المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : - المقامــــــــــة الدّمشاميّــــــــــة*



البشير بوكثير
11/05/2014, 09:10 PM
- المقامــــــــــة الدّمشاميّــــــــــة*
بقلم : البشير بوكثير رأس الوادي
*الدّمشاميّة : كلمة منحوتة من كلمتين : دمشق - الشّام .

حدّثنا أبو بشير الهذياني قال:
رياحٌ تنوح وتذرو الغبار ، رمادٌ يلوح ويمحو النُّضار ، وحادٍ يبكي هُذيلا ونزار : لقد هجم التّتار ، وحكَم الفُجّار ، وهُزم الأخيار أمام رهطِ الأشرار، بعد أن تكالب العدوّ والجار ، على قلعة الأحرار ، شامِ العروبة والفخَار، فجعلوها مثل الفخّار .
أعملوا في أهلها السيف ، ونشروا البهتان والزّيف، فطار الأمن والعدل وحلّ الضّيمُ والحيف .
يا دمشقُ الجريحة، عيوني مُسهّدة قريحة، مُذْ تأوهت ليلى بالعراق مريضةً طريحة ، وها أنتِ يا قلبي النابض تنضمّين لموكب أوطاننا الذّبيحة ، بعدما كنتِ حسناءَ العروبة المليحة، صرتِ اليوم فريسةً للمترديّة والنطيحة.
ووامصيبتاه تراقصت كلابُ "حمد" و"آل سلول" حولك يا مليحة ! فهل محّضتُك الآن النّصيحة ، أم أعلن النّفير والصّيْحة ؟
يا دمشق الوُرْق والعبق المهراق على الأشداق ، أنتِ البلسم والتّرياق ، فهل من لقاء بعد طول فراق؟
إن كان"العراق قد أعيا داؤه الرّاق "- كما قال جدّي الأكبر-فإن الشام قد أعيا داؤه أولي الألباب والأحلام وبيّض الحزنُ المآقي والأحداق.
آهٍ يا شآم ، تناوشتك الرماح والسّهام، من شتّى المفاوز والآكام، فتجندل القوم الكرام ، على مُدْية الرّدى والسّام، فلم ينجُ الخاص فكيف بالعام !
ليت شعري ...أيصبح القصيد والنشيد سمفونية الحِمام بعد إعدام حمام السلام ؟
آه ياحمص العروبة والإسلام، والصّحب الكرام ، ابن الوليد البطل الهُمام، والمهند الضرغام ...
آه يا شآم ، طار الحَمام والأمان ، وعشّش البوم والغربان ، على مآذن "الجامع الأمويّ" العامر بآي القرآن من زمان ...
واحرّ قلباه ! وهل بقي في جسدي المرهَق، قلبٌ ينبض ويخفق ؟
هاهي معالم "جلّق" تُنهب وتُسرق، بأيدي الحشّاشين وتُزهِق، برعما نما وأورق، وتحرِق كلّ صحائف "بني أميّة" في عصرها الأسبق.
ليت شعري...أيجفّ " صبا بردى" السّلسبيل؟ أَيتوشّح بالسّواد ويتكحّل بالعويل ؟ وهل سيدعو بالويل والثبور على أبناء العمومة والخؤول ؟ لهم الويل كلّ الويل ...

يا دمشق الفيحاء ، ويا حلب الشهباء، ويا أيتها الغوطة الغنّاء، جئتكِ زائرا أزفّ صادق الأنباء، حارق الأحشاء، والسّيف أصدق أنباء من فضائيات الخنزيرة الخرقاء ، فهل تسمعين النداء ؟
إنّ النصر قريب، وشمسك أبدا لن تغيب ، وسيتوقف حتما هذا النّحيب ، لكنّها ضريبة الصمود المهيب العجيب .
يا"حلب" النشامى الشّجعان ، لايحزنك تكالب العُربان، ولايغرنّك تقلّبهم في البلاد والأوطان، ولايخدعنّك تطاولهم في البنيان، ومُنادمتهم للغلمان والنّسوان ، ولايفتننّك شرابُهم نخْبَ العار مع الأمريكان في"قطر" و"الرياض" و"الظّهران" ، وتدنيسهم لأطهر بقعة وأشرف مكان !
ويا "درعا "إنّي أصختُ لك سمعا ، لاتحزني لِما يفعله غِرّ غرير لايملك من أمره طاعة ولاسمعا ،هذا الجار طغى وجار ، وكفر بحسن الجوار ، ولمّا استجار ، كان كالمستجير من الرّمضاء بالنار . فبئس القرار!
لقد فتح الأرض وباع العرض بالذهب والإبريز ، وقال للمارينز :pleasse تفضّلوا فمملكتي تسَعُ حتى "شيمون بيريز".
ويا "البوكمال" يا مرابع الجمال والدلال ، قد حوّل الأنذال ترابك صحراءَ بلقع ، و جرّدوا روضك من كلّ عشبٍ مُمرِع .
ويا "حماة" الولهاء ،يا مالكة القلوب والأهواء ، لقد تركتُ قوما لي برأس الوادي كما بالأذواء ، يذرفون الدّموع ويتضرّعون بالبكاء ، ويقيمون مجالس العزاء ، فلا تفجعينا بالأشلاء والدّماء .
ويا "تدمر" قلبي راه معمّر ومْدمّر على ما يفعله التكفيريون الشّيب منهم والقُصّر ، بتاريخك المُشرِق المُزهِر .
آهٍ يا "دير الزّور" لقد طعنكِ شهود الزّور ، وقدّموك سبيّةً للطّرطورالمشهور، الذي يمارسُ العهر والفجور في المُخور !
وما "لجبهة النّصرة" تمارسُ القتل والعهر والحُقرة، وتنتهك عرض كلّ شريفة حرّة ؟!
فأين هي من قضية فلسطين ، ومن أمجاد بدر واليرموك وحطّين ؟
يا من تفتون بزواج المناكحة ، وغدا ستحلّلون زواج المسافحة ، وتكفرون بالفكر والمُطارحة ، وتُعطّلون جهاد تحرير" القدس" وتئدون جذوة المنافحة ؟
وهل من يحزّون الرؤوس ، بالسّواطير وبالفؤوس ، ثمّ يشربون نخبهم في الجماجم لا الكؤوس ، ويُغرّرون بضعاف النفوس ، هم من سيحرّرون القدس بعد تحريرهم - عفوا تدميرهم - طرطوس ؟
هل من شِيم الثّوّار الأحرار ، انتهاك حرمة الجار، وسَبْيُ البنات الشريفات الأطهار ؟
آه يا دمشقَ الزنابق والجُوري ماذا عساي أقول عذرا إنْ قصّرتُ "iam sorry.

طارق شفيق حقي
13/05/2014, 08:30 PM
البشير بوكثير

لا فض فوك
إن المصاب لجلل
وإنها لملحمة تلو ملحمة

وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم

أشكر كلماتك الطيبة

البشير بوكثير
13/05/2014, 08:37 PM
هذا أقلّ واجب أؤديه نحو شآمنا الغالي.
شكرا لمرورك الكريم أستاذ طارق بين حروفي المهلهلة.
تحياتي ومحبتي.