PDA

View Full Version : الحكم العطائية ابن عطاء االله السكندري



طارق شفيق حقي
28/05/2021, 09:09 PM
الحكم العطائية ابن عطاء االله السكندري
***
الحكمة الأولى
مِنْ عَلامَةِ الاعْتِمادِ عَلى العَمَلِ، نُقْصانُ الرَّجاءِ عِنْدَ وُجودِ الزَّللِ.
الحكمة الثانية
إرادَتُكَ التَّجْريدَ مَعَ إقامَةِ اللهِ إيّاكَ في الأسْبابِ مِنَ الشَّهْوَةِ الخَفيَّةِ، وإرادَتُكَ الأَسْبابَ مَعَ إقامَةِ اللهِ إيّاكَ فِي التَّجْريدِ انْحِطاطٌ عَنِ الهِمَّةِ العَلِيَّةِ.
الحكمة الثالثة
سَوَابِقُ الهِمَمِ لا تَخْرِقُ أَسْوارَ الأَقْدارِ.
الحكمة الرابعة
أَرِحْ نَفْسَكَ مِنَ التَّدْبيرِ. فَما قامَ بِهِ غَيرُكَ عَنْكَ لا تَقُمْ بهِ لِنَفْسِكَ.
الحكمة الخامسة
اجْتِهادُكَ فيما ضُمِنَ لَكَ وَتَقصيرُكَ فيما طُلِبَ مِنْكَ دَليلٌ عَلى انْطِماسِ البَصيرَةِ مِنْكَ.
الحكمة السادسة
لا يَكُنْ تأَخُّرُ أَمَدِ العَطاءِ مَعَ الإلْحاحِ في الدُّعاءِ مُوْجِباً لِيأْسِكَ. فَهُوَ ضَمِنَ لَكَ الإِجابةَ فيما يَخْتارُهُ لَكَ لا فيما تَخْتارُهُ لِنَفْسِكَ. وَفي الوَقْتِ الَّذي يُريدُ لا فِي الوَقْتِ الَّذي تُريدُ.
الحكمة السابعة
لا يُشَكّكَنَّكَ في الوَعْدِ عَدَمُ وُقوعِ المَوْعودِ، وإنْ تَعَيَّنَ زَمَنُهُ؛ لِئَلّا يَكونَ ذلِكَ قَدْحاً في بَصيرَتِكَ وإخْماداً لِنُوْرِ سَريرَتِكَ.
الحكمة الثامنة
إذا فَتَحَ لَكَ وِجْهَةً مِنَ التَّعَرُّفِ فَلا تُبْالِ مَعَها إنْ قَلَّ عَمَلُكَ. فإِنّهُ ما فَتَحَها لَكَ إلا وَهُوَ يُريدُ أَنْ يَتَعَرَّفَ إِليْكَ؛ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ التَّعَرُّفَ هُوَ مُوْرِدُهُ عَلَيْكَ والأَعْمالَ أَنْتَ مُهديها إلَيهِ. وَأَينَ ما تُهْديهَ إلَيهَ مِمَّا هُوُ مُوِرُدهُ عَلَيْكَ ؟!
الحكمة التاسعة
تَنَوَّعَتْ أَجْناسُ الأَعْمالِ لَتَنَوُّعِ وارِداتِ الأَحْوالِ.
الحكمة العاشرة
الأَعْمالُ صُوَرٌ قَائَمةٌ، وَأَرْواحُها وُجودُ سِرِّ الإِخْلاصِ فِيها.
الحكمة الحادية عشرة
ادْفِنْ وُجودَكَ في أَرْضَ الخُمولِ ، فَما نَبَتَ مِمّا لََمْ يُدْفَنْ لاَ يَتِمُّ نِتَاجُهُ.
الحكمة الثانية عشرة
ما نَفَعَ القَلْبَ شَئٌ مِثْلُ عُزْلةٍ يَدْخُلُ بِها مَيْدانَ فِكْرَةٍ.
الحكمة الثالثةعشرة
كَيْفَ يُشْرِقُ قَلْبٌ صُوَرُ الأَكْوَانِ مُنْطَبِعَةٌ فِى مِرْآَتِهِ ؟
أَمْ كَيْفَ يَرْحَلُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُكَبَّلٌ بِشَهَوَاتِهِ ؟
أَمْ كَيْفَ يَطْمَعُ أَنْ يَدْخُلَ حَضْرَةَ اللهِ وَهُوَ لَمْ يَتَطَهَّرْ مِنْ جَنَابَةِ غَفَلاَتِهِ ؟
أَمْ كَيْفَ يَرْجُو أَنْ يَفْهَمَ دَقَائِقَ الأَسْرَارِ وَهُوَ لَمْ يَتُبْ مِنْ هَفَوَاتِهِ ؟
الحكمة الرابعة عشرة
الْكَوْنُ كُلُّهُ ظُلْمَةٌ ، وَإِنَّمَا أَنَارَهُ ظُهُورُ الْحَقِّ فِيهِ ، فَمَنْ رَأَى الْكَوْنَ وَلَمْ يَشْهَدْهُ فِيهِ أَوْ عِنْدَهُ أَوْ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ فَقَدْ أَعْوَزَهُ وُجُودُ الأَنْوَارِ ، وَحُجِبَتْ عَنْهُ شُمُوسُ الْمَعَارِفِ بِسُحُبِ الآَثَارِ .
الحكمة الخامسة عشرة
مِمَّا يَدُلُّكَ عَلَى وُجُودِ قَهْرِهِ سُبْحَانَهُ أَنْ حَجَبَكَ عَنْهُ بِمَا لَيْسَ بِمَوْجُودٍ مَعَهُ.
الحكمة السادسة عشرة
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي أَظْهَرَ كُلَّ شَيءٍ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ بِكُلِّ شَيءٍ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ فِي كُلِّ شَيءٍ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الَّذِي ظَهَرَ لِكُلِّ شَيءٍ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الظّاهِرُ قَبْلَ وُجودِ كُلِّ شَيءٍ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ أَظْهَرُ مِنْ كُلِّ شَيءٍ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ الواحِدُ الَّذِي لَيْسَ مَعَهُ شَيءٌ!
كَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَهُوَ أَقْرَبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ!
وكَيْفَ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَحْجُبَهُ شَيءٌ وَلولاهُ ما كانَ وُجودُ كُلِّ شَيءٍ!
يا عَجَباً كَيْفَ يَظْهَرُ الوُجودُ في العَدَمِ! أَمْ كَيْفَ يَثْبُتُ الحادِثُ مَعَ مَنْ لَهُ وَصْفُ القِدَمِ!
الحكمة السابعة عشرة
ما تَرَكَ مِنَ الجَهْلِ شَيْئاً مَنْ أَرادَ أَنْ يَحْدُثَ في الوَقْتِ غَيْرُ ما أَظْهَرَهُ اللهُ فيِهِ.
الحكمة الثامنة عشرة
إِحالَتُكَ الأَعْمالَ عَلَى وٌجودِ الفَراغِ مِنْ رُعُوناتِ النَفْسِ.
الحكمة التاسعة عشرة
لا تَطْلُبْ مِنْهُ أَن يُخْرِجَكَ مِنْ حالةٍ لِيَسْتَعْمِلَكَ فيما سِواها. فَلَوْ أَرادَ لاسْتَعْمَلَكَ مِنْ غَيْرِ إِخْراجٍ.
الحكمة العشرون
ما أَرادَتْ هِمَّةُ سالِكٍ أَنْ تَقِفَ عِنْدَ ما كُشِفَ لَها إلا وَنادَتْهُ هَواتِفُ الحَقيقةِ: الَّذي تَطْلُبُ أَمامَكَ. وَلا تَبَرَّجَتْ ظَواهِرُ المُكَوَّناتِ إلا وَنادَتْهُ حَقائِقُها: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ}.
الحكمة الحادية والعشرون
طَـلَـبُكَ مِنْهُ اتِّهامٌ لَـهُ. وَطَـلَـبُـكَ لَـهُ غَـيْبَةٌ مِـنْـك عَـنْهُ وَطَـلَـبُـكَ لِغَـيْرِهِ لِـقِـلَّـةِ حَـيائِـكَ مِنْهُ وَطَـلَـبُـكَ مِنْ غَـيْرِهِ لِـوُجـودِ بُـعْـدِكَ عَـنْهُ.
الحكمة الثانية والعشرون
مَا مِنْ نَفَسٍ تُبْدِيهِ إِلاَّ وَلهُ قَدَرٌ فِيكَ يُمْضِيهِ.
الحكمة الثالثة والعشرون
لا تَتَرَقَّبْ فَرَاغَ الأَغْيَارِ فَإِنَّ ذَلِكَ يَقْطَعُكَ عَنْ وُجُودِ المُراقَبَةِ لَهُ فِيمَا هُوَ مُقِيمُكَ فِيهِ.
الحكمة الرابعة والعشرون
لا تَسْتَغْرِبْ وُقُوعَ الأَكْدَارِ، مَا دُمْتَ فِي هَذِهِ الدَّارَ، فَإِنَّهَا مَا أَبْرَزَتْ إِلا مَا هُوَ مُسْتَحَقُّ وَصْفِهَا وَوَاجِبُ نَعْتِهَا.
الحكمة الخامسة والعشرون
ماَ تَوَقَّفَ مَطْلَبٌ أَنْتَ طَالِبُهُ بِرَبِّكَ وَلَا تَيَسَّرَ مَطْلَبٌ أَنْتَ طَالِبُهُ بِنَفْسِكَ.
الحكمة السادسة والعشرون
مِنْ عَلاماتِ النُّجْاحِ في النِّهاياتِ، الرُّجوعُ إلى اللهِ في البِداياتِ.
الحكمة السابعة والعشرون
مَنْ أَشْرَقَتْ بِدايَتُهُ أَشْرَقَتْ نِهايَتُهُ.
الحكمة الثامنة والعشرون
مَا اسْتُودِعَ في غَيْبِ السَّرائِرِ ظَهَرَ في شَهادةِ الظَّواهِرِ.
الحكمة التاسعة والعشرون
شَتَّانَ بَينَ مَنْ يَسْتَدِلُّ بِهِ أَوْ يَسْتَدِلُّ عَلَيِهِ. المُسْتَدِلُّ بِهِ عَرَفَ الحَقَّ لأَهْلِهِ، فأَثْبَتَ الأَمْرَ مِنْ وُجودِ أَصْلِهِ. وَالاسْتِدْلالُ عَلَيْهِ مِنْ عَدَمِ الوُصولِ إليَهِ. وَإلّا فَمَتى غابَ حَتّى يُسْتَدَلَّ عَلَيْهِ؟! وَمَتى بَعُدَ حَتّى تَكونَ الآثارُ هِيَ الَّتي تُوْصِلُ إلَيْهِ؟!
الحكمة الثلاثون
{لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ}: الواصِلونَ إلَيْهِ. {مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ}: السّائِرونَ إلَيْهِ.
الحكمة الحادية والثلاثون
اهْتَدَى الرَّاحِلُونَ إِلَيْهِ بَأَنْوَارِ التَّوَجُّهِ ، وَالْوَاصِلُونَ لَهُمْ أَنْوَارُ الْمُوَاجَهَةِ ، فَالأَوَّلُونَ لِلأَنْوَارِ ، وَهَؤُلاَءِ الأَنْوَارُ لَهُمْ ؛ لأَنَّهُمْ للهِ لاَ لِشَىْءٍ دُونَهُ {قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} .
الحكمة الثانية والثلاثون
تَشَوُّفُكَ إلى ما بَطَنَ فيكَ مِنَ العُيوبِ خَيْرٌ مِنْ تَشَوُّفِكَ إلى ما حُجِبَ عَنْكَ مِنَ الغُيوبِ.
الحكمة الثالثة والثلاثون
الْحَقُّ لَيْسَ بِمَحْجُوبٍ، وَإِنَّمَا الْمَحْجُوْبُ أَنْتَ عَنِ الْنَّظَرِ إِلَيْهِ، إِذْ لَوْ حَجَبَهُ شَيْءٌ – لَسَتَرَهُ ماحَجَبَهُ، وَلَوْ كَانَ لَهُ سَاتِرٌ – لَكَانَ لِوُجُوْدِهِ حَاصِرٌ، وَكُلُّ حَاصِرٍ لِشَيْءٍ – فَهُوَ لَهُ قَاهِرٌ {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}.
الحكمة الرابعة والثلاثون
اخْرُجْ مِنْ أَوْصَافِ بَشَرِيَّتِكَ عَنْ كُلِّ وَصْفٍ مُنَاقِضٍ لِعُبُودِيَّتِكَ لِتَكُونَ لِنِدَاءِ الْحَقِّ مُجِيبًا وَمِنْ حَضْرَتِهِ قَرِيبًا.
الحكمة الخامسة والثلاثون
أصْلُ كُلَّ مَعْصِيَةٍ وَغَفْلَةٍ وَشَهْوَةٍ الرَّضَا عَنِ النَّفْس، وأصْلُ كُلَّ طَاعِةٍ وَيَقَظَةٍ وَعِفَّةٍ عَدَمُ الرَّضَا مِنْكَ عَنْها. ولأنْ تَصْحَبَ جَاهِلاً لا يَرْضَى عَن نفسِه خيرٌ لكَ مِن أنْ تَصْحَبَ عَالِماً يرضى عَنْ نَفْسِه. فأيُّ عِلْمٍ لعَالِمٍ يَرْضَى عَنْ نفسِه؟! وَأيُّ جَهْلٍ لجَاهِلٍ لا يَرْضَى عَنْ نَفْسِه؟!.
الحكمة السادسة والثلاثون
شُعَاعُ الْبَصِيرَةِ يُشْهِدُكَ قُرْبَهُ مِنْكَ ، وَعَيْنُ الْبَصِيرَةِ يُشْهِدُكَ عَدَمَكَ لِوُجُودِهِ ، وَحَقُّ الْبَصِيرَةِ يُشْهِدُكَ وُجُودَهُ ، لاَ عَدَمَكَ وَلاَ وُجُودَكَ.
الحكمة السابعة والثلاثون
كَانَ اللَّهُ وَلَا شَيْءَ مَعَهُ، وَهُوَ الْآنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ.
الحكمة الثامنة والثلاثون
لا تَتَعَدَّ نية هِمَّتُكَ إلى غَيْرِه، فالكريم لا تَتَخطاَّهُ الآمال.
الحكمة التاسعة والثلاثون
لا تَرْفَعَنَّ إلى غَيْرِهِ حاجَةً هُوَ مُوْرِدُها عَلَيْكَ. فَكَيْفَ يَرْفَعُ غَيْرُهُ ما كانَ هُوَ لَهُ واضِعاً! مَنْ لا يَسْتَطيعُ أَنْ يَرْفَعَ حاجَةً عَنْ نَفْسِهِ فَكَيْفَ يَسْتَطيعُ أنْ يَكونَ لَها عَنْ غَيْرِهِ رَافِعًا !؟
الحكمة الأربعون
إنْ لم تحسِّنْ ظنَّكَ بهِ لأجلِ وَصْفِهِ، فحَسِّنْ ظنَّكَ بهِ لأجْلِ معاملتِهِ مَعَكَ، فهَلْ عوَّدكَ إلاَّ حَسَنًا؟ وهَلْ أسدى إليْكَ إلاّ مِننًا؟.
الحكمة الحادية والأربعون
العَجَبُ كُلُّ العَجَبِ مِمَّنْ يَهْرُبُ مِمَّنْ لا انْفِكاكَ لَهُ عَنْهُ، وَيَطْلُبُ ما لا بَقاءَ لَهُ مَعَهُ (فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور.
الحكمة الثانية والأربعون
لا تَرْحَلْ مِنْ كَوْنٍ إلى كَوْنٍ فَتَكونَ كَحِمارِ الرَّحى؛ يَسيرُ وَالمَكانُ الَّذي ارْتَحَلَ إلَيْهِ هُوَ الَّذي ارْتَحَلَ عَنْهُ. وَلكِنِ ارْحَلْ مِنْ الأَكْوان إلى المُكَوِّنِ، (وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى).
الحكمة الثالثة والأربعون
لا تصحب من لا ينهضك حاله ، ولا يدلك على االله مقاله .
الحكمة الرابعة والأربعون
ربما كنت مسيئا ، فأراك الإحسان منك صحبتك من هو أسوأ حالا منك .
الحكمة الخامسة والأربعون
ما قل عمل برز من قلب زاهد ، ولا كثر عمل برز من قلب راغب .
الحكمة السادسة والأربعون
حسن الأعمال – نتائج حسن الأحوال ، وحسن الأحوال – من التحقق في مقامات الإنزال .
الحكمة السابعة والأربعون
لا تترك الذكر ، لعدم حضورك مع االله فيه ، لأن غفلتك عن وجود ذكره – أشد من غفلتك في وجـود ذكره ، فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة – إلى ذكر مع وجود يقظة ، ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور ، ومن ذكر مع وجود حضور – إلى ذكر مع وجود غيبـة ، عمـا سـوى
المذكور ، "وما ذلك على االله بعزيز" (سورة إبراهيم ، آية . 20)
الحكمة الثامنة والأربعون
من علامات موت القلب – عدم الحزن على مافاتك من الموافقات ، وترك الندم على مافعله من وجـود الزلات .
الحكمة التاسعة والأربعون
لا يعظم الذنب عندك – عظمة تصدك عن حسن الظن باالله تعالى ؛ فإن من عرف ربه – استصغر في جنب كرمه ذنبه .
الحكمةالخمسون
لا صغيرة إذا قابللت عدله ، ولا كبيرة إذا واجهك فضله .

طارق شفيق حقي
28/05/2021, 09:10 PM
الحكمة الحادية والخمسون
لا عمل أرجى للقلوب من عمل يغيب عنك شهوده ، ويحتقر عندك وجوده .
الحكمة الثانية والخمسون
إنما أورد عليك الوارد ؛ لتكون به عليه واردا .
الحكمة الثالثة والخمسون
أورد عليك الوارد ، ليستعملك من يد الأغيار ، ويحررك من رق الآثار .
الحكمة الرابعة والخمسون
أورد عليك الوارد ، ليخرجك من سجن وجودك – إلى فضاء شهودك .
الحكمة الخامسة والخمسون
الأنوار مطايا القلوب والأسرار .
الحكمة السادسة والخمسون
النور جند القلب ، كما أن الظلمة جند النفس ، فإذا أراد االله أن ينصر عبده – أمده بجنود الأنوار ، وقطع عنه مدد الظلم والأغيار .
الحكمة السابعة والخمسون
النور له الكشف ، والبصيرة لها الحكم ، والقلب له الإقبال والإدبار .
الحكمة الثامنة والخمسون
لا تفرحك الطاعة ؛ لأنها برزت منك ، وافرح بها ، لأنها برزت من االله إليك : "قل بفضل االله وبرحمتـه فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون" (سورة يونس ، آية . 58)
الحكمة التاسعة والخمسون
قطع السائرين له ، والواصلين إليه ، عن رؤية أعمالهم ، وشهود أحوالهم . أما السائرون فلأنهم لم يتحققوا الصدق مع االله فيها ، وأما الواصلون – فلأنه غيبهم بشهوده عنها .
الحكمة الستون
ما بسقت أغصان ذل – إلا على بذر طمع .
الحكمة الحادية والستون
ما قادك شيء مثل الوهم .
الحكمة الثانية والستون
أنت حر مما أنت عنه آيس ، وعبد لما أنت له طامع .
الحكمة الثالثة والستون
من لم يقبل على االله بملاطفات الإحسان – قيد إليه بسلاسل الإمتحان .
الحكمة الرابعة والستون
من لم يشكر النعم – فقد تعرض لزوالها ومن شكرها – فقد قيدها بعقالها .
الحكمة الخامسة والستون
خف من وجود إحسانه إليك ، ودوام إساءتك معه – أن يكون ذلك استدراجا لك : "سنستدرجهم من حيث لا يعلمون" (سورة الأعراف ، آية . 182)
الحكمة السادسة و الستون
من جهل ا المريد – أن يسىء الأدب ؛ فتؤخرالعقوبة عنه ، فيقول : لو كان هذا سوء أدب لقطع الإمداد ، وأوجب الإبعاد ، فقد يقطع المدد عنه من حيث لايشعر ، ولو لم يكن إلا منع المزيد ، وقد يقام مقام البعد – وهو لا يدري ، ولو لم يكن إلا أن يخليك وما تريد .
الحكمة السابعة والستون
إذا رأيت عبدا أقامه االله تعالى بوجود الأوراد ، وأدامه عليها مع طول الإمداد – فلا تستحقرن ما منحه مولاه ؛ لأنك لم تر عليه سيما العارفين ، ولاî***’جة المحبين ، فلو لا وارد ماكان ورد .
الحكمة الثامنة والستون
قوم أقامهم الحق لخدمته ، وقوم أختصهم بمحبته : "كلا نمد هؤلاء و هؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورة " (سورة الإسراء ، آية .20)
الحكمة التاسعة و الستون
قلما تكون الواردات الإلهية – إلا بغتة ، لئلا يدعيها العباد بوجود الاستعداد .
الحكمة السبعون
من رأيته مجيبا عن كل ما سئل ، ومعبرا عن كل ما شهد ، وذاكرا كل ما علم – فاستدل بذلك على وجود جهله .
الحكمة الحادية السبعون
إنما جعل الدار الآخرة محلا لجزاء عباده المؤمنين ؛ لأن هذه الدار – لا تسع ما يريد أن يعطيهم ؛ ولأنه أجل أقدارهم عن أن يجازيهم في دار لا بقاء لها .
الحكمة الثانية والسبعون
من وجد ثمرة عمله عاجلا – فهو دليل على وجود القبول آجلا .
الحكمة الثالثة والسبعون
إذا أردت أن تعرف قدرك عنده – فانظر فيما يقيمك .
الحكمة الرابعة والسبعون
متى رزقك الطاعة ، و الغنى به عنها – فاعلم أنه : قد أسبغ عليك نعمة ظاهرة وباطنة .
الحكمة الخامسة و السبعون
خير ماتطلبه منه – ما هو طالبه منك .
الحكمة السادسة و السبعون
الحزن على فقدان الطاعة – مع عدم النهوض إليها – من علامات الاغترار .
الحكمة السابعة والسبعون
ما العارف من إذا أشار – وجد الحق أقرب إليه من إشارته ، بل العارف من لا إشارة له ؛ لفنائه في وجوده ، وانطوائه في شهوده .
الحكمة الثامنة و السابعون
الرجاء ما قارنه عمل ، وإلا فهو أمنية .
الحكمة التاسعة والسبعون
مطلب العارفين من االله – الصدق في العبودية – والقيام بحقوق الربوبية .
الحكمة الثمانون
بسطك ؛ كيلا يبقيك مع القبض ، وقبضك ؛ كيلا يتركك مع البسط ، واخرجك عنهما ؛ كيلا تكون
لشيئ دونه .
الحكمة الحادية والثمانون
العارفون إذا بسطوا – أخوف منهم إذا قبضوا ، ولا يقف على حدود الأدب في البسط إلا قليل .
الحكمة الثانية و الثمانون
البسط تأخذ النفس منه حظها بوجود الفرح ، والقبض لا حظ للنفس فيه .
الحكمة الثالثة و الثمانون
ربما أعطاك فمنعك ، وربما منعك فأعطاك .
الحكمة الرابعة والثمانون
متى فتح باب الفهم في المنع – عاد المنع عين العطاء .
الحكمة الخامسة والثمانون
الأكوان ظاهرها غرة وباطنها عبرة ، فالنفس تنظر إلى ظاهرغرا ، والقلب ينظر إلى باطن عبرا .
الحكمة السادسة و الثمانون
إن أردت أن يكون لك عز لا يفنى – فلا تستعزن بعز يفنى .
الحكمة السابعة والثمانون
الطي الحقيقي أن تطوي مسافة الدنيا عنك ؛ حتى ترى الآخرة أقرب إليك منك .
الحكمة الثامنة والثمانون
العطاء من الخلق حرمان ، والمنع من االله إحسان .
الحكمة التاسعة والثمانون
جل ربنا أن يعامله العبد نقدا ، فيجازيه نسيئة .
الحكمة التسعون
كفى من جزائه إياك على الطاعة – أن رضيك لها أهلا .
الحكمة الحادية والتسعون
كفى العاملين جزاء – ما هو فاتحه على قلوبهم في طاعته ، وما هو مورده عليهم من وجود مؤانسته .
الحكمة الثانية والتسعون
من عبده لشيء يرجوه منه – أو ليدفع بطاعته ورود العقوبة عنه – فما قام بحق أوصافه .
الجكمة الثالثة والتسعون
متى أعطاك – أشهدك بره ، ومتى منعك – أشهدك قهره ، فهو في كل ذلك متعرف إليك ومقبل بوجود
لطفه عليك .
الحكمة الرابعة والتسعون
إنما يؤلمك المنع ؛ لعدم فهمك عن االله فيه .
الحكمة الخامسة والتسعون
ربما فتح لك باب الطاعة ، وما فتح لك باب القبول، وربما قضى عليك بالذنب – فكان سببا في الوصول .
الحكمة السادسة و التسعون
معصية أورثت ذلا وافتقارا – خير من طاعة ، أورثت عزا و استكبارا .
الحكمة السابعة والتسعون
نعمتان ما خرج موجود عنهما ، ولا بد لكل مكون منهما ، نعمة الأيجاد ونعمة الإمداد .
الحكمة الثامنة والتسعون
أنعم عليك أو لا بالإيجاد ، وثانيا بتوالي الإمداد .
الحكمة التاسعة والتسعون
فاقتك لك ذاتية ، وورود الأسباب مذكرات لك بما خفي عليك منها ، والفاقة الذاتية لا ترفعها العوارض .
الحكمة المائة
خير أوقاتك – وقت تشهد فيه وجود فاقتك ، وترد فيه إلى وجود ذلتك .
الحكمة الحادية بعد المائة
متى أوحشك من خلقه – فاعلم أنه يريد أن يفتح لك باب الأنس به .
الحكمة الثانية بعد المائة
متى أطلق لسانك بالطلب – فاعلم أنه يريد أن يعطيك .
الحكمة الثالثة بعد المائة
العارف لا يزول اضطراره ، ولا يكون مع غير االله قراره .
الحكمة الرابعة بعد المائة
أنار الظواهر بأنوار آثاره ، وأنار السرائر بأنوار أوصافه ؛ لأجل ذلك أفلت أنوار الظواهر ، ولم تأفل أنوار القلوب والسرائر ؛ ولذلك قيل : إن شمس النهار تغرب بالليل وشمس القلوب ليست تغيب .
الحكمة الخامسة بعد المائة
ليخفف ألم البلاء عنك – علمك بأنه – سبحانه – هو المبلي لك ، فالذي واجهتك منه الأقدار – هو
الذي عودك حسن الاختيار .
الحكمة السادسة بعد المائة
من ظن انفكاك لطفه عن قدره – فذلك لقصور نظره .
الحكمة السابعة بعد المائة
لا يخاف عليك أن تلتبس الطرق عليك ، وإنما يخاف عليك من غلبة الهوى عليك .
الحكمة الثامنة بعد المائة
سبحان من ستر سر الخصوصية بظهور البشرية ، وظهر بعظمة الربوبية في إظهار العبودية .
الحكمة التاسعة بعد المائة
لا تطالب ربك بتأخر مطلبك ، ولكن طالب نفسك بتأخر أدبك .
الحكمة العاشرة بعد المائة
متى جعلك في الظاهر ممتثلا لأمره ، ورزقك في الباطن الاستسلام لقهره – فقد أعظم المنة عليك .
الحكمة الحادية عشرة بعد المائة
ليس كل من ثبت تخصيصه – كمل تخليصه .
الحكمة الثانية عشرة بعد المائة
لا يستحقر الورد إلا جهول : الوارد يوجد في الدار الآخرة ، والورد ينطوي بانطواء هذه الدار ، وأولى ما يعتني به – ما لا يخلف وجوده – الورد هو طالبه منك ، والوارد أنت تطلبه منه،وأين ما هو طالبه منك مما هو مطلبك منه ؟
الحكمة الثالثة عشرة بعد المائة
ورود الإمداد بحسب الاستعداد ، وشروق الأنوار على حسب صفاء الأسرار .
الحكمة الرابعة عشرة بعد المائة
الغافل إذا أصبح ينظر : ماذا يفعل ؟ والعاقل ينظر : ماذا يفعل االله به ؟
الحكمة الخامسة عشرة بعد المائة
إنما يستوحش العباد والزهاد من كل شيء ، لغيبتهم عن االله في كل شيء ، فلو شهدوه في كل شيء – لم يستوحشوا من شيء .
الحكمة السادسة عشرة بعد المائة
أمرك في هذه الدار بالنظر في مكوناته ، وسيكشف لك في تلك الدار عن كمال ذاته .
الحكمة السابعة عشرة بعد المائة
علم منك : أنك لا تصبر عنه – فاشهدك ما برز منه .
الحكمة الثامنة عشرة بعد المائة
لما علم الحق منك وجود ملل – لون لك الطاعات ، وعلم ما فيك من وجود الشره – فحجرها عليك في بعض الأوقات ؛ ليكون همك إقامة الصلاة ، لا وجود الصلاة فما كل مصل مقيم .
الحكمة التاسعة عشرة بعد المائة
الصلاة طهرة للقلوب من أدناس الذنوب ، واستفتاح لباب الغيوب .
الحكمة العشرون بعد المائة
الصلاة محل المناجاة ، ومعدن المصافاة : تتسع فيها ميادين الأسرار وتشرق فيها شوارق الأنوار . علم وجود
الضعف منك – فقلل أعدادها ، وعلم احتياجك إلى فضله – فكثر أمدادها .
الحكمة الحادية والعشرون بعد المائة
متى طلبت عوضا على عمل – طولبت بوجود الصدق فيه ، ويكفي المريد – وجدان السلامة .
الحكمة الثانية والعشرون بعد المائة
لا تطلب عوضا على عمل لست له فاعلا . يكفي من الجزاء لك على العمل أن كان له قابلا .
الحكمة الثالثة والعشرون بعد المائة
إذا أراد أن يظهر فضله عليك – خلق ونسب إليك .
الحكمة الرابعة والعشرون بعد المائة
لا نهاية لمذامك إن أرجعلك إليك ، ولا تفرغ مدائحك إن أظهر جوده عليك .
الحكمة الخامسة والعشرون بعد المائة
كن بأوصاف ربوبيته – متعلقا ، وبأوصاف عبوديتك – متحققا .
الحكمة السادسة والعشرون بعد المائة
منعك أن تدعى ما ليس لك – مما للمخلوقين ، أفيبيح لك أن تدعى وصفة ، وهو رب العالمين !؟
الحكمة السابعة والعشرون بعد المائة
كيف تخرق لك العوائد ، وأنت لم تخرق من نفسك العوائد .
الحكمة الثامنة والعشرون بعد المائة
ما الشأن وجود الطلب ، إنما الشأن أن ترزق حسن الأدب .
الحكمة التاسعة والعشرون بعد المائة
ما طلب لك شيء مثل الاضطرار ، ولا أسرع بالمواهب إليك مثل الذل والافتقار

طارق شفيق حقي
28/05/2021, 09:11 PM
الحكمة الثلاثون بعد المائة
لو أنك لا تصل إلا بعد فناء مساويك ، ومحو دعاويك – لم تصل إليه أبدا ، ولكن إذا أردت أن يوصلك إليه – غطى وصفك بوصفه ، ونعمتك بنعمته ، فوصلك إليه : بما منه إليك ، لا بما منك إليه .
الحكمة الحادية والثلاثون بعد المائة
لو لا جميل ستره – لم يكن عمل أهلا للقبول .
الحكمةالثانية والثلاثون بعد المائة
أنت إلىحلمه – إذا أطعته – أحوج منك ألى حلمه – إذا عصيته .
الحكمة الثالثة والثلاثون بعد المائة
الستر على قسمين : ستر المعصية ، وستر فيها : فالعامة يطلبون من االله تعالى الستر فيها ، خشية سقوط مرتبتهم عند الخلق ، والخاصة يطلبون من االله الستر عنها ، خشية سقوطهم من نظر الملك الحق .
الحكمة الرابعة والثلاثون بعد المائة
من أكرمك – فإنما أكرم فيك جميل ستره – فالحمد لمن سترك ، ليس الحمد لمن أكرمك وشكرك .
الحكمة الخامسة والثلاثون بعد المائة
ما صحبك إلا من صحبك ، وهو بعيبك عليم ، وليس ذلك إلا مولاك الكريم ، خير من تصحب من يطلبك لا لشيئ يعود منك إليه .
الحكمة السادسة والثلاثون بعد المائة
لو أشرق لك نور اليقين – لرأيت الآخرة أقرب إليك من أن ترحل إليها ، و لرأيت محاسن الدنيا – قد
ظهرت كسفة الفناء عليها .
الحكمة السابعة والثلاثون بعد المائة
ما حجبك عن االله وجود موجود معه ، ولكن حجبك عنه توهم موجود معه .
الحكمة الثامنة والثلاثون بعد المائة
لو لا ظهوره في المكونات – ما وقع عليها وجود إبصار ، لوظهرت صفاته – اضمحلت مكوناته .
الحكمة التاسعة والثلاثون بعد المائة
اظهر كل شيء لأنه الباطن ، طوى وجود كل شيء ؛ لأنه الظاهر .
الحكمة الأربعون بعد المائة
أباح لك أن تنظر ما في المكونات ، وما أذن لك أن تقف مع ذوات المكونات : "قل انظروا ماذا في السماوات" )(سورة يونس ، آية101)فتح لك باب الأفهام ، ولم يقل : انظروا السماوات ، لئلا يدلك على وجود الأجرام .
الحكمة الحادية والأربعون بعد المائة
الأكوان ثابتة بإثباته ، وممحوة بأحدية ذاته .
الحكمة الثانية والأربعون بعد المائة
الناس يمدحونك ؛ لما يظنونه فيك ، فكن أنت ذاما لنفسك ؛ لما تعلمه منها .
الحكمة الثالثة والأربعون بعد المائة
المؤمن إذا مدح – استحيا من االله أن يثنى عليه بوصف لا يشهده من نفسه .
الحكمة الرابعة والأربعون بعد المائة
اجهل الناس من ترك يقين ما عنده ؛ لظن ما عند الناس .
الحكمة الخامسة والأربعون بعد المائة
إذا أطلق الثناء عليك ، ولست بأهل – فأثن عليه بما هو أهله .
الحكمة السادسة والأربعون بعد المائة
الزهاد إذا مدحوا – انقبضوا ، لشهودهم الثناء من الحق ، والعارفون إذا مدحوا – انبسطوا ، لشهودهم ذلك من الحق .
الحكمة السابعة و الأربعون بعد المائة
متى كنت إذا أعطيت – بسطك العطاء ، وإذا منعت – قبضك المنع ، فاستدل بذلك على ثبوت
طفوليتك ، وعدم صدقك في عبوديتك .
الحكمة الثامنة والأربعون بعد المائة
إذا وقع منك ذنب – فلا يكن سببا ليأسك ، من حصول الاستقامة مع ربك ؛ فقد يكون ذلك آخر ذنب
قدر عليك .
الحكمة التاسعة والأربعون بعد المائة
إذا أردت أن يفتح لك باب الرجاء – فاشهد ما منه إليك ، وإذا أردت أن يفتح لك باب الخوف – فاشهد
مامنك إليه .
الحكمة الخمسون بعد المائة
ربما أفادك في ليل القبض – ما لم تستفده في إشراق نهار البسط "لا تدورن أيهم أقرب لكم نفعا" (سورة النساء ، آية 11)
الحكمة الحادية و الخمسون بعد المائة
مطالع الأنوار – القلوب والأسرار .
الحكمة الثانية والخمسون بعد المائة
نور مستودع في القلوب – مدده من النور الوارد من خزائن الغيوب .
الحكمة الثالثة والخمسون بعد المائة
نور يكشف لك به عن آثاره ، ونور يكشف لك به عن أوصافه .
الحكمة الرابعة والخمسون بعد المائة
ربما وقفت القلوب مع الأنوار – كما حجبت النفوس بكثائف الأغيار .
الحكمة الخامسة والخمسون بعد المائة
ستر أنوار السرائر بكثائف الظواهر ، إجلالا لها أن تبتذل بوجود الإظهار ، وأن ينادى عليها بلسان
الاشتهار .
الحكمة السادسة والخمسون بعد المائة
سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه ، ولم يوصل إليهم من أراد أن يوصله إليه .
الحكمة السابعة والخمسون بعد المائة
ربما أطلعت على غيب ملكوته ، وحجب عنك الاستشراف على أسرار العباد .
الحكمة الثامنة و الخمسون بعد المائة
من اطلع على أسرار العباد ، ولم يتحلق بالرحمة الإلهية – كان اطلاعه فتنة عليه ، وسببا لجر الوبال إليه .
الحكمة التاسعة والخمسون بعد المائة
حظ النفس في المعصية – ظاهر جلي، وحظها في الطاعة – باطن خفي، عليه ومداواة ما يخفى صعب علاجه .
الحكمة الستون بعد المائة
ربما دخل الرياء عليك من حيث لا ينظر الخلق إليك .
الحكمة الحادية والستون بعد المائة
استشرافك أن يعلم الخلق بخصوصيتك – دليل على عدم صدقك في عبوديتك .
الحكمة الثانية والستون بعد المائة
غيب نظر الخلق إليك بنظر االله إليك ، وغب عن إقبالهم عليك بشهود إقباله عليك .
الحكمة الثالثة والستون بعد المائة
من عرف الحق – شهده في كل شيء ، ومن فنى به ، غاب عن كل شيء ، ومن أحبه – لم يؤثر عليه
شيئا .
الحكمة الرابعة والستون بعد المائة
إنما حجب الحق عنك – شده قربه منك .
الحكمة الخامسة والستون بعد المائة
إنمااحتجب لشدة ظهوره ، وخفى عن الأبصار لعظم نوره .
الحكمة السادسة والستون بعد المائة
لا يكن طلبك تسببا إلى العطاء منه ، فيقل فهمك عنه ، وليكن طلبك لإظهار العبودية وقياما بحق الربوبية .
الحكمة السابعة و الستون بعد المائة
كيف يكون طلبك اللاحق – سببا في عطائه السابق !؟
الحكمة الثامنة والستون بعد المائة
جل حكم الأزل – أن ينضاف إلى العلل .
الحكمة التاسعة والستون بعد المائة
عنايته فيك لا لشيء منك ، وأين كنت حين واجهتك عنايته ، وقابلتك رعايته !؟ لم يكن في أزله –
إخلاص أعمال ، ولا وجود أحوال ، بل لم يكن هناك إلا محض الإفضال ، وعظيم النوال .
الحكمة السبعون بعد المائة
علم أن العباد يتشوفون إلى ظهور سر العناية ، فقال : "يختص برحمته من يشاء" وعلم أنه لو خلاهم وذلك – لتركوا العمل ؛ اعتماد على الأزل ، فقال : "إن رحمته االله قريب من المحسنين" (سورة الأعراف ،آية . 56)
الحكمة الحادية والسبعون بعد المائة
إلى المشيئة – يستند كل شيء – ولاتستند هي إلى شيء .
الحكمة الثانية والسبعون بعد المائة
ربما دلهم الأدب على ترك الطلب ؛ اعتمادا على قسمته ؛ واشتغالا بذكره عن مسألته .
الحكمة الثالثة والسبعون بعد المائة
إنما يذكر من يجوز عليه الإغفال ، وإنما ينبه من يمكن منه الإهمال .
الحكمة الرابعة والسبعون بعد المائة
ورود الفاقات – أعياد المريدين .
الحكمة الخامسة والسبعون بعد المائة
ربما وجدت من المزيد من الفاقات – ما لا تجده في الصوم والصلاة .
الحكمة السادسة والسبعون بعد المائة
الفاقات بسط المواهب .
الحكمة السابعة والسبعون بعد المائة
إن أردت ورود المواهب عليك – صحح الفقر والفاقة لديك : "إنما الصدقات للفقراء"(سورة التوبة،آية60)
الحكمة الثامنة والسبعون بعد المائة
تحقق بأوصافك – يمدك بأوصافه ، تحقق بذلك – يمدك بعزه ، تحقق بعجزك – يمدك بقدرته تحقق بضعفك – يمدك بحوله وقوته .
الحكمة التاسعة والسبعون بعد المائة
ربما رزق الكرامة – من لم تكمل له الاستقامة .
الحكمة الثمانون بعد المائة
من علامات إقامة الحق لك في الشيء –إقامته إياك فيه ، مع حصول النتائج .
الحكمة الحادية والثمانون بعد المائة
من عبر من بساط إحسانه – أصمتته الإساءة ، ومن عبر من بساط إحسان االله إليه – لم يصمت إذا أساء .
الحكمة الثانية والثمانون بعد المائة
تسبق أنوار الحكماء أقوالهم ؛ فحيث صار التنوير – وصل التعبير .
الحكمة الثالثة والثمانون بعد المائة
كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز .
الحكمة الرابعة والثمانون بعد المائة
من أذن له في التعبير – فهمت في مسامع الخلق – عبارته، وجليت إليهم إشارته .
الحكمة الخامسة والثمانون بعد المائة
ربما برزت الحقائق مكسوفة الأنوار ، إذا لم يؤذن لك فيها بالإظهار .
الحكمة السادسة والثمانون بعد المائة
عباراتهم إما لفيضان وجد ، أو لقصد هداية مريد : فالأول : حال السالكين ، والثاني حال أرباب المكنة والمحققين .
الحكمة السابعة والثمانون بعد المائة
العبارات قوت لعائلة المستمعين ، وليس لك إلا ما أنت له آكل .
الحكمة الثامنة والثمانون بعد المائة
ربما عبر عن المقام من استشرف عليه ، وربما عبر عنه من وصل إليه ، وذلك – ملتبس إلا على صاحب
بصيرة .
الحكمة التاسعة والثمانون بعد المائة
لا ينبغي للسالك أن يعبر عن وارداته ؛ فإن ذلك يقل عملها في قلبه ، ويمنعه وجود الصدق مع ربه .
الحكمة التسعون بعد المائة
لا تمدن يدك إلى الأخذ من الخلائق – إلا أن ترى أن المعطى فيهم مولاك ، فإذا كنت كذلك – فخذ
ماوافقك العلم .
الحكمة الحادية و التسعون بعد المائة
ربما استحيا العارف أن يرفع حاجته إلى مولاه ؛ لا كتفائه بمشيئته ، فكيف لا يستحي أن يرفعها إلى خليقته
؟! .
الحكمة الثانية والتسعون بعد المائة
إذا التبس عليك أمران – فانظر أثقلهما على النفس ، فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا .
الحكمة الثالثة والتسعون بعد المائة
من علامات اتباع الهوى – المسارعة إلى نوافل الخيرات ، والتكاسل عن القيام بالواجبات .
الحكمة الرابعة والتسعون بعد المائة
قيد الطاعات بأعيان الأوقات ، كي لا يمنعك عنها – وجود التسوف ، ووسع عليك الوقت كي تبقى لك حصة الاختيار .
الحكمة الخامسة والتسعون بعد المائة
علم قلة نهوض العباد إلى معاملته ، فأوجب عليهم وجود طاعته ، فساقهم إليه بسلاسل الإيجاب ، عجب ربك من قوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل .
الحكمة السادسة والتسعون بعد المائة
أوجب عليك وجود خدمته ، وما أوجب عليك إلا دخول جنته .
الحكمة السابعة و التسعون بعد المائة
من استغرق أن ينفذه االله من شهوته ، وأن يحرجه من وجوده غفلته – فقد استعجز القدر الإلهية : "وكان االله على كل شيء مقدرا" ( سورة الجاثية ، آية 18)
الحكمة الثامنة والتسعون بعد المائة
ربماوردت الظلم عليك ؛ ليعرفك قدر ما من به عليك .
الحكمة التاسعة والتسعون بعد المائة
من لم يعرف قدر النعم بواجدانها – عرفها بوجود فقدانها .
الحكمة المائتان
لا تدهشك واردات النعم عن القيام بحقوق شكرك، فإن ذلك مما يحط من وجود قدرك .
الحكمة الحادية بعد المائتين
تمكن حلاوة الهوى من القلب – هو الداء العضال .
الحكمة الثانية بعد المائتين
لا يخرج الشهوة من القلب إلا خوف مزعج ، أو شوق مقلق .
الحكمة الثالثة بعد المائتين
كما لايحب العمل المشترك – كذلك لايحب القلب المشترك : العمل المشترك لا يقبله ، والقلب المشترك لا
يقبل عليه .
الحكمة الرابعة بعد المائتين
أنوار أذن لها في الوصول ، وأنوار أذن لها في الدخول .
الحكمة الخامسة بعد المائتين
ربما وردت عليك الأنوار – فوجدت قلبك محشوا بصور الآثار – فارتحلت من حيث نزلت .
الحكمة السادسة بعد المائتين
فرغ قلبك من الأغيار – يملأه بالمعارف والأسرار .
الحكمة السابعة بعد المائتين
لا تستبطئ منه النوال – ولكن استبطئ من نفسك وجود الإقبال .
الحكمة الثامنة بعد المائتين
حقوق في الأوقات يمكن قضاؤها ، وحقوق الأوقات لا يمكن قضاؤها :إذ ما من وقت يرد إلا و االله عليك فيه حق جديد ، وأمر أكيد ، فكيف تقضى فيه حق غيره ، وأنت لم تقض حق االله فيه ؟!
الحكمة التاسعة بعد المائتين
ما فات من عمرك – لا عوض له وما حصل لك منه ، لا قيمة له .
الحكمة العاشرة بعد المائتين
ما أحببت شيئا إلا كنت له عبدا ، وهو لا يحب أن تكون لغيره عبدا .
الحكمة الحادية عشرة بعد المائتين
لا تنفعه طاعتك ، ولا تضره معصيتك ، وإنما أمرك î***’ذه ، وî***•اك عن هذه، لما يعود عليك .
الحكمة الثانية عشرة بعد المائتين
لا يزيد في عزه – إقبال من أقبل عليه ، ولاينقص من عزه – إدبار من أدبر عنه .
الحكمة الثالثة عشرة بعد المائتين
وصولك إلى االله – وصولك إلى العلم به – وإلا فجل ربنا أن يتصل به شيء ، أو يتصل هو بشيء .
الحكمة الرابعة عشرة بعد المائتين
قربك منه – أن تكون مشاهدا لقربه ، وإلا فمن أين أنت ووجود قربه ؟!
الحكمة الخامسة عشرة بعد المائتين
الحقائق ترد في حال التجلي – مجملة ، وبعد الوعي – يكون البيان : "فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إن علينا بيانه" (سورة القيامة ، الآيتان .19–18)
الحكمة السادسة عشرة بعد المائتين
متى وردت الواردات الإلهية عليك – هدمت العوائد عليك : "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها" ( سورة النمل ، آية .34)
الحكمة السابعة عشرة بعد المائتين
الوارد يأتي من حضرة قهار ؛ لأجل ذلك – لايصادمه شيء ، إلا دمغه "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" (سورة الأنبياء ، آية . 18)
الحكمة الثامنة عشرة بعد المائتين
كيف يحتجب الحق بشيء ، والذي يحتجب به – هو فيه ظاهر ، وموجود حاضر !؟
الحكمة التاسعة عشرة بعد المائتين
لا تيأس من قبول عمل – لم تجد فيه وجود الحضور ، فربما قبل من العمل – ما لم تدرك ثمرته عاجلاً .
الحكمة العشرون بعد المائتين
لا تزكين واردا لا تعلم ثمرته ، فليس المراد من السحابة – الإمطار ، وإنما المراد منها – وجود الإثمار .
الحكمة الحادية والعشرون بعد المائتين
لا تطلبن بقاء الواردات – بعد أن بسطت أنوارها ، وأودعت أسرارها ، فلك – في االله – غنى عن كل شيء ، وليس يغنيك عنه شيء .
الحكمة الثانية والعشرون بعد المائتين
تطلعت إلى بقاء غيره – دليل على عدم وجدانك له ، واستيحاشك لفقدان سواه – دليل على عدم وصلتك به .
الحكمة الثالثة والعشرون بعد المائتين
النعيم وإن تنوعت مظاهره – إنما هو لشهوده واقترابه ، والعذاب وإن تنوعت مظاهره – إنما هو لوجود حجابه ، فسبب العذاب – وجود الحجاب ، واتمام النعيم – بالنظر إلى وجهه الكريم .
الحكمة الرابعة والعشرون بعد المائتين
ما تجده القلوب من الهموم والأحزان – فلأجل مامنعته من وجود العيان .
الحكمة الخامسة والعشرون بعد المائتين
من تمام النعمة عليك – أن يرزقك ما يكفيك ، ويمنعك ما يطغيك .
الحكمة السادسة والعشرون بعد المائتين
ليقل ما تفرح به – يقل ما تحزن عليه .
الحكمة السابعة والعشرون بعد المائتين
إن أردت ألا تعزل – فلا تتول ولاية لا تدوم لك .
الحكمة الثامنة والعشرون بعد المائتين
إن رغبت البدايات – زهدتك النهايات : إن دعاك إليها ظاهر –نهاك عنها باطن .
الحكمة التاسعة والعشرون بعد المائتين
إنما جعلها محلا للأغيار ، ومعدنا للأكدار ؛ تزهيدا لك فيها .
الحكمة الثلاثون بعد المائتين
علم أنك لاتقبل النصح المجرد ، فذوقك من ذواقها –ما سهل عليك وجود فراقها .
الحكمة الحادية والثلاثون بعد المائتين
العلم النافع – هو الذي ينبسط في الصدر شعاعه ، وينكشف به عن القلب قناعه .
الحكمة الثانية والثلاثون بعد المائتين
خير العلم – ماكنت الخشية معه .
الحكمة الثالثة والثلاثون بعد المائتين
العلم إن قارنته الخشية – فلك وإلا فعليك .
الحكمة الرابعة والثلاثون بعد المائتين
متى آلمك عدم إقبال الناس عليك ، أو توجههم بالذم إليك – فارجع إلى علم االله فيك فإن كان لا يقنعك علمه – فمصيبتك بعدم قناعتك بعلمه – أشد من مصيبتك بوجود الأذى منهم .
الحكمة الخامسة والثلاثون بعد المائتين
إنما أجرى الأذى على أيديهم كي لا تكون ساكنا إليهم ، أراد أن يزعجك عن كل شيء ، حتى لا يشغلك عنه شيء .
الحكمة السادسة والثلاثون بعد المائتين
إذا علمت أن الشيطان لا يغفل عنك – فلا تغفل أنت عمن ناصيتك بيده .
الحكمة السابعة والثلاثون بعد المائتين
جعله لك عدوا ؛ ليحوشك به إليه ، وحرك عليك النفس ؛ ليدوم إقبالك عليه .
الحكمة الثامنة والثلاثون بعدالمائتين
من أثبت لنفسه تواضعا – فهو المتكبر حقا :إذ ليس التواضع إلا عن رفعة ؛ فمتى أثبت لنفسك تواضعا – فأنت المتكبر حقا .
الحكمة التاسعة والثلاثون بعد المائة
ليس المتواضع ، الذي إذا تواضع – رأى أنه فوق ما صنع ، ولكن المتواضع ، الذي إذا تواضع – رأى أنه دون ما صنع .
الحكمة الأربعون بعد المائتين
التواضع الحقيقي – هو ما كان ناشئا عن شهود عظمته ، وتجلي صفته .
الحكمة الحادية والأربعون بعد المائتين
لا يخرجك عن الوصف إلا شهود الوصف .
الحكمة الثانية والأربعون بعد المائتين
المؤمن يشغله الثناء على االله عن أن يكون – لنفسه – شاكرا ، وتشغله حقوق االله عن أن يكون لحظوظه – ذاكرا .
الحكمة الثالثة والأربعون بعد المائتين
ليس المحب الذي يرجو من محبوبه عوضا ، أويطلب منه غرضا ، فإن المحب من يبذل لك ، ليس المحب من تبذل له .
الحكمة الرابعة والأربعون بعد المائتين
لو لا ميادين النفوس – ما تحقق سير السائرين ، إذا لامسافة بينك وبينه ؛ حتى تطويها رحلتك ، ولا قطعة بينك وبينه ؛ حتى تمحوه وصلتك .
الحكمة الخامسة والأربعون بعد المائتين
جعلك في العالم المتوسط بين ملكه وملكوته ؛ ليعلمك جلالة قدرك بين مخلوقاته ، وأنك جوهرة ، تنطوي عليك أصداف مكوناته .
الحكمة السادسة والأربعون بعد المائتين
إنما وسعك الكون من حيث جسمانيتك ، ولم يسعك من حيث ثبوت روحانيتك .
الحكمة السابعة والأربعون بعد المائتين
الكائن في الكون ، ولم تفتح له ميادين الغيوب – مسجون بمحيطاته ، ومحصور في هيكل ذاته .
الحكمة الثامنة والأربعون بعد المائتين
أنت من الأكوان مالم تشهد المكون ، فإذا شهدته – كانت الأكوان معك .
الحكمة التاسعة والأربعون بعد المائتين
لا يلزم من ثبوت الخصوصية عدم وصف البشرية : إنما مثل الخصوصية كإشراق شمس النهار ظهرت فيالأفق ، وليست منه : تارة تشرق شموس أوصافه على ليل وجودك وتارة يقبض ذلك عنك ، فيردك إلى حدودك ، فالنهار ليس منك وإليك ، ولكنه وارد عليك .
الحكمة الخمسون بعد المائتين
دل بوجود آثاره على وجود أسمائه ، وبوجود أسمائه على ثبوت أوصافه ، وبثبوت أوصافه على وجود ذاته ؛ إذ محال أن يقوم الوصف بنفسه ؛ فأرباب الجذب – يكشف لهم عن كمال ذاته ، ثم يردهم إلى شهود صفاته ، ثم يرجعهم إلى التعلق بأسمائه ، ثم يردهم إلى شهود آثاره ، والسالكون على عكس هذا ، فنهاية السالكين – بداية المجذوبين ، وبداية السالكين – نهاية المجذوبين ، لكن لا بمعنى واحد ؛ فربما التقيا في الطريق : هذا في ترقيه ، وهذا في تدليه .
الحكمة الحادية والخمسون بعد المائتين
لا يعلم قدر أنوار القلوب والأسرار إلا في غيب الملكوت ، كما لاتظهر أنوار السماء إلا في شهادة الملك .
الحكمة الثانية والخمسون بعد المائتين
وجدان ثمرات الطاعات عاجلا – بشائر العاملين بوجود الجزاء عليها آجلاً .
الحكمة الثالثة والخمسون بعد المائتين
كيف تطلب العوض على عمل – هو متصدق به عليك ؟ أم كيف تطلب الجزاء على صدق – هو مهديه إليك ؟
الحكمة الرابعة والخمسون بعد المائتين
قوم تسبق أنوارهم أذكارهم ، وقوم تسبق أذكارهم أنوارهم ، وقوم تتساوى أذكارهم وأنوارهم ، وقوم لا أذكار ولا أنوار – نعوذ باالله من ذلك .
الحكمة الخامسة والخمسون بعد المائتين
ذاكر ذكر ؛ ليستنير قلبه ، وذاكر استنار قلبه ؛ فكان ذاكرا ، والذي استوت أذكاره وأنواره – فبذكره يهتدي ، وبنوره يقتدي .
الحكمة السادسة والخمسون بعد المائتين
ما كان ظاهر ذكر – إلا عن باطن شهوده وفكر .
الحكمة السابعة والخمسون بعد المائتين
اشهدك من قبل أن يستشهدك ، فنطقت بإلهيته الظواهر ، وتحققت بأحديته القلوب والسرائر .
الحكمة الثامنة والخمسون بعد المائتين
أكرمك بكرامات ثلاث : جعلك ذاكرا له ، ولو لا فضله – لم تكن أهلا لجريان ذكره عليك ، وجعلك مذكورا به ؛ إذ حقق نسبته لديك ، وجعلك مذكورا عنده ، فتمم نعمته عليك .
الحكمة التاسعة والخمسون بعد المائتين
رب عمر – اتسعت آماده – وقلت أمداده ، ورب عمر –قليلة آماده كثيرة أمداده .
الحكمة الستون بعد المائتين
من بورك له في عمره – أدرك في يسير من الزمن – من منن االله تعالى – ما لا يدخل تحت دوائر العبارة ، ولا تلحقه الإشارة .
الحكمة الحادية والستون بعد المائتين
الخذلان كل الخذلان – أن تتفرغ من الشواغل ، ثم لا تتوجه إليه ، وتقل عوائقك ، ثم لا ترحل إليه .
الحكمة الثانية والستون بعد المائتين
الفكرة سير القلب في ميادين الأغيار .
الحكمة الثالثة والستون بعد المائتين
الفكرة سراج القلب ، فإذا ذهبت – فلا إضاءة له .
الحكمة الرابعة والستون بعد المائتين
الفكرة فكرتان : فكرة تصديق وإيمان ، وفكرة جهود وعيان : فالأولى لأرباب الاعتبار ، والثانية لأرباب الشهود والاستبصار .


لَوْ أَنَّكَ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ
لا يُخَافُ عليكَ أنْ تَلْتَبِسَ الطُّرُقُ
مَطْلَبُ العَارِفِينَ مِنَ اللهِ الصِّدْقُ فِي العُبُودِيَّة