المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخلافة العباسية



طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:10 PM
سانقل لكم هنا مادة غنية عن تاريخ العصر العابسي

والمادة منقولي من موقع اسرة ال باوزير العباسية


الخلافة العباسية

استمرت الخلافة العباسية في المشرق من سنة 132 إلى 656 للهجرة أي لمدة 524 سنة، و بقي للعباسيين بعد ذلك الخلافة بمصر إلى سنة 923 للهجرة.

و تعد الدولة العباسية كما يقول ابن طباطبا كثيرة المحاسن، جمة المكارم، أسواق العلوم فيها قائمة، و بضائع الآداب فيها نافقة، و شعائر الدين فيها معظمة، و الخيرات فيها دائرة، و الدنيا عامرة، و الحرمات مرعية، و الثغور محصنة، و مازالت على ذلك حتى أواخر أيامها، فأنتشر الشر، و اضطرب الأمر.



و قد قسم المؤرخون إجمالا مدة الخلافة إلى ثلاثة عصور رئيسية هي:


العصر العباسي الأول: يمتد في الفترة من 132 إلى 232 للهجرة
العصر العباسي الثاني: يمتد في الفترة من 232 إلى 590 للهجرة
العصر العباسي الثالث: يمتد في الفترة من 590 إلى 656 للهجرة
النهضة الثقافية في الدولة العباسية

من الطبيعي ان يكون العصر العباسي الأول أنسب العصور ملائمة للنهضة الثقافية، فقد بدأ الاستقرار فيه و أنتظم ميزان الأمة الاقتصادي، و كانت النهضة العلمية في العصر الأول تتمثل في ثلاثة جوانب هي:


حركة التصنيف

تنظيم العلوم الإسلامية

الترجمة من اللغات الأجنبية

الجانب الأول: حركة التصنيف

من أشهر المصنفين في هذا العصر مالك الذي ألف الموطأ، و ابن إسحاق الذي كتب السيرة، و أبو حنيفة الذي صنف الفقه و الرأي. و يرجع إلى ابي جعفر المنصور الفضل في توجيه العلماء هذا الاتجاه، و قد كان المنصور كما يقول السيوطي كامل العقل، جيد المشاركة في العلم و الأدب، فقيها تلقى العلم عن أبيه و عن عطاء بن ياسر. و تطورت العلوم في العصر العباسي الأول و انتقلت من مرحلة التلقين الشفوي إلى مرحلة التدوين والتوثيق في كتب وموسوعات.



الجانب الثاني: تنظيم العلوم الإسلامية

وصلت العلوم الإسلامية درجة عالية من الدقة و التنظيم في العصر العباسي الأول:


فقد شهد هذا العصر ميلاد علم تفسير القرآن و فصله عن علم الحديث.
و عاش في هذا العصر أئمة الفقه الأربعة: أبو حنيفة (150 للهجرة)، و مالك (179 للهجرة)، و الشافعي (204 للهجرة)، و ابن حنبل (241 للهجرة).
وظهرت في الفقه الإسلامي مدرستان علميتان كبيرتان هما مدرسة أهل الرأي في العراق، ومدرسة أهل الحديث في المدينة المنورة.
وحفل هذا العصر أيضًا بأئمة النحو وظهرت في علوم اللغة مدرستان علميتان هما: مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة، فقد عاش في هذا العصر من أئمة النحاة البصريين عيسى بن عمر الثقفي (149 للهجرة)، و أبو عمرو بن العلاء (154 للهجرة)، و الخليل بن احمد (175 للهجرة)، و الأخفش (177 للهجرة)، و سيبويه (180 للهجرة)، و يونس بن حبيب (182 للهجرة)، و من الأئمة الكوفيين أبو جعفر الرؤاسي، و الكسائي، و الفراء (208 للهجرة).
التاريخ و مولده: قويت في العصر العباسي الأول فكرة استقلال علم السيرة عن الحديث، و وجدت من ينفذها تنفيذا علميا دقيقا، و هو محمد بن إسحاق (152 للهجرة تقريبا) و كتابه في السيرة من أقدمها في هذا الموضوع، و قد وصلنا هذا الكتاب بعد أن اختصره ابن هشام (218 للهجرة) في كتابه المعروف بسيرة ابن هشام، و من اشهر من صنف في التاريخ في هذا العصر العلامة محمد بن عمر الواقدي (207 للهجرة تقريبا) فقد ألف كتاب التاريخ الكبير الذي اعتمد عليه الطبري كثيرا حتى حوادث سنة 179، أما الكتاب نفسه فلم يصح وروده لنا، و للواقدي كتاب آخر يعرف بالمغازي و هو بين أيدينا، و ليس هذا كل ما وصل لنا من علم الواقدي، فإن علمه قد جائنا عن طريق شخص آخر من مؤرخي هذا العصر أيضا و هو كاتبه محمد بن سعد (230 للهجرة) الذي كانت شهرته كاتب الواقدي، و قد خلف لنا محمد بن سعد كتابه القيم الطبقات الكبرى و هو في ثمانية أجزاء يتحدث في الجزء الأول و الثاني عن سيرة الرسول صلى الله عليه و سلم و في الأجزاء الستة الباقية عن أخبار الصحابة و التابعين، و محمد بن سعد هذا هو أحد شيوخ العلامة البلاذري (279 للهجرة).
الجانب الثالث: الترجمة من اللغات الأجنبية

في عام 145 للهجرة وضع المنصور حجر الأساس للعاصمة الجديدة بغداد، و جمع حوله فيها صفوة العلماء من مختلف النواحي، و شجع على ترجمة كتب العلوم و الآداب من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية، و استجاب له كثير من الباحثين، من أبرزهم ابن المقفع الذي ترجم كتاب كليلة و دمنة (757 للميلاد) و الطبيب النسطوري جورجيس بن بختيشوع (771 للميلاد)، و بختيشوع بن جورجيس (801 للميلاد)، و جبريل تلميذ بختيشوع (809 للميلاد)، و الحجاج ابن يوسف بن مطر (الذي ذاع اسمه بين سنتي 786 و 863 للميلاد).

و لم يكتف المسلمون بمجرد الترجمة بل كانوا يبدعون ويضيفون إلى كل علم يترجمونه. كما لعب المسلمون بهذا دورا كبيرا في خدمة الثقافة العالمية، فقد أنقذوا هذه العلوم من فناء محقق، إذ تسلموا هذه الكتب في عصور الظلام، فبعثوا فيها الحياة، و عن طريق معاهدهم و جامعاتهم و أبحاثهم وصلت هذه الدراسات إلى أوروبا، فترجمت مجموعات كبيرة من اللغة العربية إلى اللاتينية، و قد كان ذلك أساسا لثقافة أوروبا الحديثة، و من أهم الأسباب التي أدت إلى النهضة الأوروبية.



وأنشئ في هذا العصر بيت الحكمة و هو أول مجمع علمي و معه مرصد و مكتبة جامعة و هيئة للترجمة، وصل إلى أوج نشاطه العلمي في التصنيف والترجمة في عهد المأمون الذي أولاه عناية فائقة، ووهبه كثيرا من ماله ووقته، وكان يشرف على بيت الحكمة قيّم يدير شئونه، ويُختار من بين العلماء المتمكنين من اللغات. وضم بيت الحكمة إلى جانب المترجمين النسّاخين والخازنين الذين يتولون تخزين الكتب، والمجلدين وغيرهم من العاملين. وكان المرصد من أكبر المراصد الفلكية في ذلك العصر، عمل فيه أكبر علماء الفلك المسلمين و تمكنوا من خلاله من تفسير ظاهرة الجاذبية، وتعيين خط العرض وقياس طول محيط الأرض، وظل بيت الحكمة قائما حتى داهم المغول بغداد سنة 656 للهجرة الموافق 1258 للميلاد.

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:11 PM
العباس بن عبد المطلب بن هاشم

كان العباس بن عبد المطلب محبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، مائلا إليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي منزله فيقيل فيه، وأسلمت لبابة بنت الحارث امرأته حين بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الشاعر:




بها ثلث الإسلام بعد محمـدوزوج رسول الله بنت خويلد
قيل للعباس أنت أكبر أم رسول الله، فقال: هو أكبر مني وأنا ولدت قبله.

قال العباس: أنا أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث، ولده عام الفيل وولدت قبل الفيل بثلاث سنين.

وعن ابن عباس، أن رجلا من قريش رأى العباس فقال: هذا عم النبي وما أسلم حتى لم يبق كافر، فشكا العباس قوله إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخرج مغضبا فقال: "من آذى العباس عمي فقد آذاني، إن عم الرجل صنو أبيه".

قالوا: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "إني قد عرفت أن رجالا من بني هاشم وغيرهم أخرجوا مكرهين منهم عمي العباس، فمن لقيه منكم فلا يعرضن له فإنه خرج مكرها.

عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: كنت غلاما للعباس وكان الاسلام قد دخلنا أهل البيت، وأسلم العباس واعتقد البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الانصار ليلة العقبة، على قبه وقريش تطلبه، وأسلمت أم الفضل فكانت ثالثة، أو قال ثانية النساء بعد خديجة، وكان العباس يهاب قومه فيكتم اسلامه وكان ذا مال متفرق على قريش وكان يحامي على مكرمته ومكرمة بني عبد المطلب من السقاية والرفادة ويخاف خروجهما من يده، فخرج مع المشركين يوم بدر وأطعم تجلدا مع المطعمين، وكان يكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبر المشركين، فكتب إليه بخبرهم وما أعدوا له يوم أحد وحذره إياهم كيلا يصيبوا غرته.

كتب العباس بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند خروج المسلمين إلى بدر يعلمه السبب الذي خرج له من مداراة قريش وأنه غير مقاتل مع المشركين وإن أمكنه أن ينهزم بهم ويكسرهم فعل، فلما أسر يوم بدر بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ألزمني من الفداء أغلظ ما يؤخذ من أحد؛ وكان كتابه من مكة مع رجل من بني كنانة ومعه كتابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم باستعداد قريش لغزوه يوم أحد إشفاقا من أن يصيبوا غرته، وبلغه فتح خيبر فأعتق غلاما له يكنى أبا زبيبة.

قالوا: وكان العباس آخذا بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، ويقال بحكمته، وأقبل يومئذ نفر من بني ليث من كنانة يريدون رسول الله صلى الله عليه وسلم فدنا منه أحدهم فاحتضنه العباس وأحدق به موالي رسول الله، فقال العباس لأقرب الموالي منه: اضرب ولا تتق مكاني ولا تبل أينا قتلت، فقتل الموالي الليثي وجاء أخو المقتول فرفع يده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا فاحتضنه العباس وقال كما قال أولا فقتل، حتى فعل ذلك بستة منهم، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم وقبل وجهه، وفي يوم حنين يقول العباس:


ألا هل أتى عرسي مكري ومقدميبوادي حـنـين والأسـنة شـرع وقولي إذا ما النفس جاشت ألا قريوهـام تـدهـدي يوم ذاك وأذرع وكيف رددت الخيل وهي مغـيرةبزوراء تعطي في اليدين وتمنـع وقولي إذا ما الفضل شد بسـيفـهعلى القوم: أخرى يا بني فيرجـع كأن السهام المرسلات كـواكـبإذا دبرت عن عجسها وهي تلمـع نصرنا رسول الله في الحرب سبعةوقد فر من قد فر عنه فأقشعـوا


يعني بالسبعة: نفسه، وعلي بن أبي طالب، والفضل بن العباس، وأبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأسامة بن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا رافع مولى رسول الله، وأيمن بن عبيد أخا أسامة لأمه أم أيمن، ويقال إن السابع مكان أيمن بعض ولد الحارث بن عبد المطلب، ويقال إنهم: العباس، وعلي، وأبو سفيان بن الحارث، وعقيل بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير، والزبير بن العوام، وأسامة بن زيد، وبنو الحارث يقولون: إن جعفر بن أبي سفيان شهد حنينا أيضا.

نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فقام يغتسل، فأخذ العباس كساء فستره به، قال: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم رافعا رأسه من جانب الكساء وهو يقول: "اللهم استر العباس من النار"، أو قال: "العباس وولده من النار."

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على العباس وبنيه فقال: تقاربوا، فزحف بعضهم إلى بعض ثم اشتمل عليهم بملاءته وقال: يارب هذا عمي وصنو أبي، هؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بملاءتي، فأمنت أسكفة البيت وحوائط البيت.

و كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى العباس عمه أوسع له وقال: هذا عمي وبقية آبائي.

عن عبد الله بن أبي بكر أنه بلغه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "احفظوني في العباس عمي فإن عم الرجل صنو أبيه." و قال علي بن أبي طالب: لم أر رأيا قط أوثق فتلا، وأحكم عقدا من رأي عمي العباس.

قال العباس بن عبد المطلب لابنه عبد الله بن عباس حين اختصه عمر بن الخطاب وقربه: يا بني لا تكذبه فيطرحك، ولا تغتب عنده أحدا فيمقتك، ولا تقولن له شيئا حتى يسألك، ولا تفشين له سرا فيزدريك، ويقال أنه قال له: إن هذا الرجل قد أدناك وأكرمك فاحفظ عني ثلاثا: لا يجربن عليك كذبا، ولا تفشين له سرا، ولا تغتابن عنده أحدا.

خرج عمر عام الرمادة يستسقي فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، فسقوا.

ويروى عن الكلبي عن أبي صالح قال: أجدبت الأرض على عهد عمر حتى التقت الرعاء وألقيت العصي وعطلت النعم، فقال كعب: يا أمير المؤمنين إن بني اسرائيل كانوا إذا أصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة الأنبياء، فاستسقى عمر بالعباس فجعل عمر يدعو والعباس يدعو.

وحدث عباس بن هشام الكلبي عن أبيه عن جده محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال: استسقى عمر بن الخطاب بالعباس عام الرمادة فقال: اللهم إن هؤلاء عبادك وبنو إمائك أتوك راغبين متوسلين إليك بعم نبيك، فاسقنا سقيا نافعة تعم البلاد وتحي العباد، اللهم إنا نستسقيك بعم نبيك ونستشفع إليك بشيبته، فسقوا، فقال في ذلك الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب:




بعمي سقى الله الحجاز وأهلـهعشية يستسقي بشيبته عـمـر توجه بالعباس في الجدب راغبـاإليه فما أن رام حتى أتى المطر ومنا رسول الله فـينـا تـراثـهفهل فوق هذا للمفاخر مفتخـر


وقال ابن عفيف النضري:




ما زال عباس بن شيبة عائلاللناس عند تـنـكـر الأيام رجل تفتحت السماء لصوتهلما دعا بفضـيلة الاسـلام عرفت قريش يوم قام مقامهفبه له فضل على الاقـوام


وقال آخر:




رسول الله والشهداء منـاوعباس الذي فتق الغماما





وقال الواقدي في روايته: لما كان عام الرمادة، وهو عام الجدب سنة ثماني عشرة، استسقى عمر بن الخطاب بالعباس وقال: اللهم إنا كنا نستسقيك بنبينا إذا قحطنا، وهذا عمه بين أظهرنا ونحن نستسقيك به، فلم ينصرف حتى أطبق السحاب، قال: وسقوا بعد ثلاثة أيام، وكان عام الرمادة الذي كان فيه طاعون عمواس بالشام.

عن كريب أبي رشدين مولى ابن عباس قال: "لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجل العباس من بين الناس إجلال الولد والده." و قال كريب : ما ينبغي لنبي أن يجل إلا أبا أو عما.

خرج رسول الله لله ينظر إلى بعث أو يجهزه، فطلع العباس فلما رأوه قال: "هذا عم نبيكم أجود قريش كفا وأوصلها لرحم." لم يمر العباس بعمر وعثمان وهما راكبان وهو راجل إلا نزلا حتى يجوزهما إجلالا له أو يمشيان معه حتى يبلغ منزله أو مجلسه.

عن ابن المسيب قال: لقد جاء الاسلام وان جفنة العباس لتدور على فقراء بني هاشم وإن سوطه وقده معه لسفهائهم، يطعم الجائع ويؤدب السفيه، وقال الزهري: هذا والله السؤدد.

قال إبراهيم بن علي بن هرمة:




وكانت لعباس ثلاث يعـدهـاإذا ما شتاء الناس أصبح اشهبا فسلسلة تنهى الظلوم وجفـنةتباح فيكسوها السنام المرعبا وحلة عصب ما تزال معـدةلعار ضريك ثوبه قد تهبـبـا


عن أبي جعفر قال: أقبل العباس بن عبد المطلب وعليه حلة وهو أبيض له ضفيرتان، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم تبسم، فقال له: يا رسول الله مم تبسمت? قال: "من جمالك يا عم،" قال: وما الجمال في الرجل بأبي أنت وأمي قال: اللسان. قال أبو جعفر، يقول: أعجب من بيانك ولسنك.

عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم إن عمي العباس حاطني بمكة من أهل الشرك وأخذ لي البيعة على الأنصار ونصرني في الاسلام، اللهم فاحفظه وحطه واحفظ ذريته من كل مكروه."

و قال أبو جعفر أمير المؤمنين في كتابه يذكر فيه سابقة جده العباس: ومن ذلك أنه جهز في جيش العسرة بثمانين ألف درهم.

فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أخذ مفتاح الكعبة وهو بدفعه إلى العباس، فنزلت " إن الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها" فأمر السقاية والرفادة في يد العباس وأقر الحجابة في يد عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة: "ألا إني قد وضعت كل مأثرة ومكرمة كانت في الجاهلية تحت قدمي إلا سدانة البيت وسقاية الحاج."

قام العباس بالسقاية والرفادة، ثم قام بذلك عبد الله بن عباس ثم علي بن عبد الله ثم محمد بن علي ثم داود بن علي، ثم سليمان بن علي، ثم عيسى بن علي، فلما استخلف أمير المؤمنين أبو جعفر قال: انكم تقلدون هذا الامر مواليكم فموالي أمير المؤمنين أحق بالقيام به، فولى السقاية ونفقات البيت مولى له يقال له زربى، وجعلت الرفادة من بيت المال.

دخل عثمان بن عفان على العباس رضي الله تعالى عنهما، وكان العباس خال أمه أروى بنت كريز فقال: يا خال أوصني، فقال: أوصيك بسلامة القلب، وترك مصانعة الرجال في الحق، وحفظ اللسان، فإنك متى تفعل ذلك ترضى ربك وتصلح لك رعيتك.

قال العباس لعبد الله بن العباس: يا بني إن الله قد بلغك شرف الدنيا فاطلب شرف الآخرة، واملك هواك واحرز لسانك إلا مما لك.

لما قدم صفوان بن أمية الجمحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "على من نزلت يا أبا وهب"? قال: على عمك العباس، قال: "نزلت على أشد قريش لقريش حبا."

كان العباس أكرم قريش: لهو ثوب لعاريهم، وجفنة لجائعهم، ومقطرة لجاهلهم؛ وكان في الجاهلية نديما لأبي سفيان، فجاور رجل من بني سليم رجلا لم يحمد جواره، فقال له عباس بن مرداس السلمي:




إن كان جارك لم تنفعـك ذمـتـهحتى سقيت بكاس الذل أنـفـاسـا فأت القباب فكن من أهلهـا سـدداتلقى ابن حرب وتلقى المرء عباسا قرمي قريش وحلا في ذوائبـهـابالمجد والحزم ما حازا وما ساسـا ساقي الحجيج وهذا مـاجـد أنـفوالمجد يورث أخماسا وأسـداسـا


قال ابن عباس: كان أبي أبيض بضا رجل الشعر، حسن اللحية في رقة، تام القامة رحب الجبهة أهدب الأشفار، أو قال اوطف، أقنى الأنف عظيم العينين سهل الخدين بادنا جسيما، وكان قبل أن تكبر سنه ذا ضفيرتين، وكف بصره قبل موته بخمس سنين، وقد كان خضب ثم ترك الخضاب.

وقال الواقدي وغيره: توفي العباس في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وكان معتدل القناة، ودفن بالمدينة بالبقيع، وصلى عليه عثمان بن عفان، وكان يقول حين نشب الناس في أمر عثمان: اللهم اسبق بي أمرا لا أحب أن أدركه.

قالوا: ونزل في حفرة العباس: علي بن أبي طالب، وعبد الله وعبيد الله ابنا العباس، والحسن والحسين ابنا علي، وقثم بن العباس، ويقال إن عثمان بن عفان نزل في قبره، وقال عبد الله بن العباس: لقد كنا محتاجين إلى نزول أكثر منا لبدنه وعظمه.

و كان للعباس بن عبد المطلب من الولد الفضل وبه كان يكنى، وعبد الله، وعبيد الله، وقثم، وعبد الرحمن، ومعبد بن العباس، وأم حبيب، وأمهم لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة، وأمها هند بنت عمرو وهي خولة، ويقال إن أباها عوف من حمامة من جرش؛ وتمام بن العباس؛ وكثير بن العباس، وأمهما أم ولد. والحارث بن العباس وأمه حجيلة بنت جندب بن الربيع، هذلية. وصفية بنت العباس وأمها أم ولد. وآمنة بنت العباس، ويقال أمينة، كانت عند العباس بن عتبة بن أبي لهب فولدت له الفضل الشاعر وأمها أم ولد. وكانت أم حبيب عند الأسود بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي فولدت له رزق بن الأسود، ولبابة بنت الأسود وهو يسكنون مكة، وكانت صفية عند محمد بن عبد الله بن مسروح واسمه الحارث بن يعمر أحد بني سعد بن بكر.

قال عبد الله بن بريد الهلالي:




ما ولدت نجيبة مـن فـحـلبجبل نعـلـمـه أو سـهـل كسته من بطن أم الـفـضـلأكرم بها من كهلة وكـهـل عم النبي المصطفى ذي الفضلوخاتم الرسل وخير الـرسـل


وقال أيضا:




ونحن ولدنا الفضل والحبر بـعـدهعنيت أبا العباس ذا الدين والنـدى ألا وعبـيد الـلـه ثـم ابـن امـهألا قثما أعني وذا الباع مـعـبـدا غيوث على العافين خرس عن الخناأسود إذا ما موقد الحـرب أوقـدا اذا افتخرت يوما قريش رأيتـهـميفوقونهم حلمـا وجـودا وسـؤددا


وقال أيضا:




ألا إنني صهر النبي مـحـمـدوخال بني العباس والخال كالأب

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:13 PM
ولد العباس بن عبد المطلب



فولد العباس بن عبد المطلب (http://www.bawazir.com/abbassid_family.htm):

الفضل (http://www.bawazir.com/alfadhal--bin-abbas.htm)، به كان يكنى؛ وكان رديف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين رمى جمرة العقبة، وحفظ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، شهد غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ومات بطاعون عمواس زمن عمر بن الخطاب. ولم يترك ولداً إلا أم كلثوم، تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب، كان أبا عذرها؛ ثم فارقها؛ فتزوجها بعده أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري؛ فولدت له موسى؛ ثم خلف عليها عمران ابن طلحة بن عبيد الله، حين مات عنها أبو موسى.
عبد الله بن العباس (http://www.bawazir.com/abdullah-bin-abbas.htm)، ويكنى أبا العباس، ولد في الشعب قبل خروج بني هاشم منه، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين. ودعا له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقال: "اللهم! أعطه الحكمة، وعلمه التأويل!" ورأى جبريل - عليه السلام؛ وقال - صلى الله عليه وسلم-: "لعسى ألا يموت حتى يؤتى علماً ويذهب بصره!" وكان يأذن له مع المهاجرين ويسأله. وكان، إذا رآه مقبلاً، قال: " أتاكم فتى الكهول: له لسان سؤول، وقلب عقول!" وقال له أبوه العباس: " إني أرى هذا الرجل - يعني عمر - قد أدناك وأكرمك؛ فاحفظ عني ثلاثاً: لا يجربن عليك كذباً، ولا تفشين له سراً، ولا تغتابن عنده أحداً!" وقال مجاهد: كان عبد الله بن عباس أمدهم قامة، وأعظمهم جفنة، وأوسعهم علماً. وتوفى ابن عباس في سنة 68، وهو ابن إحدى وسبعين سنة. (وقال ابن أبي الزناد): كانت بين حسان بن ثابت شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين بعض الناس منازعة عند عثمان بن عفان؛ فقضى عثمان على حسان؛ فجاء حسان إلى عبد الله بن عباس؛ فشكا ذلك إليه؛ فقال له ابن عباس: "الحق حقك؛ ولكن أخطأت حجتك. انطلق معي!" فخرج به حتى دخلا على عثمان؛ فاحتج له ابن عباس حتى تبين عثمان الحق؛ فقضى به لحسان بن ثابت؛ فخرج آخذاً بيد ابن عباس حتى دخلا المسجد؛ فجعل حسان بن ثابت ينشد الحلق، ويقول:

إذا ما ابن عباس بدا لك وجـهـه رأيت له في كل مجمعة فضـلاإذا قال لم يترك مـقـالاً لـقـائل بمنتظمات لا ترى بينها فـصـلاًكفى وشفى ما في النفوس فلم يدع لذي إربة في القول جدا ولا هزلا
وذكر ابن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن القاسم بن محمد، أنه قال: "ما رأيت في مجلس ابن عباس باطلاً قط!"


عبيدالله بن عباس، كان أصغر سناً من عبد الله بسنة؛ وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان سخياً، جواداً. قال بعض أهل العلم: كان عبد الله يوسعهم علماً، وكان عبيد الله يوسعهم طعاماً. واستعمله علي بن أبي طالب على اليمن، وأمره؛ فحج بالناس سنة 36 وسنة 37. ومات عبيد الله بالمدينة.
قثم بن العباس (http://www.bawazir.com/gutham-bin-abbas.htm)، ليس له عقب، استشهد بسمرقند، كان خرج مع سعيد ابن عثمان زمن معاوية؛ ومر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يلعب، فحمله.
معبد بن العباس، مات بإفريقية شهيداُ.
أم حبيب بنت العباس، تزوجت الأسود بن سفيان بن عبد الأسد ابن هلال بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، وولدت له رزقاً، وعبد الله.
أمهم: أم الفضل، واسمها لبابة، بنت الحارث بن حزن بن بجير ابن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر.


الحارث بن العباس، أمه من هذيل.


كثير بن العباس، كان فقيهاً فاضلاً، لا عقب له.
تمام ابن العباس، كان من أشد الناس بطشاً.
وأمهما: أم ولد. ليس لتمام عقب، وكان امرأ صدق.


آمنة بنت العباس، لأم ولد؛ ولدت الفضل الشاعر ابن عباس بن عتبة ابن أبي لهب.
صفية بنت العباس، لأم ولد، ولدت محمد بن عبد الله بن أبي مسروح، من بني سعد بن بكر.
فهؤلاء ولد العباس بن عبد المطلب لصلبه.

فولد الفضل بن العباس: أم كلثوم بنت الفضل؛ أمها: أم سلمة بنت محمية بن جزء الزبيدي؛ وأمها: جويرية بنت الحويرث بن العنبس ابن أهبان بن حذافة بن جمح. ولدت أم كلثوم بنت الفضل لحسن بن علي ابن أبي طالب: محمداً، وجعفراً، وحمزة، وفاطمة، درجوا؛ ثم فارقها؛ فتزوجها أبو موسى الأشعري؛ فولدت له موسى؛ ومات عنها، وجعل لها من ماله شيئاً؛ فتزوجها عمران بن طلحة؛ ففارقها؛ فرجعت إلى دار أبي موسى؛ فماتت؛ فدفنت بظهر الكوفة.

ولد عبد الله بن العباس



وولد عبد الله بن العباس: علي بن عبد الله، وكنيته: أبو محمد؛ ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب، في شهر رمضان سنة 40؛ فسمي باسمه، وكان أصغر ولد عبد الله سناً؛ وكان أجمل قرشي وأوسمه؛ وتوفي سنة 118؛ والبقية من ولد عبد الله بن العباس في ولده؛ والعباس بن عبد الله، كان أكبر ولده، وبه كان يكنى؛ وكان يقال له "الأعنق"؛ وكان من أجمل ولده؛ وقد روي عنه؛ ولا عقب له؛ ومحمد بن عبد الله؛ وعبيد الله؛ والفضل؛ وعبد الرحمن؛ ولبابة؛ وأمهم: زرعة بنت مشرح بن معدي كرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القود بن الحارث الولادة بن عمر بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن ثور، وهو كندي؛ ومشرح بن معدي كرب أحد الملوك الأربعة، وهم إخوة: مخوس، وجمد، ومشرح، وأبضعة؛ وأسماء بنت عبد الله، وأمها: أم ولد.

كانت لبابة بنت عبد الله عند علي بن عبد الله بن جعفر، فولدت له؛ ثم خلف عليها إسماعيل بن طلحة بن عبيد الله؛ فولدت له يعقوب؛ ثم فارقها؛ فتزوجها محمد بن عبد الله بن العباس.
وكانت أسماء بنت عبد الله عند عبد الله بن عبيد الله بن العباس؛ فولدت له حسناً وحسيناً.

وولد علي بن عبد الله بن العباس: محمد بن علي أبا الخلائف؛ وأمه: العالية بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وأمها: عاثية بنت عبد الله، وهو عبد الحجر، ابن عبد المدان بن الديان، من بني الحارث بن كعب؛ وداوود بن علي؛ وعيسى بن علي، لام ولد؛ وسليمان بن علي؛ وصالح بن علي، وهما لأم ولد؛ وأحمد؛ وبشراً؛ ومبشراً، لا عقب لهم؛ وإسماعيل؛ وعبد الصمد، وهم جميعاً لأم ولد؛ وعبد الله الأكبر، لا عقب له، وأمه: أم أبيها بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب؛ وعبد الله بن علي، لا عقب له، وأمه: امرأة من بني الحريش؛ وعبد الملك بن علي؛ وعثمان؛ وعبد الرحمن؛ و عبد الله الأصغر السفاح، الذي خرج بالشأم؛ و يحي؛ وإسحاق؛ و يعقوب؛ وعبد العزيز؛ وإسماعيل الأصغر؛ وعبد الله الأوسط، وهو الأحنف، لا عقب له؛ وهم لأمهات أولاد شتى؛ وفاطمة بنت علي؛ وأم عيسى الكبرى؛ وأم عيسى الصغرى؛ وأميمة؛ ولبابة؛ وبريهة الكبرى؛ و بريهة الصغرى؛ وميمونة؛ وأم علي والغالية، بنات علي، لأمهات أولاد شتى؛ وأم حبيب بنت علي، وأمها: أم أبيها بنت عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب.

كانت أم عيسى الصغرى بنت علي عند عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس؛ فلم تلد له شيئاً؛ وهلك عنها؛ فورثته مع عصبته.

وكانت أميمة بنت علي عند يحيى بن جعفر بن تمام بن العباس بن عبد المطلب؛ فلم تلد له شيئا.

وكانت لبابة بنت علي عند عبيد الله بن قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس؛ فولدت له محمدا، درج، و بريهة؛ فتزوج بريهة بنت عبيد الله بن قثم جعفر بن أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين، وهو جعفر الأصغر، الذي يدعى ابن الكردية.

وأما سائر بنات علي، فلم يتزوجن. وكانت فاطمة بنت علي أسنهن وأفضلهن وأجزلهن؛ وكان إخوتها أبو العباس وأبو جعفر وغيرهما يكرمونها ويعظمونها و يبجلونها لحزمها وعقلها ورأيها.

فولد محمد بن علي: أبا العباس عبد الله بن محمد أمير المؤمنين؛ وأمه: ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله، كان يقال له عبد الحجر، ابن عبد المدان بن الديان ابن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب ابن عمرو بن علة بن جلد؛ كانت، قبل أن يتزوجها محمد، عند عبد الله بن عبد الملك بن مروان؛ ويحيى بن محمد؛ والعالية، أمهما: أم الحكم بنت عبد الله ابن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب (وعبد الله بن الحارث الذي يقال له "ببة")؛ وإبراهيم الإمام، لأم ولد؛ وموسى بن محمد، مات في حياة أبيه، لأم ولد؛ وعبد الله أبا جعفر أمير المؤمنين، لأم ولد؛ والعباس بن محمد، لأم ولد؛ ولبابة بنت محمد، لأم ولد؛ كانت لبابة بنت جعفر عند سليمان، وهلكت، ولم تلد له. وولد العباس بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وكان يسمى "الأعنق" : عبد الله بن عباس، وأمه: مريم بنت عباد بن مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي ابن سلمى بن جندل بن نهشل بن دارم؛ وعون بن عباس بن عبد الله، وأمه: حبيبة بنت الزبير بن العوام؛ ومحمد بن عباس؛ وقريبة؛ أمهما: جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي، وأمها كندية. وليس للعباس بن عبد الله بقية، ولا لأحد من ولد عبد الله بن عباس عقب، غير علي بن عبد الله بن عباس؛ فإن في ولده الخلافة والعدد.



وولد عبيد الله بن عباس: عبد المطلب؛ ومحمداً، و به كان يكنى؛ وميمونة، وأمهما: القرعة بنت قطن بن الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة: والعباس بن عبيد الله؛ والعالية، أمهما: عائشة بنت عبد الله بن عبد المدان بن الديان؛ وعبد الله بن عبيد الله؛ وعبد الرحمن بن عبيد الله، أمهما: أم حكيم بنت قارظ بن خالد من بني الحارث بن عبد مناة ابن كنانة؛ وجعفرا؛ وعمرة؛ وأم العباس، لأمهات أولاد شتى؛ ولبابة بنت عبيد الله؛ وأم محمد بنت عبيد الله، أمهما: عمرة بنت عريف بن كلال بن حمير.
ولدت ميمونة لأبي سعيد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: محمداً، وسعداً، وهلك عنها؛ فتزوجها نافع بن جبير بن مطعم بن عدي؛ فولدت له علياً. وكان نافع بن جبير بن مطعم، إذا رأى ابنه علياً، قال: "هذا ابن السقايتين!" يعني زمزم سقاية عبد المطلب، وسقاية جده عدى بن نوفل، وهي بين الصفا والمروة؛ ولها يقول بعض الشعراء، يمدح عدي بن نوفل:
وما النيل يأتي بالسفين يكفـهبأجود سيباً من عدي بن نوفل وأنبطت بين المشعرين سقايةلحجاج بيت الله أفضل منهل



ثم خلف على ميمونة بن نافع أبو السنابل بن عبد الله بن عامر؛ فلم تلد له.
وأما العالية، فولدت لعبيد الله بن عبد الله بن العباس محمداً؛ وولدت لعثمان بن عبيد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبد العزى: عبد الله بن عثمان. وأما لبابة بنت عبيد الله، فإنها كانت عند عباس بن علي بن أبي طالب؛ فولدت له عبيد الله؛ فقتل عنها مع حسين بن علي؛ فتزوجها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وهو يومئذ وال على المدينة ومكة؛ فولدت له القاسم بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان؛ وهلك عنها؛ فتزوجها زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب؛ فولدت له نفيسة بنت زيد ابن حسن؛ تزوجت نفيسة الوليد بن عبد الملك بن مروان، وهو خليفة؛ ففارقها.
وأما عمرة بنت عبيد الله، فتزوجها شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاصي؛ فولدت له محمداً، وشعيب بن شعيب، وعابدة الحسناء؛ كانت عند حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب؛ ولها يقول الحسين بن عبد الله زوجها:


أعابد حييتم على النأي عـابـداسقاك الإله المسبلات الرواعدا أعابد ما شمس النهار إذا بـدتبأحسن مما بين عينيك عابـداً وهل أنت إلا دمية فى كنـيسةٍيبيت لها البطريق بالليل ساجداً



فولد عباس بن عبيد الله بن عباس: سليمان؛ وقثم؛ وعبيدة؛ وأم محمد، لأمهات أولاد شتى. كانت أم محمد عند إبراهيم بن عبد الله بن معبد؛ فولدت له محمداً، و داوود، ابني إبراهيم و لقثم بن عباس يقول ابن المولى، وكان قثم عاملاً على اليمامة:


عتقت من حلي ومن رحلتييا ناق إن أدنيتني من قثـم



وأتاه أعرابي، وهو باليمامة؛ فأنشده:


يا قثم الخير جزيت الجنةاُكس بنياتي وأمهـنـه أقسم بالله لتفـعـلنـه



فقال "أبر الله يمينك". وابنه: عبيد الله بن قثم، كان والياً على مكة واليمامة.
وولد عبد الله بن عبيد الله بن العباس حسناً؛ وحسيناً، أمهما: أسماء بنت عبد الله بن العباس، وأمها: أم ولد. فولد حسن بن عبد الله: أسماء بنت حسن، أمها: ابنة الفضل الشاعر بن عباس بن عتبة بن أبي لهب؛ وأسماء بنت حسن، كانت تسكن المدينة؛ وهي التي رفعت السواد على المنارة زمن محمد بن عبد الله بن حسن؛ فكان ذلك كسراً للمبيضة حين دخل عيسى بن موسى المدينة.

وولد حسين بن عبد الله بن عبيد الله: عبد الله بن حسين، أمه: أم ولد؛ وكان حسين يسكن المدينة؛ وكان يروى عنه الحديث؛ وكان يقول شيئاً من الشعر؛ قال في عابدة بنت شعيب الشعر الذي كتبنا؛ و بسبب عابدة رد على ولد عمرو ابن العاص أموالهم. وقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، يعاتب حسين بن عبد الله، وكان له صديقاً:
إن ابن عمك وابن أمكمعلم شاكي السـلاح من لا يزال يســوؤهبالغيب أن يلحاك لاح


وقال حسين بن عبد الله:
أبرق لمن يخشـى وأرعد غير قومك بالسلاح



ومما يروى لحسين في شبابه:
لا عيش إلا بمالك بن أبـي السمح فلا تلحنـي ولا تـلـم أبيض كالسيف أو كما يلمع البارق في حالك من الظـلـم يصيب من لذة الـكـريم ولايجهل حق الإسلام والحـرم

وقد انقرض عقب عبد الله بن عبيد الله العباس؛ فلم يبق منهم أحد. وقد روى عبد الله بن عبيد الله عن عمه عبد الله بن عباس؛ وروى حسين بن عبد الله بن عبيد الله عن أبيه وغيره؛ وروى عن العباس بن عبيد الله بن العباس أيضاً الحديث؛ وله بقية عقب ببغداد.

وولد معبد بن العباس بن عبد المطلب: عبد الله، قد روى عنه؛ وأم محمد بنت معبد، كانت تحت عبيد الله بن عبد الله بن العباس؛ وأمها: أم جميل بنت السائب بن الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة ابن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة؛ وآبية بنت معبد، أمها: أمة إفريقية قدمت بها، فأمرها علي بن أبي طالب أن يقروا بها؛ تزوجها يريم بن أبي شعثاء، وهو معدي كرب، ابن أبرهه بن الصباح أحد ملوك حمير، فولدت له النضر بن يريم؛ كان النضر سيداً من سادات أهل الشأم وزوجه خاله عبد الله بن معبد ابن العباس بنته لبابة بنت عبد الله، وهي لأم ولد.
فولد عبد الله بن معبد: عباس بن عبد الله بن معبد الأكبر، وأم أبيها بنت عبد الله؛ ومعبد بن عبد الله؛ وعبد الله بن عبد الله، أمهم: أم محمد بنت عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب؛ وعباساً الأصغر كان على مكة أميراً؛ وعباساً الأوسط؛ وإبراهيم؛ وعبد الله بن عبد الله؛ ولبابة، وهم لأمهات أولاد شتى؛ ومحمد بن عبد الله، لا بقية له، وأمه: جمرة بنت عبد الله بن نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب.
فولد عباس الأكبر بن عبد الله: محمد بن عباس، أمه: أم أبيها بنت محمد بن علي بن أبي طالب.
فولد محمد بن العباس: العباس بن محمد؛ ومحمد بن محمد؛ وعبد الله، أمهم: نفيسة بنت عبد الله بن الفضل بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب.
فهؤلاء ولد معبد بن العباس.

وولد تمام بن العباس بن عبد المطلب: جعفر بن تمام؛ وعباساً؛ وقثم، وأمهم من بني هلال.
فولد جعفر بن تمام: يحيى، وكان آخر بني تمام؛ هلك في زمن أبي جعفر؛ فورثه بنو علي بن عبد الله بن العباس، ووهبوا حقوقهم لعبد الصمد بن علي؛ وأمه: أم ولد.
هؤلاء ولد تمام بن العباس.

وولد كثير بن العباس بن عبد المطلب: يحيى بن كثير، أمه: أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، وأمها: أم ولد؛ انقرض كثير ابن العباس.

وولد عبد الرحمن بن العباس بن عبد المطلب: عبد الرحمن بن عبد الرحمن، أمه: أم أيوب بنت ميمون بن عامر بن الحضرمي. وقد انقرض ولد عبد الرحمن ابن العباس.



وولد الحارث بن العباس بن عبد المطلب: عبد الله؛ والزبير؛ والحارث بن الحارث؛ وأمهم: فاطمة بنت جنيدة بن عوف بن عبد شمس بن عمرو بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر. فولد عبد الله بن الحارث: عباساً؛ والزبير؛ وفاطمة؛ أمهم: أم ولد؛ والسري بن عبد الله، ولي اليمامة لأبي جعفر؛ والمطلب؛ والحارث؛ وأم أبيها، تزوجت محمد بن صفوان بن عبيد الله بن صفوان؛ ثم خلف عليها إبراهيم بن أفلح، من ولد حويطب؛ وأمهم: جمال بنت النعمان، من بني النجار.
وولد الزبير بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب: الحارث؛ والفضل؛ والعباس؛ وميمونة، ولدت لعبد الواحد بن حمزة بن عبد الله بن الزبير؛ وأمهم: أم العباس بنت عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب.
الزبير بن العباس بن عبد الله ولي السند؛ أمه: أم ولد.
هؤلاء بنو الحارث بن العباس بن عبد المطلب.

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:14 PM
الفضل بن العباس الهاشمي


(… ـ 18 هـ)


هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، أبوه العباس بن عبد المطلب شيخ قريش وزعيمها، وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية العامرية أخت أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو محمد وأبو عبد الله، وهو أسنّ ولد العباس، وكان العباس يكنّى به.


شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة سنة 8هـ، وغزا معه حنين، وكان ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته وأصحابه فيها، حين ولّى الناس منهزمين، وشهد مع الرسول عليه السلام حجة الوداع، وأردفه الرسول صلى الله عليه وسلم وراءه من جُمع (المزدلفة) إلى منى، فيقال له: رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم.


كان الفضل جسيماً وسيماً، وكان يقال: من أراد الجمال والفقه والسخاء، فليأت دار العباس: الجمال للفضل، والفقه لعبد الله، والسخاء لعبيد الله، وله ذكر في كتب الحديث، فقد روى عن الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة وعشرين حديثاً، وروى عنه أخوه عبد الله، وأبو هريرة وربيعة بن الحارث، وعباس بن عبيد الله بن العباس وغيرهم .


أنجب الفضل ابنة واحدة هي أم كلثوم بنت الفضل، تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب ثم فارقها فتزوجها أبو موسى الأشعري.


شهد الفضل موت رسول الله صلى الله عليه وسلم وشارك في غسله وهو الذي كان يصب الماء على علي بن أبي طالب.


اختلف الرواة في تاريخ وفاته، وأصح الروايات في ذلك، أنه خرج إلى بلاد الشام مجاهداً، وتوفي في طاعون عمواس من نواحي الأردن سنة 18هـ في خلافة عمر بن الخطاب، رحمه الله ورضي عنه.




-------------------------

للتوسع :

ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ج4/54.
ـ الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر ج3/333.
ـ أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير ج4/366.
ـ العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين ج7/10.
ـ سير أعلام النبلاء للذهبي ج3/86 .

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:14 PM
عبد الله بن عباس

يكنى أبا العباس وهو حبر الأمة، ولد قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين . وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله ثلاث عشرة سنة ، ولد وبنو عبد المطلب في الشعب ، فجاء به أبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبله ومسح وجهه ورأسه ودعا له، فقال: اللهم املأ جوفه فهما وعلما، واجعله من عبادك الصالحين، ثم قال: يا عم، هذا عن قليل حبر امتي وفقيهها والمؤدي لتأويل التنزيل .

وكان عبد الله بن عباس مقدما عند أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم، وحج بالناس سنة خمس وثلاثين بأمر عثمان وعثمان محصور، وولاه علي بن أبي طالب البصرة وشخص معه إلى صفين، ثم رجع إليها واليا عليها،



قال ابن عباس: كنت في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم مراهقا للحلم.



و يقول ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيت ميمونة، قال: فوضعت له وضوءا من الليل، فقالت ميمونة: يا رسول الله وضع لك هذا ابن عباس، فقال: اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.



و عن طاووس قال: ادركت سبعين شيخا من أصحاب محمد فتركتهم وانقطعت إلى هذا الفتى، يعني ابن عباس، فاستغنيت به.



قال مسروق: كنت إذا رأيت ابن عباس قلت أجمل الناس، فاذا تكلم قلت أفصح الناس، فاذا حدث قلت أعلم الناس.

و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام - أو يا غليم - الا أعلمك شيئا ينفعك الله به، احفظ الله يحفظك، اذكر الله يذكرك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واذا سألت فاسأل الله، واذا استعنت فاستعن بالله، واعلم ان النصر مع اليقين، وان الفرج مع الكرب، وان مع العسر يسرا، وانه لو اجتمع الخلائق على ان يعطوك شيئا لم يقضه الله لك لم يستطيعوا، ولو اجتمعوا على أن يمنعوك شيئا قضاه الله لم يستطيعوا.



عن مجاهد قال: ما سمعت فتيا أحسن من فتيا ابن عباس إلا أن يقول: قال رسول الله.

قال مجاهد: كنت إذا رأيت ابن عباس يفسر القرآن أبصرت على وجهه نورا.



قال عطاء بن أبي رباح: ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس، لا أعظم جفنة ولا أكثر علما، أصحاب القرآن في ناحية، وأصحاب الفقه في ناحية، وأصحاب الشعر في ناحية، يوردهم في واد رحب.



و كان ابن عباس يسأل عن القرآن فيقول: هو كذا، أما سمعتم الشاعر يقول كذا?



قال ابن عباس: كان عمر يأذن لأهل بدر ويأذن لي معهم، فذكر أنه سأله وسألهم فأجابه، فقال لهم: كيف تلومونني على ابن عباس بعد ما ترون? و كان عمر وعثمان يدعوان ابن عباس مع أهل بدر، وكان يفتي في عهد عثمان إلى أن مات.



كان ابن عباس اذا سئل عن الأمر فكان في القرآن أخبر به، فان لم يكن في القرآن وكان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر به، فان لم يكن في القرآن ولا عن رسول الله وكان عن أبي بكر وعمر أخبر به، فإن لم يكن في شيء من ذلك اجتهد رأيه.



قال ابن عباس: سلوني عن التفسير فإن ربي وهب لي لسانا سؤولا، وقلبا عقولا.



كان عبد الله بن عباس يسمى البحر لكثرة علمه.

وجد ناس من المهاجرين على عمر بن الخطاب في إدنائه ابن عباس دونهم، فقال عمر: اما إني سأريكم اليوم منه ما تعرفون به فضله، فسألهم عن هذه السورة اذا جاء نصر الله والفتح فقال بعضهم: أمر الله نبيه اذا رأى الناس يدخلون في دين الله افواجا أن يحمده على ذلك ويستغفره، فقال عمر: يا بن عباس تكلم، فقال أعلمه أنه ميت، يقول: "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا" فهي آتيك في الموت، ثم سألهم عن ليلة القدر فأكثروا القول فيها، فقال بعضهم: ليلة احدى وعشرين، وقال بعضهم: ليلة ثلاث وعشرين، وقال بعضهم: ليلة سبع وعشرين، فقال لابن عباس: تكلم، فقال ابن عباس: إن الله وتر يحب الوتر، خلق السموات سبعا والأرضين سبعا، وجعل عدة الأيام سبعة، وجعل الانسان من سبع، فقال: "ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين" ثم جعل رزق الانسان من سبع فقال "أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا متاعا لكم ولأنعامكم فاما السبعة فمتاع لبني آدم، وأما الأب فهو ما تنبت الأرض للانعام، وما نراها إن شاء الله إلا لثلاث وعشرين تمضي ولسبع يبقين، فقال عمر: كيف تلومونني على ابن عباس?



أول من عرف بالبصرة ابن عباس، وكان كثير العلم، قرأ سورة البقرة ففسرها آية آية وحرفا حرفا.

و يقول ابن عباس: من حلم ساد ومن تفهم ازداد.



و كان ابن عباس في سفر حين نعي اليه أخوه قثم ، فاسترجع ثم عدل عن الطريق فأناخ راحلته وصلى ركعتين أطال فيهما، ثم عاد إلى راحلته فركبها، فقيل له: ما رأينا كما فعلت، فقال: أما سمعتم الله يقول: "واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين."



كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله وكثيرا بني العباس ويقول: "من سبق إلي فله كذا، فيستبقون إليه ويقعون على صدره وظهره فيقبلهم ويلتزمهم."



قال ابن عمر: ابن عباس أعلم الناس بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.



لقد كان ابن عباس من الاسلام بمكان، ومن علم القرآن بمنزلة رفيعة، وكان عمر إذا ذكره قال: ذاكم كهل الفتيان.



خلا عمر بن الخطاب يوما ففكر كيف تختلف الامة ونبيها واحد وقبلتها واحدة وكتابها واحد، فدعا ابن عباس فسأله عن ذلك فقال ابن عباس: أنزل القرآن علينا فقرأناه وعلمناه فيما نزل، وسيكون بعدنا أقوام يقرأونه ولا يدرون فيما نزل فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان ذلك اختلفوا، فزبره عمر، ثم إنه أرسل إليه فقال: أعد علي قولك، فأعاده فعرف عمر صوابه وأعجبه.



وقال حسان بن ثابت الانصاري في عبد الله بن العباس:




اذا قال لم يترك مـقـالا لـقـائلبمنتظمات لا ترى بينها فـصـلا كفى وشفى ما في النفوس ولم يدعلذي إربة في القول جدا ولا هزلا سموت إلى العليا بغـير مـشـقةفنلت ذراها لا دنـيا ولا وغـلا


قال ابن عباس: إياك والكلام فيما يعنيك إذا كان في غير موضعه، ولا تمار سفيها ولا حليما، فان السفيه يؤذيك وإن الحليم يقليك، واذكر أخاك في غيبته بما تحب أن يذكرك به، ودعه مما تحب أن يدعك منه.



لما وقع في عين ابن عباس الماء أراد أن يتعالج منه فقيل له: إنك تمكث كذا وكذا يوما لا تصلي إلا مضطجعا فكره ذلك.



قال ابن عباس: لجليسي عندي ثلاث إذا أقبل رحبت به، وإذا قعد أوسعت له، وإذا تحدث أنصت لحديثه واستمعت منه.



سأل ابن عباس بعض أصحابه عن شيء فقال: لا أدري، فقال ابن عباس: أحسنت، كان يقال: إن قول لا أدري نصف العلم.



كان عبد الله بن عباس مديد القامة جيد الهامة، مستدير الوجه، جميله أبيضه، وليس بالمفرط البياض، سبط اللحية، في أنفه قنى، معتدل الجسم، وكان أحسن الناس عينا قبل أن يكف بصره، وكف قبل موته بست سنين أو نحوها، وتوفي بالطائف سنة ثمان وستين وهو ابن إحدى وسبعين سنة وأشهر، أو اثنتين وسبعين، وصلى عليه ابن الحنفية ، وكان مرضه ثمانية أيام .



وقال الواقدي وغيره: نزل في قبر عبد الله بن العباس وتولى دفنه علي بن عبد الله ومحمد بن الحنفية والعباس بن محمد بن عبد الله بن العباس، وصفوان، وكريب، وعكرمة، وأبو معبد مواليه.

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:16 PM
الخلفاء العباسيون في العراق


فترة الحكم بالميلادي

فترة الحكم بالهجري

اسم الخليفــــــــة

الاسم المعروف للخليفــــــــة

رقم

749 -754

132 -136

أبو العباس عبد الله السفاح

السفاح

1

754 -775

136 -158

أبو جعفر عبد الله المنصور

المنصور

2

775 -785

158 -169

أبو عبد الله محمد المهدي

المهدي

3

785 -786

169 -170

أبو محمد موسى الهادي

الهادي

4

786 -809

170 -193

أبو جعفر هارون الرشيد

هارون الرشيد

5

809 -813

193 -198

ابو موسى محمد الأمين

الأمين

6

813 -833

198 -218

أبو جعفر عبد الله المأمون

المأمون

7

833 -842

218 -227

أبو إسحاق محمد المعتصم بالله

المعتصم

8

842 -847

227 -232

أبو جعفر هارون الواثق بالله

الواثق

9

847 -861

232 -247

أبو الفضل جعفر المتوكل بالله

المتوكل

10

861 -862

247 -248

أبو جعفر محمد المنتصر بالله

المنتصر

11

862 -866

248 -252

أبو العباس أحمد المستعين بالله

المستعين

12

866 -869

252 -255

أبو عبد الله محمد المعتز بالله

المعتز

13

869 -870

255 -256

أبو إسحاق محمد المهتدي بالله

المهتدي

14

870 -892

256 -279

أبو العباس أحمد المعتمد على الله

المعتمد

15

892 -903

279 -289

أبو العباس أحمد المعتضد بالله

المعتضد

16

903 -908

289 -295

أبو محمد علي المكتفي بالله

المكتفي

17

908 -932

295 -320

أبو الفضل جعفر المقتدر بالله

المقتدر

18

932 -934

320 -322

أبو المنصور محمد القاهربالله

القاهر

19

934 -940

322 -329

ابو العباس أحمد الراضي بالله

الراضي

20

940 -944

329 -333

أبو إسحاق إبراهيم المتقي لله

المتقي

21

944 -946

333 -334

أبو القاسم عبد الله المستكفي بالله

المستكفي

22

946 -974

334 -363

أبو القاسم الفضل المطيع لله

المطيع

23

974 -991

363 -381

أبو الفضل عبد الكريم الطائع لله

الطائع

24

991 -1031

381 -422

أبو العباس أحمد القادر بأمر الله

القادر

25

1031 -1075

422 -467

أبو جعفر عبد الله القائم بأمر الله

القائم

26

1075 -1094

467 -487

أبو القاسم عبد الله االمقتدي بأمر الله

االمقتدي

27

1094 -1118

487 -512

أبو العباس أحمد المستظهر بالله

المستظهر

28

1118 -1135

512 -529

أبو منصور الفضل المسترشد بالله

المسترشد

29

1135 -1136

529 -530

أبو جعفر المنصور الراشد بالله

الراشد

30

1136 -1160

530 -555

أبو عبد الله محمد المقتفي لأمر الله

المقتفي

31

1160 -1170

555 -566

أبو المظفر يوسف المستنجد بالله

المستنجد

32

1170 -1180

566 -575

أبو محمد الحسن المستضئ بأمر الله

المستضئ

33

1180 -1225

575 -622

أبو العباس أحمد الناصر لدين الله

الناصر

34

1225 -1226

622 -623

ابو نصر محمد الظاهر بأمر الله

الظاهر

35

1226 -1242

623 -640

أبو جعفر المنصور المستنصر بالله

المستنصر

36

1242 -1258

640 -656

أبو أحمد عبد الله المستعصم بالله

المستعصم

37

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:18 PM
الخلفاء العباسيون في مصر



فترة الخلافة بالميلادي

فترة الخلافة بالهجري

لقبه

إسم الخليفة

الترتيب في الخلافة

النهاية



البداية

النهاية



البداية

1261

1261

660

659

المستنصر بالله

أبو القاسم أحمد بن محمد الظاهر

1

1302

1261

701

660

الحاكم بأمر الله (الأول)

أبو العباس أحمد بن الحسن

2

1340

1302

736

701

المستكفي بالله

أبو الربيع سليمان بن أحمد

3

1342

1340

742

736

الواثق بالله (الأول)

أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد

4

1352

1342

753

742

الحاكم بأمر الله (الثاني)

أبو العباس أحمد بن سليمان

5

1362

1352

763

753

المعتضد بالله (الأول)

أبو الفتح أبو بكر بن سليمان

6

1377

1362

779

763

المتوكل على الله(الأول)

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر

7 (1)

1377

1377

779

779

المستعصم بالله

أبو يحي زكريا المستعصم بالله

8 (1)

1383

1377

785

779

المتوكل على الله(الأول)

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر

7 (2)

1386

1383

788

785

الواثق بالله (الثاني)

أبو حفص عمر بن إبراهيم

9

1389

1386

791

788

المستعصم بالله

أبو يحي زكريا بن إبراهيم

8 (2)

1406

1389

808

791

المتوكل على الله (الأول)

أبو عبد الله محمد بن أبي بكر

7 (3)

1412

1406

816

808

المستعين بالله

أبو الفضل العباس بن محمد

10

1441

1412

845

816

المعتضد بالله (الثاني)

أبو الفتح داود بن محمد

11

1450

1441

854

845

المستكفي بالله (الثاني)

أبو الربيع سليمان بن محمد

12

1455

1450

859

854

القائم بأمر الله

أبو البقاء حمزة بن محمد

13

1479

1455

884

859

المستنجد بالله

أبو المحاسن يوسف بن محمد

14

1498

1479

903

884

المتوكل على الله (الثاني)

أبو العز عبد العزيز بن يعقوب

15

1509

1498

914

903

المستمسك بالله

أبو الصبر يعقوب بن عبد العزيز

16 (1)

1516

1509

922

914

المتوكل على الله (الثالث)

محمد بن يعقوب بن عبد العزيز

17 (1)

1516

1516

923

922

المستمسك بالله

أبو الصبر يعقوب بن عبد العزيز

16 (2)

1517

1516

923

923

المتوكل على الله (الثالث)

محمد بن يعقوب بن عبد العزيز

17 (2)

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:19 PM
أمير المؤمنين أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس


الاسم المعروف للخليفة:السفاحاسمه الكامل: عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن عباس الكنية :أبو العباس ترتيبه في تولي الخلافة: الأولتاريخ الميلاد:108فترة الخلافة بالهجري: 132 -136فترة الخلافة بالميلادي:749 -754 متاريخ الوفاة: 136


ولد بالحميمة من ناحية البلقاء ونشأ بها وبويع بالكوفة وأمه ريطة الحارثية.
حدث عن أخيه إبراهيم بن محمد الإمام وروى عنه عمه عيسى بن علي وكان أصغر من أخيه المنصور.

و استخلف و هو ابن سبع و عشرون سنة ، بويع له بالخلافة بالكوفة يوم الجمعة لأربع عشر خلت من ربيع الأول سنة اثنين و ثلاثين و مئة . (2)

وروى المدائني عن جماعة أن الإمام محمد بن علي بن عبد الله بن عباس قال لنا ثلاثة أوقات: موت يزيد بن معاوية ورأس المائة وفتق بإفريقية فعند ذلك تدعو لنا دعاة ثم تقبل أنصارنا من المشرق حتى ترد خيولهم المغرب فلما قتل يزيد بن أبي مسلم بإفريقية ونقضت البربر بعث محمد الإمام رجلا إلى خراسان وأمره أن يدعو إلى الرضى من آل محمد صلى الله عليه وسلم ولا يسمى أحداً ثم وجه أبا مسلم الخراساني وغيره وكتب إلى النقباء فقبلوا كتبه ثم لم ينشب أن مات محمد فعهد إلى أبنه إبراهيم فبلغ خبره مروان فسجنه ثم قتله فعهد إلى أخيه عبد الله وهو السفاح فاجتمع إليه شيعتهم وبويع بالخلافة بالكوفة في ثالث ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة وصلى بالناس الجمعة وقال في الخطبة الحمد لله الذي اصطفى الإسلام لنفسه فكرمه وشرفه وعظمه واختاره لنا وأيده بنا وجعلنا أهله وكهفه وحصنه والقوام به والذابين عنه ثم ذكر قرابتهم في آيات القرآن .

وكان عيسى بن علي إذا ذكر خروجهم من الحميمة يريدون الكوفة يقول: إن أربعة عشر رجلا خرجوا من دارهم يطلبون ما طلبنا لعظيمة هممهم شديدة قلوبهم.
ولما بلغ مروان مبايعة السفاح خرج لقتاله فانكسر .

مات السفاح بالجدري في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومائة وكان قد عهد إلى أخيه أبي جعفر وكان في سنة أربع وثلاثين قد انتقل إلى الأنبار وصيرها دار الخلافة.
ومن أخبار السفاح قال الصولي: من كلامه إذا عظمت القدرة قلت الشهوة وقل تبرع إلا معه حق مضاع وقال: إن من أدنياء الناس ووضعائهم من عد البخل حزماً والحلم ذلا وقال إذا كان الحلم مفسدة كان العفو معجزة والصبر حسن إلا على ما أوقع الدين وأوهن السلطان والأناة محمودة إلا عند إمكان الفرصة.
قال الصولي: وكان السفاح أسخى الناس ما وعد عدة فأخرها عن وقتها ولا قام من مجلسه حتى يقضيه وقال له عبد الله بن حسن مرة سمعت بألف ألف درهم وما رأيتها قط فأمر بها فأحضرت وأمر بحملها معه إلى منزله.

مات في أيامه من الأعلام: زيد بن أسلم وعبد الله بن أبي بكر بن حزم وربيعة الرأي فقيه أهل المدينة وعبد الملك بن عمير ويحيى بن أبي إسحاق الحضرمي وعبد الحميد الكاتب المشهور قتل ببوصير مع مروان ومنصور ابن المعتمر وهمام بن منبه.

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:20 PM
أمير المؤمنين المنصور أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس


الاسم المعروف للخليفة: المنصوراسمه الكامل: عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الكنية : أبو جعفرترتيبه في تولي الخلافة:الثانيتاريخ الميلاد: 101فترة الخلافة بالهجري: 136 -158فترة الخلافة بالميلادي: 754 -775 متاريخ الوفاة: 158


ولد المنصور بالحميمة وأدرك جده ولم يرو عنه وروى عن أبيه وعن عطاء بن يسار وعنه ولده المهدي وبويع بالخلافة بعهد من أخيه وكان فحل بني العباس هيبة وشجاعة وحزماً ورأياً وجبروتاً جماعاً للمال تاركاً اللهو واللعب كامل العقل جيد المشاركة في العلم والأدب فقيه النفس .

كان المنصور حاجا وقت وفاة السفاح فعقد له البيعة بالأنبار عمه عيسى بن علي في ذي الحجة سنة ست و ثلاثين و مائة، و هو ابن إحدى و أربعين سنة و عشرة أشهر . (2)

وفي سنة ثمان وثلاثين ومائة كان دخول عبد الرحمن بن معاوية بن هشام ابن عبد الملك بن مروان الأموي إلى الأندلس واستولى عليها وامتدت أيامه وبقيت الأندلس في يد أولاده إلى بعد الأربعمائة وكان عبد الرحمن هذا من أهل العلم والعدل .

وفي سنة أربعين ومائة شرع في بناء مدينة بغداد.

وفي سنة إحدى وأربعين ومائة كان ظهور الراوندية القائلين بالتناسخ قتلهم المنصور وفيها فتحت طبرستان.

قال الذهبي في سنة ثلاث وأربعين ومائة شرع علماء الإسلام في هذا العصر في تدوين الحديث والفقه والتفسير فصنف ابن جريج بمكة ومالك الموطأ بالمدينة والأوزاعي بالشام وابن أبي عروبة وحماد بن سلمة وغيرهما بالبصرة ومعمر باليمن وسفيان الثوري بالكوفة وصنف ابن إسحاق المغازي وصنف أبو حنيفة رحمه الله الفقه والرأي ثم بعد يسير صنف هشيم والليث وابن لهيعة ثم ابن المبارك وأبو يوسف وابن وهب وكثر تدوين العلم وتبويبه ودونت كتب العربية واللغة والتاريخ وأيام الناس وقبل هذا العصر كان الأئمة يتكلمون من حفظهم أو يروون العلم من صحف صحيحة غير مرتبة.

وفي سنة ست وأربعين ومائة كانت غزوة قبرس.

وفي سنة سبع وأربعين ومائة خلع المنصور عمه عيسى بن موسى من ولاية العهد وكان السفاح عهد إليه من بعد المنصور وعهد إلى ولده المهدي.

وفي سنة ثمان وأربعين ومائة توطدت الممالك كلها للمنصور وعظمت هيبته في النفوس ودانت له الأمصار ولم يبق خارجاً عنه سوى جزيرة الأندلس فقط فإنها غلب عليها عبد الرحمن بن معاوية الأموي المرواني لكنه لم يتلقب بأمير المؤمنين بل بالأمير فقط وكذلك بنوه.

وفي سنة تسع وأربعين فرغ من بناء بغداد.

وفي سنة إحدى وخمسين ومائة بني الرصافة وشيدها.

وفي ذي الحجة سنة ثمان وخمسين و مائة توفي المنصور ودفن بين الحجون وبين بئر ميمون .

ومن أخبار المنصور أخرج ابن عساكر بسنده أن أبا جعفر المنصور كان يرحل في طلب العلم قبل الخلافة فبينما هو يدخل منزلا من المنازل قبض عليه صاحب الرصد فقال: زن درهمين قبل أن تدخل قال: خل عني فإني رجل من بني هاشم قال: زن درهمين فقال: خل عني فإني من بني عم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: زن درهمين قال: خل عني فإني رجل قارئ لكتاب الله قال: زن درهمين قال: خل عني فإني رجل عالم بالفقه والفرائض قال: زن درهمين فلما أعياه أمره وزن الدرهمين فرجع ولزم جمع المال والتدنق فيه حتى لقب بأبي الدوانيق.

وأخرج عن الربيع بن يونس الحاجب قال: سمعت المنصور يقول الخلفاء أربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والملوك أربعة: معاوية وعبد الملك وهشام وأنا.

وأخرج عن مالك بن أنس قال: دخلت على أبي جعفر المنصور فقال من أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم? قلت: أبو بكر وعمر قال: أصبت وذلك رأي أمير المؤمنين.

وأخرج عن إسماعيل الفهري قال: سمعت المنصور في يوم عرفة على منبر عرفة يقول في خطبته: أيها الناس إنما أنا سلطان الله في أرضه أسوسكم بتوفيقه ورشده وخازنه على فيئه أقسمه بإرادته وأعطيه بإذنه وقد جعلني الله عليه قفلا إذا شاء أن يفتحني فتحني لإعطائكم وإذا شاء أن يقفلني عليه أقفلني فارغبوا إلى الله أيها الناس وسلوه في هذا اليوم الشريف الذي وهب لكم فيه من فضله ما أعلمكم في كتابه إذ يقول: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" "المائدة: 3" أن يوفقني للصواب ويسددني للرشاد ويلهمني الرأفة بكم والإحسان إليكم ويفتحني لإعطائكم وقسم أرزاقكم بالعدل فإنه سميع مجيب.

وأخرجه الصولي وزاد في أوله أن سبب هذه الخطبة أن الناس بخلوه وزاد في آخره: فقال بعض الناس أحال أمير المؤمنين بالمنع على ربه.

وأخرج عن الأصمعي وغيره أن المنصور صعد المنبر فقال: الحمد لله أحمده واستعينه وأومن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أذكر من أنت في ذكره فقال: مرحباً مرحباً لقد ذكرت جليلا وخوفت عظيماً وأعوذ بالله أن أكون ممن إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم والموعظة منا بدت ومن عندنا خرجت وأنت يا قائلها فأحلف بالله ما الله أردت بها وإنما أردت أن يقال: قام فقال فعوقب فصبر فاهون بها من قائلها واهتبلها من الله ويلك إني قد غفرتها وإياكم معشر الناس وأمثالها وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فعاد إلى خطبته فكأنما يقرؤها من قرطاس.

وأخرج من طرق أن المنصور قال لابنه المهدي: يا أبا عبد الله الخليفة لا يصلحه إلا التقوى والسلطان لا يصلحه إلا الطاعة والرعية لا يصلحها إلا العدل وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة وأنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه.

وقال: لا تبر من أمراً حتى تفكر فيه فإن فكرة العاقل مرآته تريه قبيحه وحسنه.

وقال: أي بني استدم النعمة بالشكر والمقدرة بالعفو والطاعة بالتألف والنصر بالتواضع والرحمة للناس.

وأخرج عن مبارك بن فضالة قال: كنا عند المنصور فدعا برجل ودعا بالسيف فقال المبارك يا أمير المؤمنين سمعت الحسن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة قام مناد من عند الله ينادي ليقم الذين أجرهم على الله فلا يقوم إلا من عفا فقال المنصور خلوا سبيله.

وأخرج عن الأصمعي قال: أتى المنصور برجل يعاقبه فقال يا أمير المؤمنين الانتقام عدل والتجاوز فضل ونحن نعيذ أمير المؤمنين بالله أن يرضى لنفسه بأوكس النصيبين دون أن يبلغ أرفع الدرجتين فعفا عنه.

وأخرج عن محمد بن منصور البغدادي قال: قام بعض الزهاد بين يدي المنصور فقال إن الله أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك ببعضها واذكر ليلة تبيت في القبر لم تبت قبلها ليلة واذكر ليلة تمخض عن يوم لا ليلة بعده فأفحم المنصور وأمر له بمال فقال لو احتجت إلى مالك ما وعظتك.

وأخرج عن عبد السلام بن حرب أن المنصور بعث إلى عمرو بن عبيد فجاءه فأمر له بمال فأبى أن يقبله فقال المنصور: والله لتقبلنه فقال: والله لا أقبله فقال له المهدي: قد حلف أمير المؤمنين فقال أمير المؤمنين أقوى على كفارة اليمين من عمك فقال له المنصور: سل حاجتك? قال: أسألك أن لا تدعوني حتى آتيك ولا تعطيني حتى أسألك فقال: علمت أني جعلت هذا ولي عهدي فقال: يأتيه الأمر يوم يأتيه وأنت مشغول.

وأخرج عن عبد الله بن صالح قال: كتب المنصور إلى سوار بن عبد الله قاضي البصرة انظر الأرض التي تخاصم فيها فلان القائد وفلان التاجر فادفعها إلى القائد فكتب إليه سوار: إن البينة قد قامت عندي أنها للتاجر فلست أخرجها من يده إلا ببينة فكتب إليه المنصور: والله الذي لا إله إلا هو لتدفعنها إلى القائد فكتب إليه سوار والله الذي لا إله إلا هو لا أخرجتها من يد التاجر إلا بحق فلما جاءه الكتاب قال ملأتها والله عدلا وصار قضاتي تردني إلى الحق.

وأخرج من وجه آخر أن المنصور وشيء إليه بسوار فاستقدمه فعطس المنصور فلم يشمته سوار فقال ما يمنعك من التشميت? قال: لأنك لم تحمد الله فقال: قد حمدت الله في نفسي قال شمتك في نفسي قال: ارجع إلى عملك فإنك إذ لم تحابيني لم تحاب غيري.

وأخرج عن نمير المدني قال: قدم المنصور المدينة ومحمد بن عمران الطلحي على قضائه وأنا كاتبه فاستعدى الجمالون على المنصور في شيء فأمرني أن أكتب إليه بالحضور وإنصافهم فاستعفيت فلم يعفني فكتبت الكتاب ثم ختمته وقال والله لا يمضي به غيرك فمضيت به إلى الربيع فدخل عليه ثم خرج فقال للناس: إن أمير المؤمنين يقول لكم: إني قد دعيت إلى مجلس الحكم فلا يقومن معي أحد ثم جاء هو والربيع فلم يقم له القاضي بل حل رداءه واحتبى به ثم دعا بالخصوم فادعوا فقضى لهم على الخليفة فلما فرغ قال له المنصور جزاك الله عن دينك أحسن الجزاء قد أمرت لك بعشرة آلاف دينار.

وأخرج عن محمد بن حفص العجلي قال: ولد لأبي دلامة ابنة فغدا على المنصور فأخبره وأنشد:


لو كان يقعد فوق الشمس من كرم قوم لقيل اقعدوا يا آل عـبـاس ثم ارتقوا في شعاع الشمس كلكم إلى السماء فأنتم أكرم الـنـاس
ثم أخرج أبو دلامة خريطة فقال المنصور ما هذه قال: اجعل فيها ما تأمر لي به فقال أملؤها له دراهم فوسعت ألفي درهم.

وأخرج عن محمد بن سلام الجمحي قال: قيل للمنصور: هل بقي من لذات الدنيا شيء لم تنله قال: بقيت خصلة أن أقعد في مصطبة وحولي أصحاب الحديث يقول المستملي من ذكرت رحمك الله قال فغدا عليه الندماء وأبناء الوزراء بالمحابر والدفاتر فقال لستم بهم إنما هم الدنسة ثيابهم المشققة أرجلهم الطويلة شعورهم برد الآفاق ونقله الحديث.

وأخرج عن يونس بن حبيب قال: كتب زياد بن عبد الله الحارثي إلى المنصور يسأله الزيادة في عطائه وأرزاقه وأبلغ في كتابه فوقع المنصور في القصة إن الغني والبلاغة إذا اجتمعنا في رجل أبطرتاه وأمير المؤمنين يشفق عليك من ذلك فاكتف بالبلاغة.

وأخرج عن محمد بن سلام قال: رأت جارية المنصور قميصه مرقوعاً فقالت: خليفة وقميصه مرقوع فقال ويحك أما سمعت قول ابن هرمة:


قد يدرك الشرف الفتى ورداؤه خلق وجيب قميصه مرقـوع
وقال العسكري في الأوائل: كان المنصور في ولد العباس كعبد الملك في بني أمية في بخله رأى بعضهم عليه قميصاً مرقوعاً فقال: سبحان من ابتلى أبا جعفر بالفقر في ملكه وحدا به سلم الحادي فطرب حتى كاد يسقط من الراحلة فأجازه بنصف درهم فقال لقد حدوت بهشام فأجازني بعشرة آلاف فقال ما كان له أن يعطيك ذلك من بيت المال يا ربيع وكل به من يقبضها منه فما زالوا به حتى تركه على أن يحدو به ذهاباً وإياباً بغير شيء.

ومن شعر المنصور وشعره قليل:


إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تـتـرددا ولا تمهل الأعداء يوماً بقـدرة وبادرهم أن يملكوا مثلها غدا
وأخرج الصولي عن يعقوب بن جعفر قال: مما يؤثر من ذكاء المنصور أنه دخل المدينة فقال للربيع: أطلب لي رجلا يعرفني دور الناس فجاءه رجل فجعل يعرفه الدور إلا أنه لا يبتدئ به حتى يسأله المنصور فلما فارقه أمر له بألف درهم فطالب الرجل الربيع بها فقال: ما قال لي شيئاً وسيركب فذكره فركب مرة أخرى فجعل يعرفه ولا يرى موضعاً للكلام فلما أراد أن يفارقه قال الرجل مبتدئاً وهذه يا أمير المؤمنين دار عاتكة التي يقول فيها الأخوص:


يا بيت عاتكة الذي أتعـزل حذر العدى بك الفؤاد موكل
فأنكر المنصور ابتداءه فأمر القصيدة على قلبه فإذا فيها:


وأراك تفعل ما تقول وبعضهم مذق اللسان يقول ما لا يفعل
فضحك وقال ويلك يا ربيع أعطه ألف درهم.

وأخرج الصولي عن يعقوب بن جعفر قال: قال المنصور لقثم بن العباس ابن عبد الله بن العباس وكان عامله على اليمامة والبحرين: ما القثم? ومن أي شيء أخذ فقال لا أدري فقال اسمك اسم هاشمي لا تعرفه أنت والله جاهل قال: فإن رأي أمير المؤمنين أن يفيدنيه قال: القثم الذي ينزل بعد الأكل ويقثم الأشياء: يأخذها ويثلمها.

قال الصولي: كان المنصور أعلم الناس بالحديث والأنساب مشهوراً بطلبه قال ابن عساكر في تاريخ دمشق حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي حدثنا أبو محمد الجوهري حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الشخير حدثنا أحمد بن إسحاق أبو بكر الملحمي حدثنا أبو عقيل أنس بن سلم الأنطرطوشي حدثني محمد بن إبراهيم السلمي عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان يتختم في يمينه" وقال الصولي: حدثنا محمد بن زكريا اللؤلؤي حدثنا جهم بن السباق الرياحي حدثني بشر بن المفضل سمعت الرشيد يقول: سمعت المهدي يقول سمعت المنصور يقول حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تأخر عنها هلك" وقال الصولي: حدثنا محمد بن موسى حدثنا سليمان بن أبي شيخ حدثنا أبو سفيان الحميري سمعت المهدي يقول حدثني أبي عن أبيه عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا أمرنا أميراً وفرضنا له فرضاً فما أصاب من شيء فهو غلول" وقال الصولي: حدثنا جبلة بن محمد حدثنا أبي عن يحيى بن حمزة الحضرمي عن أبيه قال ولأني المهدي القضاء فقال: اصلب في الحكم فإن أبي حدثني عن أبيه عن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يقول الله وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوماً يقدر أن ينصره فلم يفعل" وقال الصولي: حدثنا محمد بن العباس ابن الفرج حدثني أبي عن الأصمعي حدثني جعفر بن سليمان عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي" وقال الصولي: حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسى حدثنا الحسن بن عبيد الله الحصبي حدثنا إبراهيم ابن سعيد حدثني المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: لا تسافروا في محاق الشهر ولا إذا كان القمر في العقرب.

مات في أيام المنصور من الأعلام: ابن المقفع وسهيل بن أبي صالح والعلاء ابن عبد الرحمن وخالد بن يزيد المصري الفقيه وداود بن أبي هند وأبو حازم سلمة بن دينار الأعرج وعطاء بن أبي مسلم الخراساني ويونس بن عبيد وسليمان الأحول وموسى بن عقبة صاحب المغازي وعمرو بن عبيد المعتزلي ويحيى بن سعيد الأنصاري والكلبي وأبو إسحاق وجعفر بن محمد الصادق والأعمش شبل بن عباد مقرئ مكة ومحمد بن عجلان المعدني الفقيه ومحمد ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى وابن جريج وأبو حنيفة وحجاج بن أرطأة وحماد الراوية ورؤبة الشاعر والجريري وسليمان التميمي وعاصم الأحول وابن شبرمة الضبي ومقاتل بن حبان ومقاتل بن سليمان وهاشم بن عروة وأبو عمرو بن العلاء وأشعب الطماع وحمزة بن حبيب الزيات والأوزاعي وخلائق آخرون.

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:22 PM
أمير المؤمنين الهادي موسى بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس


الاسم المعروف للخليفة: الهادي اسمه الكامل: موسى بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس الكنية :أبو محمد ترتيبه في تولي الخلافة: الرابعتاريخ الميلاد: 147فترة الخلافة بالهجري: 169 -170فترة الخلافة بالميلادي: 785 -786 متاريخ الوفاة: 170
ولد بالري وبويع بالخلافة بعد أبيه بعهد منه.

لم يل الخلافة قبله أحد في سنه فأقام فيها سنة وأشهراً وكان أبوه أوصاه بقتل الزنادقة فجد في أمرهم وقتل منهم خلقاً كثيراً، و كان فصيحاً قادراً على الكلام أديباً تعلوه هيبة وله سطوة وشهامة.

قال الصولي: لا يعرف خليفة ركب البريد إلا الهادي من جرجان إلى بغداد ، قال: وكان نقش خاتمه الله ثقة موسى وبه يؤمن.

و قال الصولي: ولسلم الخاسر في الهادي يمدحه


موسى المـطـرغيث بـكـــر ثم انـهـمـــرألوى الـمـرر كم اعـتـســروكـم قـــدر ثم غــفـــرعدل الـســير باقـي الأثـــرخير وشـــر نفـع وضـــرخير الـبـشـر فرع مـضــربدر بــــدر لمـن نـظــرهو الـــوزر لمن حضر والمفتخر لمن غبـر
قال: وهذا على جزء جزء مستفعلن مستفعلن وهو أول من عمله ولم نسمع لمن قبله شعراً على جزء جزء.

وأسند الصولي: عن سعيد بن سلم قال: إني لأرجو أن يغفر الله للهادي بشيء رأيته منه حضرته يوماً وأبو الخطاب السعدي ينشده قصيدة في مدحه إلى أن قال:


يا خير من عقدت كفاه حجزتهوخير من قلدته أمرها مضر
فقال له الهادي: إلا من ويلك قال سعيد: ولم يكن استثنى في شعره فقلت: يا أمير المؤمنين إنما يعني من أهل هذا الزمان ففكر الشاعر فقال:




إلا النبي رسول الـلـه إن لـهفضلا وأنت بذاك الفضل تفتخر
فقال: الآن أصبت وأحسنت وأمر له بخمسين ألف درهم.

وقال المدائني: عزى الهادي رجلاً في ابن له فقال: سرك وهو فتنة وبلية ويحزنك وهو ثواب ورحمة.

وقال الصولي: قال سلم الخاسر في الهادي جامعاً بين العزاء والهناء:


لقد قام موسى بالخلافة والهدىومات أمير المؤمنين محمـد فمات الذي غم البرية فـقـدهوقام الذي يكفيك من يتفـقـد
مات في أيام الهادي من الأعلام نافع قارئ أهل المدينة .

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:22 PM
أمير المؤمنين محمد الأمين بن هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس


الاسم المعروف للخليفة:الأمين اسمه الكامل:محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباسالكنية : أبو عبد اللهترتيبه في تولي الخلافة:السادستاريخ الميلاد: 170فترة الخلافة بالهجري:193 -198فترة الخلافة بالميلادي:809 -813 متاريخ الوفاة: 198


هو محمد الأمين بن هارون الرشيد و أمه زبيدة بنت جعفر بن المنصور (http://www.bawazir.com/Rafa-albas/rafa-albas-book-text-women.htm#zubaidah) فهو هاشمي أبا و أما ، و لم يتفق ذلك لغيره من الخلفاء إلا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، و لابنه الحسن .



كان الأمين ولي عهد أبيه فولي الخلافة بعده وكان من أحسن الشباب صورة أبيض طويلا جميلا ذا قوة مفرطة وبطش وشجاعة ومعرفة يقال إنه قتل مرة أسداً بيده وله فصاحة وبلاغة وأدب وفضيلة .



قال الصولي: ولا نعرف للأمين رواية في الحديث إلا هذا الحديث الواحد حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي قال رأيت عند الحسين بن الضحاك جماعة من بني هاشم فيهم بعض أولاد المتوكل فسألوه عن الأمين وأدبه فوصف الحسين أدباً كثيراً قيل: فالفقه قال: كان المأمون أفقه منه قيل فالحديث قال ما سمعت منه حديثاً إلا مرة فإنه نعي إليه غلام له مات بمكة فقال: حدثني أبي عن أبيه عن المنصور عن أبيه عن علي بن عبد الله عن ابن عباس عن أبيه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من مات محرماً حشر ملبياً".



قال الثعالبي في لطائف المعارف: كان أبو العيناء يقول لو نشرت زبيدة ضفائرها ما تعلقت إلا بخليفة أو ولي عهد فإن المنصور جدها والسفاح أخو جدها والمهدي عمها والرشيد زوجها والأمين ابنها والمأمون والمعتصم ابنا زوجها والواثق والمتوكل ابنا ابن زوجها وأما ولاة العهود فكثيرة.



ونظيرتها من بني أمية عاتكة بنت يزيد بن معاوية ، يزيد أبوها ومعاوية جدها ومعاوية بن يزيد أخوها ومروان بن الحكم حموها وعبد الملك زوجها ويزيد ابنها والوليد بن يزيد ابن ابنها والوليد وهشام وسليمان بنو زوجها ويزيد وإبراهيم ابنا الوليد عبد الملك ابنا ابن زوجها.



مات في أيامه من الأعلام إسماعيل بن علية وغندر وشقيق البلخي الزاهد وأبو معاوية الضرير ومؤرج السدوسي وعبد الله بن كثير المقرئ وأبو نواس الشاعر وعبد الله بن وهب صاحب الملك وورش المقرئ ووكيع ، و غيرهم

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:26 PM
امير المؤمنين عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس


الاسم المعروف للخليفة:المأمون اسمه الكامل: عبد الله بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباسالكنية : أبو العباسترتيبه في تولي الخلافة:السابعتاريخ الميلاد: 170فترة الخلافة بالهجري:198 -218فترة الخلافة بالميلادي:813 -833تاريخ الوفاة: 218


المأمون: عبد الله أبو العباس بن الرشيد ولد سنة سبعين ومائة في ليلة الجمعة منتصف ربيع الأول وهي الليلة التي مات فيها الهادي واستخلف أبوه .

قرأ العلم في صغره ، و سمع الحديث من أبيه وهشيم وعباد بن العوام ويوسف بن عطية وأبي معاوية الضرير وإسماعيل بن علية وحجاج الأعور وطبقتهم.
وأدبه اليزيدي وجمع الفقهاء من الآفاق وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس ولما كبر عني بالفلسفة وعلوم الأوائل ومهر فيها.
روى عنه: ولده الفضل ويحيى بن أكثم وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي والأمير عبد الله بن طاهر وأحمد بن الحارث الشيعي ودعبل الخزاعي و غيرهم .
قال أبو معشر المنجم: كان المأمون أماراً بالعدل فقيه النفس يعد من كبار العلماء.
وعن الرشيد قال إني لأعرف في عبد الله حزم المنصور ونسك المهدي وعزة الهادي ولو أشاء أن أنسبه إلى الرابع يعني نفسه لنسبته .

كان أفضل رجال بني العباس حزماً وعزماً وحلماً وعلماً ورأياً ودهاء وهيبة وشجاعة وسوددا وسماحة.

استقل المأمون بالأمر بعد قتل أخيه سنة ثمان وتسعين وهو بخرسان واكتنى بأبي جعفر.
قال الصولي: وكانوا يحبون هذه الكنية لأنها كنية المنصور وكان لها في نفوسهم جلالة وتفاؤل بطول عمر من كني بها كالمنصور والرشيد.

وفي سنة خمس عشرة سار المأمون إلى غزو الروم ففتح حصن قرة عنوة وحصن ماجدة ثم سار إلى دمشق ثم عاد في سنة ست عشرة إلى الروم وافتتح عدة حصون ثم عاد إلى دمشق ثم توجه إلى مصر ودخولها فهو أول من دخلها من الخلفاء العباسيين ثم عاد في سنة سبع عشرة إلى دمشق والروم.

ومات المأمون يوم الخميس لاثنتي عشرة بقيت من رجب سنة ثمان عشرة بالبدندون من أقصى الروم ونقل إلى طرطوس فدفن بها.

قال الثعالبي: لا يعرف أب وابن من الخلفاء أبعد قبراً من الرشيد والمأمون.
قال: وكذلك خمسة من أولاد العباس تباعدت قبورهم أشد تباعد ولم ير الناس مثلهم فقبر عبد الله بالطائف وعبيد الله بالمدينة والفضل بالشام وقثم بسمرقند ومعبد بإفريقية.

وأخرج عن عبد الله بن محمد التيمي قال أراد الرشيد سفراً فأمر الناس أن يتأهبوا لذلك وأعلمهم أنه خارج بعد الأسبوع فمضى الأسبوع ولم يخرج فاجتمعوا إلى المأمون فسألوه أن يستعلم ذلك ولم يكن الرشيد يعلم أن المأمون يقول الشعر فكتب إليه المأمون:

يا خير من دبت المطي بهومن تقدى بسرجه فرسهل غاية في المسير نعرفهاأم أمرنا في المسير ملتبسما علم هذا إلا إلى مـلـكمن نوره في الظلام نقتبسإن سرت سار الرشاد متبعاًوإن تقف فالرشاد محتبس



وأخرج عن محمد بن عبد الله قال لم يحفظ القرآن أحد من الخلفاء إلا عثمان بن عفان والمأمون.

وأخرج عن ابن عيينة قال جمع المأمون العلماء وجلس للناس فجاءت امرأة فقالت يا أمير المؤمنين مات أخي وخلف ستمائة دينار أعطوني ديناراً وقالوا هذا نصيبك قال فحسب المأمون ثم كسر الفريضة ثم قال لها هذا نصيبك فقال له العلماء كيف علمت يا أمير المؤمنين فقال هذا الرجل خلف ابنتين قالت نعم قال فلهن الثلثان أربعمائة وخلف والدة فلها السدس مائة وخلف زوجة فلها الثمن خمسة وسبعون وبالله ألك اثنا عشر أخاً قالت نعم قال أصابهم ديناران ديناران وأصابك دينار.
وأخرج عن محمد بن حفص الأنماطي قال تغدينا مع المأمون في يوم عيد فوضع على مائدته أكثر من ثلاثمائة لون قال فكلما وضع لون نظر المأمون إليه فقال هذا نافع لكذا ضار لكذا فمن كان منكم صاحب بلغم فليجتنب هذا ومن كان منكم صاحب صفراء فليأكل من هذا ومن غلبت عليه السوداء فلا يعرض لهذا ومن قصد قلة الغذاء فليقتصر على هذا فقال له يحيى بن أكثم يا أمير المؤمنين إن خضنا في الطب كنت جالينوس في معرفته أو في النجوم كنت هرمس في حسابه أو في الفقه كنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه في علمه أو ذكر السخاء كنت حاتم طيئ في صفته أو صدق الحديث كنت أبا ذر في لهجته أو الكرم فأنت كعب بن أمامة في فعاله أو الوفاء فأنت السموأل بن عاديا في وفائه فسر بهذا الكلام وقال إن الإنسان إنما فضل بعقله ولولا ذلك لم يكن لحم أطيب من لحم ولا دم أطيب من دم.

أخرج عن عمارة بن عقيل قال: قال لي ابن أبي حفصة الشاعر أعلمت أن المأمون لا يبصر الشعر فقلت من ذا يكون أفرس منه والله إنا لننشد أول البيت فيسبق إلى آخره من غير أن يكون سمعه قال إني أنشدته بيتا أجدت فيه لم أراه تحرك له وهو هذا:



أضحى إمام الهدى المأمون مشتغلابالدين والناس في الدنيا مشاغـيل


فقلت له: ما زدت على أن جعلته عجوزاً في محرابها في يدها سبحة فمن يقوم بأمر الدنيا إذا كان مشغولا عنها وهو المطوق لها ألا قلت كما قال عمك في الوليد:


فلا هو في الدنيا يضيع نصـيبـهولا عرض الدنيا عن الدين شاغله


و قال النضر بن شميل دخلت على المأمون بمرو وعلي أطمار فقال لي يا نضر أتدخل على أمير المؤمنين في مثل هذه الثياب فقلت يا أمير المؤمنين إن حر مرو لا يدفع إلا بمثل هذه الأخلاق قال لا ولكنك تتقشف فتجارينا الحديث فقال المأمون حدثني هشيم بن بشير عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيه سداد من عوز" قلت صدق قول أمير المؤمنين عن هشيم حدثني عوف الأعرابي عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيه سداد بالكسر من عوز" وكان المأمون متكئاً فاستوى جالساً وقال السداد لحن يا نضر قلت نعم هاهنا وإنما لحن هشيم وكان لحاناً فقال ما الفرق بينهما قلت السداد بالفتح القصد في السبيل والسداد بالكسر البلغة وكل ما سددت به شيئاً فهو سداد قال أفتعرف العرب ذلك قلت نعم هذا العرجي من ولد عثمان بن عفان يقول:


أضاعوني وأي فتى أضاعواليوم كريهة وسداد ثـغـر


فأطرق المأمون ملياً ثم قال قبح الله من لا أدب له ثم قال أنشدني يا نضر أخلب بيت للعرب قلت: قول ابن بيض في الحكم بن مروان:




تقول لي العـيون هـاجـعةأي الوجوه انتجعت قلت لهـالأي وجه إلا إلى الحـكـممتى يقل حاجبـاً سـرادقـههذا ابن بيض بالباب يبتسـمقد كنت أسلمت فيك مقتبـلاهيهات ادخل فأعطني سلمي


أسلمت: أسلفت مقتبلا آخذاً قبيلا أي كفيلا قال أنشدني أنصف بيت قالته العرب قلت قول ابن أبي عروبة المديني:


إني وإن كان ابن عمي عاتبالمزاحم من خلـفـه وورائهومفيده نصري وإن كان امرأمتزحزحاً في أرضه وسمائهوأكون والي سره وأصونـهحتى يحن إلـي وقـت أدائهوإذا الحوادث أجحفت بسوامهقرنت صحيحتنا إلى جربائهوإذا دعا باسمي ليركب مركباصعبا قعدت له على سيسائهوإذا أتى من وجهه بطـريقةلم أطلع فيما وراء خـبـائهوإذا ارتدى ثوباً جميلا لم أقليا ليت أن علي حسن ردائه
قال أنشدني أقنع بيت للعرب فأنشدته قول ابن عبدل:


إني امرؤ لـم أزل وذاك مـنالـلـه أديبـاً أعـلـم الأدبـاأقيم بالدار ما اطمأن بـي الـدار وإن كنت نازحـاً طـربـالا أحتوي خـلة الـصـديق ولاأتبع نفسـي شـيئاً إذا ذهـبـاأطلب ما يطلب الكريم مـن الرزق بنفسي وأجمل الطلـبـاإني رأيت الفتـى الـكـريم إذارغبته في صنـيعـه رغـبـاوالعبد لا يطلـب الـعـلاء ولايعطيك شـيئاً إلا إذا رهـبـامثل الحمار الموقع الـسـوء لايحسن شـيئاً إلا إذا ضـربـاولم أجد عروة العـلائق إلا الدين لما اختبرت والحـسـبـاوقد يرزق الخافض المقيم ومـاشد بعيس رحـلا ولا قـتـبـاويحرم الرزق ذو المطية والرحل ومن لا يزال مـغـتـربـا


قال: أحسنت يا نضر وأخذ القرطاس فكتب شيئاً لا أدري ما هو ثم قال: كيف تقول افعل من التراب قلت أترب قال ومن الطين قلت طن قال فالكتاب ماذا قلت مترب مطين قال هذه أحسن من الأولى فكتب لي بخمسين ألف درهم ثم أمر الخادم أن يوصلني إلى الفضل بن سهل فمضيت معه فلما قرأ الكتاب قال يا نضر لحنت أمير المؤمنين قلت كلا ولكن هشيم لحانه فتبع أمير المؤمنين لفظه فأمر لي من عنده بثلاثين ألفاً فخرجت إلى منزلي بثمانين ألفاً.
وأخرج الخطيب عن محمد بن زياد الأعرابي قال بعث إلى المأمون فصرت إليه وهو في بستان يمشي مع يحيى بن أكثم فرأيتهما موليين فجلست فلما أقبلا قمت فسلمت عليه بالخلافة فسمعته يقول ليحيى يا أبا محمد ما أحسن أدبه رآنا موليين فجلس ثم رآنا مقبلين فقام ثم رد علي السلام فقال أخبرني عن قول هند بنت عتبة:



نحن بنـات طـارقنمشي على النمارقمشي قطا الهمارق
من طارق هذا فنظرت في نسبها فلم أجده فقلت يا أمير المؤمنين ما أعرفه في نسبها فقال إنما أرادت النجم وانتسبت إليه لحسنها من قول الله تعالى "والسماء والطارق" (الطارق: 1) فقلت فأيده أمير المؤمنين فقال أنا بؤبؤ هذا الأمر وابن بؤبؤه ثم رمى إلي بعنبرة كان يقلبها في يده بعتها بخمسة آلاف درهم.
وأخرج عن أبي عبادة قال: كان المأمون أحد ملوك الأرض وكان يجب له هذا الاسم على الحقيقة.
وأخرج عن ابن أبي دؤاد قال دخل رجل من الخوارج على المأمون فقال له المأمون ما حملك على خلافنا قال آية في كتاب الله قال وما هي قال قوله تعالى "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون" "المائدة: 44" قال ألك علم بأنها منزلة قال نعم قال وما دليلك قال إجماع الأمة قال فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل فارض بإجماعهم في التأويل قال صدقت السلام عليك يا أمير المؤمنين.
وأخرج عن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال وقف رجل بين يدي المأمون قد جنى جناية فقال له والله لأقتلنك فقال يا أمير المؤمنين تأن علي فإن الرفق نصف العفو قال وكيف وقد حلفت لأقتلنك فقال لأن تلقى الله حانثاً خير من أن تلقاه قاتلا فخلى سبيله.
وأخرج الخطيب عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح قال بت عند المأمون ليلة فنام القيم الذي كان يصلح السراج فقام المأمون وأصلحه وسمعته يقول ربما أكون في المتوضأ فيشتمني الخدام ويفترون علي ولا يدرون أنه أسمع فأعفو عنهم وأخرج الصولي عن عبد الله بن البواب قال كان المأمون يحلم حتى يغيظنا وجلس مرة يستاك على دجلة من وراء ستر ونحن قيام بين يديه فمر ملاح وهو يقول أتظنون أن هذا المأمون ينبل في عيني وقد قتل أخاه قال فوالله ما زاد على أن تبسم وقال لنا ما الحيلة عندكم حتى أنبل في عين هذا الرجل الجليل.
وأخرج الخطيب عن يحيى بن أكثم قال ما رأيت أكرم من المأمون بت عنده ليلة فأخذه سعال فرأيته يسد فاه بكم قميصه حتى لا أنتبه.
وكان يقول أول العدل أن يعدل الرجل في بطانته ثم الذين يلونهم حتى يبلغ إلى الطبقة السفلى. وأخرج ابن عساكر عن يحيى بن خالد البرمكي قال: قال لي المأمون يا يحيى اغتنم قضاء حوائج الناس فإن الفلك أدور والدهر أجور من أن يترك لأحد حالا أو يبقى لأحد نعمة.
وأخرج عن عبد الله بن محمد الزهري قال: قال المأمون غلبة الحجة احب إلي من غلبة القدرة لأن غلبة القدرة تزول بزوالها وغلبة الحجة لا يزيلها شيء.
واخرج عن العتبي قال سمعت المأمون يقول من لم يحمدك على حسن النية لم يشكر على جميل الفعل.
وأخرج عن أبي العالية قال سمعت المأمون يقول ما أقبح اللجاجة بالسلطان وأقبح من ذلك الضجر من القضاة قبل التفهم وأقبح منه سخافة الفقهاء بالدين وأقبح منه البخل بالأغنياء والمزاح بالشيوخ والكسل بالشباب والجبن بالمقاتل.
وأخرج عن علي بن عبد الرحيم المروزي قال قال المأمون أظلم الناس لنفسه من يتقرب إلى من يبعده ويتواضع لمن لا يكرمه ويقبل مدح من لا يعرفه.
وأخرج عن مخارق قال أنشدت المأمون قول أبي العتاهية:



وإني لمحتاج إلى ظل صاحبيروق ويصفو إن كدرت عليه
فقال لي أعد فأعدت سبع مرات فقال لي يا مخارق خذ منى الخلافة وأعطني هذا الصاحب. وأخرج عن هدبة بن خالد قال حضرت غداء المأمون فلما رفعت المائدة جعلت ألتقط ما في الأرض فنظر إلي المأمون فقال أما شبعت? قلت بلى ولكن حدثني حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "من أكل ما تحت مائدة أمن من الفقر" فأمر لي بألف دينار.
وأخرج عن الحسن بن عبدوس الصفار قال لما تزوج المأمون بوران بنت الحسن بن سهل أهدى الناس إلى الحسن فأهدى له رجل فقير مزودين في أحدهما ملح وفي الآخر أشنان وكتب إليه جعلت فداك خفة البضاعة قصرت ببعد الهمة وكرهت أن تطوى صحيفة أهل البر ولا ذكر لي فيها فوجهت إليك بالمبتدأ به ليمنه وبركته وبالمختوم به لطيبه ونظافته فأخذ الحسن المزودين ودخل بهما على المأمون فاستحسن ذلك وأمر بهما ففرغا وملئا دنانير.
وأخرج الصولي عن محمد بن القاسم قال: سمعت المأمون يقول أنا والله ألذ العفو حتى أخاف أن لا أوجر عليه ولو علم الناس مقدار محبتي للعفو لتقربوا إلي بالذنوب.

وأخرج ابن عساكر عن يحيى بن أكثم قال كان المأمون يجلس للمناظرة في الفقه يوم الثلاثاء فجاء رجل عليه ثياب قد شمرها ونعله في يده فوقف على طرف البساط وقال السلام عليكم فرد عليه المأمون فقال أخبرني عن هذا المجلس الذي أنت فيه جلسته باجتماع الأمة أم بالمغالبة والقهر قال لا بهذا ولا بهذا بل كان يتولى أمر المسلمين من عقد لي ولأخي فلما صار الأمر إلي علمت أني محتاج إلى اجتماع كلمة المسلمين في المشرق والمغرب على الرضا بي رأيت أني متى خليت الأمر اضطرب حبل الإسلام ومرج أمرهم وتنازعوا وبطل الجهاد والحج وانقطعت السبل فقمت حياطة للمسلمين إلى أن يجمعوا على رجل يرضون به فأسلم إليه الأمر فمتى اتفقوا على رجل خرجت له من الأمر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وذهب. وأخرج عن محمد بن المنذر الكندي قال حج الرشيد فدخل الكوفة فطلب المحدثين فلم يتخلف إلا عبد الله بن إدريس وعيسى بن يونس فبعث إليهما الأمين والمأمون فحدثهما ابن إدريس بمائة حديث فقال المأمون يا عم أتأذني لي أن أعيدها من حفظي قال نعم افعل فأعادها فعجب من حفظه.
وقال بعضهم استخرج المأمون كتب الفلاسفة واليونان من جزيرة قبرس هكذا ذكره الذهبي مختصراً.

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:28 PM
وقال الفاكهي أول من كسا الكعبة الديباج الأبيض المأمون واستمر ذلك بعده إلى أيام الخليفة الناصر إلا أن محمود بن سبكتين كساها في خلال هذه المدة ديباجاً أصفر.
ومن كلام المأمون لا نزهة ألذ من النظر في عقول الرجال وقال أعيت الحيلة في الأمر إذا أقبل أن يدبر وإذا أدبر أن يقبل وقال أحسن المجالس ما نظر فيه إلى الناس وقال الناس ثلاثة فمنهم مثل الغذاء لا بد منه على كل حال ومنهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض ومنهم كالداء مكروه على كل حال.
وقال ما أعياني جواب أحد مثل ما أعياني جواب رجل من أهل الكوفة قدمه أهلها فشكا عاملهم فقلت كذبت بل هو رجل عادل فقال صدق أمير المؤمنين وكذبت أنا قد خصصتنا به في هذه البلدة دون باقي البلاد خذه واستعمله على بلد آخر يشملهم من عدله وإنصافه مثل الذي شملنا فقلت قم في غير حفظ الله عزلته عنكم.
ومن شعر المأمون:


لساني كـتـوم لأسـراركـمودمعي نموم لسـري مـذيعفلولا دموعي كتمت الهـوىولولا الهوى لم يكن لي دموع
وأخرج الصولي عن محمد بن عمرو قال دخل أصرم بن حميد على المأمون وعنده المعتصم فقال يا أصرم صفني وأخي ولا تفضل واحداً منا على صاحبه فأنشد بعد قليل:


رأيت سفينة تجرى ببـحـرإلى بحرين دونهما البحـورإلى ملكين ضوؤهما جميعـاًسواء حار دونهما البصـيركلا الملكين يشبه ذاك هـذاوذا هـذا وذاك وذا أمـيرفإن يك ذا وذاك هــــذافلي في ذا وذاك معاً سروررواق المجد ممدود علـى ذاوهذا وجهه بـدر مـنـير
ذكر أحاديث من رواية المأمون: قال البهيقي سمعت الإمام أبا عبد الله الحاكم قال سمعت أبا أحمد الصيرفي وسمعت جعفر بن أبي عثمان الطيالسي يقول صليت العصر في الرصافة خلف المأمون في المقصورة يوم عرفة فلما سلم كبر الناس فرأيت المأمون خلف الدرابزين وهو يقول لا يا غوغاء لا يا غوغاء غدا سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم فلما كان يوم الأضحى حضرت إلى الصلاة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلا حدثنا هشيم بن بشير وحدثنا ابن شبرمة عن الشعبي عن البراء بن عازب عن أبي بردة بن دينار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من ذبح قبل أن يصلي فإنما هو لحم قدمه ومن ذبح بعد أن يصلي فقد أصاب السنة" الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلا اللهم أصلحني واستصلحني وأصلح على يدي قال الحاكم هذا حديث لم نكتبه إلا عن أبي أحمد وهو عندنا ثقة مأمون ولم يزل في القلب منه شيء حتى ذاكرت به أبا الحسن الدارقطني فقال هذه الرواية عندنا صحيحة عن جعفر فقلت هل من متابع فيه لشيخنا أبي أحمد فقال نعم ثم قال حدثني الوزير أبو الفضل جعفر بن الفرات حدثني أبو الحسين محمد بن عبد الرحمن الروز باذي حدثنا محمد بن عبد الملك التاريخي قال الدارقطني وما فيهم إلا ثقة مأمون حدثنا جعفر الطيالسي حدثنا يحيى بن معين قال سمعت المأمون فذكر الخطبة والحديث.
وقال الصولي: حدثنا جعفر الطيالسي حدثنا يحيى بن معين قال خطبنا المأمون ببغداد يوم الجمعة ووافق يوم عرفة فلما سلم كبر الناس فأنكر التكبير ثم وثب حتى أخذ بخشب المقصورة وقال يا غوغاء ما هذه التكبير في غير أيامه حدثنا هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال يلبي حتى رمى جمرة العقبة والتكبير في غد ظهراً عند انقضاء التلبية إن شاء الله تعالى.
وقال الصولي: حدثنا أبو القاسم البغوي حدثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي قال كنا عند المأمون فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الخلق عيال الله فأحب عباد الله إلى الله عز وجل أنفعهم لعياله" فصاح المأمون وقال اسكت أنا أعلم بالحديث منك حدثنيه يوسف بن عطية الصفار عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الخلق عيال الله فأحب عباد الله أنفعهم لعياله" أخرجه من هذا الطريق ابن عساكر وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده غيره من طرق عن يوسف بن عطية.
وقال الصولي حدثنا المسيح بن حاتم العكلي حدثنا عبد الجبار بن عبد الله قال سمعت المأمون يخطب فذكر في خطبته الحياء فوصفه ومدحه ثم قال حدثنا هشيم عن منصور عن الحسن عن أبي بكرة وعمران بن حصين قالا قال رسول صلى الله عليه وسلم "الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاءة من الجفاء والجفاء في النار" أخرجه ابن عساكر من طريق يحيى بن أكثم عن المأمون.
وقال الحاكم حدثنا الحسين بن تميم حدثنا الحسين بن فهم حدثنا يحيى بن أكثم القاضي قال: قال لي المأمون يوماً يا يحيى إني أريد أن أحدث فقلت ومن أولى بهذا من أمير المؤمنين فقال ضعوا لي منبراً فصعد وحدث فأول حديث حدثنا به عن هشيم عن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار" ثم حدث بنحو من ثلاثين حديثاً ثم نزل فقال لي يا يحيى كيف رأيت مجلسنا قلت أجل مجلس يا أمير المؤمنين تفقه الخاصة والعامة فقال لا وحياتك ما رأيت لكم حلاوة وإنما المجلس لأصحاب الخلقان والمحابر.
وقال الخطيب حدثنا أبو الحسن علي بن القاسم الشاهد حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان حدثنا الحسين بن عبيد الله الأبزاري حدثنا إبراهيم ابن سعيد الجوهري قال لما فتح المأمون مصر قال له قائل الحمد الله يا أمير المؤمنين الذي كفاك أمر عدوك وأدان لك العراقين والشامات ومصر وأنت ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له ويحك إلا أنه بقيت لي خلة وهو أن أجلس في مجلس ويستملي يحيى فيقول لي من ذكرت رضى الله عنك قأقول حدثنا الحمادان حماد بن سلمة وحماد بن زيد قالا حدثنا ثابت البناني عن أنس ابن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من عال ابنتين أو ثلاثاً أو أختين أو ثلاثاً حتى يمتن أو يموت عنهن كان معي كهاتين في الجنة" وأشار بالمسبحة والوسطى.
قال الخطيب في هذا الخبر غلط فاحش ويشبه أن يكون المأمون رواه عن رجل عن الحمادين وذلك أن مولد المأمون سنة سبعين ومات حماد بن سلمة في سنة سبع وستين قبل مولده بثلاث سنين وأما حماد بن زيد فمات في تسع وسبعين.
وقال الحاكم حدثنا بن يعقوب بن إسماعيل الحافظ حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا محمد بن سهل بن عسكر قال وقف المأمون يوماً للأذان ونحن وقوف بين يديه إذ تقدم إليه رجل غريب بيده محبرة فقال يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به فقال له المأمون إيش تحفظ في باب كذا فلم يذكر فيه شيئاً فما زال المأمون يقول حدثنا هشيم وحدثنا الحجاج وحدثنا فلان حتى ذكر الباب ثم سأله عن باب ثان فلم يذكر فيه شيئاً فذكره المأمون ثم نظر إلى أصحابه فقال يطلب أحدهم الحديث ثلاثة أيام ثم يقول أنا من أصحاب الحديث أعطوه ثلاثة دراهم.
وقال ابن عساكر: حدثنا محمد بن إبراهيم الغزي حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن السري التفليسي وحدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أخبرني عبيد الله ابن محمد الزاهد العكبري حدثنا عبد الله بن محمد بن مسيح حدثنا محمد بن المغلس حدثنا محمد بن السري القنطري حدثنا علي بن عبد الله قال قال يحيى بن أكثم بت ليلة عند المأمون فانتبهت في جوف الليل وأنا عطشان فتقلبت فقال يا يحيى ما شأنك قلت عطشان فوثب من مرقده فجاءني بكوز من ماء فقلت يا أمير المؤمنين ألا دعوت بخادم ألا دعوت بغلام قال لا حدثني أبي عن أبيه عن جده عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "سيد القوم خادمهم".
وقال الخطيب حدثنا الحسن بن عثمان الواعظ حدثنا جعفر بن محمد بن الحاكم الواسطي حدثني أحمد بن الحسن الكسائي حدثنا سليمان بن الفضل النهرواني حدثني يحيى بن أكثم فذكر نحوه إلا أنه قال حدثني الرشيد حدثني المهدي حدثني المنصور عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس حدثني حرير ابن عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "سيد القوم خادمهم". وقال ابن عساكر حدثنا أبو الحسن على ابن أحمد حدثنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي حدثنا محمد بن أحمد ابن محمد بن سليمان الغنجار حدثنا أبو أحمد علي بن محمد بن عبد الله المروزي حدثنا أبو العباس عيسى بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن الكاتب حدثني محمد بن قدامة بن إسماعيل صاحب النضر بن شميل حدثنا أبو حذيفة البخاري قال: سمعت المأمون أمير المؤمنين يحدث عن أبيه عن جده عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "مولى القوم منهم" قال محمد بن قدامة فبلغ المأمون أن أبا حذيفة حدث بهذا عنه فأمر له بعشرة آلاف درهم.
وفي أيام المأمون أحصيت أولاد العباس فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفاً ما بين ذكر وأنثى وذلك في سنة مائتين.
وفي أيامه مات من الأعلام: سفيان بن عيينة والإمام الشافعي وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان ويونس بن بكير راوي المغازي وأبو مطيع البلخي صاحب أبي حنيفة رحمه الله ومعروف الكرخي الزاهد وإسحاق بن بشر صاحب كتاب المبتدأ وإسحاق بن الفرات قاضي مصر من أجله أصحاب مالك وأبو عمرو الشيباني اللغوي وأشهب صاحب مالك والحسن بن زياد اللؤلؤي صاحب أبى حنيفة وحماد بن أسامة الحافظ وروح بن عبادة وزيد بن الحباب وأبو داود الطيالسي والغازي ابن قيس من أصحاب مالك وأبو سليمان الداراني الزاهد المشهور وعلي الرضى ابن موسى الكاظم والفراء إمام العربية وقتيبة بن مهران صاحب الإمالة وقطرب النحوي والواقدي وأبو عبيدة معمر بن المثنى والنضر بن شميل والسيدة نفيسة وهشام أحد النحاة الكوفيين واليزيدي ويزيد بن هارون ويعقوب بن إسحاق الحضرمي قارئ البصرة وعبد الرزاق وأبو العتاهية الشاعر وأسد السنة وأبو عاصم النبيل والفريابي وعبد الملك بن الماجشون وعبد الله بن الحكم وأبو زيد الأنصاري صاحب العربية والأصمعي ، و غيرهم

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:29 PM
أمير المؤمنين محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس


الاسم المعروف للخليفة:المعتصم اسمه الكامل: محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباسالكنية :أبو اسحاقترتيبه في تولي الخلافة:الثامنتاريخ الميلاد: 179فترة الخلافة بالهجري:218 -227فترة الخلافة بالميلادي:833 -842 متاريخ الوفاة: 227


روى عن أبيه وأخيه المأمون وروى عنه إسحاق الموصلي وحمدون ابن إسماعيل وآخرون. وكان ذا شجاعة وقوة وهمة.

وقال نفطويه والصولي للمعتصم مناقب وكان يقال له المثمن لأنه ثامن الخلفاء من بني العباس والثامن من ولد العباس وثامن أولاد الرشيد وملك سنة ثمان عشرة وملك ثمان سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام ومولده سنة ثمان وسبعين وعاش ثمانياً وأربعين سنة وطالعه العقرب وهو ثامن برج وفتح ثمانية فتوح وقتل ثمانية أعداء وخلف ثمانية أولاد ومن الإناث كذلك ومات لثمان بقين من ربيع الأول

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:30 PM
أمير المؤمنين هارون الواثق بالله بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس


الاسم المعروف للخليفة:الواثق باللهاسمه الكامل: هارون بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباسالكنية :أبو جعفر ترتيبه في تولي الخلافة:التاسعتاريخ الميلاد: 186فترة الخلافة بالهجري:227 -232فترة الخلافة بالميلادي:842 -847 متاريخ الوفاة: 232

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:30 PM
أمير المؤمنين جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس


الاسم المعروف للخليفة:المتوكلاسمه الكامل: جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباسالكنية :أبو الفضلترتيبه في تولي الخلافة:العاشرتاريخ الميلاد: 206فترة الخلافة بالهجري:232 -247فترة الخلافة بالميلادي:847 -861 متاريخ الوفاة: 247

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:32 PM
أمير المؤمنين محمد المنتصر بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباس


الاسم المعروف للخليفة:المنتصر باللهاسمه الكامل:محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي ابن عبد الله بن العباسالكنية :أبو جعفرترتيبه في تولي الخلافة:الحادي عشرتاريخ الميلاد:222فترة الخلافة بالهجري:247 -248فترة الخلافة بالميلادي:861 -862 متاريخ الوفاة: 248

طارق شفيق حقي
03/04/2006, 11:38 PM
أمير المؤمنين المسترشد بالله


الاسم المعروف للخليفة:المسترشد بالله اسمه الكامل:المسترشد بالله ابن المستظهر بالله ابن المقتدي بأمر الله ابن محمد ابن القائم بأمر الله ابن القادر بأمر الله ابن المتقي لله ابن المقتدر بالله ابن المعتضد بالله ابن الموفق ابن المتوكل بالله ابن المعتصم بالله ابن الرشيد ابن المهدي ابن المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباسالكنية : أبو منصورترتيبه في تولي الخلافة:التاسع و العشرونتاريخ الميلاد: 485فترة الخلافة بالهجري:512 -529فترة الخلافة بالميلادي:1118 -1135 متاريخ الوفاة:


كان المسترشد بالله ذا همة عالية وشهامة زائدة وإقدام ورأي وهيبة شديدة ضبط أمور الخلافة ورتبها أحسن ترتيب وأحيا رسم الخلافة ونشر عظامها وشيد أركان الشريعة وطرز أكمامها وباشر الحروب بنفسه وخرج عدة نوب إلى الحلة والموصل وطريق خراسان إلى أن خرج النوبة الأخيرة وكسر جيشه بقرب همذان وأخذ أسيراً إلى أذربيجان.
وقد سمع الحديث من أبي القاسم بن بيان وعبد الوهاب بن هبة الله السبتي وروى عنه محمد بن عمر بن مكي الأهوازي ووزيره علي بن طراد وإسماعيل بن طاهر الموصلي ذكر ذلك ابن السمعاني وذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية ناهيك بذلك فقال: هو الذي صنف له أبو بكر الشاشي كتابة العمدة في الفقه وبلقبه اشتهر الكتاب فإنه كان حينئذ يلقب عمدة الدنيا والدين وذكره ابن السبكي في طبقات الشافعية وقال: كان في أول أمره تنسك ولبس الصوف وانفرد في بيت للعبادة وكان مولده في يوم الأربعاء ثامن عشر شعبان سنة ست وثمانين وأربعمائة وخطب له أبوه بولاية العهد ونقش اسمه على السكة في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وكان مليح الخط وما كتب أحد من الخلفاء قبله مثله يستدرك على كتابه ويصلح أغاليط في كتبهم وأما شهامته وهيبته وشجاعته وإقدامه فأمر أشهر من الشمس ولم تزل أيامه مكدرة بكثرة التشويش والمخالفين وكان يخرج بنفسه لدفع ذلك إلى أن خرج الخرجة الأخيرة إلى العراق وانكسر وأخذ ورزق الشهادة.

ومن شعره:


أنا الأشقر المدعو بي في الملاحـممن يملك الدنيا بـغـير مـزاحـم ستبلغ أرض الروم خيلي وتنتضـىبأقصى بلاد الصين بيض صوارمي


ومن شعره لما أسر:




ولا عجبا للأسد إن ظفرت بهـاكلاب الأعادي من فصيح وأعجم فحربة وحشي سقت حمزة الردىوموت علي من حسام ابن ملجم


وله لما كسر وأشير عليه بالهزيمة فلم يفعل وثبت حتى أسر:




قالوا تـقـيم وقـد أحـاط بك العدو ولا تـفـر فأجبتهـم الـمـرء مـالم يتعظ بالوعـظ غـر لا نلت خيراً مـا حـييت ولا عداني الدهر شر إن كنت أعلـم أن غـير الله ينفـع أو يضـر


قال الذهبي: وقد خطب بالناس يوم عيد أضحى فقال: الله أكبر ما سبحت الأنواء وأشرق الضياء وطلعت ذكاء وعلت على الأرض السماء الله أكبر ما همى سحاب ولمع سراب وأنجح طلاب وسر قادماً إياب وذكر خطبة بليغة ثم جلس ثم قام فخطب وقال: اللهم أصلحني في ذريتي وأعني على ما وليتني وأوزعني شكر نعمتك ووفقني وانصرني فلما أنهاها وتهيأ للنزول بدره أبو المظفر الهاشمي فأنشده:




عليك سلام الله يا خـير مـن عـلاعلى منبر قد حف أعلامه النصـر وأفضل مـن أم الأنـام وعمهمبسريته الحسنى وكـان لـه الأمـر وأفضل أهل الأرض شرقاً ومغربـاًومن جده من أجله نزل الـقـطـر لقد شنفت أسماعنا مـنـك خطبةوموعظة فصل يلين لها الصـخـر ملأت بها كل الـقـلـوب مـهـابةفقد رجفت من خوف تخويفها مصر وزدت بها عدنان مـجـداً مـؤثـلافأضحى بها بين الأنام لك الفـخـر وسدت بني العباس حتى لقـد غـدايباهي بك السجاد والعالم الـبـحـر فلله عصر أنـت فـيه إمـامـنـاولله دين أنت فيه لـنـا الـصـدر بقيت على الأيام والملـك كـلـمـاتقادم عصر أنت فيه أتى عـصـر وأصبحت بالعيد السـعـيد مهنأتشرفنا فيه صـلاتـك والـنـحـر


وقال وزيرة جلال الدين الحسن بن علي بن صدقة يمدحه:




وجدت الورى كالماء طعـمـاً ورقةوأن أمـير الـمـؤمـنــين زلالة وصورت معنى العقل شخصاً مصوراًوأن أمير المـؤمـنـين مـثـالـه ولولا مكان الدين والشرع والتـقـىلقلت من الإعظـام جـل جـلالـه


وفي سنة أربع وعشرين من أيامه قتل صاحب مصر الآمر بأحكام الله منصور عن غير عقب وقام بعده ابن عمه الحافظ عبد المجيد بن محمد بن المنتصر.

وممن مات في أيام المسترشد من الأعلام شمس الأئمة أبو الفضل إمام الحنفية وأبو الوفاء بن عقيل الحنبلي وقاضي القضاة أبو الحسن الدامغاني وابن بليمة المقرئ والطغرائي صاحب لامية العجم وأبو علي الصدفي الحافظ وأبو نصر القشيري وابن القطاع اللغوي ومحيي السنة البغوي وابن الفحام المقرئ والحريري صاحب المقامات والميداني صاحب الأمثال وأبو الوليد بن رشد المالكي والإمام أبو بكر الطرطوشي وأبو الحجاج السرقسطي وابن السيد البطليوسي وأبو علي الفارقي من الشافعية وابن الطراوة النحوي وابن الباذش وظافر الحداد الشاعر وعبد الغفار الفارسي.