المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم



طارق شفيق حقي
08/07/2014, 12:08 AM
قال تعالى


وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ 84 ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 85 البقرة



قوله عز وجل ( وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ) أي لا تريقون دماءكم أي : لا يسفك بعضكم دم بعض ، وقيل : لا تسفكوا دماء غيركم فتسفك دماءكم ، فكأنكم سفكتم دماء أنفسكم ، ( ولا تخرجون أنفسكم من دياركم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=40&idto=40&bk_no=51&ID=39#docu)) أي لا يخرج بعضكم بعضا من داره ، وقيل : لا تسيئوا جوار من جاوركم فتلجئوهم إلى الخروج بسوء جواركم ( ثم أقررتم (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=40&idto=40&bk_no=51&ID=39#docu)) بهذا العهد أنه حق وقبلتم ( وأنتم تشهدون (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=40&idto=40&bk_no=51&ID=39#docu)) اليوم على ذلك يا معشر اليهود وتقرون بالقبول تفسير البغوي



معنى الآية قال السدي : إن الله تعالى أخذ على بني إسرائيل في التوراة أن لا يقتل بعضهم بعضا ، ولا يخرج بعضهم بعضا من ديارهم ، وأيما عبد أو أمة وجدتموه من بني إسرائيل فاشتروه بما قام من ثمنه وأعتقوه ، فكانت قريظة حلفاء الأوس ، والنضير حلفاء الخزرج ، وكانوا يقتتلون في حرب سمير؟ فيقاتل بنو قريظة وحلفاؤهم وبنو النضير وحلفاؤهم وإذا غلبوا أخربوا ديارهم وأخرجوهم منها ، وإذا أسر رجل من الفريقين جمعوا له حتى يفدوه وإن كان الأسير من عدوهم ، فتعيرهم العرب وتقول : كيف تقاتلونهم وتفدونهم قالوا : إنا أمرنا أن نفديهم فيقولون : فلم تقاتلونهم ؟ قالوا : إنا نستحي أن يستذل حلفاؤنا ، فعيرهم الله تعالى بذلك فقال : ( ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم ) وفي الآية تقديم وتأخير ونظمها ( وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وهو محرم عليكم إخراجهم ) وإن يأتوكم أسارى تفادوهم ، فكأن الله تعالى أخذ عليهم أربعة عهود : ترك القتال ، وترك الإخراج ، وترك المظاهرة عليهم مع أعدائهم ، وفداء أسراهم ، فأعرضوا عن الكل إلا الفداء .