المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أضاعوني وأي فتى أضاعوا



طارق شفيق حقي
03/04/2006, 10:43 PM
لهذا البيت سر جميل وقرب مني

فهل مر عليكم هذا البيت قبل أن نتكلم حوله


أضاعوني وأي فتى أضاعوا......ليوم كريهة وسداد ثـغـر

أبو شامة المغربي
05/04/2006, 05:59 AM
أبيات لأبي القاسم علي بن محمد للحريري

لحاك الله مثلي يباع؟ ** لكيما تشبع الكرش الجيـاع

وهل في شرعه الإنصاف أني** أكلف خطة لا تستطاع؟

وإن أبلى بروع بعد روع؟ ** ومثلي حين يبلى لا يراع

أما جربتني فوجدت مني **نصائح لا يمازجها خداع؟

وكم أرصدتني شركاً لصيد ** فعدت وفي حبائلي السباع

ونطت بي المصاعب فاستقادت ** مطاوعة وكان بها امتناع

وأي كريهة لم أبل فيها ** وغنماً لم يكن لي فيه باع؟

ولم تعثر بحمد الله مني ** على عيب يكتم أو يذاع

وإن سمحت قرونك بامتهاني** وإن أشري كما يشرى المتاع

وهلا صنت عرضي عند صوني ** حديثك يوم جد بنا الوداع؟

وقلت لمن يساوم في، هذا ** سكارب لا يعار ولا يباع

وما أنا دون ذاك الطرف لكن ** طباعك فوقها تلك الطباع

على أني سأنشد عند بيعي:** أضاعوني وأي فتي أضاعوا

أبو القاسم، علي بن محمد الحريري


صاحب المقامات، ولد في حدود سنة 446هـ ، وكان غاية في الذكاء والفطنة والفصاحة والبلاغة، تصانيفه تشهد بفضله، وكفى له شاهدا على ذلك‏:‏ المقامات، التي فاق بها الأوائل، وأعجز الأواخر‏، وكان مولده ببلد قريب من البصرة، يقال له‏:‏ المشان، وكان دميما، مبتلى بنتف اللحية‏.‏

قيل‏:‏ إنه كتب سبعمائة نسخة من المقامات بخطه، وقرئت عليه، وله ديوان شعر، مات بالبصرة، في سادس رجب، سنة 515‏هـ.‏

ذكر له ابن الوردي في تاريخه ترجمة وأشعارا له، وقال‏:‏ إمام في النحو واللغة، وله عدة مصنفات، منها‏:‏ المقامات، طبَّقت الأرض شهرة، أمره بتصنيفها أنوشيروان بن خالد بن محمد، وزير السلطان محمود، وكان خصيصا به، قدم بغداد، ونزل الحريم‏.‏

والحريري‏:‏ بصري المولد والمنشأ، من بني ربيعة الفرس، وكان من أهل اليسار، يقال‏:‏ إنه كان له ثماني عشرة ألف نخلة بمشان البصرة، وأصله منها، وخلف ابنين‏:‏ الواحد‏:‏ عبد الله، من رواة المقامات؛ والثاني‏:‏ كان متفقها‏.‏ انتهى‏، رحمهما الله.‏





د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
05/04/2006, 06:24 AM
أبيات شعرية للعرجي



هو عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان رضي الله عنه، لقبه العرجي من شعراء قريش، وممن شهر بالغزل الحسي على مذهب عمر بن أبي ربيعة وكان يترسم خطوه، كما كان مولعاً باللهو، والطرب، وخلع العذار، كان يتجرأ على نساء قريش، فيشبب بهن حتى أنه شبب (ببجرة) زوجة محمد بن هشام بن إسماعيل المخزومي خال هشام بن عبد الملك، وبأمه (جيداء).

وكان التشبيب بالشريفات صرعة العصر، فلما ولي محمد بن هشام مكة وحج بالناس هجاه العرجي، فأخذه محمد بن هشام وقيده وضربه ضرباً مبرحاً، ثم أقسم ألا يخرجه من السجن مادام له سلطان، فمكث العرجي في سجنه نحواً من تسع سنين حتى مات فيه، وقد أيقظ هذا السجن في نفسه أعمق المشاعر والآلام.
ولا غرو أن يخلعه بنو أبيه على مكانتهم من قريش وعند بني أمية بالذات، لفسقه وخلاعته، وفي سجنه ذاك قال أبياته السائرة، التي لا تنبئ عن واقعه وتهتكه ورعونته:


أضاعوني وأي فتى أضاعـوا//

ليـوم كريهـة وسـداد ثغـر

وخلونـي ومعتـرك المنايـا//

وقد شرعوا أسنتهم لنحـري

كأني لم أكن فيهـم وسيطـا//

ولم تك نسبتي في آل عمـرو

أجرر في الجوامع كـل يـوم//

ألا لله مظلمتـي وهـصـري

عسى الملك المجيب لمن دعاه//

سينجيني فيعلم كيف شكـري

فأجزي بالكرامـة أهـل ودي//

وأجزي بالضغينة أهل ضـري













د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
05/04/2006, 07:27 AM
العرجــــــــي


العرجي: هو عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، شاعر غزل مطبوع، من وفيات سنة 120هـ، نحا نحو ابن أبي ربيعة, لقب بالعرجي لأنه كان يسكن قرية (العرج) بنواحي الطائف فنسب إليها، وعاش وتوفي بمكة، كان من الأدباء الظرفاء الأسخياء، وكان ينصب القدور في الليل لإطعام الطارقين، وكان من الفرسان المعدودين، صحب مسلمة بن عبد الملك في وقائعه بأرض الروم، وأبلى معه بلاء حسنا.

سجنه والي مكة محمد بن هشام، خال هشام بن عبد الملك، لأنه شبب بأمه جيداء وبزوجته جبرة المخزومية، ولم يزل في السجن حتى مات, وهو القائل في سجنه:



أضــاعوني وأي فتــى أضــاعوا // ليـــوم كريهــة وســداد ثغــر
قصته مع محمد بن هشام
لما ولي الخلافة هشام بن عبد الملك ولّى محمد بن هشام المخزومي (وكان خاله) مكة المكرمة، وكتب إليه أن يحج الناس، فهجاه العرجي بأشعار كثيرة منها:


كأن العام ليس بعام حجٍّ // تغيرت المواسمُ والشكـــــولُ

إلى جيداء قد بعثوا رسولاً // ليُخبِرها فلا صُحِبَ الرسولُ
وكان العرجي يشبب بأم محمد بن هشام وهي من بني الحارث بن كعب ويقال لها جيداء:



عـوجي عـلينا ربة الهودجِ**إنـكِ إن لا تـفعلي تحرِجِي

إنـي أتـيحت لـي يـمانيةٌ**إحدى بني الحارث من مذحجِ

نلبث حولاً كـاملاً كـلَّه**مـا نلتقي إلا عـلى منهجِ

في الحجِ إن حجت وماذا منىً**وأهله إن هي لم تُحـجِ

يقصد بذلك أنه لا قيمة لمنى إن هي لم تفد مع الحجاج، ولذلك قال التابعي الفقيه عطاء بن أبي رباح " الخير والله كله بمنى وأهله، حجت أو لم تحج"، ومن قول العرجي وتشبيبه بزوجة محمد بن هشام والي مكة واسمها جبرة المخزومية قوله:

عوجي علي فسلمي جبرُ**فـيم الصدود وأنتم سفـرُ

مـا نلتقي إلا ثـلاث منىً**حـتى يـفرقَ بيننا النفرُ

الـحولُ بعد الحول يتبعُه**ما لدهر إلا الحولُ والشهرُ
ولم يكن تشبيب العرجي بجيداء أم محمد بن هشام، وبجبرة زوجته نابعا عن حب لهن، وإنما كان يريد أن يغيضه بهذا، ولم يزل محمد بن هشام حاقداً على العرجي من هذه الأشعار، ومتطلباً سبيله حتى وجده، فأخذه وقيده وضربه، وأقامه للناس ينظرون إليه مقيداً، ثم حبسه وجلده، وأقسم ألا يخرج من الحبس مادام له سلطان، فمكث في حبسه نحواً من تسع سنين حتى مات في حبسه، ولقد قال العرجي قصائد كثيرة في حبسه منها قوله:

سينصرني الخليفة بعد ربي**ويغضبُ حين يُخبرعن مساقي

عليَّ عباءةٌ بلقاء ليست**مع البلوى تُغيِّب نصف ساقــي

وتغضب لي بأجمعها قُصيٌّ**قطينُ الـبيتِ والدُّمثِ الرقـاقِ
*والبلقاء: ما اجتمع فيه السواد والبياض.
*قطين البيت: سكانه وخدمته، يقصد البيت الحرام.
*اللدمث: جمع دمثاء، وهي الأرض اللين السهلة.
ومن هذه القصائد قصيدته الذائعة المشهورة التي طالما ذكرها الأدباء والعلماء في قصصهم كالأصمعي، وأبو حنيفة، وكثيرون غيرهم وهي:

أضَاعُوني وأيَّ فتًى أضاعوا**لـيومٍ كـريهة وسِدَادِ ثَغْرِ

وصـبرٍ عند مُعْتَرَكِ المَنَايَا**وقد شُرِعَتْ أسِنَّتُها بنَحْرِي

أُجَـرَّرُ في الجَوَامِع كلَّ يومٍ**فـيا لـلهِ مظْلِمِتَي وصَبْري

كـأنِّي لم أكُنْ فيهم وَسيِطاً**ولم تَكُ نِسبْتي في آلِ عَمْرِو

* سداد الثغر: بكسر السين مايسد به الثغر من خيل ورجال وغير ذلك من عدد الحرب.
*الجوامع:جمع جامعة وهي هنا بمعنى الغل.


*مظلمتي: بكسر السين أي ظلمي بالحبس.
* وسيط القوم: أوسطهم نسباً وأرفعهم مجداً.

*في آل عمرو: يريد جده عمرو بن عثمان بن عفان.


- الأغاني - طبعة دار الكتب العلمية بيروت - 1/269

- الأعلام لخير الدين الزر كلي.


http://www.adb1.com/new/al3orjy.htm (http://www.adb1.com/new/al3orjy.htm)







د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com

أبو شامة المغربي
05/04/2006, 07:57 AM
جار أبي حنيفة النعمان

ورد في وفيات الأعيان أن الإمام أبا حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله كان له جار إسكافي يعمل نهاره، فإذا رجع إلى منزله ليلاً تعشى ثم شرب، فإذا دب الشراب فيه أنشد يغني، ويقول متمثلاً بقول العرجي:

أضاعوني وأيَّ فتى أضاعوا // ليوم كريهـة وسداد ثغر

ولا يزال يشرب ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم، وأبو حنيفة يسمع جلبته في كل يوم ويصبر، وفي يوم كان أبو حنيفة يصلي بالليل كله، ففقد أبو حنيفة صوته، فسأل عنه، فقيل: أخذه العسعس منذ ليالٍ، فصلى أبو حنيفة الفجر من غده، ثم ركب بغلته وأتى دار الأمير، فاستأذن عليه، فقال: ائذنوا له، وأقبلوا به راكباً، ولا تدعوه ينزل حتى يطأ البساط؛ ففعل به ذلك، فوسع له الأمير من مجلسه، وقال له: ما حاجتك؟ فشفع في جاره، فقال الأمير: أطلقوه وكل من أخذ في تلك الليلة إلى يومناً هذا؛ فأطلقوهم أيضاً، فذهبوا.
وركب أبو حنيفة بغلته، وخرج الإسكافي معه يمشي وراءه، فقال له أبو حنيفة: يا فتى هل أضعناك؟ فقال: بل حفظت ورعيت، فجزاك الله خيراً عن حرمة الجوار،ثم تاب، ولم يعد إلى ما كان يفعل، بسبب هذه المعاملة الكريمة ومقابلة الإساءة بالإحسان.

http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha7.htm (http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha7.htm)



د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)