المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حليمة السعدية ترضع رسول الله عليه الصلاة والسلام



أبو شامة المغربي
12/04/2006, 10:08 PM
[حَدِيثُ حَلِيمَةَ عَمّا رَأَتْهُ مِنْ الْخَيْرِ بَعْدَ تَسَلّمِهَا لَهُ (http://<font%20size=)

صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ]


قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي جَهْمُ بْنُ أَبِي جَهْمٍ مَوْلَى الْحَارِثِ بْنِ حَاطِبِ (http://<font%20size=)الْجُمَحِيّ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَوْ عَمّنْ حَدّثَهُ عَنْهُ قَالَ:
كَانَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ أَبِي ذُؤَيْبٍ (http://<font%20size=)السّعْدِيّةُ أُمّ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ الّتِي أَرْضَعَتْهُ تُحَدّثُ أَنّهَا خَرَجَتْ مِنْ بَلَدِهَا مَعَ زَوْجِهَا، وَابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ تُرْضِعُهُ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، تَلْتَمِسُ الرّضَعَاءَ قَالَتْ وَذَلِك فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ لَمْ تُبْقِ لَنَا شَيْئًا.
قَالَتْ فَخَرَجَتْ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ مَعَنَا شَارِفٌ لَنَا، وَاَللّهِ مَا تَبِضّ بِقَطْرَةٍ وَمَا نَنَامُ لَيْلَنَا أَجْمَعَ مِنْ صَبِيّنَا الّذِي مَعَنَا، مِنْ بُكَائِهِ مِنْ الْجَوْعِ، مَا فِي ثَدْيَيّ مَا يُغْنِيهِ، وَمَا فِي شَارِفِنَا مَا يُغَدّيهِ - قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ يُغَذّيهِ - وَلَكِنّا كُنّا نَرْجُو الْغَيْثَ وَالْفَرَجَ فَخَرَجْت عَلَى أَتَانِي تِلْكَ فَلَقَدْ أَدَمْتُ بِالرّكْبِ حَتّى شَقّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ضَعْفًا وَعَجَفًا، حَتّى قَدِمْنَا مَكّةَ (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)نَلْتَمِسُ الرّضَعَاءَ فَمَا مِنّا امْرَأَةٌ إلّا وَقَدْ عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَتَأْبَاهُ إذَا قِيلَ لَهَا إنّهُ يَتِيمٌ وَذَلِك أَنّا إنّمَا كُنّا نَرْجُو الْمَعْرُوفَ مِنْ أَبِي الصّبِيّ فَكُنّا نَقُولُ يَتِيمٌ وَمَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ أُمّهُ وَجَدّهُ فَكُنّا نَكْرَهُهُ لِذَلِك، فَمَا بَقِيَتْ امْرَأَةٌ قَدِمَتْ مَعِي إلّا أَخَذَتْ رَضِيعًا غَيْرِي، فَلَمّا أَجْمَعْنَا الِانْطِلَاقَ قُلْت لِصَاحِبِي: وَاَللّهِ إنّي لَأَكْرَهُ أَنْ أَرْجِعَ مِنْ بَيْنِ صَوَاحِبِي وَلَمْ آخُذْ رَضِيعًا، وَاَللّهِ لَأَذْهَبَن إلَى ذَلِكَ الْيَتِيمِ فَلَآخُذَنّهُ، قَالَ: لَا عَلَيْكِ أَنْ تَفْعَلِي، عَسَى اللّهُ أَنْ يَجْعَلَ لَنَا فِيهِ بَرَكَةً.
قَالَتْ فَذَهَبْتُ إلَيْهِ فَأَخَذْته، وَمَا حَمَلَنِي عَلَى أَخْذِهِ إلّا أَنّي لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ، قَالَتْ: فَلَمّا أَخَذْتُهُ رَجَعْت بِهِ إلَى رَحْلِي، فَلَمّا وَضَعْته فِي حِجْرِي، أَقَبْلَ عَلَيْهِ ثَدْيَايَ بِمَا شَاءَ مِنْ لَبَنٍ، فَشَرِبَ حَتّى رَوِيَ وَشَرِبَ مَعَهُ أَخُوهُ حَتّى رَوِيَ ثُمّ نَامَا "وَمَا كُنّا نَنَامُ مَعَهُ قَبْلَ ذَلِكَ وَقَامَ زَوْجِي إلَى شَارِفِنَا تِلْكَ، فَإِذَا إنّهَا لَحَافِلٌ، فَحَلَبَ مِنْهَا مَا شَرِبَ وَشَرِبْتُ مَعَهُ حَتّى انْتَهَيْنَا رِيّا وَشِبَعًا، فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ.
قَالَتْ: يَقُولُ صَاحِبِي حِينَ أَصْبَحْنَا: تَعَلّمِي وَاَللّهِ يَا حَلِيمَةُ لَقَدْ أَخَذْت نَسَمَةً مُبَارَكَةً قَالَتْ فَقُلْت: وَاَللّهِ إنّي لَأَرْجُو ذَلِكَ، قَالَتْ ثُمّ خَرَجْنَا وَرَكِبْت (أَنَا) أَتَانِي، وَحَمَلْتُهُ عَلَيْهَا مَعِي، فَوَاَللّهِ لَقَطَعَتْ بِالرّكْبِ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهَا شَيْءٌ مِنْ حُمُرِهِمْ حَتّى إنّ صَوَاحِبِي لِيَقُلْنَ لِي: يَا ابْنَةَ أَبِي ذُؤَيْبٍ ، وَيْحَك ارْبَعِي عَلَيْنَا، أَلَيْسَتْ هَذِهِ أَتَانَك الّتِي كُنْت خَرَجْت عَلَيْهَا؟ فَأَقُولُ لَهُنّ بَلَى وَاَللّهِ إنّهَا لَهِيَ هِيَ فَيَقُلْنَ وَاَللّهِ إنّ لَهَا لَشَأْنًا.
قَالَتْ: ثُمّ قَدِمْنَا مَنَازِلَنَا مِنْ بِلَادِ بَنِي سَعْدٍ وَمَا أَعْلَمُ أَرْضًا مِنْ أَرْضِ اللّهِ أَجْدَبَ مِنْهَا ، فَكَانَتْ غَنَمِي تَرُوحُ عَلَيّ حِينَ قَدِمْنَا بِهِ مَعَنَا شِبَاعًا لُبّنًا، فَنَحْلُبُ وَنَشْرَبُ وَمَا يَحْلُبُ إنْسَانٌ قَطْرَةَ لَبَنٍ وَلَا يَجِدُهَا فِي ضَرْعٍ حَتّى كَانَ الْحَاضِرُونَ مِنْ قَوْمِنَا يَقُولُونَ لِرُعْيَانِهِمْ وَيْلَكُمْ اسْرَحُوا حَيْثُ يَسْرَحُ رَاعِي بِنْتِ أَبِي ذُؤَيْبٍ، فَتَرُوحُ أَغْنَامُهُمْ جِيَاعًا مَا تَبِضّ بِقَطْرَةِ لَبَنٍ وَتَرُوحُ غَنَمِي شِبَاعًا لُبّنًا، فَلَمْ نَزَلْ نَتَعَرّفُ مِنْ اللّهِ الزّيَادَةَ وَالْخَيْرَ حَتّى مَضَتْ سَنَتَاهُ وَفَصَلْتُهُ وَكَانَ يَشِبّ شَبَابًا لَا يَشِبّهُ الْغِلْمَانُ فَلَمْ يَبْلُغْ سَنَتَيْهِ حَتّى كَانَ غُلَامًا جَفْرًا.
قَالَتْ فَقَدِمْنَا بِهِ عَلَى أُمّهِ وَنَحْنُ أَحْرَصُ شَيْءٍ عَلَى مُكْثِهِ فِينَا ، لِمَا كُنّا نَرَى مِنْ بَرَكَتِهِ، فَكَلّمْنَا أُمّهُ وَقُلْت لَهَا: لَوْ تَرَكْت بُنَيّ عِنْدِي حَتّى يَغْلُظَ فَإِنّي أَخْشَى عَلَيْهِ وَبَأَ مَكّةَ، قَالَتْ فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتّى رَدّتْهُ مَعَنَا.

********************
المصدر: سيرة ابن هشام

http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=hes1183.htm (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=hes1183.htm)




د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

محمود الحسن
12/04/2006, 10:19 PM
السؤال الذي يطرح نفسه

من هو أبو الرسول صلى الله عليه وسلم بالرضاع؟؟؟

أبو شامة المغربي
12/04/2006, 10:42 PM
حمزة بن عبد المطلب


(55 قبل الهجرة ـ 3هـ)


هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، أبوه عبد المطلب بن هاشم، كبير قريش وسيدها وصاحب السقاية والرفادة فيها، وأمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشية، وهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوه من الرضاعة، وكنيته أبو عمارة وأبو يعلى، ولقبه سيد الشهداء، وأسد الله، وأسد رسوله .

ولد في مكة المكرمة قبل عام الفيل بسنتين فهو أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، أرضعتهما ثويبة جارية أبي لهب في فترتين متقاربتين، فنشأ رضي الله عنه وتربى بين قومه بني هاشم سادة قريش ومكة معززاً مكرماً، وكان موصوفاً بالشجاعة والقوة والبأس حتى عُرف أنه أعز فتى في قريش وأشدهم شكيمة، يشارك في الحياة الاجتماعية مع سادة قومه في أنديتهم ومجتمعاتهم، ويهوى الصيد والقنص وكل أعمال البطولة والفروسية، شهد وهو ابن اثنين وعشرين عاماً حرب الفجار الثانية بين قومه قريش وحلفائهم وبين قيس وحلفائها، وكان النصر لقريش .

كان ترباً لرسول الله وصديقاً له لذا كانت بذور الإسلام موجودة في نفسه ولكن لم يعلن إسلامه إلا في السنة السادسة من البعثة إثر موقف غيرة وانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان عائداً من الصيد مرة وبلغه أن أبا جهل بن هشام المخزومي لقي النبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فتعرض له بما يكره وسبّه سباً قبيحاً وآذاه، فغضب وأقبل على أبي جهل بعد أن طاف بالبيت، وضربه على رأسه بقوسه فشجّه شجة منكرة، وقال: (أتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول، فاردد علي إن استطعت ؟ ثم مضى إلى رسول الله في دار الأرقم وأعلن إسلامه، ففرح به الرسول عليه السلام والمسلمون فرحاً كبيراً، وعز جانبهم بإسلامه، ولما أسلم عمر بن الخطاب بعده بفترة وجيزة، خرج المسلمون من دار أبي الأرقم بقيادة حمزة وعمر الفاروق وهم يكبرون ويهللون جهاراً نهاراً .

وفي السنة السابعة من البعثة شارك حمزة قومه بني هاشم وبني المطلب الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شِعب أبي طالب وعانوا منه المشقة والعذاب، ولكنهم خرجوا منه في السنة العاشرة وهم أشد قوة وأكثر صلابة .

ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى المدينة، هاجر حمزة مع من هاجر إليها قبيل هجرة النبي عليه السلام بوقت قصير، ونزل فيها على سعد بن زرارة من بني النجار، وآخى الرسول عليه السلام بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد مرور سبعة شهور على الهجرة النبوية عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم أول لواء لحمزة بن عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين لاعتراض عير قريش القادمة من الشام إلى مكة المكرمة بقيادة أبي جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، ولم يحصل بين الطرفين قتال، إذ حجز بينهما مجدي بن عمرو الجهني، وكان حليفاً للطرفين .

شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة ودّان ـ قرية قريبة من الجحفة بين مكة والمدينة ـ وحمل لواء الغزوة، وظهرت بطولته رضي الله عنه في معركة بدر الكبرى التي وقعت في رمضان من السنة الثانية للهجرة حيث اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم مع عبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالب لمبارزة فرسان كفار قريش: عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، فبارز حمزة شيبة وقتله وشارك الآخرين في قتل عتبة، كما قتل عدداً آخر من أبطال قريش منهم طعيمة بن عدي، وأبلى بلاء حسناً، وقاتل بسيفين، وكان يعلّم نفسه بريشة نعامة في صدره، وقال عنه أمية بن خلف أحد سادة قريش قبل أن يقتله المسلمون ذلك فعل بنا الأفاعيل، وقد كان حمزة بحق بطل غزوة بدر الكبرى، وبعد معركة بدر وفي شهر شوال من السنة الثانية للهجرة كان حمزة رضي الله عنه حاملاً لواء النبي لغزو يهود بني قينقاع وإجلائهم عن المدينة، وقد تجلت بطولته وشجاعته بشكل كبير في معركة أحد التي حدثت في شهر شوال سنة 3هـ، وأبلى فيها بلاء عظيماً، وقتل أكثر من ثلاثين شخصاً من الكفار، وكان يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بسيفين كأنه الجمل الأورق، فقد استشهد حمزة بن عبد المطلب في معركة أحد، قتله وحشي الحبشي، ولقتله قصة ذكرها وحشي حيث كان غلاماً لجبير بن مطعم، وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر كما ذكر، فلما سارت قريش إلى أحد، قال جبير لوحشي (إن قتلت حمزة عم محمد، فأنت عتيق)، فخرج وحشي مع الناس، وكان رجلاً حبشياً يقذف بالحربة قذف الحبشة، قلما يخطئ، قال وحشي: (والله إني لأنظر إلى حمزة يهد الناس بسيفه ما يبقي به شيئاً مثل الجمل الأورق) إذ تقدمني إليه سبّاع بن عبد العزى، فقال له حمزة: هلمّ إليّ يا ابن مقطعة البظور، فضربه ضربة فقتله، وهززت حربتي، حتى إذا رضيت منها دفعتها إليه فوقعت في أسفل بطنه، حتى خرجت من بين رجليه وقضت عليه.

ثم إن نسوة من قريش ومنهن هند بنت عتبة بن ربيعة التي قُتل أبوها وأخوها في معركة بدر مثّلن في جثته وبقرن بطنه، ولاكت هند كبده فلم تستسغه فلفظته، فلما وقف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورآه قتيلاً بكى، فلما رأى ما مُثِّل به شهق وقال: (رحمك الله أي عم، فلقد كنت وصولاً للرحم فعولاً للخيرات)، وقال أيضاً (لن أصاب بمثلك أبداً، ما وقفت موقفاً أغيظ إليَّ من هذا) ثم قال: (لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع)، ثم أمر بالقتلى، فجعل يصلي عليهم بسبع تكبيرات ويرفعون ويترك حمزة، ثم يُجاء بسبعة فيكبر عليهم سبعاً حتى فرغ منهم، وقال بحقه (سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب) .

وكان استشهاد حمزة رضي الله عنه في منتصف شهر شوال سنة 3هـ (624م) وله من العمر نحو (58سنة) ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمزة رضي الله عنه فدفن في موقع المعركة في بطن جبل أحد ودفن معه ابن أخته عبد الله بن جحش وقبرهما معروف حتى اليوم وتسمى المنطقة منطقة سيد الشهداء، ولما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من احد إلى المدينة سمع بعض نساء الأنصار يبكين شهداءهن، فقال: (لكن حمزة لا بواكي له) فاجتمع نساء وبكين حمزة ولما أطلن البكاء قال عليه السلام: (مروهنّ لا يبكين على هالك بعد اليوم).

وكانت السيدة فاطمة الزهراء تأتي قبر حمزة .. ترمه وتصلحه، وقد رثاه عدد من الشعراء منهم كعب بن مالك الذي يقول فيه:


بكت عيني وحق لها بكاها// وما يغني البكاء ولا العويل

على أسد الإله غداة قالوا// أحمزة ذاكم الرجل القتيل

أصيب المسلمون به جميعاً// هناك وقد أصيب به الرسول


ـــــــــــ


للتوسع:


ـ الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ج1/353.


ـ الاستيعاب في معرفة الأصحاب للقرطبي ج1/423.


ـ سير أعلام النبلاء ج1/171.


ـ قادة النبي محمود خطاب 47.


http://www.al-madinah.org/sahaba/s100.php



د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
12/04/2006, 11:19 PM
(http://www.mekkaoui.net/MaktabaIslamya/Chagsiyat/AR/autre/027.htm)
حمزة بن عبد المطلب

( عليه رضوان الله تعالى )
بطل بدر الذي برز للأسود بن عبد الأسد المخزومي وكان رجلا شرسا سيئ الخلق عندما أراد أن يسخر من المسلمين قائلا: (أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأموتن دونه) وكان الحوض من وراء المسلمين - وكان يحسب أن أحدا من المسلمين لن يجرؤ على الوقف في سبيل، وأنه سيخترق صفوفهم آمنا أو كالآمن.. وما كاد يبرز من صفوف المشركين متجها نحو الحوض حتى تقدم إليه (حمزة) وضربه بالسيف ضربة قطعت ساقه وهو دون الحوض.. فوقع على الأرض تشخب ساقه دماً... وبلغ به العتو أن أراد الزحف نحو الحوض حتى يبربيمينه.. ولكن حمزة لم يمهله وإنما أتبعه بضربة أجهزت عليه في الحوض.. والمشركون ينظرون ذاهلين من جرأة هذا البطل.
وعندما تزاحف الجمعان، واستعرت المعركة كان حمزة - الذي علم نفسه بريشة نعامة ثبتها في صدره - طوال المعركة كالعلم الأشم والأسد الضاري لا يكاد يثبت في مكان، ولا يرى أحدا من كبار المشركين إلا انقض عليه انقضاض الصاعقة، ولا يرى أحدا من إخوانه المسلمين إلا خف لنجدته على عدوه.
* فهذا على بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يقول: رأيت طعيمة قد علا رأس كثيب يوم (بدر) وقد ساواه (سعد بن خيثمة) فضمدت له ولم آته حتى قتل (سعد) فلما رآني أصعد الكثيب إليه انحط علي - وكان رجلا جسيما - فخشيت أن يعلوا علي.. فانحططت في السهل، فظن أني فررت منه.. فصاح بأعلى صوته: فر علي بن أبي طالب.. وكنت أخادعه لآخذه على غرة.. فلما استوت قدماي بالارض وقفت له.. فانحدر إلي وأهويت إليه .. فسمعت قائلا من خلفي يقول طأطئ رأسك.. فجعلت رأسي في صدر طعيمة، وإذا برقة من السيف أخذت قحف طعيمة فسقط ميتا..وإذا بالقاتل حمزة بن عبد المطلب.
* وكان أمية بن خلف وابنه على بن أمية قد أسرهما عبد الرحمن بن عوف واقتادهما إلى صفوف المسلمين.. وإنه لسائر بينهما إذا سأله أمية: من الرجل منكم المعلم بريشة نعامة في صدره؟ فقال عبد الرحمن: ذلك حمزة بن عبد المطلب فيقول أمية: ذلك الذي فعل بنا الأفاعيل.
* وعندما عادت قريش بالخزي والعار نادى مناديهم: (لقد أذل حمزة بن عبد المطلب شرفكم، ووضع من قدركم، وجعلكم الأذلة المستعبدين في الأرض، مات بيديه صفوة رجالكم، وأصحاب الصدارة في منتدياتكم، فيا لثأرات قريش، ويا للأحقاد الكامنة).
* ولهذا عندما خرج المشركون في غزوة أحد لكي يثأروا لقتلاهم كان نصفهم يطلب ثأرا من هذا البطل - حمزة بن عبد المطلب - ولذا أحاطت به الإرصاد من كل ناحية.. في الوقت الذي كان فيه حمزة أيضا في هذه المعركة أسدا جسورا كعادته لا يلقى مشركا إلا صرعه.. فقد لقيه أرطأة بن عبد شرحبيل بن هشام أحد كماة بني عبد الدار، وأحد النفر الذين يحملون لواء قريش - فقتله حمزة، وكذلك قتل عثمان بن أبي طلحة حامل لواء قريش أيضا، وعرض له سباع بن عبد العزي الغيشاني فأجهز عليه، ومضى على عهده يضرب بسيفه يمنة ويسرة والعيون له رصد، وكل مشرك موتور يتسقط لحظة يغتاله فيها، وكان جبير بن مطعم قد دعا غلامه الحبشي وحشي - الذي يجيد رمي الحربة الطويلة التي قلما يخطئ بها شأن الأحباش - وقال له: أخرج مع الناس.. فإن أنت قتلت حمزة عم محمد بعمي طعيمة بن عدي فأنت حر.
* وكانت عند بنت عتبة التي خرجت مع زوجها أبي سفيان بن حرب كلما مرت بالعبد الحبشي وحشي أو مر بها قالت له: (ويها أبا دسمة أشف واشتف) تحرضه على قتل حمزة.. لأن قريشا بجمعها عرفوا أنهم لن ينالوا منه منالاً إذا ما واجهوه في قتال.. إذن فليقتلوه غيلة.
* ولم يكد حمزة يفرغ من سباع بن عبد العزى حتى أمكنت العبد الحبشي الفرصة ليصوب حربته نحوه.. وفي ذلك بقول وحشي: والله إني لأنظر إلى حمزة يهد الناس بسيفه ثار الرأس ما يلقي بشئ يمر به مثل الجمل الأورق، إذ قد تقدمني إليه (سباع) وهو يقول: (ألا من مبارز؟) فقال له حمزة:.. هلم يا ابن.. وكانت أم (سباع) هذه ختانة بمكة.. ثم ضربه ضربة هائلة قتلته.. وكنت كامنا تحت صخرة لا يراني (حمزة) وهززت حربتي حتى إذا رضيت عنها دفعتها عليه فوقعت في ثنته (أسفل البطن) حتى خرجت من بين رجليه، فنهض متثاقلا نحوي فغلب.. فوقع وتركته وإياها حتى مات ثم أتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت إلى المعسكر فقعدت فيه، ولم يكن لي بغير (حمزة) حاجة.
* وخرجت (هند بنت عتبة) تبحث عن قاتل أخيها حتى إذا عثرت على جثمان حمزة الطاهر مثلت به شر تمثيل.. فقد بقرت عن كبد سيد الشهداء فلاكتها...فلن تستطع أن تسيغها فلفظتها، ثم علت على صخرة مشرفة وصرخت بأعلى صوتها قائلة:


نحن جزيناكم بيوم بدر//

والحرب بعد الحرب ذات سعر

ما كان من عتبة لي من صبر//

ولا أخي وعمه وبكري

شفيت نفسي وقضيت نذري//



شفيت وحشي غليل صدري

فشكر وحشي علي عمري//

حتى ترم أعضمي في قبري
ثم عادت بعد ذلك تقول:

شفيت من حمزة نفسي بأحد//



حتى بقرت بطنه عن الكبد

أذهبت عني ذاك ما كنت أجد//

من لذعة الحزن الشديد المعتمد
* ولهذا عندما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم يلتمس عمه الشهيد، ووجده ببطن الوادي على هذه الصورة المحزنة وقد بقرت بطنه، ومثل به، وجدع أنفه وأذناه، حزن الرسول صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا بلغ مداه..ولهذا قال: ((لن أصاب بمثلك أبدا، وما وقفت موقفا أغيظ إلي من هذا)) ثم يعود فيقول: ((جاءني جبريل فأخبرني: أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السماوات السبع..حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم )).
ثم يقول عليه الصلاة والسلام مخاطبا أصحابه الذين كانوا كذلك في حزن عميق..لا على استشهاد البطل حمزة..ولكن لما فعل به من تمثيل: ((لولا أن تحزن _صفية) وتكون سنة من بعدي لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير.. ولئن أظهرني الله على قريش في موطن واحد لأمثلن بثلاثين رجلا منهم)).
وعندما رأي المسلمون عميق حزن الرسول صلى الله عليه وسلم وبالغ غيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا: لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لتمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب، فأنزل الله سبحانه وتعالى قوله ((وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين )) /النحل 126، فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصبر ونهى عن المثلة.
هذا هو حمزة البطل الشهيد الذي قال في حقه صلوات الله وسلامه عليه في حديث رواه جابر: ((سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب)) والذي عاش لإيمانه وفي سبيه مات فسلام عليه
((... مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ...)) إلى يوم الدين.

http://www.forsan.net/tarefat/shamza.htm







د. أبو شامة المغربي


kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)