المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا تسمى غزة هاشم ؟؟



طارق شفيق حقي
26/08/2011, 12:51 AM
غزة بفتح الغين وتشديد الزاء المعجمتين وبعدها هاء





وهي البليدة المعروفة في الساحل الشامي وقد يقع هذا الكتاب في يد من يكون بعيداً عن بلادنا ولا يعرف أين تقع هذه البليدة ويتشوق إلى معرفة ذلك فأقول


61 من أعمال فلسطين على البحر الشامي بالقرب من عسقلان وهي في أوائل بلاد الشام من جهة الديار المصرية وهي إحدى الرحلتين المذكورتين في كتاب الله العزيز في قوله تعالى ( ^ رِحلة الشتاء والصيف ) واتفق أرباب التفسير أن رحلة الصيف بلاد الشام ورحلة الشتاء بلاد اليمن وقد كانت قريش في متاجرها تأتي إلى الشام في فصل الصيف لأجل طيبة بلادها في هذا الفصل وتأتي اليمن في فصل الشتاء لأنها بلاد حارة لا تستطيع الدخول إليها في فصل الصيف وقال أبو محمد بن عبد الملك بن هشام في أوائل سيرة رسول الله أول من سن الرحلتين لقريش رحلة الشتاء والصيف هاشمٌ جد النبي ثم ذكر بعد هذا بقليل قال ابن إسحاق ثم هلك هاشم بن عبد مناف بغزة من أرض الشام تاجراً ثم قال بعد هذا بقليل وقال مطرود بن كعب الخزاعي يبكي بني عبد مناف جميعاً وذكر القصيدة ومن جملتها





( وهاشم في ضَريحٍ وَسْطَ بلقعةٍ * تسفي الرياح عليه بين غزات )




قال أهل العلم باللغة إنما قال غزات وهي غزة واحدة كأنه سمى كل ناحية منها باسم البلدة وجمعها على غزات وصارت من ذلك الوقت تعرف بغزة هاشم لأن قبره بها لكنه غير ظاهر ولا يعرف ولقد سألت عنه لما اجتزت بها فلم يكن عندهم منه علم





ولما توجه أبو نواسٍ الشاعر المشهور من بغداد إلى مصر ليمدح الخصيب بن عبد الحميد صاحب ديوان الخراج بمصر ذكر المنازل التي في طريقه فقال




( طوالبُ بالركبان غزة هاشم * وبالفر ما من حاجهن شقور )







وفي بيت أبي نواس لفظتان تحتاجان إلى التفسير إحداهما الفرما وهي بفتح الفاء والراء المدينة العظمى التي كانت كرسي الديار المصرية في زمن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ومن قراها أم العرب التي منها هاجرأم إسماعيل بن الخليل عليهما السلام والفرما في أول الرمل بين السائح والقصير المنزلة المعروفة على يسار المتوجه إلى الشام من مصر على ساحل البحر رأيتها وقد خَربَتْ ولم يبق منها سوى الآثار وموضعها تل عال ومن الاتفاق الغريب أن إسماعيل أبو العرب وأمه من أم العرب القرية المذكورة واللفظ الثاني قوله في آخر البيت شُقور بضم الشين المعجمة والقاف ويقال بفتح الشين أيضاً والضم أصح لأن الشقور بالضم بمعنى الأمور اللاصقة بالقلب المهمة الواحد شَقْر ٌوالله أعلم


وفيات الأعيان