المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القــــرآن الكريـــــــــــم (الجزء الثاني)



أبو شامة المغربي
14/03/2006, 10:12 AM
http://www.merbad.net/vb/attachment.php?attachmentid=75&stc=1

القـــــــرآن الكــــــــريم

(الجزء الثاني)



حفظ القرآن الكريم وسلامته من التحريف


أنزل الله تعالى كتابه القرآن ليكون الكتاب المهيمن، والرسالة الخاتمة، والشرعية الباقية، مما يتطلب رعايته عن عبث العابثين، وتحريف الغالين، وإنتحال المبطلين، وقد اتفق له ذلك منذ اللحظة الأولى لنزوله وحتى يومنا هذا، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،لازيادة فيه، ولا نقصا وقد ورد إلينا متواترا بنقل الكافة [ الجمع الكبير من الناس الذين يستحيل تواطؤهم على الكذب ] التي لا تقع تحت عد ولا حصر عن مثلها حفظا وكتابة، ولم يختلف في عصر من العصور في سورة، ولا آية، ولا في كلمة، بل كثير من هؤلاء النقلة لا يحسن العربية لكنه يقرأ القرآن كما أنزل.

وقد ضمن الله تعالى لكتابه السلامة من التحريف، كما في قوله: (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ))وقوله تعالى:(( وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم)) وهذا يقتضي حفظ عينه وهيئته التي نزل عليها. وقد أقر بهذا كل من بحث في أمر القرآن من المسلمين وغيرهم.




وللحفظ وجوه عدة ووسائل متنوعة:

أولاً: حفظ القرآن في عهد النبوة:


وتم ذلك بوسائل متنوعة منها:

1- الطريقة التي كان ينزل بها الوحي: وهي أن ينزل على هيئة تكون أدعى إلى حفظه وضبطه، فقد سئل الرسول عن كيفية نزول الوحي إليه فقال:(أحيانا يأتيني مثل صلصة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني ، فأعي ما يقول)

2- مدارسة الملك النبي القرآن: وكان ذلك في رمضان من كل سنة، يأتيه جبريل في كل ليلة من ليالي رمضان يعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، وقد عرض عليه القرآن مرتين في العام الذي قبض فيه، كل هذا حرصا على حفظه ومراعاة لصحة لفظه.

3- كتابة الوحي ومقابلته: فقد اتخذ الرسول إلى جانب ذلك كُتابا يكتبون له الوحي أولا بأول، ويراجع ذلك هو بنفسه، حتى يطمئن إلى صحة ما كتب.

4- قصر الكتابة على القرآن: وذلك في بادئ الأمر ،حيث نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كتابة غير القرآن كالحديث والتفسير لئلا يختلط القرآن بغيره، فكان يمنع أصحابه أن يكتبوا عنه شيئا غير القرآن، فلما اطمأن إلى رسوخ القرآن وسلامته من الاختلاط بغيره، أذن لهم في الكتابة.

5- الحض على تعلم القرآن وتعليمه: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث أصحابه على تعلم القرآن وتعليمه، وحفظه وتحفيظه، ويقدم أكثرهم أخذا للقرآن في إمامة الصلوات، وقيادة الجيوش، بل الحاجة داعية لحفظه فهو الكتاب المفروضة قراءته في الصلوات، وتنفيذ أحكامه وآدابه في ضروب الحياة.

6- قوة الحافظة التي عند العرب: كان العرب يتمتعون بحافظة لا يكاد يعزب عنها شيء، خاصة وأن القرآن جاء في براعة من الأسلوب، ورفعة من البيان مما يجعله أحرى لحفظه، والاهتمام به، حتى كثر آخذوه: صدرا وسطرا، فحفظه الكبير والصغير، والرجل والمرأة، والحضري والبدوي.

ثانياً: حفظ القرآن في عهد الصحابة رضي الله عنهم:

تعاهد الصحابة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم كتاب ربهم، وديوان شريعتهم بالحفظ والعناية، وتجلى ذلك عبر حادثتين عظيمتين:

الأولى: في عهد الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين كثر موت حفظة القرآن بسبب الحروب، فخشي هو ونفر من كبار الصحابة ذهاب القرآن بموت حفظته، فأمر بجمع القرآن وذلك بجمع كل ما كتب عليه من الأخشاب والجلود ونحوها من وسائل الحفظ آنذاك، وكذلك ما كان محفوظا في صدور الرجال، وتم جمع القرآن جميعه مكتوبا في مكان واحد يشرف عليه الخليفة وخلفاؤه من بعده.

الثانية: في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث كان القرآن، إلى ذلك الحين، يقرأ على لغات العرب توسعة من الله لهم، فلما أدى هذا الاختلاف في اللغات إلى التنازع والاختلاف بين المسلمين جمع الخليفة المسلمين على لغة واحدة هي لغة قريش أم قبائل العرب، ونسخ من ذلك عدة مصاحف عمّمها على الأقاليم والأمصار.


المصاحف المكتوبة في عهد عثمان (رضي الله عنه):

أكد بعض المستشرقين رؤية بعض العلماء القدامى للمصاحف العثمانية أو لسور منها في أمصار إسلامية معينة، وفي طليعة هؤلاء كواترمير كما أشار إلى ذلك كل من برجشترا وبرتزل في دراستهما لتاريخ النص القرآني، وأن الرحالة المشهور ابن بطوطة رأى بنفسه تلك المصاحف التي يظن أنها عثمانية، أو بعض صحائف منها فقط في غرناطة ومراكش والبصرة وبعض المدن الأخرى خلال رحلاته الكثيرة.

ومن المعروف أن ابن كثير الدمشقي - من علماء القرن الثامن -الهجري قد رأى مصحف الشام، وشاركه في هذ ا بن الجزري وابن فضل الله العمري. ويميل بعض الباحثين إلى أن المصحف أمسى زمنا ما في حوزة القياصرة الروس في دار الكتب في لينيجراد، ثم نقل إلى انجلترا، بينما يرى آخرون أنه بقي في مسجد دمشق حتى احترق فيه سنة ألف وثلاثمائة وعشرة

والذي يعلم علم اليقين، ويعلمه كل باحث منصف أن كتابا غير القرآن لم يحظ بالعناية التي أحيط بها ولم يصل غيره بالتواتر كما وصل ، فجاء – كما قال شفالي:" أكمل وأدق مما يتوقعه أي إنسان ". ولا غرو فهو كتاب الله الذي قال فيه: ((لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد))، وقد ظّل القرآن محفوظا في الصدور حتى الساعة، وإلى قيام الساعة.


شهادات بعض الغربيين:

كلام لوبلوا: "إن القرآن هو اليوم الكتاب الرباني الوحيد الذي ليس فيه أي تغيير يذكر"

كلام موير:"إن المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يد ليد حتى وصل إلينا بدون أي تحريف، ولقد حفظ بعناية شديدة بحيث لم يطرأ عليه أي تغيير يذكر ، بل نستطيع أن نقول إنه لم يطرأ عليه أي تغيير على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في البلاد الإسلامية الواسعة، فلم يوجد قرآن واحد لجميع الفرق الإسلامية المتنازعة، وهذا الاستعمال الإجماعي لنفس النص المقبول من الجميع حتى اليوم يعد أكبر حجة ودليل على صحة المنزل الموجود معنا"

كلام الاستاذ موريس بوكاي: ذكر بوكاي أنه يوجد في المكتبات الأوربية مثل المكتبة الوطنية بباريس، قطع مخطوطة من القرآن يرجع تاريخها – حسب تقدير الخبراء – إلى القرنين: الثاني والثالث من الهجرة.


الحفظ خاص بالقرآن:

إن الله تعالى تولى حفظ كتابه القرآن ((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون))، لأنه الرسالة الخاتمة والشريعة الباقية، فناسب أن يحفظ حتى قيام الساعة، أما الكتب السابقة فهي شرائع موقوتة، وكّل الله حفظها للناس فضيعوها بالتحريف والتبديل والكتمان، كما قال تعالى: (( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء))


نزول القرآن منجما

أنزل الله تعالى القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم لهداية البشرية، فكان نزوله حدثاً جللا يؤذن بمكانته عند أهل السماء وأهل الأرض، فإنزاله الأول من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا وذلك في ليلة القدر من شهر رمضان أشعر العالم العلوي من ملائكة الله بشرف الأمة المحمدية التي أكرمها الله بهذه الرسالة الجديدة لتكون خير أمة أخرجت للناس، وتنزيله الثاني مفرقا على خلاف المعهود في الكتب السماوية قبله أثار دهشة كفار العرب مما حملهم على المماراة، حتى أسفر لهم صبح الحقيقة فيما وراء ذلك من أسرار الحكمة الإلهية، فلم يكن الرسول ليتلقى الرسالة العظمى جملة واحدة، ويقنع بها القوم مع ما هم عليه من صلف وعناد، فكان الوحي يتنزل عليه تباعا تثبيتا لقلبه، وتسلية له، وتدرجا مع الأحداث والوقائع حتى أكمل الله الدين وأتم النعمة.

قال تعالى:(( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ولا يأتونك بمثل إلاجئناك بالحق وأحسن تفسيرا)) فالقران نزل منجما أي مفرقا في ثلاث وعشرين سنة هي عمر الرسالة المحمدية، وكانت الحكمة من نزوله منجما تتلخص في الآتي:

1- تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم:

واجه النبي صلى الله عله وسلم من قومه أول الأمر عنادا ونفورا وجفوة وأذى وهو راغب في دعوتهم وهدايتهم، فاحتاج أن ينزل عليه القرآن مرة بعد مرة، بحسب الوقائع والأحداث، تثبيتا لقلبه، وتسلية له، ولهذا حشد القرآن بقصص الأنبياء السابقين وما لاقوه من أعدائهم من صنوف العناد والاستكبار والأذى ثم كانت العاقبة لهم بالنصر والتأييد والتمكين، وهو مصير كل من تمسك بدين الله تعالى.

2- التحدي والإعجاز:

فإن تحدي الكفار بالقرآن وهو مفرق مع عجزهم عن الإتيان بمثله أدخل في الإعجاز، وأبلغ في الحجة من أن ينزل جملة ويقال لهم: جيئوا بمثله.



3- يسير حفظه وفهمه:

نزل القرآن على أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب، سجلها ذاكرة حافظة، فما كان للأمة الأمية أن تحفظ القرآن كله بيسر لو نزل جملة واحدة، وأن تفهم معانيه وتتدبر آياته، فكان نزوله هكذا مفرقا خير عون لها على حفظه في صدورها وفهم آياته، والالتزام بتعاليمه.

4- مسايرة الحوادث والتدرج في التشريع:

فما كان الناس ليقبلوا على هذا الدين الجديد لولا أن القرآن عالجهم بحكمة، وأعطاهم من دوائه الناجع جرعات يستطبون بها من الفساد والرذيلة، فكلما حدثت حادثة بينهم نزل الحكم فيها يجلي لهم صبحها، ويرشدهم إلى الهدى، ويضع لهم أصول التشريع حسب المقتضيات، فكان هذا طبا لقلوبهم.

5- الدلالة القاطعة على أن القرآن تنزيل من حكيم حميد:

وذلك أن القرآن نزل منجما في أكثر من عشرين عاما، تنزل الآية والآيات على فترات من الزمن فيقرؤه الإنسان ويتلو سوره فيجده محكم النسج، دقيق السبك، مترابط المعاني، رصين الأسلوب، متناسق الآيات والسور، ولو كان هذا القرآن من كلام البشر وقيل في مناسبات متعددة، ووقائع متتالية، وأحداث متعاقبة، لوقع فيه التفكك والانفصام، واستعصى أن يكون بينه التوافق والانسجام. قال تعالى:(( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا))


تفسير القرآن الكريم

المتتبع في تفسير النص القرآني المنهج التالي:

أولاً: تفسير القرآن بالقرآن:

إذ إن أحسن طريق لمعرفة مراد المتكلم: الاستدلال ببعض كلامه على بعض – حسب قواعد لغته التي يتكلم بها – وهذا يقتضي معرفة اللغة التي نزل بها القرآن، ومعرفة أساليبها، واستعمالاتها، فالقرآن عربي، والرسول الذي أنزل إليه عربي، والقوم الذين خاطبهم أول مرة عرب، فجرى الخطاب بالقرآن على معتادهم في لسانهم لفظاً ومعنى.

وقد يحتاج المفسر أن يجمع الآيات في الموضوع الواحد، ثم ينظر فيها مجتمعة ليعرف ما قد يكون بينها من علاقات، من تخصيص عام، وتقييد مطلق، وتفصيل مجمل.

ثانياً: تفسير القرآن بكلام النبي صلى الله عليه وسلم:

إن لم يتيسر فهم النص القرآني من القرآن نفسه طلبه المفسر من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فإنها البيان للقرآن، قال تعالى: ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون)) فالسنة تأتي مفسرة لبعض ما أجمل في القرآن، نحو أصول الفرائض كالصلاة، والصيام، والزكاة والحج، فبينت السنة أركان هذه العبادات وواجباتها، ومستحباتها، ومحظوراتها، ومكروهاتها، وهيئاتها، وأوقاتها، ومقاديرها، وأنصبتها على نحو من التفصيل لم يأت في القرآن.وكذلك تأتي السنة بالمخصص لعموم القرآن، والمقيد لمطلقه، والمبين لمشكله، ويستدل على ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم:( ألا إني قد أوتيت القرآن ومثله معه).

ثالثاً: تفسير القرآن بكلام الصحابة:

فإن تعذر فهم النص القرآني من القرآن ومن السنة طلبه المفسر من أقوال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنهم أعلم بذلك، لما شاهدوه من القرائن والأحوال، واختصوا به من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، ولا سيما علماؤهم وكبراؤهم.



رابعاً: تفسير القرآن بكلام التابعين:

تفسير القرآن بكلام التابعين ومن بعدهم من أهل العلم مع إضافة ما يناسب ذلك في المعتمدون، فإن تعذر فهم النص القرآني من كلام الصحابة لجأ المفسر إلى كلام من بعدهم من التابعين، فهم أقرب عهدا بنزول القرآن، وأعرف من غيرهم بلغته وأساليبه، وأكثر حفظا للسنن والآثار، وهم أيضا من أهل القرون المفضلة المشهود لها بالخيرية.


نسخ شريعة القرآن لغيرها من الشرائع السابقة :

النسخ في الشرائع الإلهية واقع قطعا، بل هو واقع في الشريعة الواحدة،ويكون عادة في الفروع لا في الأصول. قال تعالى: ((ما ننسخ من آية أو ننسها نأتى بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير)) وقد جاءت شريعة عيسى ناسخة لبعض ما في شريعة موسى عليهما السلام قال تعالى على لسان عيسى مخاطبا بني إسرائيل: ((ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم)) أما شريعة الإسلام فهي ناسخة لما قبلها من الشرائع، والمقصود: ما يدخله النسخ من الشرائع، أما ما يجب لله من التوحيد والتنزيه عن الشرك وأصول العبادات مما هو أصل دعوة جميع الرسل فلا يدخله النسخ، فالذي يدخله هو فروع الشرائع وجزيئاتها وتفاصيلها.

لذا كانت شريعة الإسلام باقية خالدة صالحة لكل زمان ومكان جامعة لمحاسن الشرائع السابقة. قال تعالى: ((وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه)).


كمال دين الله تعالى بنزول القرآن

صحيح أن القرآن لم ينزل إلا منذ أربعة عشر قرنا، بيد أن معانيه قديمة جديدة ففيها خلاصة كاملة للرسالات الأولى، وللنصائح التي بذلت للإنسانية من فجر وجودها، فالقرآن ملتقى رائع للحكم البالغة التي قرعت آذان الأمم في شتى العصور، واستعراض مجمل الشرائع الالهية التي احتاجت إليها الأرض جيلا بعد جيل.

إنه لذلك مجمع الحقائق الثابتة، ومجلى عناية الله بعباده مذ خلقوا، وإلى اليوم، وإلى أن تنقضي الدنيا، وإظهارا لهذا المعنى، يقول الله تعالى في سورة الأعلى بعد أن ذكر بعض آياته في الخلق، ثم أمر رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بالتذكير، ثم بين فلاح من تزكى وخسارة من لم يتذكر، وأن طبيعة الناس إيثار الحياة الدنيا مع أن الآخرة خير وأبقى ،وعقب ذلك بقوله: ((إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى)) فالدين قد أكتمل بنزول القرآن، وليس بالناس حاجة لغيره، قال تعالى: ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)).



د. أبو شامة المغربي

kalimates@maktoob.com (kalimates@maktoob.com)