المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوريا واسطة العقد العربى الى اين؟



فتحية عبد الحميد المغربى
13/05/2012, 07:57 PM
1-

اليوم، ينكشف الواقع العربي، عِبْر سورية، على وجههِ الأكثر صحّةً ودقةً. فحيث يكون التاريخ أشدّ كثافة وتعقيداً، تكون تحولاته أكثر إضاءة وكشفاً. وسورية مُلتقى الروافد البشرية والحضارية، منذ أكثر من خمسة آلاف سنة. وهي، إذاً، ملتقى الإبداعات والتخطيات، بقدر ما هي مُلتقى الهشاشات والمخاطر، الانطلاقات والكوابح. تكفي الإشارة هنا إلى أن هذه البلاد هي المكانُ الذي تمّ فيه التأسيس لحضارة الإنسان، كونياً: الأبجدية، الدولاب، افتتاح البحار، القانون، الوحدانيات الثلاث، تمثيلاً لا حصراً.

وهي إلى ذلك «واسِطة العِقد» العربي.

- 2 -

كان لكل مرحلة في تاريخ هذه «الواسطة»، وهذا «العِقْد»، حصادُها - المتألّق، حيناً، والمريرُ، غالباً.

وها هو حصادُها في بدايات القرن الحادي والعشرين: منذ أكثرَ من نِصْفِ قرن، يتمّ التفرّق العربي باسم التجمع، والانشقاق باسم الوحدة، والسُّبَات باسم اليقظة، والجهل باسم العلم، وهباءُ العدّة والعدَد، والتخلّف باسم التقدّم.

هل يكتشف، اليومَ، أهلُ اليسار والثورة الذين حكموا البلدان العربية ويحكمونها، منذ أكثر من نصف قرن، أنهم لم يتركوا وراءهم، على أرض الحياة، أرض العمل والفكر، إلا التفككَ والتراجُعَ والانهيار، وإلاّ المرارةَ والعذاب؟

هل سيعترفون أنّهم لم يبرعوا في شيء، طولَ هذه الفترة، كما بَرعوا في الاستئثار، والاحتكار، والاتجار، والانحدار؟

أَنّهم أقاموا سلطة ولم يبنوا مجتمعاً، أَنّهم حوّلوا بلدانهم الى فضاءٍ من الشعارات والرايات، دون أي مضمونٍ ثقافيّ أو إنساني، أَنّهم دَمّروا بعضهم بعضاً، فيما كانوا يدمّرون مواطنيهم - تخويناً، وسجناً، تشريداً وقتلاً، أَنّهم لم يضعوا أساساً عميقاً واحداً لبناءِ مجتمعٍ جديد، أو وطنٍ جديد، أو إنسانٍ جديد، أو عقلية جديدة، أو ثقافة جدية، أو حتى مدرسة نموذجية واحدة، أو جامعة نموذجية واحدة - وأضرب صفحاً عن المعامل والمصانع والمشروعات الاقتصادية العامة، أَنّهم رَذَلُوا جميع القضايا التي يمكن أن تُمهّد للتخلّص من القبيلة، والعشيرة، والطائفة، باستقلالٍ سيّدٍ عن الخارج، ورَفْضٍ نيّرٍ وخَلاّقٍ لجميع أشكال التبعيّة، أَنّهم، في هذا كلّه، كانت شهواتهم السلطوية التسلّطية تزدادُ تكالُباً وتوحّشاً، وكان طغيانهم يزداد توسّعاً وفتكاً، وكانت حقوق الإنسان وحرياته تزداد غياباً وضياعاً.

- 3 -

هكذا، يبدو الأفق العربي، اليوم، كمثل بيتٍ يسكنه عاشقان: التمرد والحرية.

التمرّد على السلطة الفاسدة ومؤسساتِها، تخلّصاً من مخازيها.

والحرية، تخلّصاً من القيود التي تشلّ الحياة والفكر.

وكان الإنجاز، حتى الآن، مُهمّاً وحيوياً. وهو آخذٌ في الاتساع لكي يشمل المناطق العربية الباقية، بعد تونس ومصر.

- 4 -

غير أن لدى العرب تجربةً في العراق أثبتت أن مجرّد الخلاص مما هو قائمٌ: من الأحكام العرفية المهينة، وثقافاتها الرقابية الأمنية الأكثر إهانة، ومن السلطة الفاسدة ومؤسساتها وأصحابها، ليس كافياً.

لا يتمّ تغيير المجتمع بمجرّد تغيير حُكّامه. قد ينجح هذا التغيير في إحلال حُكّامٍ أقلّ تعفّناً، أو أكثر ذكاءً. لكنه لا يحلّ المشكلات الأساسية .

طارق شفيق حقي
13/05/2012, 08:39 PM
وها هو حصادُها في بدايات القرن الحادي والعشرين: منذ أكثرَ من نِصْفِ قرن، يتمّ التفرّق العربي باسم التجمع، والانشقاق باسم الوحدة، والسُّبَات باسم اليقظة، والجهل باسم العلم، وهباءُ العدّة والعدَد، والتخلّف باسم التقدّم.


أَنّهم أقاموا سلطة ولم يبنوا مجتمعاً، أَنّهم حوّلوا بلدانهم الى فضاءٍ من الشعارات والرايات، دون أي مضمونٍ ثقافيّ أو إنساني، أَنّهم دَمّروا بعضهم بعضاً، فيما كانوا يدمّرون مواطنيهم - تخويناً، وسجناً، تشريداً وقتلاً، أَنّهم لم يضعوا أساساً عميقاً واحداً لبناءِ مجتمعٍ جديد، أو وطنٍ جديد، أو إنسانٍ جديد، أو عقلية جديدة، أو ثقافة جدية، أو حتى مدرسة نموذجية واحدة، أو جامعة نموذجية واحدة - وأضرب صفحاً عن المعامل والمصانع والمشروعات الاقتصادية العامة، أَنّهم رَذَلُوا جميع القضايا التي يمكن أن تُمهّد للتخلّص من القبيلة، والعشيرة، والطائفة، باستقلالٍ سيّدٍ عن الخارج، ورَفْضٍ نيّرٍ وخَلاّقٍ لجميع أشكال التبعيّة، أَنّهم، في هذا كلّه، كانت شهواتهم السلطوية التسلّطية تزدادُ تكالُباً وتوحّشاً، وكان طغيانهم يزداد توسّعاً وفتكاً، وكانت حقوق الإنسان وحرياته تزداد غياباً وضياعاً.

يعني كسوري وقرأت ما كتبت وأجهدت نفسك فيه

هل تقصدين بكلامك وخاصة المقبوس سوريا أم ليبيا ؟؟!!

فتحية عبد الحميد المغربى
13/05/2012, 08:54 PM
ان من يدفع ثمن هذه الثورات والتغيرات الدمويه هم البسطاء والمساكين من افراد الشعب,,,,اما الطبقات الراقية اما ان تحارب من اجل بقاءها لان لديها السلاح واما تهاجر خارج البلاد لتنعم بالرفاهية فى دول اوربا,
,,,,وواوضح هنا انى ارفض وبشدة تسليح المعارضة ولكنى لا اتفهم لماذا لا يتنازل الطرفين ويجلسون الى طاولة المحاورات,,,على اقل تقدير حفظا لجمال وتراث سوريا...احبوا من شئتم ولكن حبوا سوريا قبل كل شئ

طارق شفيق حقي
13/05/2012, 09:17 PM
ان من يدفع ثمن هذه الثورات والتغيرات الدمويه هم البسطاء والمساكين من افراد الشعب,,,,اما الطبقات الراقية اما ان تحارب من اجل بقاءها لان لديها السلاح واما تهاجر خارج البلاد لتنعم بالرفاهية فى دول اوربا,
,,,,وواوضح هنا انى ارفض وبشدة تسليح المعارضة ولكنى لا اتفهم لماذا لا يتنازل الطرفين ويجلسون الى طاولة المحاورات,,,على اقل تقدير حفظا لجمال وتراث سوريا...احبوا من شئتم ولكن حبوا سوريا قبل كل شئ

لو بقيت الثورة دون سلاح لكنا كلنا ندعمها حتى تحقيق كامل مطالب الشعب، وكان سيحصل عليها حقاً

لكن الارتماء في حضن الغرب والمراهنة على التدخل الخارجي وحمل لواء الجهاد في سبيل الله تحت راية الناتو
أمور سنبقى نقاتلها ما حيينا

ان تنصروا الله ينصركم وإن تنصروا الناتو يخذلكم

لقد خذل الناتو كل من حلم بالعدالة عن طريق الكفرة

أيها الناس ماذا فعلتم لقد كانت ثورتكم ضد الله
لقد ثرتم باسم الإسلام وباسم الاصلاح ضد الله
ولقد ضيعتم ما ذهبتم إليه لسوء الوسيلة، وكيف تظنون أن الذئب الضاري الذي يحمل سجلاً تاريخياً في سفك دماء الخراف أن يكون اليوم حامي الخراف الدولي


لقد افتتح الذئب مجلساً دوليا لحماية الخراف
ولقد كون جيشاً من الذئاب المفترسين لحماية الخراف

ولقد ذهبت الخراف العربية له اليوم لنصرها على كبش أكل أموالهم


لقد استبدلوا الكبش الظالم بالذئب الكافر

فأخبرونا عن إنسانية هذا الذئب أيتها الخراف الصغيرة الحالمة