المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعمارنا مابين الستين والسبعين غالبا.



طارق شفيق حقي
09/12/2022, 09:44 PM
أحمد البطش
أعمارنا مابين الستين والسبعين غالبا.
.
فليجهز نفسه من بلغ هذا العمر ومن تجاوزه فهي منحة من الله.ومن لم يبلغ هذا العمر فليعلم أن الموت قد يأتيه فجاة وهو في الصغر كما نرى ونشاهد. فنسأل الله حسن الخاتمة.
.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أعْذَرَ اللهُ إلى أمرئٍ أخَّرَ أجَلَهُ حتى بلغ ستين سنةً» . هذه رواية البخاري. -[]-
.
وفي رواية الترمذي، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «عُمْرُ أمَّتي ما بَيْنَ سِتِّين سنةً إلى سبعين» . زاد في رواية: «وأقَلُّهُم: مَنْ يَجوز ذلك
.
» (2) .
ووجدتُ لرزين روايةً لم أجدها في الأصول: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مُعْتَرَكُ المنايا: ما بين الستين إلى السبعين، ومَن أنْسَأ اللهُ في أجَلِهِ إلى أربعين، فقد أعْذَرَ إليه (3) » .
(1) الإعذار: إزالة العذر، والمعنى أنه لم يبق له اعتذار كأن يقول: لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به، يقال: أعذر إليه: إذا بلغه أقصى الغاية في العذر، ومكنه منه، وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة مع تمكنه منها بالعمر بالذي حصل له فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار والطاعة والإقبال على الآخرة بالكلية، ونسبة الإعذار إلى الله مجازية؛ والمعنى أن الله لم يترك للعبد سبباً في الاعتذار يتمسك به؛ والحاصل أنه لا يعاقب إلا بعد حجة، قاله الحافظ في " الفتح ". وقال ابن بطال: إنما كانت الستون حداً لهذا، لأنها قريبة من المعترك وهي سن الإنابة والخشوع، وترقب المنية، فهذا إعذار بعد إعذار، لطفاً من الله بعباده حتى نقلهم من حالة الجهل إلى حالة العلم؛ ثم أعذر إليهم، فلم يعاقبهم إلا بعد الحجج الواضحة، وإن كانوا فطروا على حب الدنيا وطول الأمل، لكنهم أمروا بمجاهدة النفس في ذلك ليمتثلوا ما أمروا به من الطاعة، وينزجروا عما نهوا عنه من المعصية.
.
[ابن الأثير، أبو السعادات، جامع الأصول، ٣٩٣/١]