المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هكذا هي الحياة



إيلي سويد
29/04/2006, 11:58 AM
[ وداعاً هكذا هي الحياة ]

في غمرة أحلامي التي تتوارد خواطرها بكثرة والتي لا أعرف لها سببا ًهذه الأيام,انبثـق وجه ٌ أعرفه تماما ً من ماضيَّ البعيد, أطلَ من الضباب... ضبابٌ يلف أيامي الحائرة, وكأنه يسير نحوي وهو يقول بكل ما لديه من مشاعر الحنان : ألم تتذكرني ..؟ توقفتُ مليا ً أنظر إليه والدهشة تعتريني , لا أصدق ما تراه عيناي بأنه أمامي ... مدَدتُ له يدي لتصافح فيه القلب الذي غاب , لتلمس الحنان الذي كان يتدفق كما الينبوع , إنه الحب وإليكم الرواية :

كان صبيا ً منفتحة ٌ أزاهيره كشجرة مورقة جميلة لا تعرف متى يأتي خريفها , تتـشبث بلونها الأخضر لا تريد له زوالا ً, كان الفرح يملأ ربيع أيامه كلها, لا نصيبٌ للحزن فيها, فهو أملٌ لكل من يراه , لا يعرف للكره زمانٌ ولا مكانْ , أنه من الحالمين , يحلمُ بصبيّةٍ تكون له الحب الكبير, تعطيه الحياة, وتعطيه الأمل ليتجدد فيه الشباب الدائم, كان انتظاره طويلا ً... طويلا ً ... تسارعت السنون وسبقته الأيام, وبعد فترة من العمر انتظر فيها الزمان الذي طال , كان له الحب الذي أراد , صبيَّة ٌ تـَعِبَ منهاالجمالُ وصرخ متوحدا ً ربه سبحان الله فيما خلق , قدُّها الميـَّاس يتلوى كسنبلة قمحٍ ذهبية حان َ حصادُها , وشعرها الغجري المجنون يتطاير مع نسمات الليل الحالمة تتلألأ نورا ً لانعكاس ضوء القمر على مرآة جدايلها السوداء , وسحرُ عينيها أغرقه في لجج ِ يم ٍ لا حدود له, فجرفه تيار حبها إلى عمق ٍ لا يـعرف له نهاية , أحبها بكل جوارح قلبه الطيب, أعطاها كل ما يمتلك من حنان ودفء القلب , فامتلكت حياته كلها وامتلكت فيه الروح قبل الجسد , أحبها وأحبته فكان لها الحلم الذي كان, ورأت فيه حبهاالضائع , فتلاقت الأيدي وارتاحت لمساتها الناعمة بدفئ الحنين ...
فوصلت إلى قلب العاشقين رسائلا ً شفهية ً كتبها لهما الحب , جمعتهما الأقدار في حنو ٍ لا مثيلَ له ضمن دائرةالشوق الملتهب, لا ينطفئ لهيبه حتى تتلاقى الشفاه في تناغم ٍ رائع , وانصهار ٍ يبلغُ مداه, يتوقف الزمان حائرا ً أمام هالة الحب التي تلفهم معا ً, هالة ٌ لم يرى أويسمع بها قبلا ً, هالة يشعُ منها نورٌ عجيب , ألوانه تخطف البصر, تعجَّبَ الزمان ودخلَ الحسدُ قلبَه ولم تروقُ له هالتهما, وبدأ يسائل نفسه كيف السبيلُ إلى مايـُريدْ...؟؟
أنه غدرٌ أتقنَ الزمان فيه لعبته على مرِّ العهود , نظرَ إليها ... نظرَ إلى تألق ٍ غيرَ معهود يعلو وجهها الرائع , رأى انبثاق بريق ٍ عجيب ٍ في بحر ِعينيها, شعرَ بقشعريرة ٍ تغزو أنحاءَ جسده ... تحاول أن تـُثنيه ِ عن ما سوف يقومُ به , ولكنه عبثُ الزمانْ..؟؟
عبثَ الزمانُ في قلبها الغض ليثيرَ فيه فوضى الحسد وكره الأيام , واعتصرَ قلبها ليزيحَ عنها الحب الذي هامْ , فلم يستطع... ذهبت أفعاله أدراج الرياح , لم يستطع أن يفتعل شيئا ً في قلب ٍ مـَلأهُ الحب, كاد أن يستسلم وأن يرتـّدْ عن قلبٍ أراد تدميرهُ , ماذا يفعلْ ... أين نقطة الضعف التي منها ينسَّـلْ..؟؟
لجأَ إلى مستشاريه ( وما أكثرهم ) وأوضحَ لهم ما قد رأى ... وما قد فعل ... وما قد لاقاه من فشل
, فأشاروا عليه قائلين : دونك وعقلها ... فهناك مكمن الخطر ... تسلل إليه فقد تجد فيه مبتغاك , وهكذا فعلْ ... حتى اعتصر الألم رأسها الجميل , ألمٌ لا طاقة لها احتماله , تقهقرتْ... ضعُفـَتْ... تراجعَتْ... انسحبَتْ..!!
وكان له الدمار.. لم يـُصدق ما رأت عيناه ... ولم تصدق أذناه ما افتَّعلَ فيه الزمان..؟؟ حاول أن يحمي مـَن أحب من غدر الزمان ... فكان الزمان أقوى ... وحيله أبقىَ ... حاول أن يسـتـَّـل سيفه ليضربَ به وجه الزمان فأصابَ مقتله... حملها بين ذراعيه وهو يضمُ ما تبقىَ من حبه الكبير إلى صدره ... لعله ينعشُ فيه الروح من جديد ... ولكنه قضاءُ الزمان!!
حْملهُ كان ثقيلا ً, بدأ يترنح تحت وطأة قهر الزمان , أنزل حمله الثقيل واضعا ًحبه الذي عاش فيه أحلىَ أيام عمره برفق ٍ وحنو ٍ فوق أضمومة الياسمين ليـُبقي عليه ناصعا ً أبيضا ً كما تمناه أن يكون دائماً, كقلب ِ طفل ٍ يلعبُ بأرجوحة ٍ صنعها له من خلق الياسمين وأهداه هذا اللون الأبيض الخالي من كل زيف, كما أهداه عطره الدمشقي المميز كما الوطن , ومشى تاركا ً وراءه حبه الأبدي الذي ضاع منه في غفلة غدر ... والقلبُ يسأل : (( ووجهه أمامه متجهاً نحو الضباب )) هل كان حبه هذا هو الحبُ الكبير .....؟؟؟؟؟؟ وقبل أن يغيب أطلق بألم صرخة ً مدوية ً... في وجه الزمان لا زالَ صداها يتكرر أمامي حتى اليوم :


((( آ آ آ آ آ آه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ه ٍ يا زمن............؟؟؟ ))) .


[ وداعا ً !!! هكذا هي الحياة ] هذه كانت كلماته الأخيرة قبل أن يغيب ... وعندها غاب... رحلْ... متواريا ً في الضباب حيث لف الضباب أيامه الآتيات , ولم أعد أعرف عنه شيئا ً منذ تلك اللحظات الأخيرة التي ما تزال ذاكرتها ماثلة أمامي, أين ذهب... أين أصبح... أين أمسىَ... أين هو..؟؟؟
لست أدري , أتمنى له لـُقىَ الحبيب الذي أراد ... عساه يعود وينبثق عنه الضباب .


((( فهل يعود يوما ًً..؟؟ )))


حبيب العمر (( إيلي سويد ))

http://merbad.net/vb/images/smilies/icon_idea.gif http://merbad.net/vb/images/smilies/icon_idea.gif http://merbad.net/vb/images/smilies/icon_idea.gif

طارق شفيق حقي
29/04/2006, 05:20 PM
سلام الله عليك أهلا بك عزيزي إيلي سويد في المربد


المربد يرحب بك أجمل ترحيب


ليته يعود

وهل يعود الزمان الذي مضى

هل تعود أفكارنا وأحلامنا.. ربما لن تعود



هي لن تعود

هل يمكننا أن نعود نحن اليها


تحياتي لك