المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طفولة النبي صلى الله عليه وسلـــــم



أبو شامة المغربي
12/04/2006, 04:34 PM
طفولة النبي صلى الله عليه وسلم






نسبه صلى الله عليه وسلم:
هو سيدنا أبو القاسم: محمد بن عبد الله، بن عبد المطلب، بن هاشم، بن عبد مناف، بن قصي، بن كلاب، بن مُرة، بن كعب بن لؤي، بن غالب، بن فهر، بن مالك، بن النضر، بن كنانة، بن خزيمة، بن مدركة، بن إلياس، بن مضر، بن نزار، بن معد، بن عدنان.
هذا هو النسب الذي اتفق على صحته علماء الحديث والتاريخ.
أما النسب فوق ذلك، فلا يصح له طريق، وغاية الأمر أنهم أجمعوا على أن نسب الرسول صلى الله عليه وسلم ينتهي إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، هذا نسبه من جهة أبيه، وأما نسبه من جهة أمه، فهو صلى الله عليه وسلم محمد بن آمنة بنت وهب، بن عبد مناف، بن زهرة، بن كِلاب.




ولادته عليه الصلاة والسلام:
وكانت ولادته يوم الاثنين، في التاسع من شهر ربيع الأول عام الفيل، وقيل في الثاني عشر منه، حين طلوع الفجر.
ولم يترك له والده من المال إلا خمسة جمال، وبعض نعاج، وجارية، ويروى أقل من ذلك.
وأرضعته حليمة السعدية، وذلك أنه كان من عادة العرب أن، يلتمسوا الرضعاء لأولادهم في البوادي ليكون أنجب للولد، فجاء نسوة من بني سعد بن بكر، يطلبن أطفالاً يُرضعنهم، فكان الرضيع المحمود صلى الله عليه وسلم من نصيب حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية واسم زوجها أبو كبشة، فدرت البركات على أهل ذلك البيت الذين أرضعوه مدة وجوده بينهم، وكانت تزيد على أربع سنين:
ورحم الله البوصيري إذ يقول:






وإذا سخّر الإله أناساً//

لسعيد فإنهم سعداءُ



حادثة شق الصدر:
وحصل له وهو بينهم حادثة عظيمة، وهي شق صدره، وإخراج حظّ الشيطان منه. فأحدث ذلك عند حليمة خوفاً، فردته إلى أمه وحدثتها قائلة:
بينما هو وإخوته في بَهمٍ - أي خراف - لنا خلف بيوتنا إذ أتى أخوه - أي من الرضاع - يعدو، فقال لي ولأبيه: ذاك أخي القرشي، قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض، فأضجعاه، فشقا بطنه، فهما يسوطانه - أي يحركانه بسوط - فخرجت أنا وأبوه - أي أبو كبشة - نحوه ، فوجدناه منتقعاً لونه - أي شبيهاً بالنقع وهو التراب - فالتزمته، والتزمه أبوه، فقلنا له: مالك يا بني؟!
فقال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض، فقال أحدهما لصاحبه:
أهو هو؟
قال: نعم.
فأقبلا يبتدراني، فأضجعاني، فشقّا بطني، فالتمسا فيه شيئاً، فأخذاه وطرحاه، ولا أدري ما هو.



وفاة أمه:
وفي السنة السادسة من عمره، أخرجته أمه إلى أخواله بالمدينة، فتُوفيت بالأبواء - قرية بين مكة والمدينة - وهي إلى المدينة أقرب.
فحضنته أم أيمن، وكفله جده عبد المطلب، ورقّ له رقة لم تعهد له في ولده، لما كان يظهر عليه مما يدل على أن له شأناً عظيماً في المستقبل.



وفاة جده وكفالة عمه:
وبعد سنتين من كفالته توفي جده، فكفله عمه أبو طالب، وكان شهماً كريماً غير أنه كان من الفقر بحيث لا يملك كفاف أهله.

عناية الله تعالى بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في طفولته:
نشأ عليه الصلاة والسلام - مع يُتمه - مَرعياً برعاية الله تعالى، مهذباً أحسن تهذيب، عفيفاً أديباً أميناً، حتى عُرف بين أهله وقومه بذلك، ونال إعجابهم وحبهم، فأكبروا أدبه وخلقه.

كان أبو طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم يقرّب إلى صبيانه صحفتهم - أي إناء طعامهم-، فيجلسون وينتهبون، ويكف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتهب معهم، فلما رأى ذلك عمه، عزل له طعامه على حدة.
قال أصحاب السير: عاش صلى الله عليه وسلم، ولم يكن له مؤدب ظاهر يعتني بتـثقيفه، أو مربّ معروف يتولى تهذيبه، إلا سلامة الفطرة، وسموّ الغريزة، وطهارة العقيدة، والاعتصام بالفضيلة...
ولم يكن صلى الله عليه وسلم في نشأته جارياً على المألوف في الصبيان، من تأثر عقولهم ونفوسهم بما يرون، ويسمعون، ويحسون في بيئتهم، ولو جرى الأمر على ذلك، لشارك قومه في تعظيم الأصنام وعبادتها ولانغمس في ضلالات الوثنية وأوهامها، ولكن عناية الله قد تكفلت بتربيته، فنشأ على أكمل ما تتحلى به النفوس من جميل الصفات، وحميد الخصال، ولم يسجد لصنم من الأصنام، ولم يشارك قومه في عيد من أعيادهم، ولم يذق لحوم قرابينهم، ولا عجب فقد حدّث عن نفسه فقال:
[أدبني ربي فأحسن تأديبي]. (قال ابن تيمية عن هذا الحديث معناه صحيح ولكن ليس له إسناد ثابت).
قال الحافظ ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية".
قال محمد بن إسحاق: شبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أدناس الجاهلية، لما يريد من كرامته ورسالته: حتى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقاً، وأكرمهم حسباً، وأحسنهم جواراً، وأعظمهم حلماً، وأصدقهم حديثاً، وأعظمهم أمانة، وأبعدهم عن الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال، تنـزّهاً وتكرماً، حتى ما سُمي في قومه إلا "الأمين" لما جمع الله تعالى فيه من الأمور الصالحة.
وكان صلى الله عليه وسلم يحدّث عما كان الله يحفظه به في صغره من أمر الجاهلية فيقول:
[لقد رأيتني في غلمان من قريش، ننقل الحجارة لبعض ما يلعب الغلمان، كلنا قد تعرى، وأخذ إزاره، وجعله على رقبته، يحمل عليه الحجارة، فإني لأقبل معهم كذلك وأدُبر، إذ لكمني لاكم - ما أراه - لكمة وجيعة، ثم قال: شد عليك إزارك].
قال: [فأخذته فشددته عليّ، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي، وإزاري عليّ من بين أصحابي].
ولما شب صلى الله عليه وسلم، وبُنيت الكعبة، ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل الحجارة مع أشراف قريش لبنائها.

فقال العباس لرسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على عاتقك من الحجارة.
ففعل، فخرّ إلى الأرض، وطمحت عيناه إلى السماء، ثم قام فقال : [إزاري] فشدَّ عليه إزاره وقال : [إني نُهيت أن أمشي عُرياناً] . رواه البخاري ومسلم .

وكان صلى الله عليه وسلم يقول أيضاً: [ما هممت بشيء مما يهم به أهل الجاهلية إلا مرتين، عصمني الله فيهما]:
قلت ليلة لفتىً من قريش: [أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه الليلة بمكة كما تسمر الفتيان].
قال: نعم.
قال: [فدخلت حتى جئت أول دار من دور مكة، فسمعت غناءً وعزفاً وصوت دفوف ومزامير، فقلت: ما هذا؟]
فقالوا: فلان تزوج فلانة.
فجلست لذلك، فضرب الله على أذني فنمت، فما أيقظني إلا مسُ الشمس، فرجعت إلى صاحبي.
ثم فعلت ليلة أخرى مثل ذلك، فنمت. [فوالله ما هممت بعدهما بشيء من ذلك حتى أكرمني الله بنبوته]. ذكره الذهبي والسيوطي.



أولاد النبي صلى الله عليه وسلم
أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم ثلاثة، وهم:
1- القاسم: وهو أول ولد له قبل النبوة، وبه كان يُكنى، وعاش سنتين.
2- وإبراهيم: وتوفي بعد سبعين يوماً من مولده.
3- وعبد الله ويلقب بالطيب والطاهر، وقد مات صغيراً.
وأما بناته صلى الله عليه وسلم فأربع، وهن:
1- زينب: وهي أكبر بناته، أدركت الإسلام وأسلمت ثم أسلم زوجها وهو ابن خالتها أبو العاص لقيط الربيع.
2- ورقيّة: وزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنهما.
3- وأم كلثوم: تزوجها عثمان أيضاً بعد وفاة أختها رقية.
4- وفاطمة الزهراء: وزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
وكل أولاده صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها، إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية.
وأولاده كلهم ولدوا قبل النبوة، إلا فاطمة فبعد النبوة بسنة، وإلا إبراهيم، فإنه ولد في السنة الثامنة من الهجرة.
وأولاده كلهم ماتوا قبله، إلا فاطمة، فإنها عاشت بعده ستة أشهر.






http://www.quran-radio.com/wm_morabia32.htm (http://www.quran-radio.com/wm_morabia32.htm)





د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

طارق شفيق حقي
12/04/2006, 06:45 PM
حادثة شق الصدر:
وحصل له وهو بينهم حادثة عظيمة، وهي شق صدره، وإخراج حظّ الشيطان منه. فأحدث ذلك عند حليمة خوفاً، فردته إلى أمه وحدثتها قائلة:
بينما هو وإخوته في بَهمٍ - أي خراف - لنا خلف بيوتنا إذ أتى أخوه - أي من الرضاع - يعدو، فقال لي ولأبيه: ذاك أخي القرشي، قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض، فأضجعاه، فشقا بطنه، فهما يسوطانه - أي يحركانه بسوط - فخرجت أنا وأبوه - أي أبو كبشة - نحوه ، فوجدناه منتقعاً لونه - أي شبيهاً بالنقع وهو التراب - فالتزمته، والتزمه أبوه، فقلنا له: مالك يا بني؟!
فقال: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض، فقال أحدهما لصاحبه:
أهو هو؟
قال: نعم.
فأقبلا يبتدراني، فأضجعاني، فشقّا بطني، فالتمسا فيه شيئاً، فأخذاه وطرحاه، ولا أدري ما هو.



حادثة شق الصدر هي حاثة شهيرة وفيها كلام يشرح الحادثة

لكن سؤالي هو ما هو مصدر هذا الكلام هنا عن الحادثة

سلمك الله

أبو شامة المغربي
12/04/2006, 09:34 PM
حادثة شق صدر رسول الله عليه الصلاة والسلام
(الجزء الأول)






قالت/أي حليمة السعدية/: فرجعنا به فوالله إنه بعد مقدمنا بأشهر مع أخيه لفي بهم لنا خلف بيوتنا، إذ أتانا أخوه يشتد، فقال لي ولأبيه ذاك أخي القرشي قد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقا بطنه فهما يسوطانه قالت فخرجت أنا وأبوه نحوه فوجدناه قائما منتقعا وجهه .
قالت فالتزمته والتزمه أبوه فقلنا له ما لك يا بني قال جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني، فالتمسا شيئا لا أدري ما هو. قالت فرجعنا إلى خبائنا.


قالت وقال لي أبوه يا حليمة (http://<b><font%20size=) ، لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به قالت فاحتملناه فقدمنا به على أمه فقالت ما أقدمك به يا ظئر وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟ قالت فقلت: قد بلغ الله يا بني وقضيت الذي علي وتخوفت الأحداث عليه فأديته إليك كما تحبين.

قالت ما هذا شأنك ، فأصدقيني خبرك. قالت فلم تدعني حتى أخبرتها. قالت أفتخوفت عليه الشيطان؟ قالت قلت: نعم قالت كلا. والله ما للشيطان عليه من سبيل وإن لبني لشأنا ، أفلا أخبرك خبره. قالت بلى. قالت رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاء لي قصور بصرى (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c8%d5%d1%ec) من أرض الشام (http://<b><font%20size=).

ثم حملت به فوالله ما رأيت من حمل قط كان أخف ولا أيسر منه ووقع حين ولدته، وإنه لواضع يديه بالأرض رافع رأسه إلى السماء. دعيه عنك، وانطلقي راشدة.

قال ابن إسحاق (http://<b><font%20size=): وحدثني ثور بن يزيد (http://<b><font%20size=)، عن بعض أهل العلم ولا أحسبه إلا عن خالد بن معدان الكلاعيhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أن نفرا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا له يا رسول الله.
أخبرنا عن نفسك؟ قال نعم أنا دعوة أبي إبراهيم (http://نعم%20أنا%20دعوة%20أبي%20إبراهيم/)، وبشرى أخي عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاء لها قصور الشام (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%c7%e1%d4%c7%e3)، واسترضعت في بني (http://<b><font%20size=) سعد بن بكر، فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا، إذ أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بطست من ذهب مملوءة ثلجا.
ثم أخذاني فشقا بطني، واستخرجا قلبي، فشقاه فاستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها، ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج حتى أنقياه ثم قال أحدهما لصاحبه زنه بعشرة من أمته فوزنني به فوزنتهم ثم قال زنه بمئة من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم ثم قال زنه بألف من أمته فوزنني بهم فوزنتهم، فقال دعه عنك ، فوالله لو وزنته بأمته لوزنهاhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif



شق الصدر






وذكر قول أخيه من الرضاعة نزل عليه رجلان أبيضان فشقا عن بطنه وهما يسوطانه يقال سطت اللبن أو الدم أو غيرهما، أسوطه إذا ضربت بعضه ببعض، والمسوط عود يضرب به.

وفي رواية أخرى عن ابن إسحاق (http://<b><font%20size=) أنه نزل عليه كركيان فشق أحدهما بمنقاره جوفه ومج الآخر بمنقاره فيه ثلجا، أو بردا، أو نحو هذا، وهي رواية غريبة ذكرها يونس عنه واختصر ابن إسحاق (http://<b><font%20size=) حديث نزول الملكين عليه وهو أطول من هذا.

وروى ابن أبي الدنيا (http://<b><font%20size=) وغيره بإسناد يرفعه إلى أبي ذر (http://<b><font%20size=) - رضي الله عنه - قالhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif قلت: يا رسول الله كيف علمت أنك نبي، وبم علمت حتى استيقنت؟ قال يا أبا ذر (http://<b><font%20size=) أتاني ملكان وأنا ببطحاء مكة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)، فوقع أحدهما بالأرض وكان الآخر بين السماء والأرض فقال أحدهما لصاحبه أهو هو؟ قال هو هو قال فزنه برجل، فوزنني برجل فرجحته، ثم قال زنه بعشرة فوزنني فرجحتهم ثم قال زنه بمائة فوزنني، فرجحتهم ثم قال زنه بألف فوزنني فرجحتهم حتى جعلوا يتثاقلون علي من كفة الميزان، فقال أحدهما لصاحبه شق بطنه فشق بطني، فأخرج قلبي، فأخرج معه مغمز الشيطان وعلق الدم فطرحهما، فقال أحدهما لصاحبه اغسل بطنه غسل الإناء واغسل قلبه غسل الملاء ثم قال أحدهما لصاحبه خط بطنه فخاط بطني، وجعل الخاتم بين كتفي كما هو الآن ووليا عني، فكأني أعاين الأمر معاينةhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif

ففي هذا الحديث بيان لما أبهم في الأول لأنه قال فأخرج منه مغمز الشيطان وعلق الدم فبين أن الذي التمس فيه هو الذي يغمزه الشيطان من كل مولود إلا عيسى ابن مريم (http://<b><font%20size=) وأمه - عليهما السلام - لقول أمها حنةhttp://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(3,36))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ آل عمران (http://<b><font%20size=): 36 ].

فلم يصل إليه لذلك ولأنه لم يخلق من مني الرجال فأعيذه من مغمز وإنما خلق من نفخة روح القدس (http://<b><font%20size=)، ولا يدل هذا على فضل عيسى عليه السلام على محمد - صلى الله عليه وسلم - لأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - قد نزع منه ذلك المغمز وملئ قلبه حكمة وإيمانا، بعد أن غسله روح القدس (http://<b><font%20size=) بالثلج والبرد وإنما كان ذلك المغمز فيه لموضع الشهوة المحركة للمني والشهوات يحضرها الشياطين لا سيما شهوة من ليس بمؤمن فكان ذلك المغمز راجعا إلى الأب لا إلى الابن المطهر - صلى الله عليه وسلم -

وفي الحديث فائدة أخرى، وهي من نفيس العلم وذلك أن خاتم النبوة لم يدر هل خلق به أم وضع فيه بعدما ولد أو حين نبئ فبين في هذا الحديث متى وضع وكيف وضع ومن وضعه زادنا الله علما، وأوزعنا شكر (http://<b><font%20size=) ما علم وفيه البيان لما سأل عنه أبو ذر (http://<b><font%20size=) - رضي الله عنه - حين قال كيف علمت أنك نبي، فأعلمه بكيفية ذلك غير أن في هذا الحديث وهما من بعض النقلة وهو قوله بينما أنا ببطحاء مكة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9)، وهذه القصة لم تعرض له إلا وهو في بني سعد (http://<b><font%20size=) مع حليمة (http://<b><font%20size=)، كما ذكر ابن إسحاق (http://<b><font%20size=) وغيره وقد رواه البزار (http://<b><font%20size=) من طريق عروة عن أبي ذر - رضي الله عنه - فلم يذكر فيه بطحاء مكة (http://sirah.al-islam.com/places.asp?p=%e3%df%c9).


حديث السكينة


وذكر فيه أنه قال: وأوتيت بالسكينة كأنها رهرهة فوضعت في صدري. قال ولا أعلم لعروة سماعا من أبي ذر.

وذكر من طريق آخر عن أبي ذر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif يا أبا ذر وزنت بأربعين أنت فيهم فرجحتهمhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif والرهرهة بصيص البشرة فهذا بيان وضع الخاتم متى وضع.




http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=rwd1107.htm (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=rwd1107.htm)



د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
12/04/2006, 09:37 PM
حادثة شق صدر رسول الله عليه الصلاة والسلام

(الجزء الثاني)

مسألة شق الصدر مرة أخرى





وأما متى وجبت له النبوة فروي عن ميسرة أنه قال له متى وجبت لك النبوة يا رسول الله ؟ فقالhttp://sirah.al-islam.com/media/h2.gif وآدم بين الروح والجسدhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ويروى:http://sirah.al-islam.com/media/h2.gifوآدم مجندل في طينتهhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif.

وهذا الخبر (http://<b><font%20size=/) يروى عنه - عليه السلام - على وجهين أحدهما: أنه شق عن قلبه وهو مع رابته ومرضعته في بني سعد (http://<b><font%20size=/)، وأنه جيء بطست من ذهب فيه ثلج فغسل به قلبه والثاني فيه أنه غسل بماء زمزم (http://<b><font%20size=/)، وأن ذلك كان ليلة الإسراء حين عرج به إلى السماء بعدما بعث بأعوام وفيه أنه أتي بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا، فأفرغ في قلبه.

وذكر بعض من ألف في شرح الحديث أنه تعارض في الروايتين وجعل يأخذ في ترجيح الرواة وتغليط بعضهم وليس الأمر كذلك بل كان هذا التقديس وهذا التطهير مرتين.

الأولى: في حال الطفولية لينقى قلبه من مغمز الشيطان وليطهر ويقدس من كل خلق ذميم حتى لا يتلبس بشيء مما يعاب على الرجال وحتى لا يكون في قلبه شيء إلا التوحيد ولذلك قال فوليا عني، يعني: الملكين وكأني أعاين الأمر معاينة.

والثانية في حال اكتهال وبعدما نبئ وعندما أراد الله أن يرفعه إلى الحضرة المقدسة التي لا يصعد إليها إلا مقدس وعرج به هنالك لتفرض عليه الصلاة وليصلي بملائكة السموات ومن شأن الصلاة الطهور فقدس ظاهرا وباطنا، وغسل بماء زمزم (http://<b><font%20size=/).

وفي المرة (http://<b><font%20size=/) الأولى بالثلج لما يشعر الثلج من ثلج اليقين وبرده على الفؤاد وكذلك هناك حصل له اليقين بالأمر الذي يراد به وبوحدانية ربه.

وأما في الثانية فقد كان موقنا منبئا، فإنما طهر لمعنى آخر وهو ما ذكرناه من دخول حضرة القدس (http://<b><font%20size=/) والصلاة فيها، ولقاء الملك القدوس فغسله روح القدس (http://<b><font%20size=/) بماء زمزم (http://<b><font%20size=/) التي هي هزمة روح القدس، وهمزة عقبه لأبيه إسماعيل عليه السلام - وجيء بطست ممتلئ حكمة وإيمانا، فأفرغ في قلبه وقد كان مؤمنا ، ولكن الله تعالى قالhttp://sirah.al-islam.com/media/b2.gif ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(48,4))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ الفتح 4 ] وقالhttp://sirah.al-islam.com/media/b2.gif ويزداد الذين آمنوا إيمانا (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(74,31))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ المدثر 31 ].

فإن قيل وكيف يكون الإيمان والحكمة في طست من ذهب والإيمان عرض والأعراض لا يوصف بها إلا محلها الذي تقوم به ولا يجوز فيه الانتقال لأن الانتقال من صفة الأجسام لا من صفة الأعراض؟ قلنا: إنما عبر عما كان في الطست بالحكمة والإيمان كما عبر عن اللبن الذي شربه وأعطى فضله عمر (http://<b><font%20size=/) - رضي الله عنه - بالعلم فكان تأويل ما أفرغ في قلبه حكمة وإيمانا، ولعل الذي كان في الطست كان ثلجا وبردا - كما ذكر في الحديث الأول - فعبر عنه في المرة (http://<b><font%20size=/) الثانية بما يئول إليه وعبر عنه في المرة (http://<b><font%20size=/) الأولى بصورته التي رآها، لأنه في المرة (http://<b><font%20size=/) الأولى كان طفلا، فلما رأى الثلج في طست الذهب اعتقده ثلجا ، حتى عرف تأويله بعد.



http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=rwd1107.htm (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=rwd1107.htm)




د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
12/04/2006, 09:42 PM
حادثة شق صدر رسول الله عليه الصلاة والسلام
(الجزء الثالث)



وفي المرة (http://<b><font%20size=/) الثانية كان نبيا، فلما رأى طست الذهب مملوءا ثلجا علم التأويل لحينه واعتقده في ذلك المقام حكمة وإيمانا، فكان لفظه في الحديثين على حسب اعتقاده في المقامين مناسبة الذهب للمعنى المقصود، وكان الذهب في الحالتين جميعا مناسبا للمعنى الذي قصد به .
فإن نظرت إلى لفظ الذهب فمطابق للإذهاب فإن الله - عز وجل - أراد أن يذهب عنه الرجس ويطهره تطهيرا، وإن نظرت إلى معنى الذهب وأوصافه وجدته أنقى شيء وأصفاه يقال في المثل أنقى من الذهب.
وقالت بريرة (http://<b><font%20size=/) في عائشة - رضي الله عنها -http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif ما أعلم عليها إلا ما يعلم الصائغ على الذهب الأحمرhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif وقال حذيفة في صلة بن أشيم رضي الله عنهما: إنما قلبه من ذهب وقال جرير بن حازم في الخليل بن أحمد (http://<b><font%20size=/): إنه لرجل من ذهب يريدون النقاء من العيوب فقد طابق طست الذهب ما أريد بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من نقاء قلبه.

ومن أوصاف الذهب أيضا المطابقة لهذا المقام ثقله ورسوبه فإنه يجعل في الزيبق الذي هو أثقل الأشياء فيرسب والله تعالى يقول:http://sirah.al-islam.com/media/b2.gifإنا سنلقي عليك قولا ثقيلا (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(73,5))http://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ المزمل 5 ] .

وقال عمر بن الخطاب (http://<b><font%20size=/) - رضي الله عنه - http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif إنما ثقلت موازين المحقين يوم القيامة لاتباعهم الحق وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا، وقال في أهل الباطل بعكس هذاhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif، وقد روي أنه أنزل عليه الوحي وهو على ناقته فثقل عليها حتى ساخت قوائمها في الأرض فقد تطابقت الصفة المعقولة والصفة المحسوسة.




http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=rwd1107.htm (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=rwd1107.htm)






د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
12/04/2006, 09:45 PM
حادثة شق صدر رسول الله عليه الصلاة والسلام

(الجزء الرابع)





ومن أوصاف الذهب أيضا أنه لا تأكله النار وكذلك القرآن لا تأكل النار يوم القيامة قلبا وعاه ولا بدنا عمل به قال النبي - صلى الله عليه وسلم -http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif لو كان القرآن في إهاب ثم طرح في النار ما احترhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif ومن أوصاف الذهب المناسبة لأوصاف القرآن والوحي أن الأرض لا تبليه وأن الثرى لا يذريه، وكذلك القرآن لا يخلق على كثرة الرد ولا يستطاع تغييره ولا تبديله ومن أوصافه أيضا: نفاسته وعزته عند الناس وكذلك الحق والقرآن عزيز قال سبحانه http://sirah.al-islam.com/media/b2.gif وإنه لكتاب عزيزhttp://sirah.al-islam.com/media/b1.gif [ فصلت 41 ].

فهذا إذا نظرت إلى أوصافه ولفظه وإذا نظرت إلى ذاته وظاهره فإنه زخرف الدنيا وزينتها، وقد فتح بالقرآن والوحي على محمد - صلى الله عليه وسلم - وأمته خزائن الملوك وتصير إلى أيديهم ذهبها وفضتها، وجميع زخرفها وزينتها، ثم وعدوا باتباع القرآن والوحي قصور الذهب والفضة في الجنة.



http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=rwd1107.htm (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=rwd1107.htm)






د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
12/04/2006, 09:49 PM
حادثة شق صدر رسول الله عليه الصلاة والسلام
(الجزء الخامس)


قال - صلى الله عليه وسلم -" جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما من ذهب" وفي التنزيل" يطاف عليهم بصحاف من ذهب" (http://javascript<b></b>:DisplayAyaa(43,71))[ الزخرف 7 ]" يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير" [ الحج 23، وفاطر 33 ] فكان ذلك الذهب يشعر بالذهب الذي يصير إليه من اتبع الحق والقرآن وأوصافه تشعر بأوصاف الحق والقرآن ولفظه يشعر بإذهاب الرجس كما تقدم فهذه حكم بالغة لمن تأمل واعتبار صحيح لمن تدبر والحمد لله.
وفي ذكر الطست وحروف اسمه حكمة تنظر إلى قوله تعالى:"طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين" [ النمل 1 ] ومما يسأل عنه هل خص هو - صلى الله عليه وسلم - بغسل قلبه في الطست أم فعل ذلك بغيره من الأنبياء قبله ففي خبر التابوت والسكينة أنه كان فيه الطست التي غسلت فيها قلوب الأنبياء عليهم السلام.
ذكره الطبري (http://<b><font%20size=/)، وقد انتزع بعض الفقهاء من حديث الطست حيث جعل محلا للإيمان والحكمة جواز تحلية المصحف بالذهب وهو فقه حسن ففي حديث أبي ذر (http://<b><font%20size=/) - رضي الله عنه - هذا الذي قدمناه متى علم أنه نبي.
*************
المصدر: سيرة ابن هشام



http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=rwd1107.htm (http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=rwd1107.htm)







د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
12/04/2006, 09:56 PM
[ حَدِيثُ الْمَلَكَيْنِ اللّذَيْنِ شَقّا بَطْنَهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ (http://<b><font%20size=)]







قَالَتْ فَرَجَعْنَا بِهِ فَوَاَللّهِ إنّهُ بَعْدَ مَقْدِمِنَا (بِهِ) بِأَشْهُرِ مَعَ أَخِيهِ لَفِي بَهْمٍ لَنَا خَلْفَ بُيُوتِنَا، إذْ أَتَانَا أَخُوهُ يَشْتَدّ ، فَقَالَ لِي وَلِأَبِيهِ: ذَاكَ أَخِي الْقُرَشِيّ قَدْ أَخَذَهُ رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ فَأَضْجَعَاهُ فَشَقّا بَطْنَهُ فَهُمَا يَسُوطَانِهِ.
قَالَتْ: فَخَرَجْت أَنَا وَأَبُوهُ نَحْوَهُ فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا مُنْتَقَعَا وَجْهُهُ.
قَالَتْ: فَالْتَزَمْته وَالْتَزَمَهُ أَبُوهُ فَقُلْنَا لَهُ مَا لَك يَا بُنَيّ قَالَ: جَاءَنِي رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ، فَأَضْجَعَانِي، وَشَقّا بَطْنِي، فَالْتَمِسَا (فِيهِ) شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هُوَ. قَالَتْ فَرَجَعْنَا (بِهِ) إلَى خِبَائِنَا.


***********

المصدر: سيرة ابن هشام
http://sirah.al-islam.com/display.asp?f=hes1184.htm




د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

طارق شفيق حقي
12/04/2006, 10:02 PM
جميل جداً كفيت ووفيت لكن لازلت المصادر مختفية

أي الكتب قد ذكر هذه الحادثة ؟؟