بالوفاةِ على أخيهِ








فتأثر رفيقه بالأبيات ورثى لحاله، ورق له، فاشترى له بدرهم لحمًا، وأعده وقدمه إليه، وتفرقا.

ثم تتابعت الأيام، وتغيرت الأحوال، وحسنت حال المهلبي وتولى الوزارة ببغداد لمعز الدولة البويهي، وضاقت الحال برفيقه في السفر الذي اشترى له اللحم، وحقق له رغبته، وآل به الأمر إلى أن جلس على بساط الفقر والفاقة، وبلغه تولي المهلبي الوزارة، فشد الرحال وقصده في بغداد، فلما بلغه كتب إليه رُقْعَة تتضمن أبياتًا، منها:

ألا قُلْ للوزير فَدتْه نَفْسِـي*

مَقَالَ مُذَكِّرٍ ما قــد نسيهِ

أتذكرُ إذ تقول لضنْكِ عَيْشٍ*

(ألا مَوْتٌ يباعُ فأشتريــهِ)





فلما قرأ المهلبي الأبيات تذكر صحبة رفيقه، وفضله عليه، وهزته أريحية الكرم ورعاية حق الصحبة، وردّ الفضل لأهله والمعروف لمستحقيه.

إنّ الكرامَ إذا ما أَسهَلُوا ذَكَروا*

مَنْ كان يألفُهمْ في المنزلِ الخَشِنِ




فأمر له بسبع مئة درهم، ووقَّع في رقعته قوله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء }.

ثم دعاه وأكرمه، وقَلده عملاً مناسبًا يرتزق به.

والتوقيع الذي وقعه المهلبي على رقعة صاحبه (الآية القرآنية الكريمة) يبدو مطابقًا تمامًا لفحوى القصة ومضمونها، أعطاه رفيقه درهما في وقت الضيق والشدة، فأعطاه هو سبع مئة درهم في وقت السعة والرخاء تحقيقًا لما في الآية الكريمة.

ومن ذلك ما كتب به عامل إرمينية إلى المهدي الخليفة العباسي يشكو إليه سوء طاعة الرعية، فوقع المهدي في خطابه قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، والتوقيع بألفاظ القرآن حسن في الجدّ من الأمور، محظور في المُزْح والمطايبة.

2- وقد يكون التوقيع بيت شعر، من ذلك ما كتب به قتيبة بن مسلم الباهلي إلى سليمان بن عبدالملك بن مروان الخليفة الأموي يتهدده بالخلع، فوقع سليمان في كتابه:

زعمَ الفرزدقُ أن سَيَقْتُلُ مِرْبَعًا*

أبشرْ بطولِ سلامةٍ يا مِرْبَعُ




وكتب ألفونس السادس ملك قَشْتالةَ إلى يوسُف بن تاشِفين أمير المرابطين في الأندلس يتوعده ويتهدده، فوقع يوسف في كتابه بيت أبي الطيب المتنبي:

ولا كُتْبَ إلا اَلمْشَرفِيَّةُ والَقنَا*

ولا رُسُلٌ إلا الخميسُ الَعْرمْرَمُ




3- وقد يكون مثلاً سائرًا، من ذلك ما وقع به علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – إلى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: في بيته يؤتى الحكم).

ومن ذلك أيضًا ما وقَّع به يزيد بن الوليد بن عبدالملك بن مروان إلى مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، وقد أُخبر يزيد أنه يتلكأ في مبايعته بالخلافة: أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، فإذا أتاك كتابي فاعتمد على أيهما شئت.

4- وقد يكون التوقيع حكمة، من ذلك ما وقع به السفاح الخليفة العباسي الأول في رقعة قوم شكوا احتباس أرزاقهم: من صبر في الشدة شارك في النعمة.

وكتب إبراهيم بن المهدي إلى الخليفة المأمون يعتذر إليه مما بدر منه من خروجه عليه، ومطالبته بالخلافة، فوقع المأمون في كتابه: القدرةُ تُذْهِبُ الحفيظة، والندم جزء من التوبة، وبينهما عفو الله.

5- وقد يكون التوقيع غير ذلك، رفعت إلى يحيى بن خالد البرمكي رسالة ركيــكة العبارة، كتبت بخط جمـيل فوقع: الخط جسمٌ روحه البلاغة، ولا خير في جسمٍ لا روحَ فيه.

ووقع ابنه جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي لبعض عماله: قد كَثُرَ شاكوكَ، وقل شاكروك، فإما عَدَلْت، وإما اعتــزلت.


متى وجدت التوقيعات في الأدب العربي؟


التوقيعات فن أدبي نشأ في حضن الكتابة، وارتبط بها، ولذلك لم يعرف عربُ الجاهلية التوقيعات الأدبية ولم تكن من فنون أدبهم؛ لسبب يسير وهو أن الكتابة لم تكن شائعة بينهم، بل كان الذين يعرفون الكتابة في هذا العصر قلة نادرة، لذلك فإن الأدب الجاهلي يتضمن الفنون الأدبية القائمة على المشافهة والارتجال، كالشعر، والخطابة، والوصية، والمنافرة، وغيرها من الفنون القولية القائمة على ذلاقة اللسان، والبراعة في الإبانة والإفصاح، وإصابة وجه الحق ومفصل الصواب كالحكم والأمثال.

كذلك لم تُعْرَف التوقيعات في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن الكتابة أيضًا لم تكن شائعـة، وقد جاء الإسلام وليس يكتــب بالعربية غير سبعة عشر شخصًا.

ولعل أقدم ما أثر من توقيع في تاريخ الأدب العربي ما كتب به أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – إلى خالد بن الوليد – رضي الله عنه – حينما بعث للصديق خطابًا من دومة الجندل يطلب أمره في أمر العدو، فوقع إليه أبو بكر: أدن من الموت توهبْ لك الحياة.

ثم شاعت التوقيعات في عهد عمر وعثمان وعلي – رضي الله عنهم -، لشيوع الكتابة، وامتد هذا الشيوع بصورة أوسع في عصر بني أمية.

ولذلك نلحظ أن التوقيعات فن أدبي نشأ في عصر صدر الإسلام، وليس صحيحًا ما ذهب إليه بعض مؤرخي الأدب العربي من أن التوقيعات فن أدبي عباسي، أخذه العباسيون من الفرس.











د. أبو شامة المغربي



kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
09/05/2006, 04:35 PM
فن التوقيعات الأدبية في العصر الإسلامي والأموي والعباسي
(الجزء الخامس)

د.حمد بن ناصر الدخيل
التوقيعات في عصر صدر الإسلام
مرّ بنا أن التوقيعات عرفت في الأدب العربي أول ما عرفت في عهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، والسبب في ذلك شيوع الكتابة بعد أن أقبل المسلمون على تعلمها، وأصبح الذين يجيدونها يمثلون شريحة كبيرة، يضاف إلى ذلك استخدام الكتابة في تحبير الرسائل، وتبليغ أوامر الخليفة وتوجيهاته إلى الولاة والقواد في مختلف أنحاء الدولة الإسلامية.

ويعد الخليفة الراشد أبو بكر الصديق أول من استعمل التوقيعات في تاريخ الأدب العربي، وفي التاريخ الإسلامي، غير أنّ التوقيعات التي أثرتْ عنه ووصلت إلينا قليلة، لا نستطيع أن نبني عليها حكمًا أدبيًا.

واستخدم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – هذا الفن في مكاتباته لرجال الدولة من ولاة وقواد.

ومن توقيعاته أن سعد بن أبي وقَّاص – رضي الله عنه – كتب إليه من الكوفة – وكان واليًا عليها – يستأذنه في بناء دار الإمارة، فوقّع في أسفلِ كتابه: ابن ما يُكِنُّكَ من الهواجِرِ، وأذى المطر، وفي روايةٍ: ابن ما يستر من الشمسِ، ويُكِنُ من المطر.

ووقع في كتاب عمرو بن العاص: كن لرعيتك كما تحبُّ أن يكونَ لك أميرُك.

وأثرت لعثمان بن عفان – رضي الله عنه – بعض التوقيعات، من ذلك أن نفرًا من أهل مصر كتبوا إليه يشكون مروان بن الحكم، وذكروا أنه أمر بوَجءِ أعناقهم، فوقع في كتابهــم: {فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ}.

ووقع في قصة رجل شَكَا عَيْلةً: قد أمرنا لك بما يُقيمك، وليس في مالِ الله فَضْلٌ للمسرفِ.

وما وصل إلينا من توقيعات الخليفة علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – أكثر مما بلغنا من توقيعات أبي بكر وعمر وعثمان؛ فمن توقيعاته ما وقَّع به إلى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: في بيته يُؤْتى الحكم.

وكتـب الحسـن أو الحســين إليه في شيءٍ من أمر عثمان - رضي الله عنه – فوقع إليه: رأي الشيخ خيرٌ من مَشْهدِ الغلام.

ووقع في كتاب سلمان الفارسي، وكان سأله كيف يُـحاسب الناسُ يوم القيامة: يحاسبون كما يرزقون.

ووقع في كتاب أتاه من الأشتر النخعي فيه بعض ما يكره: مَنْ لك بأخيك كله.

ووقع في كتابٍ لصعصعةَ بن صُوحانَ يسألُه في شيءٍ: قيمة كل امرئٍ ما يحسن.

وكتب إليه الحُضَيْن بن المنذر في صفين يذكر أن السيف قد أكثر في ربيعة، وبخاصـةٍ في أسـرى منهـم، فوقـع إليـه: بقيةُ السيفِ أنمى عددًا.

ونلحظ أن التوقيعات التي أثرت عن الخلفاء الراشدين ووصلت إلينا تمتاز ببلاغة الأداء ووجازة التعبير، وموافقتها للصواب.
وقد يكون التوقيع يوقع به الخليفة آية قرآنية، أو مثلاً سائرًا أو حكمة، أو قولاً بليغًا يجري مجرى الحكمة أو المثل.
ولكن ينبغي أن نقرر حكمًا، وهو أن التوقيعات في عصر صدر الإسلام تعد قليلة جدًا إذا ما قورنت بالتوقيعات في العصور التالية، وربما يعزى السبب إلى أن هذا الفن الأدبي لا يزال آنذاك في بداية نشأته.



التوقيعات في العصر الأموي

تعد التوقيعات في العصر الأموي امتدادًا طبعيًا لها في عصر صدر الإسلام، بعد أن عرفت واستعملت، وغدت في العصر الذي نتحدث عنه فنًا أدبيًا، حيث اعتاد كل خليفة أموي أن يوقع على الرسائل التي ترد إليه بعد أن يطلع عليها ويعرف مضمونها، ووصلت إلينا نماذج كافية لتوقيعات خلفاء بني أمية ابتداءً من معاوية بن أبي سفيان، وانتهاءً بمروان بن محمد آخر خلفاء الدولة الأموية في المشرق. ولم يقتصر فن التوقيعات على الخلفاء فقط، بل مارسه بعض الأمراء والولاة والقواد،كزياد بن أبيه، والحجاج بن يوسف الثقفي.
ولا يتسع المجال لإيراد كل ما نعرفه من توقيعات الأمويين، وحسبي أن أشير إلى نموذج أو أكثر لكل خليفة وصل إلينا شيء من توقيعاته، ولكل أمير أو والٍ أثرت عنه توقيعات..
وقع معاوية بن أبي سفيان في كتاب: نحن الزمان من رفعناه ارتفع، ومن وضعناه اتضع.

وكتب إليه الحسن بن علي – رضي الله عنهما – كتابًا أغلظ له فيه القولَ فوقع إليه: ليت طولَ حلمنا عنك لا يدعو جهلَ غيرِنا إليك.
وكتب إليه ربيعة بن عِسْلٍ اليربوعي يسأله أن يعينه في بناء داره بالبصرة باثني عشر ألــف جذع، فوقع إليه: أدارك في البصــرة أم البصــرةُ في دارك؟.

وكتب عبد الله بن جعفر بن أبي طالب إلى يزيد بن معاوية يستميحه لرجال من خاصته، فوقع إليه: أحكم لهم بآمالهم إلى منتهى آجالهم، فحكم عبد الله بن جعفر بتسع مئة ألف، فأجازها يزيد.

وكتب إليه عبد الله بن جعفر يستوهبه جماعة من أهل المدينة، فوقع إليه: مَنْ عرفتَ فهو آمن.

وكتب الحجاج بن يوسف الثقفي إلى عبد الملك بن مروان يخبره بسوء طاعة أهل العراق، وما يقاسي منهم، ويستأذنه في قتل أشرافهم، فوقع له: إنّ من يُـمْنِ السائـسِ أن يُتَأَلَّفَ به المختلفـون، ومن شؤمِه أن يختلفَ به المؤتلفون.

ووقع في كتاب:



كيف يرجونَ سِقَاطـي بعــــدما*

شَمِلَ الرأس مَشِيبٌ وصَلَعْ؟‍
وقع الوليد بن عبدالملك إلى عمر بن عبدالعزيز: قد رأب الله بك الداء، وأوذَمَ بكل السِّقَاء.

وكتب إليه الحجاج لما بلغه أنه خَرَق فيما خَلَّف له عبد الملك، ينكر ذلك عليه، ويعرِّفه أنه على غير صواب، فوقّع في كتابه: لأجمعنَّ المال جمعَ مَنْ يعيش أبدًا، ولأفرقَنَّهُ تفريقَ من يموتُ غدا.

كتب قتيبة بن مسلم الباهلي إلى سليمان بن عبد الملك يتهدده بالخلع، فوقَّع في كتابه:



زَعَمَ الفرزدقُ أن سيقتلُ مِرْبَعًا*

أبشرْ بطولِ سلامةٍ يا مِرْبَعُ
وقع في كتابه أيضًا: العاقبة للمتقين.

ووقع إليه أيضًا جوابَ وعيده: {وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا }.

كتب والي العراق إلى عمر بن عبدالعزيز يخبره عن سوءِ طاعةِ أهلها فوقَّع إليه: (ارضَ لهم ما ترضى لنفسِك، وخُذْهم بجرائمهم بعد ذلك).

ووقع في قصة متظلم: العدلُ أمامَك.

وفي رقعة محبوس: تُبْ تُطْلَقْ.

وفي رقعة امرأة حُبِسَ زوجها: الحقُّ حبسه.

وفي رقعــة رجــل تظلــم من ابــنه: إنْ لم أنصفكَ منه فأنا ظلمتكَ.

ووقع يزيد بن عبدالملك في قصة متظلم شكا بعضَ أهلِ بيته: ما كان عليك لو صفحتَ عنه واستوصلتني.

ولهشام بن عبدالملك توقيعات كثيرة منها: أنه وقـع في قصـة متظـلم:
أتاك الغوثُ إن كنت صادقًا، وحَلَّ بكَ النَّكالُ إنْ كُنْتَ كاذبًا، فتقدَّمْ أو تأخر.

ووقع في قصة قوم شكوا أميرهم: إنْ صَحّ ما ادعيتمْ عليه عزلناه وعاقبناه.



وقع يزيد بن الوليد بن عبدالملك بن مروان إلى والي خراسان في المُسَوِّدَة: نجم أمرٌ أنت عنه نائم، وما أراكَ منه أو مني بسالم.

ولمروان بن محمد آخرِ خلفاء الدولة الأموية توقيعات مأثورة.

ولزياد بن أبيه والحجاج بن يوسف الثقفي توقيعات عدة، فمن توقيعات زياد أن عائشة – رضي الله عنها – كتبت إليه في وُصَاةٍ برجل، فوقع في كتابها: هو بين أبويه، ووقـع في قصة ســارق: القطع جزاؤك.

ومن توقيعات الحجاج ما وقع به في قصة محبوس ذكروا أنه تاب: ما على المحسن من سبيل.



د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

الناصري
15/05/2008, 02:48 AM
بارك الله في جهودكم يا أبا شامة...

د. حسين علي محمد
19/05/2008, 09:49 AM
شُكراً للأديب
الدكتور أبي شامة المغربي على نقل هذا الموضوع الجميل،
مع موداتي.

غير مسجل
06/12/2009, 03:24 PM
انا كنت بدي من كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه لاستخرج منه 3 توقيعات للعصر الاموي