المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تورطت المخابرات الإسرائيلية في اغتيال رفيق الحريري



الشايب
16/04/2006, 10:21 AM
هل تورطت المخابرات الإسرائيلية في اغتيال رفيق الحريري


كتب : ناجي عباس (المصريون) : بتاريخ 15 - 4 - 2006

كشف كتاب ألماني جديد النقاب عن اتهامات جديدة لجهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية بالتورط في عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ، وتورط الإدارة الأمريكية ورئيس لجنة التحقيق السابق " ميليس " في عملية تحميل التهمة لسوريا وفق حسابات سياسية محددة والكتاب أثار ضجة كبيرة في أول أسبوع من صدوره ، مؤلف الكتاب خبير ألماني في علوم الجرائم السياسية، اسمه يورجن كاين كولبه، وعنوان كتابه " ملف مقتل الحريري – اخفاء الأدلة في لبنان " وصدر عن دار نشرKai Homilius Verlag) ، وقد قام مؤلف الكتاب بإجراء عملية بحث دقيقة وصبورة على مدار الأشهر الماضية ومن أبرز الملاحظات التي أفضت عمليات البحث التي قام بها الخبير الألماني في علم الجريمة، أن أجهزة التشويش التي استخدمها موكب الحريري بشكل دائم ، تعطلت قبل ساعة واحدة من حدوث عملية الاغتيال في هذا اليوم تحديداً، وتوقف عمل الجهاز الإلكتروني الخاص بتعطيل استقبال وإرسال أية ذبذبات، ليس فقط لأجهزة التليفون المحمول، بل وأية أجهزة تحكم عن بعض يعرفها العالم وتستخدم للتفجير عن بعد، وان تلك الخاصية ، حسبما بينت الاختبارات التقنية بعد ذلك لا يمكن تعطيلها الا من الشبكة المركزية للتحكم في النظام الإليكتروني لتلك الأجهزة، والتي لا تملكها الا الشركة الموردة لها ، الأغرب من ذلك ان الشركة التي ورّدت تلك الأجهزة شركة إسرائيلية ، وهو الأمر الذي تعمد تقرير ميليتس إخفائه، واستمر بحث الخبير الألماني في تلك النقطة إلي حد تحدثه مع أحد أصحاب الشركة الإسرائيلية، ليكتشف لاحقاً انه عمل حتى سنوات مضت في جهاز المخابرات الحربية الإسرائيلية .
يشير كتاب الخبير الألماني من جهة أخرى إلي العلاقات الخفية التي جمعت بين بعض أعضاء تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية، واليمين المتطرف في إسرائيل، وبعض المهاجرين اللبنانيين للولايات المتحدة من المتورطين منذ زمن في عدة محاولات – نجح بعضها وفشل البعض الآخر – لاغتيال سياسيين لبنانين، وتلبيس الأمر لسوريا.، وتحدث الخبير الألماني مع أحد هؤلاء وأجرى معه حواراً مطولاً ضمنه كتابه. . اللبناني هو رئيس اللجنة الأمريكية لتحرير لبنان المعروفة باسمUSCFL)«،
وهو نفسه رجل البنوك اللبناني زياد عبد النور، والذي تضمنت قائمة السياسيين لديه، الواجب التخلص منهم رفيق الحريري، واكتشف الألماني ما يعرفه اللبنانيون والعرب منذ أمد وهو ان لعبد النور اتصالات مع الإدارة الأمريكية وأجهزتها المختلفة ، إلي حد انه معروف في الأوساط السياسية والمالية اللبنانية، بأنه احمد الجلبي اللبناني، بل هو الصديق الصدوق للأمريكي المحافظ " كاره العرب" Daniel Pipes.

الكتاب الصدمة برلين ناجي عباس : بتاريخ 15 - 4 - 2006 هل استخدمت واشنطن النظم العربية للترويج لفرضية تورط سوريا في اغتيال الحريري؟ ولماذا لم تعلن لجنة التحقيق كامل الحقائق عن اجهزة التشويش الاسرائيلية التي استخدمها موكب الحريري؟ وما هي الدوافع وراء تصوير سوريا أمام العالم وبشكل دائم على انها راعية للارهاب؟، وما هي العلاقة بين اللبنانيين المهاجرين ومقتل الحريري؟ ولماذا تورط ابناء الحريري في اتهام سوريا، برغم المعلومات التي وضعها امامهم جهاز مخابرات اوروبي غربي " والتي تنفي تورط سوريا تلك الاسئلة وغيرها أجاب عليها خبير الماني في علوم الجرائم السياسية، في كتابه الذي صدر في برلين هذا الاسبوع ، واعتبره النقاد أحد أجرأ الكتب التي تناولت وعالجت قضية مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. المتخصص الألماني أسمه يورجن كاين كولبه، وعنوان كتابه – لمن يريد من سياسيينا ان يعلم ويدرك بدلاً من الفتوى في ذلك عن جهل - " ملف مقتل الحريري – اخفاء الأدلة في لبنان " وصدر عن دار نشرKai Homilius Verlag) يقول الألماني المتخصص في علم الجريمة، ان تفجير موكب الحريري في الرابع عشر من فبراير 2005 في بيروت، تحول إلي سبب استندت عليه الولايات المتحدة الأمريكية لخلخلة الأوضاع بشكل كامل في لبنان، وحصد المزايا السياسية عن ذلك في كل المنطقة، هذا إلي جانب تسخير الأمم المتحدة لتبني الرؤية الأمريكية بكامل تفاصيلها عن الحادث، وتحريك الشارع اللبناني على نحو عجل باعادة خلط الأوراق هناك ، لصالح اسرائيل بالدرجة الأولى، هذا علاوة على التهديدات التي وجهتها واشنطن والدول الغربية لسوريا، استناداً على فرضية تورطها في مقتل الحريري – وهي فرضية انتشرت فور حدوث العملية في بيروت، وحتى قبل ان تُجمع اشلاء القتلى، مع تسخير آلة الإعلام الجهنمي في شتى ارجاء العالم للترويج لتلك الفرضية، استناداً على معطيات سياسية مختلف عليها، دون برهان جنائي أو علمي حول ذلك. حاول المتخصص الألماني منذ وقوع الحادث وحتى نشر كتابه البحث عن الأدلة الجنائية التي تثبت تورط النظام السوري في ذلك الحادث، لكنه كان متشككا في الأمر وخاصة ان المحافظين الجدد في واشنطن، وضعوا نصب اعينهم هدف تغيير النظام السوري منذ ما قبل اغتيال الحريري بسنوات، ما يعني – واتساقاً مع سياساتهم - ضرورة البحث عن سبب قوى لتنفيذ ذلك التغيير، وفقما لما تعودناه منهم في بلدان أخرى. – لكن المتخصص الألماني بعد طول بحث وسفريات ولقاءات وتحليلات، وخلافه توصل لنتائج معاكسة لتلك الفرضية تماماً ما لفت انتباه المتخصص الألماني في علوم الجريمة – فور مقتل الحريري ان الأمم المتحدة لم تحتاج لكثير من الوقت لتتبنى فرضية حكومة الرئيس جورج بوش، ومثلما يقول في كتابه – لم تكن الجثة قد بردت بعد، حتى تبنت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة فرضية واشنطن، الأمر الذي دفع كثيرا من علماء الجريمة في العالم – ومنهم الألماني موضوع المقال – لاشتمام رائحة المصلحة السياسة وراء تلك الفرضية، فبالرغم من انعدام الأدلة التي تؤكد تورط سوريا في الأمر، اعتبر كوفي آنان ان فرصته الوحيدة لإنقاذ سمعته ومنصبه من الضياع - بعد الاتهامات المبرهن عليها الخاصة بتورط ابنه في فضيحة رشاوي " النفط مقابل الغذاء " - تكمن في تبنى الفرضية الأمريكية لمقتل الحريري، وبمعنى ان آنان ووفقاً لما توصل اليه الباحث الالماني جرى ابتزازه في لحظة كان من السهل ابتزازه فيها، ولم يجد امامه مخرجاً آخر سوى الموافقة الكاملة على ما تطلبه واشنطن بهذا الخصوص، ويدلل على ذلك الاتجاه الذي تطورت نحوه الأمور ، حيث طلب الأمريكيون صراحة من آنان تفويض القاضية العامة في لاهاي كارلا ديل بونتي، المسؤولة عن ملف الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش، في تحديد رئيس لجنة التحكيم، فيما لم تجد الأخيرة – برغم فرق لجان التحقيق الجنائية المتخصصة التي تملكها المحكمة الدولية سوى صديقها المدعي العام الالماني ديتليف ميليس ، لتنفيذ المرحلة الأولى من " الاعمال القذرة " حسبما وصفها الباحث الالماني ، وتماماً مثلما طُلب منه، استكمل ميليس تقريرين مؤلفين عائمين لا يصلحان حتى كسيناريو متواضع لأحد الافلام البوليسية للهواة – لم يتضمنا أية براهين حقيقية برغم التحقيقات الشكلية والاستجوابات التي قام بها هنا وهناك، مع تضمنهما " اعترافات " من اشخاص ليسوا فوق مستوى الشبهات وثبت قطعاً بعد ذلك بأدلة راسخة تعرضهما للتعذيب، أو للابتزاز، ما دفعهما لاحقاً لسحب اعترافاتهما والاقرار بكذبها ، وهو ما أجبر ميليتس الألماني على التراجع والانسحاب بعد ثبوت مشاركته في اسخف كذبة عرفتها لجان التحقيق في المحكمة الدولية. – في تكرار لسناريو رئيس لجان التفتيش في العراق - وفي التاسع والعشرين من مارس حصل ميليتس – للتخفيف من وقع الفضيحة – على وسام الصليب الألماني من الدرجة الأولى لمساهمته في مكافحة الارهاب الدولي!!؟ أكدت عمليات البحث التي قام بها الخبير الألماني في علم الجريمة، ان اجهزة التشويش التي استخدمها موكب الحريري بشكل دائم ، تعطلت قبل ساعة واحدة من حدوث عملية الاغتيال في هذا اليوم تحديداً، وتوقف عمل الجهاز الالكتروني الخاص بتعطيل استقبال وارسال اية ذبذبات، ليس فقط لاجهزة التليفون المحمول، بل واية اجهزة تحكم عن بعض يعرفها العالم وتستخدم للتفجير عن بعد، وان تلك الخاصية ، حسبما بينت الاختبارات التقنية بعد ذلك لا يمكن تعطيلها الا من الشبكة المركزية للتحكم في النظام الاليكتروني لتلك الاجهزة، والتي لا تملكها الا الشركة الموردة لها ، الأغرب من ذلك ان الشركة التي ورّدت تلك الأجهزة شركة اسرائيلية ، وهو الأمر الذي تعمد تقرير ميليتس اخفائه، واستمر بحث الخبير الألماني في تلك النقطة إلي حد تحدثه مع أحد اصحاب الشركة الاسرائيلية، ليكتشف لاحقاً انه عمل حتى سنوات مضت في جهاز المخابرات الحربية الاسرائيلية يشير كتاب الخبير الألماني من جهة اخرى إلي العلاقات الخفية التي جمعت بين بعض اعضاء تيارالمحافظين الجدد في الولايات المتحدة الأمريكية، واليمين المتطرف في اسرائيل، وبعض المهاجرين اللبنانيين للولايات المتحدة من المتورطين منذ زمن في عدة محاولات – نجح بعضها وفشل البعض الآخر – لاغتيال سياسيين لبنانين، وتلبيس الأمر لسوريا.، وتحدث الخبير الألماني مع أحد هؤلاء وأجرى معه حواراً مطولاً ضمنه كتابه. . اللبناني هو رئيس اللجنة الأمريكية لتحرير لبنان المعروفة باسمUSCFL)«، وهو نفسه رجل البنوك اللبناني زياد عبد النور، والذي تضمنت قائمة السياسيين لديه، الواجب التخلص منهم رفيق الحريري، واكتشف الألماني ما يعرفه اللبنانيون والعرب منذ أمد وهو ان لعبد النور اتصالات مع الادارة الأمريكية واجهزتها المختلفة ، إلي حد انه معروف في الأوساط السياسية والمالية اللبنانية، بانه احمد الجلبي اللبناني، بل هو الصديق الصدوق للأمريكي المحافظ " كاره العرب" Daniel Pipes. هذه هي القضية ببساطة من منظور احد خبراء الغرب ممن امضوا اعمارهم في هذا المجال، والغريب في الأمر وكما يقول الألماني ان الكثير من أجهزة المخابرات في العالم – ومنها اجهزة عربية – كانت تعلم منذ البداية حقيقة اتجاه سير التحقيقات، ودوافعها واهدافها..ما يعني ان بعض انظمة المنطقة العربية كانت تعلم الحقيقة منذ البداية أيضا، لكن تلك الأنظمة فهمت على الفور الرسالة التي اراد الأمريكيون والاسرائيليون ارسالها، وخاصة وانهم يستخدمون في مواكبهم نفس أجهزة التشويش التي استخدمها الحريري، والتي يمكن تعطيل عملها في اية لحظة. وهذا وحده يفسر المطلب السخيف الذي طلبته تلك الأنظمة من بشار الأسد، بضرورة خفض رأسه أمام الريح. ولو الى حين أخيراً – لم يرغب ابناء الحريري – لأسباب عاطفية وغيرها – في تصديق عدم تورط سوريا في الأمر، برغم المعلومات التي وفرها لهم جهاز مخابرات غربي، لدولة كان رجلها الأول صديق وفي لابيهم وفضلوا تصديق الرواية الفرنسية والأمريكية – الاسرائيلية ، والعوم مع التيار وتجاهل القاتل الحقيقي، على التورط في خوض طريق كشف الحقيقة، لعلمهم بأنه لن يمكّنهم من الأخذ بثار ابيهم، وسيجر عليهم عداوات دولية قد يخسرون فيها أكثر من المال الكتاب لا يمكن اختصاره في هذا المقال ، لكنه في حقيقته صفعة لنظم عربية كثيرة، فضلت فقدان الشرف والعفة ومجاراة الوهم والكذب والخداع الأمريكية، مع البقاء في اماكنها، على الشرف والمقاومة وكشف الزيف والكذب، ولو ادى ذلك الى الرحيل. وعلى رأي المثل " فليقولوا الف مليون مرة " جبان " ، ولا مرة واحدة " الله يرحمه "

الشايب
16/04/2006, 12:54 PM
المؤلف : Jürgen Cain Külbel

العنوان : Mordakte Hariri

دار النشر :im Kai Homilius Verlag

الرقم الخاص :ISBN 3-89706-860-5, .

اللبناني زياد عبد النور..
ممول العماد ميشيل عون وتياره سابقا..
ممول القوات اللبنانية حاليا.. وتلفزيون L B C ..
وربما وليد جنبلاط..
يجب التفتيش دائما عن "المال"..
بقي رابط بسيط قد يكشف كل شيء وهو علاقة زياد عبد النور بالأمير بندر والأمير الوليد..

طارق شفيق حقي
16/04/2006, 06:13 PM
الى الصفحة الرئيسية في مجلة المربد

الشايب
17/04/2006, 08:24 AM
رفيق الحريري, الاغتيال, ما بعد الاغتيال..1.

من هو رفيق الحريري..؟

المفروض أنه رجل أعمال عصامي لبناني من الجنوب, سافر إلى العربية السعودية, حيث وبخلال "عدة سنوات" تحول إلى "أهم رجل أعمال" في المملكة, والأقرب إلى الملك "فهد", ثم نقل أعماله إلى "فرنسا" ليقوم بتغطية استثماراته هناك "السيد جاك شيراك", سياسيا وقانونيا. وكل ذلك في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات, وليقوم "رفيق الحريري" بدعم مالي "هام وحاسم" للسياسي الفرنسي ذو الطموحات الكبيرة والإمكانيات المالية المحدودة "جاك شيراك".

والذي بدأ رئيسا "ناجحا" لبلدية باريس وانتهى رئيسا "فاشلا" لفرنسا, وخلال هذا الزمن الطويل كلّه, مستشارا ممولا بقوة من رفيق الحريري, ثم شريكا صغيرا له في أعماله, ثم غطاءا "دوليا" للعملية "المالية المعقدة" في الاستيلاء على أكبر سيولة نقدية في العالم "مليارات الملك فهد", تحت غطاء المصارف الخاصة "والحكومية", الفرنسية, في الوقت الذي دخل فيه "الملك فهد" بما يشبه "الكوما" فعليا.

وكانت هذه العملية المالية السبب الرئيسي في اغتياله.

اضاءات على ما سبق..

الحريري_الملك فهد_جاك شيراك:

لأنني مواطن عربي سوري مقيم في الجمهورية العربية السورية, التي تعرضت لاتهام مباشر في الضلوع في الاغتيال, من أسرة "آل الحريري" وورثته ومستشاريه وتياره السياسي.

ولأن لجنة التحقيق الدولية برئاسة القاضي الألماني "ديتليف ميليس" أشارت إلى "تورط أمني سوري", في حين صرح القاضي الألماني "ديتليف ميليس" نفسه وبعد خروجه وفريقه الألماني بالكامل من لجنة التحقيق لأسباب مختلفة, بأن النظام السياسي في سوريا هو من اغتال رفيق الحريري, علانية وعبر وسائل الأعلام.

فأنا شخصيا أستطيع وفق ما سبق أن أتقدم بدعوى قضائية أمام المحاكم في بعض الدول الأوروبية, وخصوصا المحاكم الألمانية, بحق السيد "ديتليف ميليس" وفريقه, في ما يتعلق بالعمل الغير منهجي وتزوير الحقائق والتغطية على جوانب رئيسية في التحقيق, وأهمها استبعاد كون الجريمة "مالية", وتتعلق بالاستيلاء على ثروة الملك فهد, بوصف رفيق الحريري, يملك توكيل مالي من "الملك فهد" ويتصرف بموجبه. ولي كل الحق بافتراض "أبوة شرعية", ولكن غير معلنة, وطلب فحص لل "D N A", للسيد سعد الحريري وأحد أبناء الملك فهد, بأخذ عينة بسيطة من "اللعاب". علما أن هناك إثباتات تشير إلى أن "والد ووالدة" رفيق الحريري, كانا يعملان في العربية السعودية في توقيت متزامن مع الفرضية.

سياسيا, كان من الممكن ملاحظة التوتر في علاقة رفيق الحريري, بتيار الأمير بندر "الأمريكي" في الأسرة المالكة السعودية, وخصوصا انه اضطر إلى نقل أعماله من السعودية إلى فرنسا تحت ضغط هذا التيار على "الملك خالد", الذي ضغط على ولي عهده.

ولقد قطع تيار الأمير بندر, الطريق دائما على رفيق الحريري في أن يكون له علاقات "جيدة" مع مسؤولين كبار أمريكيين, خلال فترة رئاسة "بيل كلينتون", بدليل أن رفيق الحريري والذي كان خارج رئاسة الحكومة اللبنانية, في جنازة "الملك الحسن الثاني" ملك المغرب, شوهد في الجنازة برفقة الرئيس الفرنسي والذي اقترب من الرئيس بيل كلينتون المشارك في الجنازة, وقدم له رفيق الحريري, مما أثار تساؤلات في الصحف الأمريكية والفرنسية, عن سبب هذه المصافحة غير البروتوكولية, وهذه العلاقة غير "المفهومة" بين الرئيس الفرنسي ورفيق الحريري.

علما أن عنوانا كبيرا وذو دلالات تصدر صحيفة اللوموند الفرنسية بعيد اغتيال رفيق الحريري, يقول: "إنها صفعة قوية لشيراك".

وخلال الثمانينيات والتسعينيات, كانت بعض الصحف الفرنسية تحمل دائما إشارات و "اتهامات" لجاك شيراك "بتورطه" بأعمال وعلاقات "مالية" مع رفيق الحريري, ثم بحمايته لأولاد رفيق الحريري بتجاوزات "قانونية وأخلاقية", ولقد اتهم جاك شيراك في فترة رئاسته لبلدية باريس "بالفساد المالي", وتمت ملاحقته قضائيا بما عرف بقضية "فواتير الطعام" الني صرفتها أسرته من صندوق بلدية باريس على الطعام وقدرت بملايين "اليورو", ثم سقطت عنه بفعل حصانة منصب الرئيس, وأعاد القضية مواطن فرنسي للحياة من حيث أنها أموال الشعب الفرنسي.

الحريري_جاك شيراك_إسرائيل..

في قمة انتصارات المقاومة الإسلامية اللبنانية, اتهم حزب الله رفيق الحريري أوائل التسعينيات وفي أول حكومة له, بأنه يريد إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب, تنفيذا لاتفاق الطائف, وتمهيدا لطلب خروج الجيش العربي السوري بعد ذلك مباشرة, من لبنان.

ولكن قائد الجيش اللبناني وقتها, ورئيس الجمهورية الحالي, العماد إميل لحود, رفض تنفيذ أمر السلطة التنفيذية اللبنانية, "الحكومة اللبنانية".

ولنا عودة إلى هذه النقطة تحت عنوان فرعي "الحريري والشرق أوسطية"..

ولكن ما يهمنا هنا الآن أن رفيق الحريري وبعد فشله في إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب, وما أعقب ذلك من توتر شديد ودائم بينه وبين المقاومة وجمهورها الكبير في الداخل اللبناني, ومع الرئيس حافظ الأسد شخصيا, استطاع بوساطة الرئيس الفرنسي "جاك شيراك", إطلاق سراح المناضلة اللبنانية الشيوعية " سهى بشارة", من السجون الإسرائيلية, وهي المناضلة التي نفذت محاولة اغتيال قائد جيش لبنان الجنوبي, المتعامل مع إسرائيل, والمسيطر على الأمن في الجنوب اللبناني منذ ما بعد اجتياح العام 1982 وحتى الهزيمة العام 2000, الضابط اللبناني المنشق "أنطوان لحد", والتي أسفرت عن إصابته بجروح خطيرة لم تودي بحياته.

لقد أعطت هذه العملية لرفيق الحريري ولتياره, غطاء ما مقاوم, في مواجهة حزب الله و "ثقافة المقاومة" على الساحة اللبنانية.

ولكن العملية بحد ذاتها تشير إلى العلاقة بين الرجل وبين إسرائيل عبر رئيس فرنسا شخصيا, وعبر الضابط المتقاعد ورئيس جهاز الأمن السابق في لبنان "جوني عبدو" المستشار الاستراتيجي لرفيق الحريري, ففي النهاية كانت عملية إطلاق المناضلة "سهى بشارة", خدمة إسرائيلية لرفيق الحريري.

علما أن من يتابع الصحف الفرنسية والكتاب "اليهود" تحديدا فيها, يستطيع أن يلاحظ وبسهولة أنه تم دائما التغطية على علاقة, الحريري_شيراك, وعلى أعمال واستثمارات وتجاوزات, الحريري في فرنسا.

إذا المشهد الرئيسي "المال", والمشهد المتفرع عنه هو الطموح السياسي المرتبط بعوامل نفسية, وتداعيات شخصية, لرفيق الحريري.

لا يمكن النظر إلى رفيق الحريري على انه "لاعب سياسي" في الشرق أوسطية, أو حتى احتياطيا رئيسيا, لأنه لم يكن قريبا من الأمريكان بما يكفي ليلعب هذا الدور, وإنما لاعبا موسميا, هذا إذا استفدنا من تعبيرات "السفير المصري" الذكي فعلا, في لبنان, وطريقته في عرض نتائج حواراته مع الأطراف السياسية على الساحة اللبنانية.

إذا ما هو مشروع رفيق الحريري الشرق أوسطي..؟

الشايب
17/04/2006, 10:37 AM
رفيق الحريري, الاغتيال, ما بعد الاغتيال..2.

الحريري وتطور حركته السياسية..

بدأ الصحفي اللبناني "نبيل خوري" في مجلته الأسبوعية السياسية الصادرة من باريس, "المستقبل", التسويق لرجل الخير "رفيق الحريري". وبدأت خطوات رفيق الحريري السياسية, في مؤتمرات الحوار لأقطاب الحرب اللبنانية في جنيف ولوزان, في أوائل الثمانينيات, برفقة مستشاره الاستراتيجي وسفير لبنان "جوني عبدو", وهو ضابط لبناني كان على رأس أهم جهاز أمني في الحرب الأهلية اللبنانية, متهم بأنه كان وراء إرسال سيارات مفخخة إلى "بيروت الغربية", ويعرفه الفلسطينيون جيدا كأهم ضابط ارتباط بين الموساد الإسرائيلي والسلطة اللبنانية والقوات اللبنانية, وقتها. وقد قدمته لرفيق الحريري السيدة نازك الحريري, وهو لا يزال يعترف صراحة بفضل هذه السيدة عليه.

ويبدو في الشهرين الأخيرين فقط أن سعد الحريري استغنى عن خدمات "جوني عبدو", الذي لا يرغب وليد جنبلاط بالتعامل معه, على وقع تداعيات محاولة اغتيال هذا الأخير أثناء الحرب الأهلية اللبنانية, وبناء على نصيحة سعودية أيضا, في حين لا يزال جوني عبدو مستشارا للسيدة نازك الحريري.

وفي وجود هذا الرجل إلى جوار رفيق الحريري وأسرته. ما يكفي من الدلالة على اتصال ما وتنسيق ما, دائم ومستمر, مع الإسرائيليين.

وعلى أية حال لم ينكر يوما رفيق الحريري علاقته "بإسرائيليين".

وربما كان طموح رفيق الحريري وقتها, لا يتجاوز أعلى منصب في النظام السياسي الطائفي في لبنان, رئيس الحكومة, هو ومستشاريه اللبنانيين والفرنسيين, وكان لا يزال حجم الرجل وعلاقاته, ومن ثم طموحه السياسي الشخصي, لا يشكل قلقا للسوريين, ولا يشكل رهانا ما, حقيقيا للإسرائيليين, في حين شكّل خروجا من الإحراج وحلا للسعوديين, ولم يكن معروفا من الأمريكان.

ولكن المشهد تغير بسرعة في العالم, بعد الانهيار السريع للاتحاد السوفييتي.



"ولذلك تم إطفاء الحرائق التي قامت على أساس الصراع السوفييتي _ الأمريكي, وبالتالي استطاع العرب, وخصوصا الفلسطينيين والسوريين, الوصول إلى نجاحات سياسية مهمة على صعيد الصراع مع إسرائيل, بعودة هذا الصراع إلى حجمه الحقيقي الإقليمي".

في لبنان لم يتغير المشهد, ولكن تغيرت الطموحات والأحلام والآمال. ما يهمنا منها هنا, حالة رفيق الحريري.

في اتفاق الطائف وإنهاء حالة تمرد العماد ميشيل عون "بغطاء فرنسي", ثم انتخاب رينيه معوض رئيسا ثم اغتياله السريع, ما يكفي من الدلالات للقول:

قدّم الفرنسيون للإسرائيليين, رفيق الحريري, على أنه حاكم لبنان القادم ومعه السلام الذي تريده إسرائيل بشدّة, وكانت ضربات حزب الله والمقاومة اللبنانية, في تلك الأثناء لا تزال ضمن المقبول.

ولذلك استطاع رفيق الحريري في مؤتمر الطائف "انتزاع" صلاحيات هامة من منصب رئيس الجمهورية المسيحي لصالح رئيس الحكومة المسلم, بضغط من الإسرائيليين على حلفائهم اللبنانيين, ومن أرضية أن "السلام" الذي فشل مع رئيس جمهورية مسيحي "أمين الجميل", لن يفشل مع رئيس حكومة مسلم "رفيق الحريري".

في حين سوّق رفيق الحريري, مؤتمر الطائف, في الأوساط السياسية السعودية خصوصا, والخليج ومصر عموما, على أنه انتصار مزدوج, على المسيحيين في لبنان, وصولا إلى إعطاء لبنان وجها أكثر "عروبة وإسلاما", ومدخلا لتطويق "المد الشيعي" في "لبنان وسوريا".

وهذا ما أثلج صدر الملك فعلا, وخفف عنه الضغط العائلي والإرباك, وسمح لرفيق الحريري بالوصول إلى "موازنة" خاصة من قبل الملك ومن ثروته الشخصية, لتمويل هذا المشروع الكبير.

وأنا أميل إلى القول والتحليل, أن العلاقة التي بدأت بين رفيق الحريري وعبد الحليم خدام, في لوزان, تطورت إلى بداية "مؤامرة", في تلك الجلسات الطويلة في, الطائف.

بمعنى, وتحت نشوة الانتصار على "التيار المسيحي" في الطائف, بادر أحد من الرجلين إلى القول, أن الرئيس حافظ الأسد, مريض, ولا بد من تصحيح الوضع في سوريا, وهكذا بدأ التفكير, ولكن أحدا لم يكن مستعجلا وقتها, فقد شعر كلّ من الحريري وخدام, أنهما يملكان دعما دوليا هائلا, ولكن ولطالما كان الدعم الدولي "وهما وسرابا".

ثم كان الترتيب الشهير, بتقديم "رينيه معوض", كرئيس لجمهورية لبنان, بضمانة عبد الحليم خدام, للرئيس حافظ الأسد وتسويقه في سوريا, على أنه "مضمون", أي أنه لن يطلب خروج الجيش العربي السوري من لبنان, بعد سنتين من تاريخ مؤتمر الطائف.

في حين كان المخطط يقتضي, أن يطلب الرئيس المنتخب وفور تسلمه صلاحيات منصبه "خروج الجيش العربي السوري", من لبنان.

وتوقع المتآمرين أن يتم السيناريو نفسه, الذي تأخر إلى العام 2005, وتطلّب اغتيال "الحريري" نفسه.

بعد انتخابه بأيام قليلة صرح الرئيس رينيه معوض, أنه سيطلب خروج الجيش العربي السوري من لبنان, في أقرب فرصة, فكان الاغتيال للرئيس رينيه معوض, ولعلاقة الصداقة بين رفيق الحريري والرئيس الأسد, ولمستقبل عبد الحليم خدام السياسي في سوريا.

وكان هناك صمت إسرائيلي مريب, ولا مبالاة أمريكية حقيقية, ولكن هذا لم يكن حقيقة المشهد, لقد كان الأمريكان يجهزون لتوريط صدام حسين في اجتياح الكويت, ويجهزون هم بدورهم لتحرير الكويت في مرحلة لاحقة, وكانوا لا يزالون مترددين في الزحف على بغداد وإسقاط صدام حسين, وكان "الإسرائيلي" في هذا المخطط الاستعماري, لا دور له وخارج اللعبة.

بدليل, أنّ الرئيس حافظ الأسد, دخل إلى جانب الأمريكان في عملية تحرير الكويت "الفلكلورية", ولكنه استطاع أن ينتزع من الامريكان تفويضا حقيقيا في لبنان, استخدمه على ثلاث محاور وهي:

_ في دعم المقاومة الإسلامية اللبنانية "حزب الله", وضد إسرائيل.

_ وفي إدارة الشؤون اللبنانية "أمنيا", وخارج الحد الأدنى من البروتوكول السياسي, بعد تلك المؤامرة الصغيرة.

_ وفي ضبط وكبح جماح وطموح رفيق الحريري في التغيير في لبنان وسوريا.

بعد ان استطاع رفيق الحريري بضغط سعودي _فرنسي, على الامريكان وبالتالي سوريا, في بقاء رفيق الحريري لاعبا رئيسا على الساحة السياسية في لبنان, وعدم الرضوخ إلى طلب الأسد في إعادته إلى "رجل أعمال" في السعودية.

وهذا ما يفسر العلاقة القلقة دائما بين سوريا وحلفائها وبين رفيق الحريري.

لقد انتصر حزب الله في لبنان على إسرائيل, واعترف بالدعم العربي السوري لمقاومته,وهذه حقيقة.

وكلّف "غازي كنعان" بإدارة الملف اللبناني, ومنحه صلاحيات وثقة, أكثر من اللازم, وهذه حقيقة.

في حين بقي رفيق الحريري, مربكا ومتورطا في إدارة شؤون لبنان, وهنا تم التقاطه إسرائيليا أكثر فأكثر, وهنا يجب التوسع أكثر في رسم المشهد.

كان التمديد للرئيس "الياس الهراوي" حلا وسطا, بين "غازي كنعان" و "رفيق الحريري" وكان مؤشرا خطرا على علاقة ما, بين الرجلين, لم يتأخر الرئيس حافظ الأسد في التقاطه لاحقا, وان كان قد أصبح أكثر مرضا واقل نشاطا وأكثر حاجة إلى آراء "مساعديه", ولذلك طبعت تلك الفترة "بالبطء الشديد".

وفي تلك الفترة أيضا أصبح رفيق الحريري أكثر ارتهانا للإسرائيليين الذين وقعوا تحت المقاييس التي فرضها الرئيس حافظ الأسد, على الساحة اللبنانية, وقبلها الامريكان.

إذا تم القبول بما سبق, فلا بد من إعادة قراءة العلاقة الإسرائيلية_الأمريكية, وقدرة إسرائيل على التأثير على القرار الأمريكي, وفعالية اللوبي الصهيوني, وهو موضوع لطالما أهمله العرب أو تكلموا فيه, بما يخدم الصورة الإسرائيلية, وضخموه إلى درجة لم يصدقها الإسرائيليون أنفسهم.

لنتحدث لاحقا وقريب, إن شاء الله, عن الحريري في الطريق إلى "الشرق أوسطية"..

الشايب
17/04/2006, 02:07 PM
رفيق الحريري, الاغتيال, ما بعد الاغتيال..3.

الحريري والطريق إلى الشرق أوسطية..

في منتصف التسعينيات من القرن الماضي, انشغل الأمريكيون في وقف تداعيات انهيار الاتحاد السوفييتي في أوروبا, الشرقية والغربية, والكتلة الجبارة للاتحاد السوفييتي.

مع ما قد يفرضه ذلك من احتمال سحب الجيوش الأمريكية من اغلب الدول الأوروبية, التي بدأت تتسارع خطواتها باتجاه "الوحدة الأوروبية الاقتصادية", وآثارها الاقتصادية على الدولار الأمريكي.

وبدا الهم الرئيسي في الكيان الإسرائيلي محصورا في وقف الانتفاضة الفلسطينية ثم المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية وصولا إلى "العودة" إلى الداخل, والاستقرار الفلسطيني, في حين بدأت ضربات المقاومة تشير بوضوح إلى الهزيمة القادمة سريعا على جيش الاحتلال الإسرائيلي وعملائه اللحديين, وكان تفاهم نيسان بين المقاومة الإسلامية اللبنانية والكيان الصهيوني بوجود فاعل لسوريا وضمانات دولية, مؤشرا حقيقيا على أن القبضة السورية لا تزال هي الأقوى على الساحة اللبنانية, ولا تزال تحمي المقاومة لوجستيا وسياسيا في الداخل اللبناني وعلى الساحتين الإقليمية والدولية, وفي مواجهة إسرائيل.

وبدا رفيق الحريري في مد وجزر سياسي مرّة داخل الحكم ومرّة معارض, ولكنه في حجم أصغر من أن يكون له أي وجود في مشهد سياسي محكوم بضوابط "سياسية" ورجال سياسة وحكم, من الطراز الأول.

وفي فترة التمديد ثلاث سنوات للرئيس اللبناني السابق الياس الهراوي, حسم الجميع رأيه وتشكلت الجبهة الغير معلنة, بين عبد الحليم خدام وغازي كنعان, وبين رفيق الحريري, وان كان لا يزال يكتنف موقف العماد حكمت الشهابي الغموض, إلاّ أن الرئيس الفرنسي كان قد أصبح متورطا بعلاقات مالية وسياسية معقده مع رفيق الحريري.

وقرر الجميع انتظار وفاة الرئيس حافظ الأسد, للوصول إلى السلطة في سوريا ولبنان معا, وصولا إلى اتفاق سلام بين البلدين مجتمعين وبين إسرائيل.



ولأن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون, كان لا يزال يراهن بقوة على إمكانية الوصول إلى اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل, فقد أدار ظهره لهذه المؤامرة, ولم يتبنى هؤلاء المتآمرين.

في حين كان الإسرائيليون يميلون إلى الرهان على قدرة الرئيس كلينتون على إقناع الرئيس الأسد, بالسلام. الاّ أنهم وبعد انتخاب العماد إميل لحود رئيسا في لبنان, وسعوا اتصالاتهم بالحريري وخدام وكنعان, ولكنهم لم يستطيعوا تجاوز الخطوط الحمراء, المقبولة أمريكيا للدور السوري في لبنان, والتي ندم عليها جورج بوش الأب, ولكن الرئيس كلينتون تابع الالتزام بها.

ثم كان للقدر دورا حقيقيا أيضا, لم يقبل الرئيس حافظ الأسد بالتنازل عن الحقوق في الجولان.

أصبح عبد الحليم خدام خارج القرار السياسي نهائيا, ونقل غازي كنعان إلى داخل سوريا, ومنع من الذهاب إلى لبنان الاّ بأذن رسمي رئاسي, والتجول في لبنان الاّ برفقة العميد رستم غزاله.

ثم انتصرت المقاومة وانهزم الجيش الإسرائيلي, وتغيرت الاستراتيجية الإسرائيلية, تجاه سوريا ولبنان, وتوفي الرئيس حافظ الأسد رحمه الله, وانتقلت السلطة بهدوء إلى الأسد الشاب, لقد مرّت اللحظة التي انتظرها المتآمرون طويلا, ليستفيقوا وهم مذهولون على حقيقة أن شيئا لن يتغير.

وصل المضطرب نفسيا "جورج بوش" إلى رأس السلطة في أمريكا, ومن صلب التيار الاستعماري الأمني الأمريكي, الذي استطاع بيل كلينتون أن يوقف مخططاته ثمان سنوات متواصلة, وان كان ذلك قد كلفه الفضيحة الشهيرة.

تلك المخططات التي وضعت على أساس أن "جورج بوش الأب" سيبقى ثمان سنوات, وفي "الدورة الثانية" لرئاسته, كان من المفروض أن يدخل ومن الكويت إلى العراق لإسقاط صدام حسين.

ليسقط هو نفسه, في السنة الرابعة والأخيرة من فترة رئاسته الأولى, مع سقوط مروحية "البلاك هوك" على يد المقاومة العربية في الصومال العربي.

وهكذا كان كل ما يحتاجه الرئيس جورج بوش الابن, حدثا يوازي دخول صدام حسين إلى الكويت, ولكن صدام حسين نفسه, لم يكن مستعدا هذه المرّة لتكرار الوقوع في الفخ ولو ضمن له الأمريكيين رئاسة العراق لألف سنة قادمة.

ومن هذه الزاوية تحديدا, يمكن النظر إلى أحداث 11 أيلول, على أنها واحد من احتمالين لا ثالث لهما:

_ أو أن التوقيت خدم فعلا جورج بوش.

_ أو أن أجهزة استخبارات أمريكية, رصدت العملية, وتابعتها عن قرب وعندما أصبح التنفيذ وشيكا, كان القرار بأن الإدارة الأمريكية تستطيع الاستفادة من هذه الضربة بما يبرر السكوت عنها, ولهذه الطريقة الأمريكية, سوابق تاريخية كثيرة,

وبالتالي تكون ضربة البنتاغون, عملية موازية للعملية الرئيسية التي اقتصرت على البرجين الشهيرين فقط. ربما لإعادة البريق إلى المؤسسة العسكرية الأمريكية أو لدفعها إلى عدم معارضة الرئيس الأمريكي في حروبه التي تنتظر "شرارة" ما, او احتمالات أخرى.

ولكن تعديلا مهما طرأ على مخططات جورج بوش الأب وتياره السياسي, بقيادة ابنه, تمثل في عدم اعتماد سياسة تمتد إلى ثماني سنوات, هذه المرّة, وهذا ما يفسر الاستعجال الأمريكي إلى دخول العراق, والسيناريو الضعيف والسخيف في إدانة العراق في مجلس الأمن, والذي كان من المستحيل تكراره في إدانة سوريا, بالرغم من تمثيلية, ما بعد اغتيال رفيق الحريري, وسيناريو ديتليف ميليس الأكثر تحضيرا واتقانا, ولكن العالم كان بعد دخول العراق وانكشاف المخطط الأمريكي, قد تغير فعلا.

ويبقى في هذا المشهد المعقد والغرائبي موضوع "الجمرة الخبيثة", مؤشرا حاسما ودليلا على صراع رهيب ودموي على أعلى مستويات الإجرام داخل المؤسسات الحاكمة في أمريكا, بدليل أن أحد أطراف هذا الصراع استخدم فعليا "سلاح جرثومي" ضد أمريكيين آخرين, بقصد "الابادة الجماعية", لسياسيين ومدنيين وموظفين حكوميين. وفي تواقت مريب وبعد أحداث 11 أيلول, وتم التعتيم كليا على حدث بهذا الحجم ولم يعد أحد في العالم يتكلم عنه, كما لو أن الجميع في أمريكا وخارجها, نسي الأمر, أو كأن شيئا لم يحدث.

وهذا لا يعني أن العمليات التي جرت في 11 أيلول ليست تخطيطا من قبل القاعدة ولا يعني أن الرجال الذين نفذوها كانوا بأي شكل من الأشكال "عملاء لأمريكا" أو يقدمون خدمة لها, بل وعلى العكس يجب النظر إلى ما جرى في 11 أيلول على أنه حدث تاريخي ونقلة نوعية في أداء المقاومة الإسلامية, وانتقالها إلى استلام المبادرة وكسر حاجز التكنولوجيا, وتغيير رئيسي في طريقة واليات الصراع مع الإمبريالية الاستعمارية الأمريكية إلى الأفضل, وهم بالتأكيد "شهداء".

وانتقال المقاومة الإسلامية إلى هذا النوع من العمليات لا يجب فصله عن التجربة الغنية للقتال ضد الجيش السوفييتي في أفغانستان, مع ما رافق ذلك من تطور في استراتيجية المقاومة, واكتسابها للبعد العالمي وخروجها إلى الأهداف الكبيرة, وخصوصا في القطاع الوحيد المؤلم للأمريكي والأوروبي الاستعماري, أي "الاقتصاد".

....................

أنا آسف للإطالة ولكنني لم استطع تكثيف الموضوع أكثر مما فعلت, وأتمنى أن أوفق في الإضافة الرابعة والأخيرة, في الوصول إلى عملية الاغتيال والدور الإسرائيلي.

محمود الحسن
17/04/2006, 02:13 PM
يجب أن يُترجم هذا المقال لعدة لغات أخرى وخاصة الانكليزية

كما يجب التوسع في نشره

شكرا للصديق الشايب

الشايب
17/04/2006, 08:04 PM
صديقي محمود..

انا ابذل كل الجهد في ما اعتبره قضيتي وقضيتكم وقضية المربد ايضا..

القتال بكل الوسائل من أجل قضايا العرب والمسلمين..

الشايب
18/04/2006, 09:11 AM
رفيق الحريري, الاغتيال, ما بعد الاغتيال..4.

الحريري, في قلب الشرق أوسطية..

ثم كانت 11 أيلول..

وكان لافتا جدا للنظر, أن أول مسؤول في العالم اتصل بالأمريكان واستنكر هذه الحادثة, وبعد "ست ساعات" من وقوعها, هو "رفيق الحريري".

وفي خلال هذه "الساعات الستة", حدث أمر ذو دلالة هامة للغاية.

سمح الرئيس الأمريكي, لطائرات خاصة وأفراد من أسرة "بن لادن", بالطيران في الأجواء الأمريكية, التي أغلقت على مدى 48 ساعة في وجه الجميع.

لقد كان عدد كبير من الأشخاص في العالم, "يعلم", أن حدثا كبيرا واستثنائيا, ومختلفا, سيحدث في أمريكا, وستقوم به القاعدة.

لا يزال, الكتابة في موضوع "القاعدة", كتنظيم وتاريخ حديث, مبكرا قليلا, وأتمنى أن أعود لاحقا للكتابة بخطوط عريضة عن تطور هذا "الفكر الجهادي", وانتقاله الجغرافي.

وحتى احتلال بغداد, بدا العالم حذرا وخائفا من الأمريكيين عموما ومن إدارة الرئيس بوش و "صقورها البلاستيك", وقد ذوبتهم نار المقاومة العراقية, تحديدا. حاول رئيس وزراء فرنسا الحالي ووزير خارجيتها وقتها, التصدي ثقافيا, للاستعمار الأمريكي في مجلس الأمن, وفشل.

في حين قال وزير خارجية سوريا العربية, ونائب الرئيس الحالي فاروق الشرع, العبارة الرائعة والصحيحة والخطيرة: "انه سطو مسلح".

معلنا للعالم وبوضوح, أن النظام في سوريا, لن يقف مع الامريكان في احتلال العراق, و"سرقته".

إن عدم تقديم سوريا العربية, أي نوع من التعاون والمساعدة للأمريكيين في العراق, ولو على سبيل "منع المقاومين" من عبور الحدود إلى العراق, "خلسة", وتحت ستار الليل, وبدون علم حرس الحدود السوري, كان هو السبب المباشر والوحيد, لسقوط التفاهم السوري_الأمريكي, في لبنان.

وقرر جناح الصقور في الإدارة الأمريكية انه قد حان الوقت "لإطلاق يد إسرائيل من جديد", في لبنان, "والانتقام" من السوريين.

ورغم أن الرئيس الأسد كان قد بدأ يسرّع بحذر من خروج الجيش العربي السوري بعد أحداث 11 أيلول, وكان قد خرج فعليا إلى خارج الحدود اللبنانية أكثر من "ستين بالمئة", من وحدات هذا الجيش, إلا أن تغييرا كبيرا كان قد وقع, وقرار مثقلا "بالمشاعر الشخصية", كان قد اتخذ ضد النظام في سوريا.

ولذلك تغير المشهد كثيرا, وبسرعة.

تم استحضار المؤامرة الثلاثية من الأدراج, واستعد "الحريري_كنعان_خدام", ونشط الدور الفرنسي وعادت المعارضة السورية في الخارج, "فرنسا" تحديدا, إلى الحياة, وصدرت قرارات "لمعاقبة سوريا", ولمع نجم العماد ميشيل عون في قاعات الكونغرس الأمريكي, وعادت الحياة إلى تياره بقوة في لبنان, والى تيار القوات اللبنانية وبقية الشخصيات ذات العلاقات السابقة بإسرائيل.

ولكن شيئا على الأرض في لبنان لم يتغير, فحلفاء سوريا لا يزالون يمسكون بأجهزة الأمن اللبنانية, وبمجلس النواب, ولا يزالون يملكون أكثرية حكومية, ولا يزال رفيق الحريري مطوقا بقوة.

وحتى المخابرات الإسرائيلية التي تتمتع بغطاء ممتاز في لبنان, وتستطيع التحرك بحرية في مناطق "القوات اللبنانية" و "الحزب التقدمي الاشتراكي", في الجبل وبيروت. لم تستطع التحرك الفعلي ضد "حزب الله", عدوها الرئيسي في لبنان وخصمها الذي لا يرحم, ولم تنفذ إلا عملية اغتيال واحدة ناجحة ضد احد قياديي هذا الحزب.

كان لا بد وبرأي, "الحريري جنبلاط وفرنسا وإسرائيل", من إجبار سوريا على الخروج من لبنان بأي وسيلة.

ومرّة ثانية, كان التمديد لرئيس الجمهورية الحالي, مفصلا رئيسيا في تطور الأحداث, قد يبدو التمديد للرئيس إميل لحود "فخا" وقع فيه النظام في سوريا, أو خطأ سياسيا, أو قصور رؤيا, ولكنه بالتأكيد لم يكن حدثا منفصلا بذاته, وهو أيضا كان "واجهة", لإصدار القرار (1559) في مجلس الأمن, وليس أكثر من ذلك.

ولا يمكننا الآن, إلاّ النظر, إلى قرار التمديد, على أنه, وبسبب ضراوة المعركة التي يتعرض لها الرئيس الحالي إميل لحود, رهانا صائبا وخيارا ذكيا.

كان التمهيد الإعلامي قبل وبعد القرار (1559), في لبنان وعلى الساحة العربية, ينحصر في مصطلحات لبنانية بسيطة, "التدخل السوري في الشؤون الداخلية اللبنانية" و "فرض رئيس جمهورية", "إعادة انتشار الجيش العربي السوري", في حين أطلق في فرنسا وأمريكا شعار مختلف ولكنه يبقى لبنانيا, "تحرير لبنان من الغرباء", وفي تلك المرحلة فعلا بدأ اسم "زياد عبد النور" يتردد.

بتقديري الشخصي وقراءتي, حتى هذا الوقت لم يكن أحد يفكر جديا, باغتيال رفيق الحريري.

ولكن, ومع تدهور صحة الملك فهد, وتسارع استيلاء رفيق الحريري على المليارات, قرر "الورثة" المعترف بهم, إيقاف الرجل, وقرر تيار الأمير بندر "الانتقام", وشعر تيار الصقور في الإدارة الأمريكية أنهم بحاجة إلى إشعال جبهة موازية ومتزامنة و"دينية", تغطي على الانهيار الأمريكي العسكري والسياسي في العراق, وتسمح بتوظيفات أخرى متعددة لاحقا, ربما يكون أهمها في وقتها "إعادة استدراج" سوريا إلى العراق.

في حين وجد الإسرائيليون أنفسهم أمام تطور سريع ومفاجيء, في البلد الذي يشكل بالنسبة لهم, الخطر الأكبر, ما دامت المقاومة موجودة, وما دامت "ثقافة المقاومة" تتصاعد عربيا وإسلاميا.

ويشكل لهم الحل المستقبلي "والوحيد", للتوطين والترانسفير, والسياحة والصناعة الإسرائيليتين.

ولقد كانت تلك الحاجات المستقبلية الإسرائيلية الملحّة, هي أرضية التلاقي الرئيسية بين الحريري وإسرائيل, ويبدو "وحتى ظهور أدلة جديدة", أن رفيق الحريري, في ما يختص بالصراع بين إسرائيل وحزب الله, كان لا يزال مترددا في سلوك الخيار الإسرائيلي في ما يختص بالية وطريقة "نزع سلاح" حزب الله, وكذلك حليفه وليد جنبلاط, لأسباب مختلفة ومتباينة, ولكنها قبلا معا, تقديم خدمات لوجستية و "أمنية" لإسرائيل في هذا الصراع الرهيب, والذي يتجاوز طاقتيهما وإمكانيتيهما معا.

إذا, فقد الحريري بنظر إسرائيل قدرته في المعركة ذات الأولوية مع "حزب الله", وأيضا بدا لإسرائيل أن قرارا أمريكيا قد اتخذ, بالسماح باغتيال هذا الرجل, ولكن بتوقيت مناسب للأمريكان, على وقع أحداث العراق.

وفي النهاية لم يقرر الإسرائيليين اغتيال الحريري ولم ينفذوا هذا الاغتيال, وعمليا لم يتغير الوضع في لبنان كثيرا بالنسبة لهم, ورغم خروج الجيش العربي السوري, وكان كل ما فعلوه هو "الصمت".

ملاحظات:

بعد الاغتيال..

تطور الشعار اللبناني إلى "حرية , سيادة, استقلال", ثم "لبنان أولا", وصولا إلى "الهلال الشيعي" و "الخطر الفارسي".

إن تنفيذ عملية انتحارية, وهي الطريقة التي اغتيل بها رفيق الحريري, لا يتعلق بأجهزة تشويش متطورة في تفجير أدواته "سلكية", وتوجيهه"بصري" ومباشر.

إن "ازدياد ثروة", رفيق الحريري في العامين الأخيرين من 4 مليارات إلى 16 مليار دولار أمريكي تم توزيعها على الورثة, وكشف عنها, وهي لا تشمل "مقتنياته" من "الألماس" الذي كان شريكا رئيسيا فيه مع "يهود" روسيا وإسرائيل, وكان ينقله بطائرته الخاصة, وشخصيا, وفي زياراته الرسمي.

لا يمكن أن تكون من وراء النجاح الاقتصادي, والذي لا يمكن أن يكون أصلا سبب ثرائه السريع جدا, وهي ليست ناتجة عن "سرقة لبنان", ووصوله إلى أربعين مليار دولار كدين "داخلي", منها اقل من "مليار" فقط ديون خارجية بالدولار.

لقد اكتفى الحريري بشراء العقارات, ووسط بيروت التجاري فقط.

الشايب
23/04/2006, 05:41 AM
تقديم:

-((الحوار المترجم أجرته "Muslim-Markt" مع مؤلف كتاب "ملف اغتيال الحريري" وهو كتاب يبدو جديدا لأنني سمعت به لأول مرة هنا من بسام الخوري. الكاتب "يورجن كاين كولبل" (Juergen Cain Kuelbel)، من مواليد 1956 درس علوم الجريمة في جامعة هومبولد ببرلين وبعد تخرّجه منها اشتغل طيلة 11 سنة في ألمانيا الشرقية كمفتش ومحقق ومستجوب في قضايا جنائية وجرائم قتل مجهولة الجاني.
حصّل سنة 2000 على جائزة في التأليف وفي سنة 2003 تأهل ليصبح محررا، ونشر في مجلات ألمانية عديدة عن مواضيع مثل لبنان/سوريا، الشرق الأدنى، المحافظين الجدد في أمريكا إلخ...
إضافة إلى ذلك فـ" يورجن كاين كولبل" رياضي كبير حاصل على درجتي "دان" في فن القتال "الكاراتيه" وعلى درجة "دان" أولى في "الشوتوكان". بالمناسبة: "كولبل" هذا نفسه هو الذي كان في الثمانينات من القرن الماضي قبل اتحاد الألمانيتين لعب دورا كبيرا لكي تصبح رياضة فنّ القتال (الكاراتيه) في ألمانيا الشرقية رياضة مسموح ومعترف بها بعد أن كانت محضورة، وهو الآن إضافة لمهامه الأخرى يشغل منصب الكاتب العلمي في المدرسة الألمانية العليا للرياضة في لايبتزغ ويعيش مع عائلته في برلين))-

xxxxxxx


ترجمة الحوار:




سؤال: حضرة السيد المحترم كولبل، لماذا يكتب مقاتل كراتيه تعلّم هذا الفن في اليابان وكان في ألمانيا الشرقية يقوم بالتحقيق في قضايا جنائية شائكة عن الشرق الأدنى بالضبط؟


كولبل: كان لدي الحظ النادر أن أعيش في التسعينات في مصر، وكانت حياة من النوع الكفيل بأن يجعل كلّ أوربي "متحظر" يصاب بالرعب: كنت أعيش مع عائلتي في الريف، تصادقنا مع الفلاحين وكنا نقضي معهم وقتا كثيرا نتناقش معهم بما تسمح لنا به اللغة عن مشاكلهم وأحوالهم وهمومهم، كنا نتحدث عن السياسة وأيضا عن الفرعون "مبارك" الذي لا يحبه الكثيرون منهم لكنهم لا يعبّرون عن اشمئزازهم منه إلا همسا. طفلتنا التي كان عمرها حينئذ 13 سنة كانت مثلا تذهب معهم لرعي الغنم وابن الفلاح كان في المساء يغني لها أمام باب البيت أغاني الحب. كان وقتا جميلا تعرّفت خلاله على أصدقاء مهمين وعلى انسجام إنساني كما لم يعد موجودا في أوربا.
منذ ذلك الوقت وأنا لم أبرح أهتم بمصر وبالشرق الأدنى على العموم لا من حيث الثقافة ولا فيما يخصّ التاريخ أو الوضع الحالي. ومما يجعلني حانقا هي تلك التحفظات عند الكثير من الأمريكان وعند الذين يعتبرون أنفسهم "متحظرين" في برج أوربا تجاه "العرب" عموما والأصوليين على وجه الخصوص، فالصراعات القائمة حاليا في الشرق الأدنى ما هي إلا نتيجة لتأثيرات الإستعمارييين السياسية والإقتصادية وعلى رأسهم فرنسا وانجلترا وأمريكا. تلك التأثيرات التي بدأت في أوائل القرن الماضي ومازالت مستمرة حتى الآن هي وحدها المسؤولة عن كارثة الشرق الأدنى. هنا يجب رؤية الأمور على حقيقتها.


سؤال: كتابك الحالي كتبته عن عملية اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري الذي اغتيل قبل أكثر من سنة. منذ ذلك الحين والسياسة الدولية تضع مسؤولية هذه الجريمة على عاتق الحاكمين في دمشق، أما أنت فلا. هل تعلم أكثر مما تعلمه المخابرات الألمانية؟



كولبل: لست أدري ما تعلمه تلك المخابرات أو ما تدّعي أنها تعلمه أو ما تكتمه عنوة. لسان حال المخابرات يقول أنها تكون دائما عاهرة النظام، يعني جزء من جهاز الدولة، وكما كتب "إنجلز" (Engels) فالدولة بكل الأحوال هي في الأساس ماكينة من أجل قمع الفئة المضطهدة المستغلة. وطبعا هذا يصحّ أيضا عندما تتعاون المخابرات فيما بينها دوليا، كما حصل في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي عندما ضلعت في أنشطة استعمارية جديدة ضدّ دول وطنية شابة أو ضدّ حركات تحريرية شابة في آسيا، افريقيا، أمريكا اللاتنية وطبعا في الشرق الأدنى والأوسط. ذلك لم يتوقّف أبدا ومساهمة المخابرات الألمانية في حرب العراق -التي يتمّ التقليل من شأنها- مثال معاصر على ذلك. لذلك فأنا ليس لديّ أي دافع لكي أصدّق أقوالا ما تصرّح بها المخابرات سواء كانت ألمانية أم أجنبية فكلّها امتداد لساعد السياسة الإستعمارية.
جثمان الحريري كان مايزال على طاولة التشريح عندما سارع الرفاق في الإدارة الأمريكية –أولائك الذين قال عنهم كاتب الخيال العلمي المعروف عالميا Stanislaw Lem والذي توفي في نهاية شهر مارس: "ينقصهم العقل"- سارعوا إلى نشر الإدعاء بأن سوريا تقف وراء جريمة القتل. أما شلّة الحكومة في القدس التي لها على أراضي دولتها سجونا سريّة تدع فيها مواطنين وأجانب يمارس عليهم التعذيب، والتي تقوم بتصفية الناس المشتبهين بطريقة استهدافية و"وقائية"، فسارعت هي أيضا لكي تزعق مع فرقة المرتلين.
أنا على كل حال أعتبر أن كل المعلومات التي توصلت إليها أثناء تحقيقي في قضية اغتيال الحريري ودوّنتها، كان على كلّ مخابرات مهما كانت صغيرة أن تعرفها ناهيك عن الموساد والـ سي آي إي. فالأمر هنا ليس خيال بأي حال بل واقعيات ليس عسيرا على المحترفين الوصول إليها. تلك الواقعيات التي توصلت إليها في تحقيقي لا يمكن نفي علاقتها بعملية الإغتيال، لكنها لا تتلاءم مع الرأي الرسمي للسياسة "الدولية" تجاه سوريا ولبنان التي تمليها رؤوس غبية (حتى نعيد ما قاله Stanislaw Lem) تلك التي تريد أن تقود أمريكا وأن تسود العالم، لذلك فتلك الواقعيات لا يتمّ حتى نكرانها بل تجاهلها فقط وبكل بساطة. فمن سيريد أن يوجه التهمة لنفسه إذا كان يمسك بخيوط السلطة في يده؟ لذلك ففي قضية اغتيال الحريري لا يمكن الإعتماد على المخابرات أو على السياسة بل فقط على العمل الصحفي النزيه.


سؤال: تعقباتك تقود إلى ناحية أخرى من العالم وهي امريكا، ولقد أطلقت على حكومة المحافظين الجدد مفهوم " Neokon-Kabale " فماذا يمكننا أن نفهم من هذا الإصطلاح؟


كولبل: سياسيو أمريكا المحافظين الدساسين الجدد („Neokon-Intrige“-Politiker) من الطرف اليميني، محاربون بدم بارد، معادين للشيوعية وفي أدمغتهم تصرصر رياح الإمبراطورية الأمريكية والعالم الأحادي القطب و أمريكا العظمى الأعظم. خيالهم المريض تأسس على نظرية الفيلسوف اليهودي "ليو شتراوس" (Leo Strauss) أبوهم الإيديولوجي الذي زعم أنه "بما أن الإنسان شرير الطبع فهو بحاجة للسيادة عليه، والسيادة لا يمكن أن تنشأ إلا في إطار وحدة ضدّ الناس الآخرين". شتراوس هذا كان قد اقترحه مستشار هتلر في القانون "شميت" (Schmitt) سنة 1934 على مؤسسة روكيفيلر (Rockefeller Foundation) وأوصاهم به. درّس حتى وفاته سنة 1973 في شيكاغو.
من بين الذين تتلمذوا عليه نائب الرئيس الأمريكي "تشيني"، وزير الدفاع "رامسفيلد"، رئيس الأركان السابق "ليببي"، نائب وزير الدفاع السابق ورئيس البنك العالمي حاليا " وولفوويتز"، رئيس التخطيطات في البنتاغون "فايت"، نائب وزير الخارجية السابق "ارميتاج" .. وهلمّ جرّا، العالم يعرف عصابة اللصوص.

وولفوويتز ألّف سنة 1992 ملفّ استراتيجية عبارة عن رؤيا فحواها أن أمريكا قوة عظمى تبني تفوقها العسكري بشكل لا يمكن اللحاق به، وتوقف المنافستين ألمانيا واليابان عند حدّهما ويمكنها القيام بحروب عديدة في نفس الوقت. وقبيل الإنتخابات الرئاسية سنة 2000 نشر المحافظون الجدد مقال "إعادة بناء قوة الدفاع الأمريكية" وهو عبارة عن نسخة مهذبة لكتيّب الطـّـعن الذي ألّفه وولفوويتز وشرحوا فيه ما سوف يأتي بعد الوصول لسدّة السلطة: زيادة في عدد الجيوش الأمريكية، تطوير قنابل نووية جديدة، قواعد عسكرية في آسيا، حروب ضد العراق وإيران وكوريا. وولفوويتز كان يفترض أنه "من المرجح أن عملية التغيير ستستغرق وقتا طويلا جدا، إلا إذا وقع حادث كوارثي يلعب دور المعجّل مثل واقعة "بيرل هاربر" (Pearl Harbor)".
وذلك ما حصل بالفعل في الحادي عشر من سبتمبر 2001. بعد ثلاثة أيام من الحدث ذكر وولفوويتز الجناة: الميت أسامة بن لادن، القاعدة، صدام حسين.
حرب أفغانستان التي هي نقطة بداية "الحرب على الإرهاب" في كل أصقاع العالم، توافقت صدفة مع مشاريع المجموعة البترولية الأمريكية UNOCAL التي كانت تنوي مدّ أنبوب بترول وغاز انطلاقا من تركمنستان إلى باكستان مرورا عبر أفغانستان، لكنها لم تستطع تحقيق ذلك أبدا بسبب نظام طالبان. الدمية الأمريكية حميد كرزاي الذي كان سابقا يشتغل مستشارا لدى UNOCAL، وقّع عقد مدّ الأنبوب في شهر مايو سنة 2002 بعد نهاية الحرب بوقت قصير.

البنتاغون لم يجد أدلة ضد خصمه في الحرب رقم إثنان صدام حسين (بخصوص الحادي عشر من سبتمبر –إضافة المترجم-)، كما لم يجد وثائق تدلّ على علاقته بالإرهاب أو على برنامجه لإنتاج أسلحة الدمار الشامل، قتمّ بكل وقاحة وجسارة تزوير تلك الأدلة ثم تلاها اتخاذ القرار بغزو العراق.
وولفوويتز شرح فيما بعد أن وجود أسلحة دمار شامل عراقية لم يكن أبدا بالنسبة للولايات المتحدة سببا هامّا للحرب بل كان فقط جـُـعل موضوعا لأنه "كان سببا يمكن لكلّ واحد أن يوافق عليه"، هذا مؤخوذ تماما عن كلام "ليو شتراوس" الذي عنده حصّل على الدكتوراه: "أما إذا كانت خطورة الإنسان مفترضة أو مسلّم بها فقط وليس متيقن منها، فيمكن مع ذلك اعتقاد العكس والعمل على إزالة خطورة الإنسان المعروفة حتى ذلك الحين".

احتياطي البترول العالمي الموجود في آسيا الوسطى، في العراق، في إيران وفي العربية السعودية يمثل بالنسبة للولايات المتحدة وريد الحياة. بوش التكساسي البترومليونير يمثل سلطة الشركات البترولية وخلق بمكائد حكومته الأساس الإيديولوجي والسياسي لكي ينجز للـّـوبي متطلعاته الجيوستراتيجية. مشروع المحافظين الجدد الإستعماري الذي كان يضحكنا لسنوات أصبح فجأة يصلح لكي يحقق مطامع شركات البترول الإستعمارية الجديدة.



سؤال: ها أنت الآن فاجأتنا، نحن لم نكن حتى لنعرف أن أسامة بن لادن (USAma bin Laden) عاش يوما، أما أنت فتعلم أنه مات. من أين لك بهذه المعلومة؟


كولبل: نعم، أنا أسبقكم لمعرفة ذلك، وبما أنني أعمل حاليا في إنجاز كتاب عنوانه العملي: "أسامة بن لادن – مسرحية عالمية بجثة" فأنا لا أودّ أن أتحدث عن هذا الأمر، لكن دعنا ببساطة في هذا الموقف الحساس نتفق على الـ"ماركة" التسويقية أسامة (Osama) بن لادن أو كذلك أسامة (USAma) بن لادن فالمنصة البروباغاندية تخدم العدو والصديق.


سؤال: يبدو أن ما يسمى بثورة الأرز التي كان من المفروض أن تقوم قبل الثورة البرتقالية والثورة الزرقاء، لم تصل بعد للأهداف المرغوبة. لماذا في نظرك يصعب على الرأي العام الإعلامي أن يرى بوضوح علاقات الأمور فيما بينها وفي نطاقها العالمي؟

كولبل: كما سبق القول فالشلة التي تحيط ببوش لها مصالح اقتصادية بترولية راسخة. ما يدّعى من "بناء أمة" عبر "ادخال الديمقراطية" (الدمقرطة) يسمى إذا ترجمناه بوضوح: إنشاء دول تابعة فوق آبار البترول وفي المناطق التي تمرّ عبرها أنابيب ذات الأهمية الإستراتيجية. بالنسبة لواشنطن فكلّ شيء يدور في فلك المصالح الإقتصادية، الجيوسياسية، الستراتيجية والمالية.
لصوص البيت الأبيض لا يأخذهم خجل من أجل الديمقراطية، الأمر لا يتعلّق البته بهذه الكلمة التي ينطق بها فمهم في كلّ مناسبة.

اغتيال الحريري قدّم لهم طبعا الإمكانية لكي ينظّموا في لبنان أيضا واحدة من تلك الثورات البطيخية، ثورات عصر كوندوليزا. الآن توجد هناك (في لبنان) حكومة تتحكّم فيها بشكل أو بآخر واشنطن عن بعد. ما لا يعرفه إلا القليل: في لندن إلتقى نهاية فبراير المنصرم طابور خامس من اللبنانيين المهاجرين الذين يحلمون بالتدخل في الحياة السياسية اللبنانية مع أعضاء من البرلمان البريطاني لكي يطلبوا المساعدة هناك. بعد وقت قصير تجمّع في بروكسيل طابور خامس آخر ممن كرّسوا هدفهم لـ"دمقرطة" سوريا في أقرب وقت، كلّهم يتمتّعون بتأييد مجانين الديمقراطية من وراء البحر.

خرافة الديمقراطية الآتية من واشنطن تذكّر بأيام الإنسانية الخوالي عندما كانت أسطورة حاملي الثقافة تنتشر بين أجدادنا. اليوم يريد مكتشفوا كوكاكولا الإرتقاء إلى حاملي الديمقراطية الوحيدين. هذه كبرياء لا مثيل لها.
وهنا نصل إلى الشطر الثاني من سؤالك. فمن العجيب أن جزءا كبيرا من "العالم الديمقراطي المتحظر" يساهم معهم رغم علمه، وهذا يبيّن لنا ماذا تسوى حضارتنا فعلا. فهذه الحضارة تعلم أولا ومنذ زمان أن "بوش يملك خاصيّة الغباء" حتى نذكر من جديد كاتب الخيال العلمي المعروف عالميا البولوني Stanislaw Lem الذي وافاه الأجل قبل أيام قليلة، وتعلم ثانيا أن العالم يتحوّل من سيء لأسوء بسبب أناس مثل نائب الرئيس ديك تشيني ومجرم الحرب دونالد رامسفيلد وأفعى الديمقراطية كوندوليزا رايس. في الحقيقة لم يعد حتى لوسائل الإعلام البلدية أي دافع لكي تصدّق ولو كلمة واحدة من هؤلاء المجرمين الأمريكيين.
بربر البيت الأبيض استحقوا صفة مجرمي الحرب على أقصى حد من التأجيل عندما بدأوا حرب العراق لدواع مزورة، وكان من الطبيعي أن يمثلوا أمام محكمة دولية تقضي عليهم بالحدّ. دعونا نحلم: كلّ ديمقراطية –مهما كان معنى الديمقراطية- كان عليها بعد ذلك ( بعد الحرب على العراق –إضافة المترجم-) أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية وأن تطالب بتدخّل الأمم المتحدة لمواجهة اللصوص في واشنطن. الفادح هو أن كياننا الديمقراطي المزعوم في أوربا ووسائل الإعلام المؤازرة له لا تتخلّص من غباوتها التي تجعلها تخدم قصر الشلة المجرمة التي تحكم الولايات المتحدة.

الديمقراطية الدولية الذليلة ووسائلها الإعلامية –حيث يشتغل أناس أذكياء- لم تجد شيئا تفعله بعد اغتيال الحريري سوى أن تتبنى مجملا وبدون نقد هراء واشنطن العديم الدلائل ضدّ سوريا. لحدّ الآن لا يوجد ولو دليل واحد يدعّم نظرية المآمرة التي ألقى بها الأمريكيون والإسرائيليون في أجواء العالم. لكن التهمة قائمة، أيضا بفضل وسائل الإعلام البلدية الألمانية وحتى بفضل بعض الجرائد التي تريد أن ترى نفسها –لسبب ما- موضوعة في الزاوية اليسرى.

تم تحرير المشاركة بواسطة المغربي: أمس, 10:19 PM

طارق شفيق حقي
23/04/2006, 08:25 AM
في حين قال وزير خارجية سوريا العربية, ونائب الرئيس الحالي فاروق الشرع, العبارة الرائعة والصحيحة والخطيرة: "انه سطو مسلح".

معلنا للعالم وبوضوح, أن النظام في سوريا, لن يقف مع الامريكان في احتلال العراق, و"سرقته".

إن عدم تقديم سوريا العربية, أي نوع من التعاون والمساعدة للأمريكيين في العراق, ولو على سبيل "منع المقاومين" من عبور الحدود إلى العراق, "خلسة", وتحت ستار الليل, وبدون علم حرس الحدود السوري, كان هو السبب المباشر والوحيد, لسقوط التفاهم السوري_الأمريكي, في لبنان.


سطرت سوريا بأحرف من نور على صفحات التاريخ دعمها للمقاومة العراقية ورفضها للاحتلال والسطو المسلح

ولن يضيع ذلك ابدا فمهما استعلت امريكا فان الله اكبر ولمن يظن بالله الظنون عليه ان يعود لصفحا ت التاريخ

ليعلم مصير كل متجبر

الشايب
25/04/2006, 11:03 AM
محمد زهير الصديق..

ببساطة..

إذا قدّر لزهير الصديق أن يبقى على قيد الحياة, وهذا صعب, وأن يظهر ولو لمرّة واحدة في مؤتمر صحافي مباشر أمام وسائل الإعلام كلّها, فسيكتشف العالم كلّه, أنه لا يجيد تقريبا, القراءة والكتابة.

ثم لماذا لا يذهب أحد القادرين على الحركة, إلى وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية لمعرفة ما إذا كان هذا الرجل قد حصل أولا على "شهادة بكالوريا"..؟

ثم نحسم الجدل في ما إذا كان ضابط سوري, أو مخبر للأمن من خارج الأجهزة الأمنية العربية السورية التي كانت عاملة في لبنان.

ولكن القضية كلها ليست هنا..

إذا قبلنا جميعا "شبابا وشيبا", أن مروان حمادة وفارس خشّان, هما من كان "يفبرك" الشهود ويقدمها "لي ميليس", وأهمهما "هسام هسام" و "زهير الصديق".

وإذا قبلنا بما قاله في مؤتمره الصحفي "هسام هسام", وبانتظار أن يظهر زهير الصديق في هكذا مؤتمر ولو في "تل أبيب".

ويجب أن يتم هذا القبول, "بالفبركة", لأن "هسام هسام", قال علانية أن "مروان حمادة", قدّمه على أنه "الشاهد الملك", للسيدة "بهية الحريري" في دارة رفيق الحريري في قريطم, ولقد طالبنا السيدة بهية الحريري طويلا بإنكار هذه القصة أو تثبيتها, فاكتفت بالصمت الرهيب.

واعتبرنا ذلك اللقاء قد تم, بدليل أن الصحفي فارس خشان أصدر بيانا يقول فيه أن الشاهد هسام هسام كان قد طلب أن تلتقط له صورا مع السيد سعد الحريري في دارة العائلة في قريطم ولكن السيد سعد الحريري رفض..؟؟؟

بمعنى أن اتصالا ما كان يجري عبر فارس خشان مع آل الحريري, ويبدو أن رفض سعد الحريري للشاهد الملك في قضية اغتيال والده, غير مبرر وغير مفهوم وغير منطقي, إلا إذا كان اللقاء قد تم فعلا, وأراد الغبي فارس خشان أن يبرر الموقف سريعا, بعد المؤتمر الصحفي الشهير لهسام, وهذا ما حصل فعلا.

ومن هذه القصة, تحديدا, يجب الانتباه إلى أن تيار المستقبل وبقية أعداء سوريا العربية في لبنان, تركوا "الشاهد الملك", هسام هسام, يتجول حرّا طليقا, في بيروت, التي كانت وقتها ووفق كل التصريحات على كل وسائل الأعلام الإسرائيلية العاملة في لبنان, تقول أن أجهزة الأمن السورية هي من قتل قصير "وليس جنبلاط", و مي شدياق "وليس القوات" و جبران التويني "وليس جنبلاط".

غريب جدا أليس كذلك..!!!!!!!!!!!

كيف لم يستطيعوا حماية كل تلك القامات الوطنية والفكرية والمذهبية اللبنانية, ولكنهم تركوا شاهدهم الملك "حرّا طليقا", لا خوف عليه ولا هم يحزنون.

إلا إذا كان من قام بكل تلك العمليات من قتل ومحاولات قتل, هم من يحميه فعلا, أي وتحديدا: وليد جنبلاط, (القواتيين المنشقين عن سمير جعجع في ما يختص بمحاولة مي شدياق), وضباط الأمن العام اللبناني من تيار المستقبل.

اتصل زهير الصديق بالديار وفق سيناريوهين لا ثالث لهما...

1- أو أنه احتاج مالا ولم يستجيب فارس خشان, وتهرب منه, فقام بهذه الخطوة للفت انتباه تيار المستقبل وسعد الحريري لإعادة تمويله, من جديد.

2- أو أن فارس خشان أراد أن يوقع الديار بفخ, فوقع هو والمستقبل وبقايا الحريري فيه.

لماذا الاستنتاج, سيظهر قريبا جدا شارل أيوب ليقول الحقيقة, وربما لنستمع نحن جميعا إلى تسجيل المكالمة التي جرت بين الديار وزهير الصديق, وإذا حصل ذلك, أرجو من جميع المهتمين, الانتباه جيدا إلى طريقة كلام زهير الصديق وترابط حديثه ومفرداته, ثم يكون للحديث بقية.

وإذا لم يبث هذا الشريط, فهذا يعني أن سعد الحريري دفع كثيرا حتى لا يبث, ولكن النسخة الأصلية له هي الآن في سوريا وستقدم للمحكمة الدولية.

السؤال الأهم, لماذا لم تستطع القاضية اللبنانية "جوسلين تابت" مقابلة زهير الصديق في باريس رغم أنها تحمل صفة رسمية, ورغم أنها بقيت في باريس سبعة أيام.

أليس في هذا التصرف من قبل الرئيس الفرنسي وأجهزة قضاء الدولة الفرنسية ما يثير الاستغراب, كان يكفي أن يكرر زهير الصديق بعض ما قاله أمام لجنة التحقيق أمام القاضية اللبنانية, هكذا وببساطة.

حتى يستمر اعتقال الضباط اللبنانيين الأربعة, وبطريقة أكثر شرعية, ما دام الجميع "يعرف" أنهم قتلوا رفيق الحريري.