المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مكاتبات الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام



أبو شامة المغربي
27/03/2006, 10:45 PM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=94&stc=1



من مكاتبات الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام

بعد رجوع المسلمين من الحديبية في أواخر سنة ست من الهجرة وأمن الطريق من قريش، كاتب عليه الصلاة والسلام ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام، واتخذ إذ ذاك خاتماً من فضة يختم به خطاباته، وكان نقشه: محمد رسول الله


(كتاب قيصر)


فوجَّه دِحْيَة الكلبي بكتاب إلى قيصر ملك الروم، وأمره أن يدفعه إلى عظيم بُصرى ليوصله إلى الملك ..

وكان في الكتاب: « بسم الله الرحمٰن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هِرَقْل عظيم الروم، سلام على من اتّبع الهُدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلَم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم الأريسيين: "وقُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَآء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مّن دُونِ ٱللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ"

لما وصل هذا الكتاب إلى قيصر، قال: انظروا لنا من قومه أحداً نسأله عنه، وكان أبو سفيان بن حرب بالشام مع رجال من قريش في تجارة، فجاءت رُسُل قيصر لأبي سفيان ودَعَوه لمقابلة الملك فأجاب، ولما قدموا عليه في القدس .. قال لترْجُمانه: سَلْهُمْ أيّهم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، فقال أبو سفيان: أنا، لأنه لم يكن في الركب من بني عبد مناف غيره، فقال قيصر: ادنُ مني، ثم أمر أصحابه فجعلوا خلف ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لأصحابه إنما قدّمت هذا أمامكم لأسأله عن هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي، وقد جعلتكم خلفه كيلا تخجلوا من ردّ كذبه عليه إذا كذب ..

ثم سأله: كيف نسب هذا الرجل فيكم ؟

قال: هو فينا ذو نسب.

قال: هل تكلَّم بهذا القول أحدٌ منكم قبله؟

قال: لا.

قال: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟

قال: لا.

قال: فهل كان من آبائه من ملك؟

قال: لا.

قال: فأشراف الناس يَتَّبِعُونه أم ضعفاؤهم؟

قال: بل ضعفاؤهم.

قال: فهل يزيدون أم ينقصون؟

قال: بل يزيدون.

قال: هل يرتدّ أحد منهم سَخْطة لدينه؟

قال: لا.

قال: هل يغدر إذا عاهد؟

قال: لا، ونحن الآن منه في ذمة لا ندري ما هو فاعل فيها.

قال: فهل قاتلتموه؟

قال: نعم.

قال: فكيف حربكم وحربه؟

قال: الحرب بيننا وبينه سِجَال مرة لنا ومرة علينا.

قال: فَبِمَ يأمُركم؟

قال: يقول: "اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، وينهى عمّا كان يعبد آباؤنا ويأمر بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة".

فقال الملك: إني سألتك عن نسبه فزعمتَ أنه فيكم ذو نسب، وكذلك الرسل تُبْعث في نسب قومها، وسألتك: هل قال أحد منكم هذا القول قبله؟ فزعمتَ أنْ لا، فلو كان أحدٌ قال هذا القول قبله لقلتُ: رجلٌ يأْتَمُّ بقولٍ قيل قبله، وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فزعمتَ أنْ لا، فقلت: ما كان ليذرَ الكذبَ على الناس ويكذب على الله، وسألتك هل كان من آبائه من ملك؟ فقلت: لا، فلو كان من آبائه ملك لقلت: رجل يطلب مُلك أبيه، وسألتك أأشرافُ الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ فقلتَ: بل ضعفاؤهم وهم أتباع الرسل، وسألتك هل يزيدون أم ينقصون؟ فقلت: بل يزيدون، وكذلك الإيمان حتى يتم، وسألتك هل يرتدّ أحد منهم سَخْطة لدينه؟ فقلت: لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب، وسألتك : هل قاتلتموه؟ فقلت: نعم، وإن الحرب بينكم وبين سِجَال، وكذلك الرُّسُل تُبتلى ثم تكون لهم العاقبة، وسألتك: بماذا يأمر؟ فزعمتَ أنه يأمر بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة، وسألتك: هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر، فعلمتُ أنه نبيٌّ، وقد علمتُ أنه مبعوث، ولم أظن أنه فيكم، وإن كان ما كلّمتني به حقاً فسيملك موضعَ قدميَّ هاتين، ولو أعلم أني أخلص إليه لتكلفت ذلك.

قال أبو سفيان: فَعَلَتْ أصواتُ الذين عنده وكثر لَغَطُهم فلا أدري ما قالوا وأُمر بنا فأخرجنا ، فلما خرج أبو سفيان مع أصحابه قال: لقد بلغ أمر ابن أبي كبشة أن يخافه ملك بني الأصفر، ولما سار قيصر إلى حمص أَذِن لعظماء الروم في دَسْكَرة له، ثم أمر بأبوابها فأُغلقت ثم قال: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت مُلككم فتبايعوا هذا النبي؟ فحاصوا حيصة حُمُر الوحش إلى الأبواب فوجدوها مغلقة، فلما رأى قيصر نفرتهم، قال: ردّوهم عليَّ، فقال لهم: إني قلت مقالتي أختبر بها شدّتكم على دينكم فسكتوا له ورضوا عنه. فغلبه حُبُّ مُلكه على الإسلام، فذهب بإثمه وإثم رعيته كما قال عليه الصلاة والسلام ولكنه ردّ دحيةَ ردَّاً جميلاً.


(كتاب أمير بُصرى)


وأرسل عليه الصلاة والسلام الحارث بن عمير الأزدي بكتاب إلى أمير بُصرى، فلما بلغ مؤتة، وهي قرية من عمل البلقاء بالشام، تعرّض له شرحبيل بن عمرو الغساني، فقال له: أين تريد؟ قال: الشام. قال: لعلّك من رُسُل محمد؟ قال: نعم، فأمر به، فضُربَتْ عنقه. ولم يُقتل لرسول الله عليه الصلاة والسلام رسول غيره، وقد وَجَدَ لذلك وَجْداً شديداً.


(كتاب الحارث بن أبي شَمِر)


ووجّه عليه الصلاة والسلام شجاعَ بن وهب إلى أمير دمشق ـ من قِبَلَ هِرَقْل ـ الحارث بن أبي شَمِر الغساني ، وكان يقيم بغوطتها وفيه : "بسم الله الرحمٰن الرحيم، من محمد رسول الله إلى الحارث بن أبي شمر، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله وصدق، وإني أدعوك أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، يبقى لك ملكك"

فلما قرأ الكتاب رمى به، وقال: من ينزعُ مُلكي منّي، واستعدّ ليرسلَ جيشاً لحرب المسلمين، وقال لشجاع: أخبر صاحبك بما ترى، ثم أرسل إلى قيصر يستأذنه في ذلك، وصادف أن كان عنده دحية فكتب قيصرُ إليه يثنيه عن هذا العزم ويأمره أن يُهيِّىء بإيلياء ما يلزم لزيارته، فإنه بعد أن قهر الفرس نذر زيارتها، فلما رأى الحارثُ كتاب قيصر صرفَ شجاعَ بن وهب بالحسنى، ووصَلَهُ بنفقة وكسوة ..


(كتاب المُقَوْقِس)


ووجّه عليه الصلاة والسلام حاطبَ بن أبي بَلْتعة بكتاب إلى المقوقس أمير مصر من جهة قيصر، واسمه جُريج بن ميناء ملك الإسكندرية عظيم القبط ،وكان فيه: " بسم الله الرحمٰن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على مَن اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلمْ تَسْلَم يُؤتك الله أجرك مرتين، وإن توليتَ فإنما عليك إثم القبط "، ويٰأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ ٱلْمُمْتَرِينَ ٱلْمُمْتَرِينَ ٱلْمُمْتَرِينَ} الآية (آل عمران: 64) ..

فأوصله له حاطب بإسكندرية فلما قرأه قال: ما منعه إن كان نبيّاً أن يدعو على مَن خالفه وأخرجه من بلده؟ فقال حاطب: ألستَ تشهدُ أن عيسى ابن مريم رسولُ الله، فما له حيث أخذه قومه فأرادوا أن يقتلوه ألاّ يكون دعا عليهم أن يهلكهم الله حتى رفعه الله إليه؟ قال: أحسنت أنت حكيم جاء من عند حكيم. ثم قال: إني قد نظرتُ في أمر هذا النبي فوجدتُ أنه لا يأمر بمزهود فيه، ولا ينهى عن مرغوب فيه، ولم أجده بالساحر الضّالّ، ولا الكاهن الكذاب، ووجدتُ معه آلة النبوّة: إخراج الغائب المستور، والإخبار بالنجوى ، وسأنظر.

فقال خيراً وقارب الأمر ولم يُسلم، وأهدى للنبي مارية القبطية ، وأختيها سيرين وقيسرى، فتسرى مارية، ووهب سيرين لحسان بن ثابت، وأهدى له جارية أخرى، وألفَ مثقال ذهباً، وعشرين ثوباً من قباطي مصر وبغلة شهباء وهي دُلْدل وحماراً أشهب وهو عُفير، وغلاماً خصياً يقال له: مابور. وقيل: هو ابن عم مارية، وفرساً وهو اللزاز، وقدحاً من زجاج وعسلاً، فقال النبي : «ضَنَّ الْخَبِيثُ بِملْكِهِ، وَلاَ بَقَاءَ لِمُلْكِهِ».


(كتاب النّجاشي)


ووجه عليه الصلاة والسلام عمرو بن أمية الضّمْرِي بكتاب إلى النجاشي ملك الحبشة وفيه : «بسم الله الرحمٰن الرحيم من محمد رسول الله، إلى النجاشي عظيم الحبشة سلام. أما بعد: فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى ابن مريم روح الله، وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني وتوقن بالذي جاءني، فإني رسول الله، وإني أدعوك وجنودك إلى الله عزّ وجلّ، وقد بلّغتُ ونصحتُ، فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى» ..

ولما وصله الكتاب احترمه غاية الاحترام، وقال لعمرو: إني أعلم والله أن عيسى بشَّرَ به، ولكنَّ أعواني بالحبشة قليل فأنظرني حتى أُكَثِّر الأعوانَ وألين القلوب ، وقد عرض عمرو على مَنْ بقي من مهاجري الحبشة الرجوع إلى رسول الله بالمدينة، وكان من المهاجرين أُم حبيبة بنت أبي سفيان زوج عبيد الله بن جحش الذي كان أسلم وهاجر بها، ولكن قد غلبت عليه الشقاوة فتنصّر، فتزوج عليه الصلاة والسلام أُمّ حبيبة وهي بالحبشة، والذي زوّجها له النجاشي بتوكيل منه عليه الصلاة والسلام ..


(كتاب كسرى)


ووجّه عليه الصلاة والسلام عبد الله بن حذافة السهمي بكتاب إلى كسرى ملك الفرس واسمه أبرويز بن هُرمز ابن أنوشروان ، وفيه: «بسم الله الرحمٰن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتَّبَعَ الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حيّاً، ويحقّ القول على الكافرين، أسلم تسلم فإن أبيت فإنما عليك إثم المجوس» ..

فلما وصله الكتاب مَزَّقَهُ استكباراً، ولما بلغه عليه الصلاة والسلام ذلك، قال: «مزَّق الله مُلكه كل ممزّق» وقد فعل، فكانت مملكته أقرب الممالك سقوطاً وقد بدأ هذا الشقي بالعدوان، فأرسل لعامِله باليمن أن يوجّه إلى الرسول مَن يأتي به إليه فعاجله الله بقيام ابنه شيرويه عليه وقَتْلِهِ له، ثم أرسل لعامله في اليمن ينهاه عمّا أمره به أبوه.


(كتاب المنذر بن ساوى)


ووجّه عليه الصلاة والسلام العلاءَ بن الحضرمي بكتاب إلى المنذر بن ساوى ملك البحرين يدعوه إلى الإسلام وفيه: «بسم الله الرحمٰن الرحيم، سلام أنت، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلاّ هو أما بعد: فإنّ منْ صلى صلاتنا، واستقبل قِبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم له ذمة الله وذمّة الرسول، مَنْ أحبّ ذلك من المجوس فإنه آمن، ومن أبى فإن عليه الجزية» ..

فأسلم وكتب في رد الجواب: أما بعد، يارسول الله فإني قرأت كتابك على أهل البحرين فمنهم من أحبَّ الإسلام وأعجبه ودخل فيه، ومنهم مَنْ كرهه، وبأرضي مجوس ويهود فأحدث إليّ في ذلك أمرك.

فكتب إليه عليه الصلاة والسلام: «بسم الله الرحمٰن الرحيم، من محمد رسول الله إلى المنذربن ساوى، سلام عليك، فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلاّ هو، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، أما بعد: فإني أذكرك الله عزّ وجلّ فإنه مَنْ ينصح فإنما ينصح لنفسه، وإنه من يُطعْ رُسُلي، ويتّبع أمرهم فقد أطاعني، ومن نصح لهم فقد نصح لي، وإن رُسلي قد أثنوا عليك خيراً، وإني قد شفَّعتك في قومك فاترك للمسلمين ما أسلموا عليه، وعفوت عن أهل الذنوب فاقبل منهم، وإنك مهما تصلح فلن نَعْزِلَكَ عن عملك، ومن أقام على يهوديته أو مجوسيته فعليه الجزية».


(كتاب مَلِكَيْ عُمَان)


ووجّه عليه الصلاة والسلام عمرو بن العاص بكتاب إلى جيفر وعبد الله ابني الجُلَنْدَى الأزديين ملكي عُمَانَ وفيه : «بسم الله الرحمٰن الرحيم، من محمد رسول الله إلى جَيْفَر وعبد ابني الجُلَنْدَى، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوكما بدعاية الإسلام، أسلما تسلماً، فإني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيّاً ويحقّ القول على الكافرين، وإنكما إن أقررتما بالإسلام ولّيتكما، وإن أبيتما أَن تقرّا بالإسلام فإن ملككما زائل، وخيلي تحلّ بساحتكما، وتظهر نبوتي على ملككما» ..

فلما دخل بناديهما عمرو سأله عبد بن الجُلَنْدى عمّا يأمر به الرسول وينهى عنه، فقال: يأمر بطاعة الله عزّ وجلّ، وينهى عن معصيته، ويأمر بالبرّ، وصلة الرحم، وينهى عن الظلم والعدوان والزنا وشرب الخمر، وعن عبادة الحجر والوثن والصليب، فقال: ما أحسن هذا الذي يدعو إليه ولو كان أخي يتابعني لركبنا حتى نؤمن بمحمد ونصدّق به، ولكن أخي أضنّ بمُلْكه من أن يدعه ويصير تابعاً. قال عمرو: إن أسلم أخوك مَلَّكُه رسول الله على قومه، فأخذ الصدقة من غنيهم فردّها على فقيرهم، فقال عبد: إن هذا لخُلقٌ حسن. وما الصدقة؟ فأخبره بما فرض الله من الصدقات في الأموال، ولما ذكر المواشي، قال: يا عمرو يؤخذ من سوائم مواشينا التي ترعى في الشجر وترد المياه ؟ قال: نعم، فقال عبد: والله ما أرى قومي على بعد دارهم وكثرة عددهم يطيعون بهذا. ثم إن عبداً أوصل عَمْراً لأخيه جيفر فتكلم معه عمرو بما ألانَ قلبه حتى أسلم هو وأخوه، ومَكَّناهُ من الصدقات.


(كتاب هَوْذَة بن علي)


ووجّه عليه الصلاة والسلام سَلِيْط بن عمرو العامري بكتاب إلى هَوْذة بن علي ملك اليمامة، وقيل: بعثه إلى هوذة وإلى ثُمامَة بنِ أثال الحنفي ، وفيه: « بسم الله الرحمٰن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هَوْذة بن علي، سلام على من اتبع الهدى، وأعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخُفِّ والحافرِ، فأسلم تسلم، وأجعل لك ما تحت يديك»..

فلما جاءه الكتاب كتب في ردّه: ما أحسن ما تدعو إليه وأجمله وأنا شاعر قومي وخطيبهم والعرب تهاب مكاني، فاجعل لي بعض الأمر أتبعك ، فلم يُسْلِمْ هَوذة، وأسلم ثمامة بعد ذلك، ولما بلغ ذلك رسول الله قال: «لو سألني قطعة من الأرض ما فعلتُ، بادَ وباد ما في يديه». فلم يلبث أن مات مُنصَرَف الرسول صلى الله عليه وسلم من فتح مكة. وكان عليه الصلاة والسلام يولّي على كل قوم قبلوا الإسلام كبيرهم.


(كتاب الحارث الحميري باليمن)


بعث المهاجر بن أبي أمية المخزومي إلى الحارث بن عبد كُلال الحِميري باليمن، فقال: سأنظر في أمري ، وبعث أبا موسى الأشعري، ومعاذَ بن جبل إلى اليمن عند انصرافه من تبوك. وقيل: بل سنة عشر من ربيع الأول داعيين إلى الإسلام، فأسلم عامة أهلها طوعاً من غير قتال. ثم بعث بعد ذلك علي بن أبي طالب إليهم، ووافاه بمكة في حجة الوداع ..


(كتاب ذي الكلاع)


بعث جرير بن عبد الله البَجَلي إلى ذي الكَلاع الحِميري، وذي عمرو، يدعوهما إلى الإسلام، فأسلما، وتوفي رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وجرير عندهم ..


(كتاب مسيلمة)


وبعث عمرو بن أمية الضَّمْري إلى مسيلمَة الكذاب بكتاب، وكتب إليه بكتاب آخر مع السائب بن العوام أخي الزبير فلم يُسلم ..


(كتاب فروة)


وبعث إلى فروة بن عمرو الجُذَامي يدعوه إلى الإسلام. وكان فروة عاملاً لقيصر بعمان، فأسلم، وكتب إلى النبي بإسلامه، وبعث إليه هدية مع مسعود بن سعد، وهي بغلة شهباء يقال لها: فضة، وفرس يقال لها: الظَّرب، وحمار يقال له: يعفور، وقيل : أن عفيراً ويعفور واحد، عفير تصغير يعفور تصغير الترخيم ، وبعث أثواباً وقَبَاءً مِنْ سندس مُخَوَّصٍ بالذهب، فقبل هديته، ووهب لمسعود بن سعد اثنتي عشرة أوقية ونشاً.


( كتاب حمير )


وبعث عياش بن أبي ربيعة المخزومي بكتاب إلى الحارث، ومسروح، ونعيم بني عبد كُلال من حمير.




د. أبو شامة المغربي


kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

طارق شفيق حقي
30/03/2006, 12:07 AM
الله عليك يا أبو شامة
روعة من الروائع