المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة ومقال



قاف العراق
09/03/2006, 11:04 AM
جرح عتيد على اطنابه أقف
وكلهم خلفوني فيه وانحرفوا
عتقت ذاكرة الايام في خلدي
وعلقما بحنيني كنت ارتشف
هم اخوتي وقميصي بات يعرفهم
فواحدا واحدا عروه وانكشفوا
أي أحتراق همو ولم يشف كيدهمو
فعمدوه بحزن الذئب .. وانصرفوا
نسوه في وحشة البردي قبرة
لا الاهل فيه ولا الاوطان تعترف
تناثروا في شفاه الليل اغنية
فأي ذنب مخيف سوف اقترف
جرح المسافات يصحو في تسكعهم
مذ جاوزوني هنا في الهم وانكسفوا
للحب طعم احتراقي حين كلمهم
تساقطوا في الدم المسفوح وارتشفوا
وللرمال العطاشى .. عري خارطة
اكلما حاصروها تنزف الصحف
الشعر بحر اراه تحت نافذتي
هو الحنين فافشى سره الصدف
الوجد اسلمني للريح فانكسرت
احلى القوافي وظل القلب يرتجف
وتجلد الريح بالنسيان ذاكرتي
هل يسلم القلب من جرح به خرف
وكم اعد ارتعاش الشمس في ولـه
لكي تلم اشتهائي هذه الشرف
حملت جرح الرفاق اليوم في شفتي
فكلما هاج فيهم كبرهم نزفوا
الكبر سلمهم للشمس يا وطني
للمجد صبراً على اضلاعهم زحفوا
ويكبر الحلم في احداقهم وطناً
حدوده باحتراق الروح تلتحف
عيناه ابصرتا في غربتي قمراً
يضيء جرحاً على اعتابه أقف
مكللين بغار النخل يا وطني
كأنهم غير هذا الفخر ما عرفوا
سيعزف القلب جرح الواقفين هنا
حتى يعي القصب المذبوح ما عزفوا
قد ضيعتني دروب العمر اجمعها
فأي درب به الاوهام تنكشف
وكان اسمك قبل البدء ساريتي
وفي جبينك نور البدر ينخسف
ان كان لي لوعة في الحب انزفها
فأنني باحتراقي فيك اعترف

القصيدة مهداة الى المناضل العربي الكاتب والمفكر الكبير د . حسن خليل غريب والذي رد على قاف العراق قائلا :

جرحان ينزفان عند هذا المقاوم: جرحه وجرح الوطن. فأيهما يداوي؟
لقد اختار أن يداوي جرح الوطن ففي مداواته برء لجرحه، أو لجراحه. وذلك اختيار المناضلين.
أيها الواقف على حدود الوطن صامداً في كل شبر فيه (ويكبر الحلم ... وطناً حدوده باحتراق الروح تلتحف).
أيها النازف من جرح ذوي القربى، وما دبَّ اليأس في نفسك. فيك خزان كبير من دماء تجري في عروقك، فدمك لن يجف كما لن تجف مياه دجلة والفرات.
جرحك الخريفي لم يمنعك من تجديد عهد الوفاء لأرضك، لشعبك، لرفاقك (سيعزف القلب جرح الواقفين هنا. مكللين بغار النخل يا وطني كأنهم غير هذا الفخر ما عرفوا)، لمبادئك ولقيمك العليا. ألا تكفي تلك الصفات لإثبات الأصالة؟
أيها المقاوم على رؤية أن جراحنا الصغرى تهون أمام الجرح الأكبر، فجراحنا الصغرى لا بلسماً لها غير ما رأيته أنت من علاج. إذ (تجلد الريح بالنسيان ذاكرتي، هل يسلم القلب من جرح به خرف)؟.
جراحنا الصغرى لها دواء في إيقاف النزيف الأكبر. وتلك هي بدايتك، تلك هي خياراتك التي تمارسها. وأنت تنتظر أن ترخي الشمس بنورها على الجميع، ولا ترى نفسك إلاَّ واحداً ممن سينعمون بدفئها. (وكم اعد ارتعاش الشمس في ولـه لكي تلم اشتهائي هذه الشرف).
إن بعضنا أيها المناضل يكمل بعضه الآخر. وكلنا في وجه الاحتلال نار مشتعلة.
وكلنا لن نبقى كلنا لأنه لا بدَّ للأوراق الصفراء من أن تتساقط، ويبقى الربيع للأوفياء خير منتج للورق الأخضر، وبهم تنتعش الأرض وتصفو السماء، وتطمر الأرض في جوفها ما تساقط. وتغذي ما بقي أخضراً يانعا. فبك وبرفاقك الذين تروون الأرض بدمائكم خير ما تختزن الأمة في وقتها العصيب.
ولن أقول شيئاً أجمل مما قلته أنت (سيعزف القلب جرح الواقفين هنا، حتى يعي القصب المذبوح ما عزفوا).
ولن يبقى قصب العراق إلاَّ شامخاً على الرغم من إرادة الاحتلال الأميركي في ذبحه. وستنقل النايات المصنوعة منه، من جيل إلى جيل، أخبار هولاكو الأميركي الذي تكسَّرت قرونه على أبواب بغداد، والفلوجة «أم المناضلين»، وعتبات الشهادة التي صنعها «الحسين» على الرغم ممن زيَّفوا مواقفه.
يا سيدي
أنا أشعر بالفخر أن تهدي إليَّ قصيدة، لكن لا تزال قامتي أقصر من قامة أي مقاوم يردي جندياً محتلاً يختال على أرض العراق أو فلسطين أو لبنان...