المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السخرية هي ذروة الألم



محمود الحسن
04/04/2006, 03:55 PM
http://www.champress.net/photo/makot10534.jpg

فقدت الاوساط الثقافية والادبية على الساحتين السورية والعربية علما من كبار الادباء والشعراء العرب هو الشاعر والاديب/محمد الماغوط/الذى توفى بعد ظهر يوم الاثنين عن عمر يناهز /73/ عاما بعد صراع طويل مع المرض. في مشفى دار الشفاء في دمشق إثر نوبة قلبية وسينقل جثمان الفقيد إلي مسقط رأسه السلمية .
وقد نعى اتحاد الكتاب العرب فى سورية الشاعر والاديب الكبير محمد الماغوط وهو من مواليد عام 1934 فى مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماة وتلقى تعليمه الاساسى فيها وعمل فى الصحافة الادبية طوال حياته.

ويعد الماغوط من أبرز القامات الادبية والشعرية والمسرحية على الساحة العربية وأحد الكتاب الاوائل ممن مضوا بقصيدة النثر نحو فضاءات جديدة وصاحب قلم مميز بأفكار خلاقة استثنائية فى كتاباته الصحفية التى نشرت فى صحف محلية وعربية عدة حيث غلب عليها الطابع الوطنى والقومى ولاقت استحسان واعجاب جمهور القراء العرب فى مختلف بلدانهم.

كما أبدع الراحل فى مختلف كتاباته حيث الف مسلسلات ومسرحيات عدة وكتب فى الرواية والشعر والمسرح والمقال الادبى وهو عضو فى اتحاد الكتاب العرب.

ومسرح الماغوط كان مغموسا فى ماسى وامال وأحلام الشباب العربى بطابع ومضمون وطنى محاولا فهم سر كل ما يعانيه الوطن من خلال لغة ابداعية متقنة والتى كان لها الفضل الاكبر فى ولادة مسرح جديد عرفته سورية وباقى الدول العربية طوال عقدى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى.

كما عكست مسرحيات الماغوط هموم المواطن العربى اليومية وطموحاته فى الوصول الى ما يبتغى ويصبو اليه من خلال اهتمام تلك المسرحيات بالجزئيات الصغيرة التى تهم الانسان باعتبارها نواة للقضايا الكبرى

ويقول الراحل الماغوط فى احدى مقالاته أنا ضد أن نعالج الاشياء من خلال مظهرها ويجب أن نغوص الى الاعماق0

وقد نال الماغوط عدة جوائز عن مجمل أعماله الشعرية والمسرحية ومن تلك الجوائز حصوله على جائزة العويس 20042005 فى حقل الشعر كما تم تكريمه فى العام 2002 فى حفل أقيم فى مكتبة الاسد بدمشق بمناسبة صدور ديوانه حطاب الاشجار العالية ضمن منشورات كتاب فى جريدة كما كرم الراحل فى مسقط رأسه مدينة السلمية التى اهدته مهرجانها الشعرى السنوى عام 2004 والذى يقيمه المركز الثقافى فى السلمية0

كما نالت معظم أعماله القصصية والمسرحية والشعرية جوائز فى مهرجانات عربية ودولية تناولتها أقلام النقاد فى صحف عربية وأجنبية وتكلمت باستفاضة عن مسرح الماغوط الذى اسس لحقبة جديدة من تحفيز الشارع العربى وتوعيته تجاه القضايا الملحة والراهنة التى تتهدد حياته ومستقبله.

وحاز الماغوط من خلال كتاباته التى امتلات بالحس الوطنى اعجاب وتقدير معاصريه من الشعراء والكتاب والقراء حيث استطاع أن يخلق نوعا من الحراك الثقافى لدى جمهوره الذى ينتمى الى مختلف الاعمار الثقافات

وترجمت دواوينه ومختارات له ونشرت فى عواصم عالمية عديدة اضافة الى دراسات نقدية وأطروحات جامعية حول شعره ومسرحه.

وللراحل الكبير بنتان شام وتعمل طبيبة وسلافةمتخرجة من كلية الفنون الجميلة بدمشق0

ومن أهم أعماله ....

حزن فى ضوء القمر شعر 1959

غرفة بملايين الجدران شعر 1964

العصفور الاحدب مسرحية 1976

المهرج مسرحية 1974

الفرح ليس مهنتى شعر 1970

ضيعة تشرين مسرحية مثلت على المسرح 1973/1974

شقائق النعمان مسرحية0

الارجوحة رواية 1992

غربة مسرحية مثلت على المسرح 1976

كاسك يا وطن مسرحية مثلت على المسرح 1979

خارج السرب مسرحية 1999

حكايا الليل مسلسل تلفزيونى

وين الغلط مسلسل تلفزيونى

وادى المسك مسلسل تلفزيونى

الحدود فيلم سينمائى

التقرير فيلم سينمائى

سياف الزهور شعر

مسافر عربى فى محطات الفضاءمقالات

الاعمال الكاملة 1973

وصدر له فى عام 2006 نصوص شعرية

محمود الحسن
04/04/2006, 03:57 PM
ذات يوم شتائي بارد ولد محمد الماغوط في مدينة السلمية التابعة لمحافظة حماة السورية في شباط 1934 وكسائر فقراء ذلك الزمان الذين لم تسعفهم الحال للتحصيل العلمي، لذا كانت طفولته على قدر من البؤس والحرمان الذي تمرَّد عليه لاحقاً في القراءة وفي البحث عن أداته لمواجهة الظلم، وربما عثوره على تلك الأداة التي هي الكلمة فتحت أمامه درباً زرع على جنباتها شجرة الباسق، شعراً ومسرحاً وكانت تلك الكلمة كما تقول زوجته سنيّة صالح هي بمقدار ما تكون في الحلم طريقاً نحو الحرية، نجدها في الواقع طريقاً إلى السجن، وهكذا عرف الماغوط مبكراً السجون، وخلف قضبانها بدأ يصوغ نصَّه بمفرده جعلته واحداً من كبار شعراء الحداثة، وكتاب المسرح في عالمنا العربي.

هذا الرجل النسر العتيق الذي جمع حطام الأيام وأقام عزلته خلف جدار مليء بالصور والذكريات، تقرأ على مائدته سيرة شاعر مسكون بالتمرد هذا الرجل الذي يمنحه صوت فيروز أملاً جديداً، لكي تعرفه أكثر سل عنه رفيقة عمره آخر النساء في خيمة حزنه زوجته سنية التي تقول إنه ولد في غرفة مسدلة الستائر اسمها الشرق الأوسط، ومنذ مجموعته الأولى "حزن في ضوء القمر" وهو يحاول إيجاد بعض الكوى أو توسيع ما بين قضبان النوافذ، ليرى العالم ويتنسم بعض الحرية وذروة هذه المأساة هي في إصراره على تغيير هذا الواقع وحيداً، ولا يملك من أسلحة التغيير إلا الشعر، فبمقدار ما تكون الكلمة في الحلم طريقاً إلى الحرية نجدها في الواقع طريقاً إلى السجن، ولأنها - أي الكلمة - كانت دائماً إحدى أبرز ضحايا الاضطرابات السياسية في الوطن العربي، فقد كان هذا الشاعر يرتعد هلعاً إثر كل انقلاب مرّ على الوطن، وفي إحدى هذه الانقلابات خرجت أبحث عنه كان في ضائقة وقد تجره تلك الضائقة إلى السجن أو إلى ما هو أمرّ منه، وساعدني انتقاله إلى غرفة جديدة في إخفائه عن الأنظار. غرفة صغيرة ذات سقف واطئ حشرت حشراً في إحدى المباني بحيث كان على من يعبر عتبتها أن ينحني.. ينحني وكأنه يعبر بوابة ذلك الزمان.
"ضع منديلك الأبيض على الرصيف
واجلس إلى جانبي تحت ضَوْء المطر الحنون
لأبوح لك بسرّ خطير
اصرف أدلاءك ومرشديك
وألق إلى الوحل أو إلى النار بكل ما كتبت من حواشي وانطباعات
إن أي فلاّح عجوز
يروي لك في بيتين من العتابا كل تاريخ الشرق
وهو يدرّج لفَّافَته أمام خيمته
أحب التسكع والبطالة ومقاهي الرصيف ولكنني أحب الرصيف أكثر،
أحب الغابات والمروج اللانهائية ولكنني أحب الخريف أكثر،
أحب الشهيق والزفير ورياضة الصباح
ولكنني أحب السعال والدخان أكثر".

محمود الحسن
04/04/2006, 03:59 PM
في شبابه ذهب الماغوط إلى دمشق لدراسة الزراعة ولكن انسحب من هذا الاختصاص رغم تفوقه??? مؤكدا أن اختصاصه هو"الحشرات البشرية" وليس الحشرات الزراعية، وفي هذا الصدد يقول "كان عندي إحساس بأن هناك ثمة غلط تاريخي ينبغي إصلاحه بين البشر ولذلك أنا مع القضايا الخاسرة حتى الموت".
وعند ولوجه سجن المزة بدمشق عام 1955 على خلفية انتمائه السياسي لم يجد الماغوط سوى لفائف السجائر ليكتب عليها مذكراته، واخرجها معه داخل ملابسه الداخلية بعد قبل أن يذهب إلى بيروت؟، حيث وجد نفسه وحيدا وغريبا، كما تقول زوجته الشاعرة الراحلة، وعندما قدمه أدونيس في إحدى اجتماعات مجلة شعر المكتظة بالوافدين، وقرأ له بعض نتاجه الجديد الغريب بصوت رخيم دون أن يُعلن عن اسمه، وترك المستمعين يتخبطون من هذا؟ هل هذا الشعر لبودلير أم لرامبو، ولكن أدونيس لم يلبث أن أشار إلى شاب مجهول غير أنيق أشعث الشعر وقال: والشاعر. لاشك أن تلك المفاجأة قد أدهشتهم، وانقلب فضولهم إلى تمتمات خفيفة. أما هو كنت أراقبه بصمت والكلام لزوجته، فقد ارتبك واشتد لمعان عينيه بلغة هذه التفاصيل، وفي هذا الضوء الشخصي نقرأ غربة محمد الماغوط، ومع الأيام لم يخرج من عزلته بل غيّر موقعها من عزلة الغريب إلى عزلة الرافض.
" المرأة التي أحلم بها
لا تأكل ولا تشرب ولا تنام
إنها ترتعش فقط
ترتمي بين ذراعيّ وتستقيم
كسيف في آخر اهتزازه".

محمود الحسن
04/04/2006, 04:00 PM
ويعترف الماغوط في برنامج روافد الذي بثته "العربية" أنه لم يندم قط على أي كلمة كتبها، وأن أكثر اللحظات التي شعر بها في الندم في أيام الطفولة مثل أن سرقة "مشمش من البساتين..نسرق دجاج بالنهار.. نسرق دراجات لنركب عليها".

ويعترف كذلك الماغوط للإعلامي "أحمد علي الزين" بابتعاده عن جدلية النصر والهزيمة "القضية لا تكمن عندي في النصر أو الهزيمة، فأنا لا أجيد شيئا سوى الكتابة، أما نتائج المعركة فلست أهتم لها.. لست رجل خطط، ولا اعرف كيف أخطط لشيء ولذلك كنت أفشل عسكري".

ويرى الماغوط أن الكتابة الساخر هي "ذروة الألم" وأن الإنسان الذي يكون جديا على طول الخط هو بالضرورة " إنسان مريض".

"طفولتي بعيدة..

وكهولتي بعيدة..

وطني بعيد.. ومنفاي بعيد..

أيها السائح أعطني منظارك المقرِّب

علَّني ألمح يداً أو محرمةً في هذا الكون تُوْمِئُ إليَّ

صوِّرني وأنا أبكي وأنا أقعي بأسمالي أمام عتبة الفندق

وأكتب على قفا الصورة هذا شاعرٌ من الشرق".

صلاح الحسن
05/04/2006, 10:32 AM
واليوم عبد السلام العجيلي

يلتحق بالماغوط وسيدفن في الرقة

محمود الحسن
05/04/2006, 12:10 PM
انا لله وانا اليه راجعون

رحمهما الله

محمود الحسن
06/04/2006, 11:05 AM
http://www.adab.com/modules.php?name...id=354&start=0 (http://www.adab.com/modules.php?name=Sh3er&doWhat=lsq&shid=354&start=0)