المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من السيرة النبوية



طارق شفيق حقي
01/01/2023, 09:40 PM
ذِكْرُ سَرْدِ النَّسَبِ الزَّكِيِّ
مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، إلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ هِشَامٍ ( النَّحْوِيُّ ): هَذَا كِتَابُ سِيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَّلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَاسْمُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: شَيْبَةُ بْنُ هَاشِمٍ وَاسْمُ هَاشِمٍ: عَمْرُو بْنُ عَبْدِ مَنَافٍ وَاسْمُ عَبْدِ مَنَافٍ: الْمُغِيرَةُ بْنُ قُصَيٍّ، ( وَاسْمُ قُصَيٍّ: زَيْدُ ) بْنُ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ الجزء الأول بْنِ كِنَانَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ، وَاسْمُ مُدْرِكَةَ: عَامِرُ بْنُ إلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدِّ بْنِ عَدْنَانَ بْنِ ( أُدٍّ، وَيُقَالُ ): أُدَدُ بْنُ مُقَوِّمِ بْنِ نَاحُورَ بْنِ تَيْرَحَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ نَابِتِ بْنِ إسْمَاعِيلَ بْنِ إبْرَاهِيمَ - خَلِيلِ الرَّحْمَنِ - بْنِ تَارِحٍ، وَهُوَ آزَرُ بْنُ نَاحُورَ بْنِ سَارُوغَ بْنِ رَاعُو بْنِ فَالَخٍ الجزء الأول بْنِ عَيْبَرِ بْنِ شالَخٍ بْنِ أرْفَخْشَذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ لَمْكَ بْنِ مُتَوَشْلِخَ بْنِ أَخْنُوخَ، وَهُوَ إدْرِيسُ النَّبِيُّ فِيمَا يَزْعُمُونَ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ، وَكَانَ أَوَّلَ بَنِي آدَمَ أُعْطَى النُّبُوَّةَ، وَخَطَّ بِالْقَلَمِ - ابْنِ يَرْدِ بْنِ مُهْلَيِلِ بْنِ قَيْنَنَ بْنِ يانِشَ بْنِ شِيثِ بْنِ آدَمَ ? .
قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنِ هِشَامٍ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَكَّائِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إسْحَاقَ الْمُطَّلِبِيِّ بِهَذَا الَّذِي ذَكَرْتُ مِنْ نَسَبِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إلَى آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَمَا فِيهِ مِنْ حَدِيثِ إدْرِيسَ وَغَيْرِهِ.
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَحَدَّثَنِي خَلَّادُ بْنُ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ السَّدُوسِيُّ، عَنْ شَيْبَانَ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ شَقِيقِ بْنِ ثَوْرٍ عَنْ قَتَادَةَ بْنِ دُعَامةَ، أَنَّهُ قَالَ:
إسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيمَ - خَلِيلِ الرَّحْمَنِ - بْنُ تَارِحٍ، وهُوَ آزَرُ بْنُ نَاحُورَ بْنِ أَسْرَغَ الجزء الأول بْنِ أَرْغُو بْنِ فَالَخٍ بْنِ عَابِرِ بْنِ شَالَخٍ بْنِ أرْفخْشَذَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحِ بْنِ لَمْكِ بْنِ مَتُّوشَلَخِ بْنِ أَخْنُوخَ بْنِ يَرْدِ بْنِ مِهْلَائِيلَ بْنِ قَايِنَ بْنِ أَنُوشَ بْنِ شِيثِ بْنِ آدَمَ ? .

طارق شفيق حقي
01/01/2023, 09:42 PM
وَالْأَشْعَرِيُّونَ بَنُو أَشْعَرَ بْنِ نَبْتِ بْنِ أُدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ هُمَيْسِعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَرِيبِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ، وَيُقَالُ: أَشْعَرُ: نَبْتُ بْنُ أُدَدَ، وَيُقَالُ: أَشْعَرُ: ابْنُ مَالِكٍ. وَمَالِكٌ: مَذْحجُ بْنُ أُدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ هُمَيْسِعِ. وَيُقَالُ أَشْعَرُ: ابْنُ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ.

طارق شفيق حقي
01/01/2023, 09:43 PM
وَغَسَّانُ: مَاءٌ بِسَدِّ مَأْرِبَ بِالْيَمَنِ، كَانَ شِرْبًا لِوَلَدِ مَازِنِ بْنِ الْأَسْدِ بْنِ الْغَوْثِ فَسُمُّوا بِهِ، وَيُقَالُ: غَسَّانُ: مَاءٌ بِالْمُشَلَّلِ قَرِيبٌ مِنْ الْجُحْفَةِ، وَاَلَّذِينَ شَرِبُوا مِنْهُ فَسُمُّوا بِهِ قَبَائِلُ مِنْ وَلَدِ مَازِنِ بْنِ الْأَسْدِ بْنِ الْغَوْثِ بْنِ نَبْتِ بْنِ مَالِكِ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ. قَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيُّ - وَالْأَنْصَارُ بَنُو الْأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ، ابْنَيْ حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْأَسْدِ بْنِ الْغَوْثِ: حَارِثَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَازِنِ بْنِ الْأَسْدِ بْنِ الْغَوْثِ:
الْأَسْدُ نِسْبَتُنَا وَالْمَاءُ غَسَّانُ
... ... الجزء الأول إمَّا سَأَلْتِ فَإِنَّا مَعْشَرٌ نُجُبٌ
وَهَذَا الْبَيْتُ فِي أَبْيَاتٍ لَهُ. فَقَالَتْ الْيَمَنُ: وَبَعْضُ عَكٍّ، وَهُمْ الَّذِينَ بِخُرَاسَانَ مِنْهُمْ، عَكُّ بْنُ عَدْنَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْدِ بْنِ الْغَوْثِ، وَيُقَالُ: عُدْثَانَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَسْدِ بْنِ الْغَوْثِ.

طارق شفيق حقي
01/01/2023, 09:44 PM
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَوَلَدَ مَعَدُّ بْنُ عَدْنَانَ أَرْبَعَةَ نَفَرٍ: نِزَارَ بْنَ مَعَدٍّ، وَقُضَاعَةَ بْنَ مَعَدٍّ، وَكَانَ قُضَاعَةُ بِكْرَ مَعَدٍّ الَّذِي بِهِ يُكَنَّى فِيمَا يَزْعُمُونَ، وقُنُصُ بْنَ مَعَدٍّ، وَإِيَادَ بْنَ مَعَدٍّ. فَأَمَّا قُضَاعَةُ فَتَيَامَنَتْ إلَى حِمْيَرِ بْنِ سَبَأٍ - وَكَانَ اسْمُ سَبَأٍ عَبْدَ شَمْسٍ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ سَبَأً، لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَبَى فِي الْعَرَبِ - ابْنِ يَشْجُبَ بْنِ يَعْرُبَ بْنِ قَحْطَانَ.
& قُضَاعَةُ #:
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: فَقَالَتْ الْيَمَنُ وَقُضَاعَةُ: قُضَاعَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرَ. وَقَالَ الجزء الأول عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ الْجُهَنِيُّ، وَجُهَيْنَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سَوْدِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ: وَجُهَيْنَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ لَيْثِ بْنِ سَوْدِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ:
قُضَاعَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ حِمْيَرِ
فِي الْحَجَرِ الْمَنْقُوشِ تَحْتَ الْمِنْبَرِ
...
... نَحْنُ بَنُو الشَّيْخِ الْهِجَانِ الْأَزْهَرَ
النَّسَبِ الْمَعْرُوفِ غَيْرِ الْمُنْكَرِ
& قُنُصُ بْنُ مَعَدٍّ وَنَسَبُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ #
& قُنُصُ بْنُ مَعَدٍّ وَنَسَبُ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ #
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَأَمَّا قُنُصُ بْنُ مَعَدٍّ فَهَلَكَتْ بَقِيَّتُهُمْ - فِيمَا يَزْعُمُ نُسَّابُ مَعَدٍّ - وَكَانَ مِنْهُمْ النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ مَلِكُ الْحِيرَةِ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ: أَنَّ النُّعْمَانَ بْنَ الْمُنْذِرِ كَانَ مِنْ وَلَدِ قُنُصِ بْنِ مَعَدٍّ. قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ: قَنَصَ.

طارق شفيق حقي
01/01/2023, 09:44 PM
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُ: الجزء الأول أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ? حِينَ أُتِيَ بِسَيْفِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ، دَعَا جُبَيْرَ بْنَ مُطْعِمِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيِّ - وَكَانَ جُبَيْرُ مِنْ أَنْسَبِ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشِ وَلِلْعَرَبِ قَاطِبَةً، وَكَانَ يَقُولُ: إنَّمَا أَخَذْتُ النَّسَبَ مِنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ? وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَنْسَبَ الْعَرَبِ - فَسَلَّحَهُ إيَّاهُ، ثُمَّ قَالَ: مِمَّنْ كَانَ يَا جُبَيْرُ، النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِرِ ؟ فَقَالَ: كَانَ مِنْ أَشْلَاءِ قُنُصِ بْنِ مَعَدٍّ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَأَمَّا سَائِرُ الْعَرَبِ فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ مِنْ وَلَدِ رَبِيعَةَ بْنِ نَصْرٍ، فَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ كَانَ.
&نَسَبُ لَخْمِ بْنِ عَدِيٍّ #
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: لَخْمُ: ابْنُ عَدِيِّ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ أُدَدَ بْنِ زَيْدِ بْنِ هُمَيْسِعِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَرِيبِ بْنِ يَشْجُبَ بْنِ زَيْدِ بْنِ كَهْلَانَ بْنِ سَبَأٍ، وَيُقَالُ: لَخْمُ: ابْنُ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَبَأٍ، وَيُقَالُ: رَبِيعَةُ بْنُ نَصْرِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، وَكَانَ تَخَلَّفَ بِالْيَمَنِ بَعْدَ خُرُوجِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ الْيَمَنِ.
& أَمْرُ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ فِي خُرُوجِهِ مِنْ الْيَمَنِ وَقِصَّةُ سَدِّ مَأْرِبٍ #
الجزء الأول أَمْرُ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ فِي خُرُوجِهِ مِنْ الْيَمَنِ & وَقِصَّةُ سَدِّ مَأْرِبٍ #

طارق شفيق حقي
01/01/2023, 09:45 PM
وَكَانَ سَبَبُ خُرُوجِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مِنْ الْيَمَنِ - فِيمَا حَدَّثَنِي أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ - أَنَّهُ رَأَى جُرَذًا يَحْفِرُ فِي سَدِّ مَأْرِبٍ، الَّذِي كَانَ يَحْبِسُ عَلَيْهِمْ الْمَاءَ - فَيُصَرِّفُونَهُ حَيْثُ شَاءُوا مِنْ أَرْضِهِمْ، فَعَلِمَ أَنَّهُ لَا بَقَاءَ لِلسَّدِّ عَلَى ذَلِكَ، فَاعْتَزَمَ عَلَى النُّقْلَةِ مِنْ الْيَمَنِ، فَكَادَ قَوْمَهُ، فَأَمَرَ أَصْغَرَ وَلَدِهِ إذَا أَغْلَظَ لَهُ وَلَطَمَهُ أَنْ يَقُومَ إلَيْهِ فَيَلْطِمَهُ، فَفَعَلَ ابْنُهُ مَا أَمَرَهُ بِهِ، فَقَالَ عَمْرٌو: لَا أُقِيمُ بِبَلَدِ لَطَمَ وَجْهِي فِيهِ أَصْغَرُ وَلَدِي، وَعَرَضَ أَمْوَالَهُ. فَقَالَ أَشْرَافٌ مِنْ أَشْرَافِ الْيَمَنِ: اغْتَنِمُوا غَضْبَةَ عَمْرٍو، فَاشْتَرَوْا مِنْهُ أَمْوَالَهُ.
وَانْتَقَلَ فِي وَلَدِهِ وَوَلَدِ وَلَدِهِ. وَقَالَتْ الْأَزْدُ: لَا نَتَخَلَّفُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، فَبَاعُوا أَمْوَالَهُمْ، وَخَرَجُوا مَعَهُ، فَسَارُوا حَتَّى نَزَلُوا بِلَادَ عَكٍّ مُجْتَازِينَ يَرْتَادُونَ الْبُلْدَانَ، فَحَارَبَتْهُمْ عَكٌّ، فَكَانَتْ حَرْبُهُمْ سِجَالًا. فَفِي ذَلِكَ قَالَ عَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ الْبَيْتَ الَّذِي كَتَبْنَا.
ثُمَّ ارْتَحَلُوا عَنْهُمْ فَتَفَرَّقُوا فِي الْبُلْدَانِ، فَنَزَلَ آلُ جَفْنَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الشَّامَ، وَنَزَلَتْ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ يَثْرِبَ، وَنَزَلَتْ خُزَاعَةُ مَرَّا، وَنَزَلَتْ أَزْدُ السَّرَاةَ، وَنَزَلَتْ أَزْدُ عَمَّانَ عُمَانَ.

طارق شفيق حقي
01/01/2023, 09:46 PM
ثُمَّ أَرْسَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى السَّدِّ السَّيْلَ فَهَدَمَهُ، فَفِيهِ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم
لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ غ– جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ غ– كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ غڑ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ (15) فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ (16) ذَظ°لِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا غ– وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ (17) وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ غ– سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ (18) فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ غڑ إِنَّ فِي ذَظ°لِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (19) وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ (20) وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ غ— وَرَبُّكَ عَلَىظ° كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (21) قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ غ– لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ (22)

طارق شفيق حقي
01/01/2023, 09:52 PM
فكَانَ تُبَّعٌ - فِيمَا يَزْعُمُونَ الجزء الأول أَوَّلَ مَنْ كَسَا الْبَيْتَ، وَأَوْصَى بِهِ وُلَاتَهُ مِنْ جُرْهُمٍ، وَأَمَرَهُمْ بِتَطْهِيرِهِ وَأَلَّا يُقَرِّبُوهُ دَمًا وَلَا مِيتَةً وَلَا مِئْلَاةً، وَهِيَ الْمَحَايِضُ، وَجَعَلَ لَهُ بَابًا وَمِفْتَاحًا وَقَالَتْ سُبَيعَةُ بِنْتُ الْأَحَبِّ بْنِ زَبِينةَ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ عَوْفِ بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ هَوَازِنَ بْنِ مَنْصُورِ بْنِ عِكْرِمَةَ بْنِ خَصَفَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَيْلَانَ، وَكَانَتْ عِنْدَ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ، لِابْنِ لَهَا مِنْهُ يُقَالُ لَهُ خَالِدٌ، تُعَظِّمُ عَلَيْهِ حُرْمَةَ مَكَّةَ، وَتَنْهَاهُ عَنْ الْبَغْيِ فِيهَا، وَتَذْكُرُ تُبَّعًا وَتَذَلُّلَهُ لَهَا،

طارق شفيق حقي
01/01/2023, 09:56 PM
سَبَبُ قِتَالِ تُبَّانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَدْ كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ، يُقَالُ لَهُ أَحْمَرُ. عَدَا عَلَى رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ تُبَّعٍ حِينَ نَزَلَ بِهِمْ فَقَتَلَهُ، وَذَلِكَ أَنَّهُ وَجَدَهُ فِي عَذْقٍ لَهُ يَجُدُّهُ فَضَرَبَهُ بِمِنْجَلِهِ فَقَتَلَهُ، وَقَالَ: إنَّمَا التَّمْرُ لِمَنْ أَبَّرَهُ. فَزَادَ ذَلِكَ تُبَّعًا حَنَقًا عَلَيْهِمْ، فَاقْتَتَلُوا. فَتَزْعُمُ الْأَنْصَارُ أَنَّهُمْ كَانُوا يُقَاتِلُونَهُ بِالنَّهَارِ، وَيَقْرُونَهُ بِاللَّيْلِ، فَيُعْجِبُهُ ذَلِكَ مِنْهُمْ، وَيَقُولُ: وَاَللَّهِ إنَّ قَوْمَنَا لَكِرَامٌ.

فَبَيْنَا تُبَّعٌ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قِتَالِهِمْ، إذْ جَاءَهُ حَبْرَانِ مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ - وَقُرَيْظَةُ وَالنَّضِيرُ وَالنَّجَّامُ وَعَمْرٌو، وَهُوَ هَدَلُ، بَنُو الْخَزْرَجِ بْنِ الصَّرِيحِ بْنِ التَّوْءَمَانِ بْنِ السِّبْطِ بْنِ الْيَسَعَ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَاوِيِّ بْنِ خَيْرِ بْنِ النَّجَّامِ بْنِ تَنْحُومَ بْنِ عَازَرِ بْنِ عُزْرَى بْنِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ يَصْهَرَ بْنِ قَاهِثِ ابْنِ لَاوَى بْنِ يَعْقُوبَ، وَهُوَ إسْرَائِيلُ بْنُ إسْحَاقَ بْنِ إبْرَاهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمَنِ، صَلَّى اللَّهُ الجزء الأول عَلَيْهِمْ - عَالِمَانِ رَاسِخَانِ فِي الْعِلْمِ حِينَ سَمِعَا بِمَا يُرِيدُ مِنْ إهْلَاكِ الْمَدِينَةِ وَأَهْلِهَا. فَقَالَا لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، لَا تَفْعَلْ فَإِنَّكَ إنْ أَبَيْتَ إلَّا مَا تُرِيدُ حِيلَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا وَلَمْ نَأْمَنْ عَلَيْكَ عَاجِلَ الْعُقُوبَةِ، فَقَالَ لَهُمَا: وَلِمَ ذَلِكَ ؟ فَقَالَا: هِيَ مُهَاجَرُ نَبِيٍّ يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْحَرَمِ مِنْ قُرَيْشٍ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، تَكُونُ دَارَهُ وَقَرَارَهُ، فَتَنَاهَى عَنْ ذَلِكَ. وَرَأَى أَنَّ لَهُمَا عِلْمًا، وَأَعْجَبَهُ مَا سَمِعَ مِنْهُمَا، فَانْصَرَفَ عَنْ الْمَدِينَةِ - وَاتَّبَعَهُمَا عَلَى دِينِهِمَا. فَقَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ غَزِيَّةَ بْنِ عَمْرِو ( ابْنِ عَبْدِ ) بْنِ عَوْفِ بْنِ غُنْمِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ يَفْخَرُ بِعَمْرِو بْنِ طَلَّةَ: بِعَمْرِو بْنِ طَلَّةَ:
أَمْ قَضَى مِنْ لَذَّةٍ وَطَرَهْ
ذِكْرُكَ الشَّبَابَ أَوْ عُصُرَهْ
مِثْلُهَا أَتَى الْفَتَى عِبَرَهْ
إذْ أَتَتْ عَدْوًا مَعَ الزُّهَرَهْ
سُبَّغٌ أَبْدَانُهَا ذَفِرَهْ
أَبَنِي عَوْفٍ أَمْ النَّجَرَهْ
فِيهِمْ قَتْلَى وَإِنَّ تِرَهْ
مُدُّهَا كَالغَبْيَةِ النَّثِرَهْ
الْإِلَهُ قَوْمَهُ عُمُرَهْ
رَامَ عَمْرًا لَا يَكُنْ قَدَرَهْ
...
... أَصَحَّا أَمْ قَدْ نَهَى ذُكَرَهْ
أَمْ تَذَكَّرْتَ الشَّبَابَ وَمَا
إنَّهَا حَرْبٌ رَبَاعِيَةٌ
فَاسْأَلَا عِمْرَانَ أَوْ أَسَدًا
فَيْلَقٌ فِيهَا أَبُو كَرِبٍ
ثُمَّ قَالُوا: مَنْ نَؤُمُّ بِهَا
الجزء الأول بَلْ بَنِي النَّجَّارِ إنَّ لَنَا
فَتَلَقَّتْهُمْ مُسَايِفَةٌ
فِيهِمْ عَمْرُو بْنُ طَلَّةَ مَلَّى
سَيْدٌ سَامِي الْمُلُوكِ وَمَنْ
وَهَذَا الْحَيُّ مِنْ الْأَنْصَارِ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ إنَّمَا كَانَ حَنَقُ تُبَّعٍ عَلَى هَذَا الْحَيِّ مِنْ يَهُودَ الَّذِينَ كَانُوا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، وَإِنَّمَا أَرَادَ هَلَاكَهُمْ فَمَنَعُوهُمْ مِنْهُ، حَتَّى انْصَرَفَ عَنْهُمْ، وَلِذَلِكَ قَالَ فِي شِعْرِهِ: تُبَّعٍ عَلَى هَذَا الْحَيِّ مِنْ يَهُودَ الَّذِينَ كَانُوا بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، وَإِنَّمَا أَرَادَ هَلَاكَهُمْ فَمَنَعُوهُمْ مِنْهُ، حَتَّى انْصَرَفَ عَنْهُمْ،

طارق شفيق حقي
01/01/2023, 09:57 PM
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَكَانَ تُبَّعٌ وَقَوْمُهُ أَصْحَابَ أَوْثَانٍ يَعْبُدُونَهَا، فَتَوَجَّهَ إلَى مَكَّةَ، وَهِيَ طَرِيقُهُ إلَى الْيَمَنِ، حَتَّى إذَا كَانَ بَيْنَ عُسْفانَ، وَأَمَجٍ، أَتَاهُ نَفَرٌ مِنْ الجزء الأول هُذَيلِ بْنِ مُدْرِكَةَ بْنِ إلْيَاسَ بْنِ مُضَرَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدٍّ، فَقَالُوا لَهُ: أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَلَا نَدُلُّكَ عَلَى بَيْتِ مَالٍ دَاثِرٍ أَغَفَلَتْهُ الْمُلُوكُ قَبْلَكَ، فِيهِ اللُّؤْلُؤُ وَالزَّبَرْجَدُ وَالْيَاقُوتُ وَالذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ قَالَ: بَلَى، قَالُوا: بَيْتٌ بِمَكَّةَ يَعْبُدُهُ أَهْلُهُ، وَيُصَلُّونَ عِنْدَهُ
وَإِنَّمَا أَرَادَ الْهُذَلِيُّونَ هَلَاكَهُ بِذَلِكَ لِمَا عَرَفُوا مِنْ هَلَاكِ مَنْ أَرَادَهُ مِنْ الْمُلُوكِ وَبَغَى عِنْدَهُ. فَلَمَّا أَجْمَعَ لِمَا قَالُوا أَرْسَلَ إلَى الْحَبْرَيْنِ، فَسَأَلَهُمَا عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَا لَهُ: مَا أَرَادَ الْقَوْمُ إلَّا هَلَاكَكَ وَهَلَاكَ جُنْدِكَ، مَا نَعْلَمُ بَيْتًا لِلَّهِ اتَّخَذَهُ فِي الْأَرْضِ لِنَفْسِهِ غَيْرَهُ وَلَئِنْ فَعَلْتَ مَا دَعَوْكَ إلَيْهِ لَتَهْلَكَنَّ وَلَيَهْلَكَنَّ مَنْ مَعَكَ جَمِيعًا - قَالَ: فَمَاذَا تَأْمُرَانِنِي أَنْ أَصْنَعَ إذَا أَنَا قَدِمْتُ عَلَيْهِ، قَالَا: تَصْنَعُ عِنْدَهُ مَا يَصْنَعُ أَهْلُهُ: تَطُوفُ بِهِ وَتُعَظِّمُهُ وَتُكْرِمُهُ وَتَحْلِقُ رَأْسَكَ عِنْدَهُ، وَتَذِلُّ لَهُ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ فَمَا يَمْنَعُكُمَا أَنْتُمَا مِنْ ذَلِكَ قَالَ: أَمَا وَاَللَّهِ إنَّهُ لَبَيْتُ أَبِينَا إبْرَاهِيمَ. وَإِنَّهُ لَكَمَا أَخْبَرْنَاكَ وَلَكِنَّ أَهْلَهُ حَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ بِالْأَوْثَانِ الَّتِي نَصَبُوهَا حَوْلَهُ وَبِالدِّمَاءِ الَّتِي يُهْرِقُونَ عِنْدَهُ، وَهُمْ نَجَسٌ أَهْلُ شِرْكٍ - أَوْ كَمَا قَالَا لَهُ - فَعَرَفَ نُصْحَهُمَا وَصِدْقَ حَدِيثِهِمَا فَقَرَّبَ النَّفَرَ مِنْ هُذَيْلٍ، فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ. فَطَافَ بِالْبَيْتِ وَنَحَرَ عِنْدَهُ، وَحَلَقَ رَأْسَهُ، وَأَقَامَ بِمَكَّةَ سِتَّةَ أَيَّامٍ - فِيمَا يَذْكُرُونَ - يَنْحَرُ بِهَا لِلنَّاسِ، وَيُطْعِمُ أَهْلَهَا وَيَسْقِيهِمْ الْعَسَلَ، وَأُرَى فِي الْمَنَامِ أَنْ يَكْسُوَ الْبَيْتَ، فَكَسَاهُ الْخَصَفَ، ثُمَّ أُرَى أَنْ يَكْسُوَهُ أَحْسَنَ مِنْ ذَلِكَ، فَكَسَاهُ الْمَعَافِرَ، ثُمَّ أُرَى أَنْ يَكْسُوَهُ أَحْسَنَ مِنْ ذَلِكَ، فَكَسَاهُ الْمُلَاءَ

طارق شفيق حقي
01/01/2023, 09:58 PM
أَنَّ تُبَّعًا لَمَّا دَنَا مِنْ الْيَمَنِ لِيَدْخُلَهَا حَالَتْ حِمْيَرُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ: وَقَالُوا: لَا تَدْخُلُهَا عَلَيْنَا، وَقَدْ فَارَقْتَ دِينَنَا، فَدَعَاهُمْ إلَى دِينِهِ وَقَالَ: إنَّهُ خَيْرٌ مِنْ دِينِكُمْ، فَقَالُوا: فَحَاكِمْنَا إلَى النَّارِ؛ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَكَانَتْ بِالْيَمَنِ - فِيمَا يَزْعُمُ أَهْلُ الْيَمَنِ - نَارٌ تَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِيمَا يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، تَأْكُلُ الظَّالِمَ وَلَا تَضُرُّ الْمَظْلُومَ، فَخَرَجَ قَوْمُهُ بِأَوْثَانِهِمْ وَمَا يَتَقَرَّبُونَ بِهِ فِي دِينِهِمْ وَخَرَجَ الْحَبْرَانِ بِمَصَاحِفِهِمَا فِي أَعْنَاقِهِمَا مُتَقَلِّدَيْهَا، حَتَّى قَعَدُوا لِلنَّارِ عِنْدَ مَخْرَجِهَا الَّذِي تَخْرُجُ مِنْهُ، فَخَرَجَتْ النَّارُ إلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَقْبَلَتْ نَحْوَهُمْ حَادُوا عَنْهَا وَهَابُوهَا، فَذَمَرَهُمْ مَنْ حَضَرَهُمْ مِنْ النَّاسِ، وَأَمَرُوهُمْ بِالصَّبْرِ لَهَا، فَصَبَرُوا حَتَّى غَشِيَتْهُمْ، فَأَكَلَتْ الْأَوْثَانَ وَمَا قَرَّبُوا مَعَهَا، وَمَنْ حَمَلَ ذَلِكَ مِنْ رِجَالِ حِمْيَرَ، وَخَرَجَ الْحَبْرَانِ بِمَصَاحِفِهِمَا فِي أَعْنَاقِهِمَا تَعْرَقُ جِبَاهُهُمَا لَمْ تَضُرَّهُمَا، فَأُصْفِقَتْ عِنْدَ ذَلِكَ حِمْيَرُ عَلَى دِينِهِ، فَمِنْ هُنَالِكَ وَعَنْ ذَلِكَ كَانَ أَصْلُ الْيَهُودِيَّةِ بِالْيَمَنِ.

طارق شفيق حقي
01/01/2023, 09:59 PM
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَدْ حَدَّثَنِي مُحَدِّثٌ أَنَّ الْحَبْرَيْنِ، وَمَنْ خَرَجَ مِنْ حِمْيَرَ، إنَّمَا اتَّبَعُوا النَّارَ لِيَرُدُّوهَا، وَقَالُوا: مَنْ رَدَّهَا فَهُوَ أَوْلَى بِالْحَقِّ، فَدَنَا مِنْهَا رِجَالٌ مِنْ حِمْيَرَ بِأَوْثَانِهِمْ لِيَرُدُّوهَا فَدَنَتْ مِنْهُمْ لِتَأْكُلَهُمْ، فَحَادُوا عَنْهَا وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا رَدَّهَا وَدَنَا مِنْهَا الْحَبْرَانِ بَعْدَ ذَلِكَ وَجَعَلَا يَتْلُوَانِ التَّوْرَاةَ وَتَنْكُصُ عَنْهُمَا، حَتَّى رَدَّاهَا إلَى مَخْرَجِهَا الَّذِي خَرَجَتْ مِنْهُ، فَأُصْفِقَتْ عِنْدَ ذَلِكَ حِمْيَرُ عَلَى دِينِهِمَا، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَيُّ ذَلِكَ كَانَ.

طارق شفيق حقي
18/03/2023, 09:54 PM
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: قَالَ الزُّهْرِيُّ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: خَرَجَ يَوْمئِذٍ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَلَى النَّاسِ مِنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ? فَقَالَ لَهُ النَّاسُ: يَا أَبَا حَسَنٍ، كَيْفَ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ ? ؟ قَالَ: أَصْبَحَ بِحَمْدِ اللَّهِ بَارِئًا، قَالَ: فَأَخَذَ الْعَبَّاسُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا عَلِيُّ، أَنْتَ وَاَللَّهِ عَبْدُ الْعَصَا بَعْدَ ثَلَاثٍ، أَحْلِفُ بِاَللَّهِ لَقَدْ عَرَفْتُ الْمَوْتَ فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ ? كَمَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ فِي وُجُوهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَانْطَلِقْ بِنَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ ? فَإِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ فِينَا عَرَفْنَاهُ، وَإِنْ كَانَ فِي غَيْرِنَا، أَمَرْنَاهُ فَأَوْصَى بِنَا النَّاسَ. قَالَ: فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: إنِّي وَاَللَّهِ لَا أَفْعَلُ، وَاَللَّهِ لَئِنْ مُنِعْنَاهُ لَا يُؤْتِينَاهُ أَحَدٌ بَعْدَهُ. فَتُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ ? حِينَ اشْتَدَّ الضُّحَاءُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ

طارق شفيق حقي
18/03/2023, 09:55 PM
شعر كعب بن مالك يوم غزوة أحد يرد على كفار قريش :

...أَبْلِغْ قُرَيشاً وخَيْرُ القولِ أصْدَقُهُ
والصّدْقُ عندَ ذَوي الألْبَابِ مَقْبُولُ
أنْ قَدْ قَتَلْنَا بقَتْلاَنَا سَرَاتَكُمُ
أهلَ اللواءِ فَفيمَ يكثرُ القِيلُ
ويومَ بَدْرٍ لَقِينَاكُمْ لَنَا مَدَدٌ
فيهِ مَعَ النّصْرِ مِيكَالٌ وجِبْرِيلُ
إِنْ تَقْتُلُونَا فَدِينُ الحقِّ فِطْرَتُنَا
والقَتْلُ في الحقِّ عِنْدَ اللهِ تفضيلُ
وإِن تَرَوا أمرَنا في رَأيكُمْ سَفَهاً
فَرَأيُ مَنْ خَالَفَ الإسْلاَمَ تَضليلُ
فلا تَمنُّوا لِقَاحَ الحَرْبِ واقتَعِدُوا
إنَّ أَخَا الحَرْبِ أصْدَى اللّونِ مَشْعُولُ
إنَّ لَكُمْ عِنْدَنا ضَرْباً تَرَاحُ لها
عُرْجُ الضِّبَاعِ لَهُ خَذْمٌ رَعَابِيلُ
إنّا بَنُو الحَرْبِ نُمْرِيها وَنُنْتِجُهَا
وعِنْدَنا لِذَوي الأضْغَانِ تَنْكيلُ
إن يُنْجُ منها ابنُ حَرْبٍ بَعْدَمَا بَلَغَتْ
مِنْهُ التّراقي وأمرُ اللهِ مَفْعُولُ
فَقَدْ أفَادَتْ لَهُ حِلْماً وَمَوْعِظَةً
لِمَنْ يَكُونُ لَهُ لُبٌّ ومَعْقُولُ
وَلَو هَبَطْتُمْ بِبَطْنِ السّيلِ كَافَحَكُمْ
ضَرْبٌ بِشَاكِلَةِ البَطْحَاءِ تَرْعِيلُ
تَلْقَاكُمُ عُصَبٌ حَوْلَ النّبيّ لَهُمْ
مِمّا يعدُّونَ للهَيْجَا سَرَابيلُ
مِنْ جِذْمِ غَسَّانَ مُسْتَرخٍ حَمَائِلُهُمْ
لا جُبَنَاءُ وَلاَ مِيلٍ مَعَازِيلُ
يَمْشُونَ نَحْوَ عمايَاتِ القِتَالِ كَمَا
تَمْشِي المَصَاعِبَةُ الأدْمُ المراسيلُ
أو مثلَ مَشْيِ أُسُودِ الظّلِّ ألثَقَها
يَوْمُ زَذَاذٍ منَ الجَوْزَاءِ مَشْمُولُ
في كُلِّ سَابِغَةٍ كالنّهيِّ مُحْكَمَةٍ
قِيَامُها فَلَجٌ كالسَّيْفِ بُهلُولُ
تَرُدُّ حَدَّ قِرَانِ النّبْلِ خَاسِئةً
وَيرْجعُ السّيفُ عنها وهو مَفْلُولُ
وَلَوْ قَذَفْتُمْ بِسَلْعٍ عَنْ ظهورِكُمُ
وللحَيَاةِ وَدَفْعِ المَوْتِ تَأْجِيلُ
ما زَالَ في القَوْمِ وَتْرٌ مِنْكُمُ أبداً
تَعْفُو السِّلامُ عليهِ وَهْوَ مَطْلُولُ
عبدٌ وَحُرٌّ كَرِيمٌ مُوثِقٌ قَنَصاً
شَطْرَ المَدِينَةِ مَأْسُورٌ وَمَقْتُولُ
كُنّا نُؤَمّلُ أُخْرَاكُمْ فأعجَلَكُمْ
مِنَّا فَوَارِسُ لا عُزْلٌ ولا مِيلُ
إذا جَنَى فِيهمُ الجَاني فَقَدْ عَلِمُوا
حَقّاً بأنَّ الذي قد جَرَّ مَحْمُولُ
ما يَجْنِ لا يجْنِ من إثْمٍ مُجَاهَرَةً
ولا مَلُومٌ ولا في الغُرْمِ مَخْذُولُ
يوماً تَظَلُّ حِدَابُ الأَرْضِ تَرْفَعُهَا
مِنَ اللَّوامِعِ تَخْلِيطٌ وتَزْيِيلُ

طارق شفيق حقي
18/03/2023, 09:59 PM
قال حسان بن ثابت يوم غزوة أحد

مَنَعَ النَومَ بِالعَشاءِ الهُمومُوَخَيالٌ إِذا تَغورُ النُجومُمِن حَبيبٍ أَصابَ قَلبَكَ مِنهُسَقَمٌ فَهوَ داخِلٌ مَكتومُيا لَقَومي هَل يَقتُلُ المَرءَ مِثليواهِنُ البَطشِ وَالعِظامِ سَؤومُهَمُّها العِطرُ وَالفِراشُ وَيَعلوها لِجَينٌ وَلُؤلُؤٌ مَنظومُلَو يَدِبُّ الحَولِيُّ مِن وَلَدِ الذَررِ عَلَيها لَأَندَبَتها الكُلومُلَم تَفُقها شَمسُ النَهارِ بِشَيءٍغَيرَ أَنَّ الشَبابَ لَيسَ يَدومُإِنَّ خالي خَطيبُ جابِيَةِ الجَولانِ عِندَ النُعمانِ حينَ يَقومُوَأَبي في سُمَيحَةَ القائِلُ الفاصِلُ يَومَ اِلتَفَّت عَلَيهِ الخُصومُيَصِلُ القَولَ بِالبَيانِ وَذو الرَأيِ مِنَ القَومِ ظالِعٌ مَكعومُوَأَنا الصَقرُ عِندَ بابِ اِبنِ سَلمىيَومَ نُعمانُ في الكُبولِ مُقيمُوَأُبَيٌّ وَواقِدٌ أُطلِقا ليثُمَّ رُحنا وَقُفلُهُم مَحطومُوَرَهَنتُ اليَدَينِ عَنهُم جَميعاًكُلُّ كَفٍّ فيها جُزٌ مَقسومُوَسَطَت نِسبَتي الذَوائِبَ مِنهُمكُلُّ دارٍ فيها أَبٌ لي عَظيمُرُبَّ حِلمٍ أَضاعَهُ عَدَمُ المالِ وَجَهلٍ غَطّى عَلَيهِ النَعيمُما أُبالي أَنَبَّ بِالحُزنِ تَيسٌأَم لَحاني بِظَهرِ غَيبٍ لَئيمُلا تَسُبَّنَّني فَلَستَ بِسَبّيإِنَّ سَبّي مِنَ الرِجالِ الكَريمُتِلكَ أَفعالُنا وَفِعلُ الزَبَعرىخامِلٌ في صَديقِهِ مَذمومُوَلِيَ الناسَ مِنهُمُ إِذ حَضَرتُمأُسرَةٌ مِن بَني قُصَيٍّ صَميمُتِسعَةٌ تَحمِلُ اللِواءَ وَطارَتفي رِعاعٍ مِنَ القَنا مَخزومُلَم يُوَلّوا حَتّى أُبيدوا جَميعاًفي مَقامٍ وَكُلُّهُم مَذمومُبِدَمٍ عاتِكٌ وَكانَ حِفاظاًأَن يُقيموا إِنَّ الكَريمَ كَريمُوَأَقاموا حَتّى أُزيروا شُعوباًوَالقَنا في نُحورِهِم مَحطومُوَقُرَيشٌ تَلوذُ مِنّا لِواذاًلَم يُقيموا وَخَفَّ مِنها الحُلومُلَم تُطِق حَملَهُ العَواتِقُ مِنهُمإِنَّما يَحمِلُ اللِواءَ النُجومُ

طارق شفيق حقي
18/03/2023, 10:01 PM
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: أَنْشَدَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ لِلْحَجَّاحِ بْنِ عِلَاطٍ السُّلَمِيِّ يَمْدَحُ ( أَبَا الْحَسَنِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ) عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَيَذْكُرُ قَتْلَهُ طَلْحَةَ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ، صَاحِبِ لِوَاءِ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ أُحُدٍ:
أَعْنِي ابْنَ فَاطِمَةَ الْمُعَمَّ الْمُخْوِلَا
تَرَكَتْ طُلَيْحَةَ لِلْجَبِينِ مُجَدَّلَا
بِالْجَرِّ إذْ يَهْوُونَ أَخْوَلَ أَخْوَلَا
...
... لِلَّهِ أَيُّ مُذَبِّبٍ عَنْ حُرْمَةٍ
سَبَقَتْ يَدَاكَ لَهُ بِعَاجِلِ طَعْنَةٍ
وَشَدَدْتَ شَدَّةَ بَاسِلٍ فَكَشَفْتهمْ

طارق شفيق حقي
18/03/2023, 10:02 PM
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ يَبْكِي حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَمَنْ أُصِيبَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ? يَوْمَ أُحُدٍ :
بِسُحَيْرَةٍ شَجْوَ النَّوَائِحِ
ثَّقَلِ الْمُلِحَّاتِ الدَّوَالِحِ
تُ وُجُوهَ حُرَّاتٍ صَحَائِحِ
أَنْصَابُ تُخْضَبُ بِالذَّبَائِحِ
هُنَاكَ بَادِيَةً الْمَسَائِحِ
لٍ بِالضُّحَى شُمْسٍ رَوَامِحِ
زُورٍ يُذَعْذَعُ بِالْبَوَارِحِ
تٍ كَدَّحَتْهُنَّ الكَوَادِحْ
مَجْلٌ لَهُ جُلَبٌ قَوَارِحُ
كُنَّا نُرَجِّي إذْ نُشَايِحُ
دَهْرٌ أَلَمَّ لَهُ جَوَارِحُ
مِينَا إذَا بُعِثَ الْمَسَالِحُ
أَنْسَاكَ مَا صُرَّ اللَّقَائِحُ
وَأَرْمَلَةٍ تُلَامِحُ
حَرْبٍ لِحَرْبٍ وَهْيَ لَاقِحُ

يَا حَمْزَ قَدْ كُنْتَ الْمُصَامِحَ
بِ إذَا يَنُوبُ لَهُنَّ فَادِحْ
لِ وَذَاكَ مِدْرَهُنَا الْمُنَافِحْ
عُدَّ الشَّرِيفُونَ الْجَحَاجِحْ
سَبْطَ الْيَدَيْنِ أَغَرَّ وَاضِحْ
ذُو عِلَّةٍ بِالْحِمْلِ آنِحْ
رًا مِنْهُ سَيْبٌ أَوْ مَنَادِحْ
ئِظِ وَالثَّقِيلُونَ الْمَرَاجِحْ
تِي مَا يُصَفِّفهُنَّ نَاضِحْ
مِنْ شَحْمِهِ شُطَبٌ شَرَائِحْ
مَا رَامَ ذُو الضِّغْنِ الْمُكَاشِحْ
نَاهُمْ كَأَنَّهُمْ المَصَابِحْ
رِفةٌ، خَضَارِمَةٌ، مَسَامِحْ
أَمْوَالِ إنَّ الْحَمْدَ رَابِحْ
يَوْمًا إذَا مَا صَاحَ صَائِحْ
قِرِ مِنْ زَمَانٍ غَيْرِ صَالِحْ
يَرْسِمْنَ فِي غُبْرٍ صَحَاصِحْ
رَكْبٍ صُدُورُهُمْ رَوَاشِحْ
لِي لَيْسَ مِنْ فَوْزِ السَّفائِحْ
كَالْعُودِ شَذَّ بِهِ الكَوافِحْ
تُّرْبُ الْمُكَوَّرُ وَالصَّفَائِحْ
قَكَ إذْ أَجَادَ الضَّرْحَ ضَارِحْ
بِالتُّرْبِ سَوَّتْهُ الْمَمَاسِحْ
لُ وَقَوْلُنَا بَرْحٌ بَوَارِحْ
أَوْقَعَ الْحِدْثَانُ جَانِحْ
نَاهُ لِهَلْكَانَا النَّوَافِحْ
ذَوِي السَّمَاحَةِ وَالْمَمَادِحْ
هِ لَهُ طَوَالَ الدَّهْرِ مَائِحْ
...
... يَا مَيَّ قُومِي فَانْدُبِنْ
كَالْحَامِلَاتِ الْوِقْرِ بِال
الْمُعْوِلَاتُ الْحَامِشَا
وَكَأَنَّ سَيْلَ دُمُوعِهَا الْ
يَنْقُضْنَ أَشْعَارًا لَهُنَّ
وَكَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْ
مِنْ بَيْنِ مَشْزُورٍ وَمَجْ
يَبْكِينَ شَجْوًا مُسْلِبَا
وَلَقَدْ أَصَابَ قُلُوبَهَا
إذْ أَقْصَدِ الْحِدْثَانَ مَنْ
أَصْحَابَ أُحْدٍ غَالَهُمْ
مَنْ كَانَ فَارِسَنَا وَحَا
يَا حَمْزَ، لَا وَاَللَّهِ لَا
لِمُنَاخِ أَيْتَامٍ وَأَضْي
وَلِمَا يَنُوبُ الدَّهْرُ فِي
يَا فَارِسًا يَا مِدْرَهًا
عَنَّا شَدِيدَاتِ الْخُطُو
ذَكَّرْتنِي أَسَدَ الرَّسُو
عَنَّا وَكَانَ يُعَدُّ إذْ
يَعْلُو الْقَمَاقِمَ جَهْرَةً
لَا طَائِشٌ رَعِشٌ وَلَا
بَحْرٌ فَلَيْسَ يُغِبُّ جَا
أَوْدَى شَبَابُ أُولِي الْحَفَا

الْمُطْعِمُونَ إذَا الْمَشَا
لَحْمَ الْجِلَادِ وَفَوْقَهُ
لِيُدَافِعُوا عَنْ جَارِهِمْ
لَهْفِي لِشُبَّانٍ رُزِئْ
شُمٌّ، بَطَارِقَةٌ، غَطَا
الْمُشْتَرُونَ الْحَمْدَ بِالْ
وَالْحَامِزُونَ بِلُجْمِهِمْ
مَنْ كَانَ يُرْمَى بِالنَّوَا
مَا إنْ تَزَالُ رِكَابُهُ
رَاحَتْ تَبَارَى وَهُوَ فِي
حَتَّى تَئُوبَ لَهُ الْمَعَا
يَا حَمْزَ قَدْ أَوْحَدْتَنِي
أَشْكُو إلَيْكَ وَفَوْقَكَ ال
مِنْ جَنْدَلٍ نُلْقِيهِ فَوْ
فِي وَاسِعٍ يَحْشُونَهُ
فَعَزَاؤُنَا أَنَّا نَقُو
مَنْ كَانَ أَمْسَى وَهُوَ عَمَّا
فَلْيَأْتِنَا فَلْتَبْكِ عَيْ
الْقَائِلِينَ الْفَاعِلِينَ
مَنْ لَا يَزَالُ نَدَى يَدَيْ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشِّعْرِ يُنْكِرُهَا لِحَسَّانٍ، وَبَيْتُهُ: الْمُطْعِمُونَ إذَا الْمَشَاتِي، وَبَيْتُهُ: الْجَامِزُونَ بِلُجْمِهِمْ، وَبَيْتُهُ: مَنْ كَانَ يُرْمَى بِالنَّوَاقِرِ عَنْ غَيْرِ ابْنِ إسْحَاقَ


شِعْرُ حَسَّانٍ، فِي بُكَاءِ حَمْزَةَ
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ أَيْضًا يَبْكِي حَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
:

بَعْدَكَ صَوْبُ الْمُسْبِلِ الْهَاطِلِ
فَمَدْفَعُ الرَّوْحَاءِ فِي حَائِلِ
لَمْ تَدْرِ مَا مَرْجُوعَةُ السَّائِلِ ؟
وَابْكِ عَلَى حَمْزَةَ ذِي النَّائِلِ
غَبْرَاءُ فِي ذِي الشَّبِمِ الْمَاحِلِ
يَعْثُرُ فِي ذِي الْخُرُصِ الذَّابِلِ
كَاللَّيْثِ فِي غَابَتِهِ الْبَاسِلِ
لَمْ يَمْرِ دُونَ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ
شلَّتْ يَدَا وَحْشِيِّ مِنْ قَاتِلٍ
مَطْرُورَةِ مَارِنَةِ الْعَامِلِ
وَاسْوَدَّ نُورُ الْقَمَرِ النَّاصِلِ
عَالِيَةٍ مُكْرَمَةَ الدَّاخِلِ
لَنَا فِي كُلِّ أَمْرٍ نَابَنَا نَازِلِ
يَكْفِيكَ فَقْدَ الْقَاعِدِ الْخَاذِلِ
دَمْعًا وَأَذْرِي عَبْرَةَ الثَّاكِلِ
بِالسَّيْفِ تَحْتَ الرَّهْجِ الْجَائِلِ

مِنْ كُلِّ عَاتٍ قَلْتُهُ جَاهِلِ
يَمْشُونَ تَحْتَ الْحَلَقِ الْفَاضِلِ
نِعْمَ وَزِيرُ الْفَارِسِ الْحَامِلِ
...
... أَتَعْرِفُ الدَّارَ عَفَا رَسْمُهَا
بَيْنَ السَّرادِيحِ فأُدْمانَةٍ
سَاءَلْتُهَا عَنْ ذَاكَ فَاسْتَعْجَمَتْ
دَعْ عَنْكَ دَارًا قَدْ عَفَا رَسْمُهَا
الْمَالِئِ الشِّيزَى إذَا أَعْصَفَتْ
وَالتَّارِكِ الْقِرْنَ لَدَى لِبْدَةٍ
وَاللَّابِسِ الْخَيْلِ إذْ أَجْحَمَتْ
أَبْيَضُ فِي الذَّرْوَةِ مِنْ هَاشِمٍ
مَالَ شَهِيدًا بَيْنَ أَسْيَافِكُمْ
أَيَّ امْرِئِ غَادَرَ فِي أَلَّةٍ
أَظْلَمَتْ الْأَرْضُ لِفِقْدَانِهِ
صَلَّى عَلَيْهِ اللَّهُ فِي جَنَّةٍ
كُنَّا نَرَى حَمْزَةَ حِرْزًا
وَكَانَ فِي الْإِسْلَامِ ذَا تُدْرَأٍ
لَا تَفْرَحِي يَا هِنْدُ وَاسْتَحْلِبِي
وَابْكِي عَلَى عُتْبَةَ إذْ قَطَّهُ
إذَا خُرَّ فِي مَشْيَخَةٍ مِنْكُمْ
أَرْدَاهُمْ حَمْزَةُ فِي أُسْرَةٍ
غَدَاةَ جِبْرِيلَ وَزِيرٌ لَهُ

قِسْمَيْنِ: يَقْتُلُ مَنْ نَشَاءُ وَيَطْرُدُ
سَبْعُونَ: عُتْبَةُ مِنْهُمْ وَالْأَسْوَدُ
فَوْقَ الْوَرِيدِ لَهَا رَشَّاشٌ مُزْبِدُ
عَضْبٌ بِأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ مُهَنَّدُ
وَالْخَيْلُ تَثْفِنُهُمْ نَعَامٌ شُرَّدُ
أَبَدًا وَمَنْ هُوَ فِي الْجِنَانِ مُخَلَّدُ
...
... طَرَقَتْ هُمُومُكَ فَالرُّقَادُ مَسَهَّدُ
وَدَعَتْ فُؤَادَكَ لِلْهَوَى ضَمْريَّةٌ
فَدَعْ التَّمَادِيَ فِي الْغَوَايَةِ سَادِرًا
وَلَقَدْ أَنَّى لَكَ أَنْ تَنَاهَى طَائِعًا
وَلَقَدْ هُدِدْتُ لِفَقْدِ حَمْزَةَ هَدَّةً
وَلَوْ أَنَّهُ فُجِعَتْ حِرَاءُ بِمِثْلِهِ
قَرْمٌ تَمَكَّنَ فِي ذُؤَابَةِ هَاشِمٍ
وَالْعَاقِرُ الْكُومَ الْجِلَادَ إذَا غَدَتْ
وَالتَّارِكُ الْقِرْنَ الْكَمِيَّ مُجَدَّلًا
وَتَرَاهُ يَرْفُلُ فِي الْحَدِيدِ كَأَنَّهُ
عَمُّ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَصَفِيُّهُ
وَأَتَى الْمَنِيَّةَ مُعْلِمًا فِي أُسْرَةٍ
وَلَقَدْ إخَالُ بِذَاكَ هِنْدًا بُشِّرَتْ
مِمَّا صَبَّحْنَا بالعَقَنْقَلِ قَوْمَهَا
وَبِبِئْرِ بَدْرٍ إذْ يَرُدُّ وُجُوهَهُمْ
حَتَّى رَأَيْتُ لَدَى النَّبِيِّ سَرَاتَهُمْ
فَأَقَامَ بِالْعَطَنِ الْمُعَطَّنِ مِنْهُمْ
وَابْنُ الْمُغِيرَةِ قَدْ ضَرَبْنَا ضَرْبَةً
وَأُمَيَّةُ الْجُمَحِيُّ قَوَّمَ مَيْلَهُ
فَأَتَاكَ فَلُّ الْمُشْرِكِينَ كَأَنَّهُمْ
شَتَّانَ مَنْ هُوَ فِي جَهَنَّمَ ثَاوِيًا

طارق شفيق حقي
07/04/2023, 01:58 AM
قال ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَدْ كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ? كَمَا حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ ( ابْنِ شِهَابٍ ) الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُُ عَنْهُمَا حِينَ ضَاقَتْ عَلَيْهِ مَكَّةُ وَأَصَابَهُ فِيهَا الْأَذَى، وَرَأَى مِنْ تَظَاهُرِ قُرَيْشٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ? وَأَصْحَابِهِ مَا رَأَى، اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِِ ? فِي الْهِجْرَةِ فَأَذِنَ لَهُ، فَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُهَاجِرًا، حَتَّى إذَا سَارَ مِنْ مَكَّةَ يَوْمًا أَوْ يَوْمَيْنِ، لَقِيَهُ ابْنُ الدُّغُنَّةِ أَخُو بَنِي الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ سَيِّدُ الْأَحَابِيشِ. الجزء الأول & الْأَحَابِيشُ #
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَالْأَحَابِيشُ: بَنُو الْحَارِثِ بْنُ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ كِنَانَةَ، وَالْهُونُ بْنُ خُزَيْمَةَ بْنِ مُدْرِكَةَ، وَبَنُو الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: تَحَالَفُوا جَمِيعًا، فَسُمُّوا الْأَحَابِيشَ ( لِأَنَّهُمْ تَحَالَفُوا بِوَادٍ يُقَالُ لَهُ الْأَحْبَشُ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ ) لِلْحِلْفِ وَيُقَالُ: ابْنُ الدُّغَيْنَةِ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ ( بْنِ الزُّبَيْرِ ) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُُ عَنْهَا قَالَتْ: فَقَالَ ابْنُ الدُّغُنَّةِ: أَيْنَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ قَالَ: أَخْرَجَنِي قَوْمِي وَآذَوْنِي، وَضَيَّقُوا عَلَيَّ قَالَ: وَلِمَ ؟ فَوَاَللَّهِ إنَّكَ لَتَزِينُ الْعَشِيرَةَ، وَتُعِينُ عَلَى النَّوَائِبِ، وَتَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ، وَتُكْسِبُ الْمَعْدُومَ ارْجِعْ فَأَنْتَ فِي جِوَارِي. فَرَجَعَ مَعَهُ، حَتَّى إذَا دَخَلَ مَكَّةَ، قَامَ ابْنُ الدُّغُنَّةِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إنِّي قَدْ أَجَرْتُ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ، فَلَا يَعْرِضَنَّ لَهُ أَحَدٌ جوار ابن الدغنة إلَّا بِخَيْرِ. قَالَتْ: فَكَفُّوا عَنْهُ
& سَبَبُ خُرُوجِ أَبِي بَكْرٍ مِنْ جِوَارِ ابْنِ الدُّغُنَّةِ #
قَالَتْ: وَكَانَ لِأَبِي بَكْرٍ مَسْجِدٌ عِنْدَ بَابِ دَارِهِ فِي بَنِي جُمَحٍ، فَكَانَ يُصَلِّي فِيهِ، وَكَانَ رَجُلًا رَقِيقًا، إذَا قَرَأَ الْقُرْآنَ اسْتَبْكَى. قَالَتْ: فَيَقِفُ عَلَيْهِ الصِّبْيَانُ وَالْعَبِيدُ وَالنِّسَاءُ، يَعْجَبُونَ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ هَيْئَتِهِ.

قَالَتْ: فَمَشَى رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ إلَى ابْنِ الدُّغُنَّةِ، فَقَالُوا ( لَهُ ) يَا ابْنَ الدُّغُنَّةِ، إنَّكَ لَمْ تُجِرْ هَذَا الرَّجُلَ لِيُؤْذِيَنَا إنَّهُ رَجُلٌ إذَا صَلَّى وَقَرَأَ مَا جَاءَ بَهْ مُحَمَّدٌ يَرِقُّ وَيَبْكِي، وَكَانَتْ لَهُ هَيْئَةٌ وَنَحْوٌ، فَنَحْنُ نَتَخَوَّفُ عَلَى صِبْيَانِنَا وَنِسَائِنَا وَضَعَفَتِنَا أَنْ يَفْتِنَهُمْ، فَأْتِهِ فَمُرْهُ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ فَلْيَصْنَعْ فِيهِ مَا شَاءَ. قَالَتْ: فَمَشَى ابْنُ الدُّغُنَّةِ إلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا بَكْرٍ، الجزء الأول إنِّي لَمْ أُجِرْكَ لِتُؤْذِيَ قَوْمَكَ، إنَّهُمْ قَدْ كَرِهُوا مَكَانَكَ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ، وَتَأَذَّوْا بِذَلِكَ مِنْكَ، فَادْخُلْ بَيْتَكَ، فَاصْنَعْ فِيهِ مَا أَحْبَبْتَ، قَالَ: أَوَأَرُدُّ عَلَيْكَ جِوَارَكَ وَأَرْضَى بِجِوَارِ اللَّهِ ؟ قَالَ: فَارْدُدْ عَلَيَّ جِوَارِي، قَالَ: قَدْ رَدَدْتُهُ عَلَيْكَ قَالَتْ: فَقَامَ ابْنُ الدُّغُنَّةِ، فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، إنَّ ابْنَ أَبِي قُحَافَةَ قَدْ رَدَّ عَلَيَّ جِوَارِي فَشَأْنُكُمْ بِصَاحِبِكُمْ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِيهِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: لَقِيَهُ سَفِيهٌ مِنْ سُفَهَاءِ قُرَيْشٍ، وَهُوَ عَامِدٌ إلَى الْكَعْبَةِ، فَحَثَا عَلَى رَأْسِهِ تُرَابًا. قَالَ: فَمَرَّ بِأَبِي بَكْرٍ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أَوْ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ. قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَلَا تَرَى إلَى مَا يَصْنَعُ هَذَا السَّفِيهُ ؟ قَالَ: أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ بِنَفْسِكَ. قَالَ: وَهُوَ يَقُولُ: أَيْ رَبِّ، مَا أَحْلَمَكَ أَيْ رَبِّ، مَا أَحْلَمَكَ أَيْ رَبِّ، مَا أَحْلَمَكَ

طارق شفيق حقي
09/04/2023, 11:35 PM
وفاة عبد الله بن أبي بن سلول
لما توفي عبد الله بن أبي سلول جاء ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه، ثم سأله أن يصلي عليه فقام الرسول صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله: إنما خيرني الله فقال: اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ [التوبة:80]. وسأزيده على السبعين، قال: إنه منافق. يقول ابن عمر: فصلى عليه رسول الله، فأنزل الله عز وجل هذه الآية: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ [التوبة:84].
ويجزم المؤرخون المسلمون أنه بموت عبد الله بن أبي ابن سلول انحسرت حركة النفاق بشكل كبير، وتراجع بعض أفرادها فيما بقي البعض الآخر على الكفر الذي يضمرونه، وقيل إنه لا يعرفهم سوى حذيفة بن اليمان صاحب سرّ الرسول صلى الله عليه وسلم.

طارق شفيق حقي
09/04/2023, 11:48 PM
نسب عبد الله بن الزبير
ينتمي عبد الله بن الزبير إلى أسرة مكيّة من بني عبد العزى بن قصي، فأبوه الصحابي الزبيربن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ابن عمة النبي محمد صفية بنت عبد المطلب، وأم عبد الله أسماء بنت أبي بكر ابنة الخليفة الأول للمسلمين أبو بكر الصديق، وعمه السائب بن العوام وأخواله عبد الله وعبد الرحمن بني أبي بكر من أصحاب النبي محمد كما أن عمة أبيه خديجة بنت خويلد أولى زوجات النبي محمد وكذلك كانت خالته عائشة بنت أبي بكر ثالث زوجات النبي محمد وبه كانت تُكنّى.
ولد عبد الله بن الزبير في قباء في شوال سنة 1 هـ وقيل في سنة 2 هـ، وكانت أمه أسماء قد خرجت من مكة مهاجرة وهي مُتمّة حملها به. فكان عبد الله أول مولود للمهاجرين في المدينة، وقد استبشر المسلمون بمولده، حيث كانوا قد بقوا لفترة لا يولد لهم مولود حتى قيل إن يهود المدينة سحرتهم. ثم حملته أمه في خرقة إلى النبي محمد فحنّكه بتمرة وبارك عليه وسماه عبد الله باسم جده أبي بكر، وأمر أبا بكر أن يؤذن في أذنيه.
كان ابن الزبير مداومًا على التردد على بيت خالته عائشة في حياة النبي محمد وفي سن السابعة، أمره أبوه بمبايعة النبي محمد فتبسم النبي محمد لذلك، ثم بايعه.

طارق شفيق حقي
12/04/2023, 10:32 PM
هلا سألت عن آل عبد مناف
رَوى الزُّبيرُ بنُ بكّار قال : مَرَّ رسولُ الله ومعه أبو بكرٍ رضيَ اللّهُ عنه برجلٍ يقولُ في بعضِ أزقّةِ مكة - الكامل - :

( يا أيُّها الرّجُلُ المحوَّلُ رَحْلَهُ ... هلاّ نزلتَ بآلِ عبدِ الدارِ )

فقال النبيُّ : " يا أبا بكرٍ أهكذا قالَ الشّاعرُ " قال : لا يا رسولَ الله ولكنَّه قالَ - الكامل - :

( يا أيُّها الرّجُلُ المحوَّلُ رَحلَهُ ... هلاّ سألتَ عن آلِ عبدِ منافِ )
فقالَ رسولُ الله : " هكذا كُنّا نَسمَعُها "

والقصيدة لمطرود بن كعب الخزاعي يقول فيها :

يا أيها الرجل المحول رحله
هلا سألت عن آل عبد مناف

هبلتك أمك لو حللت بدارهم
ضمنوك من جرم ومن اقراف

الخالطين غنيهم بفقيرهم
حتى يعود فقيرهم كالكافي

والضاربين الكبش تبرق بيضه
والمانعين البيض بالأسياف

والمنعمين إذا النجوم تغيرت
والظاعنين لرحلة الإيلاف

والمطعمين إذا الرياح تناوحت
حتى تغيب الشمس في الرجاف

والمفضلين إذا المحول ترادفت
والقائلين هلمّ للأضياف

أما هلكت أبا الفعال فما جرى
من فوق مثلك عقد ذات نطاف

الا أبيك أخي المكارم وحده
والفيض مطلب أبي الأضياف

عمرو العلا هشم الثريد لقومه
قوم بمكة مسنتين عجاف

سنّت اليه الرحلتان كلاهما
سفر الشتاء ورحلة الأصياف

واذا معدّ حصّلت أنسابها
فهم لعمري من مها الأصداف

كانت قريش بيضة فتفلّقت
فالمحّ خالصة لعبد مناف

لم تر عيني مثلهم وهم الألى
كسبوا فعال التلد والأطراف

طارق شفيق حقي
12/04/2023, 10:34 PM
كِفَالَةُ أَبِي طَالِبٍ لِرَسُولِ اللَّهِ ?
فَكَانَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم ? بَعْدَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ مَعَ عَمِّهِ أَبِي طَالِبٍ، وَكَانَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ - فِيمَا يَزْعُمُونَ - يُوصِي بِهِ عَمَّهُ أَبَا طَالِبٍ، وَذَلِكَ لِأَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَبَا رَسُولِ اللَّهِ ? وَأَبَا طَالِبٍ أَخَوَانِ لِأَبٍ وَأُمٍّ، أُمُّهُمَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عَبْدِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومٍ

طارق شفيق حقي
12/04/2023, 10:34 PM
تذكر كتب السيرة الإسلامية والحديث أن اليهود اضطربوا يوم مولد الرسول ، ففي رواية لأم المؤمنين عائشة أنها قالت :
(( كان يهودي قد سكن بمكة فلما كان الليلة التي ولد فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود ؟ قالوا : لا نعلم قال : انظروا فإنه ولد في هذه الليلة نبي هذه الأمة بين كتفيه علامة ، فانصرفوا فسألوا فقيل لهم قد ولد لعبد المطلب غلام فذهب اليهودي معهم إلى أمه فأخرجته لهم فلما رأى اليودي العلامة خر مغشياً عليه وقال : ذهبت النبوة من بنى إسرائيل يا معشر قريش أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب ))(
أخرجه الحاكم عن عائشة و حسنه ابن حجر

طارق شفيق حقي
12/04/2023, 10:35 PM
يقول الباحث والمستشرق البلجيكي ألفرد الفانز ، في كتابه علم النفس : عن أخلاقه - صلى الله عليه وسلم - وأمانته وزواجه من خديجة :
(( شب محمد حتى بلغ ، فكان أعظم الناس مروءة وحلماً وأمانة ، وأحسنهم جواباً، وأصدقهم حديثاً ، وأبعدهم عن الفحش حتى عرف في قومه بالأمين ، وبلغت أمانته وأخلاقه المرضية خديجة بنت خويلد القرشية ، وكانت ذات مال ، فعرضت عليه خروجه إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسر ، فحرج وربح كثيراً ، وعاد إلى مكة واخبرها ميسرة بكراماته ، فعرضت نفسها عليه وهي أيم ، ولها أربعون سنة ، فأصدقها عشرين بكرة، وتزوجها وله خمسة وعشرون سنة ، ثم بقيت معه حتى ماتت ))
الفرد فانز : علم النفس.

طارق شفيق حقي
14/04/2023, 10:28 PM
زيد بن عمر بن نفيل - الشهيد الذي استشهد وهو يبحث عن دين محمد صلى الله عليه وسلم قبل بعثه

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وحَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّهِ أَسَمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُُ عَنْهُمَا، قَالَتْ:

لَقَدْ رَأَيْتُ زَيْدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ شَيْخًا كَبِيرًا مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلَى الْكَعْبَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، وَاَلَّذِي نَفْسُ زَيْدِ بْنِ عَمْرٍو بِيَدِهِ، مَا أَصْبَحَ مِنْكُمْ أَحَدٌ عَلَى دِينِ إبْرَاهِيمَ غَيْرِي، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ لَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَيَّ الْوُجُوهِ أَحَبُّ إلَيْكَ عَبَدَتْكَ بِهِ، وَلَكِنِّي لَا أَعْلَمُهُ، ثُمَّ يَسْجُدُ عَلَى رَاحَتِهِ.

ولقد حبسه ابن عمه لأنه كان يريد السفر للشام والبحث عن الدين الصحيح
وبعد معاناة سافر للشام والتقى راهباً فقال له أنت تبحث هنا بينما أوشك نبي آخر الزمان على الخروج من أرضك فعاد زيد بن عمرو لكنه قتل في لخم.
رحم الله زيد بن عمر الرجل العاقل الذي بحث عن محمد صلى الله عليه وسلم قبل خروجه.

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحُدِّثْتُ أَنَّ ابْنَهُ، سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّهِ، قَالَا لِرَسُولِ اللَّهِ ? {أَتَسْتَغْفِرُ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَإِنَّهُ يُبْعَثُ أُمَّةً وَحْدَهُ}.

يقول زيد بن عمر بن نفيل :

أربا واحدا أم ألف رب
أدين إذا تقسمت الأمور
عزلت اللات والعزى جميعا
كذلك يفعل الجلد الصبور
فلا العزى أدين ولا ابنتيها
ولا صنمي بني عمرو أزور
ولا هبلاً أدين وكان ريا
لنا في الدهر إذ حلمي يسير

عجبت وفي الليالي معجبات
وفي الأيام يعرفها البصير
بأن الله قد أفنى رجالاً
كثيراً كان شأنهم الفجور
وأبقى آخرين برّ قوم
فيزيل منهم الطفل الصغير
وبينا المرء يفتر ثاب يوماً
كما يتروح الغصن المطير
ولكن أعبد الرحمن ربي
ليغفر ذنبي الرب الغفور
فتقوى الله ربكم احفظوها
متى ما تحفظوها لا تبوروا
ترى الأبرار دارهم جنان
وللكفار حامية سعير
وجزي في الحياة وإن يموتوا
يلاقوا ما تضيق به الصدور

طارق شفيق حقي
29/09/2023, 10:33 PM
المحاسن والأضدد للجاحظ
عن شعيب بن إبراهيم عن علي بن يزيد عن عبد الله بن الحارث عن عبد المطلب ابن ربيعة قال: مر العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بنفر من قريش وهم يقولون إنما محمد من أهله مثل نخلة نبتت في كناسة، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلم فوجد منه فخرج حتى قام فيهم خطيبا ثم قال: «أيها الناس، من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله. قال: أفأنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، إن الله عز وجل خلق خلقه فجعلني من خير خلقه ثم جعل الخلق الذي أنا منهم شعوباً فجعلني في خيرهم شعباً، ثم جعلهم بيوتاً فجعلني من خيرهم بيتاً، فأنا خيركم بيتاً وخيركم والداً وإني مباه لكم. قم يا عباس فقام عن يمينه، ثم قال: قم يا سعد فقام عن يساره فقال: يقرب امرؤ منكم عماً مثل هذا وخالاً مثل هذا»

طارق شفيق حقي
29/09/2023, 10:36 PM
المحاسن والأضداد للجاحظ
حدثنا سنان بن الحسن التستري عن إسماعيل بن مهران العسكري عن إبان بن عثمان عن عكرمة عن ابن عباس رحمهما الله تعالى عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال:
لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يعرض نفسه على القبائل خرج وأنا معه وأبو بكر وكان عالماً بأنساب العرب فوقفنا على مجلس من مجالس العرب عليهم الوقار والسكينة، فتقدم أبو بكر فسلم عليهم فردوا عليه السلام فقال: ممن القوم؟ فقالوا: من ربيعة. قال: من هامتها أم لهازمها؟ قالوا: بل من هامتها العظمى. قال:
وأي هامتها؟ فقالوا: ذهل. قال: ذهل الأكبر أم ذهل الأصغر؟ قالوا: بل الأكبر. قال فمنكم عوف الذي كان يقال لأحر بوادي عوف؟ قالوا: لا.
قال: أفمنكم بسطام بن قيس صاحب اللواء ومنتهى الأحياء؟ قالوا: لا قال: أفمنكم جساس بن مرة حامي الذمار ومانع الجار؟ قالوا: لا. قال:
أفمنكم المزدلف صاحب العمامة؟ قالوا: لا. قال أفأنتم أخوال الملوك من كندة؟ قالوا: لا. قال: أفأنتم أصهار الملوك من لخم؟ قالوا: لا. قال:
فلستم من ذهل الأكبر إذا أنتم من ذهل الأصغر فقام إليه أعرابي غلام حسن بقل وجهه فأخذ بزمام ناقته ورسول الله صلى الله عليه وسلم واقف على ناقته يسمع مخاطبته فقال:
لنا على سائلنا أن نسأله ... والعبء لا تعرفه أو تحمله
يا هذا إنك قد سألتنا أي مسألة شئت فلم نكتمك شيئاً فأخبرنا ممن أنت؟ فقال أبو بكر: من قريش: فقال: بخ بخ! أهل الشرف والرياسة فأخبرني من أي قريش أنت؟ قال: من بني تميم بن مرة. قال: أفمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر فكان له مجمع؟ قال أبو بكر:
لا. قال: أفمنكم هاشم الذي يقول فيه الشاعر:
عمرو العلى هشم الثريد لقومه ... ورجال مكة مسنتون عجاف
قال أبو بكر: لا. قال: أفمنكم شيبة الحمد الذي كان وجهه يضيء في الليلة الداجية مطعم الطير؟ قال: لا. قال: أفمن المضيفين بالناس أنت.
قال: لا. قال: أفمن أهل الرفادة أنت؟ قال: لا. قال: أفمن أهل السقاية أنت؟ قال: لا. قال: أفمن أهل الحجابة أنت؟ قال: لا. قال:
أما والله لو شئت لأخبرتك لست من أشراف قريش، فاجتذب أبو بكر زمام
ناقته منه كهيئة المغضب فقال الأعرابي:
صادف در السيل در يدفعه ... في هضبة ترفعه وتضعه
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال علي كرم الله وجهه: فقلت: يا أبا بكر وقعت من هذا الأعرابي على باقعة «1» . قال: أجل يا أبا الحسن، ما من طامة إلا وفوقها طامة وإن البلاء موكل بالمنطق

طارق شفيق حقي
29/09/2023, 11:22 PM
يا حليمة والله إني لأراك قد أخذت نسمة مباركة ألم تري ما بتنا به الليلة من الخير والبركة حين أخذناه ، فلم يزل الله يزيدنا خيراً .

طارق شفيق حقي
25/10/2023, 09:33 PM
تذكر كتب السيرة الإسلامية والحديث أن اليهود اضطربوا يوم مولد الرسول ، ففي رواية لأم المؤمنين عائشة أنها قالت :


(( كان يهودي قد سكن بمكة فلما كان الليلة التي ولد فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود ؟ قالوا : لا نعلم قال : انظروا فإنه ولد في هذه الليلة نبي هذه الأمة بين كتفيه علامة ، فانصرفوا فسألوا فقيل لهم قد ولد لعبد المطلب غلام فذهب اليهودي معهم إلى أمه فأخرجته لهم فلما رأى اليهودي العلامة خر مغشياً عليه وقال : ذهبت النبوة من بنى إسرائيل يا معشر قريش أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب ))(
أخرجه الحاكم عن عائشة و حسنه ابن حجر

طارق شفيق حقي
25/10/2023, 09:39 PM
كان النبيّ ï·؛ أفصح الناس لسانا، وأملحهم بيانا، وأوجزهم كلاما، وكان ذلك الإيجاز يجمع كلّ ما يريد، وكان كلامه لا فضول فيه، ولا تقصير كلام، يتبع بعضه بعضا، بين كلامه توقّفٌ يفهمه سامعه ويعيه.


- سلمة بن مسلم الصُحاريّ.

طارق شفيق حقي
25/10/2023, 09:41 PM
وخرج سبكُهُ خالصا لا شوب فيه، كأنّما وضع يده على قلب اللغة، ينبضُ تحت أصابعه.


- الرافعي في وصف لفظ أكرم الخلق ï·؛.

طارق شفيق حقي
25/10/2023, 09:44 PM
اللهُ أكرمنا بمولدِ أحمدٍ
طُوبى لمَن صلّى عليهِ وسلّما
فهوَ النبيّ المُجْتَبَى مِن خلقهِ
ولأجلنا بُعِثَ النبيّ مُعَلّما

طارق شفيق حقي
24/03/2024, 08:26 PM
أسر العباس في غزوة بدر الكبرى
جاء في سيرة ابن هشام
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ:

{أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ يَوْمَئِذٍ: إنِّي قَدْ عَرَفْتُ أَنَّ رِجَالًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَغَيْرِهِمْ قَدْ أَخْرَجُوا كُرْهًا، لَا حَاجَةَ لَهُمْ بِقِتَالِنَا، فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ بْنَ هِشَامِ بْنِ الْحَارِثِ ابْنِ أَسَدٍ فَلَا يَقْتُلْهُ، وَمَنْ لَقِيَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ ? فَلَا يَقْتُلْهُ، فَإِنَّهُ إنَّمَا أُخْرِجَ مُسْتَكْرَهًا.

قَالَ: فَقَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ: أَنَقْتُلُ آبَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَإِخْوَتَنَا وَعَشِيرَتَنَا وَنَتْرُكُ الْعَبَّاسَ، وَاَللَّهِ لَئِنْ لَقِيتُهُ لَأُلْحِمَنَّهُ السَّيْفَ - قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ: لَأُلْجِمَنَّهُ ( السَّيْفَ ) - قَالَ: فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللَّهِِ ؟ فَقَالَ لِعُمَرِ بْنِ الْخَطَّابِ: يَا أَبَا حَفْصٍ - قَالَ عُمَرُ: وَاَللَّهِ إنَّهُ لَأَوَّلُ يَوْمٍ كَنَّانِي فِيهِ رَسُولُ اللَّهِِِ بِأَبِي حَفْصٍ - أَيُضْرَبُ وَجْهُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ بِالسَّيْفِ ؟

فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِِ، دَعْنِي فَلْأَضْرِبْ عُنُقَهُ بِالسَّيْفِ، فَوَاَللَّهِ لَقَدْ نَافَقَ.

فَكَانَ أَبُو حُذَيْفَةَ يَقُولُ: مَا أَنَا بِآمِنٍ مِنْ تِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قُلْتُ يَوْمَئِذٍ، وَلَا أَزَالُ مِنْهَا خَائِفًا، إلَّا أَنْ تُكَفِّرَهَا عَنِّي الشَّهَادَةُ. فَقُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ شَهِيدًا}.

كيف أسر العباس ؟
روى الإمام أحمد في مسنده :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ الَّذِي أَسَرَ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَبُو الْيَسَرِ بْنُ عَمْرٍو، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَيْفَ أَسَرْتَهُ يَا أَبَا الْيَسَرِ ؟ قَالَ: لَقَدْ أَعَانَنِي عَلَيْهِ رَجُلٌ مَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ وَلَا قَبْلُ، هَيْئَتُهُ كَذَا هَيْئَتُهُ كَذَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَقَدْ أَعَانَكَ عَلَيْهِ مَلَكٌ كَرِيمٌ.
وَقَالَ لِلْعَبَّاسِ: يَا عَبَّاسُ افْدِ نَفْسَكَ وَابْنَ أَخِيكَ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ وَحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بْنَ جَحْدَمٍ أَحَدُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ. قَالَ: فَأَبَى وَقَالَ: إِنِّي كُنْتُ مُسْلِمًا قَبْلَ ذَلِكَ وَإِنَّمَا اسْتَكْرَهُونِي.

قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِشَأْنِكَ، إِنْ يَكُ مَا تَدَّعِي حَقًّا فَاللَّهُ يَجْزِيكَ بِذَلِكَ، وَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ فَقَدْ كَانَ عَلَيْنَا، فَافْدِ نَفْسَكَ. وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَخَذَ مِنْهُ عِشْرِينَ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ احْسُبْهَا لِي مِنْ فِدَايَ. قَالَ: لَا، ذَاكَ شَيْءٌ أَعْطَانَاهُ اللَّهُ مِنْكَ.

قَالَ: فَإِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ. قَالَ: فَأَيْنَ الْمَالُ الَّذِي وَضَعْتَهُ بِمَكَّةَ حَيْثُ خَرَجْتَ عِنْدَ أُمِّ الْفَضْلِ وَلَيْسَ مَعَكُمَا أَحَدٌ غَيْرَكُمَا، فَقُلْتَ: إِنْ أُصِبْتُ فِي سَفَرِي هَذَا فَلِلْفَضْلِ كَذَا وَلِقُثَمَ كَذَا وَلِعَبْدِ اللَّهِ كَذَا. قَالَ: فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا عَلِمَ بِهَذَا أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ غَيْرِي وَغَيْرُهَا، وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ.

طارق شفيق حقي
24/03/2024, 08:30 PM
علم ومكانة آل البيت

روى البخاريُّ في صحيحه عن ابن عباس قال:

((كان عمرُ يُدخِلُنِي مع أشياخ بَدر، فكأنَّ بعضَهم وَجَد في نفسه، فقال: لِمَ تُدخلُ هذا معنا ولنا أبناء مثلُه؟ فقال عمرُ: إنَّه مِن حيث علِمتُم، فدعا ذات يومٍ فأدخله معهم، فما رُئِيتُ أنَّه دعانِي إلاَّ ليُريهم، قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ}؟ فقال بعضُهم: أُمِرنا نَحمدُ الله ونستغفرُه إذا نُصِرنا وفُتِح علينا، وسكت بعضُهم فلَم يَقُل شيئاً، فقال لي: أكذاك تقول يا ابنَ عبَّاس؟ فقلتُ: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أَجَلُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمَه له، قال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالفَتْحُ}، وذلك علامةُ أَجَلِكَ، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}، فقال عمر: ما أعلمُ منها إلاَّ ما تقول)).

وفي الطبقات لابن سعد
عن سَعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه أنَّه قال:
((ما رأيتُ أحضَرَ فهْماً ولا أَلَبَّ لُبًّا ولا أكثرَ علماً ولا أوسَعَ حِلْماً من ابن عباس، ولقد رأيتُ عمر بنَ الخطاب يدعوه للمعضلات)).