المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عكس التيار



عبده رشيد
29/06/2013, 06:33 PM
كنت وحدي أجوب الحقول في خرجة تفقدية طارئة,كان الوقت ظهيرة والحرارة تكاد ترى ترتعش وهي ترتفع من على الارض مثل الضباب يسحب ضباب في رقصة السراب , والحشائش تبدو جافة عطشى رغم التساقطات المطرية الأخيرة.حتى الطيورغلبها الصهد فمنعها التغريد فلزمت الظلال بين الفروع وأغصان الاشجار الوارفة.
بدت لي بعض الفسيلات ذابلة بجانب أخرى خضراء متعرشة.تساءلت كثيرا..! ولم أجد لذبولهاتفسيرا,سيما تتقاسم مع مثيلاتها نفس البيئة والمناخ والجينات.ربما تحمل مورثات فاسدة من المشتل..!لما هممت بقلعها من جذورها واستبدالها بأخرى تنبض بالحياة,بهت فجاة ضوء النهار وساد صمت رهيب فما اتشحت السماء بلون رمادي قاتم.شئ ما منهمك في تأهبه في هذه الظلمة المتزايدة..!لايصدر منه صوت ولكنه مع هدوئه كنت أنتظره وأتوقعه.قبل أن انتبه لما يحدث,وجدتني في خضم سيل عرمرم أحمر اللون يجرف كل ما صادفه في طريقه. أحسست بخطرمحذق,فالسيل يحيط بي من كل جانب ولا سبيل للنجاة.خطر ببالي نزع ثيابي حتى أمنح لنفسي فرصة اكثرلمقاومة التيارالجارف.قاومت بكل ما أوتيت من قوة بيد أن السيل كان أقوىوأعنف خارت قواي,نظرت حولي وبدأت أصرخ بأعلى صوتي وألوح بيدي طالبا النجدة.غيرأنني لم يرني ولم يسمع صراخي أحد.لقد كنت وحدي أقاوم في جهد المستيئس.أحسست بدنو أجلي ,فشرعت بالتضرع والابتهال الى الله بالدعاء.وأنا أدعو وأبتهل تواثبت الافكار في ذهني وتراءت لي محطات بارزة في حياتي.ذكريات جميلة تترا تنازعها أخرى حزينة,أحلام كبيرة تحقق منها النزر القليل وأخرى تبخرت مع الأيام.لم أقترف ذنبا عظيما ولم أفرط في جنب الله غير أشياء أحسبها من اللمم.لم أحس بندم ولا حسرة,تهللت تقاسيم وجهي وفوضت أمري كله لله.بينما أهيئ النفس للقدر المحتوم اذا بموجات متصاعدة تجري عكس التيار بدل أن تغرقني حملتني الى الجانب الآخر حيث النجاة والمأمن.ظننت لأول وهلة أنني وقعت في شراك كابوس مزعج ومخيف,فبدا لي أن أفيق منه كما حدث لي مرارا من قبل.لكن هذه المرة لم أشعر بنفسي الا وأنا بين الجموع المحتشدة والمهتاجة أصرخ وأهتف بشعارات خالدة لأناس "طاب جنانهم" وأخطأوا الموعد مع التاريخ في أكثر من مرة وأخرى لم تينع بعد فتساقطت الواحدة تلو الأخرى عند كل حراك.
حينها أحسست بهول اللحظة فأخذت أقاوم وأناضل التيارمن جديد.لكن هذه المرة,لم يكن التيار الا موجات بشرية تسير على غير هدى.

طارق شفيق حقي
03/07/2013, 05:22 PM
كم أشتاق لواحة الأدب رغم الضباب الكثيف الذي يعكر ذهني
إنه ذاهب والحق باق
لغة موحية جميلة أستاذ عبده رشيد
وللأحداث الحالية وقعها في حرفك
تحياتي لك

عبده رشيد
05/07/2013, 10:44 PM
كم أشتاق لواحة الأدب رغم الضباب الكثيف الذي يعكر ذهني
إنه ذاهب والحق باق
لغة موحية جميلة أستاذ عبده رشيد
وللأحداث الحالية وقعها في حرفك
تحياتي لك

الجميل طارق شفيق شكرا لك
خالص التحيات
ودمتم في حفظ المولى