ابوالروابي
15/11/2014, 05:08 PM
الشتاء يأتي متأخرا
بقلم عزالدين مبارك
يأتي الشتاء متأخرا
فتهطل الأمطار
ويسكن الصقيع
الضلوع الخاوية
وترتجف الشفاه
المشققة
وينخر البرد العظام
وتغتسل المدينة
بشلال المياه الهادرة
وترحل الفراشات بعيدا
وتهاجر الطيور
إلى حيث الدفئ والسكينة
مدينتي تغدو كالأشباح
أضواءها خافتة
كمقبرة فرعونية
والأزقة تسكنها القطط
الجائعة
ورواد الحانات العامرة
وقهقهات الغواني
وزفرات المتسولين
أذكر أهل الصفيح
وبؤس المتشردين
وصاحب القلعة الحصينة
حيث الولائم تفيض نعما
وتغدق
فنغرق
ولا نستعين بغير الدعاء
فأنسى أكداس الهموم
ووجع السنين
وغدر الزمان
وأسخر من القوادين
ومتسلقي الظهور العارية
والراكضين وراء الولائم
والمتمعشين من بقايا الجيف
المتعفنة
وأضم شتات الماضي
البعيد
فتأكلني حسرة نائمة
على قارعة الطريق
يوم تركت قريتي الهادئة
وأناسها الطيبين
وجئت إلى هذه المدينة
الموبوءة
حيث النفاق والدجل
والنميمة والضرب تحت الحزام
حرام في حرام
وتتلون الوجوه
بأصباغ العهر المكشوف
ومساحيق النذالة
وأحمد الله
إني ما بعت جلدتي وحيائي
للكلاب السائبة
وخفافيش الليل
وبقيت صامدا
كصبار الجبال العاتية
وكم هدني الإعياء
وداهمتني الأنواء
والعواصف الهوجاء
وما انحنيت لأحد
وعفرت أنفي بالتراب
من أجل حفنة سراب
ودريهمات بائسة
ونياشين قصديرية.
التضامن في 14 جانفي 2010
بقلم عزالدين مبارك
يأتي الشتاء متأخرا
فتهطل الأمطار
ويسكن الصقيع
الضلوع الخاوية
وترتجف الشفاه
المشققة
وينخر البرد العظام
وتغتسل المدينة
بشلال المياه الهادرة
وترحل الفراشات بعيدا
وتهاجر الطيور
إلى حيث الدفئ والسكينة
مدينتي تغدو كالأشباح
أضواءها خافتة
كمقبرة فرعونية
والأزقة تسكنها القطط
الجائعة
ورواد الحانات العامرة
وقهقهات الغواني
وزفرات المتسولين
أذكر أهل الصفيح
وبؤس المتشردين
وصاحب القلعة الحصينة
حيث الولائم تفيض نعما
وتغدق
فنغرق
ولا نستعين بغير الدعاء
فأنسى أكداس الهموم
ووجع السنين
وغدر الزمان
وأسخر من القوادين
ومتسلقي الظهور العارية
والراكضين وراء الولائم
والمتمعشين من بقايا الجيف
المتعفنة
وأضم شتات الماضي
البعيد
فتأكلني حسرة نائمة
على قارعة الطريق
يوم تركت قريتي الهادئة
وأناسها الطيبين
وجئت إلى هذه المدينة
الموبوءة
حيث النفاق والدجل
والنميمة والضرب تحت الحزام
حرام في حرام
وتتلون الوجوه
بأصباغ العهر المكشوف
ومساحيق النذالة
وأحمد الله
إني ما بعت جلدتي وحيائي
للكلاب السائبة
وخفافيش الليل
وبقيت صامدا
كصبار الجبال العاتية
وكم هدني الإعياء
وداهمتني الأنواء
والعواصف الهوجاء
وما انحنيت لأحد
وعفرت أنفي بالتراب
من أجل حفنة سراب
ودريهمات بائسة
ونياشين قصديرية.
التضامن في 14 جانفي 2010