لو أن أهل القرى أمنوا

[طارق شفيق حقي]

وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ 94 ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ 95 وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ 96 أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ 97 أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ 98 أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ 99 أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ 100 تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ 101 وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ 102 الأعراف

[ماجدة2]

و ماذا قال ربي في الظالمين يا أخي طارق
ماذا قال في الذين يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق..
أكتب الآيات الكريمة بالله عليك..فقلوب الناس قد فجعت بموت أهلهم و أحبائهم..

[طارق شفيق حقي]

و ماذا قال ربي في الظالمين يا أخي طارق
ماذا قال في الذين يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق..
أكتب الآيات الكريمة بالله عليك..فقلوب الناس قد فجعت بموت أهلهم و أحبائهم..

الظلم الأكبر هو ظلم النفس واتباع الشهوات والأهواء وأن يصبح الإنسان عبداً من عبيد الشيطان يقذفه حيث يريد
إن مفهوم الشريعة الإسلامية وطرائقها في معالجته مختلفة تماماً عن الفكر الشوفيني التي تروجه قنوات الضلالة كالجزيرة والعبرية فهي أبواق للشيطان وقد تلبست لبوس المدافع عن حقوق الناس

الظلم في الأرض يدفع بحسب موقعه
ظلم العدو يدفع بالتصدي ورفع السلاح والقتال في سبيل الله حتى النصر أو الشهادة

أما رفع السلاح ضد أي حاكم ولو كان ظالماً فهو ارهاق للنفس وتضييع للحقوق

لأن شبكة الحقوق الداخلية متداخلة
يقول الله تعالى :
وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ 188 البقرة

إن ظلم الحاكم للناس أو لبعضهم على حساب البعض الاخر كان بداية من الناس
فكيف يرفع فريق ما عقيرته ليقول إن الحكام ظالم وفينا من يدفع له ليأخذ حق غيره

حين نفهم العمق الإيماني للإسلام تتضح لنا الصورة كاملة ولا ندخل في المتشابهات ونغرق في الفتن
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ، ما نعرف وما لا نعرف ، عاجلها وآجلها
واقبضنا إليك ونحن غير مفتونين

[ماجدة2]

إذا صبرت على كلماتي سأكون شاكرة ..
لا نؤيد ان يتبادل ابناء البلد الواحد العنف فيما بينهم لأن العنف مهما اختلف مصدره ، يتسبب في إزهاق الأرواح و تكبير الفتنة و خدمة اعداء الوطن

لكن في البداية ألم تكن الإحتجاجات سلمية ؟ ..لماذا وقعت تجاوزات بالرصاص الحيّ ؟ ربما هذا هو السبب الأول الذي حرّض ردات فعل عنيفة ..
فليس كل الناس يملكون ايمانا عميقا ، خاصة إذا ما تسببت تلك التجاوزات في فقد أفراد من اهلهم

قبل أن تتدخل اطراف خارجية لتغذي مزيدا من العنف ، و تكون جماعات مسلحة ،
هذه الجماعات المسلحة لا شك تستغل غضب المحتجين (أو غضب الذين فقدوا أهلهم)
ربما بتقديم إعتذار رسمي لأهالي الضحايا و تعويضات مالية يخفف من وطأة هذه المحنة،
و إجراء مفاوضات مع الجماعات المسلحة بأن يتم العفو عليهم إذا ما استسلموا و ألقوا السلاح
إذا كانت المسلحون سوريون فيجب قطع الرابط الروحي بينهم و بين المؤثرات الغربية و اعوانها ، بكافة الطرق الممكنة لإستمالتهم الى وطنهم سوريا و إفهامهم ان سوريا هي أهلهم و مستقبلهم و أمنهم و ليس الغرب و أعوانه..و ان المجتمع السوري و الدولة و الحكومة ستقبلهم و تساعدهم على ان يكونوا افرادا مندمجين في المجتمع و الدولة ..
لا ادري ، أفكار من هذا القبيل ..
و إلا ما هي الحلول التي تحفز السلام و إخماد الفتنة ؟

[ماجدة2]

و إذا سمحت لي بهذه الإضافة المتأخرة..
في مثال أزمة اليونان أو اسبانيا او حتى بريطانيا ، عندما يحتج المتظاهرون بشكل عنيف يتم تفريقهم بخراطيش الماء
في اسوء الظروف يستعملون الغازات المسيلة للدموع او الرصاص المطاطي..
قد تحدث موجات اعتقال للمحتجين اذا عمدوا للتخريب و العنف
لكن لا يحدث استخدام للرصاص الحيّ في وجوه الناس
في اليونان لما بقيت الاوضاع مضطربة و لم يستطيعوا احتواء غضب المتظاهرين ، قدم رئيس الحكومة استقالته ( و ليس ذلك على اساس انه الحل السحري بقدر ما هو سلوك قانوني سنته قوانينهم لتهدئة غضب الناس)
يعني حتى و لو المسؤولون ليسوا هم المتسبب المباشر في الأزمة لكن يلجؤون الى تصرفات لتهدئة الاوضاع و لامتصاص الغضب و لو استدعى الامر تقديم استقالات..
رئيس الحكومة الياباني لم يكن كارثة ، مثله مثل الذين كانوا قبله ، و ربما حتى مثل الذي حل بعده ، لكن لما طالبوه بالاستقالة ، هو ايضا لا يريد يبقى فارض نفسه عليهم، و لا يعني ذلك انه سيء، هو فقط لا يستطيع يبقى فارض نفسه إذا صار هناك رفض ، و هذه الأمور لا تتبين الا بالاستفتاء الشفاف الذي يظهر اختيار الاغلبية و يفرج الضغط لتجنب تعاظمه،
إذا انفجر الغضب يجب التخلص من الاسباب التي تحدث مزيدا من الضغط و الانفجار
لأن الانفجار شيء سيء يستخدمه أعداء البلد
يجب التخلص من الانفجار لكي يتم التخلص من اعداء البلد

لننظر فقط الى نماذج دول امريكا اللاتينية مثلا البرازيل ، ذلك التكامل بين القيادة و الشعب ،
القيادة تحترم شعبها و تحقق إرادته و كذلك الشعب يحب قيادته و متلاحم معها لأن العلاقة بينهما مبنية على الوضوح و على المبادئ الايجابية
في شروط كهذه تراعي جميع الحقوق بشكل عادل و متوازن و شفاف لا تستطيع الكيانات الظالمة مثل الولايات المتحدة ان تجد الثغرات التي تنفذ منها و تستند عليها لتفرق بين القيادة و الشعب و لتحقيق مخططاتها التخريبية..
فكم كان الرئيس البرازيلي السابق محبوبا عند شعبه و بقي كذلك ..

هذا نموذج أمام كل دولنا العربية (بدون استثناء) أن تقرأه
و لست أقصد به تنحية أحد او تولية أحد ، إنما السعي بصدق الى تحقيق إرادة الشعوب و إحترامها
و هذا السبيل الوحيد للمحافظة على التلاحم داخل الوطن و كذلك للمحافظة على الجيش و عدم إدخاله في متاهات..
الجيش مكسب ثمين يجب المحافظة عليه

و العدل أساس الملك..