المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيتها الأمَّهات : احذرن الربّان!!



علي طه النوباني
23/03/2006, 01:45 PM
أيتها الأمَّهات : احذرن الربّان!! "في عيد الأم"

بقلم : علي طه النوباني

عرضت فضائية الجزيرة تقريرا قارنت فيه بين احتفالين تم إحياؤهما في القاهرة بمناسبة عيد الأم؛ الاحتفال الأول كان برعاية رسمية من قبل الدولة، وقد تم فيه تكريم أمهات الناجحين والمشاهير أمثال البرادعي ونجيب محفوظ وحسام حسن وغيرهم .
أما الاحتفال الثاني فقد كان شعبيا بكل معنى الكلمة ، حيث ظهرت فيه الأمهات الثكالى اللواتي فقدن أولادهن في حادثة غرق العبارة المصرية التي تاهت في غياهب البحر الأحمر . كيف لا؟! وهو البحر الذي لا يعدو أن يكون زقاقا بالنسبة لبحار ومحيطات العالم .
هكذا تأتي الحوادث متناسقة مع الأحاديث الروتينية المتكررة في مجالس العزاء في بلاد العرب، فالبحث في أسباب الموت أمر لا يستحب الخوض فيه من باب أن الموت قضاء وقدر؛ حتى لقد سحب بعض المتفقهنين هذه المقولة على القتل العمد!!
لا بأس !فمن الطبيعي في أشباه الدول أن يتبخر الفقراء لكي يتحولوا إلى دولارات في جيوب السماسرة وأصحاب ممالك الفساد والرشوة ، ولتحتفل الأمهات متشحات بالسواد على أرصفة البؤس والحسرة ، فليس بالقدر نفسه من الأهمية بأي حال من الأحوال أن يركب عاملٌ سفينةً آمنةً بعد تذوقهِ مرارة الذل والمهانة في أقاليم الضياع، وأن يستطيع مرتش عفن تأمين مصاريف أولادة في عواصم الدعارة ومرافئ الحقارة ، بل وتزويد كلابه المدللة بأصناف الرعاية ابتداء باللحوم المعلبة،وليس انتهاء بالشامبو والمطاعيم وحتى الدمى والألعاب الخاصة بالكلاب.
ولا بأس أيضا أن ينجو الربان وتغرق السفينة والركاب على عكس ما اعتدنا عليه في الحكايات، فقد صارت القاعدة في بلادنا العربية أن يثقب الربان السفينة ويمزق أشرعتها ثم يلوذ بالفرار، ويترك الناس يصارعون أقدارهم التي كان هو أسوأ ما فيها ... ويا لها من أقدار !!
وإذا ما سقط ربان هنا أو هناك في يد من أذاقهم صنوف الذل والمهانة فإن جعيره يرتفع مطالبا بمحاكمة عادلة وهيئة دفاع رفيعة المستوى ، مع أن أيّا من ضحاياه لم يحظ بأي محاكمة عادلة كانت أم غير عادلة ،ومع أنه مزق الأشرعة وأغرق الركاب ولم يحظ منه الناس إلا بالموت والخراب .
فيا أيتها الأمهات المتشحات بالسواد دونكن ما تبقى من أولادكن ، واحذرن من الربان ...احذرن من الربان ...

طارق شفيق حقي
23/03/2006, 09:46 PM
رسموا بحراً من الحبر

وحطوا مركباً فيه

ويا غافل! يا أنت لك الله

ركبنا!!!

فوجدنا نفسنا في ورق الرسم

بلا صوتٍ!

ومشطوبين بالأحمر!!!

والقبطان مشروخاً الى كعبيه بالذُلِّ

أدفعوني

ومضى يفتك بالنسوة في قمرتهِ العُليا

اهتماماً بالجماهير،

وبالفخذ اعتصاما!

ليس بالمركب والبحر ثقوبٌ

إنما أنت هو الثقب

ولن يمنحَك البحر احتراما

تدّعي المركب!؟ هيهات!!!
ومن أين ولم تُبحر؟

وتاريخك وَحْلٌ

ودَمُ النوتيةِ الأمجادِ في عُنقِكَ

أصبحتَ على البحر إماما!!!؟


مظفر النواب