PDA

View Full Version : ترى هل نتفق على الجريمة لنختلف على العقوبة ؟



طارق شفيق حقي
01/12/2015, 11:38 PM
ترى هل نتفق على الجريمة لنختلف على العقوبة ؟
هل سنختلف مع الدنيوي بموضوع الحدود ونتفق معه على العقوبات

لكن قبل أن نحاور الدنيوي بقوانينه
هل مازالت الدنيا مكاناً لآمنا ؟
أخي وعزيز الدنيوي هل مازلت تحلم بمكان آمن على ظهر هذه البسيطة ؟

والسؤال المهم الذي يجب أن نطرحه
هل مشكلة الدنيوي هي مع الإنسان الآخر
أم هي مع الله ؟
الحد أم الجريمة ؟

من يجادل المسلمين حول الحدود ينسى أن من سن هذه الحدود هو الله في كتابه العزيز

وقبل أن نناقش هذه الحدود لنفلسف ونقارن ونقيس

الحدود القاسية أو غير القاسية كانت موجودة قبل الإسلام
فرجم الزانية كان في الأمم السابقة
أدرك أن الزنا لم يعد جريمة لدى الدنيويين لذا فالعقوبة صارت وحشية

الزنا صار مجرد حرية شخصية لذا فلماذا نعاقب الأحرار على حريتهم ؟

لكن ماذا عن السرقة ؟

هل يمكن أن نختلف عن السرقة أيضاً ؟


هل الموضوع يتعلق بالحساسية مثلاً
حساسية الدنيوي من كل الأمور الدينية
الدين وضع العقوبات لتكون الدنيا مكاناً أكثر آمناً ، أي بعكس ما يظن الدنيوي
هل حول الدنيوي الدنيا مكاناً بائساً بترك العقوبات ؟
" ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"

إن الله يخاطب أصحاب العقول ويؤكد لهم إن القصاص هو أحد دعائم الحياة

إن كل من يعترض على حد السرقة اليوم
يطالب بقطع يد المسؤول الحرامي ، وقطع يد الفاسدين في الحكم
لكن حين تناقشه حول حد السرقة تراه يرفضه

لكن ماذا لو قمنا بمقارنة بين الحدود التي اتبعتها الشعوب القديمة
كقطع اليد أو رجم الزانية أو الجلد، وقد كانت تقام علانية جهاراً نهاراً ولمرة واحدة ، وسر قسوتها في علانيتها ليعتبر كل ضعيف نفس وتبقى الجماعة ويموت الفعل الفردي الشائن.

ماذا لو قمنا بعقوبات السجون العلنية والسرية، والمخافر وأقبية المخابرات المحلية والعالمية

ماذا كان المساعد جميل والذي كان يذاع أسبوعياً عبر برنامج " حكم العدالة" من ضرب للسجين على قدميه للاعتراف القسري

ألم يكن يجلده ؟

يجلده على جرم لم يثبت بعد أنه اقترفه ؟

ماذا تفعل شرطة الجنائية من ضرب المتهم بكل الوسائل المعروفة وغير المعروفة ما يمكننا أن نذكره وما لا يمكن أن نذكره ؟

هل يمكن أن تقارن بالحدود التي وضعها الله ؟


هل تذكرون سجن غوانتامو ؟
هل تعرفون شيئاً عن تعذيب المساجين فيه ؟
والوسائل التي يستخدمها المحققون الدنيويون في التحقيق؟

الضرب بالكتب الضخمة على الرأس
الإغراق بالماء
الجلوس على مقاعد صغيرة جداً
منع السجين من النوم
التخويف بالكلاب البوليسية
الصعق بالكهرباء
الضرب على الأعضاء التناسلية
استخدام العقاقير الممنوعة
إذابة المواد البلاستيكة
الحرق
استخدام المواد الكيميائية
الثقب بالمثقب
كسر الأعضاء

وهذه بضعة وسائل من مئات الوسائل التي تفنن العقل البشري بابداعها

ويمكنكم تذكر سجن أبو غريب وما سربته إدارة بوش قصداً لإرهاب المقاومين في العراق

ثم يأتي من يتكلم عن حد الزنا وحد السرقة
هل المجتمعات البشرية مدعية وكاذبة ؟
هل القانون الدنيوي يدعي الإنسانية في العلن، بينما هو يمارس أقسى أنواع الحيوانية في الأقبية السرية والمظلمة ؟

ولو عدنا لحد الزنا في الإسلام لتوصلنا أنه يستحيل تطبيقه وفق الشروط القاسية التي اشترطها المشرع وهي شهادة أربع شهود عاقلين بالغين شاهدوا دخول الآلة في الآلة
فهذا الجرم إن لم يكن قد حدث جهاراً نهاراً وعلى رؤوس الأشهاد فكيف يمكن أن يشهد عليه هذا العدد

و حد السرقة الذي اشترط الشارع إشباع الناس وعدم حاجتهم للسرقة وتمكين الدين الإسلامي ونشره حتى يقام الحد
ولا شك أن هناك ما يسمى التعزير، فإن وجد القاضي وسيلة أخرى للعقوبة كالضرب أو السجن يفعلها وله أن يدرأ العقوبة بالشبهات


العقوبات البشرية والعقوبات السماوية

سر العقوبات السماوية أنها قاسية على نفوس البشر وهذا سر نجاحها ودليل على تأثيرها الناجع
العقوبة وضعت بمقدار يتناسب مع الجرم لا أكثر ولا أقل
العقوبة الربانية ناجعة

العقل الدنيوي الرافض للعقوبات الدينية يمكنه أن يناقش هذه العقوبات عقلانياً بدل رفضها عاطفياً

هل تنفيذ هذه العقوبات حمى المجتمع من الجريمة ؟

هل تنفيذ العقوبات البشرية الدنيوية حمى المجتمع من الجريمة؟

لنسأل هذه الأسئلة الموضوعية عوضاً عن الفلسلفة و قضم الحجارة.

هل الحكم بالسجن على السارق كان ناجعاً ؟

هل خرج السارق من السجون نقياً ، أم تعلم ما لم يكن يعلمه في فنون الجريمة في السجن ؟

كم جريمة قتل حدثت في مجتمعنا جراء دخول سارق لمنزل ؟

كم جريمة اغتصاب حدثت في مجتمعنا جراء دخول سارق لمنزل ؟

كم سارق تحول لقاتل جراء ضعف العقوبات ؟

والسؤال المعاصر ونحن نعايش الفرقة القذرة داعش الناتو من حولنا


ما هو عدد السارقين والمجرمين الذين انتموا لداعش ؟

بعد كل هذه الكلام أظن أننا دخلنا في نهاية مآساوية ، نهاية دنيوية حزينة
هل فشل الدنيويون ؟ وهم يرمون فشلهم على غيرهم ؟

إنه بؤس الدنيوية

لكن قبل أن نعرف عدد المجرمين الذي تخرجوا تحت فشل القانون الدنيوي في مجتمعنا

ما هو رد العقل الدنيوي على هذه النهاية المآساوية ؟؟

ما هي العقوبات التي طالبوا بها ضد حملة السلاح وضد الإرهابيين ؟

ما هي العقوبات التي طالبوا بها ضد التعفيش وضد السرقة وضد النهب والسلب ؟

ترى لو سألنا أي دنيوي وقلنا له : هل يستحق أردوغان قطع يده وقد سرق مدن سوريا وخاصة حلب ؟ ماذا سيقول ؟

ترى لو سألناه ما هي العقوبة التي يستحقها الذين اغتصبوا فتيات من حمص ودمشق وريف اللاذقية ، ما هي العقوبة التي يستحقها هذا الإرهابي ؟؟

ترى لو سألنا أي إنسان دنيوي ما هي العقوبة للحواضن التي لم تحمل السلاح لكن سمحت بدخول المسلحين ؟

وماذا عن من أيد فقط بالكلام هؤلاء الإرهابيين ؟


ماذا عن المحق والسحق والتطهير زراعة الفجل والبصل ؟

هذه هي صفحاتكم أصدقائي الدنيويين على الفيسبوك يمكنكم العودة لها وتدوين العقوبات التي طالبتهم بها ضد الإرهابيين .

إذن الذين طالبوا بالعقوبات المخففة يوماً هم الذين يطالبون بأشد أنواع العقوبات
هل كانت عقوبات السماء عقوبات وسط بين التراخي والتشدد ؟
أعتقد ذلك
فالعقوبات البشرية تتراوح بين التراخي قبل تفشي المرض، وسرعان ما تراه يتشدد بالعقوبات بعد تفشي المرض، رغم إن أي مرض يحتاج لجرعة دقيقة لا زيادة فيها ولا نقصان
فهل نفهم السلوك البشري وتناقضاته ؟ بين القصور في فهم التطور البشري وبين التفاوت في تطبيق العقوبات.
هنا فقط يمكنني أن أنهي كلامي

طارق شفيق حقي

حسين الحمداني
09/11/2016, 08:48 PM
السلام عليكم
موضوع كبير في الحقيقه لانجد الا أن تحيتكم وتسجيل مرورنا هنا