المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تحرمو ابناءكم الايمان



سليـمـكم
14/10/2004, 05:56 PM
لا تحرمو ابناءكم الايمان

الإيمان اطمئنان..لذا يجب ان نربي أولادنا على الإيمان

خلق الله الانسان مؤمنا بما وراء المنظور -بما وراء المادة- :" فطرة الله التي فطر الناس عليها , لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ", الايمان موجود في كل إنسان , لا فرق بين متعلم وجاهل ..فهو يؤمن بأن وراء هذا الكون خالقا له ..إليه يلجأ المخلوق ..يسأله الفرج من الكرب والعزاء عند المصيبة والصحة عند المرض .
والايمان عند المتعلم أصح منه عند غيره من الجاهلين وصدق الله العظيم :" إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ "..لأن المتعلم يعرف الحقيقة زكلما تقدم العلم بالانسان تحققت عنده معرفة الله جل شأنهوصدق رسول الله -ص- إذ يقول :" رأس الحكمة مخافة الله , أو معرفة الله" ومخافة الله من تمام المعرفة .
والايمان بالله دليل على سلامة الروح وصفاء النفس وحسن الخلق ..سواء في المسلمين او غير هم ..لأن المسلمين إيمان بوحدانية الله أولا وبرسالة محمد ثانيا -ص- ....والمؤمنون بوحدانية الله في العالم كثيرون وكثير منهم كان في العرب قبل رسالة محمد صلى الله عليه وسلم منهم : قس بن ساعدة الايادي , وزيد بن نفيل عم عمر الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنه يبعث امة واحدة " .
لقد رأينا كثيرون من دعاة الالحاد يذكرون اسم الله دون قصد في أحاديثهم أو في سرحاتهم -ذلك ان عقلهم الباطن مؤمن بالله وذكرهم لله دليل على إيمانهم الخفي -..
الإيمان بالله عامل نفسي رئيس لسعادة الانسان النفسية , فلا يفرح ذلك الفرح الطاغي إذا أصابه خير ..بل يكون فرحه بشكر الله وحمده على ما أعطاه ..بإن ما أصابه من حسنة فمن الله وإن اصابه مكروه صبر ..فلا يحزن على ما فاته من خير بل يصبر مؤمنا بان كل ما حصل له كان من عند الله وان الله اعد للصابرين أجرا عظيما -رضاه والجنة -
أما إذاضاع الايمان فلا أمان من فرح طاغ ..قد يذهب بالغقل ..أو حزن طاغ قد يؤدي الى الجنون أو الموت .
الإيمان بلسم شاف لجراح النفس وإذا فقد الانسان الايمان فلا امانة له في كل معاملاته ..مع معامليه , مع أهله , مع أولاده ..في وظيفته ..مع مراجعيه , مع نفسه التي هي أقرب إليه من كل أحد .
الإيمان حصن منيع يمنع عن المؤمن كل الزوابع النفسية , وهو ملجأ قوي ينعم فيه بالاستقرار النفسي ..وهو حل من الله إذا احاطت بك الكوارث من كل جانب ..وجل من قال :" قل من ذا الذي يعصمكم من الله إن أراد بكم سوءا او أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا " -الأحزاب 17

كانت هذه مقدمة بدأت بها حديثي عن هبة الله عز وجل للزوجين " يهب لمن يشاء إناثا , ويهب لمن يشاء الذكور " -الشورى 49- ...وإن ديننا الحنيف مع المسلم منذ تزوج أبواه على ما في كتاب الله وسنة رسوله , ثم تقبلاه مولودا هدية من الله تعالى بحمده وشكره ....
إذا كان واجبا على الأبوين أن يزودا هذا المخلوق الجديد الموهوب لهما ..والذي كان ثمرة لزواجهما على ما في الكتاب والسنة أن يزوداه بمختلف الخيرات أثناء سنواته التكوينية الأولى .........
--- عند الطفولة والميلاد :
وفي مقدمتها كلمات الذكر الاسلامية - ان تؤذن له في أذنه -...لأن السنوات الأولى التي يقضيها الطفل بين أبويه أبلغ الأثر في تكوين شخصيته ...بما تتضمنه من اتجاهات ومفاهيم وأساليب سلوكية ....فتربية الأبوين من اهم العوامل في حياة الطفل وإنها الحصن المنيع له -إذا كانت حسنة - من رفاق السوء في المدرسة وفي الطريق....أما إذا كانت التربية سيئة أو تربية إهمال فربما جرته إليهم وجرتهم إليه .
يجب على الوالدين أن يشعرا ولدهما بإسلامه ..فيعلمانه معنى الحلال والحرام ..واول ما يبدأ من الطفل في حيوانيته -والانسان حيوان لولا التعلم- هو العدوان على حقوق الغير إذا أحس بضعف هذا الغير او تهاونه...فإننا نرى الأخ الأكبر يعتدى على أخيه الأصغر ..أو على من يقدر عليه ممن هو اقل منه قوة واكثر ضعفا ..لهذا يجب على الأبوين منع الطفل من العدوان على غيره وإفهامه أن الله لا يرضى بذلك ..وأن ما لا يرضاه الله حرام ..وان الله يغضب من فعل الحرام ..يمنعانه من العدوان بالحسنى ..يمنعانه عن فعل ما يضره باللين كما يمنعانه من قول الكذب ويقومان بإنكار ما فعل ...وأولى أساليب التعليم أن تعطي المثل العلى وان تكون القدوة .
--- عند البلوغ :
فإذا بلغ الطفل السابعة من عمره وهو الذي يسميه العلماء سن التمييز ..أخذ يستعرض نفسه -ذكرا كان ام انثى- بصفة مستمرة , سرا وجهرا فيكثر النظر إلى وجهه في المرآة ليقدر طوله وقوته ورجولته ان كان صبيا وانوثتها وجمالها ان كانت أنثى .....
لهذا كان واجبا على الأبوين أن يمتنعا في مثل هذه السنة عن نعت ولديهما بالغباء أو بالبلادة ...أو بالخور او بالضعف أو بالقبح ...أو أن يقال له :" فلان احسن منك ..فلانة أجمل منك " .......فقد يؤثر هذا الوصف بالطفل , وقد يؤثر على عقله الباطن وتبقى العلة فيه كامنة ..فيشعر بالنقص أمام غيره من الأطفال وهنا قد يذل أو يستوحش .....
وقد جربنا ..فكان لمثل هذه الكلمات آثارها السيئة في نفوس الكثيرين والكثيرات ..ذلٌ..إنكماش نفسي .. انعزال عن الآخرين ..عقدة وهي تسمى الآن عقدة نفسية .........سببها أنت لأنك أهم من جعلت ثقة ابنك في نفسه تهتز .
على الأبوين أيضا ان يصفا ولدهما بالذكاء وبالنباهة ..بالقوة وبحسن التصرف , بالعقل والادراك ..بالرجولة للابن وبالجمال واللطف والحصانة للبنت ...وهكذا حتى ينشأ الولد وقد رسخت في عقله الباطن هذه الصفات ...ولكن بلا غرور ولا تدليل ..ولا إسراف ولا إعجاب ...لأن الغرور داء يؤدي الى الأنانية والحماقة ....والمغرور يرى نفسه أفضل من الآخرين وأنه أسمى من ان يختلط بهم ..وهنا تكون العزلة والانكماش .

أحبتي الآباء ..إخوتي أخواتي :
شتان بين طفلين :
طفل عاش في بحبوحة من الحب بين أبويه ..يفتح عينيه في الصباح ليرى السعادة على طلعتيهما ..والبسمة على شفتيهما ...فلا يسمع إلا كلمات المجاملة وعبارات المحبة من كليهما لكليهما .. ويمسي ليغمض عينيه على مثل ما أصبح عليه : ودٌ وتفاهم ..وثقة وتقدير ومحبة واحترام.
وطفل عاش مع الرعب والغيظ والصراخ..وحُرم من المن والعطف ..فإذا اصبح بين ابوين متخاصمين ..متشائمين ..وإذا امسى بينهما متشاكسين متلاعنين ..... شتان شتان شتان .

وليس كــالــطــفــــل في شدة إحساسه يشعر من حيث لا تــشــعـــر...
ونرى النتيجة في هاتين الحالتين عند كــبَــر الأولاد *** وكل صغير يكبر ***
فمن أمن في عهد الطفولة وعاشها رائقة له ..هادئا فيها ..هانئا بين ابويه ...شـب مسرورا آمنا في حياته ..يتقبل عمله في كبره مطمئنا طول حياته ناقلا تجربة أبويه الناجحة لأبناءه .....
ومن عاش طفولته في المشكلات محروما من الهدوء ..شب خائفا ضائعا فاشلا قلقا ...وكم سيسأل الأبوين يوم تشخص الأبصار أمام الله.
وأقول ذلك عن الأغلبية ولا أحكم على الجميع فالشاذ كثير ..............وما عليكم أيها الآباء إلا ان تختاروا أي الصنفين تكونوا ..فالخيار بين أيديكم والقرار الأول والخير لكم ...والحاكم يا أحبة هو الزمن .....وحدها الأيام تحاكمكم .

راهب الشوق
25/10/2004, 10:26 AM
تحياتي و تقديري ايها الرائع