المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطبة الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع



أبو شامة المغربي
27/03/2006, 09:23 PM
خطبة الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع (http://<b><font%20size=/)



قال ابن إسحاق: ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على حجه، فأرى الناس مناسكهم، وأعلمهم سنن حجهم، وخطب الناس خطبته التي بين فيها ما بين، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:


http://sirah.al-islam.com/media/h2.gif أيها الناس اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت، فمن كان عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن كل ربا موضوع ولكن لكم رءوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون.

قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا عباس بن عبد المطلب (http://<b><font%20size=/)موضوع كله وأن كل دم كان في الجاهلية موضوع وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة (http://<b><font%20size=/)بن الحارث بن عبد المطلب، وكان مسترضعا في بني ليث، فقتلته هذيل، (http://<b><font%20size=/)فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية.


أما بعد أيها الناس فإن الشيطان قد يئس من أن يعبد بأرضكم هذه أبدا، ولكنه إن يطع فيما سوى ذلك فقد رضي به بما تحقرون من أعمالكم فاحذروه على دينكم أيها الناس إن النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا، يحلونه عاما ويحرمونه عاما، ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله.

إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض وإن عدة الشهور عند الله (http://<b><font%20size=/)اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم ثلاثة متوالية ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان.


أما بعد أيها الناس، فإن لكم على نسائكم حقا، ولهن عليكم حقا، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضربا غير مبرح، فإن انتهين، فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله فاعقلوا أيها الناس قولي، فإني قد بلغت، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، أمرا بينا، كتاب الله وسنة نبيه.

أيها الناس اسمعوا قولي (http://<b><font%20size=/)واعقلوه، تعلمن أن كل مسلم أخ للمسلم وأن المسلمين إخوة فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه فلا تظلمن أنفسكم اللهم هل بلغت؟ فذكر لي أن الناس قالوا: اللهم نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اشهدhttp://sirah.al-islam.com/media/h1.gif


صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم




د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
27/03/2006, 09:40 PM
خطبة الوداع (10 هجرية)


ألقاها الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يوم عرفة من جبل الرحمة وقد نزل فيه الوحي مبشراً أنه "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً"

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير. أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم فإني لا أدري لعلى لا ألقاكم بعد عامي هذا في موقفي هذا.

أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا – ألا هل بلغت اللهم فاشهد، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها،
وإن ربا الجاهلية موضوع ولكن لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون وقضى الله أنه لا ربا، وإن أول ربا أبدأ به عمي العباس بن عبد المطلب.

وإن دماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم نبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية والعمد قود وشبه العمد ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من أهل الجاهلية – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

أما بعد أيها الناس إن الشيطان قد يئس أن يعبد في أرضكم هذه، ولكنه قد رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تحرقون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم، أيها الناس، إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاماً ويحرمونه عاماً ليوطئوا عدة ما حرم الله، فيحلوا ما حرم الله ويحرموا ما أحل الله.

وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض، منها أربعة حرم ثلاثة متواليات وواحد فرد: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

أما بعد أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقاً ولكم عليهن حق. لكم أن لا يواطئن فرشهم غيركم، ولا يدخلن أحداً تكرهونه بيوتكم إلا بإذنكم ولا يأتين بفاحشة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرح، فإن انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاتقوا الله في النساء واستوصوا بهن خيراً، ألا هل بلغت... اللهم فاشهد.

أيها الناس إنما المؤمنون إخوة ولا يحل لامرئ مال لأخيه إلا عن طيب نفس منه – ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
فلا ترجعن بعدى كافراً يضرب بعضكم رقاب بعض، فإني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله وسنة نبيه، ألا هل بلغت ... اللهم فاشهد.
أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى – ألا هل بلغت....اللهم فاشهد، قالوا: نعم، قال فليبلغ الشاهد الغائب.


أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث ولا يجوز لوارث وصية، ولا يجوز وصية في أكثر من ثلث، والولد للفراش وللعاهر الحجر. من ادعى إلى غير أبيه أو تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. والسلام عليكم.
_______________________
* بسيوني، محمود شريف، الوثائق الدولية المعنية بحقوق الإنسان، المجلد الثاني، دار الشروق- القاهرة- 2003، وقد نشرت هذه الوثيقة بتصريح من المعهد الدولي لحقوق الإنسان بجامعة دي بول شيكاغو (http://www.law.depaul.edu/institutes_centers/ihrli/default.asp).



د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
27/03/2006, 09:50 PM
من خطب الرسول عليه الصلاة والسلام

لما أمر بالجهر بالدعوة
مكث عليه الصلاة والسلام يدعو سرّاً حتى نزل عليه قوله تعالى في سورة الحِجر: "فَٱصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْمُشْرِكِينَ (94)"

"وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلاْقْرَبِينَ(214) وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ(215) فَإِنْ عَصَوْكَ، فَقُلْ إِنّى بَرِىء مّمَّا تَعْمَلُونَ" (الشعراء).



فجمعهم عليه الصلاة والسلام وقال لهم: «إن الرائد لا يكذب أهله، والله لو كذبتُ الناس جميعاً ما كذبتكم، ولو غررتُ الناس جميعاً ما غررتكم، والله الذي لا إله إلا هو إني لرسول الله إليكم خاصة، وإلى الناس كافة، والله لتموتُنَّ كما تنامون، ولتُبعثُنَّ كما تستيقظون، ولتُحَاسبنّ بما تعملون، ولتجزوُنّ بالإحسان إحساناً، وبالسوء سوءاً، وإنّها لجنّة أبداً أو لنار أبداً». فتكلم القوم كلاماً ليّناً غير عمه أبي لهب الذي كان خصماً لدوداً فإنه قال: خذوا على يديه قبل أن تجتمع عليه العرب، فإن أسلمتموه إذاً ذللتم، وإن منعتموه قُتلتم، فقال أبو طالب: والله لنمنعنه ما بقينا، ثم انصرف الجمع.


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
27/03/2006, 09:56 PM
أول خطبة للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة



وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال : كانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة أنه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهلهِ ثم قال:

"أما بعد ..
أيها الناس .. فقدموا لأنفسكم .. تعلمن والله ليضعفن أحدكمِ ثم ليدعن غنمه ليس لها راعِ ، ثم ليقولن له ربه ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه : ألم يأتك رسولي فبلغك ؟ وآتيتك مالاً وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك ؟ فينظرن يميناً وشمالاً فلا يرى شيئاً ..

ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعلِ ، ومن لم يجد فبكلمة طيبة .. فإن بها يجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف .. والسلام على رسول الله وبركاتهِ".


ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:

"إن الحمد لله أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالناِ، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي لهِ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ..

إن أحسن الحديث كتاب اللهِ قد أفلح من زينه الله في قلبهِ وأدخله في الإسلام بعد الكفرِ واختاره على ما سواه من أحاديث الناس، أنه أحسن الحديث وأبلغهِ، أحبوا من أحب الله، أحبوا الله من كل قلوبكمِ، ولا تملوا كلام الله تعالى وذكرهِ، ولا تقسوا عنه قلوبكم فإنه من كل يختار الله ويصطفي فقد سماه خيرته من الأعمالِ ومصطفاه من العبادِ، والصالح من الحديثِ، ومن كل ما أتى الناس من الحلال والحرامِ ..
فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاِ، واتقوا الله حق تقاتهِ، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكمِ، وتحابوا بروح الله بينكمِ، إن الله يغضب أن ينكث عهده وسلام الله وبركاته"



د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
27/03/2006, 10:02 PM
أول خطبة جمعة في المدينة المنورة

لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أدركته صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف، فنزل وصلاّها وخطبة فيها عليه الصلاة والسلام أول خطبته بعد أن حمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:

« أما بعد ...

أيها الناس فقدموا لأنفسكم، تَعْلُمنَّ والله ليُصْعَقَنَّ أحدُكم، ثم ليَدَعَنَّ غَنمه ليس لها راعٍ، ثم ليقولَنَّ له ربه، ليس له تَرجمان ولا حاجب يحجبه دونه: ألم يأتك رسولي فبلَّغك، وآتيتك مالاً، وأفضَلتُ عليك؟ فما قدَّمْتَ لنفسك؟ فَلَينظُرنَّ يميناً وشِمالاً فلا يرى شيئاً، ثم ليَنظرنَّ قُدَّامه فلا يرى غير جهنم، فمن استطاع أن يَقِيَ وجهه من النار ولو بشق تمرة فليفعل، ومن لم يجد فبكلمة طيبة؛ فإنّ بها تُجْزَى الحسنةُ عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته »


د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
27/03/2006, 10:07 PM
خطبتــــــه في تبـــــوك

ذكر البـيهقي في «الدلائل»، والحاكم من حديث عقبة بن عام، قال: خرجنا مع رسول الله في غزوة تبوك، فاسترقد رسول الله ليلة لما كان منها عَلَى ليلة، فلم يستيقظ فيها حتى كانت الشمس قيدَ رمح قال: «أَلَم أَقل لَكَ يَا بلال اكلأَ لَنا الفَجرَ»، فقال: يا رسولَ الله ذهب بـي من النوم الذي ذَهَبَ بك، فانتقلَ رسول الله من ذلكَ المنزل غيرَ بعيد، ثم صلى، ثم ذهب بقية يومه وليلته، فأصبح بتبوكَ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال:

«أَما بَعد: فَإن أَصدَقَ الحَديث كتَاب الله، وأَوثَق العرَى كَلمَة التقوَى، وَخَير الملَل ملة إبراهيمَ، وخَير السنَن سنة محَمدٍ، وأَشرَف الحَديث ذكر الله، وأَحسَن القَصَص هٰذا القرآن، وخَير الأمور عَوَازمها، وَشَرّ الأمور محدَثَاتها، وأَحسَن الهَدي هَدي الأَنبـيَاء، وأَشرَف الموت قَتل الشّهَداء، وأَعمَىٰ العَمَىٰ الضلالة بَعدَ الهدَىٰ، وخَير الأَعمَال مَا نَفَعَ، وَخَير الهدىٰ ما اتبعَ، وشرّ العَمَىٰ عَمَى القَلب، واليَد العليَا خَيرٌ منَ اليَد السّفلىٰ، ومَا قَل وَكَفَىٰ خَيرٌ مما كَثرَ وَأَلهَىٰ، وشَرّ المَعذرَة حينَ يَحضر المَوت، وشَرّ الندامَة يَومَ القَيَامَة، ومنَ الناس مَن لاَ يأتي الجمعَةَ إلا دبراً، ومنهم مَن لاَ يَذكر الله إلا هجراً، ومن أَعظَم الخَطَايَا اللسان الكَذاب، وخَير الغنى غنى النفس، وخَير الزاد التقوى، وَرَأس الحكم مَخَافَة الله عَز وَجَل، وخَير مَا وَقَرَ في القلوب اليَقين، والارتياب منَ الكفر، والنياحَة من عَمَل الجَاهلية، وَالغلول من جثَا جَهَنمَ، والسّكر كَيٌّ منَ النار، والشعر من إبليسَ، والخَمر جماع الإثم، وشَرّ الَمأكَل مَال اليَتيم، والسعيد مَن وعظَ بغَيره، والشقيّ مَن شَقي في بَطن أمه، وإنما يَصير أَحَدكم إلى مَوضع أَربَعَة أَذرعٍ، والأَمر إلى الآخرَة، ومَلاك العَمَل خَوَاتمه، وشرّ الروَايا رَوَايا الكَذب، وكلّ مَا هوَ آتٍ قَريبٌ، وسبَاب المؤمن فسوقٌ، وقتَاله كفرٌ، وأَكل لَحمه من مَعصيَة الله، وَحرمَة مَاله كَحرمَة دَمه، ومَن يتأل عَلى الله يكَذبه، ومَن يَغفر يغفَر لَه، ومَن يَعف، يَعف الله عَنه، ومَن يَكظم الغَيظَ يَأجره الله، ومَن يَصبر عَلىٰ الرزية يعَوضه الله، ومَن يَبتَغ السّمعَةَ، يسَمع الله به، ومَن يَتَصَبر، يضعف الله لَه، ومَن يَعص اللهَ يعَذبه الله» ثم استغفر ثلاثاً...



د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)

أبو شامة المغربي
27/03/2006, 10:19 PM
خطبة شهر رمضان المبارك

رمضان شهر يُرمِضُ الذنوب، أي يحرقها، وهو موسم السعادة، وإذا سلم سلمت السنة، وهو شهر أوَّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، ومن لم يُغفَر له فيه فهو محروم، والعياذ بالله، وفيه تُفتح أبواب الجنان، وتُغلّق أبواب النيران، وتُقيّد مردة الشياطين.

وأجر صيامه فوق الحساب؛ لأنه لله خاصَّة، وريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، ونوم الصائم فيه عبادة، قال صلى الله عليه وسلم: "نوم الصائم عبادة، وصمته تسبيح، وعمله مُضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور"أخرجه البيهقي وفيه ضعف.

وفي الحديث عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: "خطبنا رسول الله صلى الله وعليه وآله وصحبه وسلم في آخر يوم من شعبان ، فقال :"أيها الناس، قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من خير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهرُ الصّبر، والصّبرُ ثوابُه الجنّة، وشهر المواساة، وشهرٌ يُزادُ في رزق المؤمن فيه، من فطَّرَ فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شئ"

قالوا: يارسول الله، ليس كلُّنا يجد ما يُفطِّرُ الصائم؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم:" يعطي الله هذا الثواب من فطَّرَ صائماً على تمرةٍ أو شربةِ ماءٍ أو مًذقةِ لبن، وهو شهر أوَّلُه رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتقٌ من النار، من خفَّف عن مملوكه فيه غفر الله له، وأعتقه من النار.

واستكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين تُرضُون بهما ربَّكم، وخصلتين لا غنى لكم عنهما، فأمّا الخصلتان اللتان ترضون بهما ربَّكم فشهادة أن لا إله إلا الله، وتستغفرونه، وأما الخصلتان اللتان لاغنى لكم عنهما فتسألونه الجنّة وتتعوَّذون به من النار، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ بعدها أبداً" أخرجه ابن خزيمة في صحيحه والبيهقي.



د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)