المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنَّهَا لَمِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا اللَّهُ



طارق شفيق حقي
18/03/2023, 09:30 PM
أبو دُجانة سِمَاكُ بن خَرَشَة (المتوفى سنة 12 هـ) صحابي من الأنصار من بني ساعدة من الخزرج، شهد مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ غزوات بدر وأحد وخيبر وحنين، ثم شهد حروب الردة، وقُتل في معركة اليمامة، وكان من شجعان المسلمين، وكانت له عصابة حمراء يرتديها تُميّزه في المعارك.

في غزوة أحد
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ? {مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ ؟ فَقَامَ إلَيْهِ رِجَالٌ، فَأَمْسَكَهُ عَنْهُمْ؛ حَتَّى قَامَ إلَيْهِ أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ، أَخُو بَنِي سَاعِدَةَ، فَقَالَ: وَمَا حَقُّهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: أَنْ تضْرَبَ بِهِ الْعَدُوَّ حَتَّى يَنْحَنِيَ، قَالَ: أَنَا آخُذُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِحَقِّهِ، فَأَعْطَاهُ إيَّاهُ}( ) وَكَانَ أَبُو دُجَانَةَ رَجُلًا شُجَاعًا يَخْتَالُ عِنْدَ الْحَرْبِ، إذَا كَانَتْ، وَكَانَ إذَا أَعُلِمَ بِعِصَابَةِ لَهُ حَمْرَاءَ، فَاعْتَصَبَ بِهَا عَلِمَ النَّاسُ أَنَّهُ سَيُقَاتِلُ؛ فَلَمَّا أَخَذَ السَّيْفَ مِنْ يَدِ رَسُولِ اللَّهِ ? أَخْرَجَ عِصَابَتَهُ تِلْكَ، فَعَصَبَ بِهَا رَأْسَهُ، وَجَعَلَ يَتَبَخْتَرُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ.
2 قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ، مَوْلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ، قَالَ: {قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ? حِينَ رَأَى أَبَا دُجَانَةَ يَتَبَخْتَرُ: إنَّهَا لَمِشْيَةٌ يُبْغِضُهَا اللَّهُ، إلَّا فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ}.

طارق شفيق حقي
18/03/2023, 09:33 PM
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ، مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ قَالَ: وَجِدْتُ فِي نَفْسِي حِينَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ? السَّيْفَ فَمَنَعْنِيهِ وَأَعْطَاهُ أَبَا دُجَانَةَ، وَقُلْتُ: أَنَا ابْنُ صَفِيَّةَ عَمَّتَهِ، وَمِنْ قُرَيْشٍ، وَقَدْ قُمْتُ إلَيْهِ فَسَأَلْتُهُ إيَّاهُ قَبْلَهُ، فَأَعْطَاهُ إيَّاهُ وَتَرَكَنِي، وَاَللَّهِ لَأَنْظُرَنَّ مَا يَصْنَعُ؛ فَاتَّبَعَتْهُ، فَأَخْرَجَ عِصَابَةً لَهُ حَمْرَاءَ، فَعَصَبَ بِهَا رَأْسَهُ، فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ: أَخْرِجْ أَبُو دُجَانَةَ عِصَابَةَ الْمَوْتِ، وَهَكَذَا كَانَتْ تَقُولُ لَهُ إذَا تَعَصَّبَ بِهَا فَخَرَجَ وَهُوَ يَقُولُ:
وَنَحْنُ بِالسَّفْحِ لَدَى النَّخِيلِ
أَضْرِبُ بِسَيْفِ اللَّهِ وَالرَّسُولِ
...
... أَنَا الَّذِي عَاهَدَنِي خَلِيلِي
أَلَّا أَقَوْمَ الدَّهْرَ فِي الْكَيُّولِ
2 قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُرْوَى فِي الْكُبُولِ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَجَعَلَ لَا يَلْقَى أَحَدًا إلَّا قَتَلَهُ. وَكَانَ فِي الْمُشْرِكِينَ رَجُلٌ لَا يَدَعُ لَنَا جَرِيحًا إلَّا ذَفَّفَ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَدْنُو مِنْ صَاحِبِهِ. فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، فَالْتَقَيَا، فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ، فَضَرَبَ الْمُشْرِكُ أَبَا دُجَانَةَ، فَاتَّقَاهُ بِدَرَقَتِهِ، فَعَضَّتْ بِسَيْفِهِ، وَضَرَبَهُ أَبُو دُجَانَةَ فَقَتَلَهُ ثُمَّ رَأَيْتُهُ قَدْ حَمَلَ السَّيْفَ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِ هِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ، ثُمَّ عَدَلَ السَّيْفَ عَنْهَا. قَالَ الزَّبِيرُ فَقُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.

طارق شفيق حقي
18/03/2023, 09:34 PM
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ: رَأَيْتُ إنْسَانًا يَخْمُشُ النَّاسَ خَمْشًا شَدِيدًا، فَصَمَدْتُ لَهُ، فَلَمَّا حَمَلْتُ عَلَيْهِ السَّيْفَ وَلْوَلَ فَإِذَا امْرَأَةٌ، فَأَكْرَمْتُ سَيْفَ رَسُولِ اللَّهِ ? أَنْ أَضْرِبَ بِهِ امْرَأَةً.

طارق شفيق حقي
18/03/2023, 09:46 PM
من مواقف أبي دجانة مع الرسول :عن قتادة بن النعمان قال: كنت نصب وجه رسول الله r يوم أحد أقي وجه رسول الله r وجهي, وكان أبو دجانة سماك بن خرشة موقيًا لظهر رسول الله r بظهره, حتى امتلأ ظهره سهامًا وكان ذلك يوم أحد.من مواقف أبي دجانة مع الصحابة :قال زيد بن أسلم: دُخل على أبي دجانة وهو مريض -وكان وجهه يتهلل- فقيل له: ما لوجهك يتهلل, فقال: ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني, أما الأخرى فكان قلبي للمسلمين سليمًا.ما قيل عن أبي دجانة :عن ابن عباس قال: دخل عليٌّ بسيفه على فاطمة رضي الله عنهما, وهي تغسل الدم عن وجه رسول الله r فقال: خذيه, فلقد أحسنت به القتال, فقال رسول الله r: "إن كنت قد أحسنت القتال اليوم, فلقد أحسن سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وأبو دجانة".وفاة أبي دجانة :شهد t اليمامة, ويقال: إنه كان ممن اقتحم على بني حنيفة يومئذ الحديقة, فانكسرت رجله فلم يزل يقاتل حتى قتل يومئذ, وقد قتل مسيلمة وحشي بن حرب, رماه وحشي بالحربة, وعلاه أبو دجانة بالسيف, قال وحشي: فربك أعلم أيُّنا قتله.توفي أبو دجانة t سنة 12هـ= 633م.