المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحداثيون تحت المجهر ! ..



طارق شفيق حقي
01/05/2006, 10:57 PM
الحداثيون تحت المجهر ! .. / للكاتب ماجد عسكر

أخي الكريم ..
سوف أضع بين يديك _ مستعيناً بالله _ جملة من الانحرافات التي وقع فيها أولئك القوم ..
ولكنني قبل ذلك أود أن ألفت نظرك إلى أمر مهم وهو :
أنني حينما أذكر هذه الانحرافات عند أهل الحداثة ؛ فإنه لايلزم من ذكري لها وجودها عند كل من يؤيد الحداثة وأهلها .. إذ أنني أجزم بأن هنالك جمعاً من المؤيدين لها قد اغتروا بتلك الجعجعات التي أطلقها أولئك الحداثيون ، فصاروا يدافعون عنهم وينادون لنصرتهم ! ..
ومامقالي هذا إلا لأبين لهذا الصنف من إخواننا خطر مايسلكونه من سبيل ..

أولا :ً علاقة الأدب بالاعتقاد :
لاشك بأن للأدب علاقة وثيقة بالاعتقاد ..
ولن أدلل على هذا الأمر بكلام لأحد العلماء الأجلاء ! ..
كلا ! ..
وسبب ذلك هو : أن هنالك بعض الكتاب _ أصلحهم الله _ لايقتنعون بكلام أهل العلم الشرعي !!!! ..
ولاحول ولاقوة إلا بالله ..
ولكنني سأورد كلاماً لبعض المتخصصين في الأدب ..
يقول ( مجدي وهبة ) و ( كامل المهندس ) في كتابهما " معجم المصطلحات العربية في اللغة والأدب " في تعريف < الالتزام > : (( اعتبار الكاتب فنه وسيلة لخدمة فكرة معينة عن الإنسان ، لالمجرد تسلية غرضها الوحيد المتعة بالجمال )) // ص : 58 // ..
وهذا ( د . سعيد علوش ) في كتابه " معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة " يتحدث عن علاقة اللغة بالفكر فيقول : (( فاللغة الأدبية ليست مجرد إشارات ، فلها وظيفة جمالية تفرض تنظيماً متعمداً إبداعياً على مصادر اللغة اليومية ، وليس من الصواب المبالغة في إبراز التضاد بين استخدامين للغة يقسمها إلى لغة فكر مقابل لغة الانفعال ، هي اللغة الأدبية ، فالأدب له جانبه الفكري الخاص الذي لايمكن إغفاله )) // ص : 301 – 302 // ..
إذن فكل عمل أدبي فني لابد أن ينشأ من عقيدة وفكر معين وفلسفة معينة للحياة والكون والإنسان والخالق _ سبحانه وتعالى _ ..
ثانيا :ً الحداثة العربية :
لقد نمت الحداثة في البيئة الغربية ، وكانت إحدى مراحل تطور الفكر الغربي ، ثم نقلت إلى بلاد العرب صورة طبق الأصل لما حصل في الغرب ، ولايوجد فيها شئ عربي سوى الحروف العربية ! ..
يقول ( غالي شكري ) _ وهو شيوعي مصري وأحد منظري ورموز الحداثة العربية _ في كتابه : " شعرنا الحديث إلى أين " مانصه : (( إن المفاضلة بين الشعر التقليدي والشعر الحديث ، تصبح غير ذات موضوع ؛ لأنهما لايملكان في حقيقة الأمر من عناصر الأرض المشتركة سوى اللغة ، كما أن محاولة تبرير الشعر الحديث بميراثنا التاريخي ، من حركات التجديد في الشعر العربي ، هي محاولة غير مجدية ، بل أصبحت ضارة إلى حد ما . فالنقد الحديث الذي يود أن يرافق شعراءنا الجدد ، عليه أن يلتفت إلى جوهر القصيدة الغربية الحديثة ، إذا أراد أن يكتشف جوهر القصيدة العربية الحديثة )) // ص : 116 // ..
وهذا ( صالح جواد ) ينقل في مجلة " فصــول " عن ( جبرا إبراهيم جبرا ) من كتابه " الرحلة الثامنة "

قوله : (( حركة الشعر الجديد متصلة بحركة الفن الحديث في أوربا ، أو قل في العالم كله أكثر من أي شئ آخر بغير مواربة ، ... ومن العبث أن نستشهد بالقدامى ، ونستند في أحكامنا إلى سوابق لن تجدها في كتب الأدب التي وضعت قبل بضعة قرون على الأقل )) // فصول : المجلد الرابع : العدد الرابع : ص : 17 // ..

ثالثاُ : الغموض سمة جلية لأدب الحداثة :

إن أول مايصدم القارئ لأدب الحداثة هو تلفع هذا الأدب بعباءة الغموض ، وتدثره بشعار التعتيم والضباب ! ، حتى إن القارئ يفقد الرؤية ولايعلم أين يتجه به هذا الأدب !! .. ولايعلم ماذا يقرأ : أهو جد أم هزل ؟! .. حق أم باطل ؟! .. بل يقطع أحياناً بأن مايقرأه ليس له صلة بلغة العرب : إما في الجمل والتراكيب _ وإن كانت المفردات عربية _ ، أو حتى في المفردات الجديدة التي تدخل الاستعمال لتوها ولأول مرة ! ..
وهاك مثالاً واضحاً لما أقول ..
يقول رمزهم المبدع _ كما يقولون _ ( عبدالله الصيخان ) في إحدى قصائده الحداثية : (( قفوا نترجل ، أو قفوا نتهيأ للموت شاهدة القبر مابيننا ياغبار ويافرس ... ياسيوف وياساح يادم ياخيانات ... خاصرة الحرب يشملها ثوبها .. كان متسخاً مثل حديث الذي يتدثر بالخوص ، كي لايرى الناس سوأته ، كنت أحدثكم ، للحديث تفاصيله فاسمعوني ، فقد جئت أسألكم عن رمال وبحر وغيم وسلسلة زبرجد )) // مجلة اليمامة : عدد : 896 ، في : 2/7/1406 هـ // ..
إنني أرجو من القراء الكرام أن يجهدوا تفكيرهم معي قليلاً لعلهم أن يحظوا بما لم ينكشف لي من كنوز أدب الإبداع الجديد !! ..
وفي // اليمامة : عدد : 901 ، في : 7/8/1406 هـ "" يقول ( زاهر الجيزاني ) : (( وحدي بهذا القبو أعثر في حطام الضوء في كسر المرايا ، ويداي مطفأتان ، ويداي موحشتان ، ويداي ترسم بالرماد فراشة ، ويداي تأخذني ، وأسأل من أكون ، سبعاً بهذا القبو أورثناه حكمتنا ، وأورثنا الجنون )) !!!! .. ياترى ماهو هذا القبو الذي يشكو من العيش منه هذا المبدع ( ! ) ، ويتضجر منه ، ويشعر بأنه أورثنا الجنون ؟! .. وماهو حطام الضوء ؟! .. وماهما اليدان المطفأتان ؟! .. وماعلاقة ذلك برسم فراشة في الرماد ؟!! ..
حسناً ..
دعونا من هذه الطلاسم الآن !! ..
ولنذهب إلى ماهو أهم ، وهو : مخالفات هؤلاء ( المبدعين !! ) الشرعية .. وسوف أحاول قدر استطاعتي ألا أطيل في الشواهد والأدلة ، لأنني سأشير إلى المصادر في هذا الموضوع بإذن الله ..
رابعاً : مخالفات الحداثيين الشرعية :
1 – من انحرافاتهم المتعلقة بالربوبية :
لايجد أهل الحداثة أي حرج في نفي وجود الرب جل وعلا أو التشكيك فيه _ عياذاً بالله _ ..
إذ إن فلسفتهم تقوم على إبعاد الثنائية عن العالم والإنسان ، وإزاحة مفهوم أن الكون ينقسم إلى خالق مخلوق ! .. فهذا ( حسن حنفي ) يقول : (( مالم نقض على هذا التصور الثنائي للعالم ورؤية العالم بين حاكم ومحكوم ، وعلى المستوى الديني بين خالق ومخلوق ، فلن تستطيع حركات تحرر المرأة أن تفعل شيئاً ، ولن يستطيع المثقف العلماني أن يؤدي دوره مالم نقض على هذا التصور )) // قال ذلك في ندوة عقدت في " لندن " بعنوان : " الإسلام والحداثة " عام 1409 هـ // .. وهم ينفون أيضاً كون الله _ جل وعلا _ خالقاً ومدبراً ! .. فهذا ( أدونيس ) يقول : (( مسافر تركت وجهي على زجاج قنديلي .. خريطتي أرض بلا خالق .. والرفض إنجيلي )) // أعماله الشعرية الكاملة : 1/292 // .. تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً .. وهم كذلك يزعمون بأن الوجود عبث ! .. يقول ( أنسي الحاج ) : (( إن الكتابة عبث فلماذا لاتكون ؛ فور ذاك ، تمريغاً لعبث الوجود بعبثها ولمحدودية الخلق بلا محدودية جنونها وهدمها ؟ ، لعل هدمها يثقب مخرجاً في جدار ، وعبثها قد يفضي إلى إيجاد غايات للوجود )) // خواتم : ص : 15 // .. بل لقد تعاظم انحرافهم حتى وصلوا إلى حد السخرية بالله _ جل وعلا _ ولاحول ولاقوة إلا بالله .. ولاأستطيع ذكر مثال على ذلك .. ومن أراد التثبت من ذلك فليراجع " ديوان أدونيس " // 2/ 139 وَ 163 // على سبيل المثال ..
2 – من انحرافاتهم المتعلقة بالألوهية :
من ذلك : نفي الألوهية ! .. فهذه ( خالدة سعيد ) تفول وبكل وقاحة : (( الشعر يحل مكان الدين ، ويصبح ميتافيزيقيا المجتمع الحديث ، حيث يلعب الشاعر دور الآلهة التي اختفت )) // البحث عن جذور : ص : 9 // .. ومنها : جحد حق العبادة لله ، والسخرية بالعبادة ومظاهرها ! .. فهذا ( توفيق الصايغ ) يقول : (( بين سطور العبادات دوران ولف .. ولاتقدم )) // الأعمال الكاملة : ص : 307 // ويقول : (( وحبي لك احتلام وديني هرطقة )) // السابق : ص : 365 // .. وهذا ( نزار قباني ) يقول : (( نقعد في الجوامع .. تنابلاً كسالى .. نشطر الأبيات أو نؤلف الأمثالا .. ونشحذ النصر على عدونا .. من عنده تعالى )) // أعماله الكاملة : 3 / 89 // .. ومنها : الإقرار بالعبودية لغير الله تعالى !!! .. فهذا ( البياتي ) يقول : (( انتظرتك عشرين عاماً في المنفى دون جدوي .. حتى وجدتك في الوطن .. أيتها المعبودة ، أيتها الحمامة المقدسة ... أيتها المعبودة التي قهرت جميع معبوداتي ... آمنت بك .. وبكلماتك )) // ديوانه : 2/312 // .. ومنها : الحيرة والشك من الغاية في وجود الإنسان ! .. يقول ( البياتي ) : (( لابد أن نختار .. أن نقبض الريح وأن ندور الأصفار .. أن نجد المعنى وراء عبث الحياة .. فالعيش في هذا المدار المغلق انتحار )) // السابق : 2/96 // .. ومنها : احترامهم ومدحهم للكفر والإلحاد ولملل الكفر ! .. يقول ( يوسف الخال ) ممتدحاً مبادئ الماركسية : (( لانور لاظلام لاإله )) // أعماله الكاملة : ص : 327 // ويقول ( معين بسيسو ) : (( ورثت عن أبي لهب .. وزوجه حمالة الحطب .. ورثت جمرة وحبلاً من مسد .. الحبل في أيديكمو .. والجمر في يدي )) // أعماله الكاملة : ص : 448 // ..
بئس الوارث وبئس الموروث ! ..
3 – من انحرافاتهم المتعلقة بالأسماء والصفات :
منها : نفيهم للصفات ! .. يقول ( يوسف الخال ) _ عليه من الله مايستحق _ : (( الله عين لاترى أحداً سوادها ملء السموات )) // أعماله الشعرية : ص : 311 // .. وتقول ( نوال السعداوي ) : (( وكتموا أنفاسهم محملقين في السماء متصورين أن الله له يد يرونها بالعين ، وسجدوا حتى لامست جباههم الأرض ، سبحانه ليس له يد ولا لسان )) // سقوط الإمام : ص : 68-69 // .. ومنها : وصف غير الله بأسماء الله وصفاته !! .. يقول ( السياب ) : (( أنا الباقي بقاء الله أكتب باسمه الآجال )) // ديوانه : ص : 215 // .. ويقول ( أمل دنقل ) : (( وأهرب نحو عينيك يطالعني الندى والله والغفران )) // أعماله : ص : 48 // .. ومنها : السخرية بأسماء الله وصفاته ، ومخاطبته _ جل وعلا _ بما لايليق ! .. يقول كبير القوم وقدوتهم ( أدونيس ) : (( أعرف أن جنس الربوبية يتأصل في أحشاء الأرض ويتناسل )) // أعماله : 1/592 // .. ويقول ( دنقل ) : (( حاذيت خطو الله لاأمامه ولاخلفه )) // أعماله : ص : 180 )) ..ويقول ( نزار ) : (( مادمت ياعصفورتي حبيبتي إذن فاإن الله في السماء )) // أعماله : 1/737 // .. ويقول ( محمد الماغوط ) : (( وكنت أحبك ياليلى أكثر من الله والشوارع الطويلة )) // آثاره الكاملة : ص : 26 // .. ويقول ( عبدالرحمن منيف ) _ الذي هلك قريباً _ في روايته المشهورة " مدن الملح " : (( أخطر شئ في هذه الحياة بعد الله والمال هو : السروال ، إذا كانت دكته قاسية أتعب ، وإذا ارتخت دكته أشقى وأتعب )) !!!! // : 5 / 95 ، وانظر : 5 / 296 // ..
4 – الحداثيون النصارى يستخدمون الحداثة لنشر نصرانيتهم :بل هم يعتزون بنصرانيتهم .. فهذا ( يوسف الخال ) يقول : (( إنني شاعر مسيحي ، المسيحية جزء من تراثي ، عن لم تكن في جوهره وصميمه )) // أسئلة الشعر : ص : 153 // ..
فهل سنجد مثل هذا القول عند من ينتمي إلى الإسلام من أهل الحداثة ؟؟؟ ..
يقول ( توفيق صايغ ) : (( وكنت أستفيق .. أرتمي على قدمي المسيح .. اسقيهما بدموعي .. امسحهما بشعر رأسي .. أحاول أن أخضع ثورتي .. أفلت زمامها من يدي .. بالصلاة بصوم أسبوع بكامله )) // المجموعات الشعرية له : ص : 306 // .. ويقول ( جبرا ) : (( عشت مع المسيح .. ومت معه وبعثت )) // المجموعات الشعرية له : ص : 264 // ..
ولقد تأثر بهذه الدعوة شعراء الحداثة !!!!!! ..

فهذا ( البياتي ) _ على سبيل المثال _ يقول : (( ونهض الموتى من القبور .. يبتهلون لمسيح العالم الجديد )) !!!! // ديوانه : 2/266 // .. بل يقول أيضاً : (( أنا هنا وحدي على الصليب )) !!!!!!!! // السابق : 1/219 // .
.
5 – الرموز الشيعية عند الحداثيين الشيعة :
وحتى لاأطيل على القارئ الكريم بقبائح أولئك القوم ، في هذه النقطة أحيله إلى صفحات من كتب ثلاثة من الشيعة الحداثيين : ( ديوان البياتي : 1 / 311 – 145 ، 2 / 131 – 255 - 310 ) ( ديوان النواب : ص ك 28 – 32 – 64 – 101 - 118) ( محمد علي شمس الدين : " غيم لأحلام الملك المخلوع " : ص : 24 – 33 – 34 ) ..
6 – الانحرافات المتعلقة بحديثهم عن الملائكة :
وسأذكر مثالين لذلك فقط ! ..
وحسبك بهما أيها القارئ العاقل ! ..
الحداثيون تارة ينفون وجودهم ! .. كما عند ( توفيق صايغ ) إذ يقول : (( الملائكة ، لاملائكة في الأثير )) // مجموعاته : ص : 211 // .. وتارة يصفون الملائكة بما لايليق ! .. كما يقول ( أدونيس ) : (( الملاك أول الحيوان )) !! // أعماله : 2/610 // ..
7 - الانحرافات المتعلقة بحديثهم عن كتب الله عزوجل :
يقول ( البياتي ) : (( خرجت من نار الشعر الآيات ونبيو الثورات )) // ديوانه : 2/443 // .. وتقول ( نازك ) : (( يارب الحانة أين الخمر ؟ وأين الكأس ؟ .. ناد الغانية الكسلى العاطرة الأنفاس .. أفدي عينيها بالقرآن وبالأقدار )) // ديوانها : 2 / 352 // .. ويقول ( النواب ) : (( اهبط عليهم فإنك قرآننا .. قل هي البندقية أنت .. ومالك من كفؤ أحد )) !!!!! // " مظفر النواب شارع المعارضة السياسية " : : ص : 28 // ..
8 - الانحرافات المتعلقة بحديثهم عن الرسل :
يقول ( السياب ) : (( والسور يمضغهن ثم يقيئهن ركام طين .. نصباً يخلد عار آدم واندحار الأنبياء )) // ديوانه : ص : 529 // .. ويقول ( ممدوح عدوان ) : (( إني تبرأت من أول الكلمات .. إلى آخر الصفقات .. ومن أول الأنبياء .. إلى صنم التمر )) // أعماله : 2/43-44 // .. ويقول ( محمود درويش ) : (( لماذا تحارب ؟ .. من أجل يوم بلا أنبياء )) !!! // ديوانه : ص : 516 // .. هكذا يقول ( محمود ) والذي يشيد بكتاباته ( د . عبدالله الغذامي ) قائلا : (( سيكون من الأجدى لنا أن ندرس العواد ، أو ننصرف لمحمود درويش وغيره من الشعراء الذين نجد فيهم حسن التجاوز والابتكار ، وكسر المألوف )) !! // " جريدة عكاظ " : عدد : 7517 : 26/5/1407 هـ : ص : 5 // .. ويقول ( عبدالرحمن منيف ) : (( لم يكن وصول باخرة النبي سليمان ، أو باخرة الشيطان ، كما اطلع عليها ابن نفاع ثم مغادرتها بعد غروب اليوم التالي ، السبب الوحيد في أن يمتنع الرجال عن البدء بإنشاء المدينة الجديدة )) // " مدن الملح " : 2 / 43-44 // ..
9 - الانحرافات المتعلقة بحديثهم عن اليوم الآخر والقدر :
يقول ( سعدي يوسف ) : (( آه لقد غدا صاحبي الذي أحببت ترابا .. وأنا سأضطجع مثله .. فلاأقوم أبد الآبدين )) // ديوانه : 112 // .. وهذا ( جابر عصفور ) بعد أن يعترض على وصف الحداثة والحداثيين بالكفر ، ويجعل ذلك قائماً على تخييل إرهابي وتسلط وقمع وإرهاب _ حسب قوله _ ثم يجعل ذلك آتياً من(( المخزونات المصاحبة للقيم الدينية حيث الخوف من عذاب القبر والرعب من نار الآخرة )) // الإسلام والحداثة : ص : 204 // .. ويقول ( نزار ) : (( جميع أقاربي موتى .. بلا قبر ولا كفن .. أبوح لمن ؟ ولا أحد .. من الأموات يفهمني .. أثور أنا على قدري .. على صدأي على عفني )) // أعماله : 1/588 // ..
10 - الانحرافات المتعلقة بالأحكام والسلوك ونظام الحياة :
أ – العبث بالمصطلحات والشعائر الإسلامية :
وذلك كثير جداً .. فمن ذلك : عبثهم بمصطلح " الآية " كما يقول ( نزار قباني ) : (( في سفر إلى الأعلى .. وتأخذني خطوط العرض .. أمام تقاطع ( ... ) والطرقات .. وأستلقي على ظهري .. وتنزل فوقي الآيات )) // أعماله : 2/263 // .. ومن ذلك : عبثهم بمصطلح " الأولياء " كما يقول ( نزار قباني ) : (( اقتليني كاسياً أو عارياً .. فلقد يجعلني القتل ولياُ مثل كل الأولياء )) // أعماله : 2/226 // .. ومن ذلك : عبثهم بمصطلح " التسبيح " كما يقول ( محمود درويش ) : (( وطني عيونك أم غيوم ذوبت أوتار قلبي في جراح إله ! .. هل تأخذن يدي ؟ فسبحان الذي يحمي غريباً من مذلة آه )) // ديوانه : ص : 237 // .. ومن ذلك : عبثهم بمصطلح " الخير والحق " كما يقول ( نزار قباني ) : (( كلما سافرت في جسد حبيبتي أحس إني أشف وأتطهر .. وأدخل مملكة الخير والحق والضوء )) // أسئلة الشعر : ص : 196-197 // .. ومن ذلك : عبثهم بمصطلح " الصلاة " كما يقول ( توفيق صايغ ) : (( وأصابعها تعبث بشعري ..وفمها يقرن الغناء بالصلاة )) // مجموعاته الشعرية : ص : 50 // ..
وغيرها كثير وكثير وكثير ..
فالله المستعان ..
ب – محاربة الحكم الإسلامي ، والدعوة إلى تحكيم غيره :
يقول ( عبدالرحمن منيف ) : (( لايسعنا تصور مجتمع قائم على أسس دينية في زمننا الحاضر ، فالدين بات مسألة شخصية لايتعدى هذي التخوم ، لذا يستحيل قيام مجتمعنا على دعائم دينية )) // " رأيهم في الإسلام " : ص : 21 // .. ويقول ( البياتي ) : (( الإسلام كما غيره من الأديان ، حضارة وثقافة ، ولايسعه فرض نهج حياة أو نظام سياسي معين )) // السابق : ص : 52 // .. ويقول ( بوجدرة ) : (( الإسلام لايتفق ودولة حضارية )) // السابق : ص : 175 // ..
ج – السخرية من الأخلاق الإسلامية ، والدعوة إلى الانحلال :
والأدلة على هذا من كلامهم لاتسعها الأسفار !!!! ..
ولن أضيع أوقاتكم بقراءة ذلك المجون المغرق في القذارة والتفاهة ..
ولكني سأضع _ لمن يريد التثبت _ بعض الأرقام لصفحات في كتب ستة من أولئك الذين يطلقون على أنفسهم لقب : ( أدباء ) ثم يبيحون لأنفسهم أن ينشروا هذا الغثاء العفن بين الناس ، ثم يسمونه (( أدباً )) !!!!!! ..
( أدونيس : 1 / 548-566-569-570 ) ( صلاح عبدالصبور : 222 ) ( آثار الماغوط : 92-107-108) ( مجموعات توفيق صايغ : 133-187-408 ) ( أمل دنقل : 17-225-226 ) ( نزار : 1/431 ، 2/123 ، 3/236 ) وغيرها الكثيــــــــــر ! ..
د – الانحرافات في القضايا السياسية والاقتصادية :
فشعراء الحداثة لايجدون أي حرج في إعلان التبعية للغرب !! .. وهذا الأمر مستفيض عندهم وبكثرة ! .. يقول ( أنطوان أبو زيد ) : (( يؤثر كثيرون من الشعراء عدم الكتابة إلا انعكاساً كلياً لمرآة الحداثة الغربية ، وإذ نعترف بأن الغرب اليوم يقدم لنا غالبية عناصر الحداثة الأدبية الشعرية ، فإن الانقياد والانمحاء الكلي أمام نماذجه يجرداننا من تكوين لغاتنا الشعرية الخاصة )) // " مجلة حزيران " : عدد : يونيو : 1989 م : ص : 45 // .. ويقول ( حسين مروة ) : (( لقد كنا في لبنان مصابين بانتشار ألوان من الأدب والفن الانحلاليين ، وكان معظم أدبائنا وفنانينا متأثرين بالمؤسسات الأجنبية والمدارس الفرنسية في الأدب والفن والفلسفة )) // " مجلة الثقافة الوطنية " : عدد : 62 : 1954 م : ص : 4 // .. ولقد كانت مجلة " شعر " منبراً لهم في الإعلان عن أفكارهم .. ويكفي أن تعلم أن هذه المجلة قامت أصلاً على أفكار ( أنطوان سعادة ) ، ودعواته للاندماج في الغرب ، والانفصال عن العرب والإسلام ، تحت شعار (( الفكرة المتوسطية )) . ولقد كان أول عدد صدر لها في عام ( 1376 هـ - 1957 م ) مفتتحاً بمقتطفات لشاعر أمريكي ، وفي ذلك أبلغ دلالة على الانقطاع بين المجلة وبين السياق التاريخي الذي ولدت فيه .. ولقد ولغت مجلات " أدب " و " أصوات " و " مواقف " في مثل ماولغت فيه مجلة " شعر " // " بحثاً عن الحداثة " : ص : 48 ، " أفق الحداثة وحداثة النمط " : ص : 56 ، " القصيدة الحديثة وأعباء التجاوز " : ص : 148-150 // ..
وختاماً ..
وبعد هذه الأدلة الدامغة ..
والتي لاتبقي شكاً لدى المسلم العاقل في أن هؤلاء القوم بلغوا من الانحراف مبلغاً لم يسبقوا إليه ! ..
أما آن لنا أن نقلع عن الثناء عليهم والإشادة بكتاباتهم ؟؟؟؟؟؟ ..
إنها صرخة نذير .. وصيحة تحذير .. لعل الذمة أن تبرأ .. ولعل جاهلاً أن ينتبه ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تنبيه :
كتب حول هذا الموضوع كتابات كثيرة نفع الله بها ..
ولعل من أبرزها _ ومعتمد ماكتبت عليهما _ :
( 1 ) : " الحداثة في ميزان الإسلام " لـ : د . عوض القرني .
( 2 ) : " الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها " لـ : د . سعيد بن ناصر الغامدي .
__________________

طارق شفيق حقي
01/05/2006, 11:00 PM
ودررت عليه وقتها في منتدى الساخر


فعليا تم تجاوز الحداثة كتيار أدبي والعالم يعيش مرحلة ما بعد الحداثة الآن لكن باعتبار منظرو ودارسو الآداب الإنسانية تابعون للغرب بكل شىء
طبعا ما عدا التقدم
فمبدعونا ما زالو يعيشون أحلام الحداثة التي انتشرت بين الأدباء انتشار النار في الهشيم
وللاعلام دور هام في ذالك
ولا أبالغ إن قلت معاهد الغرب الوسخة والتي ورائها أجهزة المخابرات الغربية
كما أثبتت الاستخبارات البريطانية والتي تكشف عن وثقائها كل 25 سنة أنها جندت أدونيس والذي
طرد من اتحاد لكتاب العرب لأفكاره المعروفة وتوجهاته وتبين فعلا تورطه وغيره وما خفي كان اعظم


التحضير : تم بنجاح

صديقي مما تقدم القواسم المشتركة لنا كبيرة وهذا ما دعاني للخوض في هذا الغمار لكن أختلف معك في الأسلوب كليا

البداية مقدمة المقالة كان ينبغي للدارس أن يقدم لهذا التيار وكتابه وبعض نتاجهم
تقول صديقي أهل الحداثة لحداثة تيار أدبي وليست جماعة محزبة وهذا التيار نظر ت له نخبة
معروفة على رأسهم أدونيس ويوسف الخال وخليل حاوي
ونشرت مقالاتهم في مجلة شعر خاصتهم
وأثرت أفرازات التيار على كل الشعرا ء والكتاب
ولا نلغي جماليات أسلوبية ووجدانية توجد في هذا المذهب
والحرب على المذهب برمته قد يكون محض رومانسة فكرية متجذرة في تفكيرنا بكل ألواننا
دعنا من هذه الرومانسة

الدرس المتكامل لا ينطلق من نقطة واحدة دون تناول الأمور برمتها وأطرافها

الدرس الأدبي عليه تناول الأسلوب والمادة بأقسامها التعبيري والعاطفي والمعنوي

قد مررت على الغموض والرمز مر الكرام وهي برأي لب الموضوع لماذا
لا فائدة لنشر الدعوة بين المؤمنين

ربما مرت أفكار هؤلاء التي تناولتها وأثرت في قسم صغير من الأدباء
لكن أنا لا أخاف ممن يهاجم عقيدة الله بشكل مباشر فكل عاقل سيدافع
لكنهم يدخلون من أبواب لا علم للناس بها
أولها تهديم اللغة
تغير ثوابت العالم الخارجي وإعادة بناء ثوابت داخلية جديدية
من خلال تفجير اللغة (وصلت وقاحتهم للقول فض بكارة اللغة)
هذا هو الخطر الحقيقي.
انتهت الجلسة الأولى
شكرا لك عزيزي.