المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إهـــــداء إلى الأخت الكريمـــة ألـــق المـــاضي



أبو شامة المغربي
06/04/2006, 08:26 PM
مختارات من شعر أبي العتاهية





َبسَطْتُ كفّي نحوكم سائلاً // ماذا تردُّون على السائِلِ
إنْ لم تُنيلُوهُ فقولوا لَهُ // قولاً جميلاً بَدَلَ النائِـــــــــــلِ
يا مَنْ رأى قَبْلي قتيلاً بكى// مِنْ شِدّة الوَجْدِ عَلى القاتِــلِ
* * *
أنت ما استغْنيت عن // حبِك الدّهرَ أخــــــــوهُ
فإذا احتجْتَ إليهِ // ساعةً مجَّك فـــــــــــوهُ
* * *
ما يُحزِر المرء من أطرافِه طرفاً//إلاّ تخوَّنه النقصانُ من طرفِ
* * *
يُصادُ فؤادي حين أرْمِى ورمْيتي // تعودُ إلى نحري ويسلمُ من أرْمي
* * *
ولرُبَّ شهوةِ ساعة// قد أورثتْ حزناً طـــــــــويلاً
* * *
إن كان لا يغنِيك ما يكفيكَا// فكلُ ما في الأرضِ لا يغنيـــكَا
* * *
إلهي! لا تُعَذّبْني، فإنّي// مُقِرٌّ بالذي قد كانَ مِنّـــــي!
فَما لي حيلَةٌ، إلاّ رَجائي// لعفوِكَ، إن عفوتَ، وحُسنُ ظَنّي
وكم مِن زَلّة لي في الخَطايا//وأنتَ عليَّ ذو فَضْل ومَنِّ
إذا فكّرتُ في نَدَمي علَيها//عَضَضتُ أناملي، وقَرَعتُ سِنّي!
اُجَنُّ بزَهرَةِ الدّنيا جُنوناً//وأقطَعُ طولَ عُمري بالتَّمَنِّــي
ولو أنّي صَدَقتُ الزُّهْدَ عَنها//قَلَبتُ لأهلِها ظَهرَ المِجَـن
يَظنّ الناسُ بي خَيراً، وإنّي//لَشَرُّ الخَلقِ، إنْ لم تَعفُ عَنِّي
* * *
يا مَعشرَ الأمواتِ، يا ضِيفانَ//بِ الأرضِ كَيفَ وَجَدتُمُ طَعمَ الثَّرَى
أهلَ القُبورِ مَحا التُّرابُ وُجوهَكُمْ//أهلَ القُبورِ تَغَيَّرَتْ تلكَ الحِلَى
أاُخَيَّ لم يَقِكَ المَنيّةَ إذْ أتَت//ما كانَ أطعَمَكَ الطّبيبُ وما سقَــى
أاُخَيَّ، كيفَ وَجدتَ مَسّ خُشونةِ المـ//ـأوَى وكيفَ وجَدتَ ضِيقَ المُتّكَا
* * *
لِدُوا للموت وابْنُوا للخَراب//فكلكُمُ يصير إلى تَبــــاب
لِمَنْ نبني؟ ونحن إلى تراب//نصير كما خُلقْنا من تــــراب
ألا يا موتُ، لم أرَ منك بُدّاً//اتَيْتَ وما تَحِيفَ وما تُحـــابي
كأنّك قد هجمتَ على مَشيبي//كما هجم المشيبُ على الشباب
* * *
أيْنَ القُرونُ الماضِيَةُ؟ //تَرَكُوا المَنازلَ خالِيَــــــــهْ
فَاسْتَبْدَلَتْ بِهمُ دِيا//رُهُمُ الرِّيَاحَ الهاوِيَـــــــــهْ
وَتَشَتّتتْ عَنها الجُمو//عُ، وَفَارَقَتْها الغاشِيَــــــــهْ
فَإذا مَحَلٌّ لِلْوحُو//شِ، وللكِلابِ العاوِيـــــــــَهْ
دَرَجُوا فَما أَبْقَتْ صُرُو//فُ الدَّهر مِنهم باقِيَـــــــهْ
لم يَبْقَ مِنْهُمْ بَعْدَهُمْ//إلاّ العِظامُ البالِيَــــــــــهْ
والدَّهْرُ لا يَبْقى عَلَيْـ//ـهِ الشَّامِخَاتُ الرّاسيَــــــهْ
يا عاشقَ الدّارِ التي//لَيْسَتْ لَهُ بمُؤَاتِيَــــــــــهْ
أحْبَبْتُ دَاراً لم تَزَلْ//عن نَفْسها لَكَ ناهِيَــــــــهْ
أاُخَيَّ فَارْمِ محاسن الدُّ//نْيا بعين قَالِيَــــــــــهْ
وَاعْصِ الهَوَى فما دَعا//كَ له، فَبِئْسَ الدّاعِيَـــــــهْ
أتَرَى شَبابَكَ عائداً//مِنْ بَعْدِ شَيْبِكَ ثانِيَـــــــــهْ؟








د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

د.ألق الماضي
06/04/2006, 11:31 PM
جزيت خيرا
شكرا للطفك وكرمك وذوقك
لقد جللتني بدثار الأدب ونعم الدثار