المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موسوعة الرد على نظرية التطور الدارونية



طارق شفيق حقي
23/08/2018, 11:31 PM
بإذنه تعالى سيكون هذا الموضوع موسوعة لجمع كل ما عثرنا عليه من مواد تفند نظرية دارون
وقد وقر لدينا بأن نظرية دارون تحظى بدعم سياسي لأنها أهم عمود لدعم الإلحاد في العالم بأسره وهي مفروضة على مناهج التعليم في العالم بأسره كما هي المناهج العربية
وقد بات واضحاً اعتماد التطوريون على الكذب والتزوير لدعم نظريتهم الساقطة علمياً وأخلاقياً
فعلى بركة الله

طارق شفيق حقي
23/08/2018, 11:31 PM
تزوير التطوريين في نظرية التطور - Deception in the theory of evolution
https://www.youtube.com/watch?v=_yLMpydlIX0

طارق شفيق حقي
24/08/2018, 12:23 AM
عصر الدجل: كذبة عصر ما قبل التاريخ، التزييف الصريح للعلم

https://www.youtube.com/watch?v=z2Ne8WCgjxw

طارق شفيق حقي
24/08/2018, 12:25 AM
https://www.youtube.com/watch?v=B2vqfboN66Q

السخرية من العالم التطوري الملحد دوكنز

طارق شفيق حقي
24/08/2018, 01:11 AM
https://www.youtube.com/watch?v=_aVNfx5fJh0

طارق شفيق حقي
31/08/2018, 10:50 PM
من دارون إلى هتلر (كتاب)

كتاب من دارون إلى هتلر From Darwin to Hitler للمؤلف ريتشار فيكارت Richard Weikart.[1][2][3]
لما كانت الدارونية ترى الأخلاق غير ثابتة في حين أن التطور هو الثابت قدمت للكثيرين فرصة العمل على تغيير المبادئ الأخلاقية بحجة نسبية الأخلاق وأنها نتاج عرضي للتطور المادي وتغيرت النظرة لقضية حرمة الحياة عموماً والحياة البشرية.
"ففي ذهن هتلر كانت الدارونية تقدم التبرير الأخلاقي لعمليات التعقيم الجماعي والنقاء العرقي والمذابح الجماعي وغيرها من السياسات غير الأخلاقية وفق المعايير الإنسانية الطبيعية وقد وفرت نظرية التطور الأهداف النهائية لهذه السياسات التحسن البيولوجي للأنواع البشرية" (ص:215)
نعم لم تصنع الدارونية المذابح الجماعية ولكن تفرعاتها من دارونية اجتماعية وتوجهات التحسين المستقبلي للعرق وفرت الأساس العلمي لهتلر وأتباعه لاقناع أنفسهم ومن تعاون معهم بأن أبشع الجرائم العالمية كانت بالحقيقة فضيلة أخلاقية مشكورة! وهكذا نجحت الدارونية أو تأويلاتها الطبيعية في قلب ميزان الأخلاق رأساً على عقب. (ص:233).
وقد كثر في ألمانيا استخدام مصطلح "قليل القيمة" لوصف المرضى العقليين والأشخاص غير المنتجين اقتصادياً وكل ما هو غير أوربي. واعتبر النازيون أن قتل المعتوهين أو تعقيمهم بشكل إلزامي خدمة اجتماعية وقيمة فضلى!
ولكن بعض الباحثين يرى أن هيكل (من أشد دعاة الدارونية في ألمانيا) كان له التأثير المباشر في النازيين بحكم ظرف الزمان والمكان، وبسبب مواقفه العنصرية المعروفة، كما كان مؤيداً وبشدة للتدخلات المباشرة لتحسين النوع البشري Eugenics وهو توجه شمل الكثير من علماء الاجتماع وغيرهم في بدايات القرن العشرين، كما كان هيكل مؤيداً لفلسفات إلحادية بشكل صريح ومناصر للقضايا الليبرالية التقدمية كالمطالبة بحقوق اللوطيين.
وكانت كتابات هيكل منتشرة بكثافة وأثرت في النازيين والعنصريين وأنصار التدخل لتحسين النسل البشري.
أما دارون فقد مات في وقت مبكر وعاش في بريطانيا وكان عنصرياً ولكن بشكل ملطف يشبه إبراهام لينكون، ولم يكن يدعو إلى تحسين النوع البشري، كما لم يكن من الغلاة في الدعوة إلى الإلحاد والفلسفات الثورية بل حاول الادعاء أن نظريته يمكن أن تتوافق مع قانون الأخلاق المتعارف عليه.
ولعله لهذا السبب استهلك المؤلف لكتاب من دارون إلى هتلر 82 صفحة للحديث عن هيكل، وتحدث 49 صفحة عن دارون إدراكاً منه أن التلميذ تجاوز أستاذه.
ومن الذين طرحو فرضية تأثر هتلر مباشرة بهيكل مباشرة دانييل غازمان Daniel Gasman في كتابيه The Scientific Origins of National Socialism (London, 1971) الأصول العلمية للقومية الاشتراكية وكتاب Haeckel’s Monism and the Birth of Fascist Ideology (New York, 1998).


آراء مؤيدة للكتابيظهر الكتاب بتفاصيل جيدة ومقنعة كيف طور مفكري الدارونية في ألمانيا موقفاً لا أخلاقياً تجاه المجتمع الإنساني في فترة الحرب العالمية الأولى، كان من شأنه اتخاذ خيرية العرق الألماني المفترضة كمعيار أوحد للسياسة العامة والطهارة العرقية، وبين المؤلف بوضوح الصلة التي تربط هذا الاتجاه الفكري بهتلر، وما نجم عنها من قتل الأطفال والمساعدة على الانتحار ومنع الزواج وغير ذلك من الممارسات القهرية والظالمة ضد أولئك المعتبرين من عرق أدنى وراثياً بتحريض الكتاب المؤيدية للدارونية والعلماء المتبنين لها، بحيث حصل هتلر والنازييين على التبرير العلمي للسياسات التي نفذوها عند وصولهم إلى السلطة.
ريتشار إيفانز Richard Evans أستاذ التاريخ المعاصر في جامعة كيمبردج ومؤلف كتاب : قدوم الرايخ الثالث The Coming of the Third Reich
هذا الكتاب من أفضل كتب الفكر التاريخي فهو ملئ بالأفكار والمعلومات والرؤى، ويعطي الكاتب فيه أمثلة واضحة وكثيرة جداً عن العديد من المفكرين الألمان في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ممن تأثروا بدرجة أو أخرى بالتوجه الطبيعي بصيغته الدارونية ويشرح أفكارهم بحيث يرى القارئ الفروق والتماثلات ويحصل على القصة بدقة ووضوح.
أيان دوابيغين Ian Dowbiggin أستاذ التاريخ في جامعة جزيرة الأمير إدوارد ومؤلف كتاب : نهاية رحيمة : حركة القتل الرحيم في أميريكا الحديثة
انظر أيضاً

كتاب تصميم الحياة
قدر الطبيعة
نظرية التطور: نظرية مأزومة

مراجع

تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة^ Judaken، Jonathan (June 2005). "Review: Richard Weikart, From Darwin to Hitler". H-Ideas. تمت أرشفته من الأصل في 06 أغسطس 2007. اطلع عليه بتاريخ 17 فبراير 2013. نسخة محفوظة 06 أغسطس 2007 على موقع واي باك مشين.
تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة^ Arnhart، Larry (February 25, 2006). "A Review of Richard Weikart's From Darwin to Hitler". Darwinian Conservatism. تمت أرشفته من الأصل في 01 أغسطس 2017. اطلع عليه بتاريخ 17 فبراير 2013. نسخة محفوظة 01 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
تعدى المحتوى الحالي إلى أعلى الصفحة^ Lawrence Farber، Paul (2005). "A review of Richard Weikart, From Darwin to Hitler: Evolutionary Ethics, Eugenics, and Racism in Germany". Journal of the History of Biology. 38: 319. اطلع عليه بتاريخ 17 فبراير 2013. نسخة محفوظة 26 أبريل 2015 على موقع واي باك مشين.

طارق شفيق حقي
31/08/2018, 10:50 PM
الأصل الأيديولوجيّ الحقيقيّ للإرهاب
الدّاروينيّة و المادّيّة





هارون يحيى
تعريب: مبارك بقنه




المدخل:
يعتقد كثير من النّاس أنّ تشارلز داروين هو المؤسس الأول لنظريّة التطوّر, وإنها تستند على البحث العلميّ،والملاحظات، والتّجارب . وبالرغم من أنّ داروين لم يكن المؤسس لهذه النظرية, وأنها لا تستند على الدّليل العلميّ .إذ أن النّظريّة عبارة عن تعديل لطبيعة المذهب القديم المسمى بالفلسفة المادّيّة, إلا إنها أُيدت بطريقة عمياء باسم الفلسفة المادّيّة .

وبسبب بانتشار الدّاروينيّة و الفلسفة المادّيّة معًا والتي يساندها التّعصّب, فقد سببت كثير من الكوارث. ومن ذلك تغيّرت إجابة النّاس حول سّؤال ما الإنسان؟ فالذين اعتادوا الرّدّ: بأن النّاس خُلِقُوا من قبل اللّه و يجب أن يعيشوا وفقاً للمبادئ التي علمهم الله. فقدوا بدءوا الآن يعتقدون أن الإنسان جاء لحيّز الوجود بالصّدفة البحتة, وأنه حيوان تطوّر بالقتال من أجل البقاء" . وقد دُفع من أجل تمرير هذا الخداع الكبير أموالاً ضخمة. ومن هذا الخداع استمدت أيديولوجيّات العنف قوتها كالعنصريّة, والفاشيّة والشّيوعيّة، وكثير من الرؤى العالمية الوحشية الأخرى التي بنيت على أساس الصراع.

وفي هذا المقال سندرس الدّاروينيّة والتي جاءت بالكارثة إلى هذا العالم وأظهرت علاقتها بالإرهاب, والذي يعتبر أحد أهمّ المشاكل العالميّة في وقتنا الحاضر.

التصور الخاطئ للدّاروينيّة : الحياة صراع:
أعلن داروين في إحدى مقدماته الأساسية عند تطوير نظريّته : أن تطور الكائنات الحيّة يعتمد على الصراع من أجل البقاء . والأقوى ينتصر في الصّراع . والأضعف يُحْكَم عليه بالهزيمة والاندثار .

ووفقاً لداروين, كان هناك صراع قاسي و نزاع أبديّ في الطّبيعة من أجل البقاء. ودائمًا القوي ينتصر على الضّعيف, مما يمكّن من حدوث التطور. ويلاحظ أن العنوان الفرعيّ الذي أعطاه لكتابه " أصل الأنواع" : يلخّص تلك الرّؤية وهو " أصل الأنواع بواسطة التّكيّف الطّبيعيّ أو المحافظة على السلالات المفضلة في الصّراع من أجل الحياة".

بالإضافة إلى ذلك، اقترح داروين أن المعركة من أجل البقاء انطبقت أيضًا بين السلالات البشريّة . وطبقًا لهذا الادعاء, كانت "السلالات المفضلة" هي المنتصرةً في الصّراع . والسلالات المفضلة, في وجهة نظر داروين, هم الأوربّيّون البيض . أما السلالات الإفريقيّة أو الآسيويّة فقد تخلّفت في الصّراع ؛ بل ذهب داروين إلى مدى أبعد, واقترح أن هذه السلالات قريبًا ستفقد كلّيّة في الصّراع من أجل البقاء , وبالتالي سيختفون:

في بعض الفترات المستقبليّة, وهو يعتبر قصيراً في مقياس القرون, أن الأجناس المتحضّرة الإنسانية ستفنى, ويحل محلها في أرجاء العالم السلالات البدائية. وفي نفس الوقت، فإن القرود المجسّمة في شكل الإنسان ستفنى. وستتسع والفجوة بين الإنسان وأقرب حلفاءه. [1]

ويشرح عالم الأنثروبولوجيا الهنديّ لليتا فيديارثي كيف أن نظريّة التطور لداروين فرضت العنصريّة على العلوم الاجتماعيّة : "نظرية داروين البقاء للأصلح وجدت ترحيباً شديداً في هذا العصر من قبل العلماء الاجتماعيّين, و اعتقدوا أنّ البشريّة قد حقّقت مستويات متنوعة من التطور تتوجت في حضارة الرّجل الأبيض. وفي النّصف الثّاني من القرن التّاسع عشر قُبِلَت العنصرية كحقيقة عن طريق الأغلبيّة العظمى للعلماء الغربيّين."[2]

مصدر أفكار داروين: نظريّة مالثس الوحشية:
كان مصدر أفكار داروين لهذا الموضوع كتاب توماس مالثس العالم الاقتصاديّ البريطانيّ في مبحث عن مبدأ السكّان . ظن مالثس أن السّكّان البشريّين ازدادوا بسرعة . وفي رؤيته, أن العامل المؤثر الرئيسي الذي أبقى السّكّان تحت السّيطرة هي الكوارث مثل الحرب, والمجاعة، والمرض . باختصار, وفقاً لهذا الادعاء الوحشي, فإن بعض النّاس ينبغي عليهم أن يموتوا من أجل أن يعيش الآخرون. فقد جاء الوجود بقصد "الحرب الدّائمة ".

وفي القرن التاسع عشر, قُبلت أفكار مالثس على نطاق واسع . فقد ساند بخصوصية المفكّرون الأرستقراطيّون الأوربّيّون أفكاره القاسية. ففي مقال معنون بـ "جدول أعمال النّازيّين العلميّ السّرّيّ ", متعلق بأهمّيّة القرن التاسع عشر وذلك بأن ترتبط أوروبّا برؤية مالثس حول السكّان والموصوفة بهذه الطّريقة :

وفي النصف الافتتاحيّ للقرن التّاسع عشر اجتمع أعضاء الطّبقات الحاكمة خلال أوروبّا لمناقشة مشكلة السّكّان المكتشفة حديثًا و لابتكار طرق تنفيذ التّفويض المالثوسي, لزيادة معدّل الوفيات للفقراء: "بدلاً من توصية إزالة الفقر ، ينبغي أن نشجّع العادات المتناقضة . في بلادنا علينا عمل الطرق الضيقة , وحشد أكثر الناس في البيوت, وبطريقة ما يُعاد وباء الطّاعون . وينبغي على الدولة أن نبني قرانا قرب البرك الرّاكدة, ونشجع بشدة المستوطنات في كلّ المستنقعات والأوضاع الضّارّة " وهكذا . [3]

وكنتيجة لهذه السّياسة القاسية, فإن الضّعيف والذين فقدوا الصّراع من أجل البقاء سيُزِيلُونَ, ونتيجة للزّيادة السّريعة في السكّان فسيكون هناك توازن في الخارج . وما يسمى بسياسة " اضطهاد الفقر" ، والذي نُفذ فعلياً في القرن التاسع عشر في بريطانيا. وأنشئ النظام الصناعيّ الّذي جعل أطفال الثّمانة والتاسعة يعملون ستّة عشر ساعة في اليوم في مناجم الفحم، والآلاف منهم ماتوا في ظّروف قاسية . فبسبب نظريّة مالثس، أدّى "الصّراع من أجل البقاء "، الملايين من البريطانيّين أن يعيشوا حياة مليئة بالمعاناة.

وقد تأثّر داروين بهذه الأفكار, فعمم هذا الصراع على كلّ الطبيعة, و اقترح أن الأصلح والأقوى ظهر منتصراً من حرب الوجود هذه . علاوة على ذلك, ادّعى أن ما يسمّى بالصّراع من أجل البقاء كانت مبررة لقانون الطبيعة الثابت . من ناحية أخرى, دعا النّاس لترك معتقداتهم الدّينيّة بإنكار الخلق, ولهذا استهدف كلّ القيم الأخلاقيّة التي يمكن أن تكون عقبةً لهذه الوحشية: "الصّراع من أجل البقاء". وبنشر هذه الأفكار الضالة التي جعلت الأفراد قاسيين وبلا رحمة, كلّفت البشريّة قيمة عالية في القرن العشرين .

دور الدّاروينيّة في التهيئة الأساسية للحرب العالميّة الأولى:
عندما سيطرت الدّاروينيّة على الثّقافة الأوربّيّة, بدأت آثار " الصّراع من أجل البقاء" في الظّهور . فبدأت ـ خاصة ـ الدّول الأوربّيّة الاستعماريّة في تصوير الدّول التي استعمروها كـ"دول نامية ارتقائيّة" واعتمدوا على الدّاروينيّة لتبرير ذلك.

وكان الأثر السّياسيّ الأكثر دمويّة للدّاروينيّة هو نشوب الحرب العالميّة الأولى في عام 1914 م.

يشرح الأستاذ المؤرخ البريطانيّ المعروف جيمس في كتابه "أوروبّا منذ 1870" , أن أحد العوامل التي هيئت الأرضية للحرب العالميّة الأولى كان إيمان الحكّام الأوربّيّين في ذاك الوقت بالدّاروينيّة. فعلى سبيل المثال، رئيس أركان أوسترو-هنجريا , كتب في مذكّراته ما بعد الحرب :

إن الدّيانات الإنسانية, والتّعاليم الأخلاقيّة، والمذاهب الفلسفيّة قد تؤدي أحيانًا إلى إضعاف صراع بقاء البشريّة في شكلها القاسي، لكنهم لن ينجحوا في إزالته كمحرك محفز للعالم، إنه يتوافق مع هذا المبدأ العظيم، أن كارثة الحرب العالميّة حدثت كنتيجة للقوى المحفزة في حياة الدول والشّعوب, كالعاصفة الرعديّة التي يجب أن تفرغ شحناتها بذاتها.[4]

بهذا الأساس الأيديولوجيّ, فليس من الصعوبة فهم لماذا كونرد, كان ينبغي عليه أن يشجّع إمبراطوريّة أوسترو- هنجريان لتعلن الحرب . كانت مثل هذه الأفكار في ذاك الوقت ليست محصورة على القوّات المسلّحة. ففي عام 1914م كتب كورت ريزلر, السّكرتير الخاصّ لفون ثيوبالد وصديق المستشار الألمانيّ بيثمان-هوللويج,: العداوة الأبديّة المطلقة ملازمة أساسًا للعلاقات بين الشعوب, و العداء الذي نلاحظه في كلّ مكان ليس نتيجة لفساد الطبيعة الإنسانية ولكنّه جوهر العالم و منبع الحياة نفسه[5].

وعمل جنرال الحرب العالميّة الأولى، بيرناردي فون فريدريش, علاقةً متشابهةً بين الحرب و قوانين الحرب في الطّبيعة . إذ أعلن بيرناردي أنّ الحرب حاجة بيولوجيّة, وإنّها بمثل ضرورة صراع عناصر الطبيعة, وبما أن قراراته تستند على طبيعة الأشياء ، فإنه فقط يعطي قرارًا بيولوجيًّا.[6]

وكما رأينا, اندلعت الحرب العالميّة الأولى بسبب أن المفكّرين الأوربّيّين، والجنرالات والمسؤولين الذين شاهدوا الحرب, وإراقة الدّماء، والمعاناة اعتبروا ذلك نوع من " التطور", و اعتقدوا أنهم لم يغيروا "قانون الطبيعة". فالأصل الأيديولوجيّ الذي جرّ كلّ ذلك الجيل إلى الدّمار لم تكن سوء مفاهيم داروين للصّراع من أجل الحياة والسلالات المفضلة .

وخلفت الحرب العالميّة الأولى ثمانية ملايين قتيلاً, ومئات من المدن المدمّرة، وملايين من الجرحى, والمقعدين, والمشردين، والعاطلين . والسّبب الرئيسي للحرب العالميّة الثّانية والتي اندلعت بعد 21 سنة وخلفت 55 مليوناً قتيلاً, كان أيضًا مبنياً على أساس الدّاروينيّة .

ثمرة "قانون الغابة" : الفاشيّة:
في القرن التاسع عشر غذت النّازيّة الدّاروينيّة العنصريّة, وشكّلت القاعدة الإيديولوجيّة التي ستطوّر وتغرّق العالم في مستنقع من الدّم خلال قرن العشرين .

فالنفوذ الدّاروينيّ القويّ يمكن أن يُرَى في الأيديولوجيّين النّازيّين . فعندما يدرس أحدٌ هذه النّظريّة ـ والتي أُعْطِيَتْ الشكل من قبل أدولف هتلر و ألفريد روزنبرج ـ يصادف مثل هذه المفاهيم كالتّكيّف الطّبيعيّ, واختار التّزاوج, و الصّراع بين السلالات من أجل البقاء. وهتلر عندما سمى كتابه ( كفاحي ), والذي يتكلّم عن الصّراع خصوصًا بين السلالات، كان ملهمًا بالصراع الدّاروينيّ من أجل البقاء ، و مبدأ أن النّصر للأصلح: في الألفيّة الجديدة سيبلغ التاريخ الذروة في روعة فريدة للإمبراطوريّة, وذلك على أساس سلسلة عرقية جديدة.[7]

أعلن هتلر، في اجتماع حزب نريمبيرج سنة 1933م, أن موضوعات الجنس الأعلى بنفسه جنس أقلّ ... الحقّ ما نراه في الطّبيعة هو الحقّ الوحيد الذي يمكن أن يتصور.

أنّ تَأَثَّر النّازيّون بالدّاروينيّة من الحقائق التي يقبلها كثير من المؤرّخين. فيصف المؤرّخ هيكمان تأثير الدّاروينيّة على هتلر كما يلي :

كان هتلر مؤمن للغاية بالتطور وداعياً إليه . وبغض النظر عن عمق, وتعقيدات هوسه, فإنّه من المؤكد أن. كتابه, (Mein Kampf), وضع بوضوح عدداً من الأفكار الارتقائيّة, خصوصًا تلك التي تؤكد الصّراع، والبقاء للأصلح والإبادة للأضعف وذلك لإنتاج مجتمع أفضل. [8]

وبهذه الرّؤى التي أظهرها هتلر, جرّ العالم إلى العنف والذي لم يحدث له مثيل من قبل. وكثير من المجموعات السّياسيّة و العرقيّة, و بخاصّة اليهود, عُرِّضُوا لقسوة رهيبة ، ومذبحة فظيعة في المعتقلات النّازيّة خلال الحرب العالميّة الثّانية والتي بدأت بالغزو النّازيّ وأدت إلى قتل 55 مليون شخص . وكان خلف هذه المأساة التّاريخية الفظيعة المفهوم الدّاروينيّ العالميّ الصّراع من أجل البقاء .

التّحالف الدموي: الدّاروينيّة و الشّيوعيّة
كان الشّيوعيّون دائمًا بين أشرس مدافعين لنظريّة داروين، فالفاشيّون يُوجَدون في حزب اليمين للدّارونيّة الاجتماعيّة, ويُحْتَلّ الحزب اليساري من قبل الشّيوعيّين .

وتذهب العلاقة بين الدّاروينيّة و الشّيوعيّة إلى كلا مؤسّسي هذين المذهبين .ماركس وإنجيلز, مؤسّسي الشيوعيّة, كلاهما قد قرآ "أصل الأنواع" لداروين بمجرد أن ظهر, و أُذْهِلَا بموقف المادّيّة الجدليّة . وظهر التوافق بين ماركس وإنجيلز بأنهما رأ نظريّة داروين كـ " احتواء أساسي للتّاريخ الطّبيعيّ للشّيوعيّة " . وإنجيلز في كتابه جدليات الطّبيعة ــ والذي كتبه تحت تأثير داروين ــ كان يثني كليةً على داروين, و حاول عمل مساهمته للنّظريّة في فصل " الدّور الملعوب من قبل العمالة في الانتقال من القرد إلى الإنسان ".

والشّيوعيّون الرّوس الذين ساروا على خطوات ماركس و إنجيلز, مثل بليخانوف, ولنين, وتروتسكي وستالين, اتّفقوا جميعاً مع نظريّة داروين للتّطوّر . فبليخانوف الذي يُعْتَبَر كمؤسّس للشّيوعيّة الرّوسيّة, اعتبر الماركسيّة كالدّاروينيّة في تطبيقاتها في علم الاجتماع [9].

قال تروتسكي: "اكتشاف داروين هو أعلى انتصار بالكامل للمنطق الجدليّ في مجال المادّة العضويّة " [10]

وكان للتعليم الدّاروينيّ الدور الأكبر في تكوين الكوادر الشّيوعيّية . على سبيل المثال, يلاحظ المؤرّخون أن ستالين كان متديّنًا في شبابه, لكنّه أصبح ملحدًا بسبب كتب داروين[11] .

ماو ـ الذي أنشأ الحكم الشّيوعيّ في الصّين وقتل الملايين من النّاس ـ صرّح علانية أن الاشتراكيّة الصينيّة تُنْشَأ على داروين و نظريّة التطوّر .[12]

ويذهب المؤرّخ جيمس ريف في جامعة هارفارد في تّفصيل متسع بخصوص أثر الدّاروينيّة على ماو والشّيوعيّة الصّينيّة في بحثه في كتاب "الصّين و تشارلز داروين" . [13]

باختصار, هناك رابطة غير قابلة للإنشطار بين نظريّة التطوّر والشّيوعيّة. فالشّيوعيّة ـ كأيديولوجيّة إلحادية ـ ترتبط بقوة بالدّاروينيّة. وتستمد بما يسمّى بالدّعم العلميّ للإلحاد من نظرية داروين والتي تدّعي أن الكائنات الحيّة هي نتاج لصدفة بحتة. وعلاوة على ذلك, نظريّة التطوّر تؤيد المفهوم الجدليّ الضّروريّ للشّيوعيّة إذ تقترح نظرية التطور أن التطور في الطّبيعة ممكن بفضل الصراع ( بعبارة أخرى الصّراع من أجل البقاء ).

ونحن نستطيع نفهم بوضوح بُعد الكارثة الدّاروينيّة التي حلت على كوكبنا إذا فكّرنا في المفهوم الشّيوعيّ "للصراع الجدليّ " كماكينة قتل والذي قتل قرابة 120 مليون شخص خلال قرن العشرين .

الدّاروينيّة و الإرهاب
بما رأيناه حتّى الآن, فالدّاروينيّة هي أصل أيديولوجيّات العنف المختلفة والتي قدمت الكارثة إلى البشريّة في القرن العشرين. ومع ذلك, بالإضافة لهذه الأيديولوجيّات, فالدّاروينيّة أيضًا تُعرّف " المفهوم الأخلاقي" و "الطّريقة" التي يمكن أن تؤثّر على الرّؤى العالميّة المختلفة . فالفكرة الرئيسة وراء هذا المفهوم والطّريقة هو " قتل هؤلاء الذين ليسوا منا".

ويمكن أن نشرح هذا بالطّريقة التّالية : هناك معتقدات مختلفة, وفلسفات ووجهات نظر عالمية. وهؤلاء يمكن أن ينظروا إلى بعضهم البعض بإحدى طريقتين :
الأولى: يمكن أن يحترموا وجود هؤلاء الذين ليسوا منهم، ويحاولوا بطريقة إنسانيّة تأسيس حوار معهم.
الثانية: يمكن أن يختاروا محاربة الآخرين ، ومحاولة إنقاذ الأصلح عن طريق إبادة الآخرين ، أي بعبارة أخرى، التّصرّف كحيوان برّيّ .

والرّعب الذي نسمّيه "الإرهاب" هو لا شيء سوى عبارة الرّؤية الثّانية .

عندما ندرس الاختلاف بين هذين الاتجاهين, نستطيع أن نرى أنّ فكرة " الإنسان كحيوان مقاتل" والذي فرضته الدّاروينيّة فيما دون الوعي في عقول الناس، فالأفراد والمجموعات التي تختار طريقة الصراع ربما لم يسمعوا أبدًا عن الدّاروينيّة ومبادئها الأيديولوجيّة؛ لكنّهم في التّحليل النّهائيّ, يتّفقون مع الرؤية الفلسفية والتي تستند على الدّاروينيّة، مما يقودهم ذلك للإيمان بأحقّيّة العنف كالشّعارات الموجودة في الدّاروينيّة مثل:

في هذا العالم, البقاء للأقوى
السّمك الكبير يبتلع السمك الأصغر.
الحرب فضيلة.
يتطور الإنسان عن طريق الحرب.

وهذه الشعارات تكون فارغة إذا جردناها من الدّاروينيّة. ففي الواقع, عندما تُؤْخَذ الدّاروينيّة بعيدًا, فإن فلسفة الصراع تتلاشى. فالديانات الثّلاثة التّوحيديّة التي يؤمن معظم النّاس بها, الإسلام, والنصرانية، و اليهوديّة, كلها تعارض العنف. وتتمنّى جلب السّلام والانسجام إلى العالم، وهي تعارض قتل الأبرياء، أو تعذيبهم. فالصراع والعنف ينتهك الأخلاقيّة التي جعلها اللّه للإنسان, بينما الدّاروينيّة ترى وتصوّر الصراع والعنف كمفاهيم صحيحة ومبررة وطبيعية يجب أن توجد.

لهذا السّبب, إذا ارتكب بعض النّاس الإرهاب باستخدام مفاهيم ورموز باسم هذه الأديان الثلاثة: الإسلام, والنصرانية، و اليهوديّة, فتأكد أن هؤلاء النّاس ليسوا مسلمين, أو نصارى، أو يهود؛ وإنما هم في الحقيقة دّاروينيّون اجتماعيّون، يختبئون تحت عباءة الدين, فهم ليسوا مؤمنين حقيقيّين، حتّى وإن ادّعوا أنهم يخدمون الدّين فهم في الواقع أعداء للدين وللمؤمنين، وذلك لأنهم يرتكبون الجريمة التي يحرمها الدّين ، ويشوهون صورة الدّين في عيون النّاس .

لهذا السّبب, أصل الإرهاب الذي أصاب عالمنا اليوم ليس في أيّ من الدّيانات التّوحيديّة, ولكنّه في الإلحاد, و تعبير الإلحاد في أوقاتنا هو : "الدّاروينيّة" و "المادّيّة ".

-------------------------------------
[1] Charles Darwin, The Descent of Man, 2nd edition, New York, A L. Burt Co., 1874, p. 178
[2] Lalita Prasad Vidyarthi, Racism, Science and Pseudo-Science, Unesco, France, Vendôme, 1983. s. 54
[3] Theodore D. Hall, The Scientific Background of the Nazi Race Purification Program,
[4] James Joll, Europe Since 1870: An International History, Penguin Books, Middlesex, 1990, s. 164
[5] James Joll, Europe Since 1870: An International History, Penguin Books, Middlesex, 1990, s. 164
[6] M.F. Ashley-Montagu, Man in Process (New York: World. Pub. Co. 1961) pp. 76, 77 cited in Bolton Davidheiser, W E Lammers (ed) Scientific Studies in Special Creationism, 1971, p. 338-339
[7] L.H. Gann, "Adolf Hitler, The Complete Totalitarian", The Intercollegiate Review, Fall 1985, p. 24; cited in Henry M. Morris, The Long war Against God, Baker
[8] Hickman, R., Biocreation, Science Press, Worthington, OH, pp. 51-52, 1983; Jerry Bergman, "Darwinism and the Nazi Race Holocaust", Creation Ex Nihilo
[9] Robert M. Young DARWINIAN EVOLUTION AND HUMAN HISTORY, Historical Studies on Science and Belief, 1980
[10] Alan Woods and Ted Grant. "Marxism and Darwinism", Reason in Revolt: Marxism and Modern Science, London, 1993
[11] Alex de Jonge, Stalin and The Shaping of the Soviet Uninon, William Collins Sons & Limited Co., Glasgow, 1987, s. 22
[12] Mehnert, Kampf um Mao's Erbe, Deutsche Verlags-Anstalt, 1977
[13] James Reeve Pusey, China and Charles Darwin, Cambridge, Massachusetts, 1983

طارق شفيق حقي
02/09/2018, 12:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


نظرية داروين للنشوء والتطور تتعارض مع الكشوف العلمية الحديثة.

http://alwaei.com/admin/topics/data/photos_and_files/15GF.jpg



معروف أن العالم البريطاني Charles Darwin 9081 ـ 1882م، قد كتب نظريته في كتابه أصل الأنواع بعد مشاهداته كضابط في طاقم السفينة Beagle في أثناء وبعد رحلتها البحرية في البحار الدافئة، وقد عاصره وانضم إليه في الفترة عينها العالم البريطاني >الفريد راسيل والاس< 1823 ـ 1912م•

وحين أعلن > دارون< نظريته عن التطور كان مازال يجهل قوانين مندل للوراثة التي أعلنت بعد إعلان نظرية التطور بسنوات قليلة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وظلت مجهولة حتى أعيد تسليط الضوء عليها العام 1905م، بعد وفاة >جريجور مندل< 1822م ـ 1884م•

ورغم أن > دارون< نفسه لم يكن ملحداً، بل كان يؤمن بالمسيحية ـ كما أنه يسلم في نظريته بأن الإله الخالق هو الذي وهب الحياة الأولى على الأرض ـ إلا أن مذاهب الفلسفة المادية والإلحادية التي سادت أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، قد احتضنت نظرية > دارون< للنشوء والتطور كجزء من معتقداتها المذهبية واتخذتها ذريعة لإنكار وجود الله الخالق ـ وها نحن نجد العالم الفرنسي الملحد Jack Monod وهو أحد المشتغلين بالبيولوجيا الجزيئية يكتب في الستينيات من القرن العشرين أن نظرية النشوء والتطور تفسر نشأة الحياة على الأرض وتطورها تحت تأثير عاملي المصادفة والحاجة Chance and necessity وامتداداً لذلك يعتقد بعضهم أن حدوث الطفرات الوراثية يفسر وسيلة حدوث التطور•

والآن ونحن في مستهل القرن الواحد والعشرين، وقد انحسرت المادية الجدلية الملحدة متمثلة في فشل الأنظمة الديكتاتورية الشيوعية ـ فإننا مع العالم في مفترق الطرق ومن واجبنا أن نراجع رصيدنا العلمي من القرن التاسع عشر ـ وسنجد أن كثيراً من النظريات قد رسخت واستقرت كقوانين ثابتة مثل قوانين الجاذبية وقوانين الوراثة وقوانين الديناميكا الحرارية وصور البيولوجيا الجزيئية، ولكننا سنجد أن نظرية > دارون< مازالت مجرد نظرية تستند إلى ثلاثة من الافتراضات الرئيسة التي سنحاول مناقشتها موضوعياً وعلمياً فيما يلي:


أولاً: الافتراض الأول أن الحياة قد نشأت على الأرض وتطورت مصادفة ودون خالق وهذا الافتراض يتعارض مع القوانين الثابتة والحقائق العلمية التالية:


1 ـ العلم الحديث يكشف لنا كل يوم أن الكون الذي نعيش فيه نظام بيئي متزن لدرجة متناهية في الدقة وهذا أمر لا يمكن أن يحدث مصادفة، ولعل ما اكتشف من دور الكائنات الدقيقة المتخصصة في دورات العناصر وإكساب خصوبة التربة ـ وكذلك التوازن بين حرارة الجو وما يحتويه من بخار وثاني أكسيد الكربون، وأخيراً ما تأكد حديثاً من دور غاز الأوزون في طبقات الجو العليا في حماية كل صور الحياة على الأرض من فتك الأشعة فوق البنفسجية قصيرة الموجه ـ كل ذلك لا يمكن أن يحدث مصادفة، بل هو دليل على القصد والتدبير في الخلق والإبداع•

2 ـ القول إن الخلية الحية وجدت مصادفة وتطورت تلقائياً ـ يتعارض مع قوانين الديناميكا الحرارية في الكيمياء الطبيعية التي تنص على أن الطاقة لا تفنى ولا تستحدث كما أنها تقطع كذلك باستحالة وجود الماكينة التي تدور تلقائياً إلى ما لا نهاية من دون بذل شغل أو طاقة، (Perpetual motion is impossible)، وهذا يعني أن إتمام أي تفاعل لبناء أي من الجزيئات أو الأنسجة الجديدة يقتضي وجود قوة مدبِّرة توفر القدر المطلوب من الطاقة، كماً ونوعاً، وكذلك، فإن عليها أن توفر الظروف المثلى لإتمام التفاعل وتحديد اتجاهه، ثم بعد بناء الجزيئات الجامدة تأتي المعجزة في منحها طاقة الحياة من مصدر الحياة التي لا تنضب ـ سبحان الحي القيوم ـ فهذه قدرة لم يستطع أحد أن ينسبها لنفسه•

3 ـ تتميز الكثير من الجزيئات البيوكيميائية في الخلايا الحية بأن لها تركيباً نوعياً ونشاطاً ضوئياً فإذا كنا دائماً نجد أن الخلايا الحية لا تحوي إلا المشابه اليساري الدوران (Levo) وهذا مثال واحد لكثير من صور الاختيارية والنوعية العالية ـ فهل يتسنى أن يحدث هذا مصادفة؟

4 ـ أن أحدث ما وصل إليه العلم في مجال البيولوجيا الجزيئية والتكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية ـ تتم فيه التجارب حالياً لنقل صفات وراثية من شريط الجينات من كائن عديد الخلايا إلى بعض البكتريا والأمل بناء جزيئات جديدة ـ ورغم أن علماء الهندسة الوراثية الذين يحاولون إعادة بناء الأحماض النووية بعد إلحاق أجزاء مأخوذة من جينات أخرى ـ أي أنهم يستعملون جزيئات حية تامة الصنع في عمليات إعادة البناء ـ ومع ذلك وبالرغم من أنهم يستخدمون لبنات بناء جاهزة وصلتهم عبر عصور وقرون التاريخ تامة الصنع فهل يمكن أن يكابر الإنسان في أنها قد تكونت مصادفة من غير صانع أو خالق ـ فسبحان الله الخالق البارئ المصوِّر•
فإذا أضفنا إلى ذلك أن إلحاق هذا الجزء من شريطDNA إلى جزء آخر هو تفاعل كيمياوي يحتاج لإتمامه لتوافر الطاقة والظروف المثلى لتنشيط الجزيئات لإتمام التفاعل• وهذا يقطع أيضاً باستحالة حدوث الحياة مصادفة أو تلقائياً، ولعل قوانين الطاقة في أحدث صورها والمرتكزة على قوانين >آينشتين< للنسبية وصور تحول الطاقة وارتباطها مع الكتلة والزمن وسرعة الضوء ـ تؤكد استحالة إتمام التفاعل دون توافر الحد الأدنى من طاقة التنشيط والعوامل والظروف المساعدة بما يحدد اتجاه التفاعل وخصوصاً أن المواد الفاعلة ذاتها يمكن أن تتجه لأكثر من اتجاه طبقاً للتركيز، ونسبة المواد المتفاعلة، ونوع ومقدار الطاقة المتوافرة والظروف الملائمة• وكل ذلك يؤكد استحالة العفوية في بناء أو تطوير بناء الجزيئات فضلاً عن الأنسجة والكائنات الحية المكونة من بلايين الذرات والجزيئات والخلايا•

5 ـ بتطبيق قوانين الاحتمال الإحصائي أمكن حساب احتمال تكون جهاز لدغ الثعبان في الحية الرقطاء دون غيرها من الثعابين بتأثير عامل المصادفة فقد وجد أن هذا الاحتمال واحد في كل 1/01 أس (32) احتمال أي أنه واحد في كل مئة ألف بليون بليون مصادفة•

6 ـ قام العالم > شارلز إيجين جاي< بحساب احتمال التكون بعامل المصادفة لجزيء بروتين واحد، فوجد أن هذا يمكن أن يحدث مرة كلما مرَّت فترة زمنية لاتقل عن 10 أس (243) من السنوات، وهذا يزيد على بلايين أضعاف عمر الأرض، وهذا هو احتمال تكون جزيء واحد فقط من البروتين غير المتخصص•

7 ـ في العام 1962م، قاما عالما الكيمياء الحيوية > ماكولم ديكسون<، >أيدويب< بحساب احتمال تكون جزيء البروتين ذاتياً نتيجة مجرد التقاء جزيئات أحماض أمينية في مخلوط منها ـ وقد تبيَّن أن هذا الاحتمال لكي يتحقق يقتضي حجماً من مخلوط الأحماض الأمينية المعروفة يصل إلى أضعاف حجم الكرة الأرضية بمقدار 10 أس(50) ضعفاً كل ذلك لمجرد تكون جزيء بروتين واحد من النوع العادي غير المتخصص، أما احتمال تكون جزيء بروتين متخصص مثل > الهيموغلوبين<، فإن الحساب قد وصل إلى ضرورة توافر حجم من مخلوط الأحماض الأمينية لا يقل عن 10أس (512) ضعف حجم الكون كله• فما أروع قدرة الخالق سبحانه وتعالى الذي منح أجسامناً الحياة والقدرة على أن تبنى هذه الجزيئات بدقة بالغة ليلاً ونهاراً حتى ونحن نيام، حقاً ما أروع قدرة الخالق سبحانه وتعالى•

8 ـ وفي العام 1987م قام العالمان > والاس<، > سيمونس< بدراسة احتمال تكون جزيء بروتين متكون من 100 حامض أميني في ترتيب معين ـ ولما كانت الأحماض الأمينية المعروفة 20 حامضاً، فإن هناك 20 احتمالاً للحامض في الموضع الأول، وهكذا، وتصبح احتمالات شغل الأحماض المئة في جزيء البروتين = 20(100) = 1.25 * 10أس (130) أي احتمال في كل 10أس (130) احتمال.
وإذا أخذنا في اعتبارنا ملايين الجزيئات في ملايين الخلايا نجد أن الاحتمالات الإحصائية تقطع باستحالة البناء الذاتي بالمصادفة لتكوِّن جزيئاً بروتيناً واحد فضلاً عن الخلية الحية الكاملة•
وهكذا ثبت بقوانين الاحتمالات فضلاً عن قوانين الطاقة استحالة الافتراض الأول لنظرية التطور وهو أن الحياة نشأت مصادفة وتلقائياً•

طارق شفيق حقي
02/09/2018, 12:00 AM
من كتاب الاسلام فى مواجهة الايديولجيات المعاصرة للدكتور عبد العظيم المطعنى ص 132


ولد تشارلز داروين فى انجلترا يوم 12 فبراير 1809م وتوفى عام 1882م فهو من مفكرى القرن التاسع عشر الذى كان له اثر بعيد المدى فى تطور الفكر العلمانى فى القارة الاوربية وقتذاك .

وقد اصدر داروين كتابه (اصل الانواع) عام 1859م ، وذهب فيه الى ان انواع الاحياء –جميعا- وهى النبات والحيوان والانسان لم يخلق كل نوع منها خلقا مستقلا . بل كان لها اصل واحد هو الخلية البسيطة (البروتبلازم) ثم ظهر الحيوان الدودى ثم الشوكيات ثم النشويات . ثم ظهرت صور جديدة من الحيوان دل وجودها على وقوع انقلاب خطير فى سير الحياة واصبح لهذه الصورة حبل متين تدرج بواسطة التطور الى تكوين الفقار ، فوجدت الفقاريات واللافقاريات . ثم نشات البرمائيات كالضفادع ثم تدرج سلم التطور من البرمائيات الى الزواحف كالحيات . ومنها شات الطيور وذوات الثدى . ومن ذوات الثدى نشات القردة ومن القردة نشات البشريات او الانسان (1)


ويمضى داروين فى شرح نظريته فيرى ان الانواع وجدت على الطبيعة متاثرة بالظروف الخارجية المحيطة بها ، وانها –اى الانواع- اخذت تتطور عن طريق الصراع وطلبا للبقاء . وان الطبيعة كانت تبقى الاصلح وتزدرى غير الاصل وهذا هو ما يسمى مذهب النشوء والارتقاء ب (الانتخاب الطبيعى) اى اختيار الطبيعة لبقاء الاصلح وانقراض غيره من الدنايا .


وانت ترى ان التطور عند داروين بدا من نقطة هى (البروتويلازم) وهو الصورة البدائية للحياة . وانتهى عند نقطة هى (البشريات او الانسان) وانتهى داروين الى ان الانواهع الحالية على اختلافها يمكن ان تفسر باصل واحد او ببضعة اصول تمت وتكاثرت وتنوعت فى زمن مديد بمقتضى قانون (الانتخاب الطبيعى) او (بقاء الاصلح) وهو القانون اللازم من (تنازع البقاء) (2)


وداروين لم يكن اول من ذهب الى هذه الفكرة فقد قال بها قبله كثيرون ومنهم من عمم فكرة التطور هذه حتى شملت نوعى الكون وهما : المادة غير العضوية . والمادة العضوية بانواعها الثلاثة : النبات والحيوان والانسان وممن ذهب هذا المذهب (التطور العام فى العضويات وغير العضويات) هربرت سبنسر (1820-1903) وهو من معاصرى داروين . ومن قبل سبنسر هاملتون (1788-1856) وعمانويل كانت (1724-1804م)


فالفكرة كانت مطروحة قبل داروين وفى ايام حياته ، ولكن داروين تحاش القول بالتطور العام واقتصر على احد شقيه ، وهو تطور الكائنات العضوية . ولهذا الاختيار عند داروين سبب احسن استاذنا العقاد فى الحديث عنه او : الكشف عنه ، وخلاصة ما ذكره العقاد يفهم منه ان داروين صرف عن القول بالتطور العام خشية الوقوع فيما وقع فيه سبنسر والقائلون به لانهم صدموا بعدم معرفة الاصول الاولى المؤثرة فى تطوير الكون فلم يجروا على تفسيرها ولم يجرؤا على انكارها !

ولذلك ارتضى سبنسر ان يقف التطويرون العامون بالمعرفة الانسانية عند الاثار الظاهرة التى يدركونها ، وان يحجموا عما وراءها بما لا يدرك لا بالعقل ولا بالحواس . فالمعرفة الانسانية عند التطويريين العامين نوعان : نوع مدرك لانه ظاهر ونملك وسائل ادراكه ونوع غير مدرك مع انه موجود ولكننا لا نملك الوسيلة الموصلة اليه ؟!

النوع الظاهر هو المؤثرات الطبيعية فى الكائنات العضوية وهو ما اقتصر عليه داروين

اما النوع غير الظاهر فهو يتلخص فى هذا السؤال المزدوج :

(ماذا خارج الكون كله يرجع اليه تطور الكون منذ البداية الاولى ؟ وكيف يتفق القول بالتطور والقول بالابدية التى لا اول لها ولا اخر اذا قيل ان الكون موجود بلا ابتداء ولا ختام ؟)(3)


وهذه وقفة ناقدة وذكية تمدح للاستاذ العقاد . وارجو من القارىء ان يحتفظ بها ريثما نعود بعد قليل .

ومن المستحسن بعد ان بينا فى ايجاز محور نظرية داروين ان نعرض لصلتها بالفكر العلمانى وتطوره من خلال اثارها على العقل والثقافة فى اوربا بعد ذيوعها .




اثر الداروينية فى القارة الاوربية :

أولا : عند العلماء :


انساق فريق من علماء وراء بهرج هذه النظرية وتعصب لها ايما تعصب فهذا جيمس جنز يقول عنها : (ان فى عقولنا تعصبا يرجح التفسير المادى للحقائق)(4)

ويقول سير ارثر كيث (ان نظرية النشوء والارتقاء غير ثابتة علميا ، ولا سبيل الى اثباتها بالبرهان ، ونحن لا نؤمن الا بها الا لان الخيار الوحيد –بعد ذلك- هو الايمان بالخلق المباشر ؟. وهذا مالا يمكن حتى التفكير فيه .


فتامل –عزيزى القارىء- هذا القول المتعسف . فارثر كيث يعترف بكل وضوح ان نظرية داروين لا يمكن اثباتها علميا وان اثباتها عن طريق البرهان ايا كان مصدره علميا او عقليا مستحيل .


وهذا الاعتراف كاف فى اسقاط النظرية لو كان السير كيث ممن يعقلون ؟!


ولكنه يصرح بضرورة الايمان بها اضطرارا .. ولاى سبب يا ترى ؟! ان السبب افصح عنه الكاتب : انه الفرار من الايمان بالخلق الخاص المباشر . وهذا الايمان –يقود الى الايمان بالله العظيم خالق كل شىء. ولذلك فر منه السير كيث وارتمى فى اوهام الداروينية كما ترى ؟!


الى هذا الحد الزرى الغى السير كيث عقله ؟ ومن اجل اى شىء ؟ من اجل اختيار الكفر والالحاد . فرارا من الايمان بالخالق العظيم المدبر .


ثانيا : عند عامة الناس :


تركت نظرية داروين فى المحيط العام الاوربى اثارا سيئة للغاية وماتزال اوربا غارقة الى الاذقان فى اثار الداروينية فى الاعتقاد والسلوك حتى ولو كانت غير ملاحظة عند التطبيق ، ومن ابرز اثارها السيئة ما ياتى :


1- خلق موجة من الالحاد وبلبلة الاذهان والكفر بما ورد فى الكتاب المقدس من قصة خلق ادم وحواء . واعتقاد ان الجنة التى كانا فيها وهم من الاوهام .

2- نفى الغاية والقصد : كانت التعاليم الدينية تعد الناس بحياة اخرى يجازى فيها المحسن على احسانه والمسىء على اساءته . فجاءت الداروينية تقول لهم : انهم ثمرة من ثمار تطور الطبيعة ، ولم يخلقهم اله لعبادته فيجازى المحسن بالاحسان والمسىء بالاساءة . واصبح من العبث الايمان بان الانسان مخلوق لغاية وقصد فالطبيعة هى الخالقة وهى لا تريد ان تعبد وليس عندها ثواب ولا عقاب .


وقد زاد هذه النكسة اقوال العلماء المرجحة للنظرية . فهذا جوليان هلكسلى يقول : (من المسلم به ان الانسان فى الوقت الحاضر سيد المخلوقات ، ولكن قد تحل محله فى السيادة) القطة او الفار (6)


ونتج عن هذا كله ان فقد كثير من الناس الثقة فى الحياة واصيبوا بذهول قاتل لان الانسان انما يعيش بالامل ويحيا من اجل غاية اسمى ومقصد حسن يثير لديه كل الطاقات .


3- تولد شعور عند الناس بان الانسان حيوان لا غاية له ولا هدف يسعى اليه . فماذا يفعل –اذن- وقد اهتز ايمانه بفكرة الخالق المدبر المطلع على السراء . وقيل له : ان خالقه هو المادة ، وقوانينها هى النافذة فيه وهو لا يرى فى المادة الا الصمت المطلق والعجز المطلق .

4- وتولد عن الداروينية فكرة التطور غير المقيد باية ضوابط عدا تحكم الطبيعة غيرالعاقلة التى تخبط –كما يقول داروين نفسه- خبط عشواء . فعملية الخلق الطبيعية عملية حتمية لا تدبير فيها ، والتطور نفسه قلق مضطرب ، فليس بعيد ان يهود الانسان قردا او ضفدعة او ما شئت من الكائنات الدنيا !

ولذلك ظهرت الاباحية والتفسخ الخلقى وعبادة الملذات قبل فوات الاوان ما دام الانسان لا يرى فى الكون حقيقة ثابتة . بل الاشياء رهينة التطور المزعوم .



الدفاع عن الالحاد :


وقد تطوع كثير من المفكرين الحالمين بزوال الايمان بالله ، بالدفاع عن العلمانية والالحاد ممثلا فى نظرية داروين . يقول لوبون :

(ان الزمان اله لانه هو الذى يولد المعتقدات ، فينميها ثم يميتها .. ان الزمان هو صاحب السيادة الحقيقية فينا وما علينا الا ان نتركه يعمل لنرى كل شىء يتحول ويتبدل (7)

ويقول جون لويس : (نظرية التطور والارتقاء لا تستبعد قوى ما فوق الطبيعة من عملية الخلق فحسب . بل تضع بدل هذه القوى تطور الحياة الطبيعى وقد كان هذا تجديدا مدهشا) (8)

جون لويس –سعيد جدا- لان نظرية داروين لم تكتف بابعاد قوى ما فوق الطبيعة (من عملية الخلق فحسب ولكنها جاءت بالبديل عنها وهو تطور الحياة الطبيعيى المستغنى عن قوة اخرى تؤثر فيه ؟!


ويرجح جوته عوامل استقاء النظرية الى اسباب علمية مادية بحتة فيقول : (ان الدلائل فى تاييد المذهب المادى قد اتت فى الغالب من ثلاثة مصادر : علم الاحياء وعلم النفس والفيزياء ) هذه النظرية قوت الصلة بين النظر القاصر والتفكير الفطير وبين الاغترار بالعلمانية وانها كافية فى تفسير ظواهر الكون واسراره فلا حاجة اذن الى الايمان بالله . اذ لم تدع الى هذا الايمان ضرورة فيما بدا لهم وقتذاك .


دور اليهود فى ذيوع النظرية :


لذيوع نظرية داروين عدة عوامل كالصراع بين الدين والعلم ، وتقلص الفكر الكنسى ، وعنف الثورة الصناعية التى مسخت صورة الحياة فى اوربا وشيوع الاباحية وزعزعة القيم الفاضلة .


ولكن عاملا اخر خطيرا اخذ على عاتقه مهمة الترويج لهذه النظرية لكل وسيلة ممكنة .


يفصح لك عن هذا قول اليهود :

(لا تتصوروا ان تصريحاتنا كلمات جوفاء . ولاحظوا –هنا- ان نجاح داروين وماركس ونيتشه قد رتبناه من قبل . والاثر غير الاخلاقى لاتجاهات هذه العلوم فى الفكر الاممى سيكون واضحا لنا على التاكيد (9)


اليهود ليسوا وراء نظرية داروين فحسب ، بل وراء كل فكر مادى مدمر . فهم وراء ماركس وماديته الجدلية (الشيوعية) ووراء نيتشه فى تمرده على حقائق الايمان(10) ووراء فرويد فى تقديس الجنس . وراء كل فكر ملحد


واليهود لهم هدف خطير فى مثل هذه المذاهب لانهم يحلمون بالسيطرة على العالم . وهى غير ممكنة الا بعد وقوع انتكاسات فى العالم فى مقدمتها تدمير العقائد الدينية ونشر الاباحية وترويج الدعايات للجنس والملذات الرخيصة وتفكيك النظم الاجتماعية والسياسية والاسرية وعلمنة الثقافة والفن والاخلاق والامميون : كلمة يطلقها اليهود على من ليس يهوديا . مسلمين ونصارى وغيرهم من شعوب الارض .


وخلاصة القول فى نظرية داروين :


انها نظرية وان بناها على قواعد علمية –فهى ظنية لاتؤدى الى يقين . وداروين نفسه لم يجزم بصحة مدعياته ، ولذلك تردد كثيرا فى اعلانها تحسبا لما سيكون لها من ردود فعل عنيفة .

ان داروين كان ماديا صرفا ووقع فيما وقع فيه الحسيون من بين يديه ومن خلفه .

ان الايمان بالله والتصديق بنظرية داروين لا يجتمعان فى قلب رجل واحد ابدا لان مدعيات داروين فيها تكذيب صارخ بالخبر الصادق الذى جاء به وحى الله الامين .

هذا وبعرض نظرية داروين على الاسلام يظهر للقارىء بطلانها وزيفها من اقصر الطرق .

---------------

(1) اصل الانواع بتصرف . نقلا عن (موقف الاسلام من نظرية ماركس)

(2) الاسلام والفكر المادى د. احمد الشاعر

(3) الانسان فى القرآن الكريم .ط : دار الهلال

(4) عالم الاسرار لجيمس جنز (189) انظر الاسلام يتحدى (39)

(5) مذهب النشوء والارتقاء (6) نقلا عن الاسلام يتحدى (40)

(6) معركة التقاليد (159)

(7) روح الجماعات (103 – 105)

(8) نظرية التطور واصل الانسان (11)

(9) بروتوكولات حكماء صهيون 106

(10) انظر فى نيتشه : قصة الفلسفة 507 وكانت له اراء جرئية طائشة فى الدين والاخلاق ونظام الحكم. ثم اصيب بالجنون والعمى فى اخر حياته ومات سنة 1900 وهو مجنون ؟!


يتبع

طارق شفيق حقي
02/09/2018, 12:01 AM
موقف الاسلام من نظرية التطور


التطور ثلاثة انواع :

تطور فى طبيعة الخلق وتولد الانواع والكون من القلة الى الكثرة ومن البساطة الى التركيب . وتولد انواع من انواع وهو التطور العام فى غير العضويات وفى العضويات . على مذب هاربرت سبنسر واصحابه .

تطور بالمعنى المذكور ولكنه مقصور على الكائنات العضوية الثلاثة : النبات والحيوان والانسان كما يرى تشارلز داروين ومشايعوه

تطور من البدائية الى التحضر ومن الجهل الى العلم ومن الفردية الى الاجتماع ومن السذاجة الى الذكاء والفطنة مع ان كل نوع من انواع المخلوقات مخلوق خلقا مستقلا مباشرا بقدرة الله وارادته وتدبيره .


هذه انواع ثلاثة من صور التطور . الاسلام يقر بواحدة منها وهو الثالث ويرفض الاول والثانى لانهما يسعيان الى اضفاء صفة الاستقلال الطبيعى فى الخلق والتطوين . فالطبيعة تحل –ارادوا ام لم يريدوا- محل الله !!


والتط

ور الذى ذهب اليه داروين قد حط فيه من قدر الانسان فالانسان فى الاسلام مخلوق كريم قد فضله الله على كثير من خلقه .


وادم ابو البشر قد جاء صريح القرآن ببيان قصة خلقه من تراب خلقا مستقلا لم يكن نتيجة لتطور انواع كما زعم داروين .


اما حواء ام البشر فقد خلقها الله من نفس ادم عليه السلام . وبث منهما لا من غيرهما رجالا كثيرا ونسائ وارسل اليهم رسلا مبشرين ومنذرين والله قد خلق ادم يوم خلقه على الصورة التى نرى ذريته عليها ، صورة (فى احسن تقويم) كما جاء فى القرآن الكريم ويقول الله مخاطبا الانسان (يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم ؟ الذى خلقك فسواك فعدلك)

ويقول سبحانه (وصوركم فاحسن صوركم)

وفى الحديث الشريف : (ان الله خلق ادم على صورته) ولهذا الحديث معنيان عند العلماء كلاهما يعليان من قدر الانسان . احدهما وهو الذى نميل اليه : ان الله خلق ادم يوم خلقه على نفس الصورة التى وجد بها وتوارثها عنه بنوه ومعنى هذا ان ادم او الانسان عموما لم يمر بمراحل فى الخلقه طورا بعد طور على النحو الذى لهج به داروين ومتابعوه . ويكون -على هذا- هذا الحديث كانه رد موجه قصدا الى مدعيات داورين وهو –كذلك- لمحة من الاعجاز النبوى الذى كان فيه –عليه السلام- لا ينطق عن اهوى ان هو الا وحى يوحى . وكم من الغيبيات التى المح اليها عليه السلام بالهام من ربه فجاءت كفلق الصبح .


فالمسلم لا يحتاجالى عقيدة فى الانسان غير العقيدة التى جاء بها القرآن هذه العقيدة القرآنية تجىء العقائد ثم تذهب اشبه ما تكون بموديلات الموضة وهى ثابتة لا تزول ولا تتبدل ولا تخضع للطوارىء والتغيرات ، لانها خبر صادق حكى الواقع فى امانة وصدق . بينما كل عقيدة بديلة تقوم على الاوهام حينا والتخمينات حينا اخر . والخبر الصادق لا يقبل النفى . وكل من حاول نفيه ركب متن الشطط وتاه فى ضلال الاوهام .


ويكفى فى مذهبى التطور العام والخاص انهما احيطا باخطر المشكلات التى قد استعصت على الحلول ، ولن يزال ذلك شانها الى الابد .


فقد راينا هاربرت سبنسر وهيوم وهما من القائلين بالتطور الطبيعى العام قد صدما بالاصول الاولى التى حدث عنها التطور . واكتفى سبنسر ان يقسم المعارف الانسانية قسمين كبيرين كما مر . احدهما يتعلق بالاصول الاولى واعتذر سبنسر بانها تدرك ولا تعرف لاننا لم نزود بوسائل تمكننا من معرفتها وما اكثر الاشياء التى يحس بها الانسان ثم لا يعرف كنهها .


والاصول الاولى هذه كثيرا ما يطلق عليها اصحاب مذهب التطور العام : القوى التى هى فوق الطبيعة . وبعضهم يطلق عليها (القوة الحيوية) هكذا على الابهام . وكانت الحقيقة على طرف التمام منهم لو طلبوها . فالمجهول الذى اطلقوا عليه : القوى التى فوق الطبيعة او القوى الحيوية انما هو الله لو كانوا يعقلون .


وهروب داروين نفسه من القول بالتطور الطبيعى العام كان مبعثه –كما تقدم- فراره من ان يجد نفسه وجها لوجه امام قوى ما فوق الطبيعة او القوة الحيوية التى تقود التطوريين جميعا لحتمية الايمان بالله خال الكائنات .


وهروب داروين الى القول بالتطور الخاص فى العضويات دون التطور العام لم يتجه من الوقوف امام نفس المشكلة التى صدم بها سبنسر ، لان قسيم داروين فى القول بالتطور العضوى افصح فى وضوح ان وراء هذا التطور قوة مدبرة . وكان هذا الافصاح سببا فى ان يختفى الفريد رسل والاس قسيم داروين من التاريخ ، وان ينسب مذهب التطور الى داروين وحده . لان ذلك يوافق مذهب اليهود والعلمانيين حيث انتهى الى الالحاد وهو المطلوب عندهم .


اما ما انتهى اليه الفريد راسل والس فانه يمهد الطريق –بحق- الى الايمان بالله . والايمان بالله اعدى اعداء اليهود والعلمانيين على حد سواء وارجو ان يستحض القارىء الكريم ما نقلناه –قبلا- عن السير ارثر كيث حيث جزم بان نظرية داروين لا تثبت علميا ولا عن طريق برهان . وهذا حق وصواب ولكن ارثر كيث مع هذا الفهم يفرض على نفسه قبول نظرية داروين لا لا نها صحيحة او ممكنة الوقوع ولكن لانها البديل عن الايمان بالله .


ونختم جولتنا مع الداروينية بكلام لداروين نفسه حول نظريته هذه ولنا عليه تعقيب قصير :


(ان ارائى الخاصة لا خطر فيها ولا تعنى احدا غيرى . ولكنك سالتنى فاسمح لنفسى ان اقول : اننى متردد ولكننى فى اقصى خطوات هذا التردد لم اكن قط ملحدا بالمعنى الذى يفهم منه الالحاد على معنى انه انكار لوجود الله . واحسب ان وصف اللاادرى يصدق على فى اكثر الاوقات –لافى جميعها- كذا تقدمت بى الايام(1)


تعقيب :

يفهم من هذا الكلام ان داروين لم يكن يجزم بمدعيات نظريته وانه لم يقصد بها انكار وجود الله . كما يفهم منه انه كلما تقدم به السن علا عنده جانب التردد على جانب الاعتقاد . انه يفضل ان يصف نفسسه باللاادرية اذن فقد كان الرجل فى اخر حياته كما يفهم من كلامه انه لا ادرى .


وهذا ما حمل العقاد على ان يقول فى مواضع متعددة من كتبه ان داروين لم يكن ملحدا .


ويرى الاستاذ يوسف كرم ان داروين انما نظاهر بنفى الالحاد عن نفسه مجاراة للراى العام ، وانه انتهى فى اخر حياته الى القول بام المسالة التى خاض فيها تسمو فوق مستوى العقول (2)


ومعن هذا ان داروين خرج من الحياة غير واثق كل الثقة بمدعيات نظريته . واعترافه بان المسالة فوق مستوى العقول اعتراف منه بالقوى التى هى فوق الطبيعة او القوة الحيوية . وعنى هذا –مرة اخرى- ان الحلقة المفقودة فى مباحث التطوريين ، وهو دليل الايمان الصادق بالله قهرت انصار التطور الطبيعى المادى ، فما كان منهم من احد الا ووجد الطريق امامه مغلقا وكان مفتاحه فى ايديهم لو ارادوا ان يفتحوه وليس ذلك المفتاح شيئا غير الاعتراف بالخالق العظيم الذى يسجد له من فى السماوات ومن فى الارض طوعا او كرها .


ومصير داروين هو مصير كل العلمانيين الذين يزعمون ن العلم المادى قادر على الشرح والايضاح وكشف العلل والاسباب التى وراء هذا الكون. خيبة الامال وانغلاق الطريق هو عاقبة كل عالم جاهل وكل عاقل متمرد .


ورحم الله استاذنا العقاد اذ يقول :

(ان القرن العشرين لم يضع الانسان فى موضع اكرم له واصدق فى وصفه من موضعه عند اهل القرآن بين خلائق الارض والسماء . وبين امثاله من ابناء ادم وحواء . موضعه بين خلائق الارض والسماء انه المخلوق المميز الذى يهتدى بالعقل فيما علم . وبالايمان فيما خفى عليه وموضعه بين بنى ادم وحواء انهم اخوة من عشيرة واحدة اكرمها من كرم بما يعمل ويجتنب من سوء ، وافضلها من له فضل بما كسبه وما اتقاه لا يدان بعمل غيره ، ولا ينجو من وزره بغير عمله)(3)


ثم ختم الاستاذ العقاد هذا الكلام بكلام رب العالمين

(تلك امة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ، ولا تسالون عما كانوا يعملون)



-------------

(1) عقائد المفكرين فى القرن العشرين 56 الاستاذ عباسا لعقاد - ط. الانجلو

(2) تاريخ الفلسفة الحديثة 241

(3) الانسان فى القرآن الكريم 177

طارق شفيق حقي
02/09/2018, 12:01 AM
أكبر جينوم نباتي يتحدي نظرية التطور وتطور الحياة
==============================
أكتشف مجموعة من الباحثين أكبر جينوم نباتي يتكون من 150 بليون زوج من القواعد النيتروجينية لنبات يسمي Paris japonica ويعتبر أكبر جينوم مكتشف حتي الآن بالنسبة لحقيقيات النواة وأكبر 50 مرة من الجينوم البشري ويعتبر لأول مرة تظهر في النباتات معا صفة الناقلات الجينية transposons والشلل الريبوزي RNA وإعادة التركيب النووي DNA وهذا نوع من التعايشي السلمي بين الجينات المختلفة المضادة داخل نواة واحدة وقد تمكن الباحثين من فهم سبب التضخم الكبير للجينوم الخاص بالنباتات بعكس الثدييات أو الخلايا الحيوانية ويرجع إلي مايسمي بالناقلات الجينية التكرارية MITE ويتسأل البعض لماذا بالرغم من حدوث هذا النوع من التضخم الجيني الا أنه لا يحدث أي تعطيل في الترجمة الجينية مما يعكس في النهاية الوظيفة العضوية للنبات وذلك أن عملية التضخيم أو التكرار الجيني تحدث في منطقة قريبة من منطقة الأكسون exons وبالتالي تتجنب منطقة الأكسون نفسها وبالتالي تمنع من حدوث أي عطب جيني وأكتشف العلماء أن هذه الصفة التكرارية تحدث أيضا في الحيوانات والأنسان وهو السبب في التنوع المناعي للخلايا المناعية لإنتاج 20 نوع مختلف من الأجسام المناعية أي حوالي إنتاج 2 مليون جسم مضاد لمقاومة أي عدوي لجسم الأنسان وفي النهاية أيضا التنوع الوراثي بين البشر الذي يرجع في الأساس إلي التهجين الوراثي وليس المضاعفة الوراثية.

http://www.the-scientist.com/?articles.view%2FarticleNo%2F38729%2Ftitle%2FGenom es-Gone-Wild%2F
(http://www.the-scientist.com/?articles.view%2FarticleNo%2F38729%2Ftitle%2FGenom es-Gone-Wild%2F)References (http://www.the-scientist.com/?articles.view/articleNo/38729/title/Genomes-Gone-Wild/#)




J. Pellicer et al., “The largest eukaryotic genome of them all?” Bot J Linn Soc (http://onlinelibrary.wiley.com/doi/10.1111/j.1095-8339.2010.01072.x/abstract), 164:10-15, 2010.
E. Ibarra-Laclette et al., “Architecture and evolution of a minute plant genome,” Nature (http://www.nature.com/nature/journal/v498/n7452/full/nature12132.html), 498:94-98, 2013.
N. Jiang et al., “An active DNA transposon family in rice,” Nature (http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/12520302), 421:163-67, 2003.
K. Naito et al., “Unexpected consequences of a sudden and massive transposon amplification on rice gene expression,” Nature (http://www.nature.com/nature/journal/v461/n7267/abs/nature08479.html), 461:1130-34, 2009.
J.A. Tate et al., “Synthetic polyploids of Tragopogon miscellus and T. mirus (Asteraceae): 60 Years after Ownbey’s discovery,” Am J Bot (http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/21628250)., 96:979-88, 2009.
P.A. Christin et al., “Adaptive evolution of C(4) photosynthesis through recurrent lateral gene transfer,”Curr Biol (http://www.cell.com/current-biology/abstract/S0960-9822%2812%2900084-X), 22:445-49, 2012.
M.M. Guisinger et al., “Genome-wide analyses of Geraniaceae plastid DNA reveal unprecedented patterns of increased nucleotide substitutions,” PNAS (http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/19011103), 105:18424-29, 2008.
A.O. Richardson et al., “The “fossilized” mitochondrial genome of Liriodendron tulipifera: ancestral gene content and order, ancestral editing sites, and extraordinarily low mutation rate,” BMC Biol (http://www.biomedcentral.com/1741-7007/11/29), 11:29, 2013.

طارق شفيق حقي
02/09/2018, 12:02 AM
يحلو للتطوريين دوماً (وخاصة المبتدئين منهم) أن يذكروا أن كل شيء في النظرية (يسير على ما يرام)، وأن النسخة الحديثة من الداروينية (أو النظرية التركيبية الحديثة المعتمدة على الطفرات والانتخاب الطبيعي) قد قامت بتفسير التطور أفضل تفسير !!
ثم لا ينسى أن يكرر لك عبارتهم الشهيرة :
أن 99% من العلماء يؤيدون التطور !!
فهل هذه الادعاءات صحيحة ؟!

من جديد : سنرى حقيقة ذلك من كلام التطوريين أنفسهم : ومن داخل أشهر مؤتمراتهم !! ففي نوفمبر الماضي 2016م عقدت الجمعية الملكية مؤتمراً بعنوان (اتجاهات جديدة في البيولوجيا التطورية) New Trends in Evolutionary Biology حيث ألقى الكلمة الافتتاحية في المؤتمر أحد أشهر علماء البيولوجيا التطورية المعاصرين وهو البروفيسور النمساوي (جيرد مولر) Gerd B. Muller بروفيسور الأحياء النظرية بجامعة فيينا بأوستريا. وهي الكلمة التي لم يتم نشر نصها إلا في شهر أغسطس 2017م !! وكان عنوانها :
(لماذا أصبح ضرورياً التعديل في النظرية التركيبية التطورية) ؟
Why an extended evolutionary synthesis (EES) is necessary
هذا رابط مباشر تنزيل ملف pdf للكلمة (11 صفحة بالمراجع) :
http://rsfs.royalsocietypublishing.org/…/5/20170015.full.pdf
وسوف ننقل لكم ترجمة لبعض أهم ما قاله الرجل من اعترافات ثمينة (وهي صدمات للتطوريين الحالمين في عالم آخر لا يدرون بحجم الانتقادات العلمية والتجريببية لخرافة التطور الكبير Macro وعدم جدوى استمرار التزييف العلمي من وصف التكيف والتأقلم بالتطور الصغير Micro)
وسوف نضع النص الإنجليزي كاملا أولا ثم الترجمة .. وذلك تحسباً لأي تعديلات أو حذف للورقة مستقبلا
------------------
1-
يقول جيرد مولر في الصفحة 2 عن الوضع الجدلي الحالي حول التطور :
A rising number of publications argue for a major revision or even a replacement of the standard theory of evolution [2–14], indicating that this cannot be dismissed as a minority view but rather is a widespread feeling among scientists and philosophers alike.
الترجمة :
"ولذلك، فإن هناك أعداد متزايدة من الدراسات التي تدعو إلى إجراء تنقيح كبير أو حتى استبدال كامل لنظرية التطور القياسية، مما يشير إلى أن هذا التوجه لا يمكن رفضه باعتباره وجهة نظر أقلية، بل هو شعور واسع الانتشار بين العلماء والفلاسفة على حد سواء " !!
هل لاحظتم :
" شعور واسع الانتشار بين العلماء والفلاسفة " !!
ثم لا زالوا يكررون لك : 99% من العلماء يؤيدون التطور !!
-------------------
2-
ويواصل جيرد مولر من نفس الصفحة 2 قائلا :
Indeed, a growing number of challenges to the classical model of evolution have emerged over the past few years, such as from evolutionary developmental biology [16], epigenetics [17], physiology [18], genomics [19], ecology [20], plasticity research [21], population genetics [22], regulatory evolution [23], network approaches [14], novelty research [24], behavioural biology [12], microbiology [7] and systems biology [25], further supported by arguments from the cultural [26] and social sciences [27], as well as by philosophical treatments [28–31]. None of these contentions are unscientific, all rest firmly on evolutionary principles and all are backed by substantial empirical evidence
الترجمة :
" في الواقع، ظهرت على مدى السنوات القليلة الماضية أعداد متزايدة من التحديات للنموذج الكلاسيكي للتطور في مجالات عدة، مثل بيولوجيا النمو التطورية، والوراثة فوق الجينية، وعلم وظائف الأعضاء، وعلم الجينوم، وعلوم البيئة، وعلم الوراثة السكانية، والتطور التنظيمي، والنظم الشبكية، ودراسات ظهور الصفات المستحدثة، وعلم الأحياء السلوكي، وعلم الأحياء المجهرية، وبيولوجيا النظم، مدعومة أيضا بالكثير من الحجج من العلوم الثقافية والاجتماعية، فضلاً عن المعالجات الفلسفية. لا شيء من هذه الادعاءات غير علمي ! وكل هذه الادعاءات مؤسسة حول المبادئ التطورية وكلها مدعومة بأدلة تجريبية كثيرة." !!
أقرأتم ماذا قال عن هذه التحديات :
" وكل هذه الادعاءات مؤسسة حول المبادئ التطورية وكلها مدعومة بأدلة تجريبية كثيرة " !!
ثم لا زالوا يصفون كل ما ينتقد خرافة التطور والصدفى والعشوائية بـ (العلم الزائف) !!
----------------
3-
ويقول جيرد مولر في نفس الصفحة 2 عن رد فعل العلماء التطوريين أمام تلك التحديات للأسف :
Sometimes these challenges are met with dogmatic hostility, decrying any criticism of the traditional theoretical edifice as fatuous [32], but more often the defenders of the traditional conception argue that ‘all is well’ with current evolutionary theory, which they see as having ‘co-evolved’ together with the methodological and empirical advances that already receive their due in current evolutionary biology [33]. But the repeatedly emphasized fact that innovative evolutionary mechanisms have been mentioned in certain earlier or more recent writings does not mean that the formal structure of evolutionary theory has been adjusted to them.
الترجمة :
" غير أنه بعض الأحيان، تتم مواجهة هذه التحديات بنوع من "العداء العقائدي"، الذي يحاول مهاجمة وتفكيك أي انتقاد للمعبد النظري التقليدي باعتباره "طرحاً هزلياً"، وفي كثير من الأحيان يدافع المدافعون عن المفهوم التقليدي بأن "كل شيء على ما يرام" مع النظرية التطورية الحالية التي يرون أنها تسير جنباً إلى جنب مع الإطار المنهجي والتجريبي الذي يحظى باحترامهم في البيولوجيا التطورية بشكلها الحالي. ولكن الحقيقة التي تم تأكيدها مرارا وتكرارا أن الآليات التطورية التي ذكرت في بعض الكتابات السابقة أو الحالية لا تعني بالضرورة أن يتم وضع الهيكل الرسمي للنظرية التطورية ليناسب تلك الكتابات فقط " !!
والحقيقة :
كلام لن نجد مثله عند المدافعين (بعمى) عن خرافة التطور للأسف !! المشكلة أنه داخل الإطار المادي (أي المستبعد لأي ذكر أو تدخل إلهي) : فلن يجد هؤلاء إلا خرافة التطور كتفسير وحيد للحية والكائنات الحية .. هي اللاعب الوحيد على الساحة كما قال الفيلسوف ألفن بلانتنجا .. فكيف يتخلون عنه أو يقبلون نقده وليس وراءه إلا الاعتراف بوجود خالق (أو مصمم ذكي بحسب نظرية التصميم الذكي بغض النظر عن ماهيته) ؟
---------------
4-
ويزيد الأمر وضوحا جيرد مولر في الصفحة 8 بخصوص ردود أفعال التطوريين من دافع معرفتهم بورطتهم العلمية مع عدم وجود أي دليل تجريبي حقيقي على التطور الكبير (بعكس التكيف الذي أسموه زورا وبهتانا بالتطور الصغير) :
A subtler version of the this-has-been-said-before argument used to deflect any challenges to the received view is to pull the issue into the never ending micro-versus-macroevolution debate. Whereas ‘microevolution’ is regarded as the continuous change of allele frequencies within a species or population [109], the ill-defined macroevolution concept [36], amalgamates the issue of speciation and the origin of ‘higher taxa’ with so-called ‘major phenotypic change’ or new constructional types. Usually, a cursory acknowledgement of the problem of the origin of phenotypic characters quickly becomes a discussion of population genetic arguments about speciation, often linked to the maligned punctuated equilibria concept [9], in order to finally dismiss any necessity for theory change. The problem of phenotypic complexity thus becomes (in)elegantly bypassed. Inevitably, the conclusion is reached that microevolutionary mechanisms are consistent with macroevolutionary phenomena [36], even though this has very little to do with the structure and predictions of the EES. The real issue is that genetic evolution alone has been found insufficient for an adequate causal explanation of all forms of phenotypic complexity, not only of something vaguely termed ‘macroevolution’. Hence, the micro–macro distinction only serves to obscure the important issues that emerge from the current challenges to the standard theory
الترجمة :
" وهناك نسخة كذلك أكثر تعنتاً من هذه - وهي استخدام حجة "لقد تم ذكر ذلك من قبل" والتي تستخدم لتحويل أي تحديات تجاه الرؤية التي يتم استقبالها إلى جدال لا ينتهي حول (التطور الصغروي ضد التطور الكبروي). فبينما يعتبر "التطور الصغروي" هو التغير المستمر في ترددات الأليل داخل الأنواع أو السكان (توضيح : الأليل هو مكان الجين على الكروموسوم)، فإن مفهوم التطور الكبروي يظل غير محدد ويقوم بدمج مسألة الانتواع مع مسألة أصل "الأصناف الرئيسية" مع ما يسمى "بالتغيرات الظاهرية الرئيسية" أو نشوء البنى الجسمية الأساسية.
وعادة ما ينقلب الاعتراف الصريح بمشكلة أصل السمات الظاهرية سريعاً إلى مناقشة حجج الوراثة السكانية حول الانتواع، وغالبا ما تكون تلك المناقشة مرتبطة بإقحام مفهوم التوازن النقطي (توضيح : التوازن النقطي هي إحدى الأفكار المطروحة لتفسير عدم وجود حفريات بينية بصورة كثيرة ومتدرجة بين الأنواع وظهور الأنواع فجأة في السجل الحقري) وذلك من أجل الوصول في النهاية إلى إلغاء أية ضرورة لتغيير النظرية.
وبهذا يتم تجاوز مشكلة التعقيد البنائي بشكل أنيق. وفي النهاية، فلا مفر لهؤلاء من محاولة التوصل إلى استنتاج مفاده أن آليات التطور الصغروي تتسق مع التطور الكبروي، على الرغم من أن هذه الآليات ليس لها علاقة تذكر بتطوير الهيكل البنائي للنظرية وتنبؤاتها. القضية الحقيقية هنا هي أن التطور الجيني وحده غير كاف لإعطاء تفسير سببي مناسب لظهور التعقيد في السمات الظاهرية، ناهيك عن جعله جزءاً من شيء غامض يطلق عليه "التطور الكبروي". ومن ثم، فإن التمييز بين التطور الصغروي والكبروي لن يؤدي إلا إلى محاولة إخفاء المسائل الهامة التي تنشأ عن التحديات الراهنة التي تواجه النظرية التطورية القياسية " !!
لا تعليق
-----------------
5-
ونختم مع هذا النقل المطول من كلام جيرد مولر من الصفحة 3 : ونرجو الانتباه لما سيقوله في آخره :
As can be noted from the listed principles, current evolutionary theory is predominantly oriented towards a genetic explanation of variation, and, except for some minor semantic modifications, this has not changed over the past seven or eight decades. Whatever lip service is paid to taking into account other factors than those traditionally accepted, we find that the theory, as presented in extant writings, concentrates on a limited set of evolutionary explananda, excluding the majority of those mentioned among the explanatory goals above. The theory performs well with regard to the issues it concentrates on, providing testable and abundantly confirmed predictions on the dynamics of genetic variation in evolving populations, on the gradual variation and adaptation of phenotypic traits, and on certain genetic features of speciation. If the explanation would stop here, no controversy would exist. But it has become habitual in evolutionary biology to take population genetics as the privileged type of explanation of all evolutionary phenomena, thereby negating the fact that, on the one hand, not all of its predictions can be confirmed under all circumstances, and, on the other hand, a wealth of evolutionary phenomena remains excluded. For instance, the theory largely avoids the question of how the complex organizations of organismal structure, physiology, development or behavior — whose variation it describes — actually arise in evolution, and it also provides no adequate means for including factors that are not part of the population genetic framework, such as developmental, systems theoretical, ecological or cultural influences
الترجمة :
" كما يمكننا أن نلاحظ من المبادئ المذكورة، فإن نظرية التطور بشكلها الحالي موجهة في الغالب نحو تفسيرات جينية للتغير، وباستثناء بعض التعديلات الدلالية الطفيفة، لم يتغير هذا على مدى العقود السبعة أو الثمانية الماضية. ومهما كانت الضرورة تدفع إلى مراعاة عوامل أخرى غير تلك المقبولة تقليديا، فإننا نجد أن النظرية كما وردت في الدراسات الموجودة تركز على مجموعة محدودة من التفسيرات التطورية.
تعمل النظرية بشكل جيد "فقط" فيما يتعلق بالقضايا التي تركز عليها، موفرة تنبؤات قابلة للاختبار وقابلة للتأكد في نطاق الاختلاف الجيني في الأجيال الحالية، وفي نطاق الاختلاف التدريجي والتكيفي في الصفات الظاهرية وفي بعض الخصائص الجينية للأنواع. وإذا توقفت النظرية عن التفسير هنا (يقصد في نطاق دراسة التكيفات الحالية في الأنواع)، فلن يكون هناك خلاف.
غير أنه قد أصبح من المعتاد في البيولوجيا التطورية أن تقوم بأخذ مفاهيم الوراثة السكانية كتفسير مميز يصلح لتفسير جميع الظواهر التطورية. هذا الاتجاه يستبعد حقيقة أنه من ناحية لا يمكن تأكيد كل تنبؤات الوراثة السكانية في جميع الظروف، ومن ناحية أخرى يستبعد حقيقة أنه لا تزال هناك ثروة من الظواهر التطورية التي يتم استبعادها!
فعلى سبيل المثال، تتجنب النظرية إلى حد كبير مسألة كيفية نشوء النظم المعقدة للبنى الحيوية أو وظائف الأعضاء أو تطور السلوك - الذي يصفه الاختلاف التطوري - ، كما أن النظرية لا توفر وسائل كافية لاعتبار العوامل التي ليست جزءا من الإطار الجيني للسكان، مثل التنموية، والنظم النظرية، والتأثيرات البيئية أو الثقافية."
ونكتفي بهذا القدر ...
إعداد : أشرف قطب

طارق شفيق حقي
13/08/2019, 12:06 AM
النقد العلمي لفرضيات التطور :

يبني التطوريون أسس ونتائج دراستهم على مجموعة من الطرق المعرفية التي " يظنون " أنها قطعية الدقة
ويصلون من خلال هذه الطرق إلى ما يسمونه بالحقائق المعرفية (لنظرية التطور)،

فهل وسائل المعرفة هذه قطعية الدقة حقًا ؟

سأذكر بعضًا من أدوات المعرفة المستخدمة من قبل التطوريين:

حساب عمر الأحافير
لحساب عمر الأحفورة بدقة يجب أن تتوفر الشروط التالية في المواد المُقاسة:
•عدم إضافة أو حذف جزء من المادة المتحللة الموجودة في الأحفورة.
•عدم حذف أو إضافة جزء من المادة الناتجة عن التحلل.
•التيقن من ثبات سرعة التحلل مهما اختلفت الظروف.
ونظرًا لاستحالة التأكد من هذه الشروط ، يمكننا التشكيك بعمر أية أحفورة !!!!!

أنظمة التصميم الحاسوبية
يستعين التطوريون بأنظمة الحاسوب في إعادة بناء هيكل الحيوان نتيجة عدم اكتمال هيكله الأحفوري،
وهذا يؤدي إلى استنتاجات قد تخالف الواقع.

نذكر مثلاً البناء الحاسوبي التشريحي لإنسان النياندرثالينسز حيث أظهر عدم قدرته على الكلام , لكن بإعادة البناء وباكتشاف أحافير كاملة تحتفظ بالعظم اللامي تبين أنه لا يختلف عنا شيئًا في قدرته على الكلام !!

مغالطات الدارونية الحديثة :

في بحر الدارونية الحديثة تظهر مغالطات في بعض الجوانب لا ينتبه إليها التطوريون،

مغالطة الدليل الدائري
افترض التطوريون انبثاق الأحياء من أصل واحد ، ثم قدموا ما يسمى بالـ"أدلة" ، ثم انتهوا إلى صحة الفرض!

إن معظم هذه الأدلة كالتماثل الجزيئي والوراثي والتشابه الجنيني تستند على علوم حديثة لم تكن معروفة عند ظهور نظرية التطور ، فما هي المشاهدات الـ"كثيرة" التي استدعت افتراض الأصل المشترك في ذلك الوقت ؟!!!

دليل التماثل Homology،

فالتماثل هو التشابه التشريحي بين نوعين نتيجة الأصل المشترك،
مثلاً عدد العظام الطرفية في الأطراف العليا عند الإنسان والوطواط والحوت خمسة (الأصابع) نتيجة انحدارهم من أصل مشترك،
وعدد عظام الجمجمة في الإنسان والشمبانزي متماثل لنفس السبب،
لكن يعرض التطوريون التماثل كدليل على التطور! وبالتالي وضعوا النتيجة في المقدمة !

مغالطة عدم التخطيء
إذا قال شخص: إذا لعب فريق (أ) مع فريق (ب) فسوف يربح أو يخسر أو يتعادل..
هل لهذه الجملة أية قيمة علمية ؟ طبعًا لا ، لأنه لا يمكن تخطئتها .
بالمثل فإن الدارونية الحديثة تحوي الكثير من هذه المغالطات في جوانبها ،

إن من أهم شروط التي تجعل النظرية علمية هو إمكانية تخطيئها Falsifiable،
وإلا صارت بديهية وليست نظرية عليمة.

مثال على عدم التخطيء:
التشابه التركيبي بين نوعين قد يكون نتيجة انحدارهما من أصل واحد أو من أصلين مختلفين.
وهذا ما غالطته الدارونية ،

إذ يقدم التطوريون مفهوم الـ"تناظر Analogy" " بجانب التماثل Homology،
فالتناظر هو التشابه في الخصائص بين نوعين بعيدين تطوريًا ،
بينما التماثل هو التشابه نتيجة الأصل المشترك ،
وللتفريق بينهما يتم الرجوع للأصل التطوري للتحقق (تعريف دائري آخر)، وبالتالي لا يمكن تخطيء دليل التماثل.

استحالة التجربة
إن افتراض تطور ديناصور الـ Pterosaurs مثلاً وقدرته على الطيران يجب أن تخضع للتجربة من أجل التحقق ، فكيف يمكننا التأكد من ذلك لنوع منقرض ؟
لا ننسى أيضًا أن التطور على المستوى الكبير macroevolution يحدث في اتجاه واحد فقط ، فلا يمكن أن نرجع طائرُا إلى سلفه السابق أو إلى ديناصور لنتأكد من صحة النظرية.

مغالطة التناقض
إن افتراض مركزية المورثات وأنانيتها في التحكم فينا يتناقض مع وعينا لذلك ومقدرتنا على "عدم الانصياع" للمورثات وتحكمنا بها الآن، فالبشر يختارون الانتحار أو عدم التزاوج والإنجاب.(أنظرMary Midgley التطور كديانة).

نقد الانتقاء الطبيعي
قبل أن أشرع بالنقد، أود توضيح أن "الانتقاء الطبيعي" يقع تحت تصنيف الـ"نظرية"، فهو ليس بفرضية ولا بقانون بل نظرية ابتكرها والاس وتبناها دارون من بعده وأسس عليها نظريته المعروفة ومن ثم تبنتها الدارونية الحديثة، وفي كثير من المراجع يوصف بـ"نظرية الانتقاء الطبيعي"،

ومما يؤكد كونه نظرية هو ظهور نظريات أخرى تفسر التطور بعيدًا عنه ، لذا فإنني سأنقد الانتقاء الطبيعي بالأسس التي تنقد فيها أي نظرية ، وسأشير إليها اختصارًا بلفظ "الانتقاء الطبيعي".

عدم التماسك
إن الشرط الأول لصحة النظرية هو تماسكها الداخلي والخارجي consistency، أي أن يشكل تعريفها وأفكارها وفلسفتها وحدة متناسقة فيما بينها وبين النظريات الأخرى المكملة لها،

إلا أن الطريف في الأمر أن تعريف الانتقاء الطبيعي -أساس الدارونية الحديثة- يتعرض لجدل واختلاف كبيرين بين التطوريين!
لنتصفح بعضًا من التعاريف المتاحة:
(( إن آلية التكيف adaptation تمثل الانتقاء الطبيعي، إنه يعمل على الحفاظ على قدر أكبر من الملاءمة على شكل معين من الحياة))
Gaylord Simpson 1967 p 219.
(( الانتقاء الطبيعي يبذل جهده لينتج برامج وتصرفات تضمن زيادة الكفاءة fitness))
Ernst Mayr 1976 p 365.
((الانتقاء الطبيعي لا يُعنى بالصراع من أجل البقاء، بل يُعنى بالتكاثر التفارقي differential reproduction))
أنظر Lewin, 1965, p 304.
((الانتقاء الطبيعي هو المؤسسة التي تقولب تشكل الأنواع للكائنات الحية species))
Wilson, Sociobiology, p 67.

وحديثًا،أعطى ولسن تعريفًا آخر للانتقاء الطبيعي بأنه ((البقاء والتكاثر التفارقيين))
Wislon 1987.
(( نظرية دارون لا تهتم بالحيوانات أنفسها، بل بنجاح تكاثرها reroductive success))
Russell Foster, 2004, p 163.
بينما يرى دوكن Dawkin أن الكائنات الحية عبارة عن روبوتات تتحكم بها مجموعة من المركبات الأنانية (المورثات) تمثل آلية التطور. Dawkin 1989 p 5، Endler 1992.

هذه فقط بعض التعريفات التي أتيحت لي، وكما نرى فإن تعريف الانتقاء الطبيعي يختلف كثيرًا من واحد لآخر،
فدارون ركز على أن التكيف هو محك الانتقاء،

ثم ضخم هكسلي (الملقب بكلب دارون Darwin's bulldog) معيار القوة،

ثم غيرت الدارونية الحديثة الفكرة كليةً عندما حذر ليونتن من تعريف هكسلي واستبدله بالتكاثر التفارقي،

وشتان بين البقاء والتكاثر، فقد يكون الحيوان متكيفًا مع بيئته لكنه عقيم، وبالتالي سيخطئ أحد التعريفين،

لذا قام ولسن بجمعهما سوية مع بقاء الغموض في التعريف،

ومن هنا تظهر أربعة أسس للانتقاء:
البقاء (التكيف)،
التكاثر التفارقي،
القوة،
إظهار الأنواع.
إن معيار التكيف Adaptation عند دارون معيار صحيح لا نختلف عليه ، مثلاً الرجل العجوز لا يصلح لأن يعمل حارسًا شخصيًا ، والجمل لا يصلح للعيش في القطبين ، والكائنات الحية تختلف في مدى ملاءمتها للظروف البيئية المحيطة ، ولا يصلح منها إلا الملائم ،

إلا أن دارون والتطوريين وسعوا هذه الفكرة وقاموا بحشو التنوع الحيوي فيها ، فما دخل الانتقاء الطبيعي بنشوء الأنواع !!!؟

================

من الأمثلة الأخرى على عدم تماسك النظرية،

هو الخلاف حول وحدة الانتقاء ، أي ما الذي ينتقيه الانتقاء الطبيعي، وأعني بذلك الانتقاء الجماعي group selection،
ففي عامنا هذا سيتم الاحتفال بالذكرى الأربعين لسجل الخلاف الطويل بين التطوريين في أهمية المجموعة في سير التطور،

ماير Mayr يرى أن العشائر -وليس الأفراد- هي الشكل الأقصى للتطور،
وواردر ألي Warder Allee يتبنى فكرة الـ"كائن الفائق superorganism" لـ Morton Wheeler من قبله
والتي تعتبر المجموعة كائنًا حيًا يتم انتقاؤه من بين المجموعات الأخرى،

بينما لويليامز هميلتون WilliamsHamilton رأي آخر في كتابه التكيف والانتقاء الطبيعي
حيث يرى أن الانتقاء على أي مستوى أعلى من الفرد هو انتقاء أبتر impotent !!

وايني إيدوارد Wynne Edwards أثبت أن الإيثار Altruism لا يمكن أن يظهر إلا إذا عمل الانتقاء الطبيعي على مستوى المجموعات،

لكن إيدوارد ويلسون Edward Wilson في كتابه Sociobiology يصف الإيثار بأنه "المشكلة الأساسية في علم الاجتماع الحيوي" !!
وأنه لتفسيره نحتاج إلى نظريات يصفها بأنها "فوق طبيعية" كالانتقاء الجماعي وانتقاء الأقارب KinSelection،

وأخيرًا يأتي دوكن بأفكاره المتطرفة ويهاجم الانتقاء الجماعي بشدة ويقيد الانتقاء الطبيعي بمستوى المورثات فقط!


ومن الخلافات بين التطوريين أيضًا :

الجدل بين المدرستين التدريجية Gradualism والمحايدة Neutralism في تفسير الانفجار الكامبري لظهور الأنواع،

فالمدرسة الأولى الممثلة للدارونية لا تنفك في نقد الثانية بسبب نجاحها في تقديم تفسير للانفجار الكامبري بعيدًا عن الانتقاء الطبيعي.
أما بالنسبة للتماسك الخارجي، فسأضرب مثالاً واحدًا يوضح تناقض الانتقاء الطبيعي مع غيره، ألا وهو الانتقاء الجنسي،
فمثال الطاووس الذي عرضه دارون سيؤدي إلى اصطدام بين النظريتين،
فالأولى تفترض أن ريش الطاووس الضخم سيعيقه عن الحركة والقنص والهرب وبالتالي عدم ملاءمته ومن ثم عدم انتقائه،

بينما يرى الانتقاء الجنسي أن ريش الطاووس عامل جذب مهم للتكاثر وبالتالي البقاء والتكاثر!!

فكيف نوفق بين النظريتين؟ طبعًا لا يمكننا ذلك إلا بانتظار النتيجة ومن ثم توفيق ذلك مع مقدمة الافتراض للنظرية.

عدم التنبؤ
يقول كامبل: (( إن الجدل حول نظرية التطور على أنها مجرد "نظرية" أمر مغالط، إن ما يسميه العامة بالنظرية إنما يصنف تحت الـ"فرضية"،
بينما نظرية الانتقاء الطبيعي لدارون مثلها مثل نظرية الجاذبية لنيوتن تشمل العديد من الحقائق التي تفسر الظواهر من حولنا ))
Campbell, Biology, p 426.

لا أدري ما مدى تفاؤل كامبل وباقي التطوريين عندما يتلفظون بمثل هذه الكلمات!!

يقول دارون في كتابه أصل الأنواع ص 318( لا أؤمن بقانون ثابت للتطور ))،

ويزيد في صفحة 348: (( لا أؤمن بقانون لتطور ضروري ))،
ويقول دوبزانسكي: (( الانتقاء الطبيعي لا هدف له، ولا بصيرة، ولا نوايا )) , p 377.

شتان ما بين نظرية كالنسبية لآينشتاين تعطينا شرحًا وتوقعًا لمسار الأجرام،
وبين نظرية التطور التي تقوم على انتقاء طبيعي عاجز عن تقديم توقع لما سيحدث بعد دقيقة !

ففي نفس الوقت الذي يحشو فيه التطوريون فكرة "الميل التطوري evolutionary trends" في محاولة لتفسير التنوع الكلاديستيكي للأنواع ،
يشددون على أن هذا الميل لا يعني وجود هدف للتطور يتيح لنا التوقع ولا يتناقض مع ظهور أنواع تخالف ذلك الميل!
إن هذه العبثية في التوقع تعري التطور من مصداقيته كنظرية كما تؤدي إلى الفكرة التالية أيضًا،

وتجدر الإشارة إلى أن عدم وجود قانون لسير التطور لا يعني أنه ينفي "الغائية" فقط، بل ينفي التوقع أيضًا.

استحالة تخطيئه
نذكر بأن إمكانية تخطيء النظرية شرط أساسي لصحتها falsifiability، وإلا صارت بديهية لا يمكن إثباتها ولا نفيها.
إن نفي التوقع عن الانتقاء الطبيعي يوقعه في هذه الحفرة، فالتطوريون يحشون ظهور الأنواع تحت مسؤولية الانتقاء الطبيعي،
وهذه الأنواع مختلفة في خصائصها،

فتارة نرى أن التطور يميل نحو تضخيم الحجم،
فالحصان تطور من حيوان بحجم الكلب،
بينما في الهومو فلورسنس HOMOFLORESIENSES كان الميل نحو تقزيم الحجم،

وفي جميع الأحوال لا مشكلة لأن الطبيعة تنتقي بلا هدف ولا قانون ثابت،

وبالتالي يمكن حشو أية ظاهرة بلا مشاكل ولا يمكننا الاعتراض عليها!! وعادة يجري توفيق الظاهرة مع نظرية التطور بعد حدوثها.

مثال آخر:
لنرجع إلى مثال المباراة، الفريق (أ) إما سيفوز أو يخسر أو يتعادل.
ماذا سيحدث للمورث "أ" بعد مليون سنة؟
إما يسود،
أو يندثر،
أو يبقى...
وبكل ظرافة يقدم التطوريون أنواعًا للانتقاء الطبيعي!!!
الانتقاء الاتجاهي Directional selection
الانتقاء المعرقل Disruptive selection
الانتقاء الموازن Balancing selection

فهل يمكننا التحقق من صحة النظرية؟!!! طبعًا لا !!
لأنه يمكن افتراض حدوث أي ظرف أدى إلى عمل أحد هذه الانتقاءات!! وبالتالي فالنظرية صحيحة دائمًا!!

مثال ثان
الانتقاء الطبيعي يعمل على فترات زمنية مختلفة..
مشاهدة 1/ السجل الأحفوري يدل على وجود أحقاب من السكون التطوري،
التفسير: الانتقاء الطبيعي يحتاج لفترات زمنية طويلة للعمل.
مشاهدة 2/ الانفجار الكامبري (ظهور أنواع معقدة كثيرة فجأة)
التفسير: يمكن للانتقاء الطبيعي أن يعمل في زمن قصير فينتج أنواعًا خلال آلاف السنين فقط.

مخالفة المبدأ الأوكامي:

(يعتمد المبدأ على أن شرح أي ظاهرة يجب أن يقوم على أقل عدد من الفرضيات. يتم ذلك بترك أي فرضية لا تؤثر أو تشرح الظاهرة أو النظرية)

عند مقارنة الأشكال الدقيقة من الكائنات الحية (كالبكتيريا) مع الأشكال المعقدة (كالشمبانزي)،
نجد أن كليهما يمثلان فلسفة الانتقاء الطبيعي (السعي للبقاء، التكاثر... إلخ)،

وبالتالي فإنه حسب مبدأ أوكام Occam’s Razor كان يجب انتقاء الشكل الأبسط لأنه حقق الوصف المطلوب بأقل المتطلبات،
إلا أن الانتقاء الطبيعي ناقض مبدأ أوكام وانتقى الشكل الأعقد!!

الحشوية
وهي تعني التعريف الدائري الذي يقدمه الانتقاء الطبيعي في فلسفته، فالطبيعة تنتقي الـ"أكفأ"

لأنه كان أقدرًا على التكيف (حسب دارون)
أو أقدرًا على التكاثر التفارقي (حسب الدارونية الحديثة)، ب
ينما كان قادرًا على التكيف أو التكاثر التفارقي لأنه كان الأكفأ!
بهذا التعريف الناقص للأكفأ فقد سقط الانتقاء الطبيعي في مشكلة الحشوية Tautology لعدم تبيانه سبب الكفاءة
ولماذا كان هذا الكائن أقدر على التكاثر التفارقي أكثر من غيره.

شح المشاهدات
كثيرًا ما نسمع مقولة "إن التطور يحدث حولنا"، مما يعني زخمًا في المشاهدات،
إلا أنه عند عرض هذه المشاهدات فلن نرى إلا القليل القليل، مثل سيادة العث الأسود بعد الثورة الصناعية أو مثال تغير منقار طائر البرقش اللذان لا يخلو كتاب أو موقع تطوري من ذكرهما،
فهل هذه الأمثلة البسيطة تكفي لدعم نظرية تفترض تفسير تطور ونشوء الأنواع الهائلة من الكائنات الحية !!؟
هل يصح أن نعمم على الـ"كل" ما نشاهده على الـ"بعض" القليل !!؟

إن الزمن الافتراضي للتطور يقف حائلاً أمام إمكانية اختبار النظرية من حيث المشاهدات observations،
كما أن فلسفة التطور في انبثاق الأحياء من أصل واحد فقط تعني مشاهدة واحدة فقط حسب تعريفها
لأنه لا توجد أنواع أخرى انبثقت من أسلافها لنقيس عليها، فما قيمة النظرية التي تفتقر إلى دليل المشاهدة !!؟

استحالة التجربة
إن كون "الطبيعة" هي الفاعلة في الانتقاء يضعها في مأزق طريف يجعل من التجربة أمرًا مستحيلاً، فحتى نختبر الانتقاء الطبيعي علينا أن نحضر الـ"طبيعة" إلى مختبر التجربة وألا نتدخل في عملها البتة وأن نعطي عامل الزمن الطويل حقه.. وهذا ما لا يمكن القيام به، لذا فإن طبيعة الانتقاء الطبيعي تحصر اختباره في المشاهدة فقط.
بهذه الأدلة التي قدمتها إلى الآن، لا يسعني إلى اقتباس قول فيلسوف العلم كارل بوبر Karl Popper
(( يجب أن تمتاز النظرية الجيدة بعدد من التوقعات التي يجمعها قانون يمكن تخطئته بالمشاهدة، وفي كل تجربة تتفق مع توقعات النظرية تزيد ثقتنا بها، لكن إذا ظهرت مشاهدة واحدة تختلف معها، علينا أن نقصي هذه النظرية أو نعدلها ))
Hawking, Brief history of time, p 7
هذه هي الدارونية الحديثة، تستند على الانتقاء الطبيعي الأعمى الذي لا يعطي توقعًا واحدًا، ولا تدعمه المشاهدات الكافية، ولا يمكن اختباره بتجربة واحدة، وهو مليء بالأفكار غير القابلة للتخطئة، وإذا أزلنا الغموض عن تعريفه وفلسفته، ظهرت المشاهدات الكثيرة التي تتناقض معه كما سنتناولها الآن، وهنا نتذكر قول كامبل والتطوريين بأن "التطور" نظرية لا تقل عن النظرية النسبية أو الكوانتية في مدى كونها علمية!

غموض وجوده
بعيدًا عن التعريفات الكثيرة والتفاصيل الطويلة للانتقاء الطبيعي والخلافات حول أهميته ووجوده من الأساس، فكما حشا التطوريون ظهور الأنواع في عمل الانتقاء الطبيعي، وبعد ملياري سنة من عمل الانتقاء الطبيعي، ألا يحق لنا أن نسأل:
ما هو الكائن الحي الأكثر كفاءة الذي قام الانتقاء الطبيعي بانتقائه؟
لننتظر الإجابة من التطوريين !!

عدم الحاجة إليه
لقد ظهرت في القرن الماضي بعض النظريات التي أعطت حلولاً وتفسيرات لمشاهدات التطور بنسق علمي يفوق الانتقاء الطبيعي ويزيحه إلى حيز الـ"زوائد" التي يقصها المبدأ الأوكامي.
نذكر مثلاً نظرية جولد "الاستقرارات المقاطَعَة Punctuated EquilibriumTheory" التي فسرت الانفجار الكامبري،
فالسجل الأحفوري يثبت ظهور الأنواع فجأة وليس بشكل تدريجي عن طريق الأشكال الوسطية،

مما حدا بالتطوريين القدامى إلى تبني نظرية "الأحافير غير المكتشفة"! لترقيع هذه العيوب،
من هنا جاء جولد بنظريته التي فسرت هذا التنوع المفاجئ.

طبعًا قام التطوريون بدَرْوَنَة نظريته حتى تتماشى مع الدارونية الحديثة ، متغاضين عن أن الانتقاء الطبيعي صار زائدًا لا حاجة له ،

فقد فسر جولد ظهور الأنواع مرتكزًا على الانجراف الوراثي genetic drift والاستيلاد الداخليInbreeding فقط دون الحاجة إلى الانتقاء الطبيعي!

مما يستدعي مقص أوكام لإزالته حتى تصح النظرية !!
محمد الباحث

طارق شفيق حقي
21/10/2019, 10:31 PM
إنسان بلتداون





https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/3/3b/Piltdown_man.jpg/220px-Piltdown_man.jpg

إنسان بلتداون


إنسان بلتداون (بالإنجليزية: Piltdown Man) كان خدعة كبيرة قدمت فيها بقايا عظام متحجرة على أنها تعود للإنسان الأول .هذه البقايا تتألف من عظام فك و أجزاء من جمجمة جمعت في عام 1912 م من منجم حصى في بلتداون شرق ساسكس في إنجلترا. أعطي لهذه العينة اسم الأنسان الفجري أو باللاتينية Eoanthropus. ظلت أهمية هذه القطع المتحجرة موضع جدل حتى سطعت الحقيقة في عام 1953 م وهي أن هذه القطع ما هي إلا قطع مزورة تم تركيبها عمدًا - فالفك السفلي هو لقرد الغاب وبقايا الجمجمة تعود لجمجمة إنسان حديثة .كذبة إنسان بلتداون ربما تعد الكذبة الأشهر في مجال الحفريات و الآثار وحتى على الصعيد العلمي وذلك لسبب رئيسي مهم وهو طول المدة التي مضت حتى كشفت الحقيقة – قريبًا من 40 عام –

https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/a/ae/Piltdown_gang_%28dark%29.jpg/300px-Piltdown_gang_%28dark%29.jpg

صورة جماعية أخذها جون كوك 1915.
الصف الخلفي (من اليسار): ف و بارلو، غرافتون إليوت سميث، تشارلز داوسن، آرثر سميث ودورد.
الصف الأمامي: أ س أندروود، آرثر كيث، وليام بلين بيكرافت، والسير ري لانكستر.










إدعاء اكتشاف الجمجمة

في اجتماع الجمعية الجيولوجية في لندن الذي عقد بتاريخ 18 ديسمبر 1912، ادعى تشارلز داوسون بأنه أعطي جزءً من جمجمةٍ قبل أربع سنوات من قبل عامل في بلتداون في منجم الحصى. وفقًا لداوسون العمال كانوا في موقع اكتشاف الجمجمة قبل وصوله بفترة قصيرة ووجدها قد حطمت اعتقادًا من العمال بأنها جوزة هند متحجرة . بمعاودة زيارة الموقع في مناسبات عدة وجد داوسون مزيدًا من بقايا الجمجمة و آخذها إلى آرثر ودوارد وهو حارس للقسم الجيولوجي في المتحف البريطاني. باهتمام كبير رافق ودوارد داوسون للموقع وعملا فيه ما بين يونيو وسبتمبر من عام 1912. على الرغم من ذلك داوسون رمم أكثر أجزاء الجمجمة ونصف من عظم الفك السفلي. في نفس الاجتماع – اجتماع الجمعية الجيولوجية – أعلن ودوارد بأن الجمجمة شبيهه إلى حد كبير بالإنسان المعاصر باستثناء مؤخر الرأس و حجم الدماغ والذي كان ثلثي الدماغ الحالي فقط [1][2] الجمجمة التي نبشت عام 1908 كانت هي المكتشف الوحيد لهذا السلف المزعوم للإنسان ولم يكتشف أي شيء آخر في موقع الحفر باستثناء قطع عظام بسيطة، وفي الاجتماع نفسه أعلن ودورد أن إعادة بناء الأجزاء يشير إلى تشابه في أكثر من ناحية مع الإنسانن المعاصر باستثناء القفا أو مؤخرة الرأس (القسم من الجمجمة الذي يتصل مع العمود الفقري) وباستثناء حجم الدماغ والذي كان يقارب ثلثي حجم دماغ الإنسان المعاصر، ثم أشار إلى أنه باستثناء ضرسين يشبهان أضراس البشر فإن عظم الفك لا يمكن تفريقه عن عظم فك الشمبانزي ، وبناء على إعادة تركيب الجمجمة في المتحف الطبيعي البريطاني افترض ودورد أن إنسان بلتداون يمثل الحلقة المفقودة في التطور بين الإنسان والشمبانزي.
وكان تركيب جمجمة بشرية على فك يشبه القرود أثراً مهماً في دعم فكرة انتشرت في بريطانيا في ذلك الوقت مفادها أن التطور البشري بدأ من الدماغ. ومن بداية تزوير وعرض الجمجمة تم معارضة هذا الدليل المزعوم بشدة، وتم إصدار نموذج مختلف كليا من نفس الأجزاء العظمية التي ركبها المتحف الطبيعي البريطاني من قبل الكلية الملكية للجراحين وهذا النموذج الجديد كان أقرب بملامحه للبشر المعاصر وأطلق عليه أرثر كيث (بالإنجليزية: Arthur Keith) لقب هومو بيلتوفينيزوس (بالإنجليزية: Homo piltdownensis) كتعبير عن مظهره الإنساني.[3]أما الجمجمة المعاد تركيبها من ودورد فقد كانت تحوي ناباً كان وحده مثار جدل، ففي أغسطس 1913 اجتمع كل من ودورد و تشارلز داوسن وبيير تيلهارد (راهب يسوعي وصديق لداوسن تدرب مسبقاً على العمل بعلم الأثار القديمة والجيولوجيا) وقاموا ببحث منهجي لكل أكوام التراب للتفتيش عن الأسنان المفقودة، واكتشف تيلهارد الناب وحسب ما يقول ودورد كان مطابقاً لموقعه في الفك، وبعد أيام انتقل تيلهارد إلى فرنسا ولم يتابع البحث معهم، وقد قال ملاحظة "الناب يطابق بالضبط لأسنان القرود"[4] وتوقع ودورد أن يكون اكتشاف الناب دليلا قاطعاً ينهي الاعتراض على اكتشافه، ولكن كيث هاجم هذا الاكتشاف وأشار إلى أن الأسنان الطواحن البشرية تطحن بحركة جانبية من طرف إلى طرف عند المضغ والناب في فك إنسان بلتداون كان مستحيل الوجود لأنه سيمنع هذه الحركة الجانبية، فلا يمكن للناب أن يكون أعلى في موضعه من الطواحن، أما غرافتون إليوت سميث (بالإنجليزية: Grafton Elliot Smith) وهو عالم أنثروبيولوجي فقد أيد ودورد وفي اجتماع الجمعية الملكية التالي إدعى أن معارضة كيث غير نزيهة بسبب الطموح ورد كيث بأن هذا هو سبب نهاية صداقتنا الطويلة[5]
منذ عام 1913 نشر ديفيد واترسون (بالإنجليزية: David Waterston) من جامعة كينغ كوليج في مجلة نيتشر واستنتج أن العينة المكتشفة مجرد فك قرد وجمجمة بشرية مستقلة عنه.[6] وبالمثل قال عالم الآثار القديمة مارسيلن بولي (بالفرنسية: Marcellin Boule) بهذا الاستنتاج في عام 1915، وظهر رأي ثالث من عالم الحيوان جيرت سميث ميلر (بالإنجليزية: Gerrit Smith Miller) يقول بأن فك جمجمة إنسان بلتداون جاء من أحفورة قرد. وفي عام 1923 فحص فرانز فيدرينريتش (بالإنجليزية: Franz Weidenreich) البقايا الموجودة وقدم تقريراً صحيحاً بأن البقايا كانت عبارة عن جمجمة بشرية حديثة وفك قرد من نوع أورانغتان وقد تم التلاعب بالمبرد لوضع السنّ ضمن الفك.[7]
اكتشاف منتزه شيفلد

في عام 1915 ادعى داوسن اكتشاف ثلاث قطع عظمية لجمجمة أخرى (بلتداون 2) في موقع جديد يبعد ميلين عن الاكتشاف الأول.[1] وحاول ودورد عدة مرات معرفة المكان الذي ذكره داوسن ولكنه لم ينجح ، وإلى الآن لم يعرف هذا الموقع حسب ما يتوفر من معلومات والموجودات المتكشفة معظمها غير مسجل تفاصيل لها، ولم يقدم ودورد المكتشفات الجديدة إلى الجمعية إلا بعد خمسة أشهر من وفات داوسن في 8-1916 وادعى بشكل متعمد أنه يعرف مكان وجودها الأصلي، وفي عام 1921 قام رئيس متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي هنري فيرفيلد أوسبورن (بالإنجليزية: Henry Fairfield Osborn) بفحص الموجودات المأخوذة من بلتداون ومنتزه شيفيلد وصرح بأن الفك والجمجمة مرتبطين ببعض "دون أدنى شك" وأن بقايا منتزه شيفلد "هي بالضبط ما اخترناه لتأكيد المقارنة مع النمط الأصلي"[5] موجودات منتزه شيفيلد أخذت كدليل إثبات على موثوقية إنسان بلتداون ؛ من الممكن للصدفة ان تجمع فك قرد مع جمجمة إنسان معاً ولكن احتمال حدوث هذا مرتين بعيد جداً، وحتى كيث أقر بهذا الدليل، رغم ما تبقى لديه من شكوك شخصية.[8]
النصب التذكاري


https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/8f/Piltdown_man_memorial.jpg/220px-Piltdown_man_memorial.jpg

النصب التذكاري لإنسان بلتداون المزعوم.


في 23 يونيو 1938 كشف السير آرثر كيث عن النصب التذكاري المحدد لموقع اكتشاف إنسان بلتداون من قبل تشارلز داوسن وأنهى السير آرثر خطبه بقوله:
أما النقش على النصب التذكاري فكتب عليه:




هنا في حصى النهر القديم وجد السيد تشارلز داوسن أحفورة جمجمة إنسان بلتداون، 1912-1913، وقد تم وصف الاكتشاف في المجلة الفصلية للجمعية الجيولوجية 1913-15، من قبل السيد تشارلز داوسن والسير أرثر سميث ودورد.




اكتشاف التزوير

التحريات العلمية

منذ بداية الإعلان عن الاكتشاف أعلن عدد من العلماء تشككهم بجمجمة بلتداون (انظر أعلاه) ، مثلاً جيريت سميث ميلر (بالإنجليزية: Gerrit Smith Miller) لاحظ عام 1915 أن هنالك خبثاً متعمداً وناجحاً في اختيار الموضع المشوش الذي يسمح بإعادة تركيب الجمجمة المهشمة بحرية فردية مزاجية[10]
وفي العقود التي سبقت اكتشاف التزوير في عام 1953 كان العلماء يرون بلتدان ملغزاً ومنحرفاً لا يتسق مع بقية المكتشفات من الأحافير الأخرى.[1]
في عام 1953، نشرت مجلة التايم دليلاً تم جمعه مسبقاً من قبل كينيث بيج أواكلي (بالإنجليزية: Kenneth Page Oakley) و ويلدفريد لي غروس كلارك(بالإنجليزية: Wilfrid Le Gros Clark) و جوزيف وينر (بالإنجليزية: Joseph Weiner) تثبت أن إنسان بلتداون كان مجرد تزوير علمي.[11] وأثبتت الدارسة أن الأحفورة كانت مركبة من ثلاثة أنواع مختلفة، فقد كانت جمجمة بشرية من العصور الوسطى وفك سفلي لقرد أورانتغان (سارواك) وسن لشمبنزي. وقد قام أحد ما بإعطاء مظهر مزور لقدم العظام عبر نقعها في محلول يحوي أملاح الحديد و حمض الكروم وقد بين الفحص الميكروسكوبي آثار مبرد على السن (سن الشمبنزي) وبناء عليه فقد وصل الباحثون لنتيجة أن أحد ما قد تلاعب بالسن ليجعل شكله ملائماً أكثر للقوت الإنساني. وقد نجحت قضية التزوير العلمي لإنسان بلتداون بشكل ممتاز لأنها جاءت في زمن تؤمن به الأوساط العلمية بان الدماغ الكبير الحديث سبق في الوجود اعتماد القوت الشامل لكل الأغذية اللحمية والنباتية (بالإنجليزية: omnivorous) ولأن هذه الخدعة قد وفرت الدليل على هذه الرؤية تم قبولها، ويقال بأن الفخر القومي والثقافي البريطاني لكون أول حلقة مفقودة من اكتشاف بريطاني قد لعب دوره في القبول السهل دون نقد وفحص الأدلة من العلماء البريطانيين.[6]
كما ادعى البعض أن الخدعة التطورية لبلتداون كان لها مقبولية في أوروبا لأنها ترضي الغرور الأوربي بكون أول البشر العاقلين من منشأ أوربي وبريطاني.[6] ومكن إنسان بلتداون من إعطاء النسخة البريطانية لأشباه البشر التي وجدت في أوروبا كما في فرنسا وألمانيا.
التعرف إلى المزور

هوية مزور بلتداون ما زال مجهولا، ولكن قمنا بإدراج المشتبه بهم داوسون، بيير تلار ده شاردان، آرثر كيث، مارتن AC هينتون، هوراس دي فير كول وآرثر كونان دويل.[12][13]
كان تلار قد سافر إلى مناطق أفريقيا ، وأقام في منطقة ويلدن من تاريخ قريب من أكتشافها. غادر هينتون جذع في التخزين في متحف التاريخ الطبيعي في لندن أنه تم العثور في عام 1970 يجد إحتواء عظام حيوانات وأسنان منحوتة وملونة بطريقة مشابهة للنحت والتلطيخ حول بلتداون. فيليب توبياس يورط آرثر كيث بواسطة تفصيل التاريخ من التحقيق في الخدعة، مما يدحض نظريات أخرى، وقائمة التناقضات في تصريحات وأفعال كيث. تحقيقات أخرى توحي خدعة تشارك مجموعة من المتواطئين بدلا من مزور واحد.[14][15]
يتم اعتماد التركيز على تشارلز داوسون باسم مزور رئيسي عن تراكم البينات المرتبطة بالخدع الأثرية الأخرى التي ارتكبت في العقد أو اثنين قبل اكتشاف بلتداون. عالم الآثار راسل من جامعة بورنموث حلل مجموعة من أثريات داوسون وحدد 38 على الأقل كانت مزيفة.[16]
الإرث الذي تركه بلتداون


https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/17/Sterkfontein_Piltdown_man2.jpg/220px-Sterkfontein_Piltdown_man2.jpg

نموذج معاد تصنيعه لجمجمة بلتداون.


أسلاف البشر

في عام 1912، الغالبية العظمى من المجتمع العلمي يعتقد أن الرجل بلتداون هو "الحلقة المفقودة" بين القردة والبشر. ومع ذلك، مع مرور الوقت فقد رجل بلتداون صلاحيته، واكتشافات أخرى مثل طفل التاونج عثر و إنسان البكين.يقول العالمان إيرش و هندرسون "، لأولئك الذين لم يخيب أملهم تماما من عمل أسلافهم، عدم صلاحية تغييرات جمجمة بلتداون قليلا في نمط تطوري واسع. لطالما شككت في في صلاحية العينة ". في نهاية المطاف، خلال أعوام 1940 و 1950، التكنولوجيات التي يرجع تاريخها أكثر تقدما، مثل اختبار امتصاص الفلور، ثبت علميا أن هذه الجمجمة كانت في الواقع عملية احتيال.
أثر هذه الفضيحة العلمية

كان رجل الاحتيال بلتداون له تأثير معنوي كبير على البحوث في وقت مبكر على تطور الإنسان. والجدير بالذكر، أنه قاد العلماء باستمرار إلى طريق مسدود لاعتقادهم بأن الدماغ البشري توسع في حجم الفك قبل تتكيف مع أنواع جديدة من المواد الغذائية. تم تجاهل الاكتشافات من الحفريات Australopithecine التي وجدت خلال عام 1920 في جنوب أفريقيا بسبب رجل بلتداون، وكان سبب الخلط بين إعادة إعمار تطور الإنسان على مدى عقود. تسبب في الفحص والنقاش حول رجل بلتداون نفقات واسعة من الوقت والجهد حول الأحفوري، مع ما يقدر بنحو أكثر من 250 ورقة مكتوبة حول الموضوع. وقدم الأحفوري كدليل من قبل كلارنس دارو في الدفاع عن جون سكوبس خلال عام 1925 نطاقات محاكمة القرد. توفي دارو سنة 1938، قبل خمسة عشر عاما من إكتشاف رجل بلتداون بأنه مزور. وكثيرا ما يستشهد خدعة (جنبا إلى جنب مع رجل نبراسكا) من خلال نظرية الخلق كمثال و خيانة الأمانة عند علماء الحفريات في دراسة تطور الإنسان، على الرغم من أن العلماء أنفسهم قد يتعرضون للخداع.[17][18]
في نوفمبر 2003، عقد متحف التاريخ الطبيعي في لندن معرضا للاحتفال بالذكرى 50 للتعرض لها.إغلاق </ref> مفقود لوسم <ref> كان العلماء الأوروبيين والأمريكيين أكثر تشككا كبيرا، واقترح العديد من في ذلك الوقت ان الجمجمة والفك كانوا من اثنين من مخلوقات مختلفة وكان قد خلط عن طريق الخطأ. وفيما يتعلق بنوع الجنس ، وجدت كما تمت مناقشة الذكور، على الرغم من وودوارد يوحي بأن العينة اكتشفت كانت لأنثى. وكان الاستثناء الوحيد لهذا في التغطية من قبل صحيفة اكسبرس اليومية، التي أشارت إلى الإكتشاف كامرأة، ولكن فقط لاستخدامه للسخرية من حركة سوفرجت في ذلك الوقت، والتي كانت اكسبرس تنتقدها بشدة.[19]
الخط الزمني



1908: داوسون يدعي اكتشاف شظايا بلتداون الأول.
1912 فبراير:اتصالات داوسون وودوارد عن شظايا الجمجمة الأولى.
1912 يونيو:داوسون، وودوارد،وتيلار يشكلون فريق حفريات.
1912 يونيو: الفريق يجدون ضرس فيل ، و جزء جمجمة.
1912 يونيو: اكتشاف عظام الجمجمة للجزء الجداري الأيمن وعظم الفك.
1912 نوفمبر: فواصل أنباء في الصحافة الشعبية.
1912 ديسمبر: التقديم الرسمي للرجل بلتداون.
1913: يخلص ديفيد واترسون بأن العينة قد يكون الفك السفلي لقرد والجمجمة لإنسان.
1914: جمجمة تالجاي (أستراليا) وجدت، يعتبر في ذلك الوقت، لتأكيد بلتداون.
1915: يخلص مارسيلين بول العينة أن يكون الفك السفلي لقرد والجمجمة لإنسان. يخلص غيريت سميث ميلر الفك هو من إحفورية قرد.
1923: فرانز وايدنرايك يعلن في تقارير عن تكون بقايا جمجمة الإنسان الحديث وإنسان الغاب أوتان عن الفك السفلي مع أسنان تم رفعها إلى الأسفل.
1925: ادموندز تفيد خطأ في جيولوجيا بلتداون. تم تجاهل التقرير.
1943: طرح محتوى اختبار الفلورين الأول.
1948: يتم نشر أول إنجليزي بواسطة وودوارد (بعد وفاته).
1949: محتوى اختبار الفلورين يضع رجل بلتداون بحديثة العهد نسبيا.
1953: وينر، لو جروس كلارك، وأوكلي يفضحون الخدعة.
2003: يتم كشف الطبيعة الكاملة لمهنة تشارلز داوسون المزيفة.

المراجع



↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب ت Lewin، Roger (1987)، Bones of Contention، ISBN 0-671-52688-X
^ Russell، Miles (2003)، Piltdown Man: The Secret Life of Charles Dawson، Tempus, Stroud، صفحات 157–71
^ Keith, A. (1914) "The Significance of the Skull at Piltdown", Bedrock 2 435:453.
^ Woodward، A. Smith (1913)، "Note on the Piltdown Man (Eoanthropus Dawsoni)"،The Geological Magazine
↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب Walsh, John E. (1996). Unraveling Piltdown: The Science Fraud of the Century and its Solution. New York: Random House. ISBN 0-679-44444-0.
↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب ت Gould، Stephen J. (1980)، The Panda's Thumb، W. W. Norton and Co.، صفحات 108–124، ISBN 0-393-01380-4
^ MacRitchie، Finlay (2011). Scientific Research as a Career. CRC Press. صفحة 30. ISBN 1439869650.
^ Craddock، Paul (2012). Scientific Investigation of Copies, Fakes and Forgeries. CRC Press. ISBN 1136436014.
^ The Piltdown Man Discovery, Nature, July 30, 1938 نسخة محفوظة 25 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
^ Miller، Gerrit S. (November 24, 1915)، "The Jaw of the Piltdown Man"، Smithsonian Miscellaneous Collections، 65 (12)، صفحة 1
^ End as a Man- Time Magazine 30 Nov 1953 retrieved 11 November 2010 نسخة محفوظة 23 أغسطس 2013 على موقع واي باك مشين.
^ Lukas, Mary (May 1981). "Teilhard and the Piltdown 'Hoax'". America. نسخة محفوظة 07 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
^ Bartlett, Kate (17 February 2011). "Piltdown Man: Britain's Greatest Hoax". BBC History. نسخة محفوظة 21 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
^ Current Anthropology (June 1992). Retrieved on 8 June 2008. نسخة محفوظة 30 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
^ Weiner، J. S. (29 January 2004)، The Piltdown Forgery، Oxford University Press، صفحات 190–197، ISBN 0-19-860780-6
^ Russell، Miles (23 November 2003). "Charles Dawson: 'The Piltdown faker'". BBC News. مؤرشف من الأصل في 04 مارس 2018. اطلع عليه بتاريخ 16 ديسمبر 2010.
^ Harter، Richard (1997). "Creationist Arguments: Piltdown Man". مؤرشف من الأصلفي 16 سبتمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 29 أغسطس 2007.
^ Caroll، Robert Todd (1996). "Piltdown Hoax". مؤرشف من الأصل في 1 يوليو 2016. اطلع عليه بتاريخ 29 أغسطس 2007.
^ Goulden, M. (Dec 2007) Science as Culture نسخة محفوظة 30 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.


وصلات خارجية



"إسدال الستار على قضية إنسان بلتداون" جامعة بورنيموث
"[[تشارلز داوسون مزور إنسان بلتداون"] BBC News
فلم وثائقي عن إنسان بلتداون، قناة ديسكفري
إنسان بلتداون في متحف التاريخ الطبيعي ، لندن
مؤامرة إنسان بلتداون at جامعة كلارك
قضايا التزوير في علم الآثار الإنسانية؛ الآركيولوجي
اكتشاف تزوير إنسان بلتداون أخبار بي بي سي الإنكليزية BBC
أغبياء الأحافير والعودة إلى إنسان بلتداون المزور أخبار بي بي سي BBC
قضية التزوير الأكثر وقاحة (about Piltdown Man case) PBS NOVA
سارة ليل, "يقول مزور إنسان بلتداون : وجدنا الحلقة المفقودة", نيويورك تايمز 25 مايو 1996 قضية مارتن أ س كمزورThe New York Times, 25 May 1996. The case for Martin A. C. Hinton as the hoaxer.
السيرة الموثقة لقضية تزوير إنسان بلتداون من 1953 إلى 2005 تأليف توم توريتين Tom Turrittin





عن ويكي.