طارق شفيق حقي
03/09/2017, 10:11 PM
ابن رشد لم يكن عازفاً منفرداً
رداً على جورج طرابيشي
ينقل من ينقل خبر تكفير ابن رشد
وكأنه يقول إن ابن رشد كان شاذاً عن مجتمع جاهل غير عاقل
لماذا لا ينقلون الحقيقة كاملة ؟
اليوم علينا أن نشك بالمرجعية الفكرية لهذا المجتمع الغارق في الضياع والرجيع
لماذا ينقلون تكفير العرب لابن رشد ولا ينقلون عودة أمير مراكش عن ذلك ؟
إن تكفير ابن رشد كان لغاية سياسية وتم نفيه مع طلابه لقرية يقطنها اليهود
ومن الطريف أن اليهود درسوا على يده وتأثرا أيما تأثر بفكره ونقلوه لأوربا
كما نقل طلاب غيرهم من المسيحيين فكره وشكلوا مدرسة سميت مدرسة الرشدية بقيت مسيطرة حتى القرن السادس عشر وكتب ابن رشد تدرس في الجامعات الأوربية
وشكل هذا الفكر مرحلة وسيطية انتقل العقل الأوربي من طريقة التفكير القديمة للطريقة الحديثة في التفكير وتحرر العقل من اللاهوت الكاثوليكي وانطلاقه نحو الفكر الحديث الذي أسس لما يسمى العلمانية الغربية التي فصلت بين الدين والدولة
لكنني سأقف وأبين أصل فكرة الفصل عند ابن رشد
فابن رشد لم يقل بفصل الدين عن الدولة وكيف وهو الفقيه الطبيب الفلكي الفيزيائي الذي كان يدرس في مسجد قرطبة ويعلم الفقه المالكي
ابن رشد لم يكن عازفاً منفردا كما ينقل
ابن رشد ليس إلا عازفا في فرقة كبيرة شكلت الحضارة العربية الإسلامية
الجهد الكبير الذي قام به تقديم شروحات لفلسفة أرسطو والتي قدم فلاسفة الغرب شروحات على شروحاته، لكن من أي جاء ابن رشد بفلسفة أرسطو لولا جهود بيت الحكمة في ترجمة فلسفة اليونانين والهنود وغيرها من الحضارات الأخرى
نذكر أخيراً أن فترة نفيه كانت سنتين وأن تهمة تكفيره كانت تهمة سياسية سرعان ما انكشفت لأمير مراكش فسارع لدعوته وتقريبه من البلاط وقد كان ابن رشد قاضي البلاد وطبيب الأمير لكنه حزن لما أصابه ومات متأثر بذلك
ما يهمنا بعد هذا الشرح هو الوقوف عن فكرة الحقيقتين وهي الفكرة التي ساهمت بشكل عميق وجوهري بتغيير الفكر الأوربي ونهضته أو لنقل كانت أحد أهم الأفكار في نهضته
وقبل أن نختم علينا أن نذكر أنه رغم تأثر الغرب الشديد بفكر ابن رشد لكن كان هناك من يناصبه العداء ويكفره وخاصة رجال الكنيسة فلقد ذَمُّوه وشتموه، وطعنوا فيه أقبح طعن؛ فقد قال عنه بترارك: «إنه ذلك الكلب الكلِب الذي هاجه غيظ ممقوت؛ فأخذ ينبح على سيده ومولاه المسيح والديانة الكاثوليكية». وأما دانتي فقد جعله في هدوء ووقار يتبوَّأ مقعده في الجحيم جزاء له على كفره واعتزاله
هذا الطعن كان منبثقاَ من خلفية لاهوتية كاثوليكية وهي محط نقد وتفسير ومقارنة
أخيراً اكتشف ابن رشد كويكباً لم يكتشفه علماء الفلك في زمانه ، وفي عام 1973 اكتشف علماء الفلك هذا الكويكب وأسموه كويكب ابن رشد.
رحم الله ابن رشد العالم الفقيه الفلكي الفيلسوف الطبيب الفيزيائي القاضي
ورحمنا من الجهل بحضارتنا العريقة
طارق شفيق حقي
رداً على جورج طرابيشي
ينقل من ينقل خبر تكفير ابن رشد
وكأنه يقول إن ابن رشد كان شاذاً عن مجتمع جاهل غير عاقل
لماذا لا ينقلون الحقيقة كاملة ؟
اليوم علينا أن نشك بالمرجعية الفكرية لهذا المجتمع الغارق في الضياع والرجيع
لماذا ينقلون تكفير العرب لابن رشد ولا ينقلون عودة أمير مراكش عن ذلك ؟
إن تكفير ابن رشد كان لغاية سياسية وتم نفيه مع طلابه لقرية يقطنها اليهود
ومن الطريف أن اليهود درسوا على يده وتأثرا أيما تأثر بفكره ونقلوه لأوربا
كما نقل طلاب غيرهم من المسيحيين فكره وشكلوا مدرسة سميت مدرسة الرشدية بقيت مسيطرة حتى القرن السادس عشر وكتب ابن رشد تدرس في الجامعات الأوربية
وشكل هذا الفكر مرحلة وسيطية انتقل العقل الأوربي من طريقة التفكير القديمة للطريقة الحديثة في التفكير وتحرر العقل من اللاهوت الكاثوليكي وانطلاقه نحو الفكر الحديث الذي أسس لما يسمى العلمانية الغربية التي فصلت بين الدين والدولة
لكنني سأقف وأبين أصل فكرة الفصل عند ابن رشد
فابن رشد لم يقل بفصل الدين عن الدولة وكيف وهو الفقيه الطبيب الفلكي الفيزيائي الذي كان يدرس في مسجد قرطبة ويعلم الفقه المالكي
ابن رشد لم يكن عازفاً منفردا كما ينقل
ابن رشد ليس إلا عازفا في فرقة كبيرة شكلت الحضارة العربية الإسلامية
الجهد الكبير الذي قام به تقديم شروحات لفلسفة أرسطو والتي قدم فلاسفة الغرب شروحات على شروحاته، لكن من أي جاء ابن رشد بفلسفة أرسطو لولا جهود بيت الحكمة في ترجمة فلسفة اليونانين والهنود وغيرها من الحضارات الأخرى
نذكر أخيراً أن فترة نفيه كانت سنتين وأن تهمة تكفيره كانت تهمة سياسية سرعان ما انكشفت لأمير مراكش فسارع لدعوته وتقريبه من البلاط وقد كان ابن رشد قاضي البلاد وطبيب الأمير لكنه حزن لما أصابه ومات متأثر بذلك
ما يهمنا بعد هذا الشرح هو الوقوف عن فكرة الحقيقتين وهي الفكرة التي ساهمت بشكل عميق وجوهري بتغيير الفكر الأوربي ونهضته أو لنقل كانت أحد أهم الأفكار في نهضته
وقبل أن نختم علينا أن نذكر أنه رغم تأثر الغرب الشديد بفكر ابن رشد لكن كان هناك من يناصبه العداء ويكفره وخاصة رجال الكنيسة فلقد ذَمُّوه وشتموه، وطعنوا فيه أقبح طعن؛ فقد قال عنه بترارك: «إنه ذلك الكلب الكلِب الذي هاجه غيظ ممقوت؛ فأخذ ينبح على سيده ومولاه المسيح والديانة الكاثوليكية». وأما دانتي فقد جعله في هدوء ووقار يتبوَّأ مقعده في الجحيم جزاء له على كفره واعتزاله
هذا الطعن كان منبثقاَ من خلفية لاهوتية كاثوليكية وهي محط نقد وتفسير ومقارنة
أخيراً اكتشف ابن رشد كويكباً لم يكتشفه علماء الفلك في زمانه ، وفي عام 1973 اكتشف علماء الفلك هذا الكويكب وأسموه كويكب ابن رشد.
رحم الله ابن رشد العالم الفقيه الفلكي الفيلسوف الطبيب الفيزيائي القاضي
ورحمنا من الجهل بحضارتنا العريقة
طارق شفيق حقي